بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لشيخنا وانفعه وانفع به يا رب العالمين. قال شيخ الاسلام رحمه الله تعالى في رسالة التدميرية ومما يشبه هذا القول ان يجعل اللفظ نظيرا لما ليس مثله كما قيل في قوله ما منعك ان تسجد لما خلقت بيدي فقيل هو مثل قوله او لم يروا انا خلقنا لهم مما عملت ايدينا انعاما فهذا ليس مثل هذا لانه هنا اضاف الفعل الى الايدي فصار شبيها بقوله فبما كسبت ايديكم وهناك اظاف الفعل اليه فقال لما ثم قال بيدي وايضا فانه هناك ذكر نفسه المقدسة بصيغة المفرد وفي اليدين ذكر لفظ التثنية كما في قوله بل يداه مبسوطتان بل يداه مبسوطة وهنا اضاف الايدي الى صيغة الجمع فصار كقوله تجري باعيننا. وهذا في الجمع نظير قوله بيده الملك وبيدك الخير في مفرد فالله سبحانه وتعالى يذكر نفسه تارة بصيغة المفرد مظهرا او مضمرا وتارة بصيغة الجمع كقوله انا فتحنا لك فتحا مبينا وامثال ذلك ولا يذكر نفسه بصيغة التثنية قط لان صيغة الجمع تقتضي التعظيم الذي يستحقه وربما تدل على معاني اسمائه واما صيغ التثنية فتدل على العدد المحصور وهو مقدس عن ذلك. احسنت. ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا. اما بعد فلا يزال كلام المؤلف رحمه الله متعلقا بموضوع الظاهر هل هو مراد ام لا؟ و تبين لنا القول الحق في هذه المسألة وانه ما عليه اهل السنة والجماعة من ان ظاهر نصوص الصفات كغير هذا الظاهر في نصوص العبادات والمعاملات وغيرها. مراد ومفهوم. و كل ذلك على الوجه الذي يليق بالله سبحانه وتعالى اعني ما تعلق بهذه النصوص من صفات الله سبحانه وتعالى. وقد ذكر المؤلف رحمه الله المسلك الذي سار عليه المخالفون وتكلمنا عن هذا في الدرس الماظي واظاف اليه اليوم مزيدا من التوضيح والتبيين. فقال رحمه الله ومما يشبه هذا القول يعني جعل المعنى الفاسد ظاهر اللفظ مما يشبه هذا القول يعني ما سبق من المسلك الذي سار عليه هؤلاء المعطلة من انهم يجعلون المعنى الفاسد هو ظاهر اللفظ قال ان يجعل اللفظ نظيرا لما ليس مثله كما قيل في قوله ما منعك ان تسجد لما خلقت بيديه فقيل يعني من هؤلاء المعطلة هو مثل قوله او لم يروا انا خلقنا لهم مما عملت ايدينا انعاما الحق ان هذا المثال يتحقق به المسلكان جميعا ما تكلمنا عنه في درس البارحة فهم جعلوا ظاهرا ليجعلوا بعده الظاهر فاسدا فهمنا هذه القاعدة جعلوا الفاسد ظاهرا ليجعلوا الظاهر فاسدا. هكذا فعلوا هنا. اتوا الى قول الله سبحانه الا مما عملت ايدينا. فقالوا وهذا ما نص عليه صاحب اساس التقديس والمؤلف رحمه الله له عناية في هذا الكتاب بتتبع مقالاته ونقده كما فعل وبسط هذا في كتابه الواسع العظيم نقض اساس التقديس ويكاد ان يكون هذا الكتاب الذي بين ايدينا وهو الرسالة التدميرية يكاد ان يكون تلخيصا لنقضي اساس التقديس المقصود ان هذه المقالة قد ذكر صاحب اساس التقديس فقال ان ظاهر قوله مما عملت ايدينا يدل على اثبات ايد كثيرة لله سبحانه وتعالى وهذا الظاهر فاسد. لا تجوز نسبته لله سبحانه وتعالى ولم لم يقل احد قط ان لله عز وجل ايديا كثيرة. هذا هو الامر الاول الذي فعله وهو ان جعلوا الفاسدة ظاهرا المعنى الفاسد جعلوه ظاهرا اللفظ ثم بنوا على هذا الامر الاخر الذي يريدونه وهو ان يجعلوا الظاهر الحق فاسدا قالوا اذا كان ذاك الظاهر فاسدا وواجب ان نحمل النص على خلاف ظاهره اذا فلنفعل الامر نفسه في قوله لما خلقت بيدي ذاك فاسد وهذا ايضا فاسد. لا يجوز ان يجرى هذا النص على ظاهره. ولا يجوز ان لله سبحانه وتعالى يدين لان ذاك الظاهر الذي تعلق بصفة اليد فاسد وواجب هنا ان نصرف هذا الفاسد ايضا لانه على شاكلته وهذا الذي اراده المؤلف رحمه الله في قوله ان يجعل اللفظ نظيرا لما ليس مثله والحق عند اهل الانصاف ان هذا القائل قد اخطأ في الاول كما انه قد اخطأ في الثاني كلا المسلكين خاطئ وكلا المسلكين مجانب للحق و قبل ان استرسل اقول ان معتقد اهل السنة والجماعة وهو ما دلت عليه الادلة المتواترة في الكتاب والسنة ان الله سبحانه وتعالى متصف بيدين جليلتين كريمتين احداهما اليمين والاخرى اليد الاخرى وهذا ما تواترت به الادلة واجمع عليه السلف الصالح وسيأتينا ان شاء الله ان الادلة في هذا الباب جاءت على ثلاثة اضرب وكلها اه حق وكلها لا تعارض بينها كلها ثابتة لا تعارض بينها. فان هذه الادلة جاءت بالتثنية في كتاب الله عز وجل في موضعين في هذه الاية التي بين ايدينا في صاد لما خلقت بيدي وفي قوله بل يداه مبسوطتان والتثنية نص لان اسماء العدد نص في مسماها وجاء ضرب اخر من النصوص فيه ان اليد مفردة والافراد ها هنا للدلالة على الجنس وآآ جاءت ايضا مجموعة كما في هذا الموضع الوحيد في كتاب الله الذي جاء فيه ان الايدي مجموعة ان هذه الصفة مجموعة يعني مما عملت ايدينا. والجمع للتعظيم اذا نخلص الى ان الجمع للتعظيم ومناسبة اللفظ كما سيأتي والافراد للدلالة على الجنس التثنية نص في المعنى وهذا ما جاء صريحا في ادلة كثيرة في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم بلا الاحاديث والاثار الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن اصحابه رضي الله عنهم في هذا الموضوع تزيد على مئة موضع كما نص على هذا ابن القيم رحمه الله في كتابه الصواعق اذا هي ادلة كثيرة متواترة ومنها قول النبي صلى الله عليه وسلم الثابت في صحيح مسلم قال صلى الله عليه وسلم المقسطون على منابر من نور عن يمين الرحمن وكلتا يديه يمين اذا لا يمتلي عاقل منصف ان هذا الحديث نص في اثبات اليدين لله سبحانه وتعالى فهما يدان كريمتان كلتاهما فيها الخير والبركة لا تشبهان ولا تماثلان ايدي المخلوقين فكما ان ذاته سبحانه ليست كذوات المخلوقين فكذلك يداه ليستا كايدي المخلوقين ليس كمثله شيء وهو السميع البصير وانبه قبل ان ندخل الى التفريق بين الايتين الى ان هاتين الايتين كلاهما دليل على اثبات صفة اليد لله عز وجل بل يداه مبسوطة آآ لما خلقت بيدي والامر فيها واضح وكذلك في قوله مما عملت ايدينا وهذا من المواضع التي قد تشتبه على بعض الناس فينبغي ان يعلم ان هذه الاية دلت على امرين الاول ثبوت اليد لله سبحانه وتعالى والثاني اثبات ان الله سبحانه وتعالى يعمل ولذا ان كنتم تذكرون مر بنا في اوائل هذه الرسالة ايراد هذه الاية والاستدلال بها على صفة العمل لله سبحانه وتعالى تذكرون اذا هذه الاية لها دلالتان الاولى بالمطابقة ويستفاد من ذلك اثبات صفة اليد لله سبحانه وتعالى وذلك ان هذا السياق لا يمكن ان يفهم منه من يفهم لغة العرب الا ان اليد صفة لله سبحانه وتعالى والامر الثاني او الدلالة الثانية هي الدلالة اللزومية ويستفاد منها تفسير الاية فقوله مما عملت ايدينا يعني مما عملنا وهذا ما تجده اهل التفسير يتكلمون عنه يدلون او يتكلمون عن الدلالة اللزومية التي يستفاد منها معنى الاية وتفسيرها. اهل السنة والجماعة يجمعون بين اثبات الدلالتين بخلاف المعطلة الذين يثبتون الدلالة اللزومية فحسب. اما اهل السنة والجماعة فيجمعون بين الامرين. فيقولون ان الاية دلت على ثبوت صفة اليد لله عز وجل وذلك بدلالة المطابقة فالله عز وجل اظاف اليد الى ذاته جل وعلا والدلالة الاخرى وهي الدلالة اللزومية وهي ان الله سبحانه وتعالى هو الذي يعمل جل وعلا. وهذا جار في كلام العرب. كما قال سبحانه وتعالى وكتاب افصح كلامي افصح الكلام بلسان عربي مبين. قال جل وعلا بما كسبت ايديكم يعني بما بما كسبتم بما عملتم وهذا لم يكن ليقال الا والناس لها ايدي بمعنى قولك كسبت آآ كسبت يدي او بما كسبت ايديكم. كل انسان يفهم لغة العرب سيفهم منها امرين اولا ثبوت صفة اليد لهذا المتكلم والثاني انه هو الذي عمل كسبت يدي يعني عملت هذا جزائي بما كسبت يدي يعني بما عملت وان كان هذا العمل قد لا يكون بصفة اليد. قد يكون بالرجل قد يكون بالنظر قد يكون بالكلام الى اخره لاحظ هنا ان العرب في المعنى الثاني تتجاوز كثيرا العرب في المعنى الثاني تتجاوز كثيرا فتضيف عمل ذي اليد الى اليد لان اليد يعمل بها كثيرا اما المعنى الاول فان اليد لا تضاف الا لمن هو متصف باليد اصلا واضح؟ بمعنى لا تقولوا في الماء مثلا يد الماء لانه يجري او لانه يندفع فيحصل منه شيء فتضيف اليد اليه. لا تقول على اي سياق باضافة اليد الى الماء لان الماء اصلا لا يتصف باليد. اما لما كان الانسان متصفا باليد تجوز فاضيف الفعل اليه والمراد الانسان نفسه وهذا له نظائر كثيرة في لغة العرب. وكلام الله ورسوله صلى الله عليه وسلم انما يبنى وانما يفهم على مجاري كلام العرب هكذا جعله الله سبحانه وتعالى بلسان عربي مبين. انا جعلناه قرآنا عربيا. اذا لو كان القرآن قد اه جعله الله سبحانه وتعالى على ما يهوى هؤلاء المعطلة المتكلمون لكان لنا كلام آآ غير الكلام لكن لما كان القرآن بلسان عربي مبين فواجب ان يفهم في ضوء لغة العرب وهذا ما سيتضح لكم بعد قليل ان شاء الله قال رحمه الله فهذا ليس مثل هذا نعم الايتان اتفقتا في جانب واختلفتا في جانب اخر اتفقتا في اثبات ماذا؟ صفة اليد لله سبحانه وتعالى. واختلفتا في جانب اخر الدلالة هنا ليست كالدلالة هنا و بما سيأتي سيتبين لنا ان تشغيب المعطلة الذين قالوا ان هذا الظاهر فاسد لا يمكن ان يحمل كلام الله عليه ولا يمكن ان نجريه على لا يمكن ان نجري هذا الكلام على ظاهره هذا كلام فاسد ثمان قولهم ان الظاهر الحق الذي يدل على آآ الذي يدل عليه قوله تعالى لما خلقت بيدي وهو ثبوت اليدين حقيقة لله سبحانه وتعالى ان هذا فاسد هذا وهذا غلط وكذا وهذا خطأ ولا يجوز ان يقال بذلك لمن كان من اهل الحق والانصاف. الفرق بين الايتين يظهر من ثلاثة اوجه سالخصها لك. ثم اه سيتبين لك من خلال بسط المؤلف رحمه الله. اولا ان الاية في سورة صاد لما خلقت بيديه كان فيها اضافة الفعل الى الله سبحانه وتعالى فقال لما خلقت؟ فالفعل مضاف الى الله سبحانه وتعالى. اما في قوله مما عملت ايدينا فالفعل ها هنا مضاف الى الايدي وليس مضافا الى الله سبحانه وتعالى وعليه فهذا فرق لغوي يمنع من ان تكون الايتان مثل بعضهما يمنع ذلك لو كان المراد في قوله لما خلقت بيدي كالمراد في قوله مما عملت ايدينا لكان ذكر اليدين في اية صاد لغوا انتبه لهذا فانه دقيق تأمل معي في قوله تعالى مما عملت ايدينا ماذا تفهم مما من هذه الاية عملت ايدينا يعني تضع يساوي عملنا يساوي عملنا لان القاعدة عند العرب كما ذكرنا ان الفعل يضاف الى يد ذي اليد ها والمراد الاضافة والمراد الاظافة اليه هو والمراد الاظافة اليه هو وسبب ذلك ان اليد ماذا يعمل بها كثيرا يفعل بها كثيرا. طيب عملت ايدينا يعني؟ عملنا ايدينا هنا مهم جدا حتى نفهم المعنى الذي هو عملنا ولكن ليس الامر كذلك في قوله لما خلقت بيدي لان لما خلقت كافية في اثبات ان هذا الفعل مضاف الى الله عز وجل فلو كان لما خلقت بيدي تساوي لما خلقت لك انت كلمة بيدي لغوة وكلام الله عز وجل يصان عن اللغو ها يا شيخ وليد اعيد انتبه معي مما عملت ايدينا تستطيع ان تضع هنا يساوي عملنا. طيب سؤال ايدينا هنا مهمة في الوصول الى هذا المعنى ام لا؟ عدم وجودها يعني اننا لن نصل الى هذا المعنى اليس كذلك عملت هكذا لو كانت الاية مما عملت ما وصلنا الى هذا المعنى. اذا لابد من كلمة ايدينا حتى نصل الى هذا المعنى طيب دعونا نطبق هذا القوم يقولون هذه مثل هذه اية صاد مثلها مثل اية ياسين لا فرق نقول هنا هل لما خلقت بيدي تساوي خلقت لما خلقت تساوي لما خلقته ها وبالتالي بيدي قدر زائد لو كان المراد بهذه الاية لو كان المراد بهذه الاية اثبات ان الخلق مضاف الى الله عز وجل لكان هذا حاصلا بقوله لما خلقت والاية الصريحة في اضافة الخلق الى الله عز وجل. اذا ما الفائدة؟ من قوله بيديه كانت بالتالي على قولهم لغوا كلام الله عز وجل بالاتفاق يجب ان يصان عن اللغو اذا افترق ها هنا اللفظان الايتان ليستا ليستا سواء هذا واحد. الامر الثاني ان الله سبحانه وتعالى عد الفعلة في اية صاد بالباء واظاف الباء الى اليدين فقال لما خلقت بيدي هذا يدل على ان الفعل كان بها نصا هذا يدل على ان الفعل كان بها نصا كان الخلق باليد لا بغيرها وهذا ليس في اية ياسين اية ياسين ليس فيها تعياء ليس فيها تعدية بحرف قال مما عملت ايدينا اليس كذلك؟ وهذا فارق مهم بين الايتين وذلك ان العرب لا تستعمل هذا الاسلوب الا والمراد التنصيص على ما به كانت مباشرة الفعل الا ترى الى انك تقول طرقت بالمطرقة كتبت بالقلم ايفهم احد انك في قولك طرقت بالمطرقة انك طرقت بيدك المجردة او انك طرقت بعصا او جذع او ما شاكل ذلك؟ ايفهم احد هذا؟ لا يفهم من هذا الاسلوب الا وان الالة التي كان بها الفعل الشيء الذي كان به الفعل هو ماذا هو هذا الذي اضيف اليه الباء هذا الذي اضيف اليه الباء. وبالتالي هذا لم يكن في قوله عملت ايدينا بل هذا مما يتوز به كثيرا كما ذكرنا يضاف الفعل الى يد ذي اليد والمراد الاظافة اليه هو وهذا يستعمل كثيرا. اما هنا فلا يمكن ان يكون كذلك لا يمكن ان تقول انني كتبت بالقلم والمراد انك كتبت بلا قلم باصبعك مثلا على الرمل هذا لا يمكن ان يكون. واضح؟ اذا هذا فارق ثاني الفارق الثالث ان اية صاد جاء فيها ذكر الصفة على صيغة التثنية اليس كذلك؟ قال لما خلقت بيدي فهو اضاف الفعل الى يدين اثنتين ولا يمكن ان يريد بهذا نفسه كما كان ذلك في قوله مما عملت ايدينا. لاحظ معي ان ضمير الجمع ها هنا يعود الى من عملت ها ايدينا هذا الظمير الذي هو ان قوله آآ النون هنا نون الجمع تدل على ماذا؟ التعظيم وتعود الى من؟ الى الله سبحانه وتعالى. ولا يجوز ان يقال ان التثنية تعود الى الله عز وجل. انتبه! القوم يقولون هذه الاية بمثابة تلك. كلاهما سواء كما ان هذا يدل على معنى فاسد كذلك تلك تدل على معنى فاسد تعالى الله عز وجل عن ان يكون قد تكلم بهذا الكلام بما يزعم هؤلاء من انه كلام فاسد حاشا وكلا ان يكون كتاب الله عز وجل كذلك. المقصود ان ان بين الايتين فرق كبير. هذه فيها تثنية واما تلك ففيها جمع والجمع يجوز ان يضاف الى الله سبحانه وتعالى على سبيل التعظيم اما التثنية فلا بل من اضاف التثنية واراد ان الذي اضيفت اليه التثنية هو الله سبحانه وتعالى فلا شك انه يكون كافرا وقال الله لا تتخذوا الهين اثنين انما هو اله واحد هل يجوز ان يقول انسان انتما يا الله اعوذ بالله لكن تقول انت يا الله اليس كذلك؟ اذا التثنية لا تجوز او لا يجوز ان تضاف الى الله عز وجل والمراد ها ذاته ونفسه سبحانه وتعالى. اما الجمع فانه يجوز ولذلك جاءت نصوص كثيرة. انا نحن نزلنا الذكر نحن قسمنا بينهم معيشتهم والمراد الله الذي هو واحد سبحانه وتعالى انما هو اله واحد. اذا فرق بين صيغة التثنية في اية صاد ها الجمع في سوء في سورة او في اية ياسين. اذا هذه ثلاثة فروق توضح لك ان الذي زعموا من ان هذه الاية مثل تلك الاية لا شك انه كلام لا شك انه كلام باطل والخلاصة ان زعم القوم ان الاية في سورة ياسين ظاهرها فساد لانها تدل على ثبوت ايد كثيرة لله عز وجل. اظن انني نقلت لكم هذا النص في درس سابق قلت انه يقول لو اخذنا بظاهر القرآن لاثبتنا ذات واحدة لها ايد كثيرة ولها وجه واحد ولها اعين كثيرة ولها ساق في كلام يدل على ان مصيبة القوم انما هي انما هي التشبيه هذا لو رجعت اليه لقشعر اليك لقشعر جلدك مما تقرأ في كتاب اساس التقديس مع الاسف الشديد وهو عمدة عند المعطل في تأويل نصوص الصفات وهذا الذي نقضه شيخ الاسلام رحمه الله في كتابه الحافل الذي ذكرته لك قبل قليل. اذا زعمهم ان هذا هو الظاهر ليس بصحيح بل هذه الاية تدل على ثبوتي صفتي اليدين لله سبحانه وتعالى. فالجمع فيها يؤول الى التثنية الجمع فيها يؤول الى التثنية. وذلك بالجمع بين هذه النصوص جميعا. وهذا فارق منهجي بين طريقة اهل السنة وطريقة هؤلاء اهل السنة يجمعون بين النصوص ويؤلفون بينها ويؤمنون بالكتاب كله ولا يجعلون القرآن عضين اما اهل البدع فانهم يأخذون طرفا ويتركون طرفا يضربون بعض النصوص ببعض يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض اهل السنة النصوص عندهم بمثابة نص واحد تفهم على انها كأنها نص واحد يضم بعض النصوص الى بعض اذا قوله تعالى مما عملت ايدينا سيأتي معنا ان الجمع ها هنا لليد انما كان سبتي الكلام لمشاكلة اللفظ لما كانت الاظافة الى ضمير جمع لما كان المضاف اليه صيغة جمع لما كان المضاف اليه صيغة جمع ناسب ان يكون المضاف جمعا وهذا له نظائر كما سيأتي معنا ان شاء الله سبحانه وتعالى. لو كان المضاف اليه مفردا تجد ان المضاف يفرد وهذا الذي بينه المؤلف رحمه الله فيما سمعت وفيما سنقرأ بعد قليل ان شاء الله. اذا قوله مما عملت ايدينا لا على ثبوتي ايد كثيرة. هذه الصيغة ليست ليست نصا في المعنى ليست نصا في الجمع لو كانت من اسماء الاعداد لك انت نصا في الجمع لكن مجرد هذا الجمع لا يدل على ثبوت الكثرة وان لله عز وجل ايد كثيرة لمن كان يفهم لغة العرب ويحمل كلام الله عز وجل على سنن وصحاء العرب. طيب يقول المؤلف رحمه الله فهذا ليس مثل هذا لانه انتبه هذا هو الوجه الاول لانه اظاف الفعل الى الايدي فصار شبيها بقوله فبما كسبت ايديكم وكل احد يفهم ان قوله بما كسبت ايديكم يعني بما كسبتم. واضح القاعدة في هذا ما ذكرت لك قبل قليل من ان العرب تضيف الفعل الى يد ذي اليد والمراد الاظافة اليه والسبب انه يحصل الفعل باليد كثيرا. طيب قال وهناك اظاف الفعل اليه فقال لما خلقت ثم قال بيدي وهذا الذي ذكرت لك قبل قليل من انه لو كان المراد من قوله لما خلقت بيدي الاظافة الى الله سبحانه وتعالى اظافة الخلق الى الله سبحانه وتعالى لكان ذكر اليدين لغوا لا حاجة اليه ولا فائدة منه. قال رحمه الله وايضا فانه ذكر نفسه المقدسة مقدسة بصيغة المفرد يعني في قوله خلقت قال ايش؟ خلقت قال وفي اليدين ذكر لفظ التثنية كما في قوله بل يداه مبسوطتان وهنا يعني في سورة ياسين اظاف الايدي الى صيغة الجمع فصار كقوله تجري باعيننا. وهذا الذي ذكرته لما كان المضاف اليه جمعا ناسب ان يكون المضاف جمعا. لما يكون المضاف اليه مفردا المناسب هو ان يكون المضاف مفردا وهذا لمشاكلة اللفظ ولانه احسن في النظم. قال وهذا في الجمع نظير قوله بيده الملك بيدك الخير ولتصنع على عيني اذا القاعدة هنا لما كان المضاف اليه صيغة جمع كان المضاف جمعا هذا كما رأيت عملت ايدينا كسبت ايدي الناس هنا صار الجمع الى صارت الاظافة عفوا الى الى جمع في قوله الناس ولما كان المضاف اليه مفردا ها كما في قوله بيدك الخير بيده الملك كان المضاف كان المضاف مفردا وذلك لمشاكلة في اللفظ ولانه احسن في النظم طيب قال فالله سبحانه وتعالى يذكر نفسه تارة بصيغة المفرد مظهرا او مضمرا وتارة بصيغة الجمع كقوله انا فتحنا لك فتحا مبينا يعني تارة آآ يخبر عن نفسه او يذكر نفسه سبحانه وتعالى بصيغة المفرد مظهرا انني انا الله انني انا الله وقد يكون ذلك بصيغة الجمع. نحن قسمنا بينهم انا نحن نزلنا الذكر. وهكذا ايضا بالضمير انا فتحنا لك فتحا مبينة وامثال ذلك ولا يذكر نفسه بصيغة التثنية قط لان صيغة الجمع تقتضي التعظيم الذي يستحقه وربما تدل على ما اسمائه يعني مما نستفيده من صيغة الجمع سواء كان مظهرا او كان مضمرا مما نستفيده من هذه الصيغة المضافة الى الله سبحانه وتعالى ما ذكر المؤلف رحمه الله انها ربما تدل على معاني اسمائه بمعنى ان هذه الصيغة تدل على انه الواحد الذي له صفات كثيرة عظيمة انتبه لهذا يريد المؤلف بقوله وربما تدل على معاني اسمائه اي انها تدل على انه الواحد سبحانه له صفات كثيرة عظيمة جل ربنا وعز. واما صيغة التثنية فتدل على العدد المحصور وهو مقدس عن ذلك يعني مقدس عن التثنية وقال الله لا تتخذوا الهين اثنين انما هو اله واحد نعم قرأت هذا طيب قال فلو قال ما منعك ان تسجد لما خلقت عفوا قال فلو قال ما منعك ان تسجد لما خلقت يدي كان كان كقوله مما عملت ايدينا نعم لو كانت الاية تنزل بحسب اهوائهم لجعلوها خلقت يدي لان هذه يمكن يمكن ان تحمل على العمل المضاف الى الله سبحانه وتعالى كما تدل عليه اية ايدينا وهو نظير قوله بيدك ابيده الملك او بيدك الخير. يمكن ان تفهم من قوله بيده الملك يعني ان الملك له مضاف اليه سبحانه وتعالى كذلك في قوله بيدك الخير يعني الخير منك الخير مأمول عندك وما الى ذلك. قال ولو خلقت ولو قال خلقت بيدي ولو قال خلقت بيدي بصيغة الافراد لكان مفارقا له. فرق بين اللفظين بين ان يقول خلقت يدي. وبين ان يقول خلقت بيدي كما قلنا الاول يمكن ان يفهم منه ان الاظافة تعود اليه هو سبحانه وتعالى لا ان الفعل كان بيده او ان ذلك كان عملا باليد مباشرة يمكن ان يفهم خلاف ذلك وهذا سائغ في لغة العرب. اما اذا قال خلقت بيدي فهذه كما قلنا لا يمكن ان تكون كذلك فالباء ها هنا التي اه اضيفت الى اليد تمنع من ان يكون المراد الا هذا المعنى وهو ان الفعل كان باليد كان باليد حقيقة. قال لكان مفارقا له فكيف اذا قال خلقت بيدي بصيغة في التثنية لا يجوز في كلام العرب ولن تجد فصيحا يقول اذا مشى او تكلم فعلت بيدي لا يجري في كلام العرب ولن تجد فصيحا يقول اذا مشى او تكلم ها انني مشيت بيدي فعلت بيدي ها تكلمت بيدي اتجدون هذا يا قوم هذه الصيغة لا يمكن ان ترد بهذا المعنى اطلاقا لا يمكن ان تلد بهذا المعنى اطلاقا. اذا هذا الاسلوب لا يستعمل اولا لمن لا يد له انتبه لهذا فانه مهم. وثانيا لا يستعمل لمن باشر الفعل بغير يده عندنا امران نستفيده من قولك آآ فعلت بيدي كتبت بيدي تستفيد امرين الاول انك متصف باليد لا يستعمل هذا الاسلوب الا ممن هو متصف باليد هذا واحد. ثانيا انه باشر بيده اما اسلوب كسبت ايديكم فيدل على الاول فقط ولا يلزم ان يدل على الثاني اعيد عندنا اسلوبان ها عملت يدي عملت بيدي اسلوبان صحيح الاول في قول عملت بيدي يدل على امرين واحد انني متصف باليد. ثانيا انني باشرت هذا العمل بيده قولي عملت يدي هذا البيت مثلا اقول آآ مما عملت يدي افهم من هذا الاسلوب اولا افهم اثبات اليد وثانيا لا يلزم ان افهم انني باشرت ذلك بيده. يجوز ويجوز يجوز ان اكون قد باشرت وانا الذي بنيت بهذه اليد ويجوز ان يكون ذلك بغير مباشرة هذه اليد. اذا ينبغي ان يفهم الفرق بين هذين اللفظين كما ذكرت لك اه المعنى الذي اراده القوم غير صحيح وهم يدورون على نفي اتصاف الله سبحانه وتعالى بصفة اليد ونقول ان هذا باطل لم تدل عليه قوله ولم يدل عليه قوله عملت ايدينا فضلا عن ان يدل عليه قوله ها خلقت بيدي كلاهما يدلان على اثبات صفة اليد لله سبحانه وتعالى. لكن قولهم ان قولي ان قوله عملت ايدينا يدل ظاهره على ان لله عز وجل ايد كثيرة نقول هذا غير صحيح انما تفهم هذا برده الى النصوص الاخرى. ويا لله العجب حينما يقولون ان ظاهر القرآن يعني انظر الى وهذا استطراد اذكره لبيان منهج هؤلاء المخالفين كيف انهم يأتون الى نص واحد ويقولون ظاهر القرآن يدل على اثبات ايد كثيرة لله عز وجل. وهذا لا يمكن ان يضاف الى الله ولم يقل به احد مع ان هذا جاء في القرآن مرة واحدة طيب لماذا لا تقولون؟ ان ظاهر القرآن اثبات يدين لله عز وجل وقد جاء في القرآن مرتين اليس هذا اولى دعك من ايات القرآن في هذا المقام وانظر الى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ادلة كثيرة احاديث كثيرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها اثبات اليدين باصح الاسانيد في الصحيحين وغيرهما وكل ذلك يعرضون عنه ولا تجد انهم يقولون ان ظاهر القرآن يدل على اثبات يدين لله سبحانه وتعالى لكنهم يشغبون فيقولون ظاهر الادلة يدل على ان لله ايد كثيرة وبالتالي لابد من التسليم بان ظاهر القرآن قد يدل على معنى باطل فيكون غير مراد لاحظتوا طيب نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله هذا مع دلالة الاحاديث المستفيضة بل المتواترة واجماع سلف الامة على مثل ما دل عليه القرآن وهو يتوب اليدين تثنية اليدين نعم كما هو مبسوط في موضعه مثل قوله صلى الله عليه وسلم المقسطون عند الله على منابر من نور عن يمين الرحمن وكلتا يديه يمين الذي يعدلون في حكمهم واهلهم وما ولوا وامثال ذلك وان كان القائل يعتقد ان ظاهر النصوص المتنازع في معناها من جنس ظاهر النصوص المتفق على معناها الان يعود من يعود بنا المؤلف لنتذكر تلك القاعدتين الاصيلتين المهمتين العظيمتين القول في بعض الصفات كالقول في بعض والقول في الصفات كالقول في الذات الان يطبق لك تطبيقا في هذا المقام على تلك القاعدة وهي القول في بعض الصفات كالقول في البعض الاخر وقرينتها وشقيقتها القاعدة الاخرى القول في الصفات كالقول في الذات كما ننسى يتبين لك بعد قليل ان شاء الله. يقول اذا كان يعتقد ان ظاهر النصوص المتنازع في معناها يعني وهو يتحدث الان مع هؤلاء المعطلة الذين لا يثبتون لله عز وجل صفة وجودية الا سبع صفات يسمونها صفاتي النفسية او يسمونها صفات الوجودية او يسمونها صفات المعاني يقول هذه هي المتفق على معناها عفوا والمتنازع عليها ما زاد عليها المتفق عليها السبع له الحياة والكلام والبصر سمع ارادة وعلم واقتدر اذا هذه هي الصفات المتفق عليها هكذا يزعمون وما بعد ذلك فيه نزاع مع ان الاتفاق حاصل قبل ان يولد هؤلاء من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من التابعين من اتباع التابعين القرون المفضلة متفقة على اثبات جميع الصفات لله سبحانه وتعالى ليس هناك فرق بين صفة وصفة ولم يكن ثمة نزاع بين السلف رحمهم الله في اثبات صفة واحدة لله سبحانه تعالى هذا لم يكن بحمد الله قط اما ما تزعمون من انه قد حصل تنازع في بعض الصفات هذا نزاع متأخر لا عبرة به ولا يقدح في الاجماع المتقدم نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وان كان وان كان القائل يعتقد ان ظاهر النصوص المتنازع في معناها من جنس ظاهر النصوص المتفق على معناها والظاهر هو المراد في الجميع فان الله تعالى لما اخبر انه بكل شيء عليم وانه على كل شيء قدير. واتفق اهل السنة وائمة المسلمين على ان هذا على ظاهره. وان ظاهر ذلك مراد كان من المعلوم انهم لم يريدوا بهذا الظاهر ان يكون علمه كعلمنا وقدرته كقدرتنا. وهذا باتفاق بيننا وبينهم اذا قرأ القوم وقرأنا قوله تعالى والله على كل شيء قدير ماذا نقول؟ وماذا يقولون هذه الاية على ظاهرها وفيها اثبات القدرة لله عز وجل. وهذه القدرة ليست كقدرتنا لم يكن الظاهر مقتضيا للتشبيه لم يكن الظاهر مقتضيا للتشبيه وبالتالي لم يكن الظاهر مقتضيا لمعنى فاسد طيب احسن الله اليكم قال رحمه الله وكذلك لما لما اتفقوا على انه حي حقيقة عالم حقيقة قادر حقيقة لم يكن مراده مع انه مثل المخلوق الذي هو حي عليم قدير. نعم كالسابق كذلك هذا الذي اذعنوا به وسلموا به وهو اثبات انه حي وانه عليم وانه قدير الى اخره. ما اقتضى هذا قط عندهم وما تفوهوا قط بان ثبوت هذه الصفات لله سبحانه وتعالى يقتضي ان يكون مشابها للمخلوقين فحياته كحياة المخلوقين علمه كعلم المخلوقين. لم يقولوا هذا قط ويأبون هذا اشد الاباء ويكفرون من يقول بذلك. وقد اصابوا في هذا ونحن معهم في هذا فالله له حياة ليست كحياة المخلوقين وله علم ليس كعلم المخلوقين لكن الاشكال لماذا لم تطردوا هذه القاعدة في جميع الصفات ما الفرق بين الوجه والحياة ما الفرق بين اليد والعلم كلها صفات تضاف الى الله عز وجل. والله كما اخبر بهذا اخبر بهذا. اذا لماذا تفرقون بين الا فتؤمنون ببعض وتكفرون ببعض هذا هو موطن الاشكال عند القوم. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله فكذلك اذا قالوا في قوله يحبهم ويحبونه رضي الله عنهم ورضوا عنه وقوله ثم استوى على العرش انه على ظاهره لم يقتضي ذلك ان يكون ظاهره استواء كاستواء المخلوق ولا حبا كحبه ولا رضا كرضاه. يعني نقول نحن ندعوكم الى ان تحملوا هذه النصوص على ظاهرها واعلموا انكم لو حملتموها على ظاهرها فان هذا لا يقتضي ان نقول لكم اجعلوه هذه الصفات مشابهة لصفات المخلوقين بل احملوها على ظاهرها اللائق بالله كما حملتم نصوص الحياة والعلم والقدرة على ظاهرها اللائق بالله عز وجل القول في بعض الصفات كالقول في بعض نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله فان كان المستمع يظن ان ظاهر الصفات تماثل صفات المخلوقين لزمه الا يكون شيء من ظاهر ذلك مرادا. نعم الباب باب واحد اما ان تكون جميعا مقتضية للتشبيه او او ان لا يكون منها شيء مقتضيا للتشبيه. نعم وان كان يعتقد ان ظاهرها هو ما يليق بالخالق ويختص به لم يكن له نفي هذا الظاهر. ونفي ان يكون مرادا الا بدليل يدل على النفع وليس في العقل ولا في السمع ما ينفي هذا الا من جنس ما ينفي به سائر الصفات. فيكون الكلام في الجميع واحدا. نعم وبيان هذا ان صفاتنا منها ما ان صفاتنا منها ما هي صفاتنا احسن الله اليك ان صفاتنا منها ما هي اعيان واجسام وهي ابعاد قلنا لا كالوجه واليد ومنها ما هي معان واعراض وهي قائمة بنا كالسمع والبصر والكلام والعلم والقدرة. نعم هذه على اصطلاح المناطق تسمى اعراضا يعني انها لا تقوم بنفسها انما تقوم بغيرها فهي تقوم بذواتنا. العلم ليس شيئا قائما بنفسه انما هو قائم بعالم كذلك الامر في البصر وكذلك الامر في السمع والكلام وما الى ذلك بخلاف الوجه واليدين والقدمين وما الى ذلك. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ثم ان من المعلوم ان الرب لما وصف نفسه بانه حي عليم قدير لم يقل المسلمون ان ظاهر هذا غير مراد ان ظاهر هذا؟ ان ظاهر هذا غير مراد. لان مفهوم ذلك في حقه مثل مفهومه في حقنا. فكذلك لما وصف نفسه بانه خلق بيديه لم يجب ذلك ان يكون ظاهره غير مراد. لان مفهوم ذلك في حقه كمفهومه في حقنا. بل صفة بل صفة الموصوف تناسب احسنت نعود ونكرر ويدور الكلام فيما سمعنا على تلك القاعدة السابقة القول في بعض الصفات كالقول في بعض ما يلزم صفة يلزم الاخرى ثنى بالتذكير بالقاعدة المهمة وهي صفات كل موصوف تناسب ذاته وتلائم حقيقته صفات كل موصوف تناسب ذاته وتلائم حقيقته. كما انكم حملتم النصوص في الحياة والسمع والبصر وغيرها من الصفات التي اثبتموها على ما يليق بالله عز وجل وقلتم ان هذه الصفة مناسبة للموصوف فقولوا ايضا في بقية الصفات والا فانها اذا لم تكن مقتضية يعني اذا لم يكن ظاهر تلك الادلة في الاستواء والمحبة على ما يليق بالله عز وجل فانكم ملزمون بان تقولوا مثل هذا في السمع والبصر والحياة والعلم والقدرة. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله فاذا كانت نفسه المقدسة ليست مثل ذوات المخلوقين فصفاته كذات عدنا الى قاعدة القول في الصفات كالقول في الذات فصفاته كذاته ليس ليست مثل صفات المخلوقين ونسبة صفة المخلوق اليه كنسبة صفة الخالق اليه وليس المنسوب كالمنسوب ولا المنسوب اليك ولا المنسوب اليه كالمنسوب اليه. ليس المنسوب اليه ليس المنسوب كالمنسوب. يعني ليس الوصف المنسوب الى الذات كالوصف المنصوب المنسوب الى الذات. يعني ليس الوصف المنسوب الى الذات الالهية كالوصف المنسوب الى ذات المخلوق يعني ليست الصفة المضافة الى الله عز وجل كالصفة المضافة الى المخلوق. نعم قال رحمه الله وليس المنسوب كالمنسوب ولا المنسوب اليه كالمنسوب اليه. كما انه ليست الذات كالذات فكذلك ليست الصفة كالصفة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ترون ربكم كما ترون الشمس والقمر فشبه الرؤية بالرؤية لا المرء بالمرء نعم. هذا الحديث يدل على تشبيه الرؤية بالرؤية ولا يدل على تشبيه المرء بالمرء وتشبيه الرؤية بالرؤية حاصل من خلال ثلاثة اوجه اولا انها رؤية حقيقية بالبصر كما ان الناس يبصرون الشمس والقمر ابصارا حقيقيا باعينهم كذلك سيكون الامر في الاخرة يرون الله سبحانه وتعالى رؤية حقيقية باعينهم. ثانيا كما ان الشمس والقمر آآ يراهما الانسان من جهة العلو فكذلك يرون الله سبحانه وتعالى وهو عال عليهم لا كما يقول المبتدعة ان الله عز وجل يرى لا من جهة ان الله يرى لا من جهة حقيقة هذا القول حتى عند بعض منصفيهم يؤول الى قول المعتزلة الذين ينكرون رؤية الله سبحانه وتعالى الامر الثالث ان هذه الرؤية تشبه تلك الرؤية يعني هذه الرؤية في الدنيا للشمس والقمر تشبه تلك الرؤية في الاخرة اسأل الله ان يجعلني واياكم من اهلها في الوضوح كما ان هذه الرؤيا رؤية واضحة لا يضام صاحبها كذلك الامر في الرؤية الاخروية لله سبحانه وتعالى رؤية واضحة لا يضام صاحبها وبهذه الجملة انتهى كلام المؤلف رحمه الله في هذه القاعدة الثالثة ونستعين بالله سبحانه على تفهم ودراسة القاعدة الرابعة في الدرس القادم ان شاء الله والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه اجمعين