بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لشيخنا وانفعه وانفع به يا رب العالمين قال شيخ الاسلام احمد بن عبد الحليم ابن تيمية رحمه الله تعالى في رسالته لاهل تدمر وهذا يتبين بالقاعدة وهذا يتبين بالقاعدة الرابعة وهي ان كثيرا من الناس يتوهم في بعض الصفات او في كثير منها او اكثرها او كلها انها تماثل صفات المخلوقين ثم يريد ان ينفي ذلك الذي فهمه فيقع في اربعة انواع من المحاذير. احسنت ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا اما بعد فهذه القاعدة الرابعة من القواعد السبع التي ضمنها المؤلف رحمه الله الخاتمة الجامعة في هذه الرسالة القيمة وهذه القواعد بعضها اخذ برقاب بعض وينبني بعضها على بعض فان المؤلف رحمه الله لما بين في القاعدة السابقة وجوب حملي نصوص الصفات على ظاهرها اللائق بالله سبحانه وتعالى وبين ان هذه الظاهرة مراد لله سبحانه وعطف على هذا بيان موقف المخالفين من هذه القاعدة حيث انهم جعلوا المعنى الفاسد هو ظاهر اللفظ ثم انهم الذي هو حق معنى فاسدا وجاء الان وقت بيان الاثار التي تترتب على هذا المسلك وذلك ان دعوى ان نصوص صفات ليست على ظاهرها لاقتضائها التشبيه اساس البلاء ومكمن الداء الذي ادى بالمعطلة الى الوقوع في التعطيل هذا اساس الباطل اعتقاد ان ظاهر النص في الصفات جميعا او في اكثرها او في بعضها مقتض للتشبيه او انه موهم للتشبيه هذه قاعدة الضلال التي جرت انواع من الضلالات بعد ذلك اقول جاء المؤلف رحمه الله في هذه القاعدة ليبين لنا الاثار السيئة التي ترتبت على هذه الدعوة وهي ان ظاهر النصوص يقتضي التشبيه او كما يقول بعضهم يوهم التشبيه فيتعين حينئذ حمل تلك النصوص على خلاف ظاهرها يقول المؤلف رحمه الله هؤلاء وقعوا في محاذير لخصها رحمه الله باربعة محاذير ولاحظ التنويع الذي ذكره المؤلف رحمه الله فانه قال وهي ان كثيرا من الناس يتوهم في بعض الصفات او في كثير منها او اكثرها او كلها وذلك ان المعطلة ليسوا على درجة واحدة في التعطيل وانما هم درجات على حد قول الشاعر حنانيك بعض الشر اهون من بعض فمن المعطلة من نفى الصفات جملة واولئك هم الجهمية والمعتزلة ومن هو اردا منهما كالقرامطة الباطنية والفلاسفة ومن لف لف هؤلاء وثمة اخرون انما عطلوا بعض الصفات او اكثرها او كثيرا منها ولما يعطلوا جميع الصفات وهؤلاء متفاوتون في الاثبات والتعطيل قلة وكثرة والتوفيق بيد الله سبحانه وتعالى المقصود ان المؤلف رحمه الله يبين لنا ان جميع المعطلة على اختلاف درجاتهم اساس البلاء عندهم وهو الذي ادى بهم الى التعطيل هو هذه القاعدة ان ظاهر النص في باب الصفات يفيد التشبيه في كل الصفات او في بعضها او في كثير منها وبالتالي قالوا لابد من حمل ذلك على خلاف ظاهره ثم افترقوا بعد ذلك فكان منهم مؤول وكان منهم مفوض نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله احدها كونه مثل ما فهمه من النصوص بصفات المخلوقين. وظن ان مدلول النصوص هو التمثيل. هذا هو المحظور الاول وكفى بهذا انحرافا يلزم على من زعم ان هذه النصوص على خلاف ظاهرها لاقتضائها التشبيه ان يكون معتقدا وقائلا بان مدلول النصوص هو التمثيل وهذا جرم كبير و اعتداء عظيم على نصوص الكتاب والسنة لانه يترتب على جعلي مدلولي نصوص الصفات التمثيل يترتب على ذلك امور اولا يترتب اساءة الظن بالله سبحانه وتعالى. فالله جل وعلا بناء على ذلك اعني بناء على الذي ذكره قد انزل كتابا جعله هدى ونورا مبينا وبيانا وتبيانا ويهدي الى الحق ووصفه بانه احسن تفسيرا في صفات اخرى ثم بعد ذلك يخبرهم في هذا الكتاب بما ظاهره سبب لاضلالهم مع انه قد قال في هذا الكتاب يبين الله لكم ان تضلوا يريد الله ليبين لكم ثم بعد ذلك يخبرهم بما ظاهره الضلال بل مظاهره الكفر بالله عز وجل فاي ظن سيء وقع فيه هؤلاء لو كان هؤلاء احسنوا الظن بالله سبحانه وتعالى ما قالوا هذا الذي قالوا لو انهم ظنوا بالله عز وجل الحق الذي هو اهل له ما اعتقدوا هذا الاعتقاد لكنهم ظنوا بالله عز وجل ظن السوء فاداهم ذلك الى هذا العطب وهذا الانحراف الكبير حيث جعلوا كتاب الله عز وجل ظاهره يقتضي الضلال والكفر المحظور او الاثر الثاني الذي يترتب على جعل ظاهر النصوص يقتضي التشبيه اساءة الظن بكتاب الله عز وجل فبمقتضى كلام هؤلاء هذا ليس كتاب هداية هذا كتاب اضلال يقرأه الانسان فهو واضع يده على قلبه يخشى ان يقرأ كلاما ظاهره مفهومه في لغة العرب التي انزل بها شيء والمراد شيء اخر والبلية ان هذا الظاهر الذي يفهمه الانسان اذا تلا كتاب الله عز وجل يؤدي به الى هوة سحيقة سحيقة من الضلال ما يدريه اذا قرأ كلاما وفهم منه معنى واعتقد هذا المعنى انه ضلال بل انه كفر بالله عز وجل وذلك كجعل نصوص صفات ظاهرها كجعل نصوص الصفات ان ظاهرها يقتضي التشويه والتشبيه كفر فهذا فيه اساءة ظن بكتاب الله عز وجل وفيه اساءة ظن بكتاب الله من جهة اخرى فانه اذا اعتقد فيه هذا وهو ان ظاهره في اشرف مطالبه وهي المطالب الالهية يقتضي التشبيه اذا الحق لا ينبغي ان يطلب منه انما يطلب الحق من غيره نطلب الحق نطلب التنزيه نطلب ما يجب ان يعتقد في الله سبحانه وتعالى من غيره لاننا قد سلمنا بناء على هذا القول ان ظاهرها هذه النصوص ان ظاهرها يقتضي التشبيه اذا فلنطلب الحق والتنزيه من القواعد العقلية و الضوابط الفلسفية والاصول المنطقية اما كتاب الله عز وجل فينبغي اجتنابه حتى لا نقع في الضلال فيال الله العجب اهذا ظنوا هؤلاء بكتاب الله والله سبحانه يقول وان اهتديت فبما يوحي الي ربي الامر الثالث الذي يترتب على جعل مدلول هذه النصوص هو التمثيل ان هذا القول يستلزم الطعن في النبي صلى الله عليه وسلم وفي اصحابه من بعده بيان ذلك ان دعوة ان مدلول نصوص الصفات هو التمثيل امر لم يبينه النبي صلى الله عليه وسلم ولا في حديث واحد ما جاء عنه صلى الله عليه وسلم حرف واحد في هذا البيان لا باسناد صحيح ولا باسناد ضعيف وهكذا الامر في اصحابه رضي الله عنهم من بعده وبناء على هذا سيكون الحال انهم بين امرين اما ان يكونوا قد اعتقدوا التمثيل. لم يبينوا ان مدلولها تمثيل وان الاخذ بهذا المدلول على ظاهره ضلال لانهم اعتقدوا هذا الضلال او انهم قد قصروا في البيان ما قاموا بالواجب عليهم من النصح والبيان والامر بالمعروف والنهي عن المنكر لم تكن حجة الله عز وجل بهذا قد قامت على الناس وهذان لازمان يلزمان كل من دعا كل من ادعى ان مدلول نصوص الصفات هو التمثيل فيكون لازم هذا الطعن في رسول الله فيكون لازم هذا الطعن في رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي اصحابه من بعده و ثمة امر رابع وهو ان دعوة ان مدلولا النصوص نصوص الصفات هو التمثيل انما هو قول على الله عز وجل بغير علم وقفو لما ليس للقائل به علم الله جل وعلا يقول ولا تقفوا ما ليس لك به علم وبين الله عز وجل من المحرمات وان تقولوا على الله ما لا تعلمون اذا هذا كله هذه اربعة او خمسة من الاثار التي تترتب على دعوى ان مدلول نصوص الصفات هو التمثيل. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله الثاني انه اذا جعل ذلك هو مفهومها وعطله بقيت النصوص معطلة عما دلت عليه من اثبات الصفات اللائقة بالله فيبقى مع جنايته على النصوص وظنه وظنه فيبقى مع جنايته على النصوص وظنه السيء الذي ظنه بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم حيث ظن ان الذي يفهم من كلامهما هو التمثيل الباطل قد عطل ما ما اودع الله ورسوله صلى الله عليه وسلم في كلام من اثبات الصفات لله والمعاني الالهية اللائقة بجلال الله سبحانه هذا هو المحظور الثاني ان القائل بان ظواهر النصوص يفيد التشبيه قد قال واعتقد تعطيل نصوص الصفات عن معانيها اعتقد تعطيل نصوص الصفات عن معانيها المعاني التي ارادها الله سبحانه وتعالى بهذا الكلام اراد منا ان نعتقد ما دلت عليه هذه النصوص هذا القائل المخطئ في قوله قد عطل هذه النصوص عن هذه المعاني وهذا لا شك انه ضلال لانه مضادة ومعارضة لمراد الله سبحانه وتعالى الله عز وجل اراد من انزال هذا القرآن ان يتفقه الناس فيه وان يتدبروا معانيه ثم ان يعتقدوا ما دل عليه. اليس كذلك؟ الله جل وعلا يقول كتاب انزلناه اليك مبارك ليدبروا اياته وجاء هذا الانسان وقال ان هذه المعاني التي تفهمونها وهي ظواهر النصوص لا ينبغي ان تفهم ولا ينبغي لكم ان تفهموا هذه النصوص في ضوء هذا المعنى الذي هو معروف في لغة العرب وهي اللغة التي نزل بها القرآن وينبني على هذا القول على الله ينبني على هذا القول على الله سبحانه وتعالى بغير علم ارأيت هؤلاء الذين ادعوا تعطيل النص عن معناه الذي اراد الله عز وجل منا ان نفهمه وان نعتقده هؤلاء كثير منهم عينوا المعنى من عند انفسهم اليس كذلك اضرب لك مثالا لما جاء هؤلاء الى قول الله عز وجل ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام هذه الاية اراد الله سبحانه وتعالى منا ان نفهم منها انه متصف بالوجه الموصوف بالجلال والاكرام سبحانه وتعالى فجاء هؤلاء فقالوا لا تعتقدوا ان لله سبحانه وتعالى وجها لانكم ان اعتقدتم هذا وقعتم في التشبيه اليس هذا قولهم هذا هو قولهم قالوا لا تعتقدوا ان هذا النص يفيد ثبوت الوجه لله سبحانه وتعالى هذا قدر اتفق عليه قطبا المعطلة المؤولة والمفوضة المؤولة عينوا المراد قالوا المراد من هذا النصوص المراد من هذا النص شيء اخر خلاف ما تفهمون من ظاهره ظاهره ان لله سبحانه وتعالى وجها لائقا به موصوفا بالجلال والاكرام ليس كاوجه المخلوقين فجاء هؤلاء فقالوا لا النص ينبغي ان يخلى ويعطل من هذا المعنى انما المراد ماذا شيء اخر وهو الذات والسؤال هل هذا الذي قالوا عليه دليل من اية او حديث؟ هل الله عز وجل قال ان قلت اني موصوف بالوجه فالمراد اني اريد الذات اهذا بينه رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث اذا لما عطلوا النص عن الذي اراد الله سبحانه وتعالى منه والذي اراد منا ان نفهمه اتوا بشيء اخر من عند انفسهم فكانوا قائلين على الله بغير علم فانظر كيف كانت ظلمات بعضها فوق بعض نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله الثالث انه ينفي تلك الصفات عن الله بغير علم فيكون معطلا لما يستحقه الرب تعالى الامر الثالث ان هذا القائل قد اعتقد تعطيل الله سبحانه وتعالى عن كماله وذلكم ان الله عز وجل متصف بالكمال المطلق له اقصى غايات الكمال جل ربنا وعز وهذا الكمال انما كان لانه موصوف بالصفات العظيمة والنعوت الجليلة سبحانه وتعالى فجاء هؤلاء المعطلة فعطلوا او فاعتقدوا وقالوا بتعطيل الله سبحانه وتعالى عن هذه الصفات فصاروا قائلين ومعتقدين بماذا بتعطيل الله سبحانه وتعالى عن كماله وهذا من اعظم ما يلزم هؤلاء من اللوازم التي تدل على بطلان قولهم حيث انهم اعتقدوا تعطيل الله سبحانه وتعالى عن كماله الله عز وجل الذي وصف نفسه بصفات تدل على الكمال من انه يفعل ما يشاء ويستوي اذا شاء ويأتي اذا شاء ويحب ويبغض وينتقل وان له الحكمة البالغة وان له وجها موصوفا بالجلال والاكرام وان حجابه وان حجابه النور وانه يقبض السماوات والارض سبحانه وتعالى الى غير ذلك مما دلت عليه ادلة الكتاب والسنة ثم جاء هؤلاء ونفوا كل ذلك عن الله سبحانه وتعالى وانما اثبتوا لله عز وجل كما سيأتي ما يؤول الى تشبيهه سبحانه وتعالى بناقص او جامد او معدوم او ممتنع عطلوا الله عز وجل عن كماله وقالوا بما لازمه وصف الله عز وجل بالنقص والله المستعان. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله الرابع انه يصف الرب بنقيض بنقيض تلك الصفات من صفات الموات والجمادات او صفات المعدومات كما قلنا في دروس ماظية مآل كل معطل ان يكون ممثلا فهو في خلاصة قوله ونتيجته ولازمه انه واصف لله سبحانه وتعالى اما بانه ناقص او جامد او انه معدوم او انه ممتنع هم درجات بعضهم اسوأ تعطيلا من بعض لكن هذا القدر وهو واحد من هذه الامور لازم لكل من كان معطلا لنصوص صفات الله سبحانه وتعالى وهذا ما سبق ان بيناه في الدروس الماضية وثمة محظور خامس وهو ان القوم متناقضون اعني من اثبت بعضا ونفى بعضا او كثيرا او اكثر نصوص الصفات هؤلاء وقعوا في التناقض وكان ينبغي ان يربأوا بانفسهم عن هذا الموقف وذلكم انه اذا كانت بعض النصوص تقتضي التشبيه فيجب حمل ظاهرها اه يجب حملها على خلاف ظاهريها فان هذا لازم لهم ايضا في النصوص التي او في الصفات التي اثبتوها هذا لازم لا حيلة معه هذا لازم لا حيلة معه ان كانت الصفات التي نفوها ظاهر نصوصها يقتضي التشبيه فالنصوص التي اثبتوها بهذه المثابة ظاهرها يقتضي التشبيه ولابد. يا لله العجب ينفون عن الله سبحانه وتعالى الوجهة واليدين والعينين والنزول والاستواء لان هذه الصفات تقتضي التشبيه فيجب حمل نصوصه على خلاف ظاهرها. هذا قولهم ثم يأتون فيثبتون لله سبحانه وتعالى القدرة والسمع والبصر والحياة ما الفرق لماذا تنفون هذه وتثبتون تلك ان كانت الاولى مقتضية للتشبيه فالاخرى مقتضية للتشبيه وان كنتم اثبتم الثانية لانها لا تقتضي التشبيه فاثبتوا الاولى لانها لا تقتضي التشبيه اعلموا يا هؤلاء ان التشبيه لا علاقة للنصوص به انما هو مرض ابتليتم به عليكم ان تراجعوا انفسكم تصحح قلوبهم تصحح قلوبكم تراجعوا ايمانكم والا فالنصوص بريئة وسليمة من هذه التهمة الجائرة وهي ان ظاهرها يقتضي التشويه نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله فيكون قد عطل صفات الكمال التي يستحقها الرب تعالى ومثله بالمنقوصات والمعدومات وعطر النصوص عما دلت عليه من الصفات وجعل مدلولها هو التمثيل بالمخلوقات. في جمع في الله وفي كلام الله بين التعطيل والتمثيل. فيكون ملحدا في اي اياتك؟ سبحان الله عمل هؤلاء بنقيض مقصودهم لما انه ما التزموا بالحق ما اذعنوا للنصوص ما اتبعوا الوحي كما امر الله اتبعوا ما انزل اليكم من ربكم ارادوا في زعمهم الفرار من التشبيه ارادوا في زعمهم الفرار من التشبيه والتمثيل واذا بهم يقعون في اسوأ تمثيل وتشبيه كما مر بنا هذا سابقا ان كان ولابد من التمثيل وهذا اقوله على سبيل التنزل في الجدار ان كان ولابد من التمثيل فلا شك ان تمثيل صفات الله سبحانه وتعالى بصفات الانسان اهون من تمثيل صفات الله سبحانه وتعالى بصفات الجامد او الميت او الناقص من الحيوان والانسان فضلا عن تمثيل الله سبحانه وتعالى بمعدوم او ممتنع فالمقصود ان القوم جمعوا بين التعطيل والتمثيل عطلوا صفة الله وعطلوا النص عن مراده وعطلوا الله سبحانه وتعالى في اعتقادهم عن كماله وفي مقابل هذا مثلوه اولا ان كل هذا الذي زعموا اساسه وقوع التشبيه في نفوسهم. فهم اولا ممثلة وثانيا انهم لما اولوا تلك النصوص يلزمهم التمثيل في المعاني التي اول اليها. فصار التمثيل لازما لهم ثانيا. ثم ان النتيجة انهم مثلوا الله سبحانه وتعالى كما قلت بناقص او جامد او معدوم او ممتنع. فصار التمثيل لازما لهم مرة ثالثة عطلوا ثلاث مرات ومثلوا ثلاث مرات فيا بؤسا لهذه الحال جمعوا فيها بين التعطيل والتمثيل. التعطيل وحده لا شك انه ضلال والتمثيل وحده لا شك انه ضلال. فكيف بمن جمع بين هاتين الضلالتين والله المستعان. قال رحمه الله فيكون ملحدا في اسمائه واياته. نعم كل من عطل صفات الله سبحانه وتعالى او عطل اسماء الله عز وجل عن معانيها فلا شك انه قد جمع بين الالحاد في الاسماء. وقد علمت يا رعاك الله ان من معاني الالحاد في الاسماء تعطيلها عن معانيها من اعتقد ان معانيها التي دلت عليها غير ثابتة لله لله سبحانه وتعالى فانه ملحد باسماء الله وكذلك هؤلاء معطلة في ايات الله و وذلك ايضا ظاهر فان الالحاد في ايات الله عز وجل حملها على خلاف الحق الواجب فيها وهؤلاء الذين اعتقدوا في ايات الله واحاديث رسوله صلى الله عليه وسلم ان ظاهرها التشبيه ان ظاهرها الضلال ان ظاهرها الكفر وبالتالي عاثوا فيها تأويلا وتحريفا لا شك انهم ملحدون في ايات الله والله عز وجل قد بين ان هذا امر عظيم وتوعد عليه سبحانه وتعالى ان الذين يلحدون في اياتنا لا يخفون علينا وهذا اسلوب تهديد يستلزم انهم متوعدون بالعذاب من الله سبحانه وتعالى ونسأله العافية والسلامة. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله مثال ذلك ان النصوص كلها دلت على وصف الاله بالعلو والفوقية على المخلوقات واستوائه على العرش فاما ما علوه ومباينته للمخلوقات في علم بالعقل الموافق للسمع. واما الاستواء على العرش فطريق العلم به هو السمع. وليس في الكتاب والسنة قل له بانه لا داخل العالم ولا خارجه ولا مباينه ولا مداخله. يمثل لك المؤلف رحمه الله مثالا يبين ان هؤلاء المعطلة ابتلوا بداء التشبيه وان السبب الذي اتاهم للتعطيل هو التشبيه ويمثل على هذا رحمه الله ب صفة الاستواء وقولهم فيها قبل ذلك قدم رحمه الله بمقدمة تدل على ثبوت صفة العلو وصفة الاستواء لله سبحانه وتعالى مع بيان فرق بين الصفتين ولا شك ان ما ذكر المؤلف رحمه الله من ثبوت صفة العلو لله عز وجل لا شك ان ذلك هو الحق الذي توارد عليه دليل الفطرة ودليل العقل ودليل الاجماع ودليل النقل والنقل قد دلت فيه ادلة كثيرة على علو الله عز وجل وفوقيته وعلى مباينته لخلقه يا قومنا والله ان لقولنا الفا يدل عليه بل الفان عقلا ونقلا مع صريح الفطرة الاولى وذوق حلاوة القرآن كل يدل بانه سبحانه فوق السماء مباين الاكوان اترون انا تارك ذا كله لجعاجع التعطيل والهديان اذا ادلة كثيرة دلت على علو الله سبحانه وتعالى ومباينته لخلقه قال رحمه الله فاما علوه ومباينته للمخلوق في علم بالعقل الموافق للسمع. يقول لك المؤلف رحمه الله متى فرق بين العلو هو الاستواء فالعلو صفة ثابتة لله عز وجل بالعقل والسمع. يريد بالسمع النقل يعني ادلة الكتاب والسنة قال في علم بالعقل الموافق للسمع واضف الى هذا وبدليل الفطرة وبدليل الاجماع قال واما الاستواء على العرش فطريق العلم به هو السمع نعم دليل ثبوت الاستواء لله سبحانه وتعالى الدليل النقلي وهذا قد جاء في كتاب الله سبحانه وتعالى في سبعة مواضع اعني استواءه على العرش اعراف يونس رعد ثم في طه فرقان سجدة والحديد بها استوى سبعة مواضع فيها النص على ان الرحمن جل جلاله مستو على العرش وكذلك الحال في احاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وكذلك في اثار عن اصحابه رضي الله عنهم وهذه محمولة على التوقيف. اذا هذا فرق بين صفتي العلو والاستواء العلو صفة عقلية سمعية والاستواء صفة سمعية وثمة فرق اخر وهو ان العلو صفة ذاتية واما الاستواء فصفة اختيارية لان الله سبحانه وتعالى اخبرنا عن نفسه بانه استوى على العرش بعد خلق السماوات والارض اما العلو فالله عز وجل لم يزل ولا يزال علي ويستحيل ان يكون الا عليا. سبحانه وتعالى و ثمة فرق ثالث وهو ان العلو عام والاستواء وان الاستواء خاص بمعنى ان الله عز وجل عال على كل شيء وفوق كل شيء سبحانه وتعالى. واما الاستواء فانه خاص الله عز وجل خص بمشيئته وحكمته العرش باستوائه فهو انما اخبرنا باستوائه على هذا الشيء الخاص وهو العرش بخلاف العلو ولذا يقول العلماء الاستواء علو خاص فلا يقال ان الله استوى على السماوات او على الارض او على الجبال مع انه يقال ان الله عال على السماوات والارض والجبال فالعلو صفة عامة والاستواء صفة خاصة والمراد بقولنا خاصة ان هذه الصفة مخصوصة بشيء معين وهو العرش ذلك العرش العظيم الكريم خصه الله سبحانه وتعالى باستوائه عليه طيب يقول المؤلف رحمه الله وليس في الكتاب والسنة وصف له بانه لا داخل العالم ولا خارجه ولا مباينه ولا مداخله ولا مداخلة كما يقوله من يقوله من هؤلاء المعطلة انما هو شيء يقولونه بلا علم بلا هدى ولا كتاب منير. انما هو شيء من تلقاء انفسهم. اوهام توهموها فانتجت هذا القول لا داخل العالم لا خارج العالم لا مباين العالم لا محايد العالم وكل ذلك لا اثارة عليه من العلم ولا يمكن ان يأتوا بدليل واحد ولو كان ضعيفا فيه اثبات هذه الجملة في كتاب الله او سنة رسوله صلى الله عليه وسلم. ولو قراءة شاذة ولو حديثا مسلسلا بالكذابين الله لا داخل العالم ولا خارجه الله ليس مباينا للعالم ولا مداخلا له. لا يمكن ان يأتوا بشيء من هذا اما ادلة علو الله عز وجل واستوائه فقد علمت كثرتها وانها من اجل الاشياء واوضحها في الكتاب والسنة؟ نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله فيظن المتوهم انه اذا وصف بالاستواء على العرش كان استوائه كاستواء الانسان على ظهور الفلك والانعام كقول وجعل لكم من الفلك والانعام ما تركبون لتستووا على ظهوره. فيتخيل انه اذا كان مستويا على العرش كان محتاجا اليه كحاجة مستوية على الفلك والانعام فلو انخرقت السفينة لسقط المستوي عليها ولو عثرت الدابة لخر المستوي عليها فقياس هذا انه لو عدم العرش لسقط الرب تبارك وتعالى ثم يريد بزعمه ان ينفي هذا فيقول ليس استوائه بقعود ولا استقرار. نعم انظر الى الاساس الذي ادى بهؤلاء الى ما قالوا وهو انه وقع في قلوبهم التشبيه لما سمعوا في الادلة ان الله مستو على عرشه ما وقع في قلوبهم الا انه كاستواء الانسان على الدابة او على السفينة. هذا الذي وقع في نفوسهم ولذا مباشرة فزعوا الى هذا النفي فقالوا مستو بلا قعود ولا استقرار ما الذي اداكم الى هذا النفي لولا وقوع التشبيه في قلوبكم هذا من المسالك التي يقع فيها من يقع من المعطلة وذلك انهم يلحقون اثبات الصفة او يلحقون الصفة الثابتة بمنفيات ليست واردة في الكتاب ولا في السنة ما قالها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا اصحابه ولا التابعون باحسان وهذه المنفيات قد يوافق على معناها. انا اتكلم الان بالعموم وليس اه في خصوص اه صفة الاستواء انما اتكلم عن مسلك عام يقع فيه من يقع من المعطلة وهو انه هم يلحقون الصفة بمنفيات وهذه قد يوافقون على نفي المعنى الذي ذكره لي دلالتها على النقص الذي ينزه الله سبحانه وتعالى عنه وقد يكون الذي نفوه آآ ليس نقصا بل المعنى ثابت لله عز وجل وقد يكون شيئا لا ثابتا ولا منفيا. المقصود هو ان هذا المسلك يدلك على انهم مبتلون بماذا بالتشبيه. خذ مثلا هؤلاء المعطلة الذين يزعمون انهم من اهل السنة او انهم هم اهل السنة تجد انهم يقولون باثبات صفات المعاني السبع اليس كذلك؟ ومنها السمع والبصر تجد انهم اذا جاءوا او تجد كثيرا منهم اذا جاء الى اثبات هذه الصفة يقول ان الله عز وجل يسمع بلا اذن وان الله عز وجل يبصر بلا حدقة في سلسلة من المنفيات الاخرى قبل ان ندخل معهم في نقاش عن هذه المنفيات نريد ان نقف وقفة ما الذي يدعوكم الى هذا النفي الجواب ان الذي سبق الى قلوبهم واذهانهم انما هو ان الله يبصر كبصر المخلوقين وان الله يسمعك سمعي المخلوقين. اذا فلندفع هذا الوارد بماذا بهذا النفي فلندفع هذا الوارد بهذا النفي ولا يخفاك يرعاك الله ان هذا الذي ذكره في هذه الجملة نحن قاعدتنا المقررة عند السلف الصالح هي انه لا يثبتون الا بدليل ولا ينفون الا بدليل. واما ما لم يثبت او ينفى فان ماذا؟ يتوقفون لا نثبت الا بدليل ولا ننفي الا بدليل وما سوى ذلك فاننا نتوقف فيه. فالاذن لا نثبتها ولنا فيها لعدم الدليل على الاثبات وعدم الدليل على النفي. الله تعالى اعلم. نحن ما رأينا الله ولا رأينا مثيلا لله لنقول ان هذا ثابت له او ان هذا منفي عنه اذا يجب علينا ان نسكت عن الشيء الذي لا علم لنا به هذا اولا وثانيا ان دعواهم ان آآ بصر الله سبحانه وتعالى بلا حدقة يقال فيه كما قلنا هذه الكلمة ما جاء اثباتها في النصوص ولا جاء ايضا نفيها في النصوص فالموقف فيها واضح بحمد الله وهي اننا لا نثبت ولا ننفي الا بدليل طيب في هذا المعنى الذي نتكلم فيه وهو ثبوت او في هذا الكلام الذي نتحدث فيه وهو ثبوت صفة الاستواء لله عز وجل معطلة ليسوا في هذه الصفة على قول واحد فاظن انني ذكرت لك قاعدة في درس سابق وهي انه يتعذر ضبط الاقوال المخالفة من الصعوبة بمكان ان تضبط الاقوال المخالفة لانها ناشئة عن اهواء والاهواء لا حد لها المقصود ان كثيرا من المعطلة ينفون استواء الله سبحانه وتعالى ويأولون النصوص التي وردت فيه الاستيلاء استوى عندهم يعني استولى وهذه مسألة اظن اننا تكلمنا عنها سابقا وتكلمنا عنها على وجه التفصيل في دروس الواسطية وهناك طائفة منهم يسلمون بثبوت هذه الصفة بشرط الحاقها بماذا بهذه المنفيات فيقولون مستو بلا قعود واستقرار وقد يضيفون الى هذا اشياء اخرى لا حاجة الى الخوض فيها الان وهذا يكثر في في المفوضة منه هذا يكثر في المفوضة منهم. يقولون نحن نسلم ان الله عز وجل مستو على العرش ولا يجوز ان نقول ان كلمة الاستواء يراد بها الاستياء. لكن انتبه نحن نقول انه مستو لكن هذا بلا قعود ولا استقرار هذه المسألة يناقشهم فيها المؤلف رحمه الله في هذا الموضع نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ولا يعلم ان مسمى القعود والاستقرار يقال فيه ما يقال في مسمى الاستواء. فان كانت ولا يعلم ان مسمى القعود والاستقرار يقال فيه ما يقال في مسمى الاستواء فان كانت الحاجة داخلة في ذلك فلا فرق بين الاستواء والقعود والاستقرار. وليس هو بهذا المعنى مستويا ولا مستقرا ولا قاعدا. وان لم يدخل في مسمى ذلك الا ما يدخل في مسمى الاستواء فاثبات احدهما ونفي الاخر ونفي الاخر تحكم. احسنت انتبه الى هذا الموضع فانه دقيق كلام المؤلف رحمه الله وها هنا مبني على تسليم صحة تفسير الاستواء بالاستقرار والقعود. انتبه كلام المؤلف ها هنا مبني على تسليم صحة تفسير الاستواء بماذا بالاستقرار والقعود فيقول لهم اذا صح ان الاستواء معناه الاستقرار والقعود فانكم اثبتم شيئا ونفذتم ونفيتم شيئا اثبتم ماذا الاستواء ونفيتم القعود والاستقرار يقول المؤلف هذا تناقض فاما ان تقولوا بثبوت جميع هذه الالفاظ او بنفي جميع هذه الالفاظ ما وجه ذلك؟ يقول المؤلف رحمه الله ان مسمى ومراده كما قلنا بكلمة مسمى المعنى المفهوم من هذه الكلمة وهو القعود والاستقرار يقال فيه ما يقال في الاستواء ان كانت الحاجة ملازمة ل كلمة الاستواء فانها ملازمة ايضا للقعود والاستقرار فلا حاجة بكم الى هذا النفي اصلا يعني كونكم تخصون كلمة القعود والاستقرار بالنفي الاستواء اصلا يجب نفيه لانه ملازم لماذا؟ للحاجة اعود فاقول القوم ظنوا ان استواء الله عز وجل من جنس استواء المخلوقين بمعنى لما كان استواء المخلوق على الشيء يقتضي حاجته اليه وافتقاره اليه بمعنى اذا كان المخلوق اذا استوى على ظهر الدابة او استوى على ظهر السفينة فانه محتاج مفتقر معتمد في استوائه على الدابة والسفينة فلو قدر ان هذه السفينة انخرقت فلانه محتاج مفتقر اليها في استوائه فانه سوف يغرق واذا قدر ان هذه الدابة سقطت فسينكب على وجهه لماذا لانه مفتقر محتاج في استوائه الى الدابة والسفينة القوم لما ظنوا ان اضافة الاستواء الى الله سبحانه وتعالى تقتضي ما يقتضيه الاستواء المضاف الى المخلوق؟ قالوا اذا لابد ان ننفي هذا المعنى فنقول وانه مستو بلا استقرار ولا قعود فهمنا هذا؟ طيب المؤلف يقول ان مسمى القعود والاستقرار يقال فيه ما يقال في مسمى الاستواء. طبعا هذا على تسليم ماذا صحة تفسير الاستواء بالقعود والاستقرار. طيب قال فان كانت الحاجة داخلة في ذلك يعني اذا الحاجة داخلة في لفظ الاستواء وملازمة لصفة الاستواء فلا فرق بين الاستواء والقعود والاستقرار من هذه الجهة بمعنى انه لا فرق بين الاستواء وبين القعود والاستقرار فالكل ملازم للحاجة مقتض للتشبيه فالكل ملازم للحاجة ماذا مقتض للتشبيه فكان يلزمك النفي الثلاثة كلها كان يلزمك ان تنفث ثلاثة كلها لكنكم ما نفيتم الا القعود والاستقرار. ان كانت الحاجة داخلة في كلمة الاستواء فقولوا فيها ما تقولون في القعود والاستقرار ونفيكم هذا لن ينفع شيئا لا يزال الاستواء مقتضيا للتشويه هذا على الاحتمال الاول وهو ان يكون او ان تكون الحاجة ملازمة للاستواء ان تكون الحاجة ملازمة للاستواء. اذا نفيتم القعود والاستقرار او لم تنف ذلك لا يزال الاشكال واردا وهو لزوم الحاجة واقتضاء التشبيه طيب قال رحمه الله وليس هو بهذا المعنى مستويا ولا مستقرا ولا قاعدا يبين الحق فيقول اذا اثبتنا لله سبحانه وتعالى الاستواء فاعلموا ان استواءه بلا حاجة وعليه فليس مقتضيا للتشبيه كما ان هذا الاستواء اذا فسر بالاستقرار فهو استقرار لا يلازم حاجة ولا يقتضي تشبيها واذا فسر الاستواء بالقعود فهذا قعود لا يلازم الحاجة. ولا يقتضي التشبيه فكما تقولون في الاستواء قولوا في ماذا في الاستقرار والقعود قال رحمه الله وان لم يدخل في معنى ذلك الا ما يدخل في مسمى الاستواء. يعني ان لم يدخل في معنى الاستقرار والقعود الا ما يدخل في مسمى الاستواء فاثبات احدهما ونفي الاخر تحكم التحكم هو الحكم بلا حاجة. والحكم بلا حجة. التحكم ما هو؟ الحكم بلا حجة. كونك تأتي الى متساويات فتثبت واحدا وتمنع البقية وكلها متساوية هذا ماذا هذا تحكم انت حكمت بلا حجة ولا برهان اذا اذا كان المعنى الذي يدخل في الا القعود والاستقرار هو المعنى الذي يدخل في الاستواء اذا سلمنا بان هذا هو التفسير وانتم تثبتون الاستواء فيلزمكم ان تقولوا بصحة معنى الاستقرار الاستقرار والقعود لله سبحانه وتعالى ونفي اه احدهما واثبات الاخر لا شك انه تحكم المؤلف بعد ذلك يقول وقد علم ان بين مسمى الاستواء والاستقرار والقعود فروقا معروفة ولكن المقصود هنا ان يعلم خطأ من ينفي الشيء مع اثبات نظيره انتبه هنا الى آآ مسألة الاستقرار ومسألة القعود وهذه تحتاج الى شيء من التفصيل المؤلف رحمه الله بنى كلامه السابق على فرضية وعلى تسليم صحة اثبات او صحة تفسير الاستواء بماذا؟ بالاستقرار والقعود اما الاستقرار فان تفسير الاستواء به هذا كثير عند السلف مشتهر عند اهل السنة معروف من جهة لغة العرب هذا المعنى يعني ان آآ الاستواء معناه او يفسر بالاستقرار روي عن ابن عباس رضي الله عنهما كما اخرج هذا البيهقي في الاسماء والصفات وروي ايظا عن مجاهد رحمه الله وقال به ابن المبارك وقال به مقاتل وقال به الكلب وقال به الثعلب وقال به امام اللغة ابن قتيبة رحمه الله وقال به ايضا ابن عبدالبر الامام المالكي الجليل فانه قال الاستواء الاستقرار في العلو قال ماذا الاستواء الاستقرار في العلو كما قال بهذا كثير من العلماء فالمتأخرين الذين في طبقة متأخرة ومنهم ائمة التحقيق عند اهل السنة المؤلف شيخ الاسلام ابن تيمية وابن القيم وكثير غيرهم فهذا المعنى صحيح لا شك فيه مشهور عند اهل السنة والجماعة اما تفسير الاستواء بالقعود فان هذا المعنى قيل ولم يشتهر هذا المعنى قال به خارجة ابن مصعب وهو من اتباع التابعين لكنه نص على كلمة الجلوس نص على كلمة الجلوس للقعود واذا اه قلنا بالترادف اه وعدم الفرق بين القعود والجلوس فالمعنى واحد واذا قلنا بفرق دقيق بين لفظتي القعود والجلوس كما نص على هذا جماعة من اللغويين. فالادق ان ينسب اليه انه قال بتفسير الاستواء بماذا بتفسير الاستواء بالجلوس هذا المعنى كما ذكرت لك اه ليس مشتهرا عند اهل السنة وعامتهم لا يذكرونه عامتهم لا يذكرونه انما يذكرون في معنى الاستواء العلو والارتفاع والاستقرار والصعود كما قال ابن القيم رحمه الله في النونية فلهم عبارات عليها اربع قد فسرت قد قد حصلت للفارس الطعان وهي استقر وقد علا وكذلك ارتفع الذي ما فيه من نكران وكذلك قد صعد الذي هو رابع وابو عبيدة صاحب الشيباني اختاروا هذا القول في تفسيره اولى من الجهمي ادرى من الجهمي بالقرآن المقصود ان تفسير فالاستواء بالقعود او الجلوس ان صح من جهة اللغة او ثبت عن احد الصحابة رضي الله عنهم فان هذا مما ينبغي المصير اليه فان المسألة عند اهل السنة لا تعدو ان تكون الثبوت او عدم الثبوت ليس عندهم ولله الحمد اشكال في اثبات شيء انما الامر عندهم ثبت او لم يثبت وبالتالي ان ثبت في اللغة ان الاستواء هو القعود او الجلوس قالوا به اوصح هذا عن عن صحابي وان لم يكن كذلك فلا شك ان الاسلم ان يقول الانسان في تفسير هذه الصفة بما قال به عامة اهل السنة والجماعة وهذا لا شك انه احوط لدين المرء وبعض اهل العلم نظر في هذا المعنى استشكل تفسير الاستواء بالقعود وانه ليس شيئا ملازما قد يكون الاستواء عن قعود وقد يكون الاستواء عن قيام ولذا في اللغة يصح ان تقول فلان مستو على السفينة والله عز وجل قال ذلك قال لتستووا على ظهوره ولا يلزم من استواء الانسان على السفينة ان يكون قاعدة يمكن ان يكون مستويا على السفينة وهو وهو قائم وهذا مما اه يشكل على اطلاق تفسير الاستواء بالقعود او الجلوس لكن على كل حال العبرة هنا بماذا بالثبوت وان ثبت هذا قلنا به والحمد لله او كان هذا اجماعا او نقل عن صحابي باسناد صحيح فالحمد لله والا فالقول بما عليه عامة اهل السنة لا شك انه اولى اود ان ننبه ها هنا الى تنبيهين. الاول ان القول ان القول في الصفة شيء وان القول في التفسير تفسير الصفة شيء اخر يعني نحن نقول باستواء الله عز وجل على العرش الصفة التي ثبتت لله عز وجل هي ماذا الاستواء اما التفسير فلا نقول انه صفة لله عز وجل لا نقول ان من صفات الله عز وجل الاستقرار على العرش هذا حق لماذا هذا الكلام حق للصفة هذا لا ينبغي ان نخلط بين الصفة وتفسيرها. انما نقول الصفة الثابتة التي هي الاستواء تفسيرها معناها ها يفهم من كلام العرب كذا وكذا ها العلو الارتفاع الصعود الاستقرار وبالتالي لابد من التفريق بين هذه وهذه بين الصفة وبين آآ تفسيرها او معناها ولا نجري التفسير والمعنى مجرى الصفة هذا واحد ثانيا الكلام عن تفسير الاستواء بالقعود او الجلوس شيء واثبات القعود او الجلوس صفة لله شيء اخر ها هنا مسألتان تفسير الاستواء بالقعود او الجلوس شيء واثبات صفة القعود او الجلوس شيء اخر وهذا فيه بحث طويل عند اهل العلم ورؤي في هذا حديث او اثنان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وجاء ايضا عن بعض السلف الا اني لا اعلم دليلا من القرآن او السنة الصحيحة فيه اثبات صفة القعود او الجلوس وجل ما جاء عن السلف في هذا هو اضافة القعود او الجلوس العرش ما جاء في هذه الاحاديث انما هو آآ نسبة القعود او الجلوس للكرسي. لكني لا اعلم دليلا صحيحا في اثبات هذه الصفة ولو ثبتت لقلنا بذلك ولا اعلم ايضا اثرا عن صحابي باثبات ذلك وهو اثر صحيح ولو صح ذلك لقلنا به. لان القاعدة عند اهل السنة هي الثبوت. ثبت قلنا بها والحمد لله وليس عند الانسان ادنى غضاضة ولا تردد في اثبات ما ثبت في النصوص لكن اذا لم يثبت القاعدة عندنا هي ماذا اننا نثبت ما ثبت وننفي ما نفي ونسكت عما وراء ذلك واما الذين اثبتوا هذه الصفة لله سبحانه وتعالى فانهم اثبتوها بناء على ان دليلها قد صح عندهم فلهم عذرهم فهمنا يا جماعة؟ بمعنى بعض اهل السنة اثبت هذه الصفة. والسؤال لم لان النص عنده او ان الدليل عنده قد ثبت باثبات ذلك. فهو قائل بعلم وقائل بحجة. وله عذره عند الله سبحانه وتعالى وهذا يدلك على اتفاق اهل السنة وليس على اختلافهم اذا كان من اهل العلم من لم يثبت هذه الصفة لعدم الثبوت واثبتها بعضهم لثبوت الدليل عنده اذا هذا دليل على ان اهل السنة مجمعون على وجوب اتباع الكتاب والسنة. وان يقول المرء بما ثبت في الكتاب والسنة ليس المقام مقام هوى او تحكمات عقلية او رؤى او مكاشفات او منامات كلا المسألة مبنية على ماذا على الدليل الكل متفق على الاعتصام بالكتاب والسنة. وعلى ان يقول بمقتضى الكتاب والسنة. وبالتالي من اثبت ذلك من السلف وهذا مروي عن فجماعة منهم فان ذلك كان منهم بمقتضى ثبوت الدليل ومن لم يثبت ذلك انما لان القاعدة اننا لا نثبت لله الا ما اثبت لنفسه او اثبت له رسوله صلى الله عليه وسلم لعل هذا القدر فيه كفاية ونكمل ان شاء الله الكلام عن هذه الجملة وقد علم ان بين مسمى الاستواء والاستقرار هذه الجملة نبدأ منها من درس آآ الليلة القابلة ان شاء الله والله اعلم وصلى الله وعلى نبينا محمد واله وصحبه اجمعين