بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لشيخنا وانفعه وانفع به يا رب العالمين قال شيخ الاسلام احمد بن عبد الحليم ابن تيمية رحمه الله تعالى في رسالته لاهل تدمر وقد علم ان بين مسمى الاستواء والاستقرار والقعود فروقا معروفة. ولكن المقصود هنا ان يعلم خطأ من ينفي الشيء مع اثبات نظيره احسنت ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا. من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا اما بعد فقد توقف بنا الحديث في درس البارحة عند الكلام عن تفسير كلمة الاستواء على العرش وذكرنا شيئا مما قيل في ذلك وهو كونه آآ الاستواء يفسر بالاستقرار ومن اهل العلم من فسره بالقعود وقلت ان هذا تفسير مذكور عن بعضهم الا انه ليس بالتفسير المشهور زاد الامر توضيحا المؤلف رحمه الله ها هنا ببيان ان بين مسمى يعني معنى الاستواء والاستقرار والقعود فروقا معروفة وهذا امر لا بد منه لابد ان تكون بين الكلمات فروق فان العرب اهل ايجاز ولذا فانه لا يتكلمون بكلمة يغني عنها كلمة اخرى من كل وجه انما الالفاظ التي يقال انها مترادفة عامتها بينها ترادف عام وليس بينها ترادف تام بمعنى ان بين الالفاظ ما يسمح ب آآ تفسير بعضها ببعض مع بقاء آآ خاصية لكل لفظ وشيئا يتميز به عن اللفظ الاخر ومن ذلك هذه الالفاظ التي قيلت في تفسير الاستواء ليس المقصود ان كلمة منها تغني عن كلمة الاستواء وتقوم مقامها من كل وجه ليس هذا هو المقصود انما المقصود في ذكر هذه التفسيرات تقريب المعنى المقصود ماذا تقريب المعنى والا فمن اشهر ما قيل في تفسير الاستواء الاستواء على الشيء بمعنى العلو عليه هذا تقريب في المعنى او تقريب للمعنى وليس هذا هو معنى الاستواء من كل وجه فليس يصح ان تذكر كلمة العلو على الشيء مكان الاستواء عليه في كل موضع انما يحصل ويمكن ان تستعمل هذا في مواضع اما ان يكون هذا في كل موضع فالجواب الامر ليس كذلك انما تقريب معنى الاستواء على الشيء بانه ماذا العلو عليه وقل مثل هذا في كلمة الارتفاع استوى على بمعنى ارتفع على كذا ولكن هذا ليس هو المعنى الدقيق لكلمة الاستواء انما المقصود التفريق انما المقصود التقريب للفهم وكذلك الامر في هذه الكلمات التي ذكر المؤلف رحمه الله قال رحمه الله وقد علم ان بين مسمى الاستواء الاستواء في اللغة يأتي آآ بعدة معان بحسب ما تتعدى به هذه الكلمة فان تعدت بنفسها فلها معنى وان تعدت بالواو فلها معنى وان تعدت بعلى فلها معنى والمقصود عندنا وان وان تعدت بالا فلها معنى لكن المقصود عندنا الان هو تعدي هذه الكلمة بعلى او استعمالها حال كونها متعدية بعلى كما في قوله سبحانه اه استوى على العرش الاستواء اقرب ما يمكن ان يقال في معناه انه العلو على الشيء مع الاعتدال عليه الاستواء على الشيء بمعنى العلو عليه مع الاعتدال اما اذا لم يكن ثمة اعتدال كان هناك ميل فلا يسمى هذا في اللغة استواء لا يسمى هذا في اللغة استواء. وقد حقق هذا المعنى شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله برسالة له عن الاستواء في المجلد السابع عشر من مجموع الفتاوى وكما تجد تحقيق ذلك ايضا عند ابن القيم في مختصر الصواعق ان اقرب ما يمكن ان يضبط لك هذه الكلمة هو ان ان الاستواء علو على الشيء مع اعتدال مع اعتدال اما الاستقرار وهو الكلمة الثانية فان المقصود به الثبات على الشيء والتمكن عليه الثبات على الشيء والتمكن عليه هذا هو الاستقرار و بين كلمة الاستقرار وكلمة الاستواء فيما يبدو والعلم عند الله عموم وخصوص فكل استواء فيه استقرار ولا يلزم العكس يمكن ان يكون الشيء مستقرا على شيء مع مع ميلان فيه لا اعتدال وهذا يسمى استقرارا ولا يسمى ولا يسمى استواء اما القعود فانه خلاف القيام القعود معروف وهو خلاف القيام وهذا المعنى قد يجتمع مع الاستواء وقد يفترق عنه. قد يكون الاستواء في اللغة عن قعود وقد وقد يكون الاستواء في اللغة عن قيام ولذا الاستواء على الدابة انما هو قعود عليها والاستواء على السفينة لا يلزم ان يكون قعودا يمكن ان تكون مستويا على السفينة وانت وانت قائم. المقصود ان المؤلف رحمه الله في هذا الموضع ليس بصدد تحقيق الكلام عن تفسير الاستواء على العرش وحشد اقوال السلف في هذا المعنى انما يريد المؤلف رحمه الله ان يبين ان المعطلة وقعوا في التحكم فصاروا يثبتون شيئا وينفون نظيره ذلكم ان المعطلة ابوا ان يفسر آآ الاستواء بما دلت عليه اللغة ولذلك فانهم يعقبون اثبات الاستواء ممن اثبت ذلك منهم بالفاظ يزعمون ان نفيها ضروري لنفي التشبيه ولتنزيه الله سبحانه وتعالى عن مماثلة المخلوقين مع ان كل ما يمكن ان يقال في هذه الالفاظ يمكن ان يقال في لفظ الاستواء. بمعنى اذا كان الاستقرار كما يقولون انما هو منا صفات البشر فاننا نقول فانه يلزمكم ايظا في الاستواء لان الله سبحانه وتعالى يقول فاذا استويت انت ومن معك على الفلك لتستووا على ظهوره فيلزمكم ان تنفوا ايضا الاستواء. واذا قلتم ان الاستواء ها هنا انما هو صفة مختصة بالله سبحانه وتعالى ليس الاستواء في حق الله عز وجل كالاستواء في حق المخلوقين فانه يمكن ان يقال هذا ايضا بالنسبة للاستقرار الذي فسر به الاستواء. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وكان هذا الخطأ من خطأه في مفهوم استوائه على العرش حيث ظن انه مثل استواء الانسان على ظهور الانعام والفلك. الاشكال دائما عند القوم انهم مبتلون بالتشبيه. نعم قال رحمه الله وليس في اللفظ ما يدل على ذلك. لانه اضاف الاستواء الى نفسه الكريمة. كما اضاف اليها سائر افعاله وصفاته. فذكر انه خلق ثم استوى كما ذكر انه قدر فهدى وانه بنى السماء بايد وكما ذكر انه مع موسى وهارون يسمع ويرى وامثال ذلك فلم يذكر استواء مطلقا يصلح للمخلوق ولا عاما يتناول المخلوق كما لم يذكر مثل ذلك في سائر صفاته. وانما ذكر لواء اضافه الى نفسه الكريمة. ها هنا مربط الفرس كما يقولون فذلكم انه القوم في الصفات المضافة الى الله سبحانه وتعالى انما سبق الى اذهانهم القدر المختص بالمخلوق فهم ما جعلوا القدر المختص بالله عز وجل هو المعنى المطلق وهذا لو قالوه فانه قد اخطأوا انما جعلوه ماذا القدر المختص بالمخلوق وهذا لا شك انه خطأ كبير وهذا سبب تعطيلهم لجميع الصفات التي نفوها عن الله سبحانه وتعالى المؤلف رحمه الله يقول ان الاستواء الذي وصف به الله سبحانه وتعالى انما هو استواء اضيف الى الله سبحانه وتعالى ومع ومع الاضافة زال الاشتراك مع الاضافة زال الاشتراك. فاي اشكال واي لبس واي اشتباه يكون مع هذه الاظافة. الله عز وجل اضاف الى نفسه استواء فهو اذا شيء يليق به سبحانه وتعالى. كما انه اذا اضيف الاستواء الى المخلوق فانه شيء يليق بالمخلوق. اذا مع الاظافة يمتنع الاشتراك هذا شيء لا بد ان يستقر في نفسك يا طالب العلم. هذه قاعدة مهمة مع الاظافة يمتنع يمتنع الاشتراك هذا الامر ليس مختصا بصفة الاستواء بل هذا عام في جميع صفات الله سبحانه وتعالى. وقد ذكر لك المؤلف امثلة لذلك يقول رحمه الله فلم يذكر استواء مطلقا يصلح للمخلوق. ولا عاما يتناول المخلوق. الفرق بين الجملة الاولى والثانية ان الجملة الاولى يقول فيها المؤلف رحمه الله لم يذكر استواء يجوز ان يتناول المخلوق يمكن ان يدخل المخلوق فيه ويمكن الا يدخل المهم ان الاستواء المضاف الى الله عز وجل شيء يصلح ويجوز ويمكن ان يضاف الى المخلوق وهذا لا شك انه باطل واما اللفظ الثاني فانه يريد ان المضافة الى الله سبحانه وتعالى ليس لفظا عاما يشمل المخلوق كما ان الخالق سبحانه وتعالى يضاف اليه هذا المعنى فالفرق ان الجملة الاولى هي من قبيل الجواز يصلح ويمكن ويجوز واما الثاني اللفظ العموم فانه يريد انه يشمله قطعا فلا هذا ولا هذا الاستواء المضاف الى الله سبحانه وتعالى لا يصلح اصلا فضلا عن ان يكون عاما يشمل المخلوق ويكون فيه مع الله سبحانه وتعالى في هذه الصفة. الامر ليس كذلك. لما اضيفت الصفة الى الخالق اختصت به ولما اظيفت الصفة الى المخلوق اختصت به نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله فلو قدر على وجه الفرض الممتنع انه هو مثل خلقه تعالى الله عن ذلك لكان استواؤه مثل استواء خلقه اما اذا كان هو ليس مماثلا لخلقه بل قد بل قد علم انه هو الغني عن الخلق. وانه الخالق للعرش ولغيره. وان كل ما سواه اليه وهو الغني عن كل ما سواه وهو لم يذكر الا استواء يخصه لم يذكر استواء يتناول غيره ولا يصلح له كما لم يذكر في علمه وقدرته ورؤيته وسمعه وخلقه الا ما يختص به. فكيف يجوز ان يتوهم انه اذا كان مستويا على العرش كان محتاجا اليه. وانه لو سقط عرش لخر من لخر من عليه لخر من عليه سبحانه من عليه. احسن الله. سبحانه. وانه لو سقط من العرش لخر اعد وانه وانه لو سقط العرش لخر من عليه سبحانه وتعالى عما يقول الظالمون والجاحدون علوا كبيرا شبهة المعطلة التي لاجلها نفوا استواء الله عز وجل على العرش هي انهم يقولون انه لو كان مستويا على العرش لكان محتاجا اليه كما ان المخلوق اذا كان مستويا على شيء كان محتاجا اليه حيال الله العجب ارأيتم قياسا افسد من هذا القياس بالله في اي شرع بل في اي عقل يصح ان يقال ان الغني الذي له الغنى المطلق سبحانه وتعالى كالفقير سواء بسواء فاذا كان الفقير اذا استوى على شيء كان محتاجا اليه فانه يلزم ان الغني من كل وجه سبحانه وتعالى الذي هو غني عن العالمين الذي هو غني عن كل شيء انه اذا استوى على شيء كان محتاجا اليه ارأيتم قياسا افسد من هذا القياس اذا كان المخلوق الذي ليس ربا لما استوى عليه وليس خالقا لما استوى عليه اذا استوى على هذا الشيء فانه يكون محتاجا اليه اذا قلنا هذا فيلزم اذا ان الله العظيم الذي خلق العرش والذي هو رب العرش اذا استوى عليه كان ايضا محتاجا اليه اي فساد هذا واي ضلال هذا ان يقاس هذا القياس الفاسد الذي يجعل فيه الحكم فيما تعلق بالله عز وجل هو ما تعلق بالمخلوق ارأيت ان مصيبة القوم انما هي في التشبيه كيف انهم يقيسون الخالق على المخلوق لو كان مستويا على العرش لكان محتاجا اليه. لم لان المخلوق اذا استوى على شيء كان محتاجا اليه اذا الغني من كل وجه كالفقير سواء بسواء تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا اذا المؤلف رحمه الله يقول لو اننا فرضنا على سبيل الفرض الممتنع ان الله عز وجل مساو خلقه لكان كلامكم صحيحا فانه يكون اذا استوى على شيء ماذا محتاجا اليه قال لكان استواؤه مثل استواء خلقه يعني انه يستلزم الحاجة يعني انه يستلزم الحاجة. اما اذا كان هو ليس مماثلا لخلقه وهذا الحق الذي لا شك فيه بل قد علم انه الغني عن الخلق وانه الخالق للعرش ولغيره وان كل ما سواه مفتقر اليه من العرش فما دونه؟ والله ان المستوى عليه هو المحتاج الى المستوي سبحانه. لا العكس بعكس الحال مع العبد الفقير فان المستوي محتاج الى المستوى عليه اما في حق الله سبحانه فالمستوى عليه الذي هو العرش هو المحتاج الى المستوي الذي هو الله سبحانه وتعالى قال وان كل ما سواه مفتقر اليه وهو الغني عن كل ما سواه عن العرش وما دونه وعن حملته وعن كل شيء بل كل شيء محتاج الى الله ومفتقر اليه والله ما قام العرش الا بقدرة الله عز وجل ولا حمله حملته الا بقدرة الله سبحانه اذا الله خالقه والله هو المقيم له والله ربه والله الغني عنه وهو وغيره وكل مخلوق لله عز وجل فهو مفتقر اليه فكيف يقال انه اذا استوى عليه كان محتاجا اليه تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله هل هذا الا جهل محض وضلال مما فهم ذلك او توهمه او ظنه ظاهر اللفظ ومدلوله او جوز ذلك على رب العالمين الغني عن الخلق فلو قدر ان جاهلا فهم مثل هذا او توهمه لبين له ان هذا لا يجوز وانه لم يدل وانه لم يدل وانه لم يدل اللفظ عليه اصلا كما لم يدل على نظائره في سائر ما وصف به الرب نفسه الخلاصة انه ينبغي ان يستيقن العبد انه لما كان المستوي غير المستوي كان الاستواء غير الاستواء لما كان المستوي غير المستوي كان الاستواء غير الاستواء واي خلل في هذا فان العهدة فيه تعود الى جاهل او ضال هذا الجاهل او الضال الذي يتوهم ان استواء الله عز وجل على عرشه كاستواء المخلوق على دابة او سفينة او غيرها هذا انما اوتي من نفسه والنص بريء من ذلك هذا المتوهم الذي ظل في فهمه اتي من نفسه والنص بريء من ذلك حاشى وكلا ان يكون ظاهر كتاب الله عز وجل الذي دل على استواء الله على العرش انه يدل على هذا المعنى الفاسد تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا ولا شك ان من جوز اه احتياج الله عز وجل على العرش لا شك انه ضال في فهمه هذا الفهم بل نص ابو العباس رحمه الله في في الرسالة انيفة الذكر ان من ظن ان استواء الله على العرش يكون فيه سبحانه محتاجا الى العرش كاحتياج المحمول الى حامله فهو كافر لا شك في ذلك ولا ريب ولا يمتري في هذا مسلم ان ان من ظن ان ثبوت الاستواء لله سبحانه وتعالى يستلزم ادنى افتقار او احتياج من الله الى العرش فلا شك ان هذا كفر بالله لان من قال بذلك فانه نفى عن الله عز وجل صفة الغنى سبحانه هو الغني الغني عن كل شيء بهذا الاستغراق كل شيء فالله سبحانه غني عنه. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله على كل حال قلت لك سابقا يا طالب العلم واعيد الان ان العصمة في هذا الباب ان يرزق الله العبد ايمانا وحكمة العبد حتى يعصم من الانحراف في هذا الباب هو في امس الحاجة ان يرزقه الله عز وجل ايمانا وحكمة اما الايمان فانه يعظم به ربه حق تعظيمه ويقدره حق قدره واما الحكمة فانه يفهم بها الادلة على وجهها ويحملها على محملها دون غلو او تقصير من رزق ذلك فليحمد الله فانه قد فاز بخير عظيم. نعم قال رحمه الله فلما قال سبحانه وتعالى والسماء بنيناها بايدي فهل يتوهم متوهم ان بناءه مثل بناء الادمي المحتاج الذي يحتاج الى زبل ومجارف واعوان وضرب لبن وجبل وجبل طين. نعم. المؤلف رحمه الله يضرب لك امثلة ان الله سبحانه وتعالى في اتصافه بالصفات لم يكن مماثلا للمخلوقين وشأن في الاستواء كالشأن في بقية الصفات ومن ذلك انه لا يتوهم احد يدين بدين الاسلام ان صفة البناء من الله سبحانه وتعالى فهو الذي بنى السماء قال والسماء بنيناها فالله عز وجل هو الذي بنى هو الذي اتصف بهذه الصفة والسماء بنيناها بايد بايد يعني بقوة فان هذه الكلمة من ادم يأيد ايدا يعني قوة وليست من اليد التي هي الصفة آآ آآ التي يفعل بها والتي يمسك بها ليس الايد ها هنا من هذا الباب انما الايد ها هنا بمعنى القوة اما ثبوت صفة اليد لله سبحانه وتعالى ففيها ادلة اخرى لكن هذا الموضع ليس فيه اثبات اليد لله سبحانه انما فيه اثبات البناء واثبات القوة لله سبحانه وتعالى. المقصود ان الله العظيم الغني عن كل شيء هل يتوهم احد انه لما بنى السماء كان في ذلك بانيا كبناء المخلوق المخلوق اذا جاء يبني شيئا جدارا او بيتا فانه يحتاج الى هذه الامور التي ذكرها المؤلف يحتاج الى زبل يعني الزبيل او الزنبيل يعني ذاك الوعاء او القفة التي توضع فيها آآ الاشياء التي يحتاجها في في البناء او يحتاج الى مجارف واعوان وضرب لبن يعني كونه يصلح اللبن بالصورة التي يحتاجها وكذلك جبل الطين صنعه واعداده بالصورة التي يحتاجها هل يقول احد ان بناء الله عز وجل للسماء تلك السماوات والطباق المحكمة ان الله عز وجل بناها بهذه الكيفية التي هي قدر مختص بالمخلوق لا يقول مسلم ذلك اذا كما تقول في هذا قل في بقية الصفات من الاستواء ومن غيرها فالقاعدة القول في بعض الصفات كالقول في بعض نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ثم قد علم ان الله تعالى خلق العالم بعضه فوق بعض. ولم يجعل عاليه مفتقرا الى سافله. فالهواء فوق الارض وليس مفتقرا الى ان تحمله الارض والسحاب ايضا فوق الارض وليس مفتقرا الى ان تحمله. والسماوات فوق الارض وليست مفتقرة الى حامل الارض لها. فالعلي الاعلى رب كل شيء ومليكه اذا كان فوق جميع خلقه العلي الاعلى فالعلي الاعلى رب كل شيء ومليكه اذا كان فوق احسن الله اليك. رب كل شيء وملكه اذا كان فوق جميع خلقه كيف يجب وان يكون محتاجا الى خلقه او عرشه او كيف يستلزم علوه على خلقه هذا الافتقار وهو ليس بمستلزم في المخلوقات. وقد علم ان ما ثبت مخلوق من الغنى عن غيره فالخالق سبحانه احق به واولى هذا من المؤلف رحمه الله كلام يتعلق بصفة العلو لله سبحانه وتعالى والكلام في صفة الاستواء يستلزم الكلام في صفة العلو وليس العكس يعني لا يستلزم الكلام في العلو الكلام في الاستواء وذلك ان الاستواء علو خاص المقصود ان الناظرة بانصاف اذا نظر الى ما يتعلق بصفة العلو تجد انها صفة ثابتة لله عز وجل بالادلة النقلية الكثيرة كما ان دليل الفطرة والعقل والاجماع دال عليها ايضا من ذلك ادلة الاستواء فادلة الاستواء من ادلة العلو ولذلك يعبر اهل العلم ب العلو والفوقية اذا وردوا الى هذا الموضع ومن ذلك تلك الكلمة الشهيرة الثابتة عن الامام الاوزعي رحمه الله التي قال فيها كنا والتابعون متوافرون نقول ان الله تعالى ذكره فوق عرشه لاحظ انه استعمل فوق عرشه ونؤمن بما جاءت به السنة من صفاته فالمقصود ان من ادلة علو الله عز وجل ادلة الاستواء المعطلة احتجوا بالحجة نفسها التي ذكروها في الاستواء ايضا في صفة العلو كما انهم قالوا ان الله عز وجل لو كان مستويا على العرش للزم من ذلك احتياجه اليه قالوا هذا ايضا في العلو. فانهم يزعمون ان ثبوت العلو لله عز وجل يستلزم افتقاره واحتياجه. يستلزم افتقاره واحتياجه الى الاحياز. والى الاماكن تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا فالمؤلف رحمه الله يرد على هذا المعنى ويبين ان العلو قد شوهد ولوحظ وعقل في مخلوقات مع عدم استلزام الحاجة كما مثل المؤلف رحمه الله على هذا بان الهواء يكون عاليا على الارض وفوق الارض وليس محتاجا الى الارض وكذلك الطير تكون عالية على الارض وليس ثمة احتياج الى الارض وكذلك السماوات فوق الارض كذلك السحاب فوق الارض وعلو هذه الاشياء على بعضها لم يقتدح لم يقتضي احتياجا منها الى تلك التي علا عليها فاذا كان هذا في حق المخلوقات فلا ان يكون هذا الغنى في حق الخالق من باب اولى هذا الكلام صحيح وهو داخل في دلالة قياس الاولى التي تكلمنا عليها لو تكلمنا عنها في مواضع سابقة وهذا الكلام يصلح ويستقيم في صفة العلو اما في صفة الاستواء فانه لا يتأتى الكلام في هذا فان المشاهد ان من استوى على شيء من المخلوقين فانه يكون محتاجا الى ما استوى عليها وهذا ما بينه شيخ الاسلام رحمه الله في مجموع الفتاوى في الجزء السابع عشر وهذا مما يفرق به بين صفة الخالق وصفة المخلوق وان ثبوت القدر الخاص المختص بالله سبحانه وتعالى شيء. وان ثبوت القدر المختص بالمخلوق شيء اخر كما ان استواء المخلوق فلا يعلم في المشاهدات شيئا يستوي على شيء الا وهو محتاج اليه ومفتقر اليه ومعتمد عليه فان هذا شيء مختص بماذا بالمخلوق وليس الامر كذلك في حق الخالق سبحانه وتعالى. وهذا مطرد في جميع الصفات التي ثبت فيها قدر مشترك قدر مشترك بين صفة الخالق وصفة المخلوق خذ مثلا السمع خذ مثلا البصر خذ مثلا الحياة قل غير ذلك من الصفات تجد ان القدر الذي اختص به المخلوق لابد ان يلحقه نقص لابد ان يلحقه نقص. البصر في المخلوق بصر ناقص ليس بصرا عاما نافذا في كل شيء اليس كذلك؟ له حدود محدودة. ثم ان هذا البصر يتفرق اليه الخلل يمكن ان يضعف ويمكن ان يزول اذا كل ما يتصف به المخلوق فلا بد ان يلحقه فيه نقص وقل مثل هذا في البصر وقل مثل هذا في القوة والقدرة وما سوى ذلك في السمع وغير ذلك اما ما اختص الله عز وجل به فانه لا يلحقه اي نقص او خلل او حاجة او افتقار. تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا. ومثل ذلك الاستواء. الاستواء في لابد ان يلحقه شيء من ماذا من النقص والافتقار والاحتياج. اما في حق الخالق عز وجل فان الامر ليس كذلك لما كان المتصف غير المتصف كانت الصفة غير الصفة نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وكذلك قوله اامنتم من في السماء ان يخسف بكم الارض فاذا هي تمور من توهم ان مقتضى هذه الاية ان كون الله في داخل السماوات فهو جاهل ضال بالاتفاق. وان كنا اذا قلنا ان الشمس والقمر في السماء يقتضي ذلك فان حرف في متعلق ما قبله وما بعده فهو بحسب المضاف والمضاف اليه. نعم. مثل المؤلف رحمه الله الان بمثال اخر وهو ما يرجع الى قول الله سبحانه اامنتم من في السماء يبين المؤلف رحمه الله ان هذه الاية يظن الجاهل او الضال انها في ظاهرها تدل على معنى فاسد لا يليق بالله عز وجل وهو ان يكون الله في جوف السماوات المخلوقة هكذا يزعمون لو اخذنا بظاهر النصوص لوقعنا في هذا الظلال للزمنا ان نقول ان نقول ان الله تعالى ذكره في جوف السماوات المخلوقة لانه قال اامنتم من في السماء والسؤال من اين اوتي هذا الانسان هل اوتي من نفسه او اؤتي من ظاهر النص الجواب من نفسه وذلك ان ظاهر النص بريء من افادة هذا المعنى الفاسد بل من ان يكون موهما مجرد ايهام لهذا المعنى الفاسد لو اعطى هذا الناظر في الاية الاية حقها من التأمل والنظر على قواعد اهل العلم وعلى ما يعرف في لغة العرب لما قال هذا الذي قال لكنه من نفسه اتي يقول المؤلف رحمه الله ان قوله اامنتم من في السماء خلاصة كلام المؤلف من الان الى انتهاء هذه القاعدة يقول انه لا يخرج عن عن معنيين اما الاول فهو ان السماء بمعنى العلو وهذا صحيح وكثير في اللغة كل ما علاك فهو سماء. حتى السقف كما سيأتي بعد قليل ان شاء الله فانه يسمى سماء لانه عال فكل ما علاك فهو السماء. اذا اامنتم من في السماء؟ يعني في العلو المطلق الله عز وجل وحده فوق كل شيء وكل شيء فانه دونه وتحته سبحانه وتعالى وهو وحده فوق كل شيء وعال على كل شيء هذا انا الاول والمعنى الثاني ان تكون في دالة على الاستعلاء بمعنى ان يكون حرف الجر في بمعنى حرف الجر على اامنتم من في السماء يعني على السماء وعليه فالسماء ها هنا هي السماء المبنية الطباق السبع التي آآ الطباق السبعة التي خلقها الله سبحانه وتعالى يكون الله سبحانه وتعالى فوقها ولا شك ان كونه عال على ان كونه عاليا على كل شيء وفوق كل شيء يقتضي ان يكون عاليا على السماوات السبع فهذا خلاصة ما ذكر المؤلف رحمه الله وبدأ ببيان المعنى الاول وهو ان يقول ان حرف في متعلق بما قبله وما بعده فهو بحسب المضاف والمضاف اليه. حرف الجر في جاء في اللغة لمعان كثيرة و اشهرها واكثرها في كلام العرب وانه يدل على الظرفية وثمة معان اخرى اوصلها ابن هشام في مغن لبيب الى عشرة معان اوصلها الى عشرة معان من ذلك الظرفية وهي التي يتحدث عنها المؤلف رحمه الله ها هنا وهذه الظرفية قد تكون ظرفية مكان وقد تكون ظرفية زمان جمعها جمع الظرفيتين قوله تعالى غلبت الروم في ادنى الارض وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين ففي الاولى افادت ظرفية المكان والثانية افاد الظرفية الزمان نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ولهذا يفرق بين كون الشيء في المكان وكون الشيء في المكان كأن تقول فلان في السطح يعني عليه. يعني عليه عليه نعم قال رحمه الله ولهذا يفرق بين كون الشيء في المكان وكون الجسم في الحيز الحيز الجسم في الحيز الحيز هنا يريد به الفراغ او المساحة عفوا يريد به المساحة التي يشغلها الجسم من الفراغ هذا هو الحيز اي شيء اي شيء اه قائم بنفسه فانه يشغل حيزا من الفراغ. اليس كذلك؟ هذا الان شغل حيزا من الفراغ. هذا الذي شغله هذا الشيء القائم بنفسه اما ماذا حيزا تلاحظ ان هناك فرقا بين ان تقول ان اه الجسم في حيز او ان تقول ان الانسان آآ او ان فلانا في مكان معين تلاحظ ان الحيز يستوعب ماذا الشيء الذي فيه فقط اما اذا قلت فلان في مكان وحددت هذا المكان فانه يسعه وقد يسع وقد يسع غيره. اذا ثمة بين هذه الجملة والجملة الاخرى. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وكون الجسم في الحيز وكونه وكون الجسم في الحيز وكون العرض في الجسم وكون العرض في الجسم حينما تقول فلان آآ في وجهه حمرة او ثمة حمرة في وجهه الحمرة ها هنا ماذا عرض العرض ما لا يقوم بنفسه انما يقوم بغيره هناك فرق في هذه الجملة فلم تفد في في هذا الموضع ما افادته في قولك الجسم في الحديث او ان الشيء في المكان. نعم قال رحمه الله وكون الوجه في المرآة وكون الوجه في المرآة. المراد صورته. المراد صورته وليس انه هو نعم وكون الكلام في الورق. كون الكلام في الورق يعني مكتوبا مخطوطا وليس اه شيء اخر ليس هو الصوت وليس هو الكاتب نفسه انما الكلام من حيث كونه مكتوبا او مخطوطا. اذا افادت في في كل موضع بحسبها. بحسب ما تقدمها وبحسب ما تأخرها بحسب سياقها بحسب سباقها وبالتالي ينبغي ان يفهم الكلام بناء على سياقه هذا الذي يريد المؤلف رحمه الله ان يبينه وان كون فيه افادت في موضع ان شيئا احتوى شيئا اخر وان هذا الشيء في وفي شيء اخر لا يستلزم ان يكون في كل موضع مفيدا ذلك المعنى هذا الذي يريد المؤلف ان يصل اليه. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله فان لكل نوع من هذه الانواع خاصية يتميز بها عن غيره. وان كان حرف في مستعملا في ذلك كله فلو قال قائل العرش في السماء ام في الارض؟ لقيل في السماء ولو قيل الجنة في السماء ام في الارض؟ لقيل الجنة في السماء ولا الزم من ذلك ان يكون العرش داخل السماوات بل ولا الجنة. لان المراد من هذا ان السماء هي العلو اذا فهمنا هذا صار فهم هذا الكلام سهلا اذا قلنا ان العرش في السماء او في الارض الجواب عرش الله عز وجل في السماء ليس المقصود بالسماء ها هنا تلك السماء المبنية التي بناها الله سبحانه وتعالى وجعلها طباقا بعضها بعض ليس هذا المراد لان العرش فوقها اذا السماء ها هنا بمعنى العلو. كذلك اذا قيل الجنة في السماء ام في الارض؟ الجواب انها في السماء والمقصود انها فوق السماء المبنية وليس انها في جوف السماء المبنية انما هي في السماء في في السماء يعني في العلو والا فالجنة لا شك انها فوق السماوات المبنية لقول الله سبحانه وتعالى عندها جنة المأوى ومعلوم ان آآ شأن ايش قبلها ولقد رآه نزلة اخرى عند سدرة المنتهى عندها جنة المأوى ومعلوم عندك ما ثبت من ان سدرة المنتهى كانت فوق السماوات فدل قوله عندها جنة المأوى على ان الجنة فوق السماء السابعة فوق السماء السابعة. فحينما تقول ان الجنة في السماء فهذا واضح ان المراد انها في العلو انها فوق. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال اذا سألتم الله الجنة فاسألوه الفردوس فان اعلى الجنة واوسط الجنة وسقفها عرش الرحمن. نعم هذه الجنة سقفها الذي هو العرش فوق الافلاك يعني فوق الطباق السبع فوق الطباق السبع. نعم مع ان الجنة في السماء والسماء يراد به العلو. سواء كان فوق الافلاك او تحتها. قال تعالى فليمدد بسبب الى السماء. وقال تعالى وانزلنا من السماء ماء طهورا. نعم. ما سبق ان بيناه ان قولنا ان الجنة في السماء يراد به ان السماء هي العلو ان السماء هي العلو والا اذا نظرنا الى السماء المبنية فالله عز وجل جعل الجنة فوقها جعل الجنة فوقها. قال والسماء يراد به العلو وفي نسخة بها وعلى كل حال كل صحيح فان كلمة السماء تذكر وتؤنث وان كان التأنيث اكثر لكن التذكير صحيح لا اشكال فيه منه قوله تعالى السماء منفطر ايه ومن التأنيث اذا اذا السماء ان فطرت فكل صحيح اذا قال السماء يريد به او يريد بها العلو. قال سواء كان فوق الافلاك يعني سواء كان هذا العلو فوق الافلاك او تحتها سواء قلنا ان الجنة في السماء سواء قلنا انها آآ فوق السماوات السبع او انها تحتها كل ذلك يصح عليه او يصح فيه ان يقال انه ماذا؟ في العلو لانها بالنسبة لنا فوق وعالية سواء كانت في داخل السماوات السبع او كانت عالية عليها كل ذلك يصلح فيه كلمة السماء لكن الحق لا شك انها فوق السماوات نعم واستدل على هذا يعني على ان السماء كلمة تطلق على العلو بقوله تعالى فليمدد بسبب الى السماء. من كان يظن ان لن ينصره والله يعني ان ينصر نبيه صلى الله عليه وسلم في الدنيا والاخرة فليمدد بسبب الى السماء ثم ليقطع فلينظر هل يذهبن كيده ما يغيظ اكثر اهل التفسير على ان السماء في الاية السقف ان السماء في الاية ماذا؟ السقف والمعنى فليمدد بسبب الى السماء. يعني ليعلق حبلا في السقف ثم ليربطه على عنقه ثم ليقطع يعني ليختنق ثم ينظر بعد ذلك هل هذا يذهب غيظه ام لا بمعنى الله عز وجل في هذه الاية يقول لهذا الذي يظن ان الله لن ينصر نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم في الدنيا والاخرة مت بغيظك كما قال سبحانه قل موتوا بغيظكم. مت بغيظك فالله عز وجل ناصر عبده ورسوله محمدا صلى الله عليه وسلم في الدنيا والاخرة. اذا المقصود والشاهد طبعا والقول الاخر وعليه اه بعض اهل التفسير ان السماء هي السماء المعروفة لان نصر الله عز وجل ورزقه ينزل من السماء فليمد بسبب الى هذا السماء ثم ليمنع اسباب نصر الله عز وجل ورزقه ثم بعد ذلك مصيبا فيما يتمنى الا ينصر الله نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم. وهل احد قادر على ذلك؟ الجواب لا. اذا المقصود ان السماء على قول اكثر اهل العلم وهذا الذي يبدو ان المؤلف رحمه الله اراده وهذا الاستدلال قد ذكره في مواضع اخرى من كتبه ونص على ان المراد بالسماء ها هنا ما قيل انه السقف. مراده ان الشيء العالي يسمى سقفا وقد نص اصحاب المعاجم كالجوهري وغيره وابن قتيبة وكثير من علماء اللغة ان كل ما علاك فهو سماء ان كل ما علاك فهو سماء. ومن ذلك هذه الاية على قول اكثر اهل العلم. وكذلك في قوله سبحانه وانزلنا من السماء اي ماء طهورا. المقصود من هذه الاية بالسماء العلو وذلك انه من المعلوم ان المطر انما ينزل من السحاب والسحاب ليس في السماء المبنية بل هو دونها. كما قال سبحانه والسحابي المسخر بين السماء والارض وانما سمي السحاب سماء لانه لانه عال لانه عال فصح اذا ان يسمى العالي سماء وهذا هو المطلوب. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله ولما كان قد استقر في نفوس المخاطبين ان الله هو العلي الاعلى وانه فوق كل شيء كان المفهوم من قوله من في السماء انه في السماء انه في العلو وانه فوق كل شيء. لا شك ان العلو المقصود هنا هو العلو المطلق العلو يطلق ويراد به العلو النسبي وهذا يكون في حق المخلوقات ويطلق ويراد به العلو المطلق وهذا في حق الله عز وجل وحده. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وكذلك الجارية لما قال لها صلى الله عليه وسلم اين الله؟ قالت في السماء انما ارادت العلو مع عدم تخصيصه اجسام المخلوقة وحلوله فيها. واذا قيل العلو فانه نعم يعني حينما قالت في السماء لم ترد لم ترد انه داخل ان انه داخل شيء من الاجسام او المخلوقات انما ارادت انه عال اي علو ذلك هل هو علو نسبي؟ كعلو بعض الاشياء على بعض كعلو السماء الثانية على الاولى مثلا؟ الجواب لا انما المراد ان الله عز وجل له العلو المطلق فهو فوق كل شيء وعال على كل شيء ولا يشركه في هذا العلو شيء سبحانه وتعالى بل هو وحده فوق كل شيء. وكل موجود سواه فانه تحت ودون فانه تحت ودون. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله واذا قيل العلو فانه يتناول ما فوق المخلوقات كلها فما فوقها كلها هو في السماء ولا يقتضي هذا ان يكون هناك ظرف وجودي يحيط به اذ ليس فوق العالم شيء موجود الا الله. كما قلنا ليس هناك فوق العالم الذي خلقه الله سبحانه وتعالى هذه الاكوان وهذه العوالم وكل ما خلق الله سبحانه وتعالى ليس ورائها الا العدم اللهم الا خالقها سبحانه وتعالى فهو فوقها جل وعلا. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله كما لو قيل ان العرش في السماء فانه لا يقتضي ان يكون العرش في شيء اخر موجود مخلوق. نعم لا شك وكيف يكون ذلك؟ الكرسي وسع السماوات والارض. وهو اصغر من العرش بكثير. فكيف يظن ان العرش العظيم الكبير الكريم في داخلي ماذا؟ السماوات وهو اكبر منها بكثير فكيف فكيف خالقها كيف خالقها سبحانه وتعالى وهو الذي اكبر من كل شيء وهو العظيم الذي هو اعظم من كل شيء سبحانه وتعالى اذا اذا قيل ان العرش في السماء فالمراد انه فوق السماء المبنية يعني انه في العلو وهو اعلى من السماوات السبع. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله هذا التفسير الثاني الاول على ان السماء العلو واما التفسير الثاني فهو على ان السماء هي السماء المبنية والسماء بنيناها بايد هذه الطباق الشداد المحفوظة التي خلقها الله سبحانه وتعالى وهذا لا بد ان يفهم بضميمة ان حرف الجرف بمعنى على افاد معنى الاستعلاء نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله واذا قدر ان السماء المراد بها الافلاك كان المراد انه عليها انه سبحانه عليها نعم كما قال ولاصلبنكم في جذوع النخل وكما قال فسيروا في الارض وكما قال فسيحوا في الارض ويقال فلان في الجبل وفي السطح وان على اعلى شيء فيه هذا هو التفسير الثاني كما ذكرت لك وفيه ان السماء بمعنى السماء المبنية وفيه بمعنى على يعني فوق ففي ها هنا افادت معنى الاستعلاء وهذا كثير في اللغة في منثورها وفي اشعارها كما قال الشاعر هم صلب العبدية في جذع نخلة فلا عطست شيبان الا باجدع هم صلبوا العبدية في جذع نخلة الصلب هل يكون بان تحفر النخلة او يحفر جذعها ثم يوضع في داخلها؟ الجواب انما يكون عليها انما يكون عليها فافادت فيها هنا بمعنى بمعنى على واحسن من هذا الاستدلال بكتاب الله عز وجل الذي نزل بلسان عربي مبين. يقول الله عز وجل ولاصلبنكم في جذوع النخل يعني عليها. وقل مثل مثلها هذا فسيروا وقل مثل هذا في قوله فسيروا في الارض. يعني عليها ليس المقصود انكم تخرقون انفاقا في داخلها فتسيرون فيها. وقل مثل هذا في قوله فسيحوا في الارض يعني يعني عليها وقل مثل هذا ايضا في قوله ام لهم سلم يستمعون فيه ام لهم سلم يستمعون فيه؟ المراد عليه المراد يستمعون عليه. ومن اوضح ما يبين لك هذا المعنى قول النبي صلى الله عليه وسلم ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء والسؤال كيف تفهم قوله صلى الله عليه وسلم من في الارض ارحموا من في الارض ايتوهم احد ان المقصود من كلام النبي صلى الله عليه وسلم ها هنا ان ترحم الاموات الذين في جوفها نعم الجواب لا انما المقصود ارحموا من عليها وها هنا يقال كما فهمت الشطر الاول فافهم الشرط الثاني كما ان في في الشطر الاول افادت معنى على فقل مثل هذا في قوله صلى الله عليه وسلم يرحمكم من في السماء يعني عليها يعني فوقها سبحانه وتعالى وهذا القدر فيه كفاية اسأل الله عز وجل لي ولكم العلم النافع والعمل الصالح والاخلاص في القول والعمل وان يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته وان يجنبنا الضلال والزلل وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه اجمعين