بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على رسوله الامين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لشيخنا وانفعه وانفع به يا رب العالمين قال شيخ الاسلام احمد بن عبدالحليم ابن تيمية رحمه الله تعالى في رسالة التدميرية ومما يوضح هذا ان الله وصف القرآن كله بانه محكم وبانه متشابه وفي موضع اخر جعل منه ما هو محكم ومنه ما هو متشابه فينبغي ان يعرف الاحكام والتشابه الذي يعمه. والاحكام والتشابه الذي يخصه بعضه. احسنت ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا اما بعد فهذا الموضع من المواضع المهمة التي تحتاج الى ضبط من طالب العلم وهو ما يرجع الى تحقيق المراد بالاحكام والتشابه في كتاب الله سبحانه وتعالى والمؤلف رحمه الله يبين ها هنا ان الله سبحانه وصف القرآن كله بانه محكم وبانه متشابه وفي موضع اخر جعل منه ما هو محكم ومنه ما هو متشابه والخص لك يا رعاك الله خلاصة تضبط لك هذا الموضوع الاحكام جاء وصفا للقرآن على وجهين وان شئت فقل الاحكام وصفا للقرآن جاء على قسمين الاول الاحكام العام والثاني الاحكام الخاصة ومرادنا بانه احكام عام يعني انه يعم جميعا ايات القرآن فجميع القرآن محكم هذا هو القسم الاول والقسم الثاني قلنا الاحكام الخاص والمراد انه احكام خاص ببعض الايات وهو معظمها واكثرها كما سيأتي كذلك التشابه ينقسم الى قسمين الى عام والى خصم نبدأ بالاحكام قلنا انه ينقسم الى عام وخاصة وما المراد بالعموم ها هنا والخصوص عمومه الايات او خصوص بعضها الذي هو الاكثر اما الاحكام العام فانه بمعنى الاتقان فالقرآن محكم كله يعني انه متقن كله والله سبحانه وتعالى وصف القرآن جميعه بهذا فقال سبحانه الف لام راء كتاب احكمت اياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير فهذا الاحكام يعني الاتقان ومنه قوله تعالى يس والقرآن الحكيم فالحكيم فعيل بمعنى مفعل يعني انه حكيم بمعنى محكم كما تقول عقدت العسل فهو عقيد يعني معقد فالقرآن لا شك انه جميعا في غاية الاحكام والاتقان فذلك ظاهر لكل ذي لب وماذا يذكر الانسان في احكام القرآن واتقانه وماذا يترك فهو في غاية الاتقان لان الفاظه ابلغ الالفاظ ومعانيه احسن المعاني واختصاره افضل اختصار واسهابه اجود اسهاب ومعانيه غاية في التأثير على القلوب وله سلطان عجيب على النفوس من اتقانه انه يهدي للتي هي اقوم ويقص على الناس ما لم يعرفوا ومن اتقانه انه لا اختلاف فيه بل يصدق بعضه بعضا ويعضض بعضه بعضا ومن اتقانه انه لا يتطرق اليه خلل او خطأ البتة لا في مسألة لغوية ولا في مسألة علمية ومن اتقانه انه متناسب الايات فبعضها اخذ برقاب بعض ماذا يقول الانسان وماذا يترك من اتقانه انه متعدد القراءات عجيب ان يكون كلام واحد يقرأ على وجهين او ثلاثة او اربعة وكل ذلك حق وكل ذلك احسن ما يكون من المعاني اذا القرآن جميعا محكم يعني متقن وهذا وصف يشمل جميع اياته على وجه الاستغراق وثمة احكام خاص يختص ببعضه وهذا البعض هو اكثره وهذا بمعنى الوضوح الوضوح هذا وصف اكثر القرآن اكثره واظح يتبين المراد منه عند عامة الناس اذا فهمت هذا وهذا فهمت حمل كل اية على موضعها فاذا قرأت قوله تعالى كتاب احكمت اياته ادركت انه الاحكام العام واذا قرأت قوله تعالى منه ايات محكمات ادركت ان المراد الوضوح وهو وهو الاحكام الخاص فهذا عامة القرآن واكثرهم واضح لا لبس فيه ولا غموض عند عامة الناس واكثرهم اما التشابه فالامر فيه كما ذكرت لك انه ينقسم الى عام وخاص والعموم والخصوص ايضا راجع الى الايات نفسها فكلها متشابه وبعضها وهو الاقل متشابه وكل على معنى اما التشابه العام فانما يراد به التناسب والتصادق والائتلاف التناسب والتصادق والائتلاف ومعنى هذا ان القرآن جميعا اياته يصدق بعضها بعضا ويعضد بعضها بعضا ويؤيد بعضها بعضا وثمرة ذلك ونتيجته انه لا اختلاف فيه ولا تعارض ولا تضاد كما قال سبحانه وتعالى ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا ليس فيه اختلاف البت لا قليل ولا كثير والسبب انه جميعا متشابه انه جميعا متشابه فهذا هو التشابه العام وهو الذي جاء في قوله تعالى الله نزل احسن الحديث كتابا متشابها يشبه بعضه بعضا ويؤيد بعضه بعضا ويصدق بعضه بعضا ثمة تشابه خاص وهذا التشابه الخاص راجع الى بعضه وهو الاقل منه وهذا يمكن ان نقسمه الى قسمين تشابه نسبي وتشابه حقيقي ينقسم الى قسمين الى تشابه نسبيا وتشابه حقيقي المراد ب كونه تشابها نسبيا في القسم الاول انه يرجع التشابه فيه لا الى ذات الايات وانما الى الناظر فيها التشابه ها هنا ليس راجعا الى الايات نفسها وانما راجع الى الناظر فيها والقارئ لها ولذا قلنا انه ماذا اضافي وليس وليس حقيقيا وهذا التشابه هو غموض المعنى وعدم وضوحه والتباسه وعدم تمييز المراد هذا التشابه الخاص الاظافي يرجع الى هذه المعاني التي ذكرت لك شيء متشابه يعني شيء لا يتميز بعضه من بعض ان البقرة تشابه علينا فهذا هو التشابه عدم التمييز والالتباس الذي يحصل بحيث لا يتضح المراد لا يعرف ما الذي يراد بهذا الكلام؟ هذا نسميه ماذا هذا نسميه متشابها لكن تنبه يا رعاك الله الى ان هذا التشابه ليس راجعا الى الايات نفسها حاشا وكلا فهذا الكتاب كتاب مفصل كتاب مبين هو بيان لغيره فكيف يكون هو في نفسه غامضا انما هذا التشابه راجع الى القارئ نفسه والى ما يقع في في نفسه اما بسبب قلة علم او بسبب فساد ارادة هذا التشابه والغموض الذي يحصل من اه قراءة بعض اياته فيلتبس المعنى والمراد على بعض الناس انما مرجعه الى قلة في العلم او الى فساد في الارادة الاوجه التفصيلية التي يرجع اليها هذا التشابه هي اسباب متعددة تظهر للمتأمل. فتارة يكون هذا التشابه سببه جهل بلغة العرب فلو قرأ قارئ ليس ذا بصيرة وخبرة بلغة العرب في قول الله سبحانه وتعالى وفاكهة وابى او وعنبا وقضبا. يقول ما الاب ويقول ما القظب هل الاشكال راجع الى القرآن نفسه هنا؟ او الى جهل القارئ بحيث انه ما تبين له المراد. الجواب بالتأكيد هو الثاني قد يكون هذا الالتباس هو التشابه راجعا الى عدم فهم واقع الناس وقت نزول تلك الايات ما عرف عرفهم وما عرف حالهم. فيقرأ مثلا قوله تعالى وليس البر بان تأتوا البيوت من ظهورها فلا يدري ما معنى هذا الكلام؟ لكنه لو كان يعرف عرف الناس وقت نزول القرآن لادرك ما المراد. يقرأ مثلا قوله وتعالى ان من نسيء زيادة في الكفر فيقف حائرا لا يعرف ما وجه هذه الاية والسبب ليس راجعا الى القرآن ليس راجعا الى ان هذه الاية ملتبسة من حيث هي غامضة من حيث هي الامر ليس كذلك انما هذا راجع الى الى ان هذا الانسان يجهل الحال التي كان عليها الناس من جهة نسيئهم للاشهر الحرم حتى يحصل ما يريدون من القتال فيها. المقصود ان هذا ايضا من اسباب ذلك. من اسباب هذا التشابه الذي يقع عند بعض الناس وهو السبب الثالث ان بعض الناس لا يحسن الجمع بين النصوص وهذا ولا شك يحتاج الى مزيد علم وفقه بكتاب الله عز وجل. فيظن لقلة علمه او لفساد في ارادته ان هذا القرآن متعارض ولذلك يقرأ ويقول الامر علي ملتبس لا ادري ما المراد بهذه الاية؟ فتارة اقرأ قوله تعالى انك لا تهدي من احببت وتارة اقرأ قوله تعالى وانك لتهدي الى صراط مستقيم. ولو ان هذا الانسان اعطي البصيرة والفقه في دين الله عز وجل لوجد ان الامر اسهل من ذلك بكثير فان الهداية المنفية عن النبي صلى الله عليه وسلم ليست هي الهداية المثبتة له فالهداية المثبتة له هي هداية الدلالة والهداية المنفية عنه هي هداية التوفيق اذا الخلل لم يكن راجعا الى الايات انما كان راجعا الى الى نقص في علم هذا الانسان اما لتقصير منه في الطلب اما لانه يبتغي الفتنة فيذهب يلتمس مثل هذه المواضع ليشغب بها على كتاب الله عز وجل من الاسباب ايضا وهو امر رابع ان بعض الناس يحصل الالتباس عنده في او من قراءة اية مجملة والمجمل هو الذي يحتاج في فهمه الى بيان اخر اما في نص اخر واما في حديث عن رسول الله اما في اية اخرى واما في حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. فلو جاء شخص جاهل فتح المصحف وقرأ واقيموا الصلاة فيقول كيف كيف اقيم هذه الصلاة فالجواب ان هذا الاجمال بينه رسول الله صلى الله عليه وسلم واوضحه. اذا عدم الوضوح ها هنا راجع الى ان هذا الانسان ما تعلم والا لو تعلم لادرك المراد بقوله تعالى واقيموا الصلاة او المراد بقوله واتوا الزكاة ايضا من الاسباب ان بعض الايات يكون فيها شيء من الاحتمال الالتباس عدم التمييز تمييز المراد يرجع سببه الى ان في الاية احتمالا فيحتاج في فهم المراد منها الى رد هذا الموضع الى غيره من النصوص فيستبين فيقرأ قارئ مثلا قوله تعالى او يعفو الذي بيده عقدة النكاح الاية فيها احتمال هل المراد الزوج او المراد وللزوجة او يقرأ قوله تعالى ثلاثة قروء هل المراد بالقرء هنا الطهر او المراد بالطهر او المراد بالقرء هنا الحيض. اذا الاحتمال هو الذي ادى الى وقوع هذا الالتباس. مع انه لو امعن النظر ونظر في بقية النصوص سوف يهتدي الى وجه الصواب فيها ايظا من اسباب هذا التشابه الذي يقع عند بعض الناس وهو لعله السادس ان بعض الناس يشتبه عنده ما ليس بمتشابه يعني يحصل عنده خلل فيسبق الى ذهنه التسوية بين المختلفين لوجود قدر مشترك بينهما مثال ذلك ان يلتبس عند بعض الناس و يغمض فهم نصوص الوعيد المتعلقة بالعصاة والسبب ان ثمة قدرا مشتركا بين هذه النصوص ونصوص وعيدي الكفار فيظن ان وجود هذا القدر المشترك بين النصوص تارة يتوعد العاصي بدخول النار وتارة يتوعد الكافر بدخول النار فيظن ان الدخول ماذا شيء واحد فيقع في شيء من الالتباس يقول كيف تأتي النصوص ببيان ان الموحدين وان عصوا مآلهم الى الجنة مع انهم وقد توعد بدخول النار. السبب انه لوجود قدر مشترك بين موضع وموضع ظن حصوله حصول التساوي وبالتالي يظن ان الحكم حكم واحد والسبب انه ما اهتدى الى جمع القدر المميز الى القدر المشترك فان هذين الموضعين مثلا بينهما قدر مشترك نعم ولكن بينهما ايضا قدر مميز فارق وبالتالي يتبين للانسان ان ها هنا دخولا للنار وان ها هنا دخولا للنار ولكن بينهما قدر مختص فارق فدخول العصاة دخول مؤقت ودخول الكفار دخول مؤبد ناهيك عن عن كون كل وعيد للعصاة مقيد بقوله تعالى ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. السؤال هذا الالتباس الذي حصل لبعض الناس حينما ينظر في نصوص الوعيد مثلا هل سببه راجع الى الايات نفسها؟ او سببه راجع الى نقص في علم هذا الناظر الذي يدعي ان هناك غموضا والتباس اذا هذا يرعاكم الله هو التشابه ها الاظافي التشابه النسبي الاضافي الذي هو بالنسبة الى بعض الناس هذا النوع آآ وبالذات السبب السادس يبسطه المؤلف رحمه الله فيما سيأتي بعض القسط لانه من اسباب او من اعظم اسباب وقوع الاخطاء العقدية في اه ابواب الاعتقاد عند المخالفين لاهل السنة والجماعة. اما القسم الثاني وهو التشابه الحقيقي يعني ان يكون الغموض حاصلا في هذه الايات وهذا حاصل في بعضها ولكن ليس الغموض هنا متعلقا بالمعاني معنى الكلمات ليس غامضا انما هذا الغموض راجع الى الغيبيات اخبارا وكيفيات انتبه هذا القسم الثاني الذي اسميناه التشابه الحقيقي وهو تشابه قلنا الخاص ها تشابه نسبي اضافي وتشابه حقيقي. هذا الغموض فعلا هذا شيء غامض ليس لنا سبيل الى معرفة المراد به ولكن هذا التشابه والغموض مرجعه او موضعه ومحله انما هو الغيبيات اخبارا وكيفيات ما استأثر الله سبحانه وتعالى بعلمه من الغيبيات التي اخبرنا بها كوقت قيام الساعة هل هذا من الشيء الغامض علمه علينا ام لا ها لا شك ان هذا يغمض علمه علينا ولا سبيل لنا الى معرفته وكما مثلت لك ببعض الامثلة سابقا وما يعلم جنود ربك الا هو كم عدد جنود ربنا سبحانه وتعالى اجيبوا هذا تشابه حقيقي بمعنى هذا غموض حقيقي ليس لنا سبيل الى معرفته مرجع ذلك الى الله سبحانه وتعالى وقل مثل ذلك في الكيفيات كيفيات الغيبية كيفيات الغيبيات والغيب كما قد عرفنا هو ما غاب عنك كيفية الروح ما لونها ما حجمها ما مدتها هل هذا الى معرفته سبيل الجواب لا كيفية عرش الله سبحانه وتعالى او كرسيه حجمه مادته التي صنع منها هذا شيء بالنسبة لنا غيب لا نعرفه ما يرجع الى كيفية صفات الله سبحانه وتعالى هو من هذا الباب كيف استوى الله على العرش وكيف ينزل الى سماء الدنيا او ينزل الى آآ الى فصل القضاء سبحانه وتعالى كيف وجه الله سبحانه وكيف كيف هي كيف هي يده سبحانه وتعالى هذه كلها نقول انها داخلة في المتشابه الحقيقي. هذا لا سبيل لنا الى معرفته هذا المعنى غامض بالنسبة لنا واضح يا اخوان وبناء على كل ما سبق نعود الى الاية التي ابتدأنا في ابتداء هذه القاعدة منها وهي قوله تعالى منه اية منه ايات محكمات هن ام الكتاب واخر متشابهات قلت ان الفهم الصحيح لهذه الاية ينبني على فهم المراد بثلاث كلمات التأويل التشابه الاحكام. اما التأويل فتبين لنا المراد وقلت ان مجموعة ما جاء في لغة العرب وورد في النصوص في معنى او في التأويل يرجع الى معنيين الاول التفسير والثاني حقيقة الشيء حقيقة الشيء التشابه قد تبين لنا المراد منه والاحكام قد تبين لنا المراد منه. التشابه الذي جاء في هذه الاية المراد به التشابه الخاص والاحكام الذي جاء في هذه الاية هو الاحكام الخاص وهو الذي يدور معناه على وضوح المعنى او غموضه مجموع ما تقرأ اه مجموع ما تقرأ في كلام العلماء او جل ما تقرأ في كلام العلماء يرجع الى هذه الخلاصة وهي ان الاحكام والتشابه الخاص مرجعه الى ماذا الوضوح والغموض. الاحكام هو الوضوح والتشابه هو الغموض وبناء على ذلك نفهم المراد بقوله تعالى وما يعلم تأويله الا الله انتبه قلنا انهما قراءتان انهما وجهان اثريان في الاية كلاهما وارد عن السلف وكلاهما صحيح. وكل منهما له وجه فالوصل صحيح والوقف صحيح والتأويل يراد به معنى على الوقف ويراد به معنى على الوصل اما على قراءة الوقف وما يعلم تأويله الا الله ثم تستأنف فتقول والراسخون في العلم يقولون الى اخره. التأويل هنا هو المعنى الثالث الذي هو حقيقة الشيء حقيقة الشيء التي يؤول اليها هذا هو التأويل على قراءة الوقف. اما على قراءة الوصل وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم ثم تقول مستأنفا ماذا ويقولون امنا به كل من عند ربنا هذا قلنا انه على اه منصوب على الحالية هذه الجملة في محل نصب على الحالية على قراءة الوصل التأويل هنا هو التفسير فان الراسخين في العلم لا يغمض عليهم فهم هذا المتشابه الذي تشابه على بعض الناس هذه المواضع التي فيها اشكال على بعض الجهال لا تشكلوا على الراسخين في العلم وانت خبير يا رعاك الله بان كل كلام يمكن ان يكون هذا التشابه واردا عليه اليس كذلك؟ اي كلام مهما بلغ في الفصاحة او كان في الركاكة يحتمل انه يشتبه عند بعض الناس فلا يدري ما هذا الكلام الذي يقال اليس الامر كذلك هل العيب ولابد في الكلام او ربما يكون العيب راجعا الى الانسان نفسه الجواب؟ نعم هكذا الشأن في كتاب الله سبحانه وتعالى. فالمواضع التي يلتبس معناها عند بعض الناس ليست العهدة في هذا الاشكال راجعة الى هذه الايات انما العهدة فيها الى هذا القارئ هذه نقطة اولى. النقطة الثانية تنبه يا رعاك الله الى انه حتى في التشابه الحقيقي ليس هناك غموض في المعاني هذه نقطة مهمة و مفصلية بيننا وبين بيض وبين بعض اهل البدع التشابه الحقيقي الذي هو غموض المراد هذا لا يتنافى وحصول المعرفة بماذا بالمعنى بمعنى قلنا قبل قليل ان العرش والكرسي والصراط والميزان هذه امور غيبية كيفياتها شيء غامض بالنسبة لنا فهو متشابه حقيقي ولكن هل المعنى هنا غامض في ضوء لغة العرب الا نفهم شيئا من كلمة عرش او من كلمة ميزان او من كلمة حوض او من كلمة صراط اجيبوا يا جماعة خطابي يتوجه الى من يعرف لغة العرب من يرى من يعرف لغة العرب هل يشكل عليه فهم المعنى ها هنا الجواب لا اذا لا يمكن ان يقع في كتاب الله عز وجل شيء من الكلام مجهول المعنى ولابد لجميع الناس هذا فرض لامر مستحيل لا يمكن لا يمكن ان يأمر الله سبحانه وتعالى بتدبر كتابه جل وعلا ويحض على ذلك ثم يكون بعضه شيئا غامضا لا سبيل الى معرفة المعنى هذا شيء لا وجود له والمؤلف رحمه الله سيبطئ سيبسط هذه المسألة فيما سيأتي بعون الله عز وجل هذا امر ثان امر ثالث هذا التشابه الاظافي او النسبي الذي ذكرناه وهو ان يغمض المراد آآ على بعض الناس فلا يفهم ما وجه هذا الكلام قلنا ان ذلك امر نسبي اضافي وليس امرا لازما بمعنى ان هذا الجاهل الذي ما فهم المراد بالاب والقضب هل جهله ضربة لازب له اجيبوا يا جماعة لا لو انه امسك كتاب تفسير او سأل عالما فانه سيزول هذا الاشتباه عليه خلال دقيقة اليس كذلك؟ اذا هذا الاشتباه ليس امرا ماذا لازما انما هو امر ماذا يقبل الزوال امر يقبل الزوال بامكان هذا الانسان ان يتأمل بامكانه ان يراجع عالما ان يقرأ كتبا فاليوم او غدا من الممكن ان يزول هذا الاشتباه اذا ليس الامر ماذا تشابها حقيقيا بمعنى شيئا ملازما والخلاصة معاني القرآن وانتبه انا اتكلم عن المعاني هل يمكن ان يكون فيها تشابه حقيقي الجواب لا ليس الى هذا سبيل وهذا تفرد لامر ممتنع والقول بهذا مخالف لاجماع اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم واجماع السلف الصالح من بعدهم وهذه مسألة مهمة سنتكلم عنها بعد قليل ان شاء الله اذا الخلاصة من كل ما سبق القرآن كله محكم يعني متقن والقرآن كله متشابه يعني يشبه بعضه بعضا ويصدق بعضه بعضا. والقرآن منه محكم ومنه متشابه. اكثره محكم يعني واضح وبعضه متشابه هذا التشابه بمعنى الغموض قد يكون لبعض الناس في بعض الاحوال وقد لا يكون واما التشابه الحقيقي فانه في بعض الايات لجميع الناس وهذا راجع كما ذكرنا الى الغيبيات اخبارا يعني الاخبار التي استأثر الله عز وجل بعلمها والكيفيات كيفيات هذه الامور الغيبية لا سبيل لنا بل لا سبيل الى جميع الناس لا سبيل لجميع الناس الى معرفة المراد منها. هذه خلاصة آآ معنى الاحكام والتشابه في كتاب الله سبحانه وتعالى. والمؤلف رحمه الله آآ سيوضح لنا المقام اكثر والله تعالى اعلم نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله قال تعالى الف لام راء كتاب احكمت اياته ثم فصلت فاخبر انه احكم اياته فاخبر انه احكم اياته كلها وقال تعالى الله نزل احسن الحديث كتابا متشابها مثاني فاخبر ان فاخبر انه كله متشابه والحكم هو الفصل بين الشيئين والحاكم يفصل بين الخصمين والحكمة فصل بين المتشابهات علما وعملا اذا ميز بين الحق والباطل والصدق والكذب والنافع والضار وذلك يتضمن فعل النافع وترك الضار فيقال حكمت السفيه واحكمته اذا اخذت على يده وحكمت الدابة واحكمتها اذا جعلت لها حكما وهو ما احاط بالحنك من اللجام واحكام الشيء اتقانه فاحكام الكلام بتمييز الصدق من الكذب في اخباره وتمييز الرشد من الغي في اوامره فالقرآن كله محكم بمعنى الاتقان. انتبه الى ان المعنى الاول وسيلة الى المعنى الثاني ليس ثمة تعارض بين المعنيين الاحكام بمعنى الفصل والتمييز يؤدي الى الاتقان انتبه لهذا الاحكام بمعنى الفصل والتمييز الذي ذكره المؤلف اولا يؤول الى الاتقان فمن اتقانه كونه ماذا؟ كونه مفصلا تميز فيه الحق عن الباطل تبين فيه الهدى من الضلال فكان لاجل ذلك فكان لاجل ذلك متقنا. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله والقرآن كله محكم بمعنى الاتقان. فقد سمى فقد سماه الله حكيما. يس والقرآن الحكيم. نعم الف لا بقوله الف لام راء تلك ايات الكتاب الحكيم. نعم. فالحكيم بمعنى الحاكم كما جعله يقص بقوله ان هذا القرآن يخص على بني اسرائيل اكثر الذي هم فيه يختلفون. الحكيم بمعنى الحاكم احد الاقوال التي اه فسر بها اه او فسرت بها هذه الكلمة وفسر كما ذكرت لك انه الحكيم آآ فعيل بمعنى مفعل حكيم بمعنى محكم يعني متقن نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وجعله مفتيا في قوله قل الله يفتيكم فيهن وما يتلى عليكم في الكتاب اي ما يتلى عليكم يفتيكم في بهن وجعله هاديا ومبشرا في قوله ان هذا القرآن يهدي للتي هي اقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات نعم نستفيد من هذا انه يصح اضافة هذه الافعال الى القرآن ان تقول القرآن يهدي القرآن يقص القرآن يفتي القرآن يحكم مثل هذا لا بأس باستعماله نعم قال رحمه الله واما التشابه الذي يعمه فهو ضد الاختلاف المنفي عنه في قوله. طيب ما التشابه الذي يعمه؟ يعني يعم جميع اياته كله متشابه على هذا المعنى الذي سيذكره. نعم واما التشابه الذي يعمه فهو ضد الاختلاف المنفي عنه في قوله ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا. وهو الاختلاف المذكور في قوله انكم لفي قول مختلف. يؤفك عنه من افك فالتشابه هنا هو تماثل الكلام وتناسبه بحيث يصدق بعضه بعضا. فاذا امر بامر لم يأمر بنقيضه في موضع اخر بل يأمر به او بنظيره او بملزوماته واذا نهى عن شيء لم يأمر به في موضع اخر بل ينهى عنه او عن نظيره او عن لوازمه اذا لم يكن هناك نص وكذلك اذا اخبر بثبوت شيء لم يخبر بنقيض ذلك بل يخبر بثبوته او بثبوت ملزوماته. واذا اخبر بنفي شيء لم يثبته بل ينفيه او ينفي لوازمه بخلاف القول المختلف الذي ينقض بعضه بعضا. فيثبت الشيء تارة وينفيه اخرى. او يأمر به وينهى عنه في وقت واحد او يفرق بين المتماثلين فيمدح احدهم فيمدح احدهما ويذم الاخر. فالاقوال المختلفة هنا هي المتضادة والمتشابهة هي المتوافقة وهذا التشابه يكون في المعاني وان اختلفت الالفاظ. فاذا كانت المعاني يوافق بعضها بعضا ويعضد بعضها بعضا. ويناسب بعضها بعضا ويشهد بعضها لبعض ويقتضي بعضها بعضا كان الكلام متشابها. بخلاف الكلام المتناقض الذي الذي يضاد بعضه بعضا و هذا القدر والله كاف في بيان ان هذا الكلام كلام الله وانه منزل حقا من عند الله وان رسول الله صلى الله عليه وسلم صادق في انه رسول الله وانه جاء بهذا الوحي من عند الله القرآن وحده كاف في اقامة الحجة او لم يكفهم انا انزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم اي والله انه لكاف وشاف ومن اراد الهدى امكنه الوصول اليه من طريقه ان هذا القرآن يهدي للتي هي اقوم قل هو للذين امنوا هدى وشفاء والذين لا يؤمنون في اذانهم وقر وهو عليهم عمى. هذا يدلك على انه كتاب عزيز وانه لكتاب عزيز كتاب لا ينتفع به ومنه الا من اقبل عليه بتواضع و خشوع ورغبة في الوصول الى الحق اما الذي يتناول هذا القرآن باطراف اصابعه يقرأه باستكبار وباستغناء فهذا ويا للعجب يصير نفسه سببا لاضلاله كلام واحد كتاب واحد هو نفسه سبب لهداية قوم واضلال اخرين شيء عجيب وانه لكتاب عزيز قل هو للذين امنوا هدى وشفاء هؤلاء الذين يريدون الحق تقبلون عليه بصدق يريدون الوصول الى جادة الحق والصواب فليبشروا بانهم سيهتدون اي والله سيهتدون هذا وعد الله والله لا يخلف الميعاد اما هؤلاء الذين ليس في قلوبهم ارادة للحق سيكون عليهم عمى وهو عليهم العمى سيعمون والعياذ بالله ولذا نرى في هذا الزمان وما قبله نسمع ايضا عنه ان اناسا ما زادوا على ان تلوا كتاب الله قرأوه وهم صادقون في ارادة الوصول الى الحق فكانت النتيجة ان اهتدوا واخرون ربما كانوا مسلمين اصلا ربما ولدوا من ابوين مسلمين لكن في قلوبهم كبر بدأوا يقرأون القرآن فاشتبهت عليهم الامور والتبست فضلوا وربما ارتدوا وهو عليهم فعمى ان الذين لا يؤمنون بايات الله لا يهديهم الله اذا حذاري يا عبد الله اذا قرأت كتاب الله ان يكون في قلبك استكبار وان يكون في قلبك تعنت فربما تبتلى فيكون هذا القرآن سببا لانحرافك وانه لكتاب عزيز فتواضع واذعن واقبل على الحق وابشر بكل خير سيأتيك الخير بحذافيره من هذا الطريق من تضييق تدبر والعمل بكتاب الله سبحانه وتعالى. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وهذا التشابه العام لا ينافي الاحكام العام بل هو مصدق له. فان الكلام المحكم المتقن يصدق بعضه بعضا. لا يناقض بعضه بعضا ثمة تلازم ثمة تلازم بين الاحكام العام والتشابه العام هذان امران متلازمان بمعنى لانه محكم صار متشابها لانه محكم صار متشابها هذه الخلاصة؟ نعم احسن الله اليكم قال قال رحمه الله بخلاف الاحكام الخاص فانه ضد التشابه الخاص. قلنا هذا يرجع الى معنى ها الوضوح والغموض. نعم فالتشابه الخاص هو مشابهة الشيء لغيره من وجه مع مخالفته له من وجه اخر بحيث يشتبه على بعض الناس انه هو او هو مثله وليس كذلك والاحكام هو الفصل بينهما بحيث لا يشتبه احدهما بالاخر وهذا التشابه انما يكون لقدر مشترك بين شيئين مع وجود الفاصل بينهما ثم من الناس من لا يهتدي للفصل بينهما فيكون مشتبها عليه ومنهم من يهتدي الى ذلك. فالتشابه الذي لا تمييز معه قد يكون من الامور النسبية الاضافية اذا هذا ضابط ذكره المؤلف رحمه الله للمتشابه حينما قال فالتشابه الذي لا تمييز معه وفي نسخة فالمتشابه الذي لا تميز معه اذا يمكن ان نفهم هذا الظابط وهو المتشابه ما لا تمييز معه المتشابه ما لا تمييز معه واسبابه كثيرة منها ما ذكرنا من الاسباب الستة المذكورة سابقا. والمؤلف سلط الضوء على هذا السبب الاخير الذي تكلمنا عنه وهو وجود قدر مشترك وعدم المعرفة بالقدر المميز. فالمؤلف سيتكلم عن هذا السبب اه ويخصه بالتفصيل. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله فالتشابه الذي لا تمييز معه قد يكون من الامور النسبية الاضافية بحيث يشتبه على بعض الناس دون بعض ومثل هذا يعرف منه اهل العلم بما يزيل عنهم هذا الاشتباه. وهذا ليس خاصا بالقرآن كما اسلفت بل كل كلام يرد عليه هذا اليس كذلك كل كلام يمكن ان اه لا يتميز عند بعض المستمعين له لسبب من الاسباب نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ومثل هذا يعرف منه اهل العلم ما يزيل عنهم هذا الاشتباه كما اذا اشتبه على بعض الناس ما وعدوا به في الاخرة بما يشهدونه في الدنيا فظن انه مثل فعلم العلماء ان فعلم العلماء انه ليس هو مثله. وان كان وان كان مشبها لهم من بعض الوجوه. ومن هذا الباب الشبه التي يضل بها بعض الناس وهي ما يشتبه فيها الحق بالباطل. حتى يشتبه على بعض الناس. ومن فمن اوتي العلم بالفصل بين هذا وهذا لم يشتبه عليه الحق بالباطل. هذه هي الشبهة فضابطها ما ذكر المؤلف رحمه الله انها ما يشتبه فيها الحق بالباطل والشبه جمع شبهة وهذه اعظم البلايا التي تصيب اديان الناس وهل ضل من ضل عن جادة الحق الا بسبب شبهة وقرت في نفسه فالشبه لها اثر عظيم في النفوس الامر فيها كما قال ابن القيم رحمه الله في مفتاح دار السعادة انها وارد ليردوا على القلب فيحجب عنه نور الحق او كلمة نحو هذه هذه الشبه شأنها خطير يلتبس فيها الامر ولا يتميز فيها الحق من الباطل وان شئت فقل انها كما قال ابن القيم رحمه الله في اعلام الموقعين الشبهة الباس ثوب الحق على جسم الباطل. الباس ثوب الحق على جسم الباطل. دليل ليس صحيحا يساق ويصاغ على انه دليل صحيح فيؤدي هذا الى الانحراف عن الحق تصور الامور على غير حقيقتها حتى تلتبس على الاغمار والجهال فيضلون هذه هي الشبه وكل ما يستدل به المخالفون للحق انما هو شبه وهذا قد يكون راجعا الى ان الدليل الذي يستدلون به لا حقيقة له يعني يكون النص في نفسه غير صحيح وقد تكون الدلالة غير صحيحة لا يخلو الامر في شبه المخالفين التي تسمى تجوزا ادلة والحق انها شبه لانها باطل يصاغ ويساق على انه حق هذه اما ان تكون في نفسها ادلة غير صحيحة او ان يكون الدليل في اصله في اسناده صحيحا ولكن المشكلة انما هي انما هي في الاستدلال انما هي في الاستدلال تحمل الاية او يحمل الحديث على غير وجهه وكل اهل الضلال يغرفون منا هذه هذه البئر الاسنة فتجد انهم انما يستدلون بادلة غير صحيحة او آآ يصوغون استدلالات غير صحيحة لا يعدو الامر احد هذين الشأن في الشبه شأن عظيم نسأل الله السلامة والعافية والشبه من خواصها انها خطافة تؤثر على القلوب تأثيرا بليغا سريعا تؤثر على القلوب تأثيرا بليغا فادحا قويا وسريعا ايضا ربما تقلب الانسان رأسا على عقب بمجرد الاطلاع عليها نسأل الله السلامة والعافية فشأن الشبه شأن عظيم الاغمار ضعاف العلم قليلو الخبرة بهذه المسالك تأثيرها عليهم اشد بخلاف الذين انار الله عز وجل ابصارهم وبصائرهم فتجد ان هذا الالتباس ينكشف بنور الوحي الذي اتاهم الله عز وجل اياه ولذا النصيحة دائما من اهل العلم انه في اوائل الطلب وبواكيره ينبغي ان يصون الانسان سمعه وبصره وقلبه عن هذه الواردات التي تكسف شمس الحق وتخفي نوره ينبغي عليه ببدايات الامور ان يوجه همته ويشحذها الى معرفة الحق فلا يرد على قلبه الا الحق المحض حتى يصلب العود وحتى يتمكن في العلم ثم بعد ذلك ان كانت ثمة مصلحة من من الاطلاع على هذه الشبه الضارة الضالة فلا حرج اما في بدايات الامور و آآ مبادئ الطلب يقحم الانسان نفسه في الاطلاع على الشبه ويقرأ فيها ويعض منها فان هذا لعب بالنار كما يقول الناس هذا من اللعب بالنار ينبغي عليك ان تعلم ان ايمانك اغلى ما تملك فاياك والعبث واياك واللعب العب بما شئت لكن الحذر الحذر من اللعب بدينك هذا اغلى ما تملك مهما فقدت من شاة او بعير او دينار او درهم فالامر في ذلك يسير لكن الرزية كل الرزية ان تفقد دينك يا عبد الله القلوب ضعيفة والشبه خطافة ان السلامة من سلمى وجارتها الا تحل على حال بواديها. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله والقياس الفاسد انما هو من باب الشبهات لانه تشبيه لشيء في بعض الامور بما لا يشبه فيه فمن عرف الفصل بين شيئين اهتدى للفرق الذي يزول به الاشتباه هو القياس الفاسد وما من شيئين الا ويجتمعان في شيء ويفترقان في شيء فبينهما اشتباه من وجه وافتراق من وجه ولهذا كان ضلال بني ادم من قبل التشابه والقياس الفاسد لا ينضبط كما قال الامام احمد رحمه الله اكثروا ما يخطئ الناس من جهة التأويل والقياس. فالتأويل في الادلة السمعية والقياس في الادلة العقلية. وهو كما قال والتأويل الخطأ انما يكون في الالفاظ المتشابهة والقياس الخطأ انما يكون في المعاني المتشابهة. احسنت هذه كلمة مهمة للامام احمد رحمه الله قال فيها اكثر ما يخطئ الناس من جهة التأويل والقياس التأويل المراد بكلام الامام او المراد في كلام الامام احمد رحمه الله هو ما بين المؤلف في بيان تلبيس الجهمية انه يريد بالتأويل المعنى العام وليس المعنى الخاص الذي تواضع عليه المتأخرون اكثر ما يخطئون من جهة التفسير وحمل الكلام على معان غير صحيحة ان يحمل النص على غير وجهه هذا هو التأويل اكثر ما يخطئ الناس من هذه الجهة انهم يفسرون النصوص الايات والاحاديث بغير الصواب اما برأي مجرد بدون الرجوع الى بيان رسول الله صلى الله عليه وسلم او ان يحملوا النص على اطلاقه وله تقييد في النصوص او يحملونه على عمومه وله تخصيص في النصوص الى غير ذلك. هذا من اكثر ما يقع الناس آآ فيه من الاخطاء وهو الخطأ من جهة التأويل حمل المعاني فهم النصوص يخطئون كثيرا او وهو الامر الثاني من جهة القياس القياس المراد ها هنا هو القياس الفاسد وليس القياس الصحيح الذي هو من الميزان الذي من الله سبحانه وتعالى بهداية العقول اليه. المراد ها هنا القياس الفاسد وكل قياس مخالف للشرع فهو قياس فاسد وجماع القياس الفاسد يرجع الى ظابط وهو التسوية بين مختلفين في الحقيقة التسوية في الحكم بين مختلفين في الحقيقة جماع القياس الفاسد هو هذا التسوية بين مختلفين التسوية في الحكم بين مختلفين في الحقيقة فحينما يسوى بين مختلفين في الحكم ها هنا نقول ان هذا قياس فاسد. الذين قالوا انما البيع مثل الربا قاسوا قياسا فاسدا جمعوا وسووا بين شيئين مختلفين وان كان بينهما قدر مشترك لكن القدر المميز الفارق يمنع من التسوية في الحكم بينهما الذين قاسوا الميتة على المذكاة هؤلاء قاسوا قياسا فاسدا اليوم مما يثار على الناس في وسائل الاعلام ووسائل التواصل التسوية او قياس الانثى على الذكر في الميراث هذا في الحقيقة قياس فاسد نعم ثمة قدر مشترك في هذا الباب بين الذكر والانثى ولكن ثمة قدر مختص فارق هؤلاء اخطأوا وضلوا في هذه المسألة لما قاسوا القياس الفاسد. في باب الاعتقاد حدث ولا حرج عن القياس الفاسد ابن القيم رحمه الله عقد فصلا حسنا نافعا في كتابه النفيس اعلام الموقعين في بيان القياس الفاسد وبين ان اصل كل بدعة ومقالة سيئة في اديان الرسل مرجعها الى قياس الفاسد كل بدعة ومقالة سيئة في اديان الرسل مرجعها الى الى القياس الفاسد تأملوا يرعاكم الله هل اشرك من اشرك الا بسبب قياس فاسد حينما قاس رب العزة سبحانه وتعالى على الملوك والزعماء الذين يحتاجون الى من اه يرفع اليهم الحاجات الى من يقرب الناس اليهم زلفى قاسوا قياسا فاسدا فوقعوا في الشرك هل شبه صفات الله عز وجل؟ بصفات المخلوقين؟ هل شبه من شبه هذا التشبيه الا بسبب قياس فاسد هل من عطل صفات الله سبحانه وتعالى عطلها الا بسبب قياس فاسد اولئك الذين نفوا القدر نفوا تعلقا مشيئة الله عز وجل وخلقه نفوا تعلق مشيئة الله عز وجل وخلقه بافعال العباد ما السبب الذي اوقعه في ذلك اليس القياس الفاسد اذا حدث ولا حرج في الاثر العظيم الفاسد للقياس الفاسد اذا من اكثر الاخطاء التي تقع في ابواب الشريعة عموما وفي باب الاعتقاد خصوصا هذه البلية الكبرى الا وهي القياس الفاسد اسأل الله عز وجل ان يعافيني واياكم من الضلال واسبابه وان يبصر قلوبنا بنور الوحي وان يثبتنا على الحق حتى نلقاه ان ربنا لسميع الدعاء وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه اجمعين