بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لشيخنا وانفع وانفع به يا رب العالمين. قال شيخ الاسلام احمد بن عبد الحليم ابن تيمية رحمه الله تعالى في رسالته الى اهل تدمر ولهذا كان الائمة كالامام احمد وغيره ينكرون على الجهمية وامثالهم من الذين يحركون الكلمة عن مواضعهم. تأويل ما تشابه عليهم من القرآن على غير تأويلي كما قال الامام احمد في كتابه الذي صنفه في الرد على الزنادقة والجهمية فيما شكت فيه من تشابه القرآن وتأولته على غير تأويله وانما ذمهم لكونهم تأولوه على غير تأويله. وذكر في ذلك ما يشتبه عليهم معناه. وان كان لا يشتبه على غيرهم وذمهم على انهم تأولوه على غير بتأويله ولم ينفي مطلق التأويل كما تقدم من ان لفظ التأويل يراد به التفسير المبين لمراد الله تعالى به. فذلك لا يعاب بل يحمد ويراد الحقيقة التي استأثر الله بعلمها فذلك لا يعلمه الا هو وقد بسطنا هذا في غير هذا الموضع. احسنت. ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا. من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا. اما بعد ان المؤلف رحمه الله كان قد بين لنا كما مر في الدرس الماظي ما يتعلق بالتشابه الذي يقع عند بعض الناس بسبب وجود قدر مشترك بين الاشياء عطف المؤلف رحمه الله على هذا بيان ان الائمة رحمهم الله كانوا يذمون الذين يفسرون القرآن والسنة بغير التفسير الصحيح الذي مضى عليه السلف وهو الجاري على مقتضى لسان العرب وضرب مثالا على هذا بالامام احمد رحمه الله حيث الف كتابه المشهور الذي هو الرد على الزنادقة والجهمية وهذا الكتاب كتاب صحيح النسبة ثابت عن الامام احمد رحمه الله وقد ذكره كثير من ائمة مذهب الامام احمد ومنهم الخلال الذي هو جامع علم الامام وكذلك ذكره القاضي ابو يعلى وابن عقيل الحنبلي وغيرهم من علماء الحنابلة بل لم ينفه احد من ائمة المذهب وهم اعلم بكلام امامهم ومؤلفاته قد جانب الصواب والعلم عند الله من نفى صحة الكتاب عن الامام احمد رحمه الله وهذا لم يبنى اعني هذا النفي لم يبنى على دليل صحيح المقصود ان الامام احمد رحمه الله رد على الزنادقة والجهمية الذين تأولوا القرآن على غير تأويله قال فيما شكت فيه من متشابه القرآن وتأولته على غير تأويله قال انما وانما ذمهم لكونهم تأولوه على غير تأويله ومراده انهم فسروه بغير معناه الصحيح هذا الذي اراده الامام رحمه الله من هذا الاصطلاح الذي هو التأويل او من هذه الكلمة التي هي التأويل ولم يرد التأويل بالمعنى الاصطلاحي عند المتأخرين وهو حمل اللفظ على الاحتمال المرجوح دون الراجح لدليل يدل على ذلك. الامام احمد رحمه الله ما استعمل هذه الكلمة على هذا الاصطلاح بل ولا احد من الائمة الاربعة ومن قبلهم استعملوا كلمة التأويل على هذا المعنى انما هذا اصطلاح نشأ بعد ذلك انما الامام احمد رحمه الله يقول هؤلاء تأولوه على غير تأويله يعني حملوه على غير المحمل الصحيح وفسروه بمعان لا يدل القرآن عليها وهذا ينطبق على اهل التأويل المذموم هذا المعنى ينطبق على اهل التأويل المذموم. لانهم في حقيقة الحال تأولوه على غير تأويله. اليس كذلك؟ فهو يشمل بكل تأكيد لكنه اعم من ذلك كل من تكلم في القرآن بغير الحق فلا شك انه قد تأوله على غير تأويله. نبه المؤلف رحمه الله ان الامام احمد رحمه الله لم في مطلق التأويل انما نفى المذموم منه ومراده انه لم ينفي التأويل الذي هو التفسير هكذا باطلاق انما نفى التأويل المذموم يعني التفسير المذموم والا فالتأويل الصحيح لا شك انه ممدوح وصاحبه محمود ولا يمكن ان يراد بكلام الامام احمد رحمه الله فرد التأويل بهذا المعنى كما نبه رحمه الله على ما سبقت الاشارة اليه من ان التأويل يرد في اللغة والمراد الحقيقة التي يؤول اليها الشيء ومن ذلك ما استأثر الله سبحانه وتعالى بعلمه ومن ذلك كيفية صفات الله سبحانه وتعالى وكون هو وآآ قل مثل هذا في حقائق اليوم الاخر وما يكون في الجنة والنار وما الى ذلك نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ومن لم يعرف هذا اضطربت اقواله مثل طائفة يقولون ان التأويل باطل وانه يجب اجراء اللفظ على ظاهره ويحتجون بقوله وما يعلم تأويله الا الله ويحتجون بهذه الاية على ابطال التأويل وهذا تناقض منهم لان هذه الاية تقتضي ان هناك تأويلا لا يعلمه الا الله. هم ينفون التأويل مطلقا. نعم يقول المؤلف رحمه الله ومن لم يعرف هذا اضطربت اقواله يعني من لم يعرف التأويل بالمعنى اللغوي الصحيح والذي جاء في القرآن فانه يقع في الاضطراب والخطأ ومن ذلك هؤلاء الذين قالوا ان التأويل ان تأويل النصوص ان تأويل الايات والاحاديث والاحاديث باطل لكنهم يحتجون على هذا بقوله تعالى وما يعلم تأويله الا الله فالاية اثبتت تأويلا وهم يقولون ان التأويل باطل اليس كذلك؟ وهذا لا شك انه تناقض فهم نفوا شيئا والاية اثبتت مع انهم يحتجون على نفيهم بهذه الاية هم يقولون ان التأويل باطل والدليل على ذلك قوله تعالى وما يعلم تأويله الا الله والاية صريحة في اثبات ان ثمة تأويلا ولكن يعلمه الله سبحانه وتعالى هذه الاية سبق بيان المراد منها وعرفنا ان التأويل فيها يجوز ان يراد به التفسير وهذا اذا قرأنا بقراءة الوصل وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم. وهذه قراءة آآ قرأ بها كثير من السلف رحمهم الله وهي مروية عن ابن عباس رضي الله عنهما ومجاهد وغيرهما من السلف وتحتمل الاية ان يكون التأويل فيها انما هو الحقيقة التي يؤول اليها الشيء وهذا يتوجه على قراءة الوقف وما يعلم تأويله الا الله هذا تأويل استأثر الله سبحانه وتعالى به. وعرفنا محمل كما ذكرته لك قريبا. فهذا التأويل الذي هو الحقيقة التي يؤول اليها الشيء. هو فيما اختص الله سبحانه وتعالى بعلمه نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وجهة الغلط ان التأويل الذي استأثر الله بعلمه هو الحقيقة التي لا يعلمها الا هو. واما التأويل المذموم باطل فهو تأويل اهل التحريف والبدع الذين يتأولونه على غير تأويله ويدعون صرف اللفظ عن مدلوله الى غير مدلوله بغير دليل يوجب ذلك يدعون ان في ظاهره من المحذور ما هو نظير المحذور اللازم فيما اثبتوه بالعقد ويصرفونه الى معان هي نظير المعاني التي نفوها عنه فيكون ما نفوه من جنس ما اثبتوه فان كان الثابت حقا ممكنا كان المنفي مثله. وان كان المنفي باطلا ممتنعا كان الثابت مثله احسنت يقول المؤلف رحمه الله ان هؤلاء الذين اطلقوا بطلان التأويل ارادوا بهذا الرد على مقالة المؤولة. الذين قالوا بماذا بالتأويل والتأويل الذي قالوا به هو المعنى الاصطلاحي المتأخر حمل اللفظ على الاحتمال المرجوح لا الراجح لدليل يقترن به. اليس كذلك؟ يقول هؤلاء يردون على مذهب باهل التأويل ويقولون ان تأويلكم باطل غير صحيح فاقتضى هذا ان يستطرد المؤلف رحمه الله ويبين مذهب هؤلاء المؤولة وهذا ما تكلم فيه المؤلف رحمه الله كثيرا ومضى في الدروس الماضية شرح كلامه وان هؤلاء يؤولون نصوص الصفات بمعان يلزمهم فيها يلزمهم في هذه المعاني التي اولوا اليها نظير ما فروا منه هذا الذي اراد المؤلف رحمه الله ان يشير اليه في هذه الاشارة العابرة هذه الجملة معترظة استطرادية اراد فيها ان يبين ما هو هذا التأويل. يقول هؤلاء الذين يؤولون نصوص الصفات ويزعمون انهم ملجأون الى التأويل لاجل دفع شبهة التشبيه اليس كذلك فيقولون نحن نؤول فاول مثلا قوله تعالى الرحمن على العرش استوى استولى اليس كذلك؟ المؤلف يقول انتم ما صنعتم شيئا اذا كان استوى هذه الكلمة تقتضي التشبيه فاستولى تقتضي التشبيه ايضا وهذا لازم لهم في كل المعاني التي ذكروها في تأويل نصوص الصفات كل معنى اول اليه ايات الصفات فانهم ملزمون فيه بنظير الشيء الذي فروا منه ان كانوا فروا من اثبات نصوص الصفات لاجل انهم يدعون انها توهم التشبيه فاننا نقول والمعنى الذي اولتم اليه يقتضي التشبيه فاذا كان الاول باطلا فالثاني باطل. واذا كان الثاني حقا فالاول حقا. اذا انا الثاني لا يقتضي التشبيه فالاول لا يقتضي التشبيه. اذا تأويلكم هذا لم يزد الا انه انتهاك لحرمة النصوص وقول على الله بغير علم وهذا وجه ان تأملته كان كافيا بنقض مذهب التأويل من اصله تأمل هذا يا رعاك الله في عامة ما يذكره المؤولة في هذه المعاني التي يذكرونها في تأويل الصفات تجد انها لازمة لهم هذه الجملة التي ذكرها المؤلف رحمه الله لازمة لهم ولابد ولا حيلة لهم معها نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وهؤلاء الذين ينفون التأويل مطلقا ويحتجون بقوله تعالى وما يعلم تأويله الا الله قد يظنون انا خطبنا في القرآن بما لم يفهمه احد او بما ما لا معنى له او بما لا يفهم منه شيء. احسنت الان يعقد المؤلف رحمه الله هذه المقابلة بين مذهبي المؤولة والمفوضة وهذان المذهبان اشهر ما ذهب اليه المخالفون الى المخالفون لاهل السنة والجماعة في باب الصفات اشهر الفرق التي فارقت السنة في باب الصفات هما المؤولة والمفوضة والمؤولة والمفوضة فريقان متفقان على شيء مختلفان في شيء وهذه مسألة سبق بيانها في دروس سابقة واعيدها على وجه الاجازة المؤولات والمفوضة متفقان في شيء مختلفان في شيء اخر كلا الفريقين يتفق على ان هذه النصوص الواردة في صفات الله سبحانه وتعالى لا يجوز ان تجرى على ظاهرها بمعنى لا يجوز ان يثبت لله سبحانه وتعالى ما جاء فيها من صفات لله سبحانه وتعالى على الظاهر المعروف في لغة العرب بمعنى لا يجوز ان يقال عند طريقين ان الله عز وجل استوى حقيقة ويؤخذ هذا من سبع ايات في كتاب الله عز وجل فيها استواؤه سبحانه على العرش كلا الفريقين يقولون لا يجوز اثبات صفة الاستواء لله سبحانه وتعالى والحجة عند الفريقين واحدة وهي ان اثبات الاستواء لله عز وجل يقتضي التشبيه الاستواء كما يزعمون من صفات الاجسام ولذلك فاثباته لله عز وجل يقتضي التشبيه افترقوا بعد ذلك اما المؤولة فقالوا ان هذه الكلمة وهي استوى لابد ان يكون لها معنى. فالله عز وجل ما انزل علينا كتابا هو من قبيل الطلاسم او الالغاز والاحاجي انما انزل كتابا معلوم المعنى نتدبره نفقه معناه ونعمل بمقتضاه ونصدق باخباره وبالتالي فلابد ان نكد اذهاننا ونجتهد حتى نصل الى المعنى الذي اراده الله سبحانه وتعالى فذهبوا الى تأويل هذه الكلمة بماذا مستولى هذا مذهب المؤولة وسبق الكلام عن انه مذهب باطل ويقتضي آآ ان الله سبحانه وتعالى اخبرنا في ظاهر كلامه الذي انزله هدى بما يقتضي ضلالنا بل كفرنا مع عدم البيان النبي صلى الله عليه وسلم يتلو على المؤمنين هذا القرآن ويبلغ ما اوحاه الله اليه ومع ذلك يؤخر البيان بل لا يبين البتة ولا يقول ان هذه النصوص تقتضي تشبيها ولها محمل اخر هو كذا وكذا وهذا من ظنه في رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد ظن امرا عظيما هذا على كل حال الفريق الاول اما المفوظة فانهم قالوا نحن لا نثبت من هذه الاية صفة لله عز وجل للشبهة التي سبقت. لكننا مع ذلك نقول ان هذا الكلام وهو قوله استوى على العرش كلام غير مفهوم لنا هذا متشابه يعني غامض المعنى الله اعلم بما اراد انما بالنسبة لنا هذا كلام لا يفهم منه شيء ولا يمكن الوصول الى معناه انما هو شيء استأثر الله عز وجل بعلمه وكلا الفريقين رد على الاخر هؤلاء المفوضة لما قالوا ان هذا الكلام لا سبيل الى علمه انما هو متشابه استأثر الله به استأثر الله بعلمه قالوا وهذا الذي يعلمه الله وهو الذي اراده من هذه الاية ليس هو ظاهرها قطعا انما هو شيء اخر خلاف الظاهر يعني ان لها تأويلا لكن لا يعلمه الا الله اعود فاقول ان كلا الفريقين رد على الاخر المؤولة قال للمفوضة انتم بهذا تزعمون تجهيل النبي صلى الله عليه وسلم وتجهيل السلف الصالح وانهم كانوا يقرأون ما لا يفهمون بل ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يتكلم بما لا يفهم لانهم يطردون هذه القاعدة في كل نصوص الصفات حتى التي في السنة. يعني النبي صلى الله عليه وسلم كان يحدث اصحابه حديث النزول نزول الله عز وجل الى سماء الدنيا اذا بقي ثلث الليل الاخر وحدث بهذا مرات وحمل هذا عنه عشرات الصحابة وهو لا يعلم ما يقول ولا يفهم الشيء الذي يتكلم به وحاشى رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذلك فقولكم يا معشر المفوضة قول باطل فرد المفوضة فقالوا وانتم حينما زعمتم ان لهذا الظاهر الذي نفيتم تأويلا ذكرتموه انتم بهذا قائلون على الله بغير علم من اين لكم ما الحجة عندكم ان الله اراد بكلمة استوى استولى وانه اراد باليد الذات او النعمة وانه اراد بالنزول نزول امره او نزول ملك من ملائكته انتم مدعون لا غير هذا الذي تذكرون دعوة تدعونها لا برهان عليها ولا دليل اذا انتم تقولون على الله بغير علم وهذا منكر والحق ان كلا الفريقين اصاب وكلاهما اخطأ اخطأ المؤولة حينما قالوا في كتاب الله وفي صفات الله بغير علم واخطأ المفوضة حينما زعموا ان كتاب الله سبحانه وتعالى فيه متشابه مطلق بمعنى ان الله عز وجل انزل كلاما هو من قبيل الكلام الاعجمي الذي لا سبيل الى فهمه مع انه مع انه امر بتدبره وامر بان يعقل ويسره للذكر واصاب المؤولة حينما فردوا على المفوضة واصاب المفوضة حينما ردوا على المؤولة والحق المحض كان مع اهل السنة والجماعة الذين جانبوا الفريقين واثبتوا لله سبحانه وتعالى ما اثبت الله لنفسه وهو اعلم بنفسه وما اثبت له رسوله صلى الله عليه وسلم وهو اعلم الخلق به وعليه فهذه النصوص ما دلت عليه من ثبوت الصفات لله عز وجل حق لا شك فيه يجب اعتقاده ويجب تصديقه مع تنزيه الله عز وجل عن مشابهة المخلوقين فيكون مذهب اهل السنة والجماعة هو الحق الذي لا لبس فيه ولا خطأ المقصود ان هذا المذهب الذي يشير اليه المؤلف رحمه الله ويبين الان استدلالهم عليه هو مذهب المفوضة ولعلنا نبسط القول في هذا المذهب بعض البسط لانها فرصة سانحة لهذا فما اكثر الذين تأثروا بمذهب التفويض والتبس عليهم بمذهب السلف حتى ظنوه انه هو مذهب السلف والحق ان بين المذهبين كما بين المشرقين مذهب السلف بريء كل البراءة من هذا المذهب المبتدع الذي هو مذهب التفويض يستدل المؤول يستدل المفوضة على مذهبهم بقوله تعالى وما يعلم تأويله الا الله ما هو هذا الذي لا يعلم تأويله الا الله ها المتشابه في كتابه منه ايات محكمات هن ام الكتاب واخر متشابهات. هذه المتشابهات لا الا الله والقوم بنوا استدلالهم على مقدمات ثلاث انتبه لها اولا انهم اوجبوا الوقف على اسم الجلالة قالوا لا يجوز الا ان تقف على اسم الجلالة فتقول وما يعلم تأويله الا الله ثم تستأنف فتقول والراسخون في العلم يقولون الى اخره المقدمة الثانية انهم ادعوا ان ايات الصفات من المتشابه الذي لا يعلمه الا الله ومعنى التشابه هنا الذي ارادوه هو غموض المعنى وعدم تمييزه او ادراكه ايات الصفات عندهم ماذا من المتشابه الذي لا يعلمه الا الله هذه ايات غامضة المعنى نقرأها ولا سبيل الى فهم معناها نقرأها نعم للتبرك نكسب الاجر اما اننا نجلس نتدارس كتاب الله ومن ذلك ايات الصفات هذا امر ممنوع عند هؤلاء تدبر ما شئت الا ايات الصفات بمعنى تدبر ما شئت الا اشرف ما في القرآن واعظم ما في القرآن وهو ما تعلق بالاخبار عن الله سبحانه وتعالى. هذا لا سبيل الى تدبره هذا متشابه طيب المقدمة الثالثة انه فسروا التأويل بالمعنى الاصطلاحي عند المتأخرين وهو حمل اللفظ على الاحتمال المرجوح للراجح قالوا اذا هناك معنى خلاف الظاهر هناك معنى خلاف الظاهر هو التأويل وهذا مما استأثر الله عز وجل بعلمه. اذا هذه مقدمات ثلاث. اولا وجوب الوقف على اسم الجلالة ثانيا ان ايات الصفات من المتشابه الذي لا يعلمه احد من البشر انما هو الى الله ظواهر النصوص هذه المقدمة الثالثة ماذا ليست على ظاهرها بل لها تأويل على خلاف ظاهرها وهو مما استأثر الله عز وجل بعلمه. كانت النتيجة بعد كل هذا ايات الصفات ليست على ظاهرها ولا يجوز تفسير معناها ويجب اعتقاد ان لها تأويلا على خلاف ظاهرها ويجب اعتقاد ان هذا التأويل لا يعلمه الا الله هذا هو المنهج الذي سلكه المفوضة في الاستدلال على مذهبهم. وقد اخطأوا في المقدمات الثلاث جميعا واذا سقطت المقدمة سقطت النتيجة. اولا دعواهم وجوب الوقف على اسم الجلالة لا يسلم بل يجوز الوقف ويجوز الوصل وكلا الامرين قد قال به السلف رحمهم الله هذا الامر الاول ثانيا دعواهم ان ايات الصفات من المتشابه الذي لا يعلمه الا الله هذا القول فيه خطأ من جهتين اولا ان هذا مبني على ان في كتاب الله عز وجل ما لا سبيل الى علم معناه تنتبه لهذا قولهم ايات الصفات من المتشابه الذي لا يعلمه الا الله هذا فرع عن ماذا عن القول بان في كتاب الله عز وجل ما لا سبيل الى علمه يعني في كتاب الله ما هو متشابه تشابها مطلقا يعني انه غامض على جميع العالمين لا سبيل البتة الى فهمه وهذا خطأ بل هذا خطأ كبير الله عز وجل انزل هذا الكتاب وجعله بلسان عربي مبين. جعله عربيا ليعقل قرآنا عربيا لعلكم الله امر بتدبره الله جعله بيانا ومبينا وتبيانا وذم من لم يتدبره افلا يتدبرون القرآن افلم يتدبروا القول واخبر انه احسن تفسيرا وانه ميسر للذكر ومع كل هذا يمتنع اشد الامتناع ان يقال ان في كتاب الله عز وجل ما هو من قبيل الطلاسم ومن كلام اعجمي لا يفهمه من يعرف لغة العرب انما يقرأه فقط للبركة واكتساب الاجر لا اكثر هذا قول في غاية البطلان ويستلزم ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يتلو ما لا يعرف وهكذا اصحابه رضي الله عنهم وهذا فيه نسبة التجهيل الى النبي صلى الله عليه وسلم والى اصحابه رضي الله عنهم اذا هذا من القول الباطل طيب قد يقول قائل وماذا انت قائل في الحروف المقطعة في اوائل بعض السور الف لام ميم حاء ميم كاف هاء ياء عين صاد نون قاف ماذا تقول هل يمكن لك ان تفسر هذه الحروف او انك قائل الله اعلم بمعناها والجواب عن هذا ان يقال اولا ان من السلف رحمهم الله من خاض في الكلام عن المراد بهذه الحروف فبعضهم قال مثلا في قوله تعالى الف لام راء انا الله ارى اذا لا يسلم لكم ان في القرآن ما اجمع الناس على انه لا سبيل الى العلم به هذا اولا ثانيا ان يقال لهم هذه يا هداكم الله حروف والحروف لا سبيل الى معرفة ما بل لا يطلب لها معنى عند احد من العقلاء الحروف لا يطلب لها معنى عند احد العقلاء. عند احد من العقلاء. المعنى انما يطلب من الكلام والكلام كما قال ابن مالك كلامنا لفظ مفيد كاستقم اسم وفعل ثم حرف الكلم. الحرف هنا ليس الحرف الاول. الحرف الذي سيق لمعنى كما يقول سيبويه رحمه الله في كتابه يعني في وعن ها ولم وما الى ذلك هذا ليس الذي نتكلم عنه نحن الان نتكلم عن الحروف الهجائية الف باء تاء الى اخره. هذه حروف ولا يطلب لها عاقل معنى لا في لغة العرب ولا في غير لغة العرب ولذا اذا قال لنا قائل ما معنى هذه الحروف ما معنى الف لام ميم؟ نقول وما معنى با تا ثا جيم حا خا هذه حروف وانت تقرأها حروفا لا تقرأها الم حم كهي عص. اليس كذلك لو كنت تقرأها بهذا الشكل على انها كلمة اقول لك حجتك قوية لكن انت تقرأها الان ماذا؟ حروفا. هذه الايات البحث فيها ليس في المعنى وانما البحث فيها في الحكمة انتبه البحث في هذه الايات انما هو في الحكمة من انزالها وليس في معناها فهذه حروف والحروف لا يطلب لها معاني انما البحث فيها في شأن اخر وهو ما الحكمة من انزالها؟ والبحث في الحكمة ليس هو في المعنى هناك فرق بين الامرين والحكمة قد نصل اليها وقد لا نصل اليها كالشأن في بقية الامور التي يخبر الله سبحانه وتعالى بها او يحكم الله عز وجل بها او يخلقها او يقدرها سبحانه وتعالى. اذا البحث في الحكمة شيء والبحث في المعنى شيء اخر وهذه الايات مجالها الحكمة وليس مجالها المعنى طيب اذا عودا على بدء هذه الدعوة باطلة ان في القرآن ما لا سبيل الى فهم معناه بل كل القرآن مما يمكن فهم معناه. كل القرآن من الفاتحة والى الناس كله مما يمكن فهم معناه وهذا مما اجمع عليه السلف يبقى بعد ذلك اننا نقول يمكن فهم معناه ولسنا نقول ان كل فرد من المسلمين عالم بكل القرآن فمعناه مفهوم للمجموع لا للجميع معنى القرآن مفهوم لماذا للمجموع مجموع المسلمين يمكن لهم ماذا ان يفهموا القرآن وفيهم من يفهم القرآن. بالنسبة لماذا لمجموعهم وليس لجميعهم ليس لكل فرد فرد آآ اثبات هذا الامر وهو فهم القرآن هناك عالم وهناك جاهل لكن حتى الجاهل الذي لم يفهم اية او ايات من الممكن ان يعلمها لو سأل وبحث فيمكن ان يصل الى علم ما جهل. اذا لا يمكن ان نقول ان في القرآن ما لا سبيل الى فهمه البتة. هذا الامر الاول والثانية سلمنا لكم جدلا ان في القرآن ما لا سبيل الى العلم بمعناه تنزلنا وقلنا كلامكم صحيح لكن ما دليلكم على ان ايات الصفات من هذا المتشابه لماذا ادخلتم ايات الصفات في هذا الذي تذكرون وهو المتشابه المطلق ما دليلكم على ذلك؟ اجاء في كتاب الله اجاء في سنة رسوله صلى الله عليه وسلم اقال هذا ابو بكر او عمر او ابن مسعود او ابن عمر الجواب لا وفتش ان شئت حينما تجد هذا الكلام كثيرا في كتب المتكلمين تطلب دليلا واحدا لا تجد الا مجرد الدعوة لا تجد الا مجرد الدعوة يقولون وما يعلم منه ايات محكمات هن ام الكتاب واخر متشابهات ومنها ايات الصفات تقول له قف واخبرني ما دليلك على ان ايات الصفات منها؟ لما لا يكون المراد ايات الصلاة او ايات الصيام او ايات الحج لم يعني حينما تأتي الى ايات متماثلة كلها نزلت في كتاب الله. اليس كذلك؟ كلها من القرآن. فتأتي فتخص بعضها بانها متشابه لا سبيل الى علمه اليس من حقي ان اقول بمثل ما تقول اذا كانت المسألة تحكم و الدعوة بغير دليل فانا لي الحق ان اقول لا المتشابه انما هو ايات الصلاة وكل جواب تجيب به او ترد به علي هو جوابي عليك في قولك اذا القوم في قولهم ان ايات الصفات هي المتشابه الذي استأثر الله عز وجل بعلم تأويله هذه ماذا دعوة لا دليل عليها والمتقرر في فن الجدال ان الدعوة المجردة يكفي في ردها عدم التسليم بها طيب المقدمة الثالثة قالوا ان قوله تعالى وما يعلم تأويله الا الله يعني الاحتمال الذي هو على خلاف ظاهر ايات الصفات شيء استأثر الله عز وجل بعلمه فنقول لهم هذا قول باطل لانه حمل لايات القرآن على اصطلاحات حادثة وهذا مسلك بالاتفاق باطل ليس في لغة العرب وقت نزول القرآن وما قبل ان التأويل هو بهذا المعنى ولا يستطيعون ان يثبتوا شاهدا واحدا من كلام العرب الذين يحتج بقولهم على هذا انما قلت لك يا رعاك الله العرب تكلموا بلفظ التأويل وهو ما جاء في القرآن بالمعنيين الذين ذكرناهما قبل قليل. اما ان نقول ان صرف اللفظ عن ظاهره الى غيره او حمل الكلام عن على المرجوح دون الراجح الى اخر ما يذكرون هذا ماذا اصطلاح اصطلحوا عليه واضح يا جماعة؟ يعني حينما نقول حديث مرفوع او حديث موقوف في علم المصطلح هذا نقول ماذا اصطلاح عند المحدثين اليس كذلك بمعنى هذا شيء تواضع عليه المحدثون. فاذا قالوا حديث مرفوع يريدون به شيئا خاصا وهو الكلام المضاف الى رسول الله صلى الله عليه وسلم. اذا لو وجدنا كلاما للعرب او نفرض اننا وجدنا هذه الكلمة في النصوص هل نحملها على هذا الاصطلاح؟ وهو متأخر الجواب لا كذلك اذا قيل موقوف الموقوف لو جاء في النصوص كلمة موقوف. هل نقول المراد هو الكلام المضاف الى صحابي اجيبوا يا جماعة الجواب لا هذا موقوف باصطلاح عند عند المحدثين ليس هو الاصطلاح او ليس هو الكلام او من الكلام الذي نزل القرآن به بلغته بلغة العرب الذين يحتجون بقولهم اذا كلمة التأويل التي حملوا هذه الاية عليها اعني المفوضة نقول هذا السلاح ماذا حادث ولا يجوز حمل القرآن على الاصطلاحات الحادثة فتبين لنا ان هذا المذهب انما ان بنى على ثلاث مقدمات غير صحيحة وبالتالي اصبح مذهبا ماذا اصبح مذهبا باطلا ومما يرشدك يا رعاك الله الى بطلانه ان تتأمل معي في هذا المذهب وهو مذهب المفوضة تدري ما حقيقة هذا المذهب حقيقة هذا المذهب ما يأتي اولا ان الله سبحانه وتعالى انزل على المؤمنين كتابا امر بتدبره والرد اليه واتباعه والعمل بما جاء فيه ثم ثانيا انزل فيه ما لا سبيل الى فهمه جعله من قبيل الطلاسم والاحاجي مع انه وصفه بانه احسن تفسيرا وانه تبيان وبيان ومبين وانه ميسر للذكر وانه قرآن عربي ليعقل ومع ذلك فيه بل في شطر كبير منه ليس في موضع ولا موضعين ولا ثلاثة ولا عشرة ولا عشرين ولا مئة ولا مئتين في مواضع كثيرة كان مجهول المعنى بل في اشرف ما دل عليه وهو ما يعرف العباد به ربهم سبحانه وتعالى فيحبوه ويقبل على عبادته ويرجونه ويخافون منه ويتوكلون عليه كل هذه الايات الواردة في هذا المعنى وهي المتعلقة بالصفات الخضرية عندهم كانت مشغولة المعنى بل وهو الامر الثالث كان في ظاهر هذا القرآن ما يؤدي الى اضلال العباد بل كفرهم لو سبق الى اذهانهم وقلوبهم اعتقاد هذا الظاهر لضلوا بل كفروا لانهم يعتقدون ان ظاهرها ماذا تشبيه فمن اعتقده ضل بل كفر و بعد هذا قبضنا رابعا بان نعتقد ان لهذا الكلام حقيقة الخلاف الظاهر ومعنى لم يبينه الله لنا انما استأثر به سبحانه وتعالى الظاهر ضلال والحق مجهول سبحان الله العظيم الظاهر ضلال والحق مجهول والعباد مطالبون بالتدبر والتلاوة والاتباع سبحان الله العظيم ارأيت قولا في الفساد كهذا اذا هذا هو مذهب المفوضة وهو مذهب مردود نقلا وعقلا اما من جهة النقل فيرد هذا المذهب كل اية امرت بتدبر كتاب الله ويرد هذا المذهب كل اية ذمت من لم يتدبر كتاب الله ويرد هذا المذهب كل اية دلت على انه بيان ومبين وتبيان. ويرد هذا المذهب كل اية دلت على انه احسن تفسيرا ويدل على بطلان هذا المذهب كل اية دلت على انه نزل بلسان عربي مبين ليعقل ويرد هذا المذهب كل اية دلت على انه ميسر للذكر ويدل على بطلانه ادلة كثيرة اما من جهة العقل فيرد هذا المذهب قاعدة تأخير البيان عن وقت الحاجة لا يجوز النبي صلى الله عليه وسلم هو المبلغ وهو المبين وقد قام عليه الصلاة والسلام بما امر به حق القيام ونشهد بهذا يا معشر المسلمين ام لا؟ اي وربي اننا لنشهد انه بلغ البلاغ المبين. اللهم صل وسلم عليه وبناء على هذا يجب ان يعتقد ان تأخير البيان عن وقت الحاجة في حقه لا يجوز ومذهبهم مبني على ان البيان قد تأخر بل عدم منه صلى الله عليه وسلم التحق بالرفيق الاعلى عليه الصلاة والسلام. وما بين لنا ما هو الحق في هذه النصوص؟ مع ان ظاهرها قد يقرأه جاهل او قليل علم صغير او كبير متعلم او غير متعلم فيضل ومع ذلك النبي صلى الله عليه وسلم لا يبين البيان المبين وهذا في غاية البطلان وحاشى رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذلك ويرد على هذا المذهب ثانيا؟ القدح انه يستلزم القدح في القرآن فانه اذا كان موصوفا بتلك الصفات العظيمة وانه هدى وانه بشرى للمسلمين وانه كتاب مبين وانه يهدي الى الحق ثم بعد ذلك فيه تلك الايات التي ظاهرها يقود ويجر الى الكفر هذا قدح في القرآن هذا تناقض لا يمكن ان يكون بهذه المثابة وهو قد انزل للهداية والله جل وعلا جعل هذا القرآن سببا للهداية مع شقيقته السنة وان اهتديت فبما يوحي الي ربي وهذا المذهب يرده ايضا من جهة العقل الامر الثالث وهو القدح في حكمة الله عز وجل حيث انزل قرآنا وصفه بتلك الصفات واخبرنا انه يريد ليبين لنا وانه يبين لنا كي لا نضل يبين الله لكم ان تضلوا ومع ذلك في شطر كبير منه وايات كثيرة فيه ظاهرها يقتضي التشبيه الذي هو ضلال او كفر كما ان هذا المذهب يرده امر رابع وهو انه يستلزم الطعن في رسول الله صلى الله عليه وسلم من جهة التجهيل فكان يقرأ ما ما لا يفهم بل كان يتكلم هو بما لا يفهم. لانهم يقولون وما يعلم تأويله الا الله اذا حتى رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يعلمه فكان يخبرنا باحاديث ويبلغنا ايات وهو لا يعلم معناها واي قبح اعظم من هذا القبح ويلزم من هذا امر خامس او سادس وهو الطعن في اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من جهتين اولا من جهة انهم كانوا لا يعلمون الكتاب الا اماني ويتلون شيئا لا يفهمون منه شيئا او وهذا الامر الثاني انهم قد خاضوا بالباطل في تفسير القرآن فانهم كانوا يفسرون القرآن جميعا ولا يتحاشون منه شيئا مر بنا اثر مجاهد رحمه الله وانه عرظ القرآن على ابن عباس رضي الله عنهما مرة او مرتين او اكثر وكان يقف ابن عباس عند كل اية وما كان يتحاشى ايات الصفات وابن عباس رضي الله عنهما يجيب ويبين ويفسر وكان الذي يجب عليه الا يقفوا ما ليس له به علم اليس كذلك لكنه كان يتكلم بمقتضى مذهبهم في شيء لا يعلمه بل لا يجوز له ان يتكلم فيه. وهذا طعن في اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم رضي الله تعالى عنهم اخيرا يرد هذا المذهب اللوازم الباطلة التي تلزم منه وهو اولا ان ترك الناس بلا قرآن والاكتفاء بما يهتدون اليهم بعقولهم خير من ان ينزل عليهم قرآن يقودهم الى الضلال ويجرهم الى الكفر بالله سبحانه وتعالى فيعتقدون تجسيمه كما يقولون وتشبيهه بخلقه اذا كان ترك القرآن تركان ترك الناس بلا قرآن خيرا له مع ان الله سبحانه وتعالى يقول طه ما انزلنا عليك القرآن لتشقى. القرآن ما جاء شقاء للناس انما جاء هدى وسعادة وبشرى لهم يستلزم هذا المذهب امرا ثانيا وهو فتح باب الانسلاخ من الشريعة ان دعوة ان ايات الصفات من المتشابه الذي لا يعلم معناه الا الله ولا يجوز الخوض في تأويله لانه مما استأثر الله به دعوة يمكن ان يقال نظيرها في غير باب الصفات اليس كذلك يا جماعة يمكن لكل احد ان يأخذ طائفة من ايات القرآن واحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم يقول يا معشر المسلمين حذاري من ان تفهموا من هذه النصوص ظاهرها اذا قرأت واقيموا الصلاة واتوا الزكاة مثلا فاعلموا ان هذا من المتشابه الذي قال الله فيه وما يعلم تأويله الا الله لماذا يا معشر المفوضة يجوز لكم ما لا يجوز لغيركم لماذا اذا كانت المسألة بالدعاوى فيمكن لكل احد ان يدعي كما تدعون. اليس كذلك فامسكوا اقرأوا فقط واقيموا الصلاة واتوا الزكاة واحتسبوا في ذلك الاجر وتبركوا بهذه القراءة لكن اياكم ان تفهم لها معنى فضلا عن ان تعملوا بها لانها ماذا متشابه لماذا؟ هكذا ارى كما انكم هكذا رأيتم دعوة بدعوة ويأتي شخص ثالث فيقول وانا ارى ان تمسكوا عن فهم وادراك كل النصوص التي جاءت في اليوم الاخر هذا من المتشابه. اياكم ان تظنوا ان هناك جنة او نار او ان في الجنة انهارا ولحما واشجارا وفاكهة وحورا والى اخره هذا يا جماعة كلام مجهول المعنى اذا قرأتموه فامسكوا اعينكم واذانكم وقلوبكم عن فهم شيء منه هذا متشابه نقرأه للبركة فقط طب هل له معنى لنا ليس له معنى طلاسم المعنى يعلمه الله وهو خلاف الظاهر ان يكون هناك حقيقة جنة ونار وانواع نعيم وانواع عذاب ويوم قيامة كل ذلك على خلاف ظاهره ليس له حقيقة كما تفهمون وكما تقرأون كلا المسألة لها معاني اخرى استأثر الله عز وجل بها ارأيت جناية هذا المذهب مذهب المفوضة ومذهب اخوانهم المؤولة كيف انه يفتح الباب على مصراعيه الى الانسلاخ من الشريعة بالكلية ويكفي هذا اللازم في بيان بطلان هذا المذهب نسأل الله السلامة والعافية من الاهواء نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله اعدوا هؤلاء وهؤلاء الذين ينفون التأويل مطلقا ويحتجون بقوله تعالى وما يعلم تأويله الا الله قد يظنون انا خطبنا في القرآن بما لم يفهمه احد او بما لا معنى له او بما لا ينفع منه شيء. والله الحقيقة هم هم يظنون قطعا فلعله اراد بقد ما يفيد التحقيق. نعم وهذا مع انه باطل فهو متناقض. لان اذا لم نفهم منه شيئا لم يجوز ان نقول له تأويل يخالف الظاهر ولا يوافقه. عجيب والله يقولون هذا الكلام مجهول المعنى كما انك لو كنت لا تعرفوا لغة من اللغات فتكلم معك شخص بهذه اللغة لنفرض انك لا تعلم اللغة الصينية فحكى امامك شخص باللغة الصينية ثم اذا بك تقول لزميلك اعلم ان هذا الكلام ليس على ظاهره هذا له تأويل اخر هل هذا الكلام مقبول يا جماعة ايقول هذا عاقل اجيبوا لا لان ادراك ان ثمة تأويلا فرع عن فهم المعنى حينما تفهم المعنى تدرك حينها ان الظاهر مراد يعني اذا قرأت او سمعت كلاما وفهمت معناه تدرك حينها الكلام هذا يشعرك بانه على ظاهره او ان ثمة قرائن لفظية او حالية تدل على انه على خلاف ظاهره لكن المهم انك لا تقول انه على خلاف ظاهره الا اذا كنت تعلم المعنى اما هم فيقولون هذا الكلام لا يفهم له معنى ومع ذلك هو على غير ظاهره وله تأويل لا يعلمه الا الله هذا هذا تناقض والتناقض مما ينبغي ان يأباه العقلاء نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله لان اذا لم نفهم منه شيئا لم يجز ان نقول له تأويل يخالف الظاهر ولا يخالف الظاهر ولا يوافقه. بامكاني ان يكون له معنى صحيح وذلك المعنى الصحيح لا يخالف الظاهر المعلوم لنا فانه لا ظاهر له على قولهم فلا تكون دلالته على ذلك المعنى دلالة على خلاف الظاهر فلا يكون تأويلا ولا يجوز نفي دلالته على معان لا نعرفها على هذا التقدير. فان تلك المعاني التي دلت عليها قد لا نكون عارفين بها. ولانا اذا لم نفهم اللفظ له المراد فلئلا نعرف المعاني التي لم يدل عليها اللفظ اولى. لان اشعار اللفظ بما يراد به اقوى من اشعاره بما لا يراد به. فاذا كان اللفظ شعر له بمعنى من المعاني ولا يفهم منه معنى اصل لم يكن مشعرا بما اريد به. فلئن لا يكون مشعرا بما لم يرد به او لا طيب خلاصة هذا الكلام ان القوم يقولون نصوص الصفات لها تأويل انتبه لها تأويل وهذا التأويل لا يعلمه الا الله واحد لها تأويل. اثنان هذا التأويل لا يعلمه الا الله وهو مخالف لظاهرها ونقول لهم خلاصة كلام المؤلف ها هنا اولا ما يدريكم ان هذه الايات مما يقبل التأويل فضلا عن الجزم بان لها تأويله ما يدريكم وانتم ما فهمتم المعنى اصلا اليس هذا فيما زعموا من المتشابه؟ والمتشابه هو غامض المعنى الذي لا سبيل الى فهم معناه اذا ما دليلكم على ان هذه النصوص تقبل التأويل فضلا عن وجوب اعتقاد ان لها تأويلا؟ هذا امر وامر ثانيا ما دليلكم على ان لها تأويلا يخالف الظاهر وانتم ما فهمتم لها معنى لم وانتم جهال لما لا يكون لها معنى صحيح يوافق الظاهر انتم معي؟ انتم تقولون لها تأويل ايش يخالف الظاهر نقول انتم سلمتم وحكمتم على انفسكم بانكم ماذا جهال بالمعنى المعنى الذي يدل عليه اللفظ انتم تجهلونه. فكيف وصلتم الى ان له تأل بخلاف هذا الظاهر لم لا يكون له معنى صحيح موافق للظاهر وهل انتم في هذا الا متحكمون تدعون دعاوى بلا حجة والتحكم ممنوع عند العقلاء نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله فلا يجوز ان يقال ان هذا اللفظ متأول بمعنى انه مصروف عن الاحتمال الراجح الى الاحتمال المرجوح فضلا فضلا عن ان يقال ان هذا التأويل لا يعلمه الا الله. اللهم الا ان يراد بالتأويل ما يخالف الظاهر المختص بالمخلوقين. فلا ريب ان من اراد بالظاهر هذا فلابد ان يكون له تأويل يخالف ظاهره. يخالف ظاهره هذا من انصاف المؤلف رحمه الله حينما يذكر الاحتمال الذي يحتمله كلام المخالفين وفيه شيء من الحق فانه يبين ذلك ولا يكتمه عليه رحمة الله يقول ان اردتم ان ظاهر النصوص هو ما يليق بالمخلوقين. ادعيتم ادعوتم اه ادعيتم هذه الدعوة ان ظاهر النصوص هو ما يليق بالمخلوقين ويجب علينا حينها ان نحمل الكلام على خلاف هذا الظاهر يجب ان نقول ان الله عز وجل لا يتصف بصفات تشابه المخلوقين. نحن ما فهمنا من هذه الظواهر في ايات الصفات الا ما يقتضي مشابهة المخلوقين فنحن نريد تنزيه الله ونقول انها على خلاف هذا الظاهر ما هو هذا الظاهر ما يقتضي التشبيه فالمؤلف رحمه الله يقول نعم هذا الذي زعمتموه انتم ظاهرا يجب تنزيه الله عز وجل عنه ويجب ان لا يحمل هذا الكلام على هذا الظاهر الذي زعمتموه ومع ذلك فانتم قد اخطأتم من جهة ماذا من جهة انكم زعمتم ان الظاهر هو ما يقتضي التشبيه والامر ليس كذلك وحاشى كتاب الله ان يكون ظاهره يفيد هذا النجس ان يكون كلام الله يفيض ظاهره هذا الريس وهذا الخبث الذي هو التشبيه حاشى كتاب الله من ذلك حاشا كتاب الله عز وجل من ذلك انتم لا تقبلون في ائمتكم الذين تعظمونهم ان يتكلموا بما ظاهره يقتضي الفحش والكلام الذي فيه الخنى ولا والقذارة الاخلاقية انتم الستم تنزهون كلام ائمتكم من ذلك ولا لا يجوز بحال عندكم او لا تظنون اصلا في احد من ائمتكم انه يتكلم بكلام ظاهره الخنى والفاحشة تقولون هذا معليش يعني ترى ظاهره كذا وله باطن اخر نحمله على ما يقتضيه حسن الظن به انتم لا تظنون هذا في ائمتكم اليس كذلك؟ بل تعتقدون فيهم ان عندهم من الدين والعقل والعلم ما وهم لا يتكلمون بهذا اصلا حتى ولو لم يريدوه مجرد كونه يشعر بهذا الخبث عندكم ماذا هؤلاء الائمة منزهون اليس كذلك يا قوم فكيف بكلام الله فكيف بكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يكون ظاهره يوهم ما هو اخبث واخبث وهو التشبيه الذي هو الكفر اي خبث اشد من ان يتكلم بكلام يقتضي مشابهة الله العظيم للمخلوق الحقير اذا انتم اصبتم في تنزيه الله عز وجل عن التشبيه لكنكم اخطأتم في ماذا في دعواكم ان هذا هو الظاهر هذا ليس هو الظاهر انتم من انفسكم اوتيتم انتم عندكم مشكلة في انفسكم تحتاجوا الى علاج حينما قرأتم هذه النصوص فوقع في نفوسكم ماذا؟ التشبيه فاردتم دفع هذا التشبيه به عالجوا انفسكم والا فلو صفت وكانت نقية فلا يمكن ان يقع في نفسها هذا الامر لان الله عز وجل وصف نفسه بصفات اظافها الى نفسه ومن عظم الله وقدره حق قدره لا يمكن مع هذا ان يقع في نفسه ماذا ان هذه النصوص تفيد التشبيه او حتى توهمه التشبيه. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله لكن اذا قال هؤلاء انه ليس لها تأويل يخالف الظاهر او ان او انها تجرى على المعاني الظاهرة منها كانوا متناقضين وان ارادوا بالظاهر هنا هنا معنى وهنا معنى في سياق واحد من غير بيان كان تلبيسا. وان ارادوا بالظاهر مجرد اللفظ اي تجرى على مجرد اللفظ يظهر من غير فهم لمعناه كان ابطالهم للتأويل او اثباته تناقضا. لان من اثبت تأويلا او نفاهم فقد فهم منه معنى من المعاني. وبهذا التقسيم وبهذا التقسيم يتبين تناقض كثير من الناس من نفاة الصفات ومثبتيها في هذا الباب. احسنت يقول المؤلف رحمه الله ان من هؤلاء المؤولة من يقول كلاما متناقضا بعضهم يقول نصوص الصفات تجرى على ظاهرها ولها تأويل لا يعلمه الا الله انتبه تجرى على ظاهرها ولها تأويل لا يعلمه الا الله المؤلف رحمه الله يقول هذا منكم تناقض يقول لكن اذا قال هؤلاء انه ليس لها تأويل يخالف الظاهر يعني عندنا نريد ان هذا التأويل عندنا او نفهمه انما هو تأويل يعلمه الله او انها تجرى على المعاني الظاهرة منها. الاقرب عندي والله تعالى اعلم ما جاء في النسخة الاخرى كما في الهامش وانها تجرى على المعاني الظاهرة منها هذا الذي به يتبين تناقضهم ان يقولوا ان لها تأويلا يعلمه الله لا نعلمه نحن ومع ذلك ماذا تجرى على المعاني الظاهرة منها الاقرب انها جملة معطوفة بالواو وليس باو كانوا متناقضين لان دعواهم ان لها تأويلا يعلمه الله لا يعلمه العباد مع قولهم انها تجرى على ظاهرها تناقض واضح ان كانت تجرى على ظاهرها لا يجوز ان يقال ماذا ان لها تأويلا صح ولا لا؟ لو كانت تجرى على ظاهرها كيف نقول؟ تجرى على ظاهرها ثم نقول انها على خلاف ظاهرها يعني كانهم قالوا هي على ظاهرها هي على خلاف ظاهرها وهذا تناقض هذا تناقض اثبات للشيء ونفي له من جهة واحدة. وهذا هو التناقض يقول المؤلف رحمه الله وان ارادوا بالظاهر هنا معنى وهنا معنى يعني المثبت معنى والمنفي معنى اخر قلنا ان وصفهم بالتناقض انتم بريئون منه لكن مع ذلك انتم قد وقعتم في ماذا في اللبس كلامكم يوقع في اللبس حصل شيء من اللبس في هذا الكلام كونكم تثبتون وتنفون مع انكم تقولون ان النفي والاثبات لم يتوارد على على محل واحد لكن كلامكم فيه ماذا فيه لبس للحق بالباطل وان ارادوا بالظاهر مجرد اللفظ والحق انهم ارادوا هذا المفوضة الذين ادعوا هذه الدعوة ماذا ارادوا حينما قالوا تجرى على ظاهرها ارادوا انكم تتلونها كما جاءت مع اعتقادكم ان المعنى على خلاف الظاهر انتبه حقيقة مذهب المفوضة بالاتفاق فيما بينهم ان المعنى على خلاف الظاهر بالاتفاق بمعنى كل المفوضة عن بكرة ابيهم اذا جاءوا مثلا الى قوله تعالى الرحمن على العرش استوى وقيل لهم هل تعتقدون ان الله استوى؟ حقيقة يقولون جميعا لا الله ما استوى كلمة استوى على ما تقتضيه اللغة استوى على بمعنى انه علا وارتفع على الشيء هذا المعنى لا يجوز ان يضاف الى الله عز وجل. فالمعنى يجب ان يعتقد ها انه خلاف المعنى في هذه الاية يجب ان يعتقد ان الله اراد شيئا خلافه الظاهر هذا الظاهر لا يجوز ان يضاف الى الله لكن ما هو يقولون نفوض علم ذلك الى الله. الله اعلم. استوى ليست على بمعنى علا وارتفع على شيء انما يراد بها شيء اخر. ما هو؟ ما ندري. الله اعلم هذا مذهبهم. اذا اذا قال منهم احد نجريها على ظاهرها ولا يجوز تأويلها ولها تأويل لا يعلمه الا الله يريد بالظاهر ايش مجرد الالفاظ اقرؤوها كما هي اقرؤوها كما هي ويحملون على هذا كلام السلف امروها كما جاءت تذكرون هذا يقولون امروها كما جاءت والسلف ما ارادوا هذا الامرار في اللغة كما تذكرون درسنا هذا في بشرح الواسطية الامرار في اللغة هو الاثبات اثبتوها كما جاءت بلا كيف اثبتوها ولا تعتقدوا لها كيفية هكذا اراد السلف تذكرون؟ امروها كما جاءت ليس المقصود ان تغلقوا اعينكم وقلوبكم عن فهم المعنى الذي دلت عليه اللغة كلا انما يريدون امروها يعني اثبتوها لكن لا تبالغوا حتى تصلوا الى تكييفها كلا هذا لا يجوز انما اثبتوها فقط افهموا المعنى وفوضوا العلم بالكيفية هكذا الذي اراد السلف اذا هؤلاء ارادوا هذا المعنى حينما يقولون تجرى على ظاهرها يقول رحمه الله اي تجرى على مجرد اللفظ الذي يظهر من غير فهم لمعناه قال رحمه الله كان ابطالهم للتأويل او اثباته تناقض لان من اثبت تأويلا او نفاه فقد فهم منه معنى من انا قلت لك قبل قليل اثبات التأويل فرع عن فهم المعنى ولا بد يعني الذين قالوا ان استوى استولى. متى قالوا هذه الكلمة لما فهموا معنى كلمتي استوى وانها استوى على بمعنى على وارتفع على الشيء. هنا قالوا لا هذا المعنى اسمحوا لنا ما نستطيع ان نثبته لله عز وجل. لانه وقع في قلبهم اصلا شبهة التشبيه فيهم مرض فارادوا دفع ذلك بهذا النفي والتأويل. اذا انتم متناقضون لا يجوز لكم والحال انكم جهال لا تفهمون المعنى ان تثبتوا تأويلا او او تنفوه. اما ان يريدوا انها تجرى على ظاهرها من جهة المعنى فهم بالتأكيد لا يريدون ذلك تجرى على ظاهرها لفظا يعني تتلى وتقرأ كما هي. ولا يزاد على ذلك ولذلك ابو المعالي الجويني وهو احد ائمة الاشاعرة في كتابه الارشاد وهو عفا الله عنه كان في اول امره في الارشاد مؤولا وكان في اخر امره في كتابه العقيدة النظامية مفوضا مع كونه ايضا في هذا الكتاب مؤولا يعني وقع في شيء من التأويل حتى في هذا الكتاب. الشاهد انه في كتابه الارشاد يوم ان كان ينصر طويل نصرا مؤزرا قال ولماذا لا تقولون ان هذه النصوص في الصفات الخبرية تجرى على ظاهرها اليس هذا اسلم قولا فاجاب عن هذا فقال هل تسلمون بان معنى هذه النصوص على ظاهرها فالاستواء هو الاستواء حقيقة ان قلتم لا فقد عدلتم عن الظاهر ان قلتم لا فقد عدلتم عن الظاهر. اذا انتم مضطرون الى ماذا مضطرون الى التأويل. والحقيقة ان المسافة بين المذهبين مذهب المؤولة والمفوضة كما قلنا قريبة لانهم متفقون على شيء ومختلفون في شيء. ولذلك في شروح الجوهرة ينصون نصا على ان مذهب التأويل هو التأويل التفصيلي. وان مذهب التفويض هو التأويل الاجمالي ماذا يقولون مذهب التأويل هو التأويل التفصيلي ومذهب التفويض هو التأويل الاجمالي لماذا؟ لان الكل متفق على ان الظاهرة غير مراد ولا يجوز اثباته لله عز وجل. لكن ما المراد بعد ذلك هذا الذي خاض فيه المؤولة هو هذا الذي كف عنه المفوضة وقالوا هذا متشابه لا يعلمه الا الله سبحانه وتعالى. وبهذا ننهي الكلام عن القاعدة الخامسة ونبدأ بعون الله عز وجل في الدرس القادم في القاعدة السادسة اسأل الله عز وجل ان واياكم الى صالح القول والعمل وان يجيرنا من الضلال والزلل. والله تعالى اعلم. وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه اجمعين