بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لشيخنا وانفعه وانفع به يا رب العالمين قال شيخ الاسلام رحمه الله تعالى في رسالة التنويرية فكذلك ايضا يقولون ان الصفات لا تقوم الا بجسم متحيز والاجسام متماثلة فلو قامت به الصفات لازم ان يكون مماثل لسائر الاجسام وهذا هو تشبيه. نعم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا اما بعد فقد سبق في كلام المؤلف رحمه الله ذكر ضابط للتشبيه اعتمد عليه المعطلة او بعضهم في نفي صفات الله سبحانه وتعالى هذا الباب لا بد ان نفهمه بتسلسله. الان عندنا حكم وعندنا دليل على الحكم عندنا حكم وعندنا دليل على حكم الحكم اما الحكم فهو نفي الصفات. يلزم على المؤمن ان ينفي صفات الله سبحانه وتعالى هذا حكم وجوب نفي الصفات لم ما الدليل؟ ما الحجة الحجة ان اثبات الصفات يقتضي التشبيه والتشبيه ممنوع ومحرم. هنا بحث وهو ما ضابط التشبيه كيف نعرف التشبيه؟ فنحكم بانه آآ ثابت هنا ومنفي هناك. ما الضابط لهذا ذكر المؤلف رحمه الله اولا ضابطا للمعتزلة. وهو ان التشبيه هو المشاركة في اخص الاوصاف ما التشبيه عندهم؟ المشاركة في اخص الاوصاف وهذا ما سبق الكلام عنه نأتي الان الى ضابط اخر قال به بعض المعطلة الضابط هو التجسيم يجب نفي الصفات لان اثباتها تشبيه ولماذا هو تشبيه لانه يقتضي لان التشبيه هو التجسيم لان التشبيه هو التجسيم فاذا ثبت ان اثبات الصفات تجسيم فقد حصل التشبيه فوجب نفي صفات الله سبحانه وتعالى اذا هذا ضابط ثان بعد الضابط السابق مسألة التجسيم منا اكثر المسائل التي حصل فيها النزاع بين اهل السنة والجماعة واهل البدع الخوض فيها كثير والبحث فيها كثير وكلام اهل البدع في انفسهم كثير واختلافهم فيها كثير ولذلك يحتاج المقام الى شيء من البسط فان اهل السنة والجماعة قد نالهم شيء كثير من الظلم والبهتان حيث رموا عن بكرة ابيهم بانهم قائلون بالتجسيم وانهم مجسمة هذا شيء يشترك فيه جميع المعطلة انهم يرمون اهل السنة والجماعة عن قوس واحدة بهذه الدعوة الباطلة وهذا الظلم وهذا الافتراء اي عيب على اهل السنة ان يقولوا بما قالت به النصوص ان يثبتوا لله ما اثبت لنفسه وهو اعلم بنفسه وان يثبتوا له ما اثبت له رسوله صلى الله عليه وسلم وهو اعلم الخلق به اي لوم عليهم في هذا وما هو السبيل الذي وجدوه عليهم حتى يقع فيهم هذه الوقيعة ويفتر عليهم هذا الافتراء مسألة التسهيل كما ذكرت مسألة كبرى تحتاج الى شيء من التوضيح فانتبه الحجة عند المعطلة في هذا الباب اه فيها كلام طويل وعميق لكنني سالخص لك المقصود منه بما يناسب المقام المعطلة ينفون صفات الله سبحانه وتعالى بحجة التجسيم لان التسليم تشبيه والتشبيه كفر. فوجب نفي التسليم عن الله سبحانه وتعالى. و هذا الذي قالوه يتكون من مقدمتين ونتيجة كلامهم في هذا الباب الذي ادلوا به في هذا المقام يتكون يتكون من مقدمتين ونتيجة اما المقدمة الاولى فهي ان اثبات الصفات يقتضي التجسيم اثبات الصفات يقتضي التجسيم هذه المقدمة الاولى المقدمة الثانية الاجسام متماثلة الاجسام متماثلة النتيجة ان اثبات الصفات يقتضي التشبيه ان اثبات الصفات يقتضي التشبيه والتمثيل لان الصفات ان قامت به سبحانه كان جسما والاجسام كما علمنا متماثلة فكان مثلها فاقتضى اذا اثبات الصفات التمثيل ان يكون الله كغيره من الاجسام المخلوقة تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا ومن شبه الله ومثله بخلقه فقد كفر اذا وصلنا الى المقصود وهو وجوب نفي الصفات عن الله سبحانه وتعالى وانا حينما اقول الصفات اتكلم في الصفات في الجملة والا فانهم قد يخرجون من هذه الجملة وهي الصفات اشياء ويدعون انها لا ينسحب عليها هذا الدليل لكنني اتكلم الان بصورة اجمالية اذا عندنا مقدمتان وعندنا ماذا وعندنا نتيجة المقدمة الاولى اثبات الصفات يقتضي التجسيم لماذا ما الدليل على هذه المقدمة قالوا ان الصفات لا تقوم الا بالاسام لماذا اثبات الصفات يقتضي التجسيم الجواب لان الصفات لا تقوم الا بالاجساد بالاجسام اذا ثبت ان اثبات الصفات يقتضي التسليم ثم عطفوا على هذا قالوا اذا كان ذلك كذلك فالاجسام متماثلة. اذا ثبت ان هذا جسم فانه ينبغي ان يكون مثل الجسم الثاني والثاني مثل الثالث لم لان الاجسام متماثلة. اذا لو ثبت لله سبحانه وتعالى لو ثبتت لله سبحانه وتعالى الصفات لكان واذا كان جسما سيكون مماثلا لبقية الاجسام وهذا هو وهذا هو التمثيل والتشبيه فان طيب الجواب عن هذا بيان بطلاني كلا المقدمتين المقدمتان باطلتان فالنتيجة باطلة والرد سيكون في ثلاثة مقامات الرد سيكون في ثلاثة مقامات اولا ما هو الجسم وثانيا هل الصفات لا تقوم الا بالاجسام وثالثا هل الاجسام متماثلة اذا عندنا مقامات ثلاثة نحتاج الى الكلام فيها واحدة واحدة اما المقام الاول وهو الذي ينبني عليه فهم الموضوع برمته وهو ما هو الجسم انتم تقولون ان اثبات الصفات يقتضي التجسيم لان الصفات لا تقوم الا الا في الاجسام يعني لا تقوم صفة الا في جسم ولا تقوم الصفات الا في الا في جسم ما هو هذا الجسم اختلف المتكلمون في هذا المقام اختلافا طويلا جدا ورد بعضهم على بعض ردودا طويلة وما اتفقوا في هذا على كلمة واحدة لو طلعت كتبهم المصنفة في الاعتقاد لوجدت ان الاقوال في هذا المقام كثيرة تارة يقولون ان الجسم هو الذي يشار اليه وتارة يقولون ان الجسم هو الذي تقوم به الصفات وتارة يقولون ان الجسم هو المركب من المادة والصورة وتارة يقولون ان الجسم هو المركب من الجواهر المنفردة الى اشياء اخرى كثيرة اذا مصطلح الجسم عندهم ليس بالامر الواضح وبينهم فيه اختلاف كثير. والسؤال هل الحقائق العلمية ترد الى الاصطلاحات الخاصة وهل هذا منهج صحيح يعني ان نصطلح نحن هنا في هذه الحلقة على اصطلاح معين ثم بعد ذلك نحاكم النصوص وكلام الناس الى هذا الذي اصطلحنا اليه فنقبل ونرد بناء على هذا المصطلح الذي هل هذا مقبول هل هذا منهج صحيح ليس هذا منهجا صحيحا والمؤلف رحمه الله نبه على هذه القاعدة ان كنتم تذكرون الحقائق العلمية العقلية لا تؤثر فيها الاصطلاحات الحادثة بمعنى هذا الذي قلتموه في تعريف الجسم اهو شيء دل عليه القرآن او هو شيء دلت عليه السنة؟ او هو شيء قام عليه الاجماع او اجمع عليه المسلمون او هو شيء توارد عليه اهل اللغة وتعارفوه فيما بينهم الجواب انه ليس شيء من ذلك البتة. القضية وما فيها انهم اصطلحوا على شيء ثم بعد ذلك حاكموا النصوص وكلام السلف كله الى هذا الاصطلاح الذي اصطلحوه وهذا كاف في نقض هذه القاعدة من اصلها لو رجعنا الى اللغة لوجدنا ان الذي دلت عليه وهو الذي جاء في القرآن ان الجسم هو البدن او الجسد المعروف الكثيف الذي يشتمل على لحم ودم وعظم الى اخره هذا هو المعروف في اللغة وهذا الذي دل عليه القرآن قال جل وعلا واذا رأيتهم تعجبك اجسامهم اليس كذلك؟ اذا هذا هو المعروف في اللغة فهل تريدون ان الصفات لا تقوم الا بهذا الجسم اولا هذا ليس من تعريفاتهم للجسم لكننا نقول هذا الذي تكلمتم عنه وقلتم ان هذا هو الذي تقوم به الصفات ونحن نقطع بان الصفات تقوم بهذه الاجسام وتقوم بغيرها فهذه السارية وهذا الكأس ليس جسما على الاصطلاح اللغوي والذي جاء في القرآن. ومع ذلك فانه ماذا يتصف بالصفات اليس اهذا الكأس له لون واللون صفة له اليست هذه السارية قائمة وقوية متصفة بلون وملساء الى اخره. اذا الصفات على هذا لا تقتصر على ماذا على الجسم الذي دل دلت اللغة ودل الشرع عليه اذا كلامكم ليس ثابتا من اصله ثم نقول ثانيا حينما تقولون عن الله سبحانه وتعالى انه ليس جسما فاننا نقول هذا اصطلاح اصطلحتموه ولفظ احدثتموه على معنى تريدون والذي يجب الا يقال في حق الله سبحانه وتعالى لا في جانب الاثبات ولا في جانب النفي الا بتوقيف لا نثبت لله الا ما اثبت لنفسه. ولا ننفي عنه الا ما نفى عن نفسه. ولذا حينما تقررون نفي الجسم عن الله عز وجل. فتقولون ان الله عز وجل ليس جسما فان اهل السنة والجماعة واهل الحق يتوقفون في هذا النفي ولا يطلقون ما تطلقون لا اثبات ولا نفيا وهذا هو المسلك الحق عملا بقول الله جل وعلا ولا تقف ما ليس لك به علم. وان تقولوا على الله ما لا تعلمون. لا يجوز لنا ان نقول على الله عز وجل بغير علم ثم بعد ذلك نستفصل عن الشيء الذي اراده اذا اهل السنة والجماعة لا يستعملون هذا اللفظ البتة لا في مقام الاثبات ولا في مقام النفي. لا يقولون ان الله جسم ولا يقولون ان الله ليس بجسم ومن استعمل هذا اللفظ فاننا نستفصل عن مراده. لان كلمة الجسم اضحت كلمة فيها من والاشتباه ما لا يخفى قد ينفى شيء حق وقد يثبت شيء باطل. وبالتالي لما كان هذا اللفظ فيه من هذا الاشتباه والاشتراك ما فيه فان اهل السنة والجماعة اولا ما استعملوه وثانيا استفصلوا عن مراد من استعمله من المخالفين انتم يا معشر المعطلة عن بكرة ابيكم تقولون ان الله عز وجل ليس جسما فنقول ما هذا الذي اردتم نفيه عن الله عز وجل؟ ما هو الجسم الذي تقولون ان الله عز وجل لا يوصف به ولا يطلق هذا الامر عليه فان قالوا ما هو حق قبلنا المعنى مع التوقف في اطلاق اللفظ نفيا او اثباتا وان قالوا ما هو باطل فاننا نرد هذا الباطل. ان اردتم بالجسم ما دلت عليه اللغة فحاشى وكلا ان يكون الله عز وجل جسما بهذا المعنى لان هذا يقتضي مماثلته للمخلوقين والله ليس كمثله شيء هل تعلم له سميا؟ ولم يكن له كفوا احد فلا تضربوا لله الامثال لا يجوز ان يثبت لله سبحانه وتعالى هذا المعنى. فنفيكم اذا بهذا المعنى حق وان اردتم ان الجسم هو ما يشار اليه وبالتالي فالله ليس جسما في زعمكم بهذا المعنى فاننا نقول ان هذا الذي نفيتم باطل. لا يجوز لنا ان نوافقكم عليه فان اعلم الخلق بالله قد اشار الى ربه سبحانه وتعالى في اعظم موقف كان فيه المؤمنون في حجة الوداع وفي خطبة عرفة في ذلك المقام العظيم فان النبي صلى الله عليه وسلم رفع يديه مشيرا الى ربه لان ربه في العلو المطلق سبحانه وتعالى فقال اللهم فاشهد اتفضل اللهم فاشهد ينكثها عليهم بالتالي صار هذا الذي نفيتموه كلاما باطلا ان قلتم ان الجسم الذي ننفيه عن الله سبحانه وتعالى هو المركب من هذه الجواهر الفردة او المنفردة كما تقولون او من الهيولة والصورة او ما شكل ذلك مما تذكرون فاننا نقول هذا ان سلمنا بان الاجسام المخلوقة تتكون منه فالله عز وجل شأنه اعظم من ذلك. الله عز وجل ليس كهذه الاجسام ولا يجوز ان يثبت له هذا المعنى لاقتضائه التشبيه ان قلتم ان الجسم هو الذي يقوم بنفسه او يكون موصوفا بالصفات فاننا نقول ان الله عز وجل قائم بنفسه مقيم لغيره والله عز وجل قد قامت به الصفات وعليه فهذا النفي باطل. اذا الامر لا يجوز ان يطلق فيه قبول او رد الا استفصال والاستفسار ثم بعد ذلك يوزن ما يذكر بميزان الشرع ثم يحكم بعد ذلك عليه اذا هذا هو منهج اهل السنة والجماعة في مسألة التسليم وبه يظهر لك ان اهل السنة والجماعة برءاء اعظم البراءة مما يصمهم به المخالفون الذين يدأبون ليل نهار في وصفهم بانهم مجسمة وقائلون بالتسهيل ويقولون ان الله عز وجل جسم كالاجسام وربما نسبوا هذا الى ائمة المسلمين ابن خزيمة او الدارمي او ابن تيمية او ابن القيم او محمد ابن عبد الوهاب او غيرهم من اهل العلم وهذا على كل حال ظلم والله عز وجل قد حرم الظلم بين عباده كما جعله على نفسه سبحانه محرما هؤلاء جميعا سيختصمون عند الله عز وجل والظالمون سيعلمون اي منقلب ينقلبون اذا هذا والله محض الافتراء حاشا وكلا ان يكون احد من ائمة اهل السنة قائلا بان الله عز وجل جسم. سواء قال انه جسم كالاجسام او انه ليس جسما كالاجسام. هذا كله لا يقول به اهل السنة والجماعة البتة وعليه فهذا الذي يذكرون ما هو الا محض باطل هذا الذي يقولون ما هو الا محض باطل ولا يجوز ان يضاف الى اهل السنة والجماعة طيب المقام الذي يلي هذا هو هل كل ما قامت به الصفات هل كل ما قامت به الصفات من صاحب الجوال هذا؟ هل كل ما قامت به الصفات يكون جسما لانهم يقولون ان الصفات لا تقوم الا الا بجسم هذه المقدمة غير مسلمة على اي اصطلاح اصطلحوا عليه في تعريف الجسم فان الناس والعرب تقول اشتد البرد او يقولون هذا برد شديد ويقولون جاء الليل ويقولون صبح جميل في كلمات كثيرة يصفون بها ما لا يعتبر اصطلاحا جسما فانخرم قولهم ان الاجسام هي التي تقوم بها الصفات او ان الصفات لا تقوم الا الا بالاجسام هذا ليس بمسلم وثبت ان الصفات تقوم بغير الاجسام ثبت ان الصفات تقوم بغير الاجسام ولذلك نصف الليل بالسواد وهو ليس بجسم نصف المرض بالشدة وهو ليس بجسم انما هو عرض من الاعراض في امثلة كثيرة فانتقض اذا زعمهم ان الصفات لا تقوم الا بالاجسام ثم اننا نسألهم ثانيا على اي شيء اعتمدتم في دعواكم ان الصفات لا تقوم الا بالاجسام على اي شيء اعتمدتم في هذه المسألة هل بناء على دليل من القرآن ام على دليل من السنة ام على اجماع بين المسلمين ام على تنصيص لائمة اللغة ام على قضية عقلية على اي شيء من هذه الامور الخمسة بنيتم ان الصفات لا تقوم الا بجسم. والجواب بالتأكيد ليس على شيء من هذا ولو خالفوا في هذا لا انكشف للناس الاعيبهم لو قالوا انه قد دل القرآن على ان الصفات لا تقوم الا بجسم لقلن هاتوا الاية وان قالوا في السنة قلنا هاتوا الحديث وان قالوا تنصيص اهل اللغة قلنا هاتوا النص وان قالوا الاجماع قلنا من نقله وان قالوا بالعقل قلنا اثبتوا اذا الامر لا يعدو ان يكون ماذا؟ دعوة يدعونها بقي امر سادس يمكن ان يقولوه يقولون دلنا على هذا الاستقراء دلنا على هذا الاستقراء بمعنى اننا تصفحنا الصفات وتتبعناها فما وجدناها تقوم الا بجسم يمكن ان يقولوا هذا اليس كذلك فنقول حينها الجواب عن هذا من جهتين اولا قد انتقض هذا الذي ذكرتموه بما ذكرناه فان الصفات قد قامت بغير ما هو جسم هذا اولا وثانيا هل استقراؤكم هذا كان استقراء تاما هل تتبعتم كل صفة وجدت على الاطلاق بحيث لم يفتكم صفة من الصفات وبالتالي جزمتم بان الصفات لا تقوم الا بالاجسام ما رأيكم يا جماعة هل عاقل يمكن ان تدعيه ان يدعي هذه الدعوة؟ بل لا اقول في الصفات هل انتم قد استقريتم استقراءا تاما الاجسام فضلا عن الصفات ما الذي شاهدتموه؟ وما الذي رأيتموه حتى تحكموا هذا الحكم وبالتالي قفزتكم هذه من الجزئي الى الكلي قفزة غير صحيحة اذا كنتم رأيتم جزئيات معدودة فانه لا يصح لكم ان تحكموا من خلالها بحكم كلي. تقولون ان الصفات جميعا لا يمكن ان تقوم الا الا بما هو جسمك انتم ما احطتم علما بكل الصفات بالصفات التي تكون للحيوانات وللجن وللملائكة وللأسماك في البحار ولكل شيء ثم بعد ذلك قلتم ان هذا هو آآ الذي لا تقوم او الذي اه ان الصفات لا تقوم الا باجسام. انتم ما احطتم علما بكل الصفات هل احطم علما بصفات الجن؟ هل احطم علما؟ بصفات الملائكة هل احطم علما بغير ذلك حتى تطلقوا هذا الحكم وهو ان الصفات لا تقوم الا بالاجهام ثم يقال بعد ذلك ان كان استقراؤكم صحيحا وتاما تسليما جدليا سنسلم جدليا ان استقراؤهم ماذا؟ صحيح وانه استقراء مسلم. وانه كان استقراء تاما فاننا نقول لهم حينها كان الواجب والانصاف ان تقولوا ان الصفات المخلوقة لا تقوم الا في اجسام مخلوقة. اليس كذلك يا جماعة كان الانصاف منهم يقتضي ان يقولوا ان الصفات ها المخلوقة لا تقوم الا في اجسامهم من مخلوقة لماذا لان هذا هو الذي استقريتموه اليس كذلك؟ لان هذا هو الذي استقريتموه فوصلتم اليه ونحن سنسلم لكم جدلا بهذا ونقول لا يمكن ان تقوم صفة الا بجسم ولكن ان كان هذا بناء على استقراء فالصياغة الصحيحة تقتضي الصفات المخلوقة لا تقوم الا في اجسام مخلوقة والسؤال بعد هذا هل يصح ان تجعلوا الله سبحانه وتعالى جزءا داخلا في هذا الكل هل يصح ان تشملوه بقياس شمول فتقولون انه يدخل في في هذا الحكم الكلي هل الله عز وجل جسم المخلوق وهل صفاته مخلوقة حتى تقولوا انه داخل تحت الكلية التي تقول الصفات لا تقوم الا باجسام تعالى الله عن ذلك فالله ليس كمثله شيء الله عز وجل له شأن اخر الله عز وجل خالق الله ليس له سمي وليس له كفؤ وليس له ند سبحانه وتعالى وعليه فانكم ان قررتم هذه القاعدة وسلمتم بها اه وسلمنا لكم بها او لم نسلم بها فالنتيجة على كل حال لا تؤثر شيئا فيما يتعلق بصفات الله سبحانه وتعالى لانه ليس داخلا اصلا في هذه القاعدة التي تدعون وبذا تعلم ان اساس الاشكال عند القوم راجع الى انهم مشبهة التشبيه متغلغل في قلوبهم لا ينفكون عنه ولذلك تأمل في عامة ما يحتجون به وما يذكرونه من القواعد والاصول والضوابط والكليات تجد انهم يدورون على التشبيه هذا هو اساس البلاء عندهم القوم مشبهة والعجيب انهم ينفون صفات الله سبحانه وتعالى لاجل دفع التشبيه وهم واقعون في حمأته وهم واقعون في حمأته والمشتكى الى الله اذا اتضح لنا ان هذا الاصل او هذه المقدمة التي قدموها وهي ان اثبات الصفات يستلزم التجسيم لان الصفات لا تقوم الا بالاجهام مقدمة غير صحيحة ننتقل الان الى المقدمة الثانية ماذا تقول المقدمة الثانية؟ الاجسام متماثلة وهذه مقدمة لا تقل بطلانا عن سابقتها القوم يقولون ماذا الاجسام متماثلة والسؤال اولا هذا منكم حكم اليس كذلك؟ حكمتم بان الاجسام متماثلة هو السؤال ما الدليل ما الدليل على ان الاجسام متماثلة لانه يمكن لغيركم ومخالفكم ان يحكم عكس هذا الحكم فيقول الاجسام غير متماثلة اذا انتم مضطرون الى اثبات الحجة والا فالدعاوى لا تقدم ولا تؤخر دعاوى كاسمها لا عبرة بها ولا يؤبه بها ولا يبنى عليها شيء العبرة بماذا بالدليل والسؤال اقام دليل من القرآن ام من السنة ام من الاجماع ام من العقل؟ ام من اللغة؟ ان الاجسام متماثلة؟ والجواب في كل ذلك عندهم وعندنا ليس هناك شيء من ذلك لا دليل من القرآن ولا من السنة ولا من الاجماع ولا من العقل ومن ولا من اللغة. ان الاجسام متماثلة. اذا ما بقي عندهم الان الا دعواهم الاستقراء والسؤال مرة اخرى هل استقريتم استقراء تاما فمررتم على جميع ما يسمى جسما تصفحتمو تلك الاجسام جسما جسما فوصلتم الى انها متماثلة هل يدعون هذا لا احد يستطيع ان يدعي هذا ولو ادعاه فانه اه قد ابان عن عورة عقله اذا هذا استقراء غير صحيح وما يدريكم ان الاجزاء التي فاتتكم وما استقريتموها ينطبق عليها من طبق على ما رأيتموه هذا كله على تسليم ان الجزء الذي استقرؤوه ها متماثل طيب وهذا غير مسلم لكن سنسلم. فنقول انتم استقريتم وتصفحتم جمعا من الجزئيات لكن فاتكم اشياء كثيرة والله عز وجل يخلق ما لا تعلمون ويخلق ما لا تعلمون. اذا هناك اجسام كثيرة ما يدريكم ان هذا الذي فاتكم تصفحه وتتبعه ينطبق عليهما انطبق على ما رأيتموه اذا هذا هو الامر الاول انتم تتكلمون في شيء عظيم. اليس كذلك انتم تتكلمون في صفات الله سبحانه وتعالى. اذا يجب ان تكون الاسس التي تبنون عليها اسسا قطعية يقينية انتم تقولون هذا الباب قطعي فلا يتكلم فيه الا بقطعيه. اليس هذا كلامهم يا جماعة؟ لو استدللنا بحديث في الصحيحين قالوا المعذرة لا نقبله لانه احاد والاحاد ظني وهذا الباب قطعي فلا يقبل فيه الا بالقطعي ثم بعد ذلك تحتجون بهذه الحجة هل هذا من الانصاف ثم يقال لهم ثانيا هذا الذي تصفحتموه بل هذا الذي تشاهدون ونشاهد ايصح ان يقال فيه انها اجسام متماثلة اجيبوا يا جماعة باي عقل وباي شرع وباي لغة يطلق هذا الحكم العجيب الاجسام متماثلة اذا بناء على هذا نقول ان الشمس مثل القملة ما رأيكم الشمس مثل القملة لان الشمس جسم والقملة جسم فهما اذا ما شاء الله تبارك الله متماثلة ايقول هذا عاقل ايقول عاقل ان الجبال مثل الماء ايقول عاقل ان القمر مثل الفاكهة ايقول عاقل ان الحيوان مثل آآ اه النجوم والكواكب؟ ايقول هذا عاقل انا اعجب والله من ان عقلاء واذكياء يصلون الى هذا الحد فيدعون هذه الدعوة العجيبة وهي ان الاجسام متماثلة سبحان الله كيف لكم ان تقولوا هذا و ان تعزف فعجب حالهم والله ولذا صدق ابن القيم رحمه الله حينما قال ما عصى الله ما عصى الله احد بشيء الا افسده عليه ما عصى الله احد بشيء الا افسده عليه هؤلاء تجاوزوا النصوص وتعدوا حدودها وانتهكوا حرمتها بعقولهم ادعوا ان عقولهم كفيلة وكافية بالوصول الى الحق والصواب في هذه المطالب الالهية واذا بعقولهم تفسد عليهم فيأتون بما يضحك العقلاء على عقولهم اذا هذه جملة غير صحيحة نحن نقول الامر ليس بهذا فقط بل ان الاجسام التي تشترك في الجسمية لا يسلم بانها جميعا متماثلة وهذا قد قاله الله عز وجل ومن اصدق من الله قيلا اليس الله عز وجل يقول وان تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكون امثالكم ثم لا يكون امثالكم هذا والكل ماذا بشر وانس واجسام واحيانا ونامين وشاعرين وناطقين وظاحكين جميع الصفات الذاتية والعربية متوفرة فيهم ومع ذلك نفى الله عز وجل التماثل بين المتقدمين والمتأخرين وهذا قاله الله سبحانه وقل مثل هذا في غير ذلك ارم ذات العماد التي لم يخلق ها مثلها في البلاد مع انها من حيث النظر مشتركة في صفات كثيرة ومع ذلك ما حصل ما حصل التماثل فاذا كان انسان ليس مثل انسان فكيف تطلقون هذه الدعوة العريضة وهي ان ها الاجسام متماثلة اذا هذا من القول الباطل اليس كذلك طيب ثم اننا نقول لكم ايضا انه بناء على استقرائكم ودعواكم انكم استقريتم فوصلتم الى ان الاجسام متماثلة كان الحق والانصاف ان تقولوا الاجسام المخلوقة متماثلة الاجسام المخلوقة متماثلة. سنسلم لكم جدلا باينا بان النتيجة التي وصلتم اليها صحيحة وهي ان كل الاجسام التي رأيتموها ماذا متماثلة ما اختلف جسم عن جسم سنلغي عقولنا مؤقتا ونقول ها كلامكم صحيح ولكن كان ينبغي ان تقولوا ها الاستقراء قد دل على ان الاجسام المخلوقة ها متماثلة وبالتالي ايصح ان تجعل صفات الله سبحانه وتعالى مشمولة في هذا الحكم الكلي هل الله عز وجل ينطبق عليه انه داخل في الاجسام المخلوقة تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا انتم معي يا مشايخ عجيب والله هذا الامر انتم تحكمون على شيء رأيتموه وتعلمون انه مخلوق فاننا نقول لكم حينها افمن يخلق كمن لا يخلق ما لكم كيف تحكمون عجيب والله هذه الاحوال التي يتردون فيها تجعلون هذا الحكم الذي بنيتموه على استقراء للمخلوقات ينطبق على صفات الله سبحانه وتعالى ان هذا والله لمن ابطل الباطل وعليه فلا شك ولا ريب ان هذا الذي زعموا ان الاجسام متماثلة لا شك انه من ابطل الباطل وهم في انفسهم والله لا يقبلون ذلك لو قيل لي احدهم بما ان لك وجها وللقرد وجه فوجهك مثل وجه القرد ما شاء الله وجهك مثل وجه القرد سواء بسواء هل يقبل او يقول هذا يعني خروج عن حدود الادب وقول باطل ووجه القرد يليق به ووجهي يليق بي بالتالي لا يصح هذا الحكم كيف لكم بعد ذلك ان تقولوا ان الله عز وجل اذا كان موصوفا بالوجه فان هذا يستلزم التجسيم لان الصفات لا تقوم الا بالاجسام والاجسام متماثلة. سبحان الله العظيم اين وجدتم واين رأيتم حتى توهمتم هذا التشبيه وجها موصوفا بالجلال والاكرام اين هذا يا عباد الله اين وجدتم وجها يصدق عليه انه وجه يبقى ولا يفنى ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام اين وجدتم ذاك الوجه الذي حجابه النور لو كشفه لاحرقت سبحات وجهه ما انتهى اليه بصره من خلقه هل وجدتم شيئا من هذا فيما رأيتم وفيما ادخلتموه تحت هذه القاعدة الكلية حتى تقولوا ان اثبات الوجه لله عز وجل يقتضي التشبيه سبحان الله العظيم تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا اذا ثبت لنا يرعاكم الله ان هذه القاعدة التي ذكرموها وهي ان الاجسام متماثلة قاعدة باطلة وادنى نظر فيها كفيل ببيان بطلانها وبهذا يتضح لك يا رعاك الله ان اساس البلاء عند القوم انهم جعلوا الاشتراك في آآ قدر كن لي او معنى كلي هو التمثيل الممنوع وقد علمت يا رعاك الله ان حصول الاتفاق في القدر المشترك ليس تمثيلا كما ان نفي التمثيل لا يستلزم الاشتراك في القدر المشترك كلا الامرين ليس ثابتا كلا الامرين ليس ثابتا الاشكالية عندهم كلها من هذا الامر وهو ان انهم جعلوا ان حصول قدر مشترك بين صفة الخالق والمخلوق هو التمثيل او انه داخل في معنى التمثيل ولا شك في بطلان ذلك و انه لو طردنا قولهم لنتج من هذا قول عظيم اذا كان الاشتراك في اي قدر يكون بين شيئين يقتضي المماثلة بينهما وهذا هو حقيقة قولهم نحن والله ما ظلمناهم هذا حقيقة قولهم حصول الاشتراك في شيء بين اثنين يجعلهما متماثلين لو كان ذلك كذلك للزم ان يكون الله سبحانه وتعالى مماثلا لكل شيء لم لانه اذا كان له ذات وكل شيء له ذات اذا حصل التماثل ولانه اذا كانت له حقيقة سبحانه وللاشياء حقيقة حصل التماثل لانه لابد من وجود قدر مشترك ولابد ولو لم يكن الا الوجود فاذا كان الله موجودا وكانت جميع الاشياء موجودة حصل التماثل لانكم تزعمون ان الاشتراك في هذا القدر المشترك ماذا تمثيل فيلزم من هذا لو طردنا قولكم لكان الله عز وجل ها مماثلا لجميع الاشياء فصارت الحجة التي ارادوا بها نفي التمثيل مقتضية حصول اقبح تمثيل انتبهتم لهذه تدبرها فانها نافعة اقول هذه الحجة التي ارادوا بها نفي التمثيل مقتضية لاثبات اقبح تمثيل اذا كان تمثيل صفات الله عز وجل بصفات انسان قبيحا وشيئا مذموما بل كفرا فكيف بان يمثل سبحانه او تمثل صفاته بكل شيء حسن وقبيح هل تمثيل اعظم من هذا التمثيل وهل كفر اعظم من هذا الكفر وعليه فاننا قد قلنا سابقا ان القوم قد فروا من التشبيه فوقعوا في التشبيه تذكرون؟ كررنا هذا كثيرا وقلنا انهم فروا من تشبيه الله عز وجل بالانسان او بالحيوان فوقعوا في تشبيهه بالناقصات او الجامدات او المعدومات او الممتنعات والان اقول او كل شيء وعليه فاتضح لنا ان هذا الذي قرروه باطل وغير صحيح ومبني على اساس باطل القوم داء التشبيه قد صار مرضا مزمنا في نفوسهم وما استطاعوا الانفكاك عنه ووقعوا في مغالطات عقلية كثيرة ومنها انهم جعلوا ان اه جعلوا الاشتراك في قدر مشترك هو مطلق قل لي كل لي لا وجود له الا في الاذان مقتضيا لماذا للتمثيل ويلزم عليه ما يلزم مما ذكرت لك بل من عجيب امرهم ان انهم وقعوا في مغالطة وشيء اه ممنوع وقبيح عند جميع العقلاء وهو ما يسمى في فن المناظرة المصادرة على المطلوب يسمى ماذا المصادرة على المطلوب بمعنى حقيقة قولهم هي الله عز وجل لا يتصف بالصفات لان الاتصاف بالصفات تجسيم لان الاتصاف بالصفات تجسيم واذا قلنا لهم ما التجسيم قالوا هو الاتصاف بالصفات التسليم هو الاتصاف بالصفات يعني ليس عندهم شيء يبينون به حقيقة التجسيم الا ان يقولوا ان التجسيم هو الاتصاف بالصفات بمعنى حقيقة قولهم هي انه يجب نفي الصفات عن الله لان قيامها بها لان قيامها به يقتضي قيامها به فهمتوا اعيد القوم يقولون يجب نفي الصفات عن الله عز وجل لان قيامها به يقتضي التجسيم ويقتضي التشبيه صحيح طيب وحينما نسألهم ما هو التسليم والتشبيه يقولون قيام الصفات به هذا هو التسليم والتشبيه. اذا دعونا نعيد الصياغة بطريقة صحيحة فنقول يجب نفي الصفات عن الله عز وجل لان قيامها به يقتضي قيامها به فصار الدليل او المقدمة هي نفس النتيجة وصارت النتيجة هي نفس المقدمة ولكنهم صاغوها يعني عبارة اخرى لاجل التلبيس وهذه مصادرة على المطلوب وبالتالي اتضح لنا بطلان قولهم وان حجتهم التي اسموها بالتسليم حجة اه باطلة وان الحق الذي لا شك فيه ان الله سبحانه وتعالى متصف بالصفات التي اخبر بها عن نفسه واخبر بها رسوله صلى الله عليه وسلم على ما يليق به سبحانه وتعالى لك صفات المخلوقين ليس كمثله شيء وهو السميع البصير نكتفي بهذا القدر وآآ اه نكمل ان شاء الله في الدرس القادم ما قرر المؤلف رحمه الله. والله تعالى اعلم وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه اجمعين