ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا. اما بعد فاعلم يا طالب العلم انك لن تصل الى شفاء علتك. ولا الى فلج اليقين. في العلم الذي تروم دراسته الا بان تغوص على دقائق معانيه. وان تسعى في الوصول الى زواياه والتسلل الى مكامنه معرفة اسراره وبهذا ينال الرسوخ في العلم. وهذا هو المطلب. لطالب العلم الذي يرجو ان ينتفع بالعلم وان ينفع الله عز وجل به غيره فيما طلب وهذا مع الاسف الشديد من اقل الاشياء في الناس كثير يطلب في العلم سطحه ومبادئه ويكتفي باخذ طرف من الموضوعات او العلوم ثم بعد ذلك يسم نفسه بانه من طلاب العلم وما هكذا يكون الرسوخ وما هكذا يكون التأصيل وهذا اذا كان مطلبا في كل وقت فانه في هذا الزمان مطلب مؤكد و المسلمون بحاجة اليك يا طالب العلم يا ايها الداعي الى الله عز وجل هم بحاجة اليك اذا كنت لا رسوخ وعمق وتأصيل اما البحث العام الحصول على الاطراف دون الرسوخ والغوص الى الدقائق فان هذا لا ينتفع به الناس كثيرا لا سيما مع لا سيما مع موجة التشكيك في كل شيء ديني في اصول الدين وفي فروعه اذا الوصية يا طالب العلم ان تستعين بالله عز وجل وان تصبر وان تكون ذا همة عالية وان تبحث وتدقق وابشر بالخير ستصل بتوفيق الله عز وجل واعانته فالله عز وجل شكور الله عز وجل اذا اقبل عبده اليه اقبل سبحانه عليه اياك ان تسيء الظن بالعلم وان تقول انك لن تصل فانك بهذا تحكم على مسيرتك العلمية بالفشل انما استعن بالله سبحانه وتعالى لا تقل قد ذهبت اربابه كل من سار على الدرب وصل المطلوب منك ثلاثة اشياء الاول ان تستعين بالله عز وجل وتسأله التوفيق وتلح في التضرع اليه سبحانه ان يبلغك مبلغ العلماء الراسخين العاملين الداعين الى الله على بصيرة الامر الثاني ان تجد وتجتهد في طلب العلم على طرائق اهل العلم ان تسلك مسلكهم وانت ام سبيلهم والامر الثالث ان تستصحب الهمة العالية ان يكون في نفسك رغبة في ان تحوز العلوم من جميع اطرافها وابشر بالخير ربك كريم سبحانه وتعالى و من اعطى غيرك من اهل العلم قادر سبحانه وتعالى على ان يعطيك خزائن الله عز وجل ملأى هذه وصية لك يا طالب العلم اذا غامرت في شرف مروم فلا تقنع بما دون النجوم وفقك الله واعانك ثم ننتقل بعد ذلك بعون الله عز وجل الى مدارسة الكتاب الذي نحن بصدد الاجتماع على مدارسته وهو الرسالة التدمرية للشيخ تقي الدين ابي العباس احمد ابن تيمية رحمه الله رحمة واسعة ونبدأ من حيث وقفنا ونسمع كلام الشيخ ونعلق عليه باذنه فنسمع كلام الشيخ ونعلق عليه بما يفتح الله عز وجل فتفظل يا شيخ عبد الله بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لشيخنا وانفعه وانفع به يا رب العالمين. قال شيخ الاسلام رحمه الله تعالى في الرسالة التدمرية فصل وافسد من ذلك ما يسلكه ونفاة الصفات او بعضها اذا ارادوا ان ينزهوه عما يجب تنزيهه عنه مما هو من اعظم الكفر. مثل ان يريدوا تنزيهه عن الحزن والبكاء ونحو ذلك ويريدون الرد على اليهود الذين يقولون انه بكى على الطوفان حتى رمد وعادته الملائكة. رمدا احسن الله اليكم. حتى رمد وعادته الملائكة. والذين يقولون بالهية بعض البشر وانه الله. نعم الحمد لله وبعد فلا يزال الكلام في القاعدة السادسة ولعلكم تذكرون ان موضوع هذه القاعدة هو البحث في الضابط الذي يعتمد عليه فيما يجوز او يجب او يمتنع اضافته الى الله سبحانه وتعالى. وقد افاض المؤلف رحمه الله في الصفحات السابقة على هذا الموضع في الكلام على مسلك المتكلمين الذي سلكوه في باب النفي وهو الاعتماد على مطلق التشبيه وجرى في ثنايا الكتاب في هذا الموضع وما قبله كلام عن موضوع التجسيم وها هنا تفريع على ما سبق يبين به المؤلف رحمه الله ان المسلك الذي سلكه هؤلاء المتكلمون في نفي الصفات عن الله سبحانه وتعالى وهو الاعتماد على نفي التجسيم انه مسلك لا يحصل المطلوب حتى في اوضح الامور واجلاها وهو نفي النقص عن الله سبحانه وتعالى ومعلوم عندك يا طالب العلم ان قاعدة المتكلمين في نفي الصفات الاعتماد على نفي التجسيم هذه القاعدة الاصيلة والركن الاساس الذي قام عليه مذهب المتكلمين في باب النفي النفي في الصفات فهم ينفون ما ينفون من صفات الله سبحانه وتعالى بدعوى ان اثباتها يستلزم التجسيم اذا نفي التجسيم يقتضي ماذا نفي تلك الصفات هذا المذهب او هذه القاعدة مبنية على شبه ثلاث وهذا كلام مكرر والمكرر احلى اعيده لاهمية تأصيل هذه المسألة حتى تفهم الاقوال من اصولها الاساس في نفيهم للصفات دعوة نفي التجسيم. لان اثبات الصفات التي نفوها يقتضي التجسيم والتسليم على الله عز وجل محال لان الاجسام متماثلة لان الاجسام متماثلة فيجوز على هذا الجسم ما يجوز على الجسم الاخر ويمتنع على هذا ما يمتنع على ذاك الى اخر ما ذكره المتكلمون. طيب اساس التجسيم او دليل التجسيم هذا الذي اعتمدوا عليه مبني على ثلاث شبه الشبهة الاولى شبهة حلول الحوادث الشبهة الثانية شبهة التركيب الشبهة الثالثة شبهة الاختصاص بمعنى يقولون اثبات الصفات يقتضي التجسيمة لان ذلك يقتضي وها هنا موضع اختلف فيه المتكلمون هل كل الصفات؟ او بعضها في تفصيل طويل بينهم وليس هذا موضع التفصيل وليس هذا موضع التفصيل. انما اريد ان اقول اثبات الصفات يقتضي حلول الحوادث وحلول الحوادث لا يكون الا في جسم اذا يجب نفي الصفات لان هذه الشبهة تقتضي حصول التجسيم في حق الله سبحانه وتعالى. اضافة الى انهم يقولون يعني في كل شبهة من هذه الشبه يثبتون التجسيم ويضيفون شيئا اخر في حلول الحوادث يقولون ان ان الحوادث لا تحل الا بحادث والله منزل منزه عن الحدوث. اذا اثبات الصفات من هذه الطريق اقتضت السين واقتضى الحدوث ثانيا شبهة التركيب يقولون اثبات الصفات والبحث ها هنا في الصفات الذاتية لله سبحانه وتعالى كالوجه واليدين الساق والقدم وما الى ذلك مما ثبت في الكتاب والسنة يقولون اثبات الصفات يقتضي التركيب اثبات الصفات يقتضي التركيب والتركيب لا يكون الا في جسم والله منزه عن الجسمية فيجب نفي الصفات اضافة الى هذا شيء اخر استفادوه من هذه الشبهة ان التركيب يقتضي الافتقار الى المركب كل مركب يفتقر الى مركبه يفتقر الى مركب ركبه والله منزه ها عن الافتقار والله منزه عن الافتقار. استفادوا شيئين من شبهة التركيب الشبهة الثالثة شبهة الاختصاص يقولون ان كل متصف بالصفات فمقل ومكثر في هذه الجملة ما هي هذه الصفات؟ هم هنا متفاوتون بين الموغل في التعطيل والمقتصد بالنسبة الى المويل المهم. يقولون ان المتصف بالصفات لا بد ان يكون مختص بقدر لابد ان يكون مختصا بقدر ولا يكون الاختصاص الا في الاجسام لا يكون الشيء مختصا الا وهو جسم والله منزه عنه ها الجسمية يجب نفي الصفات اذا وشيء اخر قالوا ان كل ان كل مختص محتاج الى من خصصه محتاج الى مخصص والله منزه عن الحاجة والافتقار فيجب اذا تنفيذ الصفات فهمنا الان اساس هذه الاقوال التي لاجلها ردوا ما ردوا من الصفات الاساس اساس البلاء هو ماذا دليل ما سموه دليلة نفي التجسيم على اي شيء يعتمد ذلك على ثلاث شبه هي شبه هي في نفسها شبه وادلة مستقلة وهي في نفس الوقت ادلة لماذا ادلة لشبهة التسين طيب هذا او هذه مقدمة اولى حتى نفهم ما نحن بصدده وما يؤكد ما فهمناه سابقا ثمة مقدمة ثانية وهي بدأ المؤلف رحمه الله كلامه في ان او بان المتكلمين يسلكون مسلكا خاطئا في نفي النقائص والافات عن الله سبحانه وتعالى سنتكلم عنه بعد قليل ان شاء الله لكن هذا لا بد ان يقدم عليه بمقدمة وهي ما ضابط النفي في باب الصفات وقبل ذلك شيء اهم وهو هل تجوز اضافة النقائص والافات لله سبحانه وتعالى الجواب لا قطعا فان الشرع والعقل والفطرة والاجماع قد قام قطعا ويقينا على وجوب نفي كل نقص وعيب عن الله سبحانه وتعالى هذا امر لا يشك فيه مسلم اليس كذلك؟ والمقام اوضح من ان يستدل عليه انا احتاج ان نقيم الادلة على ان الله منزه عن النقص وانه وانه متصف بكل كمال لا يناله ولا ينتابه ادنى نقص ان احتاج ان نستدل على هذا الجواب بتقول لي تأكيد؟ لا اذا هذه المقدمة الثانية. المقدمة الثالثة ما ضابط النفي عند اهل السنة والجماعة ما الذي قام الدليل ومضى عليه السلف فيما ينفى عن الله سبحانه وتعالى الجواب عن ذلك ان ضابط النفي عند اهل السنة يتلخص في امرين الاول ان ينفى عن الله عز وجل كل نقص وعيب وما لا يليق بكمال الله عز وجل والثاني كل ما ناق والثاني كل مشاركة لله عز وجل في كماله اذا ما ناقض الكمال وما شاركه في الكمال منفي عن الله كل نقص وعيب ينافي كمال الله منفي. منفي وكل مشاركة لله عز وجل في كماله منفية اذا هذا هو ضابط ماذا ما ينفى عن الله عز وجل. طيب دعونا الان في الامر الاول هذه النقائص المضادة المناقضة لكمال الله عز وجل كيف تعرف ما السبيل الى معرفتها هذه مقدمة ثالثة السبيل الى معرفتها امران الاول النص على النقص عفوا النص على نفي النقص عن الله سبحانه وتعالى. باب الصفات كما قد علمنا وهذا من اوائل ما بحثنا فيه باب توقيفي اثباتا ها ونفيا لا نثبت لله عز وجل الا ما ثبت في الكتاب والسنة. وايضا لا ننفي الا ما نفي في الكتاب والسنة. وهذا واضح. طيب هذا الباب التوقيفي وهو باب النفي في الصفات نعرف به او نعرف من خلاله ما ينفى عن الله عز وجل باحد طريق او باحدى طريقتين. الاولى ان يكون ثمة نص على نقص ينزه الله عز وجل عنه. كما جاء النص على نفي السنة والنوم واللعب واللغوب الى اخر ما هنالك الامر الثاني او الطريقة او الطريق الثانية ان ينفى عن الله عز وجل كل ما ضاد صفة كمال وهذا هل يقال انه طريق توقيفية او هل يقال انها طريق توقيفية اجيبوا نعم نعم لاننا لما ثبت عندنا الكمال والكمال صفة ثبوتية بالتوقيف كان كل ما ضاد هذه الصفة معلوما بالتوقيف واضح وهذا امر واضح لا يحتاج الى ايضاح اكثر اذا اذا نص على نقص ينزه الله عز وجل عنه وجب علينا ان ننفيه ثانيا اذا ثبت عندنا صفة كمال فكلما ضاد هذه الصفة ماذا وجب نفيه وجب نفيه لان الكمال والنقص لا يجتمعان في الشيء الواحد في المحل الواحد في الوقت الواحد. اليس كذلك؟ ضدان لا يجتمعان ومن هنا هل يضاف الى الله سبحانه وتعالى صفة الحزن او صفة البكاء الجواب لا باجماع المسلمين ما الدليل ان الحزن والبكاء وما الى هذه الصفات يناقض كمال الله عز وجل لان الله عز وجل له القوة الكاملة والقدرة التامة وهذا مناقض لماذا للحزن والبكاء فصارت الصفة الثبوتية دليلا على نفي هذه الصفات واضح اذا هذا هو ضابط اهل السنة والجماعة في هذا الباب وهذا ما سنعول عليه بعد قليل ان شاء الله. مقدمة رابعة المؤلف رحمه الله في هذا الموضع لا يناقش المتكلمين من جهة ان هذه النقائص التي اوردها كالبكاء آآ رمد العين الحزن والى اخر ذلك لا يناقش المتكلمين في كونهم لا ينفونه عن الله بل هم ينفونه ما اورده المؤلف رحمه الله من الحزن والبكاوى ما الى هذه الافات والنقائص هذا شيء اتفق اهل اتفق اهل السنة والمتكلمون على نفيه عن الله عز وجل. انما الخلاف بين الفريقين في الطريقة القوم اعتمدوا على مسلك وطريقة لا تؤدي الى المطلوب بل يلزمها لوازم تعود على مذهبهم بالنقض هذا الذي اراد المؤلف رحمه الله التنبيه عليه انتبهتم الى هذا؟ فالبحث اذا في ان هذه الطريقة التي يسلكونها لا تؤدي الى المطلوب. هم يقولون يجب وصف الله عز وجل بالكمال وينزه الله عز وجل عن كل نقص لكن الاشكال عندهم ان الطريقة التي يسلكونها في ذلك هي دليل التجسيم وهذا لا يؤدي الى المطلوب اضافة الى ان ثمة اشكالا كبيرا عندهم وهو انهم يدخلون في النقائص المنفية عن الله عز وجل ما هو من اعظم الكمال فهمنا هذا يعني كثير من صفات الله عز وجل التي هي صفاتك مال تنفى عن الله لانها عنده ماذا؟ نقص. نقص فعلو الله الذي هو من اعظم الكمال عندهم نقص استواؤه على العرش نقص ثبوت الوجه ثبوت اليدين المحبة الغضب الى اخر هذه الصفات منفية عندهم لانها تنقص فثمة اشكال في ضابط النقص عندهم ما الذي يدخل فيه؟ فينفى؟ وما الذي لا يدخل فيه فلا ينفى اضافة الى الطريقة والمؤلف رحمه الله سيسلك معهم اه المجادلة والمحاورة في هذا الموضوع وهو الطريقة التي يسلكها هؤلاء المتكلمون في نفي هذه النقائص عن الله سبحانه وتعالى التي هي فعلا نقائص والتي لا يجوز بحال اضافتها الى الله سبحانه وتعالى يقول المؤلف رحمه الله وافسدوا من ذلك ما يسلكه نفات الصفات او بعضها اذا ارادوا ان ينزهوه سبحانه عما يجب تنزيهه عنه مما هو اعظم الكفر ولا شك لا شك ان اضافة هذه النقائص الى الله سبحانه وتعالى من اعظم الكفر قال مثل ان يريدوا تنزيهه عن الحزن والبكاء ونحو ذلك ويريدون الرد على اليهود الذين يقولون انه بكى على الطوفان حتى رمد جل ربنا وعز الرمد هذا المرض الذي يصيب العين ويؤدي الى انتفاخها ينسبونه الى الله سبحانه وتعالى وعادته الملائكة والذين يقولون بالهية بعض البشر وانه الله لا يخفى عليكم يرعاكم الله ان اليهود هم ائمة باب التشبيه بل سادة مسلك اثبات النقص لله سبحانه وتعالى بل هذا شيء اضحى من طباعهم وكلامهم وكتبهم واسفارهم مليئة بذلك ويكفينا ما بين الله سبحانه وتعالى لنا من قولهم قبحهم الله يد الله مغلولة قلت ايديهم ولعنوا بما قالوا هذه الامة الغضبية الضالة اضافت الى الله عز وجل انواعا من النقائص وانظر وعافاك الله من ذلك في كتبهم واسفارهم وحدث ولا حرج اظافوا البكاء الى الله سبحانه وتعالى وذرف العيون تعال الله عن ذلك ذرف الدموع تعالى الله عن ذلك كما ذكر المؤلف رحمه الله وحكى عنهم هذا هذا مشهور عنهم وفي الجواب الصحيح نسب هذه المقالة الى غلاة مجسمة اليهود ونقل هذا القول من هو قبل شيخ الاسلام رحمه الله ومن اولئك الشهرستاني في الملل والنحل وغيرهم من اهل آآ التأليف في الملل والمقالات انهم يقولون انه لما صار الطوفان فان الله جل عن قولهم وافكهم انه بكى حتى رمدت عينه وعادته الملائكة وليس هذه او وليست هذه هي المرة الاولى فانه قد كرروا نسبة هذه الصفة الى الله عز وجل انظر في كتابهم الذي يزعمونه مقدسا الكتاب المقدس الذي في ايدي النصارى واليهود محتمل مشتمل على عهدين عهد قديم وعهد جديد العهد القديم التوراة التوراة القديمة ومشتملة على خمسة اسفار كما لا يخفاكم واسفار ملحقة بها وهي معدودة عندهم من التوراة ايضا. تعامل معاملات التوراة في واحد من هذه الاسفار المقدسة عندهم وهو سفر ارمي نسبة البكاء الى الله سبحانه وتعالى وانه يقول فيما يزعمون انني بكيت وذرفت الدموع لان قطيع الرب قد اسر تعالى الله عن قولهم علوا كبيرا وكتابهم التلمود الذي هو من شر الكتب على وجه الارض وهذا التلمود انما هو شروحات لحاخاماتهم على ما يسمونه التوراة الشفهية هناك ثورات مكتوبة هذه الاسفار وهناك ما يسمونه بالتوراة الشفهية التي اخذت مشافهة تلقاها موسى فيما يزعمون من الله عز وجل مباشرة. وليست هي هذه الصحف المكتوبة. وكلها تعامل معاملة التوراة وكلها مقدسة وهذا الكتاب مليء بنسبة النقائص الى الله سبحانه وتعالى ومن ذلك انهم نصوا في هذا الكتاب على ان الله يبكي ثلاثة ما كل يوم على ثلاثة اشياء تعالى الله عن ذلك يبكي على من يستطيع ان يقرأ او يدرس التوراة ولا يفعل ويبكي على من لا يستطيع ان يدرس التوراة ويدرسها ويبكوا ويبكي على قائد متسلط متغطرس وقس على هذا غيره ينسبون النوم والندم والحزن يقولون فيما يتداولون فيما بينهم في صلاتهم ومناجاتهم الى الله لله سبحانه وتعالى يقولون يا الهنا افق من رقدتك الى كم تنام نعوذ بالله ينتخونه حتى ينقذهم فيما يزعمون من الظلم هذه الامة الغضبية التي لعنها الله عز وجل بما قالت وبما فعلت جديرة والله بان تكون مما يستعاذ بالله عز وجل منه ويسأل سبحانه كرات ومرات ان يجنبنا طريقتهم وصراطهم اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين والنبي صلى الله عليه وسلم قال باصح اسناد المغضوب عليهم اليهود والضالون النصارى فكيف بعد ذلك تحب يا ايها المسلم من غضب الله عليه وجعله عدوا له لا تتخذوا عدوي وعدوكم اولياء تلقون اليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق هؤلاء الذين جمعوا الشرور من اطرافها سبوا الله عز وجل اعظم مسبة نسبوا له الولد. قالوا عزير ابن الله اشركوا مع الله عز وجل في الالوهية قتلوا الانبياء نسبوا اليهم كل المخازي عيسى عليه السلام النبي الكريم اللهم صل وسلم عليه يقولون انه كذاب ابن زانية وحاشاه صلى الله عليه وسلم ولوط يزني ببناته حاشاهم عليهم الصلاة والسلام الى غير ذلك مما يقولون وهم يعلمون انهم يعاندون الحق هذا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم نبينا محمد بن عبد الله الهاشمي القرشي صلى الله عليه وسلم يعلمون ورب السماء انه رسول من عند الله الذين اتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون ابناءهم لكنهم يعاندون الحق عن علم نعوذ بالله من حالهم اذا هذه مقالة هؤلاء مقالة شنيعة مقالة بغيضة نسبوا فيها النقص الى الله سبحانه وتعالى وقبل ان استرسل في كلام المؤلف رحمه الله احب ان اشير لك يا طالب العلم باشارة هذه الكتب المقدسة الاسفار التي يتدارسونها فيما بينهم ويزعمون ان الله يقف معهم اثناء مدارستها ويتدارس معهم فيها. كما نصوا على هذا في التلمود ويتناقشون مع الله ايضا بل ويردون عليه قوله هكذا يمصون في تلمودهم هذا المسلك نسبة النقائص الى الله عز وجل لو تأملت في كلام علمائهم الذين شرحوا والفوا وتكلموا كثيرا حول شروحات هذه الكتب لوجدت كثيرا منهم في مقام الردود والمناظرة مع المسلمين يسلكون مسلك المتكلمين الا وهو تأويل هذه النصوص الكفرية وحملها على المجاز والله انك لتقرأ في كلامهم وتظن انك تقرأ في بعظ كلامه المتكلمين المسلك نفسه وكانهم يقولون لم تعيبون علينا وفي اوساطكم يا معشر المسلمين من يسلكه مثل مسلكنا ارأيت خطورة مسلك التأويل والحمل على المجاس حتى اليهود الذين يسبون الله عز وجل والذي والله لو انصفوه لما وجدوا لكلامهم مساغا لكنهم مع ذلك يستدلون كما ان هؤلاء المتكلمون يسلكون المسلك نفسه وليس لكلامهم مساغ الف دليل او الفا دليل على علو الله عز وجل كلها مؤولة فما دون ذلك في العدد من باب اولى ان يكون مؤولا المقصود ان يعني اه كلامهم الباطل هذا اه يؤولونه ويحرفونه ويسوغونه ويدفعون عن انفسهم الشناعة من خلال دعواهم ماذا ان هذا كله محمول على مسلك التأويل وان هذه كلها مجازات مع اننا لو تنزلنا بصحة التأويل والقول بحمل هذه النصوص او عفوا والقول على والقول بصحة الحمل على المجاز فلا يمكن بحال ان تحمل هذه النصوص على المجاز بحال لا يمكن على كل حال المؤلف رحمه الله يريد ان يبين لنا ان هؤلاء المتكلمين اذا جاءوا الى مقالة او الى دفع مقالة هؤلاء اليهود الذين ينسبون النقص عن الله لله سبحانه وتعالى وهم مثال وغيرهم ايضا يقع في ذلك كم نسبت النصارى الى الله سبحانه وتعالى يعني من نقائص اشياء كثيرة واقعون في بحار التشبيه ونسبة النقص الى الله عز وجل حتى اذانهم هذا لا شك فيه ولا ريب لكن هذا مثال فقط يضربه المؤلف رحمه الله. فيقول فان كثيرا من الناس يحتج على هؤلاء بنفي التجسيم او التحيز ونحو ولذلك ويقولون يعني هؤلاء المتكلمون يريد هؤلاء المتكلمين يقولون لو اتصف بهذه النقائص والافات لكان جسما او متحيزا وذلك ممتنع يعني يقولون لو اتصف بهذه الافات لكان جسما والاجسام متماثلة فيجوز على بعضها ما يجوز على بعض ويمتنع على بعضها ما يجوز ما يمتنع على بعض وايضا الاجسام لا تخلو من الحوادث وما يحل او ما تحله الحوادث حادث والاجسام مركبة والمركب مفتقر والله منزه عن الافتقار والاجسام مختصة بقدر والمختص مفتقر الى مخصص والله منزه عن ذلك الى اخر ما يذكرون. اذا اذا جاؤوا الى نسبة النقص الى الله يقول اليهود الله يحزن ويندم ويبكي ويذرف الدموع. يقولون لا لا يجوز هذا لان اظافة هذه الصفات الى الله تقتضي التجسيم والتجسيم ممتنع عن الله رأيته ما الذي يسلكونه في دفع هذه النقائص عن الله؟ وينصون على هذا في كتبهم تنفي التجسيم هذه النقائص تقتضي ماذا؟ التجسيم. فاذا نفينا التجسيم نفينا هذه النقائص طيب المؤلف رحمه الله سيسرد اربعة اوجه في بيان خطأ هذا المسلك الذي سلكوه وانا اجمل لك هذه الاوجه بمسلك مختصر فاقول يرعاك الله ان هذا المسلك الذي سلكوا مسلك خاطئ ويدل على خطأه اربعة اوجه اولا ان هذا مسلك مخالف لاجماع السلف الصالح فلا يعرف عن احد منهم قط انه نفى الجسمية عن الله عز وجل او ناظر هؤلاء اليهود من خلال نفي الجسمية عن الله عز وجل وليس يخفى عليك يا طالب العلم ان كل نهج ومسلك مجانب لمسلك السلف الصالح السلف الصالح لا شك انه مسلك باطل الوجه الثاني ان الدليل الذي سلكه اغمض من المدلول الدليل الذي سلكه اغمض من المدلول والقاعدة عند الجدليين تنص على ان حق الدليل ان يكون اوضح من المدلول يقولون حق الدليل ان يكون اوضح من المدلول ليس من المسلك الرشيد ولا من فعل الحكماء والعقلاء انهم يوضحون الشيء بما هو اغمض واخفى منه الدليل يراد به الايضاح والاثبات اليس كذلك فهل نأتي الى شيء نريد ايضاحه بشيء هو اغمض منه اذا نحن ما صنعنا شيئا بل زدنا الامر غموضا مثال اذا جئت تريد ان تعرف شيئا بتعريف او بحد هل يصح في مسالك العقلاء دع العلماء ان يجعلوا الحد اغمض من المحدود ان يجعل الحد اغمض من المحدود او ان الحد ينبغي ان يكون اوضح من المحدود ان يكون المعرف اوضح وابين من المعرف هذا المعروف لكن القوم جاءوا الى الشيء الواضح وهو نفي الحزن والبكاء والنوم والتعب ووالى اخره عن الله عز وجل وهو الذي يعني تنفيه كل الفطر دعك عن العقول ودعك عن الادلة. كل المسلمين لو سمعوا هذه الافات مضافة الى الله عز وجل لقفت شعورهم ولا غلاء الدم في قلوبهم اليس كذلك غيرة على محارم الله عز وجل ان تنتهك يأتي هؤلاء الى هذا الشيء الواضح فينفونه من طريق صعبة وعرة فيقولون ننفيه بنفي الجسم ونفي الجسم يحتاج اولا الى مقدمات صعبة وغامضة ويستلزم لوازم باطلة فنأتي الى الشيء الواضح فنرده بهذا المسلك ليس من الحكمة ولا من العقل في شيء الامر الثالث ان هذا المسلك الذي سلكه مناف للعقل يرده العقل الدليل العقلي لو انصفوا لرد هذا المسلك الذي سلكوا ما وجه ذلك وجه ذلك ان يقال لكل من نفى هذه النقائص عن الله عز وجل انت ملزم فيما اثبت ولابد ان يكون مثبتا لشيء انت ملزم فيما اثبت من الصفات بالدليل نفسه الذي نفيت النقائص عن الله عز وجل به ما هو هذا الدليل اليس الجسمية نفي الجسمية عن الله؟ طيب انت ملزم في الصفات التي اثبتها بالدليل نفسه يعني اذا كان اثبات الحزن والدموع والبكاء او يقولون عض اصابعه فسالت الدماء على ندمه على الطوفان هكذا يقولون عليهم من الله ما يستحقون اذا كانت هذه تقتضي التسهيل فان القوم يثبتون السمع ويثبتون البصر ويثبتون العلم ويثبتون القدرة والحياة لله عز وجل. وهذا يلزمهم فيه القول بالتسليم وهم ها هنا بين جوابين اما الطرد او التناقض ماذا يا براء؟ اما الطرد او التناقض اما ان يطردوا مسلكهم فيقولون صحيح ونحن نتراجع عن ذلك فينفون كل الصفات عن الله عز وجل بدعوى دفع الجسمية عن الله فيقعون فيه التعطيل المحض ولا شك ان تعطيل الله عز وجل المحض مناف للعقل او يكونون متناقضين يثبتون الشيء وينفون مثله والتفريق بين المتماثلات قبيح في العقل اليس كذلك تفريق بين المتماثلات قبيح في العقل. اذا كانت هذه الصفات تقتضي الترسيم. فتلك الصفات التي تثبتونها تقتضي التسليم اذا قلتم نحن لا نعرف تلك الصفات الا وهي قائمة بجسم فاننا سنقول ويمكن لنا ان نقول ان هذه الصفات التي تثبتونها لا نعقلها الا في جسم فاذا اصروا على اثبات هذه ونفي تلك كانوا ماذا متناقضين والتناقض قبيح في العقل اذا صار قولهم مردودا بدليل العقل الدليل الرابع ان هذا المسلك الذي سلكه مخالف للنقل مخالف للنقل الادلة الشرعية بعيدة كل البعد عن هذا المسلك الذي سلكه ووالله لو كان خيرا لبينه لنا رسولنا صلى الله عليه وسلم مسلك النقل في نفي النقص عن الله عز وجل اما ان يكون بالنفي مع التذكير بكمال الله عز وجل اما ان يكون بماذا بالنفي مصحوبا بماذا بالتذكير بكمال الله تذكير الناس بما قامت عليه فطرتهم وهو كمال الله عز وجل ونفي النقص عنه تأمل قال تعالى وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت ايديهم ولعنوا بما قالوا هذا نفي ثم قال بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء ذكر العقول والفطرة بما هو مستقر فيها وهو كمال الله عز وجل وتارة يكتفى بالنفي اعتمادا على ان هذا هو المستقر في النفوس وهو الذي فطرت عليه البشر تبعي يا مشايخ اليهود لما قالوا ان الله عز وجل بعد خلق السماوات والارض تعب فاستراح تعالى الله عن قولهم رد الله عز وجل هذا الافك بما فيه ولقد خلقنا السماوات والارض وما بينهما في ستة ايام وما مسنا من لغوب انتهى الامر يكفي ان نعلم ان هذا نقص اذا هذا ماذا منفي عن الله عز وجل الفطر كلها قائمة على ذلك هل تجد يرعاك الله نبينا صلى الله عليه وسلم او احدا من الانبياء قبله حاج احدا من الطواغيت القادحين في الله عز وجل بمسلك الجسمية لا والله يكفيك من هذا كله ان تتأمل حديثا واحدا النبي صلى الله عليه وسلم لما بين لنا ان الاعور الدجال المسيح الدجال انه اعور يأتي الناس يدعي الربوبية اليس كذلك اخبر النبي صلى الله عليه وسلم بنقصه وانه اعور طيب ماذا قال النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك هل قال انه اعور والاعور جسم والله منزه عن الجسمية اجيبوا يا جماعة والله ما قال هذا انما قال النبي صلى الله عليه وسلم وان ربكم ليس باعوض انتهى الموضوع ارأيت النهج النبوي في نفي النقائص عن الله عز وجل ان يتفق مع نهج هؤلاء المتكلمين والله لا يتفق والله لن تجد كلمة واحدة عن الانبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام وامامهم وسيدهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم سلكوا هذا المسلك النمرود لما حاج ابراهيم عليه الصلاة والسلام فقال انا احيي واميت هل ترى الخليل عليه الصلاة والسلام؟ قال لا كلامك باطل لانك جسم هل قال هذا؟ ما قالها قال فان الله يأتي بالشمس من المشرق فاتي بها من المغرب واسألك مسلكهم اذا هذا المسلك الذي سلكه مخالف لماذا للنقل كما انه مخالف للعقل كما انه مخالف لمنهج السلف فلا واحد من الصحابة والتابعين واتباعهم او ائمة الهدى اهل القرون المفضلة سلك هذا المسلك ولا كلمة واحدة ينفون النقص عن الله عز وجل بنفي التسليم عن الله ناهيك عن ان هذا الدليل الذي استدلوا ماذا لو سلمنا بصحته لو سلمنا بصحته اغمض من المدلول وهذا ليس من شأن الحكماء ولا من شأن العقلاء والله اعلم نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وبسلوكه مثل هذه الطريق استظهر عليهم الملاحدة نفاة الاسماء والصفات. فان هذه الطريق لا يحصل بها المقصود. الحقيقة انهم استظهروا عليهم من جهتين الجهة الاولى انها غير موصلة لما ارادوا المسلك الذي سلكوا لا يشتمل على كما يقولون حجة برهانية ولذلك تجد ابا الوليد ابن رشد الفيلسوف في كتابه كشف مناهج الادلة يتهكم على المتكلمين في شأن هذه الطريقة التي سلكوها وهي نفس نفي الصفات التي تنفى عن الله عز وجل بدعوى التجسيم يقولون ما اتوا بطائل ولا بدليل برهاني واحد ما في اي حجة برهانية سلكوها فهي اولا غير موصلة وثانيا انه يلزمهم كما سيبين المؤلف رحمه الله لما سلكوا هذا المسلك استظهر عليهم قال لهم هؤلاء الغلاة في النفاة من الفلاسفة والباطنية والجهمية تعالوا هلموا الينا اذا كنتم ستسلكون هذا المسلك اذا يلزمكم ان تنفوا الصفات التي اثبتوها لله عز وجل اما ان تثبتوا الكل او تنفو الكل فهم استظهروا عليهم من هذه الجهات. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله فان هذه الطريقة لا يحصل بها المقصود لوجوه احدها ان وصف الله تعالى بهذه النقائص والافات اظهر فسادا في العقل والدين من نفي التحيز والتجسيم. فان هذا فيه من الاشتباه والنزاع والخفاء ما ليس في ذلك وكفر صاحب ذلك معلوم بالضرورة من دين الاسلام والدليل معرف للمدلول ومبين له فلا يجوز ان بل على الاظهر الابين بالاخفاء كما لا يفعل مثل ذلك في الحدود. نعم القاعدة لا يستدل بالاخفى على الاجلى ماذا يا علي لا يستدل بالاخفى على الاجلى كما انه لا يكون المعرف اغمض من المعرف هذا ليس من شأن العقلاء تستطيع ان تعالج المريضة بدواء عاجل قاطع فتستعمل دواء يحتاج الى مدة طويلة طرائق متعددة ومراتب متنوعة من العلاج هل يفعل هذا لا تأتيه بالشيء الواضح السهل القصير نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله الوجه الثاني ان هؤلاء الذين يصفونه بهذه الافات يمكنهم ان يقولوا نحن لا نقول بالتسليم والتحيز كما يقولون من يثبت الصفات وينفي التسليم فيصير نزاعهم مثل نزاع مثبتة صفات الكمال فيصير كلام من وصف الله بصفات الكمال وصفات النقص واحدة ويبقى رد النفاة على الطائفتين بطريق واحد وهذا في غاية الفساد. لا شك لكن لا يدرك ذلك الا اهل الانصاف لان هؤلاء السابين لله تعالى المضيفين النقص له يمكنه ان يقولوا اننا نثبت هذه الصفات لا على وجه التسليم واضح واهل السنة والجماعة قد قالوا في صفات الكمال اننا نثبتها لله عز وجل لا على ما تزعمون من لوازم التسليم الذي هو مماثلة الاجسام المخلوقة اليس كذلك والقوم سيسلكون في الرد المسلك نفسه فيا لله العجب ان يكون الرد على من يضيف النقص الى الله عز وجل هو هو الرد والمسلك الذي يرد به على من يثبت الكمال لله عز وجل. لكن لا يدرك ذلك الا المنصفون نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله الثالث ان هؤلاء ينفون صفات الكمال بمثل هذه الطريقة واتصافه بصفات الكمال واجب ثابت بالعقل والسمع فيكون ذلك دليلا على فساد هذه الطريقة. نعم. ان هؤلاء ينفون صفات الكمال بمثل هذه الطريقة المتكلمون الذين يسلكون دليل الجسمية آآ فيستدلون به على نفي النقص عن الله عز وجل هم اه يقول واتصافه بصفات الكمال واتصافه بصفات الكمال واجب ثابت بالعقل والسمع. فيكون ذلك دليلا على فساد هذه الطريقة هذه الطريقة نفي الجسمية عن الله عز وجل سلكوها ايضا في نفي صفات الكمال. وصفات الكمال ثابتة لله عز وجل قطعا اذا طريقتهم ماذا فاسدة اذا لا يصلح ان يستدل بها مطلقا واضح اعيد القوم بدليل نفي الجسمية ينفون صفات النقص هذا فعلوه طيب وهذا الدليل نفسه استدلوا به على نفي صفات الكمال اليس كذلك وعلمنا فيما مضى ان نفي صفات الكمال عن الله عز وجل باطل. وثبوت الكمال لله واجب اذا هذه الطريقة خاطئة وهذا الدليل باطل وبالتالي لا يصح الاستدلال به مطلقا لا يصح الاستدلال به مطلقا. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله الرابع ان سالكي هذه الطريقة متناقضون فكل من اثبت شيئا منهم الزمه الاخر بما ينفقه فيه من الاثبات كما ان كل من نفى شيئا منهم الزمه الاخر بما بما يوافقه فيه من النفع. فمثبتة الصفات كالحياة والعلم والقدرة والكلام والسمع والبصر اذا قالت لهم النفاة كالمعتزلة هذا تسيم لان هذه الصفات اعراض والعرض لا يقوم الا بالجسم فانا لا نعرف موصوفا بالصفات الا جسما. قال لهم المثبتة وانتم قد قلتم انه حي عليم قدير. وقلتم ليس بجسم وانتم لا تعلمون موجودا حيا عالما قادرا الا جسما. فقد اثبتتموه على خلاف ما علمتم فكذلك نحن. وقالوا لهم انتم اثبتم حيا عالما قادرا بلا حياة ولا علم ولا قدرة. وهذا تناقض يعلم بضرورة العقل ثم هؤلاء المثبتة اذا قالوا لمن اثبت انه يرضى ويغضب ويحب ويبغض. او او من وصفه بالاستواء والنزول والاتيان والمجيء او بالوجه واليد ونحو ذلك اذا قالوا هذا يقتضي التسليم لانا لا نعرف لانا لا نعرف ما يوصف بذلك الا ما هو جسم قالت لهم المثبتة فانتم قد وصفتموه وبالحياة والعلم والقدرة والسمع والبصر والكلام وهذا كهذا. فان كان هذا لا يوصف به الا الجسم فالاخر كذلك. وان امكن ان يوصف باحدهما ما ليس بجسم فالاخر كذلك فالتفريق بينهما تفريق بين المتماثلين. وهذا واظح لا شك فيه ومظى الكلام فيه عند الكلام عن القاعدة الاثيرة العظيمة القول في بعض الصفات كالقول في بعض وهذه حجة قاطعة لا حيلة للمتكلمين معها من وجه وليس لهم امامها الا الرجوع الى الحق او ان يكونوا متناقضين وليشهدوا على انفسهم بذلك هنا تجد ان المعتزلة يقولون لا نعرف موصوفا بالصفات الا جسما وهذه الكلمة نفسها يقول هؤلاء الاشاعرة حينما يناظرون اهل السنة اليس كذلك استوقفتني هذه الجملة حينما يجعلون معرفتهم عيارا على ما يثبت وعلى ما ينفى والسؤال انتم ماذا تعرفون انتم ماذا تعرفون من المخلوقات دعونا من الكلام في الخالق دعونا في المشاهد ولن نتكلم بعد عن الغيب دعونا عن المخلوقات التي تشتركون انتم واياها في الخلق دعونا عن الكلام في الخالق الذي ليس كمثله شيء الخالق لا يكون مثل مخلوقه هذا معلوم ببداهة العقل. دعونا في هذا الشيء الذي تزعمون نحن لا نعرف نحن لا نعقل نحن لا نعلم. هكذا كما يقولون بالفم المليان لا نعقل متصفا بالصفات الا وهو جسم يا عبد الله تواضع قليلا واعلم قدرك فوالله ما اوتيت من العلم الا قليلا. ماذا تعرف من هذا الكون سؤال وجهه لاحد هؤلاء اليوم ولا بأس ان نستدل بمثل هذه الشواهد في العلوم المعاصرة فالحكمة ضالة المؤمن اينما وجدها فهو احق بها. هناك علم من العلوم العصرية اسمه الفيزياء الفضائية الفيزياء الفضائية ينص علماء هذا العلم على ان الكون نسبة المعلوم منه للناس لا تتجاوز اربعة في المئة كم اربعة في المئة والباقي كم ستة وتسعون يقولون منقسمة بين شيء اسموه المادة المظلمة والثاني الطاقة المظلمة ماذا مادة مظلمة طاقة مظلمة يقولون ونحن لا نعلم عنهما شيئا البتة هذا يقولونه في هذا العصر مع وجود هذه المخترعات والمكتشفات والتكنولوجيا و المراصد والمختبرات وو الى اخره ها وليس في كلام المتكلمين قبل ست مئة وخمس مئة او اربع مئة سنة يتكلمون في هذا العصر يقولون نحن نجهل لا يتكلمون عن الخالق يتكلمون عن المخلوق كل ما نعلمه لا يتجاوز ماذا اربعة في المئة فقط هذا اللي وصلنا اليه علمه والباقي مجهول ثم تأتون بعد ذلك تتبجحون وتقولون الله لا يليق به كذا لاننا لا نعقل الا كذا وكذا ماذا تعقلون؟ ماذا علمتم حتى تجعلون علمكم عيارا على ما يضاف الى الله عز وجل او ينفع عنه اانتم اعلم ام الله الله يقول عن نفسه انه يحب. تقولون لا هذا لا يليق بك يا الله سبحان الله الله يقول عن نفسه انه يبغض وانتم تقولون لا يا الله هذا لا يليق بك. الله يقول عن نفسه انه استوى على العرش وانتم تقولون يا الله هذا ما يليق بك يجب ان ننفيه عنك اانتم اعلم ام الله وسبحان الله العظيم اذا هذه الدعوة لتكن منك على ذكر هي من اسس البلاء عندهم يذكرونها ويغالطون بها سريعا وربما لا تتنبه لها. ودائما تنبه يا طالب العلم الى شيء قف عند مقدمات الادلة الباطلة للمتكلمين. قف عند المقدمات ولا تتجاوزها سريعا فانك بتوفيق الله عز وجل تستطيع نقض الدليل الباطل من خلال الوقوف مع مقدماته فقط ما تحتاج حتى الوصول الى المناقشة المناقشة في النتائج المقدمات تكفي لا لا يغالطك المبتدع بمقدمة ان سلمتها تسلط عليك طيب يقول المؤلف رحمه الله ان المثبتة سوف يقولون اذا كان اثبات ان الله يرضى ويغضب ويحب ويبغض ويستوي وينزل الى اخره. يقتضي التجسيم فتعالوا الينا دعونا نجتمع نحن واياكم على كلمة سواء ونتأمل ونتفكر بانصاف انتم تثبتون لله عز وجل صفات المعاني السبع اليس كذلك له الحياة والكلام والبصر سمع ارادة وعلم واقتدر وهذه على منطقكم ومسلككم تقتضي التسليم وكل جواب تجيبون به عن ايرادنا هو جوابنا عليكم في ايرادكم لانهم مباشرة نحن نعرف ماذا سيقولون سيقولون لا نحن نثبت لله عز وجل سمعا ها لا كسمع المخلوق ولا يقتضي التجسيم وهكذا في البصر والحياة القدرة الى اخره ونحن سنقول والله نحن احرص منكم على نفي التمثيل عن الله لاننا نقول انه يحب لا كمحبة المخلوق ويستوي على العرش لا كاستواء المخلوق وهن مجرة واضح يا اخوة لكن هذا الالزام الزام مهم الذي اورده المؤلف رحمه الله انتم سلكتم مسلكا ملزمون به وبعض عقلائهم وكبرائهم وقف هنا فعلا الرازي وهو الامام المقدم في المذهب عندهم وقف وقفة هنا في كتابه المحصل لما حكى المجادلة هو يحكيها اورد ما يتعلق بالوجه وان من كان له وجه اكمل ممن لا وجه له وذكر اشياء اخرى قال فان قلت ان اثبات هذه يقتضي التجسيم ان اثبات هذه يقتضي التجسيم قال اقول ولم قلت ان السمع والبصر لا يقتضي التسليم وسكت قال ولم قلت؟ وهو يعرف ان اصحابه يثبتون ماذا السمع والبصر بل يقولون انه من المعلوم بالضرورة من الدين اثبات السمع والبصر لله لكنهم وقعوا في ورطة كبيرة وكان الرازي شجاعا هنا قال ولم قلته ان السمع والبصر لا يقتضي التجسيم فعلا وما استطاع ان يجيب هذا مشكل لكان اثبات الوجه واليد يقتضي التشبيه فالسمع والبصر يقتضي التجسيم اذا كان هذا يقتضي التجسيم فهذا يقتضي التسليم اذا كان هذا يقتضي التشبيه هذا يقتضي التشبيه لماذا عجيب! تثبتون البصر لله وتأولون العين هذا تشبيه وتسيم وهذا ليس تشبيها وتستيما؟ اليس عجيبا؟ تثبتون السمع وتنفون اليد ليه بقى باي حجة فرقتم بينهم ان كان هذا تشبيها وتجسيما فهذا الاول الذي اثبتموه تشبهون وتجسيم نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ولهذا لما كان الرد على من وصف الله تعالى بالنقائص بهذه الطريق طريقا فاسدا لم يسلكه احد من السلف والائمة فلم ينطق احد منهم في حق الله تعالى بالجسم لا نفيا ولا اثباتا ولا بالجوهر والتحيز ونحو ذلك. لانها عبارات مجملة لا تحق حقا ولا تبطل باطلا. لا تحق لا تحق حقا ولا تبطل باطلا. ولهذا لم يذكر الله تعالى في كتابه فيما انكره على اليهود وغيرهم من الكفار ما هو من هذا النوع بل هو من الكلام المبتدع الذي انكره السلف والائمة. نعم كما سبق اسأل الله عز وجل ان يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح. امين الاخلاص في القول والعمل ان ربنا لسميع الدعاء وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه اجمعين