الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان اما بعد فقد اخرج البخاري رحمه الله في صحيحه تعليقا عن الامام ربيعة ابن ابي عبد الرحمن المدني شيخي الامام الامام مالك رحمه الله انه قال لا ينبغي لاحد عنده شيء من العلم ان يضيع نفسه لا ينبغي لاحد عنده شيء من العلم ان يضيع نفسه هذه وصية جليلة من امام جليل حرية ان ترعاها يا طالب العلم فما اكثر الذين تضيعون انفسهم ممن يسلكون او سلكوا طريق طلب العلم وتضييع النفس فيما يخص طالب العلم له اوجه من ذلك ان من كان له اهلية للطلب وعنده من الفهم والذكاء والمكنة ما يمكنه من الاشتغال به لكنه اهمل ولم يطلب العلم فانه قد ظيع نفسه فان من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين ومن اتاه الله عز وجل شيئا من العلم لكنه فرط في المراجعة والمذاكرة احياء هذا الذي حباه الله عز وجل به من العلم فانه يكون قظيع نفسه فان العلم اذا لم يراجع ولم يذاكر فانه يموت وطالب العلم الذي اتاه الله شيئا من العلم فلم ينشره ولم يبلغه ولم يدعوا الناس الى الخير الذي اتاه الله عز وجل اياه فانه قد ضيع نفسه فان العلم له حق ومن حقه نشره عند اهله عند المحتاجين اليه والناس اليوم احوج ما يكونون الى بيان الحق والى تأصيل العقيدة والى تعليم السنة وبيان ما يضادهما وطالب العلم الذي اتاه الله عز وجل شيئا من العلم فلم يعمل به اعتنى بالجمع واعتنى بمتابعة الدروس وحفظ المتون لكنه ما اعتنى بالعمل فانه يكون قد ظيع نفسه فان العلم انما يراد للعمل وطالب العلم الذي شدى شيئا من العلم لكنه لم يعظمه ولكنه لم يصنه فانه يكون قد ظيع نفسه العلم ينبغي اعزازه وينبغي صيانته ويوم غي تعظيمه ولو ان اهل العلم صانوه صانهم ولو عظموه في النفوس لعظم لا ينبغي ان يبتذل لاهل الدنيا يداريهم تجعله طالب العلم وسيلة لاقتناص ما بايديهم هذا تضييع للنفس على طالب العلم ان يعظم العلم وان يصونه وطالب العلم الذي فتح الله عز وجل له شيئا من ابوابه لكنه اشغل نفسه واغرقها في بحار الفتن والقيل والقال فانه يكون قد ظيع نفسه وطالب العلم الذي سلك طريقه لكنه اشغل نفسه من بعد فاصطادته الشبكة وصار اسيرا بما يسمونه وسائل التواصل حتى ضعف اهتمامه بالعلم وضاعت عليه ساعات عمره فانه يكون قد ظيع نفسه ينبغي عليك يا عبد الله ان ترابط على ثغور عقلك وثغور قلبك وثغور بصرك وسمعك وان تحافظ على وقتك وهكذا تبلغ الى ما تريد بتوفيق الله عز وجل فتكون عالما راسخا عاملا داعيا الى الله سبحانه وتعالى لا ينبغي لاحد عنده شيء من العلم ان يضيع نفسه والله عز وجل اعلم ثم نكمل بتوفيق الله عز وجل ما نحن بصدده من مدارسة الرسالة التدمرية للشيخ تقي الدين ابي العباس ابن تيمية رحمه الله ونتمم بعون الله عز وجل اليوم هذه القاعدة السادسة وما بقي فيها زيادة تفصيل وتفسير لما مضى بيانه في درس البارحة استعن بالله يا شيخ سعود الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لشيخنا ولوالديه وللمسلمين. قال شيخ الاسلام رحمه الله تعالى وقد تقدم ان ما ينفى عنه سبحانه وتعالى ينفى لتضمن النفي الاثبات اذ مجرد النفي لا مدح فيه ولا كمال فان المعدوم يوصف بالنفي والمعدوم لا يشبه لا يشبه الموجود وليس هذا مدحا له لان مشابهة الناقص في صفات النقص نقص مطلق كما ان مماثلة المخلوق في شيء من الصفات تمثيل وتشبيه ينزه عنه الرب تبارك وتعالى. نعم الحمد لله وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه. اما بعد فهذه الجملة عقب بها المؤلف رحمه الله على ما قرره في القطعة السابقة التي قرر فيها ان مسلك المتكلمين في باب الصفات الذي يقوم على النفي المحض الذي جله لا دليل عليه يقود بهم ويؤول بهم الى تشبيه الله سبحانه وتعالى اما بجامدات واما بمعدومات واما بممتنعات ثم يعقب المؤلف رحمه الله ببيان ان المسلك الحق الذي مضى عليه اهل السنة والجماعة وجر عليه السلف الصالح ان ما ينفى عن الله سبحانه وتعالى انما نفي لاثبات كمال ضده فالنفي مراد لغيره لا لذاته الاصل في معرفة الله سبحانه وتعالى الاثبات والنفي يراد لتكميل الاثبات فهو مراد لغيره لا لذاته فاذا نفى الله سبحانه وتعالى عن نفسه السنة والنوم فان ذلك دليل على كمال قيوميته واذا نفى عن نفسه الموت فلكمال حياته واذا نفى عن نفسه الظلم فلكمال عدله وهلم جرا اذا هذا اصل فارق بين اهل السنة والجماعة ومخالفيهم في باب النفي ثم بين ان اي تمثيل وتشويه بين الخالق والمخلوق يستلزم ولابد نسبة النقص الى الله سبحانه وتعالى فهذان امران متلازمان التشبيه الذي هو التشبيه التشبيه بالمعنى الذي اراده السلف الصالح لا على ما استعمله المتكلمون هذا شيء ملازم للنقص فكل تشبيه فانه نقص في حق الله سبحانه وتعالى ومعلوم بالنقل والعقل والفطرة والاجماع ان الله سبحانه وتعالى له الكمال المطلق فهو منزه عن كل نقص جل ربنا وعز. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله والنقص ضد الكمال وذلك مثل انه قد علم انه حي والموت ضد ذلك فهو منزه عنه وكذلك النوم والسنة ضد كمال الحياة فان النوم اخو الموت وكذلك اللغوب نقص في القدرة والقوة. والاكل والشرب والاكل والشرب انتظر اذا اذا تأملنا في هذه المنفيات عن الله سبحانه وتعالى مما ذكر المؤلف وذلك كالسنة والنوم والموت واللغوب الدليل على نفيها عن الله سبحانه وتعالى من وجهين لا من وجه واحد الوجه الاول التنصيص على نفيها اليس كذلك فالنوم والسنة منفية عن الله عز وجل نصا قال تعالى لا تأخذه سنة ولا نوم ويدل على نفيها وجه اخر وهو كون الله عز وجل الحي القيوم فثبوت اسم الحي القيوم وثبوت صفة الحياة وصفة القيومية لله عز وجل دليل ايضا على نفي السنة والنوم وقل مثل هذا في الموت المنفي عن الله عز وجل وقل مثل هذا في اللغوب واللغوب التعب والنصب ولقد خلقنا السماوات والارض وما بينهما في ستة ايام وما مسنا من لغوب فهذا التعب والنصب منفي عن الله عز وجل نصا في هذه الاية ومفي ايضا من وجه اخر وهو ثبوت كون الله عز وجل له القوة التامة والقدرة الكاملة وهذا ينافي هذا لان ثبوت الشيء يستلزم نفي ظده وهذه قاعدة عقلية مطردة نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله والاكل والشرب ونحو ذلك من الامور فيه افتقار الى موجود غيره كما ان الاستعانة بالغير والاعتضاد به ونحو ذلك يتضمن الافتقار اليه والاحتياج اليه وكل من يحتاج الى من يحمله او يعينه على قيام ذاته او او افعاله فهو مفتقر اليه ليس مستغنيا بنفسه فكيف من يأكل ويشرب والاكل والشارب اجوف؟ والمصمت الصمد اكمل من الاكل الشارب ولهذا كانت الملائكة صمدا لا تأكل ولا تشرب. كانت الملائكة يبدو صمدا لا تأكل ولا تشرب. ولهذا كانت احسن الله اليكم. ولهذا كانت الملائكة صمدا لا تأكل ولا تشرب وقد تقدم ان كل وقد تقدم ان كل كمال ثبت ثبت لمخلوق فالخالق اولى به وكل نقص تنزه عنه مخلوق فالخالق اولى بتنزيهه عن ذلك والسمع قد نفى ذلك في غير موضع كقوله الله الصمد والصمد والصمد الذي لا جوف له ولا يأكل ولا يشرب. وهذه الصورة هي نسب الرحمن وهي الاصل في هذا الباب وقال في حق المسيح وامه عليهما السلام ما المسيح ابن مريم الا رسول قد خلت من قبله الرسل وامه صديقة كانا يأكلان الطعام فجعل ذلك دليلا على نفي الالوهية فدل ذلك على تنزيهه عن ذلك بطريق الاولى والاحرى. نعم كذلك الاكل والشرب منفي عن الله او منفيان عن الله سبحانه وتعالى والمؤلف رحمه الله استدل على انتفائهما باربعة ادلة الدليل الاول ان الاكل والشرب افتقار وعليه فثبوت صفة الغنى لله سبحانه وتعالى ينفي ذلك الافتقار ضد للغنى وعليه فالله سبحانه وتعالى منزه عن الاكل والشرب وهذا ما بينه المؤلف رحمه الله بقوله فكيف من يأكل ويشرب فدل هذا على ان الاكل والشرب لا يكون الا عن حاجة الا عن افتقار والله عز وجل هو الغني عن كل ما سواه والامر الثاني كون الله سبحانه وتعالى صمدا قل هو الله احد الله الصمد والصمد مما جاء عن السلف فيه تفسيره انه الذي لا جوف له صمد مصمد يعني مصمت وهذا التفسير جاء عن ابن مسعود وابن عباس ومجاهد والحسن وغيرهم من السلف الصالح رحمة الله تعالى عليهم ولا شك ان ذلك كمال والله سبحانه وتعالى قد ثبت له الكمال وعليه الله عز وجل لا يأكل ولا يشرب كما انه لا يلد ولا يولد فلا يدخل فيه شيء ولا يخرج منه شيء تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا ولهذا كانت الملائكة صمدا. الملائكة لا شك انهم لا اجواف لهم ولذا لا يأكلون ولا يشربون وقد اخرج ابو الشيخ في العظمة عن يحيى ابن ابي كثير رحمه الله انه قال خلق الله الملائكة صمدا لا اجواف لهم ولا شك ان هذا اكمل المصمد اكمل من الاجوف ويدلك على هذا ان الامام مسلم رحمه الله في صحيحه قد اخرج عنه صلى الله عليه وسلم انه قال لما خلق الله ادم وصوره في الجنة تركه ما شاء الله ان يتركه فجاء ابليس فجعل يطيف به ثم انه قال انه قد خلق خلقا اجوف لا يتمالك خلق خلق خلقا اجوف لا يتمالك فدل هذا على ان الاجوف انقص من الصمد الذي لا جوف له فالله سبحانه وتعالى دل على انتفاء الاكل والشرب عنه صمديته اذا ثبوت صفة الصمدية لله عز وجل تنفي ثبوت هذه الصفة ينفي اكله وشربه تعالى الله عن ذلك الامر الثالث قاعدة الاولى في جانب التنزيه قاعدة الاولى في جانب التنزيه قياس الاولى ان كنتم تذكرون قلنا ان له جانبين ثمة جانب يتعلق بالاثبات وجانب يتعلق بالنفي اما في جانب الاثبات فقلنا ان هذه القاعدة هي ان كل كمال لا نقص فيه بوجه من الوجوه اتصف به المخلوق فالخالق اولى به لان معطي الكمال اولى بالكمال والجانب الاخر من القاعدة ان كل نقص تنزه عنه المخلوق فالخالق اولى بالتنزه عنه وهذا الذي اورده المؤلف رحمه الله اذا كان الله عز وجل قد خلق الملائكة بصفتك مال تناسبهم وهي كونهم لا اجواف لهم فهذا دليل على ان الجوف او ما فيه جوف ناقص بالنسبة للمصمد بالنسبة للمصمد فاذا كان هذا نقصا تنزه عنه الملائكة فالله عز وجل اولى ان يتنزه عنه هذا هو الدليل الثالث الذي اورده المؤلف رحمه الله والدليل الرابع ان الاكل والشرب ضد للربوبية والالوهية وهذا ما دل عليه قوله تعالى ما المسيح ابن مريم الا رسول قد خلت من قبله الرسل وامه صديقة كان يأكلان الطعام اذا من يأكل ويشرب لا يصلح ولا يليق به ان يكون ربا والها اذا هذه اربعة ادلة استدل بها المؤلف رحمه الله على ان الله عز وجل منزه عن الاكل والشرب وبهذا تعلم ما قرر المؤلف رحمه الله ان ادلة نفي ما لا يليق بالله سبحانه وتعالى عنه طرقه واسعة ولسنا بحاجة الى ذاك المسلك الخلفي الا وهو نفي التجسيم عن الله سبحانه وتعالى هذا الذي جعلته المتكلمة عمدتهم وهو اننا لا يمكن هكذا يزعمون لا يمكن ان ننفي هذه النقائص عن الله سبحانه وتعالى الا اذا نفينا الجسمية وانت تلحظ يرعاك الله ان هذه الاوجه وربما لو تأمل المتأمل لوجد غيرها ما احتاج فيها اهل السنة الى الى تلك الطريق اليس كذلك فالحمد لله تظافر وتوارد ادلة العقل والنقل على نفي كل نقص عن الله عز وجل كاف عن سلوك ذلك المسلك الذي اضعف الايمان واقل الشر فيه انه يحتوي على مجملات وعلى لبس حق بباطل ناهيك عما يترتب عليه من تسلط من تسلط المعطلة على باب الاثبات بذريعة نفي التجسيم فلسنا بحاجة الى هذا المسلك الذي سلكوه بحمد الله عز وجل اورد المؤلف رحمه الله كلمة ها هنا وهي قوله وهذه السورة هي نسب الرحمن اخذ هذا رحمه الله منا ما جاء في مسند احمد وسنن الترمذي وغيرهما من حديث ابي ابن كعب رضي الله عنه ان المشركين جاءوا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا انسب لنا ربك. انسب لنا ربك فانزل الله عز وجل قل هو الله احد الله الصمد ومعنى انسب يعني صف صف لنا ربك فقوله رحمه الله هي نسب الرحمن يعني هي صفة الرحمن ويؤيد هذا ما جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما بسند حسن كما قال الحافظ ابن حجر في الفتح من حديث ابن عباس رضي الله عنهما ان اليهود جاءوا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا صف لنا ربك فانزل سبحانه قل هو الله احد الله الصمد الى اخر السورة فهذا معنى قوله هي نسب الرحمن يعني هي صفة الرحمن نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله والكبد والطحال ونحو ذلك هي اعضاء الاكل والشرب الغني المنزه عن ذلك منزه عن الات ذلك. بخلاف اليد فانها فانها للعمل والفعل نعم مر بنا ان كنتم تذكرون في درس البارحة ان القاعدة هي ان اثبات الشيء نفي لضده ولما يستلزمه ضده وهذه القاعدة نحتاجها ها هنا فاذا كان الله عز وجل صمدا وهذا ينفي عن الله سبحانه وتعالى الاكل والشرب فان الكبد والطحال ايظا منفية عن الله عز وجل لانها ملزومة للاكل لانها ملزومة للاكل فان الكبد والطحال من الات الاكل يحتاج اليها في معالجة الطعام وبالتالي فان تلك الادلة التي دلت على نفي الاكل والشرب عن الله عز وجل تستلزم ايضا تنزيه الله سبحانه وتعالى عن الكبدي والطحال والامعاء وغير ذلك مما اورد المؤلف رحمه الله رحمة واسعة وانبهك هنا يا طالب العلم الى ان طريقة اهل السنة والجماعة في باب المنفي عن الله عز وجل هو انهم لا يبتدئون في تقرير ما ينفى عن الله عز وجل الا بذكر ما دل الدليل على نفيه اذا جاءوا يقعدون يقررون يؤلفون يعلمون صفات الله عز وجل فانهم يذكرون ما جاء النص على نفيه عن الله عز وجل فيقولون الله عز وجل لا يضل ولا ينسى والله عز وجل لا يظلم احدا والله عز وجل لا يموت ولا تأخذه سنة ولا نوم يقتصرون عند التقرير على ما نص عليه من الصفات المنفية ولا يبتدئون تقرير الاعتقاد بذكر هذه الامور التي نفيت لانها تستلزم ما لا يليق بالله عز وجل لا يبتدئون تقرير الاعتقاد فيقولون اعلموا ان الله لا كبد له والله لا طحال له والله لا امعاء له والله لا يبكي ولا يذرف الدموع الى غير ذلك هذا ليس من طريقة اهل السنة والجماعة اهل البدع هم الذين يفرعون هذه التفريعات الكثيرة مع ما فيها من الاجمال في النفي اما اهل السنة والجماعة فيجعلون الاصل في معرفة الله عز وجل هو الاثبات ويضيفون اليه ما جاء النص على نفيه لانه يدل على اثبات ايضا وانما يعرجون على مثل هذه المنفيات عند الحاجة يعرجون على هذا النفي ماذا عند الحاجة لابوه ابتلي المسلمون مشبه ممثل يزعم تشويه الله سبحانه وتعالى بخلقه فيضيف اليه عز وتعالى كل ما يضاف الى المخلوق او بعض ما يضاف الى المخلوق على جهة التمثيل هنا يحتاج اهل السنة والجماعة الى ماذا الى نفي ذلك في مقام المناظرة مثلا مع اليهود الذين ينسبون الى الله عز وجل الحزن والبكاء والندم وذرف الدموع وما الى ذلك هنا يحتاج اهل السنة والجماعة ماذا ان يدفعوا هذه الامور غير اللائقة بالله سبحانه وتعالى عنه اذا هذا الذي قرره المؤلف رحمه الله لا تجده هو فضلا عن غيره من ائمة السلف يستعملونه في مقامه التقرير انما هو في هذا الموضع يعلمك يا طالب العلم لاقتضاء المقام ذلك هذا الكتاب كتاب في تقرير الحق وذكر معاقد وقواعد الرد على المبطلين المخالفين فتحتاج الى مثل هذا التدقيق والى مثل هذا التفريع عرفنا اذا لا يأتين ات فيبتدئ فيقرر مثل هذا الكلام في تأصيل الاعتقاد ليس هذا من مسلك اهل السنة والجماعة انما يحتاج الى ذلك وتدعو المصلحة اليه في مقام فيسلك هذا المسلك اما في الابتداء فان هذا ليس من الادب مع الله عز وجل ان تبتدأ فتقول الله لا امعاء له والله لا معدة له. هذا شيء يتنافى مقام الادب مع الله عز وجل والقاعدة التي علمت ان الاصل الاجمال في النفي والتفصيل باستثناء التفصيل استثناء لاقتضاء الحاجة ذلك والا فالاكمل الاصل في الباب ان الاكمل في دفع النقص هو ماذا الاجمال في النفي الاجمال بالنفي والله عز وجل اعلم قال بخلاف اليد التي هي للعمل والفعل والله سبحانه وتعالى موصوف بالعمل والفعل اذ ذلك من صفات الكمال فمن يقدر ان يفعل اكمل ممن لا يقدر على الفعل لا يخفاك يا رعاك الله ان الاصل في الاثبات عند اهل السنة والجماعة او النفي انما هو الوحي والعقل تابع للنقل العقل تابع للنقل. العقل يؤيد العقل يعضد النقلة ولا يستقل عن النقل العقل يعضد النقل العقل يعضد النقل ولا يستقل عن النقل وعليه ثبوت اليد لله سبحانه وتعالى لولا ان الله عز وجل ولولا ان رسوله صلى الله عليه وسلم اخبرانا بان بانه سبحانه موصوف بها ما كان لنا سبيل الى اثباتها لكن لما ثبتت في النص فان العقل ارشد الى ان ثبوتها كمال لا نقص ان ثبوتها كمال لا نقص لما كان الله عز وجل متصفا بالفعل فان ثبوت اليد لله سبحانه وتعالى من الامر المقبول عقلا العقل يرشد الى ان هذا كمال ولذا يقول الله عز وجل مما عملت ايدينا مما عملت ايدينا فاليد المضافة الى الله سبحانه وتعالى ثبوتها له كمال واجب مستحق او مستحق له سبحانه وتعالى بخلاف تلك الصفات التي لا يليق ان يتصف الله سبحانه وتعالى بها لانها تستلزم نسبة ما يضاد صفات الكمال لله سبحانه وتعالى. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وهو سبحانه منزه عن الصاحبة والولد وعن الات ذلك واسبابه. وكذلك البكاء والحزن هو مستلزم للضعف والعجز. الذي ينزه والله عنه بخلاف الفرح والغضب فانه من صفات الكمال فكما يوصف بالقدرة دون العجز وبالعلم وبالعلم دون الجهل وبالحياة دون الموت وبالسمع دون الصمم وبالبصر دون العمى دون البكم فكذلك يوصف بالفرح دون الحزن وبالضحك دون البكاء ونحو ذلك. نعم. كذلك هنا في نسبة الصاحبة لله سبحانه وتعالى يجب تنزيل الله عز وجل عن ذلك هذا لا يليق به سبحانه وتعالى لا من جهة كونه متصفا بالغنى ولا من جهة كونه متصفا بالوحدانية اتخاذ الصاحبة يعني اتخاذ الزوجة هذا لا يكون الا عن حاجة والله هو الغني ثم المتخذ صاحبة لا يتخذها الا من جنسه اليس كذلك؟ الانسان يتخذ صاحبة من الانس لا من الشجر ولا من الحجر والله عز وجل هو الواحد الاحد الذي لا نظير له ولا كفؤ له اذا لا يمكن ان يكون لله عز وجل صاحبة قال سبحانه فيما بين في كتابه عن مقولة الجن للمؤمنين وانه تعالى جد ربنا ما اتخذه صاحبة ولا ولدا هذه الاية فهم منها بعض اهل العلم ان من الجن الكفار من كان ينسب الى الله سبحانه وتعالى الصاحبة فيزعم ان الله عز وجل اتخذ صاحبة كما يتخذ الناس ازواجا له فنزه الله سبحانه وتعالى عن ذلك اما الولد فان كثيرا من الانس ايظا قد نسبوه لله سبحانه وهذا من اعظم الافك والبهتان والله عز وجل قد بين في كتابه ان هذا من ابطل الباطل وقالوا اتخذ الرحمن ولدا لقد جئتم شيئا ادا يعني عظيما تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الارض وتخر الجبال هدا ان دعوا للرحمن ولدا وما ينبغي للرحمن ان يتخذ ولدا اتخاذ الولد لا يمكن ان يكون من الله سبحانه وتعالى لانه مضاد لكماله من اوجه عدة اتخاذ الولد يستلزم الضعف والله هو الغني اتخاذ الولد يستلزم الشركة مع الله عز وجل فالولد من جنس والده ويأخذ صفاته والله عز وجل هو الواحد الاحد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد واتخاذ الولد يتنافى مع قدرة الله سبحانه وتعالى لان الانسان يحتاج الى الايلاد لانه لا يخلق اما الله عز وجل فانه يخلق انى يكون له ولد ولم تكن له صاحبة وخلق كل شيء فما حاجته الى الايلاد تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا اذا هذا كله يدل على تنزيه الله سبحانه وتعالى عن الصاحبة والولد واذا كان منزها عن ذلك فان الة الايلاد الله عز وجل منزه عنها فالة الايلاد الله عز وجل منزه عنها وكذلك البكاء والحزن وهذا ما مر بنا سابقا لا شك ان ذلك مستلزم للضعف والعجز والله هو القدير القوي المتين سبحانه وتعالى وكذلك بالنسبة لما ذكر رحمه الله من الصمم والعمى والبكم وما الى ذلك فالله عز وجل منزه عنها متصف باضضادها من من الكمال من القوة والقدرة والكلام والبصر والسمع والضحك والفرح وما الى ذلك من صفات الكمال والله عز وجل اعلم. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وايضا فقد ثبت بالعقل ما اثبته السمع من انه سبحانه وتعالى لا كفؤ له ولا سمي له وليس كمثله شيء فلا يجوز ان تكون حقيقته كحقيقة شيء. لا يجوز. فلا يجوز ان تكون حقيقته كحقيقة شيء من المخلوقات. ولا حقيقة شيء من صفاته في حقيقة شيء من صفات المخلوقات ويعلم قطعا انه ليس من جنس المخلوقات لا الملائكة ولا السماوات ولا الكواكب ولا الهواء ولا الماء ولا الارض ولا الادميين ولا ابدانهم ولا انفسهم ولا غير ذلك بل يعلم ان حقيقته عن مماثلة شيء من الموجودات ابعد من سائر الحقائق. وان مماثلته لشيء منها ابعد عن ابعد من ومع ثلاثة ابعد من مماثلة من مماثلة حقيقة شيء من المخلوقات لحقيقة مخلوق اخر. لا شك في ذلك ولا ريب وهذه جملة جامعة تقرر لك الاصل في هذا الباب وهو ان من امحل المحالات ثبوت التماثل بين الخالق والمخلوق لا يوجد شيء ابعد استحالة من ثبوت مماثلة الخالق للمخلوق سبحانه وتعالى هذه كلمة نفيسة ينبغي ان تستصحب في هذا المقام بل يعلم ان حقيقته عن مماثلة شيء من من الموجودات ابعد من سائر الحقائق ليس ثمة شيء بعيد عن شيء اخر من البعد بين صفة الخالق وصفة المخلوق اعني من جهة المماثلة فالله عز وجل ليس من جنس شيء من المخلوقات البتة لا الملائكة ولا البشر ولا الجن ولا الكواكب ولا اي شيء على الاطلاق ليس كمثله شيء سبحانه وتعالى. هل تعلم له سم يا؟ ولم يكن له كفوا احد فلا تضربوا لله الانداد فلا تضربوا لله الامثال فلا تجعلوا لله اندادا فالله عز وجل متوحد متفرد في ذاته متفرد في صفاته متفرد في افعاله متفرد في عبوديته والوهيته سبحانه وتعالى. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله فان الحقيقتين اذا تماثلا جاز على كل واحدة ما يجوز على الاخرى فوجب لها ما وجب لها وامتنع عليها ما امتنع عليها فيلزم ان يجوز على الخالق القديم الواجب بنفسه ما يجوز على المحدث المخلوق من العدم والحاجة وان يثبت لهذا ما يثبت لذاك من الوجوب والغنى فيكون الشيء الواحد واجبا بنفسه غير واجب بنفسه موجودا معدوما وذلك جمع بين النقيضين وهذا مما يعلم به بطلان قول المشبهة الذين يقولون بصر كبصر ويد كيدي ونحو ذلك. تعالى الله قولهم علوا كبيرا. نعم. العقل ولا شك يدل دلالة قطعية على انتفاء المماثلة بين الخالق والمخلوق وهؤلاء المشبهة الحمد لله ان ابتلاء الامة بضلالهم وبدعتهم قليل لا شك ان فتنة التعطيل اعظم اه انتشارا من فتنة التمثيل. المقصود ان هؤلاء المشبهة الممثلة وهم شذاذ في الناس هؤلاء اتوا بمقولة يجزم العقل ببطلانها لو لم يرد دليل في القرآن والسنة البتة على امتناع مماثلة الخالق للمخلوق لكان العقل كافيا في اثبات هذا الامتناع لان قولهم يستلزم الجمع بين النقيضين واجتماع النقيضين محال عقلا لاننا نقول لهؤلاء الذين يقولون لله بصر كبصر المخلوق او يد كيد المخلوق ماذا تقول هل تثبت ان الله سبحانه وتعالى واجب الوجود بنفسه هل تقول انه الاول الذي لم يسبق بفناء وعدم فان قال ذلك واثبته فانه يقال اذا اثبت له صفة من صفات المخلوقين فان من المعلوم عقلا ان الشيء يثبت لنظيره مثل ما ثبت له من جهة الجواز من جهة الوجوب من جهة الامتناع ومعلوم ان المخلوق الذي شبهت الله عز وجل بصفته محدث موجود بعد ان لم يكن فهو ليس بقديم والله عز وجل قديم وصفة المحدث لا بد ان تكون محدثة لا يمكن ان تكون صفة قديمة قائمة بموصوف حادث هذا امر ممتنع عقلا المحدث انما يقوم به محدث المحدث لا يقوم الا بمحدث وعليه فاذا كان هذا المخلوق محدثا وصفته محدثة والله اتصف تعالى الله عن ذلك بهذه الصفة لوجب ان يكون حكم صفة الله عز وجل الحدوث وقلنا ان الحادث لا يقوم الا بحادث فتحصن لنا ان قول هؤلاء عاد الى ان الله عز وجل قديم محدث دل على ان الله قديم محدث معا وهذا جمع بين النقيضين لا يمكن لا يمكن ان يجتمع النقيضان ثبوت احد النقيضين يرفع الاخر ولابد اليس كذلك وعليه فالقوم قد اثبتوا لله سبحانه وتعالى اجتماع النقيضين وهذا ممتنع عقلا فاما ان يكون الله وان تكون صفاته قديمة واما ان يكون الله و اه صفاته محدثة تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وليس المقصود وليس المقصود هنا استيفاء ما يثبت له وما ينزه عنه واستيفاء طرق ذلك لان هذا مبسوط في غير هذا وانما المقصود هنا التنبيه على جوامع ذلك وطرقه. وما سكت عنه السمع نفيا واثباتا. ولم يكن في العقد ما يثبته ولا ينفي سكتنا عنه فلا نثبته ولا ولا ننفيه. فنثبت ما علمنا ثبوته. وننفي ما علمنا نفيه. ونسكت عما لا نعلم نفيه ولا اثبات والله سبحانه وتعالى اعلم. احسنت هذه الخلاصة مهمة بعد هذا اه التجوال الطويل في تقرير هذه القاعدة التي بينت ما الضابط الذي ينبغي ان يرجع اليه فيما يثبت لله عز وجل او ينفى وعلمنا ان المتكلمين سلكوا مسلك التجسيم ومسلك التشبيه فيما يضاف او ينفى عن الله عز وجل وعلمنا ان الحق الذي لا شك فيه ان الضابط هو الكمال او النقص فالكمال المطلق هو الذي يثبت لله عز وجل والنقص هو الذي ينزه الله عز وجل عنه اذا ثمة ضابط باطل وضابط صحيح الباطل هو ما عليه المعطلة والصحيح هو ما عليه اهل السنة والجماعة الخلاصة ان المؤلف رحمه الله يقول ان بسطة ما يثبت لله عز وجل وما ينزه عنه اه له محل اخر وموضع آآ غير هذا والمؤلف رحمه الله قد افاض في تفصيل هذه المسائل التي ترجع الى هذا في كتابه العجاب درء تعارض العقل والنقل و هذا الكتاب في كثير من مباحثه وانا ذكرت لك ذلك اه يكاد ان يكون تلخيصا مركزا لما بسطه الشيخ في درء التعارض وذكر المؤلف بعد ذلك قاعدة وهي ان ما سكت عنه السمع والسمع هو النقل يعني الكتاب والسنة ما سكت عنه السمع نفيا واثباتا ولم يكن في العقل ما يثبته ولا ينفيه سكتنا عنه فلا نثبته ولا ننفيه فنثبت ما علمنا ثبوته وننفي ما علمنا نفيه ونسكت عما لا نعلم نفيه ولا اثباته اذا الاقسام في هذا الباب ثلاثة ما علمنا ثبوته لله عز وجل وكل ما ثبت له فهو كمال بل اقصى غايات الكمال فانه ثابت له وما علمنا انتفاءه والله ينفى عنه وينزه عن كل نقص وعيب ومشابهة للمخلوقين فانه ماذا ينزه الله عز وجل عنه سواء كان آآ دليل الاثبات النص او دلالة اللزوم ان كنتم يذكرون قلنا ان المنفي عن الله عز وجل قد ينفى بدلالة نصية بدلالة مطابقة وقد ينفى بدلالة اللزوم وبحث هذا قد مضى والقسم الثالث ما لم يثبت ولا ينفى لا نعلم ثبوته ولا نعلم نفيه ما عندنا دليل لا على الثبوت ولا على النفي الواجب هنا ان يقر الانسان بعزه وما اوتيتم من العلم الا قليلا الانسان ناقص و عقله محدود وعلمه قليل وبالتالي فعليه ان يقر بعزه عن ادراك كل ما يتصف الله سبحانه وتعالى فهذا مما يجب وجوبا السكوت عنه وان يقال الله اعلم هذا الذي يذكر مما لا علم لنا بثبوته او نفيه الواجب ان نقول الله اعلم لا نثبته ولا نم فيه قل اانتم اعلم ام الله هنا مسألة وهي ان ما سكت عنه السمع نفيا واثباتا ولم يكن في العقل ما يثبته ولا ينفيه سكتنا عنه معلوم ان ما سكت عنه السمع نفيا واثباتا فاننا لا نثبته ولا ننفيه كما علمنا لذلك شيخ الاسلام لما ذكر القاعدة التي ذكرتها لك امس في المجلد السادس عشر ان ما لم يرد به الخبر ان علم انتفاؤه نفيناه والا سكتنا عنه هذه قاعدة واضحة لكن هل يفهم من هذه الجملة وهي ولم يكن في العقل ما يثبته ولا ينفيه ان العقل يمكن ان يثبت شيئا لله عز وجل بلا دليل من النقل او يمكن ان ينفي عن الله عز وجل شيئا بلا دليل من النقل لا يريد المؤلف ذلك والمؤلف من اكثر الناس تقريرا لقاعدة التوقيف في باب الاسماء والصفات فلا نثبت لله عز وجل الا ما اثبت لنفسه او اثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم ولا ننفي الا ما نفى عن نفسه او نفاه عنه رسوله صلى الله عليه وسلم فالامر كما قال الامام احمد لا نتجاوز القرآن والحديث لا نتجاوز القرآن والحديث فقاعدة التوقيف في باب الاسماء والصفات قاعدة اصيلة متفق عليها بين اهل السنة والجماعة اذا ماذا يريد المؤلف رحمه الله بهذه الجملة الذي يبدو والله تعالى اعلم انه يريد بما سكت السمع عنه انه ما جاء فيه التنصيص ما جاء فيه التنصيص ما جاء نص عنه لكن العقل يدرك لوازم ثبوت الصفة او لوازم نفيها عن الله عز وجل وبالتالي فاننا نثبت هذه اللوازم التي دل العقل على ثبوتها او ننفي هذه اللوازم التي دل النفي التي دل العقل على نفيها خذ مثلا دل النقل على ثبوت علو الله سبحانه وتعالى على خلقه. وانه فوق كل شيء سبحانه وتعالى هل هذا دليل ثبوت علوه دليل يسترشد به العقل الى اثبات ان الله عز وجل بائن من خلقه الجواب نعم هذا من لازم كونه عاليا ولذا تجد ان اهل السنة والجماعة آآ كتبهم طافحة باثبات ماذا ان الله بائن من خلقه مع انك لو فتشت في النصوص ما وجدت هذه الكلمة لا تجد التنصيص عليها في اية او حديث فيما اعلم اليس كذلك؟ لكن اهل السنة يخبرون عن الله عز وجل فيقولون انه بائن من خلقه كيف كان ذلك؟ الجواب ان هذا من لازم ان هذا من لازم الصفة الثابتة لله عز وجل التي ادركها العقل واضح فلوازم الصفات الثابتة قد يدركها العقل فاثباتها بالعقل لا حرج فيه مع اننا نقول ايضا ان العقل لم يكن مستقلا بالاثبات ها هنا العقل لم يكن مستقلا بالاثبات ها هنا بل العقل توارد مع النقل على هذا الاثبات لكن النقل ما جاء بماذا بالتنصيص لكنه جاء بدلالة اللزوم جاء بدلالة اللزوم. واضح اذا نفهم كلام المؤلف رحمه الله ان ما سكت عنه في النقل يريد سكت عن ماذا عن التنصيص وليس سكت عن دلالة اللزوم لا ليس الامر كذلك مثل هذا العقل قد يثبته هو العقل قد ينفيه خذ مثلا تجد ان اهل السنة والجماعة تطفح كتبهم واجماعهم قطعي بان القرآن كلام الله منزل غير مخلوق. نفي الخلق عن القرآن كونه غير مخلوق هذه الكلمة اجاءت بها اية اجاء بها حديث؟ لا اعلم في ذلك دليلا. لكن هذا نفي صحيح لم العقل استفاد من كون القرآن كلام الله وانه منزل منه سبحانه وتعالى. فهو تنزيل من الله عز وجل اذا كان تنزيلا من الله عز وجل اذا العقل يجزم بانه لا يمكن ان يكون مخلوقا فنفى العقل الخلق عن القرآن لان هذا من لوازم ثبوتي التنزيل للقرآن وكونه كلام الله عز وجل ومع ذلك نقول العقل اثبت ذلك مرادفا لماذا للدلالة اللزومية للنص لم ينفرد العقل باثبات ولا بنفي. واضح اذا نفهم كلام المؤلف رحمه الله على هذا الوجه وان العقل له محل وله مجال وله موضع في مباحث الصفات ولكنه موضع محدود موضع محدود هو في الرتبة الثانية هو في الرتبة الثانية لا يمكن ان يكون المقدم التقديم حق النص وهو تابع هو مؤتم وليس اماما وهذا ما سيبسطه المؤلف ان شاء الله. واسأل الله عز وجل لي ولكم الاعانة والتيسير في القاعدة السابعة بعون الله عز وجل. بقيت ايضا مسألة ثانية وهي قوله ولم يكن في العقل ما يثبته ولا ينفيه سكتنا عنه فلا نثبته ولا ننافيه السكوت ها هنا فيه تفصيل السكوت ها هنا فيه تفصيل فهو ينقسم الى قسمين الاول سكوت مطلق سكوت مطلق لا يزيدون على ان يسكتوا فيقولوا الله اعلم فيقولون الله اعلم وذلك كما مثلت له فيما مضى هل نقول ان الله عز وجل متصف بالاذن فيسمع باذنه يسمع بالة نقول هذا مما يجب السكوت عنه فالله اعلم ما عندنا دليل ها على الاثبات وليس عندنا دليل على النفي ولا يجوز ان نقول على الله بغير علم القسم الثاني سكوت عن التقرير مع استفصال في المناظرة سكوت عن التقرير لا نثبت ولا ننفي في مقام التقرير لكن في مقام المناظرة قد نسلك مسلك ماذا الاستفصال مثال ذلك اذا ناظرنا المتكلمين الذين يقولون الله ليس بجسم الله ليس بجسم وانت خبير بما تحت هذه الكلمة من الاجمال وما تحتها من الاحتمال وهذا شيء مر بنا الكلام عنه مفصلة نحن في مقام التقرير ماذا ليش يا جماعة نسكت فلا نثبت ولا ننفي ولا نأتي ونؤلف في كتب الاعتقاد فنقول الله جسم او الله ليس بجسم لا نأتي في الدروس نعلم الناس اعتقدوا ان الله جسم اعتقدوا ان الله ليس بجسم هذا مما يسكت عنه لكن اذا ابتلينا بمناظرة او مناقشة لهؤلاء فاننا مع سكوتنا عن التقرير نستفصل نستفسر في مقام المناظرة فنقبل الحق من المعنى بلفظه الشرعي نقبل المعنى الحق بلفظه الشرعي ونرد ها المعنى الباطل ونسكت بكل حال عن اللفظ اللفظ لا نتعرض له لا باثبات ولا بنفي. مهما اراد المتكلم بهذا اللفظ لا نتعرض له دائما نسلط بحثنا ومن ثم قبولنا او ردنا على المعنى فنقول يا هذا ماذا تريد بقولك ان الله ليس بجسم فان ابدى كلاما حقا فالحق مقبول مما جاء مقبول ممن جاء به مهما كان وعليه فاننا نقول هذا المعنى الحق مقبول ودل عليه كذا وكذا من النصوص نقبله بلفظه المعنى الحق نقبله بلفظه الشرعي وان ابدى معنى باطلا فاننا نرد هذا المعنى الباطل ولا نقبله وندلل على ذلك ومع ذلك لا نتعرض لهذا اللفظ المجمل اذا قوله سكتنا عنه هذا كله في مقام ماذا التقرير لكن قد نحتاجه مع السكوت في بعض الاحوال تقتضي المصلحة ماذا مسلكا اخر وهو الاستفسار والاستفسار وفي هذا القدر كفاية والله عز وجل اعلم وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه اجمعين