ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا اما بعد فاعلم يا طالب العلم ان من اسباب ضبطه تقييده العلم كنز عظيم ولا ينبغي لمن حازه ان يفرط فيه فلينبغي ان يعض عليه بنواجذه وان يعقد عليه بخناصره وان يهتم به غاية الاهتمام ومما ينسب الى الشافعي رحمه الله العلم صيد والكتابة قيده قيد صيودك بالحبال الواثقة فمن الحماقة ان تصيد غزالة وتتركها بين الخلائق طالقة اذا مرت بك الفائدة العلمية النافعة في درس حضرته او محاضرة سمعتها او كتاب قرأته او فائدة سمعتها من اخيك فاحرص مباشرة على تقييدها واحسن تقييدها فكم فاتت الفوائد وكم ضاع من العلم بسبب الاعتماد على الذاكرة والذاكرة خوانة تخون صاحبها او قد تخون صاحبها عند حاجته اليها حسرة واي حسرة ان يفوت علم قد حازه الانسان بسبب تساهله وعدم حزمه في تقييد ما استفاد يا طالب العلم اذا سمعته من الثقة فاكتبوا محطاتا ولو بخنجر في حدقة فرب علم فات من ضيعه ان يلحقه فرب علم فات من ضيعه ان يلحقه احد طلبة العلم يقول وقفت على فائدة نفيسة لكنني تساهلت وفرطت في تقييدها وها انا ابحث عنها منذ ما يزيد عن ما يزيد عن عشرين سنة ولم اقف عليها حتى الان والسبب هذا التساهل والتفريط في تقييد العلم اذا وصيتي لك يا طالب العلم ان تحرص اشد الحرص على ان تقيد ما تفيده من العلم مباشرة دون تساهل اذا قرأت في كتاب فقيد فوائده على غلافه اذا حظرت درسا فاكتب ما سمعت من فوائده اذا سمعت في اذاعة او قرأت في رسالة او اطلعت في الشبكة على فائدة اخرج كناشك وقيدها مباشرة لابد للطالب منك ناشي يكتب فيها راكبا او ماشي لابد ان تكون حازما في هذا الامر وهذا من اسباب ضبط العلم وفقك الله واعانك وسدد خطاك ثم نعود الى ما نحن بصدده من مذاكرة هذه الرسالة النافعة وهي الرسالة التدمرية لشيخ الاسلام ابن تيمية وقد يسر الله سبحانه وتعالى الانتهاء من مذاكرة القاعدة السادسة في درس البارحة ونستعين بالله سبحانه وتعالى على مذاكرة القاعدة السابعة فاليوم والله الموفق تفضل يا شيخ عبد الله. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لشيخنا وانفعه وانفع به يا رب العالمين. قال شيخ الاسلام رحمه الله تعالى في رسالة التدميرية القاعدة السابعة ان يقال ان كثيرا مما دل عليه السمع يعلم بالعقل ايضا. والقرآن يبين ما يستدل به العقل ويرشد اليه وينبه عليه. كما ذكر الله ذلك في غير موضع فانه سبحانه وتعالى بين من الايات الدالة عليه وعلى وحدانيته وقدرته وعلمه وغير ذلك ما ارشد العباد اليه ودلهم عليه كما بين ايضا ما دل على نبوة انبيائه وما دل على المعاد وامكانه. احسنت الحمد لله وصلى الله على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه. اما بعد فهذه القاعدة السابعة خاتمة القواعد التي وعد شيخ الاسلام رحمه الله في مطلع هذه الرسالة بإيرادها لتبيين المذهب الحق في هذه المسائل التي تنازع الناس فيها وهي مسائل الاسماء والصفات هذه القاعدة آآ دار حولها بحث وذلك ان الامر كما ذكر المحقق وفقه الله ان هذه القاعدة ان منفرد بايرادها مخطوطة واحدة مما وقف عليه المؤلف مما وقف عليه المحقق من هذه الرسالة وكلامه سديد وقد رجعت الى نسختين مخطوطتين لم يرجع اليهما المحقق النسخة التركية نسخة باشا ونسخة برنستون ايضا كانت خالية من هذه القاعدة السابعة وهذا الامر محير القاعدة لا يشك من له خبرة بكلام شيخ الاسلام انها من كلامه هذا التقرير وهذا الاسلوب وهذه الجمل من كلام شيخ الاسلام رحمه الله وهذا مما لا اشك فيه لا سيما وان المباحث التي تعرض لها ها هنا قد تناولها في مواضع اخرى من كتبه فهل هي قطعة الحقت بالكتاب من كتاب اخر لشيخ الاسلام يعني اجتهد بعض طلابه او اه غيرهم فاستل من احد مصنفات الشيخ هذا الموضع لمناسبة رآها بهذه القواعد تجعلها القاعدة السابعة هذا فيه احتمال وان كنت قد اجتهدت كثيرا اه البحث في كتب شيخ الاسلام لعلي اجد الموضع الذي يحتمل ان يكون آآ ما هنا مأخوذا منه لكنني ما اهتديت الى شيء ولا يخفاكم ان كثيرا من مؤلفات شيخ الاسلام رحمه الله لم تصلنا مع الاسف الشديد ويحتمل ان شيخ الاسلام رحمه الله قد الحق هذه القاعدة الكتاب وجعلها خاتمة القواعد متأخرا ولا يخفاك ان المؤلف يعود الى ما كتب فينظر فيه فيزيد وينقص ويعدل ولعل النسخة التي اشتهرت وانتشرت بوقته اه ما تظمنت هذه القاعدة ولذلك انفردت بها نسخة من نسخ الكتاب التي اطلعنا عليها مهما يكن من شيء فسواء اه كانت هذه القاعدة من ضمن التدميرية او انها ليست من التدميرية فالمقطوع بها به انها من كلام شيخ الاسلام وحتى على تسليم انها ليست من كلام شيخ الاسلام فما تظمنته حق والحق مقبول ممن جاء به حتى لو كان الذي كتب هذا الكلام شخصا مجهولا نحن ما قبلنا ما سبق وغيره من كلام شيخ الاسلام لانه كلام شيخ الاسلام انما لانه موافق للحق لما عرض على الكتاب والسنة وجد انه موافق للكتاب والسنة فكان مقبولا وهذا شأن هذه القاعدة على اي حال كانت عليه هذه القاعدة يقرر فيها شيخ الاسلام رحمه الله منهج اهل السنة والجماعة في الجمع بين العقل والنقل ثم يعرض امثلة للمنهج المخالف له مما مضى عليه اهل الكلام على اختلاف اه نحلهم ومناهجهم ثم استطرد رحمه الله في مناقشة المتكلمين في مسألة عقلية ادعوا من خلالها نفي ما ثبت لله سبحانه وتعالى من الصفات التي توارد عليها دليلا العقل والنقل وهذا ما سيتكلم عنه المؤلف رحمه الله مما نقله من كلام الامدي في قدحه في دليل من ادلة الصفات النقلية العقلية وهذه فيها شيء من الدقة سنستعين بالله سبحانه وتعالى على تسهيل ما جاء فيها وان كان قد مضى اه الاشارة اليها من كلام شيخ الاسلام وفي الدروس السابقة لكن هذا الموضع اه كان اكثر تركيزا من غيره في بيان هذه المسألة وهي ايرادهم بمسألة العدم والملكة و اه كوني اه الصفات التي تضاف الى الله سبحانه وتعالى لو لم تضف اليه لكان نقصا ينزه الله عنه فهذا مما اوردوا عليه انها ليست من قبيل المتقابلات بالسلب والايجاب وانما من قبيل آآ المتقابلات بالعدم والملكة قدحوا في دليل عقلي صحيح بكلام لا طائل تحته وهذا سيتبين ان شاء الله تعالى في موضعه لكن قبل ان نسترسل في شرح ما اورد الشيخ رحمه الله يحسن ذكر مقدمة في بيان منزلة العقل عند اهل السنة والجماعة وهذا من الموضوعات المهمة التي ينبغي ضبطها فان هذه المسألة فارق مهم منهجي بين اهل السنة والجماعة والمخالفين لهم من جميع اطيافهم المسلك الوسط الذي سلكه اهل السنة والجماعة هو الحق الذي لا يجوز العدول عنه في هذه المسألة الكبرى كما سيتبين لك ان شاء الله يمكن تلخيصه منزلة العقل عند اهل السنة والجماعة في ستة ضوابط لكن قبلها يبين ما المراد بالعقل حينما نقول العقل والنقل توافق العقل والنقل او فرض تعارض العقل والنقل ما المراد بهذا العقل للناس كلام كثير في تفسير العقل وحده والتفصيل به يتضح المقام وينكشف الاشكال العقل كما دل على ذلك النص واستعمالات العلماء له اربعة معان ويعرف المراد منها في موضع معين بحسب السياق يراد بالعقل اولا الغريزة او الملكة التي جعلها الله سبحانه وتعالى في الانسان وبها بيدرك ويميز وهي التي يفرق بها بين الانسان والحيوان او بين العاقل والمجنون هذا عنده عقل وذاك عافاني الله واياكم فاقد للعقل فهذا هو المعنى الاول المعنى الثاني يطلق العقل ويراد به العلوم الضرورية التي يتفق عليها جميع الناس العلوم الضرورية التي يتفق عليها جميع الناس ولا ينكرها الا مباهت كاعتقاد او معرفة ان الواحدة نصف الاثنين وان الكل اكبر من الجزء وان الضدين لا يجتمعان وان النقيضين لا يجتمعان ولا يرتفعان وان كل حادث فلابد له من محدث وهلم جرا من هذه المسائل التي يتوارد عليها جميع الناس ويضطرون الى قبولها اضطرارا ولا تحتاج الى استدلال مثل هذه علوم تهجم على النفوس لا يمكن دفعها وبالتالي سميت علوما ضرورية قد يطلق العقل ويراد به هذا المعنى المعنى الثالث يطلق العقل ويراد به العلوم النظرية التي تشتمل على مقدمات ونتائج او اقيس ونظر وما شاكل ذلك فيقال العقل قد دل على كذا وكذا. والمراد هذه العلوم النظرية الامر الرابع قد يطلق العقل ويراد به العمل بالعلم يطلق العقل ويراد به العمل بالعلم وهذا من اطلاق ثمرة الشيء عليه لان ثمرة العقل وثمرة استعماله استعمالا صحيحا ان يعمل الانسان بالحق ان يعمل بعلمه النافع اليس كذلك وعلى هذا يتوجه او يوجه قوله تعالى وقالوا لو كنا نسمع او نعقل ما كنا باصحاب الجحيم هل المقصود انهم كانوا مجانين لا يعقلون انما المقصود انهم ما استفادوا من عقولهم ولا استجابوا للحق الذي ورد عليها وبالتالي نفوا عن انفسهم كونهم يعقلون اذا هذه هي المعاني الاربعة التي يرجع اليها معنى العقل وانت اذا تأملت وجدتها معان اه مختلفة لكنها مترابطة بينها رباط وثيق عودا على بدء معالم منهج اهل السنة والجماعة في التعامل مع العقل وفي انزاله منزلته عندهم ترجع كما ذكرت لك الى هذه الضوابط الستة الاتية ان شاء الله اولا يقرر اهل السنة والجماعة ان للعقل منزلة رفيعة ان للعقل منزلة رفيعة وهذا مستفاد من احتفاء الشرع بالعقل واهتمامه به وهذا بين ظاهر في ادلة كثيرة فكم تلك الادلة التي حثت على اعمال العقل وكل دليل دل على الامر بالتدبر والتذكر والتفكر دليل على اعمال العقل وكم تلك الادلة التي نعي فيها على هؤلاء الذين عطلوا عقولهم بين انهم قد اخطأوا السبيل بكونهم لا يعقلون ومن احتفاء الشرع بالعقل واهتمامه به ايضا كونه جعله مناط التكليف فان فاقده مرفوع آآ القلم مرفوع عنه القلم والنبي صلى الله عليه وسلم بين ذلك في قوله رفع القلم عن ثلاثة ومنهم وعن المجنون حتى يعقل وهذا حديث تلقاه اهل العلم بالقبول كما نص على هذا شيخ الاسلام رحمه الله ايضا من اهتمام الشرع بالعقل انه امر بالمحافظة عليه العقل في شريعتنا احد الضروريات الخمس التي اطبقت الشرائع على تعين المحافظة عليها وهي الدين والنفس والعقل والعرض والمال العقل واجب الحفاظ عليه هل تعلم ان من جنى على اخر فكان في جنايته اذهاب عقلي المجني عليه فانه تجب فيه الدية كاملة باتفاق اهل العلم لو ضرب انسان اخر فنتج عن ذلك ان فقد عقله فالواجب الدية كاملة حكمه حكم من لم ملوا ازهق عقله من لو ازهق روحه لان العقل تفقد كثير من قيمة الحياة بدونه تجد الشريعة قد نهت عن تغييبه وشددت تحريم ذلك فاستعمال كل ما يغيب العقل من الخمور مجرى مجراها من المخدرات كل ذلك دليل على اهمية العقل ورفعة شأنه من اجل ذلك ايضا تجد ان الشريعة تنهى عن كل ما يضعف العقل يجعله مهينا من اتباع الخرافات والتعلق بالاوهام من تعلق بتميمة وتبرك ممنوع واتباع للخرافات وما الى ذلك كل ذلك رجوع الى الاسفاف وترك لهذا العلو الذي جعل الله سبحانه وتعالى الانسان فيه وهو كونه يعقل ويدرك فكيف يرتكس الى هذا الهبوط المخالف للعقل هذا كله دليل على هذا الامر العظيم والمهم والقاعدة الاصيلة وهي ان العقل ذو شأن والناس في اه هذا المقام بين طرفي نقيط واهل السنة والجماعة وسط بينهما وهذا هو محل الضابط الثاني الضابط الثاني عند اهل السنة والجماعة هو اهل السنة والجماعة بشأن العقل وسط بين الافراط والتفريط اهل السنة والجماعة في العقل وسط بين الافراط والتفريط و بين الغلاة والجفاة تجد يرعاك الله ان من الناس ويظهر هذا جليا في اهل الكلام انهم يجعلون العقل هو المرجع وهو العمدة وهو المعول عليه هؤلاء غلاة رفعوا العقل فوق مقداره وانزلوه منزلة لا تليق به حتى ان ذلك ادى الى تعطيل العقل كما سيتبين لك ان شاء الله قابلهم اناس ما اقاموا للعقل وزنا او لا يزعمون انهم اصحاب احوال واصحاب اه وله واصحاب سكر يمتدحون الجنون والوله ويتعبدون بهذه الامور لله سبحانه وتعالى يتبعون الخرافات واهل الدجل ولا يحبون الرجوع الى العقل بل ربما تعمدوا مخالفة العقل وتصديقه كل ما خالف العقل وهؤلاء لا شك انهم ايظا مخطئون جفاة الاولون غلاة وهؤلاء جفاة واهل السنة والجماعة وسط بين الفريقين و الحق ان العقل لابد منه في الوصول الى الحق لا لا يمكن ان يهتدي الانسان الا اذا كان ذا عقل ولكن العقل لا يمكن ان يستقل بالايصال الى الصراط المستقيم هو مهم ولابد منه ولا يستغنى عنه ولكنه ليس مستقلا العقل بمنزلة بصر العين العقل للانسان بمنزلة بصر العين هل يمكن ان يشق الانسان طريقه وسط اه الطرق الملتوية و المعاطب والحفر وهو فاقد للبصر هو محتاج الى البصر حتى يمشي ويصل الى مبتغاه لكن هذا البصر ان لم يكن ثمة نور لم يعمل ولم يستفد منه لو كان الانسان آآ ذا بصر حاد عينه ستة على ستة كما يقال ولكنه في ظلام دامس ليس هناك بارقة ضوء ولو كان ذلك شيئا قليلا ظلام دامس هل يمكن ان يبصر طريقه اجيبوا لا هو محتاج الى ان يتصل بالبصر نور يهتدي به كذلك العقل ان لم يتصل به نور الوحي والايمان ما انتفع وما عمل وفقد وظيفته هذا مثال يبين لك الحق في هذا المقام العقل لا بد منه ولكنه لا يعمل ما لم لا يعمل ما لم يتصل به نور الوحي والايمان لابد من ذلك و لذلك كم من الناس من هو في غاية الذكاء والحذق ولكنه مع الاسف الشديد يتخبط في الضلال ويمشي بقدميه الى ما يؤدي به الى الهلكة وهو لا يشعر والسبب انه اعتمد على عقله دون ان يكون متبصرا بنور الحق دون ان يكون مهتديا بالوحي وبذلك لن ينتفع وجعلنا لهم سمعا وابصارا وافئدة فما اغنى عنهم سمعهم ولا ابصارهم ولا افئدتهم من شيء والسبب اذ كانوا يجحدون بايات الله كانوا بمنأى عن نور الوحي ولذلك ما انتفعوا بهذه الاسباب التي تؤدي الى الوصول الى الحق بشرط ان يهتدى بنور الوحي الضابط الثالث ان الدليل العقلية الصريح في المطالب الدينية قسيم الدليل السمعي الشرعي الدليل العقلي الصريح في المطالب الدينية قسيم الدليل السمعي الشرعي بمعنى اذا قلنا الدليل الشرعي فيخطئ من يظن انه انما يخص الدليل السمعي النقلي فحسب هذا قصور الصواب ان الدليل الشرعي يشمل الدليل السمعي والدليل العقلي الصريحة ايضا بمعنى ان المطالب الدينية قد يدل عليها دليل نقلي سمعي محض لا دليل على هذا الامر الا اية في القرآن او حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فهذا نقول دليله ماذا السمع وقد يدل عليه دليل العقل الصريح مع الشرع وهذا ايظا داخل تحت قولنا الدليل الشرعي. اذا الدليل الشرعي يعم الدليلين ما هما السمعي والعقلية الصريحة وهذا يدلك على ان اهل السنة والجماعة مهتمون بالعقل وليسوا كما يوسمون من اعدائهم انهم اهل غباء وتقليد ولا ولا يعيرون العقل اهتماما كيف يكون ذلك ما هذا الا محض الظلم اهل السنة والجماعة يدركون معنى قوله تعالى الله الذي انزل الكتاب بالحق والميزان وهذا الميزان هو العقل الصريح ولذا ما احسن ما قال ابن القيم رحمه الله تعالى في الصواعق الكتاب المنزل والعقل المدرك حجة الله على خلقه قال رحمه الله الكتاب المنزل والعقل المدرك حجة الله على خلقه اذا الدليل العقلي اذا كان صريحا وليس متوهما كم يتوهم الناس ادلة يزعمونها عقلية وهي ليست من المعقولات في شيء بل هي من المجهولات بل هي من المتوهمات اما اذا كان دليلا عقليا صريحا فان هذا يعتبر دليلا شرعيا وكونه دليلا شرعيا في مطالب الدين يرجع اما الى ان الشرع نص عليه او ارشد واشار اليه او اذن في الاستدلال به قولنا الدليل العقلي الصريح هو احد دليلي الشرع راجعون اما الى ان الشرع ايضا نص عليه فقد جمع بين كونه ماذا عقليا من جهة ان الدلالة دلالة عقلية وهو شرعي ايضا من جهة كونه منصوصا عليه في الشرع. والقرآن والسنة مليئان التنصيص على على ادلة عقلية صريحة ولكن الموفق هو الذي يحسن آآ الاستفادة من ذلك ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور عجيب حال بعض المتكلمين حينما تقرأ كلامه حينما آآ لا يقدرون كلام الله عز وجل حق قدره كلامهم مشعر بان القرآن يقرأ للبركة يستفاد منه رقة القلب وزكاة النفس لكن ان يكون مشتملا على دلائل عقلية كلامهم اما بصريحه او بلحنه مشعر بان القرآن في معزل او بمعزل عن ذلك وهذا من الفتنة التي وقع فيها هؤلاء حتى ما كادوا يبصرون والله المستعان اذا هو دليل شرعي لكون الشرع نص عليه او اشار اليه اشارة وارشد اليه ارشادا وان لم يكن قد نص عليه والحالة الثالثة ان يكون قد اذن بالاستدلال او اذن اه في الاستدلال به. وبالتالي اكتسب كونه دليلا شرعيا من هذه الجهة اذا تبين لك ذلك عرفت خطأ كثير من اهل البدع والكلام حينما يقسمون مباحث الاعتقاد الى مباحث يقولون عقلية والى مباحث يقولون سمعية يقولون هذا باب العقليات وهذا باب السمعيات وبالتالي تفهم من هذا ان باب العقليات عندهم المعول فيه على ماذا على العقل وبالتالي النقل والسمع لا محل له فيه الا على سبيل الاعتراض الا على سبيل الاعتضال يزعمون انه ان وافق العقل كان مقبولة لا بأس دليل دل في هذه المسائل من القرآن يوم السنة يوافق دليل العقل القطعي. هكذا يقولون لا حرج لا بأس ان نستدل به اما في غير هذه الحال فانه ماذا لا محل له ها هنا بالتالي فلا حاجة الى ايراده واذا الجئنا الامر سهل اوله او فوض ورم تنزيها المباحث المتعلقة بصفات الله سبحانه وتعالى المتعلقة بربوبية الله عز وجل المتعلقة بهذه المسائل كبرى وهذه المطالب الالهية هذه هي قولون مسائل ماذا مسائل عقلية هذه عقليات في مقابل ان هناك مسائل يسمونها سمعيات ما يتعلق بمسائل اليوم الاخر وما اليها يقولون هذه ماذا سمعية فحسب وبالتالي لا محل للعقل فيها والحق انهم مخطئون في الجانبين لان هذه المسائل التي سموها سمعية يمكن ان يدل العقل على جمل منها ليست خالية من العقل من كل وجه نعم التفاصيل لا يهتدي اليها العقل لكن الجمل وكبريات المسائل العقل يمكن ان يدركها ثبوت البعث والمعاد والجزاء هذا يدل عليه العقل كما يدل عليه السمع في مقابل ان المسائل التي سموها عقلية يدل عليها جميعا ان كانت على الحق والسداد يدل عليها جميعا النقل قبل ان يدل عليها العقل العقل بل العقل انما يدل على طائفة منها وجمل فيها ولا يهتدي الى التفصيل التفصيل حق الرسالة لا حق العقل كثير من هذه المسائل كثير من صفات الله سبحانه وتعالى نحن نسميها صفات خبرية لما لان دليلها مقصور على مقصور على السمع والعقل لم ينفيها غاية العقل وحسبه انه ماذا ما نفاها ولا عارضها وان كان عاجزا وحده عن اثباتها وان كان عاجزا وحده عن اثباتها اذا هذا ضابط المهم ينبغي التنبه له وهو يبين لك آآ الوسطية التي عليها اهل السنة والجماعة في هذا الباب ويؤكد لك ما ذكر في الضابط الذي قبله ان اهل السنة والجماعة يهتمون بالعقل لكنهم يتوسطون فلا يبالغون ولا يجحفون الضابط الرابع لا تعارض بين العقلي والنقل هكذا يقرر اهل السنة والجماعة لا تعارض بين العقل والنقل لقد دل استقراء الشريعة التام على انه من ابعد المحالات ان يكون ثمة تعارض بين نقل صحيح وعقل صريح هذا فرض فاسد من اصله محال ان يتعارض دليلان احدهما نقل صحيح والاخر عقر صريح هذا مستحيل لا يمكن و سبب ذلك ان العقل من خلق الله سبحانه وتعالى هو الذي خلقه واودعه في ابن ادم والنقل وحي من عند الله تنزيل منه القرآن كلام الله اذا لا يمكن ان يكون هناك تعارض بين ما اوحى الله عز وجل به وما خلقه الله سبحانه وتعالى لا يمكن البتة حصول تعارض بين عقل ونقل وهذه الجملة لابد فيها من تفصيل اولا ان يقال لا يمكن ان يقع تعارض بين العقل والنقل هذه مقدمة مسلمة قطعية مهمة يجب ان تكون مستيقنة لا يمكن البتة ان يكون ثمة تعارض بين عقل ونقل ثانيا يجب القطع بان كل شبهة زعمت عقلية عارضت الادلة النقلية انها مردودة بالنقل والعقل انتبه كل شبهة يزعم اصحابها انها دليل عقلي والواقع انها ابعد من ذلك يدل على بطلانها العقل كما يدل على بطلانها النقل العقل يدل على بطلان ما زعم انه عقل وهذا تحد عرضه اهل السنة والجماعة على جميع طوائف اهل البدع انه لا يمكن البتة ان يأتوا بشيء يقولون هذا دليل عقلي يعارض دليلا سمعيا لا يمكن البتة ان يكون كذلك ان يفرض هذا الفرض الا واهل السنة والجماعة على استعداد ان يبينوا ان هذا معارض للعقل تمام المعارضة فالعقل يدل على بطلان كل ما زعم انه معارض للنقل وهذا انما يدركه اهل الانصاف لاهل الهوى الامر الثالث تحت هذا الضابط ان كل ما يدعى من تعارض بين العقل والنقل فمرجعه الى واحد من ثلاثة امور كل ما يدعى من معارضة بين العقل والنقل فمرجعه الى واحد من ثلاثة امور اما عدم صحة النقل او عدم صحة العقل او عدم فهم النقل انتبه ما اكثر ما يقع الخطأ في هذا المقام بسبب عدم ملاحظة هذه الامور الثلاثة التعارض عقلا لا يكون الا بين شيئين ثابتين اليس كذلك اما ان يكون ثمة شيء ثابت ويقابله شيء غير ثابت؟ هل نقول انه حصل تعارض لا يكون هناك تعارض انما شيء ثابت وشيء ثابت قد يدعى ان بينهما تعارض اذا كثير من الدعاوى الباطلة بان هذا نقل انظروا هذا حديث يروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يمكن قبوله لا يمكن قبوله لمعارضته دليل العقل القاطع قد تقرأ هذا الكلام لبعض اهل البدع لكنك لو اعطيت هذا المقام حظه من النظر لوجدت ان هذا الدليل غير صحيح تفتش تنظر في الاسناد واذا بك تجد في الاسناد رجلا ضعيفا او كذابا اذا هذا ليس ليس بدليل اصلا حتى يقال انه عارضه عقل هذا ليس بدليل نقلي اصلا هذا واحد او ان يكون ما زعموا ليس دليلا عقليا اصلا هم توهموا شيئا شبهة ثم قالوا هذا دليل عقلي يقولون لا يمكن مثلا ان نثبت لله سبحانه وتعالى صفة كذا وكذا هذا يرده العقل الصريح قطعا ان يكون الله عز وجل يغضب او ان يكون الله عز وجل يضحك او ان يكون الله عز وجل يحب او يبغض يقولون هذا مردود وان كان جاء في النقل لكنه قد عارضه دليل العقل القاطع هذا لا يدخل العقل لما؟ لان يزعمون هذه صفات للمخلوقين والله عز وجل دل العقل على تنزهه عن ذلك هل ما ذكروا عند الانصاف دليل عقلي نقول لهؤلاء يا هؤلاء كلامكم صحيح وسنسلم به لو كان النقل قد قال ان الله تعالى يضحك كضحكه المخلوق او ان الله يحب كمحبة المخلوق لو كان هذا الذي جاء في النقل لصدقت ها هنا تعارض حقا دليل النقل ودليل العقل لكن هل هذا صحيح هل الذي يضاف الى الله عز وجل من هذه الصفات هو القدر الذي فيه تماثل مع المخلوق هل المضاف الى الله عز وجل ضحك كضحك المخلوق او ضحك او ضحك يليق بالله عز وجل لا يماثل المخلوقين وقل مثل هذا في المحبة والرضا وقل مثل هذا في البغض والغضب الى اخر ذلك اذا القوم توهموا شيئا على انه دليل عقلي على انه عقل والحق انه جهل ليس بعقل لا يقول احد من اهل الحق انما يضاف الى الله عز وجل صفات يماثل فيها المخلوقون يماثل فيها المخلوقين تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا. اذا الخلل جاء من جهة ماذا عدم صحة العقل الامر الثالث والاخير ان يكون الخلل من جهة عدم فهم النقل كعدم فهم النقل يفهم النص على غير وجهه ويحمل على غير ما اراده الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وبالتالي اه تعلو اصوات هؤلاء الضالين فيقولون ها هنا تعارض بين عقل ونقل فماذا نصنع اذا يجب ان نقدم العقل على النقل لا شك ان هذا غلط ناشئ من جهة انهم ما اعطوا النقل حظه من التأمل والنظر والحمل على المحمل الصحيح الذي مضى عليه السلف الصالح اذا تنبه يرعاك الله الى هذه اه الامور الثلاثة التي هي اسباب لما يزعم او يدعى انه تعارض بين عقل ونقل الامر الرابع لا نزال تحت هذا التفريع وهو انه لا تعارض بين عقل ونقل ذكرنا ثلاثة امور ما هي يجب القطع بانه لا تعارض بين العقل والنقل. اثنان كل شبهة زعم انها تعارض النقل فالعقل يردها كما ان النقل يردها الامر الثالث ما يدعى من تعارض بين العقل والنقل فمرجعه الى ثلاثة امور الامر الرابع عند توهم التعارض لاحظ انني اقول توهم التعارض وليس وقوع التعارض لان هذا فرض غير وارد اصلا. لكن قد يتوهم التعارض بعض العقول قد يحصل عندها اشكال فتتوهم التعارض عند توهم التعارض بين العقل والنقل والعجز عن ازالة هذا التعارض عند توهم التعارض بين العقل والنقل والعجز عن ازالة هذا التوهم فالواجب ان يقدم النقل وان يتهم العقل فالواجب ان يقدم النقل وان يتهم العقل وهذا صريح الايمان وزبدة الايمان وحقيقة الايمان من كان بالله مؤمنا حقا وبرسوله صلى الله عليه وسلم فواجب ان يجعل الوحي هو المقدم وهو المعصوم وكل ما سواه فانه مطرح تحت الاقدام اتبعوا ما انزل اليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه اولياء اذا استبانت سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا يجوز باجماع المسلمين ان تعارض باي شيء وان زعم عقلا او زعم عرفا او زعم سياسة او زعم آآ آآ مصالح او اي شيء من هذه الاشياء كل ذلك مردود ولا قيمة له وموضوع تحت الاقدام يجب ان يقدم النقل وان يتهم ما سواه وهذا اجماع بين اهل العلم والايمان الامر الخامس المتعلق بهذا الامر وهو امر مهم يجب التفريق بين ثبوت التعارض والعجز عن الادراك انتبه كثيرا ما يحصل الاشتباه والتداخل بين هاتين المسألتين والبصير من فرق بينهما يجب التفريق بين ثبوت التعارض و العجز عن الادراك العقل كما سيأتي شيء مهم ولابد منه ولكنه مع ذلك ضعيف وهذا لان الانسان في نفسه ضعيف وخلق الانسان ضعيفة اذا العقل عاجز عن ادراك كل شيء والحكم على كل شيء وبالتالي فانه قد يقف ولا يستطيع ان يمضي قدما في الفهم والادراك والتحليل والحكم اذا هذا عجز عن الادراك هذا شيء ودعوى التعارض او ثبوت التعارض بين عقل ونقل شيء اخر بمعنى قال اهل العلم الرسل عليهم الصلاة والسلام قد يأتون بمحارات العقول ولا يأتون بمحالات العقول هذه قاعدة مهمة انتبه لها الرسل عليهم الصلاة والسلام قد يأتون قد يأتي في كتبهم وفيما اوحاه الله اليهم وفيما بلغوه الى اممهم ما هو من محارات العقول ولكن ان يكون منها شيء من محالات العقول هذا ممتنع الرسل قد يأتون بالاول لا الثاني محالات العقول ومحاراة العقول محالاة العقول ومحارات العقول محالات يعني ما يجزم العقل باستحالته ما يجزم العقل باستحالته ان يقول رسول مرسل من عند الله عز وجل ان الشيء يمكن ان يكون موجودا معدوما في نفس الوقت هذا من اين القسمين هذا من محالات العقول مستحيل ان يأتي في وحي مستحيل ان يأتي في وحي البتة لكن قد يأتي شيء من محارات العقول يعني مما تتحير فيه العقول وجع وتعجز عن دركه وتعجز عن تصوره لضعفها لان العقول ماذا ضعيفة لان العقول ضعيفة وخلق الانسان ضعيفة اذا من الخطأ العظيم ان يظن بان العقل يمكن ان يستوعب كل شيء ويتصور كل شيء ويحكم على كل شيء ولذا تأتي اشياء نعم العقل يقف ويقول انا ليس لي مجال في هذا المقام هذا شيء فوق طاقتي انت تحملني فوق طاقتي اذا قلت لي احكم في هذا الامر لكنه مع ذلك لا يجزمه بامتناعه لكنه عاجز عن ادراكه عاجز عن ادراكه اذا هذه امور خمسة ينبغي ملاحظتها عند النظر في قاعدة انه لا تعارض بين العقل والنقل. طيب الضابط الخامس يؤكد لك هذه المسألة الاخيرة التي كنت اتكلم فيها تلاحظ ان كل ضابط يبين الذي قبله الضابط الخامس عند اهل السنة والجماعة هو العقل وان كان ذا شأن واعتبار الا ان حدوده ضيقة ومجالاته محدودة الا ان حدوده ضيقة ومجالاته محدودة وهذا دليل على ان الانسان ضعيف وان الله عظيم وانه اكبر من كل شيء سبحانه وتعالى ولذا لا ينبغي للعقل ان يتطلع الى ما هو اكبر من قدره العقل له حكم ولكن في حدود مملكته وسلطانه لو خرج هذا الحاكم عن حدود مملكته وسلطانه هل له حكم نعم لا حكم له انت الان معك جوال الجوال يعمل في حدود شبكة او ما يسمونه شبكة معينة لو خرج عنها ها بمتر واحد يصبح هذا الجوال ماذا لا يعمل لا قيمة له لم خرج عن مجاله العقل كذلك له اهميته ومكانته ولا يستغنى عنه في الفهم والوصول الى الحق ولكن ينبغي ان يعلم ان مجاله محدود هو اعجز من ان يدرك كل شيء والسبب في ذلك انه مكبل بالمحسوسات السبب في ذلك انه مكبل بالمحسوسات لا يمكن للعقل ان يدرك شيئا خارجا عن حدود الحواس الخمس ما رأيكم هل يمكن هل يمكن للعقل ان يدرك شيئا خارجا عن حدود الحواس الخمس يعني شيء ما رآه شيء ما سمعه شيء ما لمسه شيء ما ذاقه شيء ها ما شمه هل يمكن للعقل ان يتصور ذلك؟ الجواب لا يمكن هو عاجز طيب هل كل الاشياء هل كل الاشياء محسوسة بالنسبة للانسان كل ثمة اشياء كثيرة غير محسوسة اجيبوا يا جماعة ثمة اشياء كثيرة غير محسوسة فالجن والملائكة وكثير من العوالم بل حتى في هذه الارض هناك اشياء كثيرة لا يزال الناس يكتشفونها يوما بعد يوم طيب اكتشافها الا يدل على انه كان ثمة شيء مجهول قبل برهة اذا العقل محدود لا يمكن ان تتصرف في شيء خارج عن سلطانه وبالتالي هذا الضابط يجعل العقل في محله اللائق به دون غلو او جفاء كما ذكرنا فيما مضى ومما يدلك على انه محدود المجالات امور اولا ان العقل لا يستقل بالهداية العقل لا يستقل بالهداية لو ترك العقل وحده دون ان يتصل به نور الوحي والله لا يمكن ان يهتدي الهداية التفصيلية ولذا يقول الله عز وجل وان اهتديت عن نبيه عليه الصلاة والسلام يقول وان اهتديت هل قال فبما يملي علي عقلي ها او ماذا قال وان اهتديت فبما يوحي الي ربي العقل وحده لا يستقل بالوصول الى الهداية التفصيلية هذا لا بد فيه من اتباع الرسل عليهم الصلاة والسلام الامر الثاني مما يدلك على ان العقل ذو حدود لا يمكن له ان يتجاوزها انه لا حكم له في الغيبيات لا حكم له في الغيبيات العقل يقول للعقل لا مكان لك في الحكم في مسائل الغيب العقل نفسه يقول له لا محل لك ولا مجال ان تأكل ان تحكم في مسائل الغيب لانك حينها تحكم على شيء لا تدركوا هذا الغيب بما يتعلق بصفات الله عز وجل فيما يتعلق بمسائل اليوم الاخر فيما يتعلق بعوالم خلقها الله سبحانه وتعالى لا نعلم عنها شيئا لا يمكن ان تحكم على ذلك لم لان العقل لا يحكم الا في محسوس لا يحكم الا في محسوس وهذه الغيبيات خارجة عن نطاق المحسوسات الامر الثالث ان العقل لا يفصل بين الناس فيما تنازعوا فيه حينما تريد ان ترد الناس فيما اختلفوا فيه الى العقول فاعلم انك ما فصلت بينهم بل انما يزداد النزاع والشقاق بسبب ذلك ولذا يقول الله عز وجل فان تنازعتم في شيء هل قال فردوه الى عقولكم هل قال فردوه الى ما تعقلون قال فردوه الى الله والرسول لا يفصل بين الناس الا وحي منزل لا يفصل بين الناس الا وحي منزل والا فلو رددنا الناس الى عقولهم ازدادوا تيها وضياعا وخلافا لان العقول يندر ان تتفق لا سيما والمؤثرات فيها كثيرة والنوازع التي تنتزعها كثيرة والاهواء تجتالها ولذا فلا يمكن ان تكون الفصل فيما تنوزع فيه النزاع يفصل فيه ماذا يفصل فيه الوحي هذه امثلة تبين لك ان للعقل محلا محدودا لا يمكن له ان يتجاوزه القاعدة او الضابط السادس والاخير عند اهل السنة والجماعة العقل تابع والنقل متبوع نستفيد من الضابط الذي قبل هذا هذا الظابط العقل تابع والنقل متبوع العقل مأموم والنقل امام نحن قلنا ان العقل والنقل متوافقان مترافقا غير مختلفين ولكن بشريطتي ان يكون المقدم النقل وان يكون المؤخر العقل الذي يؤتم به الامام هو النقل والعقل مأموم العقل كما قالوا متول ثم ولى الرسول وعزل نفسه يعني العقل حاكم لكن لما جاء الرسول صلى الله عليه وسلم هنا نزل العقل عن كرسي الحكم وولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم صار تابعا للرسول صلى الله عليه وسلم بمعنى صار العقل خادما للنقل تابعا للنقل منقادا للنقل وهذا هو الذي يدل عليه العقل لانه لا يمكن البتة ان تقارن بين معصوم وغير معصوم الرسول صلى الله عليه وسلم الوحي الذي انزله الله عز وجل عليه معصوم والعقول غير معصومة العقول هل هي معصومة غير معصومة كم هي الاخطاء العقلية التي تقع بسبب الخطأ في مقدمات قدمت للعقل فكانت النتيجة العقلية خاطئة. كم توهم العقل اشياءه على غير حقيقتها العقل يحكم بادوات يحكم بحسب ما يرى بحسب ما يعلم وقد يقع خلل بسبب ذلك اذا الخطأ في العقل وارد ولذلك كثير من العقلاء الذين يزعمون انهم يقررون بعقولهم اشياء تجد انهم بعد حين يتراجعون عنها يقول والله تبين لي ان ما قلته خطأ بل ان الحق بضده اذا لا مقارنة بين معصوم هو غير معصوم وبالتالي التقديم لايهما الجواب للمعصوف الذي هو الوحي والعقل خادم الة لفهم النقل الله عز وجل جعل هذه العقول اعطانا هذه النعمة لاجل ان نفهم النقل لا لاجل ان نجعل هذه النعمة ميزانا للنقل انتبه هناك امران الة تفهم بها النقل لو ما عندك عقل لا يمكن ان تتفكر وان تتدبر الكتاب والسنة. اذا هي نعمة يجب ان توضع في محلها. اما ان تقول العقل ميزان سوف اضع فيه النقل ثم بعد ذلك احكم اقبل او ارد هذا ليس صراط الذين انعم الله عز وجل عليهم هذا كلام مردود بالنقل كما هو مردود بالعقل اذا هذا من الامر المهم الذي يضع الامور في نصابها وبكل ما سبق يتبين لك بتوفيق الله سبحانه وتعالى ان منهج اهل السنة والجماعة في التعامل مع العقل وفي وضعه موضعه وفي مقارنته بالنقل هو المنهج السديد وهو الحق الذي لا ينتابه ادنى شك وهذا سيزداد لنا بيانا ان شاء الله تعالى فيما سنتدارسه فيما يقرره المؤلف رحمه الله. اسأل الله عز وجل ان يثبتني يثبتني واياكم على الاسلام والسنة وان يعيذنا من الاهواء ما ظهر منها وما بطن. ان ربنا لسميع الدعاء وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه اجمعين