بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لشيخنا وانفعه وانفع به يا رب العالمين. امين. قال شيخ الاسلام رحمه الله تعالى في الرسالة التدميرية القاعدة السابعة ان يقال ان كثيرا مما دل عليه السمع يعلم بالعقل ايضا. والقرآن يبين ما ما يستدل به العقل ويرشد اليه وينبه عليه. كما ذكر الله وذلك في غير موضعه فانه سبحانه وتعالى بين من الايات الدالة عليه وعلى وحدانيته وقدرته وعلمه وغير ذلك. ما ارشد العباد اليه واذلهم عليه كما بين ايضا ما دل على نبوة انبيائه وما دل على المعادي وامكانه. احسنت ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا اما بعد هذه هي القاعدة السابعة الخاتمة للخاتمة الخاتمة الجامعة كما وعد المؤلف رحمه الله في اول الرسالة تشتمل على سبع قواعد وها هو قد اوفى بوعده وذكر هذه القاعدة السابعة الخاتمة للقواعد وموضوعها موافقة العقل للنقل هذا هو موضوع هذه القاعدة وان النقل مشتمل على كثير مما دل عليه العقل بل صفوة الادلة العقلية هي ما جاء في النقل هذا موضوع هذه القاعدة وهو الذي تدور عليه يقول المؤلف رحمه الله القاعدة السابعة ان يقال ان كثيرا مما دل عليه السمع يعلم بالعقل ايضا هذه قاعدة عند اهل السنة والجماعة كثير مما دل عليه السمع دل عليه العقل ولاحظ ان المؤلف رحمه الله يقول ان كثيرا وليس ان جميع فلا شك ان الادلة الشرعية جاءت بضربين من الدلالات الدلالة الاولى الدلالة الخبرية العقلية يعني التي جاء الخبر فيها مستفادا من هذا الوحي الذي اوحاه الله سبحانه وتعالى مع كون العقل يدرك هذا الخبر وما يشتمل عليه فهذه ادلة جمعت بين كونها خبرية عقلية وثمة ضرب اخر وهو الدلالة الخبرية المحضة وهي التي لا يدرك العقل معناها الكامل او لا يحيط علما بها او لا يغوص الى معرفة الحكمة فيها وما الى ذلك فهذه ادلة خبرية محضة ومع ذلك فهذا الظرب العقل لا يحيله وان كان عاجزا عن ادراكه اذا الضرب الاول العقل يدرك الضرب الثاني العقل لا يدرك ومع ذلك لا يحيل يعني لا يحكم باستحالة ما دل عليه الخبر وان كان يقف عاجزا امام هذا الخبر اذا ثمة فرق بين الامرين دلالة العقل يدركها و يحكم عليها بالقبول ودلالة يقف عاجزا امامها يكون امامها اه غير مدرك لكنه مع ذلك لا يحكم بالاستحالة طيب يقول المؤلف رحمه الله والقرآن يبين ما يستدل به العقل ويرشد اليه وينبه عليه. لا شك العقل السليم الذي سلم من كل شبهة او شهوة لا شك انه يسلم بهذا الكلام وهو ان القرآن ارشده ونبهه ودله ولد يقول الله سبحانه وتعالى ويرى الذين اوتوا العلم الذي انزل اليك من ربك هو الحق هذا ما رأوه وهذا ما ادركوه وهذا ما عرفوه بعقولهم ان الذي جاء به الوحي هو الحق من الذي ادرك ذلك اهل العلم اهل العقول الصافية السالمة من كل بغرض وهوى وشبهة وشهوة ويرى الذين اوتوا العلم الذي انزل اليك من ربك هو الحق هذا موقف العقول السليمة من الوحي انها تعتقد ان دلالات القرآن دلالات صحيحة راجحة مقبولة غير مستحيلة ولا يمكن ان يوجد فيها شيء يتعارض والعقل بل اهل السنة والجماعة يرون اضافة الى هذا الاصل امرين الاول ان القرآن مملوء ليس انه مشتمل فقط على بعض الدلالات العقلية كلا بل القرآن مملوء الدلالات العقلية التي ترشد الى الحق والتي ترد الباطل الدلالات العقلية في القرآن منها ما كان جاريا مجرى التقرير والتأصيل ومنها ما كان جاريا مجرى الرد والنقض للباطل اذا دلالات عقلية تقرر الحق ودلالات عقلية ايضا ترد الباطل والقرآن مملوء من هذه وهذه الامر الثاني ان هذه الدلائل العقلية هي اللب والصفوة واحسن ما يكون من الدلالات العقلية اذا كانت العقول قد جدت واجتهدت وكدت حتى وصلت الى شيء من الدلالات العقلية في زعم اصحابها فينبغي ان يعلم ان ما دل عليه القرآن من هذه الدلالات هو الاشرف والاكمل وهو الصفو الذي لا الذي لا يخالطه كدر البتة اذا هذا هو الموقف الحق ان القرآن قد ارشد العقول واشتمل على دلالات عقلية تهدي الى الحق بل القرآن مليء من ذلك بل هذه الدلالات افضل ما يكون من الدلالات العقلية وكل ذلك ولا شك انما يدركه اهل الانصاف المتجردون لقبول المتجردون لقبول الحق قال رحمه الله فانه سبحانه وتعالى بين من الايات الدالة عليه وعلى وحدانيته وقدرته وعلمه وغير ذلك ما ارشد العباد اليه ودلهم عليه كما كما بين ايضا ما دل على نبوة انبيائه وما دل على المعادي وامكانه نعم هذه الاصول الكبرى الثلاثة وهي الوحدانية والنبوة والمعاد قد اجتمع على اثباتها دليلا النقل والعقل واعظم الدلالات العقلية التي دلت على اثباتها جملة وعلى بعض تفاصيلها هو ما جاء في النقل المتأمل في القرآن والسنة يدرك ذلك بجلاء الادلة التي تدل على اثبات وحدانية الله عز وجل في ربوبيته وفي الوهيته وفي اسمائه وصفاته كثيرة تأمل مثلا في قوله تعالى ام خلقوا من غير شيء ام هم الخالقون ام خلقوا السماوات والارض بل لا يوقنون تأوى تأمل كيف كانت هذه دلالة عقلية من اسرح ما يكون وهي دلالة ملزمة للعقول المنصفة لا حيلة معها لمنكر تأمل مثلا في ما جاء في القرآن من دلالة عقلية دلت على اثبات وحدانية الله عز وجل في العبادة وانه الذي يجب ان يعبد وحده لا شريك له قال تعالى ضرب لكم مثلا من انفسكم هل لكم مما ملكت من هل لكم مما ملكت ايمانكم من شركاء فيما رزقناكم فانتم فيه سواء تخافونهم كخيفتكم انفسكم ثم قال كذلك نفصل الايات لقوم يعقلون كذلك نفصل الايات لقوم يعقلون. هذه اية من تأملها وجدها دليلا عقليا مقنعا على ان الله عز وجل يجب ان يوحد بالعبادة وان من اقبح ما يكون في العقل دعك من الشرع في العقل ان من اقبح ما يكون ان يجعل معه شريك في العبادة سبحانه وتعالى وقل مثل ذلك في ثبوت النبوة مثلا كيف خاطب الله سبحانه وتعالى من انكر نبوة النبي محمد صلى الله عليه وسلم مع ان هؤلاء كانوا يثبتون نبوة من قبله وما قدروا الله حق قدره اذ قالوا ما انزل الله على بشر من شيء قل من انزل الكتاب الذي جاء به موسى انتم كذبة دليلكم ساقط انتهت هذه الشبهة اذا هذا ايضا من الدلالات العقلية التي تحتاج الى ان يقف الانسان عندها مليا ليدرك ان القرآن مليء من الدلالات العقلية قل مثل ذلك في اثبات الميعاد هؤلاء المشركون عجيب شأنهم يثبتون ان الله سبحانه وتعالى خالقهم لكنهم ينكرون المعاد اشد الانكار واقسموا بالله جهد ايمانهم لا يبعث الله من يموت في رد الله عز وجل مقالتهم بانكار المعاد بعد ان يعيدهم الى عقولهم الم يكن نطفة من مني يمنى ثم كان علقة فخلق فسوى فجعل منه الزوجين الذكر والانثى والانثى اليس ذلك بقادر على ان يحيى الموتى كل عاقل يدرك ان الذي قدر على الابتداء فهو على الاعادة اقدر من قدر على الابتلاء فهو على الاعادة اقدر اذا هذه نبذة يسيرة تكشف لك عما وراءها من براهين يقينية ودلائل عقلية كثيرة في كتاب الله سبحانه وتعالى لكنها تحتاج الى قلوب واعية ونفوس منصفة وتحتاج ايضا الى قدر من التأمل والتفكر والتدبر حتى يصل الانسان الى هذه الدلائل العظيمة ما اكثر ما يخطئ آآ اولئك او ما اكثر ما يخطئ اناس حين يزعمون ان ما في القرآن اخبار يجب الايمان بها فحسب كذلك الذي جاء في السنة الامر ليس كذلك بل القرآن والسنة اخبار يجب الايمان بها مع كون كثير منها هناك قدر كبير منها ايضا دلائل عقلية ترشد العقول الى الحق في اثبات ما يرجع الى وحدانية الله او الى النبوة او الى المعاد او حتى في كثير من الاحكام الشرعية العملية فالعقل والنقل متوافقان مترافقان العقل والنقل متوافقان مترافقان وان كان الامر كما ذكرت لكم النقل هو المقدم والعقل هو المؤخر النقل هو الامام والعقل هو المأموم النقل هو المتبوع والعقل هو التابع نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله فهذه المطالب هي شرعية من جهتين. من جهة ان الشارع اخبر بها ومن جهة انه بين الادلة العقلية الادلة ومن جهة انه بين الادلة العقلية التي يستدل بها عليها وهذه مسألة ذكرناها سابقا وقلت ان الادلة الشرعية تشمل امرين وليس امرا واحدا ما هما ها الادلة السمعية والادلة السمعية العقلية والادلة الشرعية تجمع هذين تجمع هذين نعم قال رحمه الله والامثال المضروبة في القرآن هي قياسية عقلية وقد بسط هذا في غير هذا الموضع وهي ايضا عقلية من جهة انها تعلم بالعقل ايضا. نعم مما يدلك على ان القرآن مملوء من الادلة العقلية التي ترشد العقول وتدلها و تبين لها بكل وضوح بعيدا عن كل اه لبس او شبهة او ضلال ان القرآن فيه كثير من الامثال في القرآن كما يقول ابن القيم رحمه الله في اعلام الموقعين بضعة واربعون مثلا بالقرآن بضعة واربعون مثلا كثير منها كان واردا في اثبات الوحدانية لله سبحانه وفي اثبات المعاد باثبات الوحدانية وفي اثبات المعهد هذه الامثال والامثال جمع مثل هي في حقيقتها اقيسة عقلية ضرب المثل قياس عقلي ضرب المثل قياس عقلي لان الله سبحانه وتعالى يبين فيها ان حكم الممثل حكم الممثل به الله يبين بهذه الامثال ان حكم الممثل حكم الممثل بها لان الله سبحانه وتعالى قد ركز في عقول العباد التسوية بين المتماثلين وانكار التفريق بينهما كما ركز ايضا في عقول العباد التفريق بين المختلفين وانكار التسوية بينهما اذا لما يضرب المثل فان المراد ارشاد العقول الى تعدية حكم ما ضرب به مثل على الامر الذي يستدل عليه اذا كان المستدل عليه مسألة تتعلق بوحدانية او تتعلق بنبوة او تتعلق بميعاد او غير ذلك فان المراد ان هذا المثل ينبغي ان يعدى فيه الحكم الى هذا الموضوع الذي يستدل على المثل يستدل بالمثل عليه فعاد الامر الى ان ضرب الامثال دلالته دلالة عقلية وان المثل دليل عقلي في حقيقته والله سبحانه وتعالى قد بين ذلك فقال سبحانه وتلك الامثال نضربها للناس وما يعقلها الا العالمون اهل العلم اهل العقول الناضجة الصريحة التي تدرك بعقولها بعيدا عن آآ تزييف هذه العقول اه جعل الظن يقينيا او الهوى هدى هذه العقول السليمة تدرك ولا شك الحقة من خلال ضرب الامثال ولذا اذا مر بك مثل في القرآن او في صحيح سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقف ولا تعجل الله عز وجل ما ضرب هذا المثل الا لكي تتدبره يا عبد الله وتتفكر فيه يا ايها الناس ضرب مثل فاستمعوا له الله عز وجل يحب منك يا عبد الله ان تستمع استماع التفكر والتدبر لهذه الامثال وتعمل عقلك في فهمها وحدث ولا حرج اما يكتسبه قلبك من الايمان واليقين جراء ذلك وجرب ترى مصداق ذلك نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وكثير من اهل الكلام يسمي هذه الاصول العقلية لاعتقاده انها لا تعلم الا بالعقل فقط فان السمع هو مجرد اخبار الصادق وخبر الصادق الذي هو النبي صلى الله عليه وسلم لا يعلم صدقه الا بعد العلم بهذه الاصول بالعقل اما انهم قد يتنازعون في الاصول التي يتوقف اثبات النبوة عليها. طيب يبين المؤلف رحمه الله الخلل المنهجي الذي وقع فيه المخالفون لاهل السنة والجماعة في هذا المقام والصراع في هذه المسألة كان قويا بين اهل السنة والجماعة من جهة والمتكلمين بجميع اصنافهم من جهة اخرى يقول رحمه الله وكثير من اهل الكلام يسمي هذه الاصول يسمي هذه الاصول العقلية ما يرجع الى اثبات وحدانية الله سبحانه وتعالى وما يتبع ذلك هذه اصول عقلية بمعنى انها انما تدرك بالعقل لا بالنقل انما تدرك بالعقل لا بالنقل يقول المتكلم من هؤلاء هذه عقليات هذه مسائل عقلية يعني دليلها العقل لا النقل وبالتالي يتضح ان منهج هؤلاء عزل وحي رب العالمين عنان يفيد اليقين في اهم مطالب الدين هذا هو منهجهم وهذه هي خلاصة امرهم مع ان الله سبحانه وتعالى يقول وان اهتديت فبما يوحي الي ربي الهداية طريقها الوحي والوحي ارشد بالخبر وارشد ايضا بالدلالات العقلية لم يغفل الادلة العقلية الصحيحة الكاملة الفاضلة حاشا وكلا لكن القوم مع الاسف الشديد ما قدروا الوحي حق قدره ما عظموا النصوص واعطوها قدرها وحقها النصوص عندهم انما هي ضرب من الظنون ظواهر هكذا يتعاملون معها هكذا اه يلمسونها باطراف الاصابع هذا قدرها عندهم ولذا هذه مسائل عظيمة لا يطلب فيها الا اليقين وبالتالي فلا يستدل عليها الا بالادلة العقلية وما الدليل العقلي العقل طيب الاية والحديث يقول هذه ادلة ظنية هذه ادلة ظنية بالتالي فانه لا محل لها في موضع الاستدلال على اثبات الاصول الكبرى في الدين هذا الذي صرحوا به صراحة بدون مواربة كما سيأتي بانه هذا بعد قليل ان شاء الله اذا ينبه المؤلف رحمه الله على ان هذه الاصول العقلية ايستدل عليها بل لا تعلم الا بالعقل و اه يزعمون اننا لا يمكن ان نستدل عليها بخبر محض لان الخبر المحض لا يثبت صدقه الا بصدق النبوة ولا يعلم او لا يدرك صدق النبوة الا بالدليل العقلي وبالتالي فلا بد ان نستدل بالدليل العقلي الامر كله يرجع الى ماذا الى العقل وقد اخطأوا ها هنا مرتين لم يخطئوا مرة واحدة بل اخطأوا مرتين المرة الاولى حينما ظنوا ان العلوم الدينية ما جاء في الادلة الواردة في الوحي انها اخبار خبرية محضة لا تشتمل على ها ادلة عقلية هذا الخطأ الاول والخطأ الثاني ظنهم ان النبوة لا تثبتوا الا بالعقل بل لاكون دقيقا لا تثبت الا بما زعموه الدليل العقلي لهم ترتيب معين في سياق الدليل العقلي على اثبات نبوة النبي صلى الله عليه وسلم اذا يقولون الاصل في اثبات النبوة العقل ولذلك لا يمكن ان نتجاوز هذا العقل كيف نتجاوزه وهو الاصل الذي ما ثبت انه ما ثبتت النبوة الا الا به وها هنا خطأ منهجي اخر نحن لو سلمنا تسليما بان ما ذكروه من دليل عقلي على اثبات النبوة صحيح فاننا نقول ليس اثبات صحة النبوة مقصورا على هذا الذي تزعمون بل الادلة على ثبوت نبوة النبي صلى الله عليه وسلم كثيرة ولو سقط الدليل والعقل لم يؤثر فيه اثبات صحة نبوة النبي صلى الله عليه وسلم شيئا كنتم معي هم يقولون يجب ان نحافظ على دليل العقل ولا نتجاوزه ولا نقدم عليه دليلا نقليا كيف نقدم دليلا نقليا على اصله الذي هو الدليل العقلي لانه لو سقط العقل سقط العقل والنقل هكذا يقولون نقول ومن قال لكم ان قيام النقل ليس الا على العقل بحيث لو سقط العقل سقط النقل ليس بصحيح في اثبات نبوة النبي صلى الله عليه وسلم. الادلة كثيرة ادلة نبوة النبي صلى الله عليه وسلم كثيرة خذ القرآن الكريم اعظم دليل على ثبوت ان النبي صلى الله عليه وسلم رسول صادق اولم يكفهم انا انزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم والله انه لكاف لو لم يأتي دليل على نبوة النبي صلى الله عليه وسلم الا هذا القرآن بما فيه من دلائل وبراهين وما فيه من ما يهدي القلوب والعقول والنفوس ويهذبها ويصلحها ويصلح احوال الناس افرادا ومجتمعات في العاجل والاجل والله لكان كافيا فكيف اذا ضممت اليه دليل المعجزات وادراك صدق الرسول صلى الله عليه وسلم بعد ثبوت المعجزة الحسية ضروري فكيف اذا اضفت الى هذا دليل الاخبار بالمغيبات كم اخبر النبي صلى الله عليه وسلم بامور ما حصلت انها ستحصل وقد حصلت ولا يزال العلم الحديث يبرهن لنا كل يوم على صدق النبي صلى الله عليه وسلم فيما كان قد اخبر به بل اقول ان مجرد اخباره بالمغيبات بمجرده كاف في اثبات صدقه فما كان النبي صلى الله عليه وسلم ليخبر ان كذا وكذا سيكون بدون ان يكون عنده علم بدون ان يكون عنده علم من الله سبحانه وتعالى بذلك لانه لو لم يكن لسقطت دعوته غلبت الروح في ادنى الارض وهم من بعد غلبهم سيغلبون طيب هذا اخبار بمغيب صح ولا لا امر غيبي سيغلبون ليس الان سيكون في المستقبل هذا بحد ذاته لا يجرؤ عليه النبي صلى الله عليه وسلم لانه يعرض دعوته لو كان كاذبا وحاشاه عليه الصلاة والسلام سيعرضها لماذا للسقوط لو لم يحصل ما اخبر به فكيف وهو يحدد المدة فيقول في بضع سنين مجرد اخباره صلى الله عليه وسلم بذلك والله كافر بانه ماذا رسول من عند الله حق وحصل ما اخبر به عليه الصلاة والسلام اذا كم دلالة عندنا ها القرآن المعجزات الحسية اخباره بالمغيبات فكيف اذا اضفنا الى هذا دليلا رابعا وهو دليل الاحوال والصفات حاله عليه الصلاة والسلام صفاته الجليلة شمائله العظيمة والله كافية في اثبات انه رسول قلنا سابقا هناك قاعدة يسلم بها العقلاء النبوة لا يدعيها الا اصدق الناس او اكذب الناس ما هي؟ يا هشام النبوة لا يدعيها الا اصدق الناس او اكذب الناس والسؤال هل التفريق عند عامة الناس لا اقول عند العلماء عند عامة الناس التفريق بين اصدق الصادقين واكذب الكاذبين عسير كونك تميز هل هذا اصلح الصالحين فيما ترى او اكذب الكاذبين شيء صعب ومعقد سهل يكفي النظر في سيرة هذا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم الذي حاز الكمال البشري عليه الصلاة والسلام فلا يمكن ان يكون الا الا صادقا اي ورب الكعبة فكيف اذا اضفت الى هذا دليلا خامسا وهو دليل النصر والتمكين هذا رجل خرج في الناس اللهم صل وسلم عليه فقال لهم انا رسول من عند الله يوحى اليه ثم الله عز وجل ينصره ويمكن له في سنوات معدودة فتح الله عز وجل عليه القلوب والبلاد ودخل الناس في دين الله افواجا هذا دليل على انه وصادق ما كان الله عز وجل ليمكن كاذبا يفتري عليه ليل نهار يحدثهم بوحي ينزل عليه من السماء يفتري على الله عز وجل ثلاثا وعشرين سنة والله عز وجل يمده وينصره ويمكن له اهذا يعقل يا جماعة والله لا يعقل هذا يتنافى وحكمة الله وهذا يتنافى ورحمة الله وهذا يتنافى وعزة الله اذا هذا دليل على انه رسول من عند الله حق فكيف اذا اضفنا الى هذا دليلا سادسا وهو مضمون الرسالة نفسها لو ما عندنا دليل الا هذا والله لكفى باي شيء اتى رسول الله صلى الله عليه وسلم اليس بما يهدي القلوب ويهذب الاخلاق ويصلح الاعمال ويبني المجتمعات على اساس السعادة والصلاح والتعاون والخير اليس يدرأ الشرور اليس دينا منظما لكل شيء كل شيء الدين نظمه وادخل تحت قولنا كل شيء ما شئت من علاقات الدول بعضها مع بعض والى كيف يلبس الانسان حذاءه كل شيء جاء فيه هذا الشرع الحنيف المحمدي الذي جاء به محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم وبابي هو وامي عليه الصلاة والسلام جاء بكل خير وسعادة وراحة ويسر اذا كيف لا يكون هذا من عند الله مهما بلغ عليه الصلاة والسلام من ذكاء وعقل لو لم يكن رسولا والله ما استطع ان يأتي بهذا التين العجيب والتنظيم البالغ في العقيدة في العبادة في الاخلاق في المعاملات ما ترك صغيرا ولا كبيرا الا وضحه وبينه ما ترك خير الا دل عليه ولا شر الا حذر منه وكل ذلك بابداع يعجب العقل ويعجز عن تصوره كما ينبغي لعظمته اذا السؤال هل ما قال القوم صحيح اننا لا يمكن ان نثبت النبوة الا من الا من خلال الدليل العقلي وساذكر لك نموذجا عليه بعد قليل الجواب لا ليس بصحيح لو كان ما ذكرتموه صحيحا فان هذا دليل من جملة ادلة كثيرة مثله في القوة او اقوى وبالتالي حينما تقولون اننا لا يمكن ان نستدل بالنقل ها هنا. لانه لو استدللنا بالنقل وقدمناه على العقل ان هذا يقدح في العقل فيسقط النقل هذا كلام غير صحيح هذا كلام غير صحيح نعم ثم انه احسن الله اليكم قال رحمه الله ثم انهم قد يتنازعون في الاصول التي يتوقف اثبات النبوة عليها فطائفة تزعم ان تحسين العقل وتقبيحه داخل في هذه الاصول. وانه لا يمكن اثبات النبوة بدون ذلك. ويجعلون التكذيب بالقدر مما ينفيه العقل قل مما مما ينفيه العقل. طيب الان يقول المؤلف رحمه الله هذه الاصول العقلية التي نثبت بها ثبوت الصانع ووحدانيته ثم نثبت بها نبوة النبي صلى الله عليه وسلم الى غير ذلك مما يذكرون من ادلة عقلية هذه ادلة ليس متفقا عليها مع ان القوم جميعا يزعمون انهم يستدلون بالعقل ومع ان كثيرا منهم اوتوا ذكاء وفطنة لا ينقصهم شيء من ذلك وكل يقول دليلي هو دليل العقل القاطع. مع انه قد يذكرون دليلين متعارضين قد يذكرون عفوا دلالتين متعارضتين وكل يقول دليلي هو دليل العقل القاطع الذي دل على اثبات كذا فيأتي اخر ايضا عنده عقل وذكاء ويقول دليلي على نفي هذا هو العقل القاطع ضرب المثال ضرب المؤلف رحمه الله مثالا على ذلك مسألة التحسين والتقبيح فيها طرفان متقابلان طرف يقول العقل يحسن ويقبح ويترتب على ذلك لوازم وطرف يقول العقل لا يحسن ولا يقبح ويترتب على هذا لوازم العجيب ان هؤلاء يثبتون وهؤلاء ينفون والكل يقول دليلي دليل العقل القاطع طيب هذه المسألة بما ان المؤلف رحمه الله قد اوردها فيحسن بيانها باقتضاب لطالب العلم. مسألة التحسين والتقبيح. هذه مسألة من المسائل الكبيرة التي اه صار فيها جدال واخذ وعطاء كثير بين فرق الكلام فيما بينهم وبين المتكلمين واهل السنة من جهة اخرى هذه المسألة هل العقل يدرك حسن الاشياء وقبحها ام لا بمعنى هل هذا الشيء في نفسه العقل يدرك حسنه وقبحه لا من جهة انه ملائم للنفس او غير ملائم هذا ليس محل البحث محل البحث هل الصدق يدرك العقل انه امر حسن وجيد وجميل وان الكذب امر قبيح؟ هل العقل يمكن ان يصل الى ذلك لو لم يرد نقل بالامر بهذا والنهي عن هذا هل النكاح حسن والزنا قبيح العقل يدرك ذلك ولو لم يرد في النقل تنصيص على ان هذا مباح وان هذا محرم هذه هي المسألة الناس فيها طرفان ووسط طرف يقول ان العقل يدرك حسن الاشياء وقبحها هؤلاء هم المعتزلة غلوا في هذه المسألة وغلوا في هذا الاثبات ورتبوا على هذا ان العقل يوجب ويمنع ويترتب على ايجابه ومنعه وحسن وتحسينه وتقبيحه التأثيم والاثابة بمجرد ماذا العقل وبنوا على هذا انهم اوجبوا على الله سبحانه وتعالى امورا كثيرة ومنعوا عليه امورا كثيرة بمجرد ماذا عقولهم الذي يحسن في عقولهم يقولون هذا واجب على الله والذي يقبح في عقولهم يقولون هذا ممتنع على الله وكل ما خالف ذلك مردود اما صراحة اما بتأويل المهم انه لا يمكن ان يقبل شيء يعارض ماذا قاعدة التحسين والتقبيح العقليين واضح يقابلهم اناس يقولون العقل لا يحسن ولا يقبح. العقل لا يدرك حسن الاشياء ولا قبحها انما التحسين والتقبيح مرده الى الشرع ما هو هذا القول العقل لا يحسن ولا يقبح مرد التحسين والتقبيح الى الشرع لولا ان الشرع قال الصدق حسن والكذب قبيح لما كان عند العقل اه قدرة على ادراك ذلك الامران ماذا سواء وبالتالي لو انعكس الامر لما كان هناك شيء يمنع من ذلك لو امر بالكذب ونهي عن الصدق او شرع الزنا وحرم النكاح لما كان هناك شيء في العقل يمنع من ذلك واضح وبالتالي فان الله عز وجل لا ينزه عن شيء من هذه الامور لا يقال ان هذا لا يليق بالله عز وجل ان يشرعه الله عز وجل ينزه عن هذا يقولون انما نقول الصدق واجب والكذب محرم لان الشرع قال بذلك هم يثبتون طبعا ان الصدق واجب والكذب محرم. لكن بدليل الشرع فقط واضح وبالتالي لا ينزه الله عز وجل عنده من شيء لا يقال مثلا الله عز وجل اعظم من ان يظلم او ان اه يبيح الظلم كما يقولها اهل السنة الله عز وجل اعظم من ذلك واجل صفاته وجلاله وعظمته تأبى ذلك لكن عندهم ماذا لا انما نقف فقط لان النقل جاء الظلم حرام نقول الظلم حرام لو امر به ما في مشكلة الشريعة جاءت اثابة المحسنين وتعذيب الكافرين لو عكست القضية ان لم يكن هناك ما يمنع ولا ولا يقال ان هذا مما ينزه الله عز وجل عنه لو انه عذب في النار ابد الابدين اصلح الصالحين ما كان هناك اشكال في هذا ولو نعم في اعلى عليين فرعون وابليس والنمرود ما كان هناك اي شيء يقال انه لا يناسب ولا يليق ولا ينبغي وينزه الله عنه. الامور كلها ماذا في العقل سواء انما نقول يثاب المطيع لان الشرع قالوا يثاب المطيع يعذب الكافر لان الشرع قال الكافر يعذب فقط اهل السنة والجماعة وسط بين الطرفين قالوا العقل قد انتبه لكلمة قد قد يدرك حسن الاشياء وقبحها وقد لا يدرك ذلك لكن الايجاب والتحريم والاثابة والتأثيم مرجعها الى الشرع لا الى العقل اعيد العقل ها قد يدرك حسن الاشياء وقبحها وقد لا يدرك ذلك قد يقف عاجزا ولكنه لا يمنع ها ولا يحيل ومع ذلك هذا مجرد تحصين وتقبيح لا يترتب عليه ايجاب او تحريم لا على العباد ولا في حق الله سبحانه وتعالى ولا يترتب على هذا تعثيم ولا ولا اثابة مرجع ذلك الى الشريعة وما كنا معذبين حتى نبعث رسوله لابد ان يكون هناك حجة رسالية تبين الحق وبالتالي الذي يخالف فانه ماذا تعذب يعذب لانه خالف ها العقل او الشرع قال فالشرع ليس العقل والادلة على هذا كثيرة ويكفي ان تتأمل اية في كتاب الله عز وجل قال سبحانه واذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها اباءنا والله امرنا بها قل ان الله لا يأمر بالفحشاء اتقولون على الله ما لا تعلمون ما هي هذه الفاحشة واذا فعلوا فاحشة ما هي ها الشرك غلط الطواف بالبيت بعري ان يطوف الطائف عريانا ذكرا او انثى وهذه مسألة شرحناها سابقا وقلنا ان القوم كانت عندهم شريعة وكان لهم قانون اهل مكة من كان احمسيا قريش ومن والاها من القبائل يطوف الواحد بثيابه هؤلاء اهل الحرم ولهم مزية من عداهم؟ من لم يكن احمسيا من الحلة بقية العرب هؤلاء اذا جاءوا الى بيت الله عز وجل ان تبرع احمسي بثيابه طاف بثيابه والا وجب ان يطوف ماذا عريانا ذكرا كان او انثى ولو انه خالف فطاف بثيابه يجب عليه ان يلقيها فلا تستعمل ترمى ولا احد يستعملها بعد الطواف المهم يقول القوم واذا فعلوا فاحشة التي هي الطواف بالبيت عراة واذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها اباءنا وصدقوا لكن الامر الثاني كذبوا قالوا قالوا والله امرنا بها. يقولون ايش وجدنا عليها ابائنا هذه حجتنا الاولى. الحجة الثانية والله امرنا بها ماذا جاء الرد عليهم قل ان الله لا يأمر بالفحشاء قل ان الله لا يأمر بالفحشاء والسؤال كيف يعرف ان هذا من الفحشاء اكانت الدلالة في هذا السياق عقلية ام نقلية عقلية يعني الله لا يأمر بما تدركون بعقولكم انه من الفحشاء واضح الله لا يأمر بشيء انتم تدركون انه من الفحشاء الله اجل من ذلك واعظم وليس الامر قل ان الله لا يأمر بالفحشاء التي حرمها لان دلالتنا الاية تكون بناء على هذا قل ان الله لا يأمر بما ينهى عنه قل ان الله لا يأمر بما ينهى عنه وهل هذا الامر يحتاج الى بيان هل هذا يحتاج الى بيان؟ ان الله لا يأمر بالشيء الذي لا يأمر به بل ينهى عنه انا معلوم ضرورة اليس كذلك لكن الدلالة هنا دلالة اخرى. انتم تدركون ان هذه فاحشة اذا كان ينبغي عليكم ان تعلموا ان الله لا يمكن ان يأمر بها الله اجل واعظم من ذلك اذا العقل قد يدرك حسن الاشياء وقبحها وكل احد يدرك ان الصدق ان آآ الرفق باليتيم والارملة ان آآ الاحسان الى الجار ان الكرم والشجاعة والمروءة انها افعال حسنة لا يخالف في ذلك الا شخص عنده مشكلة في عقله كذلك الكل يدرك ان الظلم والكذب وآآ التعدي على الحرمات اه ما شاكل ذلك والنميمة والغيبة ان هذه اشياء قبيحة لكن هناك اشياء لا يمكن للعقل ان يصل الى حسنها ولا يحكم فيها بشيء يعني لماذا كان المغرب ثلاث ركعات والعشاء اربع ركعات لماذا هذا امر حسن اليس كذلك امر حسن لكن علمناه بماذا بالشرع لا بالعقل الله اعلم لكننا على يقين من انه ماذا حسن وان لله عز وجل في ذلك حكمة واضح نحن نجزم بذلك وانه فعل حسن ولكن العقل اعجز من ان يدرك حسن كل شيء واضح؟ او ان يدرك قبح كل شيء؟ طيب اذا قال المؤلف رحمه الله فطائفة تزعم ان تحسين العقل وتقبيحه داخل في هذه الاصول وانه لا يمكن اثبات النبوة بدون ذلك ويجعلون التكذيب بالقدر مما ينفيه العقل. اولا هناك تصحيح ما جاء في هذه النسخة طبعا القاعدة هذي قلنا انه قد تفردت بها فيما نعلم نسخة خطية واحدة ولذلك التصحيح يعني يكون فيه شيء من الصعوبة احيانا الذي يبدو والله اعلم ان هذه الكلمة غلط كلمة ينفيه غلط وما ذكره المؤلف رحمه الله صواب قال واظن ان فيه تحريفا اما انا فاجزم ان ها هنا تحريفا وان كلمة ينفيه محرفة من يقتضيه او يثبته او يوجبه يعني كلمة ينفيه هنا تعكس المعنى تعكس المعنى وليس التكذيب بالقدر آآ ينفيه العقل عند المعتزلة التكذيب بالقدر يوجبه العقل يثبته العقل واضح ونقل المحقق وفقه الله اه شاهدا على هذا من شرح الاصفهانية والمؤلف رحمه الله نص على هذا في مواضع كثيرة يعني في درء التعارض في المجلد الثاني في صحيفة ست عشرة يقول المؤلف المؤلف نفسه وكلامه يوضح آآ بعضه بعضا قال اجعلون التكذيب بالقدر من اصولهم العقلية من اصولهم العقلية ماذا التكذيب بالقدر وراجع ان شئت ايضا درء التعارض في المجلد الاول في صحيفة ست وخمسين ومئة وكذلك في الفتاوى الكبرى للمؤلف في الجزء الاول صحيفة ثلاث وثمانين وكذلك في الجزء السادس في صحيفة اربع واربعين وست مئة هذه مواضع تبين ان المؤلف يقول ان هؤلاء المعتزلة يجعلون التكذيب بالقدر اه مما يوجبه العقل وليس مما ينفيه العقل. طيب قلت ان القوم يقولون بالتحسين والتقبيح طيب وبناء على هذا قالوا النبوة ثبوتها واجب بمعنى قالوا ارسال الرسل حسن في الحق حسن في العقل او قبيح ها كون الله عز وجل يرسل رسلا يرشدون اليه ويدلون ويدلون عليه ويبينون الخير والشر. هذا امر حسن في العقل ولا قبيح حسن اذا هو واجب على الله اذا هو وماذا واجب على الله. اذا النبوة ثابتة لانها حسن واجب على الله عز وجل. العقل ارشدنا الى ذلك اذا هذا الدليل العقلي وهو التحسين والتقبيح العقلي دليل بنوا عليه ماذا ثبوت النبوة وبالتالي يقولون لو اسقطنا شوف الكلام الان لو اسقطنا دليل التحسين والتقبيح لسقط اثبات النبوة والدين يسقط طيب ماذا ترتب على هذا ايضا؟ لاحظ انهم اثبتوا شيئا في مقابله نفوا شيئا. قال رحمه الله ويجعلون التكذيب والقدر مما يثبته او يقتضيه او يوجبه العقل المعتزلة كما تعلمون يقولون افعال العباد لا تدخل في ماذا ها في تقدير الله عز وجل من جهة المشيئة والخلق من جهة المشيئة والخلق لماذا يقولون الظلم قبيح في العقل ولا لا ما رأيكم قبيح في العقل اذا واجب على الله سبحانه وتعالى ان ينتفي عنه واجب على الله ان ينتفع عنه يعني يمتنع على الله سبحانه وتعالى ولو كان خالقا لافعال العباد لكان خالقا للظلم ولو كان خالقا للظلم لكان ظالما وبالتالي يجب ان ننزهه عن الظلم ولا ولا نتمكن من ذلك الا بان ننفي ماذا تعلق القدر بماذا بافعال العباد اذا بنوا على التحسين والتقبيح العقلي هذا الدليل والعقلي الكبير عندهم بنوا عليه ماذا بنوا عليه مسألة تكذيب القدر ولا شك ان كلامهم باطل من اوجه كثيرة لكن يكفي ان نقول لهم هم يقولون لو كان خالقا للظلم لكان ظالما هذه مقدمة ممنوعة مقدمة ايش ممنوعة غير مسلمة من قال لكم انه لو كان خالقا لشيء لكان متصفا به هم يقولون معنى كلامهم خلاصة كلامهم لو كان خالقا لشيء لكان متصفا به هل هذا صحيح الظالم هو من قام به الظلم اتصف بالظلم فعل ما هو ظلم لكن كونه يخلق ذلك في غيره هذا لا يجعله متصفا به كما انه هو الذي خلق السواد والبياضة في غيره هو الذي خلق الروائح الطيبة والخبيثة هل تقولون انه متصف بشيء من ذلك لانه خلقه في غيره اجيبوا يا جماعة ما يقولون بعد هم معنى يسلمون بانه لو خلق الرائحة الكريهة والله خالق كل شيء. هم يسلمون انه خلق كل شيء الا ايش افعال العباد فقط اما كل شيء عندهم الله خالقه. طيب اليس الله خلق اشياء سوداء اليس الله خلق اشياء بيضاء اليس الله خلق اشياء طويلة واخرى قصيرة؟ ورائحة حسنة ورائحة قبيحة وطعما حسنا وطعما خبيثا. اتقولون بان الله متصف بذلك تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا. اذا كذلك اذا خلق الله عز وجل فعلا قبيحا في مخلوق فانه منزه عن ان يقوم به ذلك واضح لكن البحث هنا يرجع الى الحكمة. ولله عز وجل حكمة بالغة في تقدير ذلك ونحن نعتقد ان كل ما يقع من هؤلاء العباد من منكرات ومحرمات وما الى ذلك نعتقد انه عقوبة من الله سبحانه وتعالى القاعدة عند اهل السنة الاضلال بعقوبة الاضلال كونه يشاء الضلال وكونه يخلق الضلالة هذا منه عقوبة وايقاع العقوبة في محلها عدل ولا ظلم عدل والعدل حسن او قبيح حسن اذا بدليلهم نستدل على نفي ما قرروا واظح يا جماعة؟ طيب اذا الخلاصة التي اريد ان اقول ان القوم لما جعلوا المرجع هو العقل اتوا بهذه اه الاصول العجيبة التي لازمها ولابد ان يؤمنوا ببعض الكتاب ويكفروا ببعض لا يستقيم طرد قواعدهم العقلية انتبه لهذه فهي مهمة. لا يستقيم طرد قواعدهم العقلية الا بان يؤمنوا ببعض الكتاب ويكفر ببعض هم يريدون ان يحافظوا على شيء من الشريعة لكنهم يقولون لا نستطيع ذلك الا بان ننفي بعضا اخر وهذا من المشكلات الكبرى التي وقع فيها اهل البدع وسلم الله منها اهل السنة والجماعة هم فقط الوحيدون من فرق هذه الامة الذين امنوا بالكتاب كله ودخلوا في السلم كافة اهل السنة والجماعة وحدهم جمعوا بين النصوص والفوا بينها وبالتالي امنوا بكل شيء في باب القدر اثبتوا ان الله عز وجل هو الذي علم علم وهو الذي كتب وهو الذي يشاء وهو الذي خلق كل شيء من الامور الحسنة ومن الامور القبيحة ومع ذلك فالله عز وجل له حكمة بالغة ومع ذلك فالله عز وجل منزه عن الظلم سبحانه وتعالى واضح وهكذا قل في في باب الصفات ارادوا تنزيه الله عز وجل فارتكبوا في سبيل ذلك نفي الصفات نعم امنوا ببعض الكتاب لكنهم مع الاسف ها كفروا ببعض هذا لازمه حالهم. لازم حالهم امنوا ببعض الكتاب وكفروا ببعض. ما نستطيع لا يمكن هكذا يقولون ان ننزه الله عز وجل الا بان نرتكب هذه المفسدة وهي اننا ماذا نم في بعض ما ثبت لله عز وجل. جاء اهل السنة والجماعة والحمد لله رب العالمين فاثبتوا لله عز وجل ما ثبت له من الاسماء الحسنى والصفات العلى وفي مقابل هذا نزهوه عما لا يليق به تبارك وتعالى ولم يكن ثمة تعارض اذا العقل والنقل مترافقان متوافقان وللحديث بقية في درس القابلة ان شاء الله والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه اجمعين