الله وسلم نبينا محمد اللهم اغفر لشيخنا وانفعه وانفع به يا رب العالمين قال شيخ الاسلام رحمه الله تعالى في رسالة التدميرية وهم ايضا عند التحقيق لا يقبلون الاستدلال اقرأ ما قبلها ثم هؤلاء لا يقبلون الاستدلال بالكتاب والسنة على نقيض قولهم لظنهم ان العقل عارض السمع وهو اصله فيجب تقديمه عليه والسمع اما اي اول واما ان يفوظ؟ نعم الحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان اما بعد قد مضى عن قاعدة الاصيلة عند المتكلمين وهي انهم يقولون انه عند التعارض بين العقل والنقل يقدم العقل واما النقل فانه يتشاغل على سبيل التبرع بتأويله او تفويضه المهم انه لا يمكن ان نعارض دليلا عقليا بدليل نقلي ولهم الوصول الى هذه النتيجة مسلكان مشهوران المسلك الاول ما مضى الكلام فيه في الدرس الماضي من ان العقل اصل النقل وبالتالي فلا يمكن ان نقدم النقل على العقل لاننا ان قدمنا النقل على العقل كان في هذا القدح في العقل فيسقط بالتالي العقل والنقل المسلك الثاني الذي سلكوه ايضا لا يقل شهرة واعتمادا عندهم عن الاول وهو ان الدليل العقلية قطعي وان الدليل النقلي ظني فاذا تعارض دليل عقلي ودليل نقلي فقد تعارض حينئذ ما هو قطعي مع ما هو ظني فنقدم القطعية على الظن ولهم في دعوة ظنية الادلة النقلية شبهة مردودة لا قيمة لها ولكن الوقت لا يسع للبحث في ذلك الامر فنتج من دعواهم القطعية للادلة العقلية والظنية للادلة النقلية نتج عن هذا امران الاول تقديم العقل على النقل والامر الثاني ان الادلة النقلية لا يستدل بها في المباحث العقدية الادلة النقلية لا يستدل بها في المباحث العقدية قالوا لان المباحث العقدية مباحث قطعية فلا يستدل عليها الا بقطع والادلة الظنية والادلة النقلية ظنية لا عقلية وبالتالي فانه لا محل لها ضمن المباحث العقدية وهذا ما صرح به بعض كبار نظار المتكلمين وبذلك ما نص عليه الرازي في كتابه نهاية العقول نصا قدم بمقدمة ثم خلص الى نتيجة قال فيها فانه لا يستدل في المسائل العلمية بالادلة النقلية المسائل العلمية هي المسائل العقدية لان البحث فيها بعلم وليس في وليس في عمل المقصود انه يصرح صراحة بانه لا يجوز ان يستدل في المباحث العلمية او قال الادلة النقلية لا يجوز التمسك بها هكذا بهذا الحكم القاطع لا يجوز التمسك بها بالمسائل العلمية وذكرت لكم سابقا مقالة العمدي في كتابه ابكار الافكار حيث نص في الجزء الاول من هذا الكتاب في صحيفة عشر واربع مئة حينما كان يبحث في مسألة السمع والبصر وثبوتهما لله عز وجل وذكر ان منا اصحابه واهل مذهبه من استدل على ثبوت السمع والبصر بادلة نقلية تعاب عليهم ذلك وقال ان هذه الادلة لا خروج لها عن الظن والتخمين ولا يستفاد منها العلم واليقين فالتمسك بها فيما سبيله اليقين ممتنع ونص على هذه الجملة ايضا في كتابه غاية المرام وهكذا كانت النتيجة عزل وحي رب العالمين عنان يفيد اليقين في اهم مباحث الدين والله سبحانه وتعالى يقول وان اهتديت فبما يوحي الي ربي اذا هذا هو مسلك القوم وهو انه لا محل ولا موضع للادلة النقلية في البحث العقدي ولذلك يقول ثم هؤلاء لا يقبلون الاستدلال بالكتاب والسنة على نقيض قولهم ثم قال وهم ايضا عند التحقيق لا يقبلون الاستدلال بالكتاب والسنة على وفق قولهم لا فيما يوافق قولهم ولا فيما يخالف قولهم اما فيما يوافق قولهم لان هذه الادلة لا تصلح في المسائل العلمية لانها ماذا لانها ظنية ولذلك لا يستدل بها حتى ولو كانت توافق اصولهم واقوالهم فهذه الادلة لا يستدل بها او لا تذكر عندهم على سبيل الاعتماد والاعتقاد وان كانت تذكر على سبيل الاعتضاد والاستشهاد انتبه لهذه القاعدة الادلة النقلية عندهم لا تذكر على سبيل الاعتماد والاعتقاد وان كانت قد تذكر على سبيل الاعتضاد والاستشهاد كوننا نبني الحكم في المسألة العلمية على دليل عقلي ثم نشفعه ونعضده ونستشهد له بدليل نقلي لا حرج اما ان يكون الاعتماد وان يبنى الاعتقاد على اية او حديث حاشى وكلا هكذا يقول القوم نعوذ من الله من الاهواء يمكن ان يفهم قوله رحمه الله ايضا انما قال وهم ايضا عند التحقيق لا يقبلون الاستدلال بالكتاب والسنة على وفق قولهم لما تقدم يريد ان الشيء الذي ينفونه الحق انه يمكن الاستدلال عليه بالدليل العقلي ايضا فبناء على قولهم بالاستدلال بالدليل العقلي فانهم ملزمون بقبوله لكنه مع الاسف لا يقبلونه اذا قوله هذا هذه الجملة وهم عند التحقيق لا يقبلون الاستدلال بالكتاب والسنة على وفق قولهم لما تقدم يفهم على احد امرين وكلاهما واقع منهم الاول انهم لا يستدلون بها اصلا سواء وافقت او خالفت ولا تذكر على سبيل الاعتماد والاعتقاد انما على سبيل ان ذكرت على سبيل الاستشهاد والاعتضاد فالاستدلال اقامة الدلالة لا تكونوا على دليل نقلي انما على دليل انما على دليل عقلي والامر الثاني انهم يزعمون انه انما نستدل في المسائل العلمية العقدية بالادلة العقلية فاذا قال لهم اهل السنة والجماعة وهذه وهذه عليها ادلة عقلية فانهم يأبون ولا يقبلون وقد بين هذا المؤلف رحمه الله فيما سبق ان كنتم تذكرون ان كثيرا مما ينفونه عن الله عز وجل يمكن اثباته ايضا بدليل العقل فما بالكم لا تطردون دليلكم ولا تعملونه في الشيء الذي تنفونه مع انه جار على اصولكم مع انه جار على اصولكم فكانت النتيجة ان المسألة اهواء لا اقل ولا اكثر ومهما يكن من شيء الحق ان هذا المقام ليس من تقديم العقل على النقل انما هو تقديم الهوى على النقل هذا هو التحقيق والمتكلمون في هذا الباب شأنهم شأن غيرهم من جميع اصناف اهل الاهواء فكلهم متفقون على هذا الاصل وهو تقديم الهوى على النقل المتكلمون يقولون نقدم العقل او ما يزعمون انه عقل على النقل واصحاب الخرافة والدجل يقدمون الكشف على النقل ومتعصبة المذاهب اصحاب التقليدي الاعمى يقدمون قول ائمتهم على النقل والتغريبيون يقدمون مسايرة العصر او ما يزعمونه مسايرة العصر على النقل وهلم جرة كل له من هذا الارث نصيب وهو ارث من ارث ابليس الذي هو اول من عارض برأيه امر ربه حينما قال خلقتني من نار وخلقته من طيف فمن صاع لامر الله عز وجل وعارض امر الله عز وجل برأيه فكل من هذه الاصناف المنحرفة عن الصراط المستقيم لها حظ من هذا الارث نعوذ بالله من الاهواء نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وهؤلاء يضلون من وجوه منها ظنهم ان السمع بطريق الخبر تارة وليس الامر كذلك بل القرآن وبين من الدلائل العقلية التي تعلم بها المطالب الدينية ما لا يوجد مثله في كلام ائمة النظر فتكون هذه المطالب شرعية عقلية احسنت يبين المؤلف رحمه الله الخطأ المنهجية الذي وقع فيه هؤلاء المتكلمون وقد اشار ها هنا الى اربعة اخطاء الخطأ الاول قال فيه رحمه الله منها ظنهم ان السمع بطريق الخبر تارة ما معنى هذه الكلمة الحقيقة ان هذه الكلمة بهذا السياق مشكلة والظاهر والله اعلم ان فيها نقصا وتحريفا والمحقق وفقه الله اشار الى التحريف بقوله تارة استظهر ان الاقرب او قال لعل الصواب المجرد وانت اذا رجعت الى ما قبل قليل في الصفحة التي قبل ذلك قال وكثير من اهل الكلام يسمي هذه الاصول العقلية لاعتقادها انها لا تعلم الا بالعقل فقط فان السمع يعني عند هؤلاء هو ايش مجرد مجرد اخباري الصادق والذي يبدو والله تعالى اعلم ان اه هذه الجملة كما ذكرت لك فيها نقص وفيها تحريف و الذي يبدو والله اعلم انها منها ظنهم ان دلالة السمع بطريق الخبر المجرد ان دلالة السمع بطريق الخبر المجرد والذي دعاني الى ذلك ان الامام رحمه الله قد ذكر هذه الجملة على الصواب في مواضع اخرى من كتبه من ذلك ما نص عليه في درء التعارض في اوائل الكتاب في المجلد الاول في صحيفة ثمان وعشرين والجملة نفسها موجودة في مجموع الفتاوى نفس هذه القطعة موجودة في مجموع الفتاوى في المجلد الثالث في صحيفة ست وتسعين ايه حيث قال رحمه الله فقد غلطوا في ذلك غلطا عظيما بل ضلوا ضلالا مبينا في ظنهم انتبه في ظنهم ان دلالة الكتاب والسنة انما هي بطريق الخبر المجرد ان دلالة الكتاب والسنة انما هي بطريق الخبر المجرد. انتهى كلامه رحمه الله وثمة كلمة مثل هذه او اوضح ايضا بهذا المعنى اوردها اه او هي موجودة في كلام المؤلف رحمه الله في مجموع الفتاوى في الجزء السادس عشر في صحيفة سبعين واربعمئة يرجع اليها طالب العلم اذا شاء المقصود ان المؤلف رحمه الله تعالى يريد ان يبين ان من اخطائهم انهم يظنون ويتوهمون ان دلالة الادلة السمعية انما هي دلالة خبرية فحسب يعني الدليل من الكتاب والسنة انما يشتمل على خبر يجب الايمان به فحسب والحق ان هذه الادلة السمعية تشتمل على الاخبار وتشتمل ايضا على جملة كثيرة صالحة من الدلائل العقلية ايضا اذا الدليل السمعي دليل خبري ودليل عقلي ايضا كونه خبري لانه جاء في الخبر ولانه اشتمل على اخبار وهو دليل عقلي لانه ارشد العقول الى دلائل الى دلائل صحيحة مقبولة مقبولة في العقل وهذا الذي اشار اليه المؤلف رحمه الله حينما قال وليس الامر كذلك بل القرآن بين من الدلائل العقلية التي تعلم بها المطالب الدينية ما لا يوجد مثله في كلام يا ائمة النظر فتكون هذه المطالب شرعية عقلية ويضاف الى هذا ان ما جاء في الادلة السمعية من الدلائل العقلية الحق انه اه الحق انها دلائل خالصة من الكلام الفاسد بعكس كلام اولئك المتكلمين اما ما جاء في النصوص التي وصفها المؤلف بانها مطالب شرعية عقلية لا شك انها حق لا ظلمة فيه انها حق لا باطل فيه ونور لا ظلمة فيه وهدى لا ضلال فيه ونجاة لا هلكة فيه هذا هو الحق الذي لا شك فيه ويدركه اهل الانصاف. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ومنها ظنهم ان الرسول صلى الله عليه وسلم لا يعلم صدقه الا بالطريق المعينة التي سلكوها وهم مخطئون قطعا في الحصار طريق تصديقه فيما ذكروه. فان طرق العلم بصدق الرسول صلى الله عليه وسلم كثيرا. كما قد بسيط فهذا في غير هذا الموضع. نعم هذا هو الخطأ الثاني عندهم فهو كونهم حجروا واسعا حيث انهم حصروا الطريق الى معرفة صحة السمع او صدق الرسول صلى الله عليه وسلم في طريق واحدة لا سواها وهي ما ذكرناه آآ قبل هذا الدرس من انهم انما اعتمدوا على اثبات او في اثبات صحة السمع على اثبات اه وجود الصانع وقدمه باثبات حدوث العالم اليس كذلك وبينا ان هذه الطريق عندهم الطريق الوحيدة كما في كتاب التوحيد للماتوريدي وكما نص على قريب من هذا غير واحد كالرازي وغيره وقد ذكرت لك ان شيخ الاسلام رحمه الله نصف المجلد الثاني من منهاج السنة على انهم يقررون انه لو انسدت هذه الطريق وسقطت لانسد الطريق معرفة الله سبحانه وتعالى الى هذه الدرجة من الغلو في هذا الدليل اذا هم حصروا معرفة او الدليل على معرفة صدق النبي صلى الله عليه وسلم فحسب في ماذا بدليل واحد فحسب وهو ما سموه بدليل الاعراض ما سموه بدليل الاعراض او ما هو اوسع وهو دليل حدوث الاجسام دليل حدوث الاجسام ثم آآ لزم من ذلك اللوازم الباطلة التي تعلمون ومن ذلك نفي صفات الله سبحانه وتعالى اما جميعا على قول طائفة او اما بعضا على قول طائفة اخرى و على كل حال الامر كما قال المؤلف رحمه الله ان طرق العلم بصدق الرسول صلى الله عليه وسلم كثيرة ولا تقتصر على ذاك الدليل العقلي بل لا تقتصر على العقل اصلا انما يقولون ان العقل اصل النقل ولا سبيل لنا الى معرفة آآ صحة من صدق السمع او المعرفة صدق السمع وصحة رسالة النبي صلى الله عليه وسلم الا بالعقل فيكون العقل اصل النقل وبالتالي يجب تقديم العقل على النقل هذا الكلام كما ذكرنا في الدرس الماظي غير صحيح فاننا لو تنزلنا معهم وقلنا فليسقط دليل العقل الذي ذكرته اقول هذا على سبيل التنزل فليسقط دليل العقل الذي ذكره. لو لم يدل دليل عقلي اصلا فان ادلة صحة رسالة النبي صلى الله عليه وسلم سواه كثيرة وعدم الدليل المعين ليس عدما للمدلول المعين كما قد سمعنا هذا وعرفناه فيما مضى والحق كما ذكرت لكم ان العقل متول ثم ولى الرسول صلى الله عليه وسلم وعزل نفسه. عزل نفسه عن الولاية وليس انه عزل نفسه عن النظر والتفكير اه على كل حال نحن ذكرنا فيما مضى ان العقل والنقل متوافقان متعاضدان متناصران العقل والنقل متوافقا متناصران متعاضدان وليس انهما مختلفان او انه يمكن ان يكون بينهما اختلاف. هذه فرضية باطلة ان كانوا حصول تعارض بين عقل ونقل هذا ممتنع هذا ممتنع محال. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ومنها ظنهم ان تلك الطريقة التي سلكوها صحيحة وقد تكون باطلة هذا هو الخطأ الثالث حيث انهم يستدلون باشياء باطلة اذا عرضت على ادلة الكتاب والسنة واجماع السلف والنظر العقلي الصحيح بل والفطرة فانه يظهر بطلان كثير مما يذكرون اهل السنة اهل انصاف لا يقولون ان كل ما يذكره المتكلمون باطل حاشا وكلا لكنهم يقولون ان بعض او كثيرا مما يذكره اولئك من الدلائل باطل نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ومنها ظنهم ان ما عارضوا به السمع معلوم بالعقل ويكونون غالطين في ذلك فانه اذا وزن بالميزان الصحيح وجد كما يعارض الكتاب والسنة من المجهولات لا من المعقولات. وقد بسط الكلام على هذا في غير هذا الموضع احسنت قلت يا رعاك الله قبل قليل ان ان كان اه او اثبات امكان تعارض العقل والنقل هذا امر ممتنع محال فلا بحث فيه في الاصل الحق انه معارضة بين الهوى والنقل هذا كلام صحيح ثمة معارضة بين الهوى والنقل ومن اراد ان يتبع الحق فدونه فانه في الحق الخالص الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم هذا هو الحق الخالص النور الذي لا ظلمة فيه والهدى الذي لا ضلال فيه واما ما سواه من اراده فدونه ثم ليتحمل مسؤولية ما يكون عليه بعد ذلك و المؤلف رحمه الله ذكرها هنا قاعدة آآ قيمة تستحق ان تحفظ وهي ان كلما عارض الكتاب والسنة هو من المجهولات لا من المعقولات كل ما عرض الكتاب والسنة هو من المجهولات لا من المعقولات مع الاسف الشديد القوم يسمون الاشياء بغير اسمها يسمون هذه الاهواء التي يعارضون بها النصوص معقولات ووالله انها ابعد ما تكون عن العقول الراجحة الصريحة الصحيحة انما هي اشياء يتوهمونها عقليات وهي عند التحقيق مجهولات لا معقولات وما احسن ما وصف المؤلف رحمه الله اصحاب هذا المسلك في اوائل هذه الرسالة ان كنتم تذكرون حيث قال ولكنه من اهل المجهولات المشبهة بالمعقولات ولكنهم من اهل المجهولات المشبهة بالمعقولات يزينون هذا الجهل وهذه الاهواء بزيي العقل وذلك ابعد ما يكون عن العقل قال يسفسطون في العقليات ويقرمطون في النقليات الا تذكرون هذه الجملة في اوائل هذه الرسالة وهذه قاعدة من خبر كلام المتكلمين فانه يدرك صدقها وجرب ترى المقصود ان القوم آآ ما يزعمونه عقليا هو في الحقيقة ليس بعقلي اذا عارضوا به النقل فانه عند التحقيق يتضح ان ما يذكرونه عقليا ليس بعقلي وان ما يذكرونه يقينيا غاية امره ان يكون ظنيا او ان يكون خطأ لا يعدو حالهم عن ذلك لا يعدو حالهم عن ذلك ولكن الدعاوى على كل حال كثيرة ولا شك ان كل قول يؤدي الى معارضة كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ويؤدي الى الضلال والانحراف هو ابعد ما يكون عن العلم والعقل القوم يكثرون في كتبهم من ذكر مقالة الفلاسفة المشهورة ان الكمال الانساني في الاحاطة بالمعقولات والعلم بالمجهولات والحق ان الفلاسفة وهؤلاء الذين تابعوهم فوقعوا في هذه الورطة الكبيرة اعني المتكلمين لم يصلوا لا الى هذه ولا الى هذه ما وصلوا الى الاحاطة بالمعقولات ولا وصلوا الى العلم بالمجهولات وانما تردوا في اهواء واقحموا انفسهم فيما اه ليس لهم به طاقة فكان منهم ما كان من اثبات الباطل ونفي الحق و مر بنا ان كنتم تذكرون آآ نبذة منا اقوالي اساطينهم وكبرائهم الذين اعترفوا ختام امرهم واخر حياتهم بانهم ما وصلوا الى شيء لانهم ما وصلوا الى شيء او انهم ما استفادوا من حياتهم الا ان جمعوا قيل وقالوا ولم نستفد من بحثنا طول عمرنا سوى ان جمعنا فيه قيل وقالوا وذكرت لكم مقالة الخونجي او الخونجي التي ذكرها شيخ الاسلام رحمه الله في درء التعارض وقال انها بلغتني بالاسناد المتصل وهي انه يقول مع انه وصفه انه من كبارهم ومن محققيهم يقول انني اموت وما عرفت الا ان الممكن مفتقر الى الواجب هذه الخلاصة اليقينية التي وصل اليها القضية المستيقنة التي وصل اليها هي فقط ماذا ان الممكن مفتقر الى الواجب ثم عقب على ذلك فقال والامكان امر عدمي اموت وما علمت شيئا هل بعد هذا يقال ان هذه الاهواء وان هذا العلم الذي اسموه علم الكلام فعارضوا به وحي الله كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ايستحق بعد هذا ان يسمى ادلة عقلية او الحق انها اه مجهولات واهواء يضرب بعضها بعضا ويحطم بعضها بعضا هذا هو الحق وهذا هو الذي وصل اليه اه في اخر امرهم وكلمات الرازي وكلمات ابي المعالي كلمات غيرهم كلها على هذا. كلها تدور على هذا والله المستعان. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله والمقصود هنا ان من صفات الله تعالى ما قد يعلم بالعقل كما يعلم انه عالم وانه قادر وانه حي كما ارشد الى ذلك قوله الا يعلم من خلق نعم اه انتقل المؤلف رحمه الله الى بيان ان صفات الله سبحانه وتعالى كما ان الخبر اعني الدليل السمعية قد دل عليها فان جملة منها يمكن ان يستدل عليها ايضا بدليل العقل وانت خبير يا رعاك الله بان صفات الله سبحانه وتعالى تنقسم الى قسمين تنقسم الى صفات خبرية والى صفات ماذا خبرية عقلية ماذا بكم مرت بنا تقسم الصفات بعدة اعتبارات من تلك الاعتبارات تقسيم الصفات باعتبار الدليل باعتبار الدليل فقل لا تنقسم الى صفات خبرية فلا سبيل للوصول الى العلم بذلك الا من طريق الخبر. استواء الله عز وجل على العرش لو لم يرد في الادلة ان الله عز وجل استوى على العرش ما اهتدت العقول الى ذلك فكانت ماذا خبرية محضة والضرب الثاني ما توارد على اثباته دليلا الخبر اعني النقل والعقل وان كان النقل هو الاصل والعقل عاضده والعقل عاضده وقلنا هناك فرق بين الاستواء والعلو صفة الاستواء معلومة بالخبر فحسب واما صفة العلو فهي معلومة بالخبر وبالعقل ايضا العقول السليمة ولا شك تجزم بان الباري سبحانه وتعالى فوق كل شيء وان الله سبحانه وتعالى عال على كل شيء له العلو المطلق سبحانه وتعالى اذا يقول هناك من صفات الله عز وجل ما قد يعلم بالعقل كما يعلم انه عالم وانه قادر وانه حي كما ارشد الى ذلك قوله الا يعلم من خلق يريد لك المؤلف رحمه الله مثالا على ان الدليل السمعي فيه الخبر وفيه العقل ايضا انظر الى هذه الدلالة العقلية. الا يعلم من خلق وسواء جعلت من ها هنا في محل الرفع على انها فاعل الا يعلم الخالق الا يعلم الخالق انظر الى هذا الاستفهام التقريري الذي يرجع الناس الى عقولهم ايكون خالق غير عال ايكون خالق غير عالم هل هذا مقبول في العقول كيف يخلق اذا اذا كان جاهلا كيف يخلق اذا كان جاهلا او قلنا ان من ها هنا في محل نصب مفعول به. يعني الا يعلم الذي خلق يعني ما خلقه وهذا ايضا يرد الناس الى عقولهم الا يعلم جل في علاه وهو الخلاق العليم سبحانه الشيء الذي يخلقه ايمكن ان يخلق شيء وهو مجهول؟ عند خالقه ايمكن ان تصنع شيئا مجهولا لا تعلمه او ان العلم يسبق صناعتك اجب يا رعاك الله فكيف بالايجاد من العدم؟ هذا الصنع الذي هو تحويل شيء الى شيء او مادة الى شيء اخر فكيف بالايجاد من العدم الا يعلم من خلق اذا الله عز وجل موصوف بالعلم قطعا كذلك الامر بالنسبة الى صفة القدرة وانه سبحانه وتعالى قادر فالعقل مضطر الى اثبات ان الخالق قادر لان العاجز لا يفعل ولا يخلق ولا يكون منه شيء من معاني الربوبية اليس كذلك كل عاقل يدرك ذلك ان العاجز لا يفعل ولا يخلق. اذا الله سبحانه وتعالى ولابد متصف بالقدرة وقل مثل ذلك في قوله وانه حي صفة الحياة لله عز وجل مدركة بالعقل كما هي مدركة بالنقل وانه الحي الذي لا يموت سبحانه وتعالى وذلك انه خالق مدبر سبحانه وتعالى والميت لا يفعل ولا يخلق الميت لا يفعل ولا يخلق ثم دل العقل على اتصافه بصفات كثيرة من صفات الجلال ونعوت الجمال سبحانه وتعالى وهذا لا يمكن ان يكون الا في حي هذا لا يمكن ان يكون لا يكون هذا الامر وهو صفات الله عز وجل. الصفات الجليلة العظيمة لا تكون في ميت بل لا تكون الا الا في حي اذا العقل يتوارد مع النقل في اثبات جملة صالحة من صفات الله سبحانه وتعالى نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وقد اتفق النظار من مثبتة الصفات على انه يعلم بالعقل عند المحققين انه حي عليم قدير مريد وكذلك السمع والبصر والكلام يثبت بالعقل عند المحققين منهم بل وكذلك الحب والرضا والغضب يمكن اثباته بالعقل. نعم يقول رحمه الله وقد اتفق النظار من مثبتة الصفات النظار جمع نظار المفرد بالفتح والجمع بالضم نظار تجد في بعض تراجم اه المترجمين في كتب التراجم تجد انه يقول فلان الحجة النظار ومجموع هؤلاء نظار وهذا الذي اورده المؤلف رحمه الله قال اتفق النظار من مثبتة الصفات النظار يقولون هم اهل الفكر والتدقيق والبحث والتحقيق اهل الفكر والتدقيق والبحث والتحقيق او لا يسمون ماذا نظارا يعني الذين لهم حظ من البحث والنظر التحرير والتحقيق والبحث العقلي وما الى هذه المعاني هؤلاء يسمون ماذا نظارا وفي كل فن نظار وفي كل فن نظار انت خبير بان البحث شيء والتوفيق شيء اخر وان الذكاء شيء والزكاة شيء اخر نحن نقول هذا النظار وهو لفظ مبالغة من النظر كثيرو هم هؤلاء كثيرو النظر لكن هذا لا يستلزم ماذا الاصابة لا يستلزم الاصابة قد ينظر الانسان ويوفق الى الصواب وقد ينظر ويفكر ويدقق ويحقق ولا يصل الى الصواب اذا لا يلزم من ان يكون النظار دائما ماذا اه مسددين اه واصلين الى الحق ويكثر استعمال كلمة النظار في المباحث العقدية على المتكلمين او على ائمة المتكلمين اقول يكثر في المباحث العقدية اطلاق كلمة النظار على ائمة المتكلمين الذين يرجع اليهم الذين يبحثون المسائل ويعول على ما يقررون يعول اتباعهم عليهم في المباحث الكلامية لكن ذلك ليس بمضطرد لكنه كثير لكنه ماذا كثير لكن من هم النظار من مثبتة الصفات شيخ الاسلام رحمه الله وضح مقصده هي ما اورد في المجلد السابعة عشر هي صحيفة تسعة واربعين بعد المئة حيث اورد آآ ذكر نظارة المثبتة مثبتة الصفات قال كالكلابية والاشعرية والكرامية وعدد من هؤلاء اذا هؤلاء هم الذين يريدهم المؤلف رحمه الله بقوله النظار من مثبتة الصفات ولماذا وصفهم بالاثبات مع كثرة النفي الذي وقعوا فيه في مقابل النفات اهل النفي المحض الجهمية المحضة والمعتزلة هؤلاء يمنعون اصل اتصاف الله عز وجل بالصفات لكن هؤلاء في الجملة مثبتة يعني لا يمنعون اصل قيام الصفات بالله عز وجل. يقولون تثبت الصفات لله عز وجل. ثم بعد ذلك كان الخطأ فيما يثبت من هذه الصفات وما لا يثبت فهمنا ليس مراده انهم مثبتة كاهل السنة لا اذا ما قارناهم باهل السنة فينبغي ان نقول انهم معطلة ونفات لانهم عطلوا كثيرا من صفات الله عز وجل لكن اذا ما قارناهم اهل النفي المحض يصح تسميتهم مثبتة الصفات وقد يسميهم ومر بنا شيخ الاسلام الصفاتية يسميهم الصفاتية هذه اوصاف نسبية لا لا مطلقة هذه اوصاف نسبية لا مطلقة حنانيك بعض الشر اهون من بعض يقول هؤلاء متفقون على انه يعلم بالعقل عند المحققين انه حي عليم قديم مريد هذه الصفات يقول المؤلف رحمه الله انهم متفقون على انها معلومة بالعقل وصدق اما العلم والقدرة والحياة فقد سبقت اه وكذلك الارادة كون الله عز وجل مريدا هذا معلوم بالعقل فالله عز وجل ولابد متصف بالارادة لان تخصيص المخلوقات بقدر وهيئة ووصف وما الى ذلك لا يكون الا من مريد فلا يخصص الا بارادة لا يخصص الا مريد اراد هذا القدر دون ذاك واراد هذا الوصف دون ذاك لم جعل هذا طويلا وهذا قصيرا وهذا ابيض وهذا احمر لماذا؟ يعني هذا ابيض وهذا اسود لماذا لانه اراد فلما خص هذا بشيء خص هذا بشيء وخص هذا الكون بمقدار وآآ صفات دل هذا على انه متصف بماذا؟ بالارادة والعقل يقطع بثبوت ذلك كما ان النقل قد دل عليه قال وكذلك السمع والبصر يثبت بالعقل عند المحققين منهم وهذا اه من دقة المؤلف رحمه الله حيث انه ذكر في الصفات الاربع السابقة انها محل اتفاق من هؤلاء النظار آآ لكن السمع والبصر والكلام يثبت بالعقل عند المحققين منهم وهذا صحيح لهم في تقرير ذلك اعني اه بعض هؤلاء او كثير من ائمتهم ومحققيهم لهم مسالك عقلية في اثبات هذه الصفات الثلاث من ذلك مسلك مشهور سيأتي بحث طويل فيه واذكره باقتضاض وهو مسلك صحيح اهل السنة والجماعة ايضا يسلكونه وهو ما يمكن ان يسمى بدليل الضدية او دليل التقابل لو لم يكن الله عز وجل متصفا بالسمع والبصر والكلام لكان متصفا بضد ذلك فكان متصفا بالعمى والصمم والبكم وهذه صفات نقص والله عز وجل منزه عن ذلك بالنص والاجماع والفطرة فوجب ان يكون متصفا باضداد ذلك فوجب ان يكون متصفا باضداد ذلك وهذا ما سنبحث فيه بعد اه برهة ان شاء الله وهذا المسلك سلكه جماعة من كبارهم كالاشعري والجويني الشهرستاني آآ الباقلان وكثير من هؤلاء وبعضهم نقده كما سيأتي في كلام الامدي لكن حتى الذين نقدوه كالامد والرازي ايضا زيفه في بعض كتبه استدلوا بدليل اخر قالوا السمع والبصر والكلام كمال الله عز وجل موصوف بالكمال فاذا كان هذا كمالا في المخلوق فلا ان يكون في الخالق من باب اولى وهذا ايضا مسلك عقلي صحيح وهذا كما ذكرت لك سلكه الرازي وسلكه الامدي سلكه قبلهما الغزالي الى غير هؤلاء. المقصود بغض النظر عن الدليل العقلي المعين المقصود انهم استدلوا بماذا بالعقل على اثبات هذه الصفات لله سبحانه وتعالى وهي الصفات العقلية النفسية او ما يسمونه بصفات المعاني له الحياة والكلام والبصر سمع ارادة وعلم واقتدر هذه الصفات اثبتوها لله عز وجل لان العقل ماذا لان العقل قد دل عليها ثم عقب المؤلف رحمه الله تعالى على ذلك بان قال بل وكذلك الحب والرضا والغضب يمكن اثباته بالعقل اهل السنة والجماعة يقولون ان كانت تلك الصفات ثابتة بالعقل وهذا حق فان اثبات غيرها ايضا يمكن ان يكون بماذا بالعقل ومثل لي هذا بالحب والرضا والغضب ارجع معي حفظك الله الى صحيفة ثلاث وثلاثين هذه مسألة مرت بنا سابقا حينما تعرضنا القاعدة العظيمة التي اوردها المؤلف رحمه الله وجعلها الاصل الاول من الاصلين الذين ذكرهما وهذا الاصل هو القول ببعض الصفات كالقول في البعض الاخر لما اراد ان يناقش المؤلف رحمه الله الضابط الذي لاجله اثبت اه بعض المتكلم او اثبت المتكلمون بعض الصفات ونفوا بعضا. ما الضابط اوردوا الضابط الثاني الذي ذكرناه وهو ان العقل اثبت هذه الصفات فاثبتناها وما عداها ما اثبتها العقل فنفيناها فالضابط هو ماذا العقل رد المؤلف رحمه الله على هذا ببعض الردود ثم قال الثاني ان يقال يمكن اثبات هذه الصفات بنظير ما اثبت به تلك من العقليات فيقال نفع العباد بالاحسان اليهم يدل على الرحمة وكذلك يدل على المحبة كون الله عز وجل يخص اولياءه بالفضل هذا دليل على انه متصف بالرحمة وكذلك متصف بالمحبة قال كدلالة التخصيص على المشيئة واكرام الطائعين يدل على محبتهم كما ذكرت لك وعقاب الكفار يدل على بغضهم كما قد ثبت بالشاهد وذكر بعد ذلك ما يتعلق بحكمة الله سبحانه وتعالى حتى الغضب اورد المؤلف رحمه الله الغضب كذلك الغضب هو اه من هذه السبيل ايضا فان انتقام الله عز وجل من اعدائه دليل على اتصافه بماذا بالغضب قال سبحانه فلما اسفونا انتقمنا منهم والاسف اشد الغضب اشد الغضب والسخط هو الاسف فقال تعالى فلما اسفونا انتقمنا منهم وهذا مدرك بالعقل ان انتقامه من اعدائه دليل على اتصافه بماذا بالغضب سبحانه وتعالى. اذا الحق الذي لا شك فيه انه يمكن اثبات اه غير ما اثبته هؤلاء بالمسلك نفسه الذي ادعوا انه السبيل الوحيدة لاثبات الصفات وهو دليل العقل. نحن نقول دليل العقل ليس هو الدليل الوحيد هذه نقطة اولى والنقطة الثانية يعني دليل العقل ليس هو الدليل الوحيد لاثبات الصفات. لنقل ان بقية الصفات جميعا ما دل عليها العقل لكن دل عليها النقل والثقة بالنقل اعظم من الثقة بالعقل فالعقل قد يخطئ. لكن النقل لا يخطئ فالثقة به اعظم وقلنا ان عدم الدليل ليس عدما للمدلول هذا دليل سقط لكن عندنا دليل اثبت واقوى ثم نقول ومع ذلك نقول ان كلامكم غير صحيح بل بعض ما انكرتموه يمكن اثباته بالعقل ايضا يمكن اثباته بالعقل ايضا. على كل حال البحث ها هنا يعني سيطول لكن اه لهذه المباحث آآ تكملة ان شاء الله فيما يتعلق بالعلوم ما يتعلق بالرؤية وغير ذلك نؤجله ان شاء الله الى الدرس القادم اسأل الله عز وجل لي ولكم التوفيق والسداد والسلامة من الاهواء ان ربنا سميع الدعاء وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه اجمعين