بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لشيخنا وانفعه وانفع به يا رب العالمين قال شيخ الاسلام رحمه الله تعالى في رسالته لاهل تدمر فصل واما الاصل الثاني هو التوحيد في العبادات المتضمن للايمان بالشرع والقدر جميعا. فنقول انه لابد من الايمان بخلق الله وامره فيجب الايمان بان الله خالق كل شيء وربه. نعم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا اما بعد فهذا هو الاصل الثاني الذي بنى المؤلف رحمه الله كتابه عليه مع صنوه الاصل الاول تذكرون ان المؤلف رحمه الله افتتح هذا ال الكتاب ببيان هذين الاصلين وهما التوحيد في الصفات والتوحيد في الشرع والقدر وانتهى كلام المؤلف رحمه الله في الاصل الاول وهو ما يتعلق بصفات الله سبحانه وتعالى انتهى بختام القاعدة السابعة ثم بدأ المؤلف رحمه الله ببيان الاصل الثاني فقال فصل واما الاصل الثاني وهو التوحيد في العبادات المتضمن للايمان بالشرع والقدر جميعا هذا الاصل ضمنه المؤلف رحمه الله موضع موضوعات متعددة فتكلم اولا عن حقيقتي التوحيد بعد ان ذكر نبذة في القدر وبسط بعض الشيء مراتب القدر الاربع ذكر بعد ذلك حقيقة التوحيد والشرك عند اهل السنة والجماعة ثم ثنى ببيان حقيقة التوحيد عند المتكلمين ونقده ثم اتى بعد ذلك بحقيقة التوحيد عند الصوفية ونقد كلامهم ثم تكلم رحمه الله بعد ذلك عن المخالفين في باب القدر وان كان عقد قبل ذلك مقارنات بين الفرق ذكر جملة من الفرق وعقد مقارنات بين هذه الفرق ثم بعد ذلك عاد فتكلم عن معنى الشهادتين قبل ان نبين مخالفة المخالفين في باب القدر شرح ايضا مرة اخرى معنى الشهادتين شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله ثم عطف على المخالفين في باب القدر الكلام على معنى الكلام عن التحسين والتقبيح العقليين ثم اردف ذلك بالكلام عن مصطلح الفناء والمعنى الصحيح والمعنى الباطل الذي يستعمل في اه يستعمل تستعمل كلمة الفناء فيه يعني تارة يستعمل استعمالا صحيحا وتارة يستعمل استعمالا باطلا ثم ختم الكتاب بوصايا نافعة تتعلق بمسائل شتى من الوصية بالاتباع وبيان شرطي قبول العمل الصالح وما الى هذه الموضوعات اذا هذا هو الاصل الثاني وهو التوحيد في العبادة او كما قال المؤلف رحمه الله التوحيد في العبادات وذلك يتضمن الايمان بالشرع والقدر جميعا ما وجه العلاقة بين التوحيد في العبادة والايمان بالشرع والقدر جميعا لماذا ربط المؤلف رحمه الله بين هذين لماذا جعل الايمان بالشرع والقدر جميعا مضمنا في توحيد العبادة الجواب عن ذلك ان يقال ان التوحيد لا يكون توحيدا الا بالجمع بين الايمان بالشرع والايمان بالقدر لا يكون الموحد موحدا حتى يجمع بين الايمان بهذين الامرين جميعا ما هما ما هما الايمان بالشرع والايمان بالقدر والناس في هذا الباب مفترقون الى اربع فرق اما الفرقة الاولى فهم اهل التوحيد والايمان هؤلاء هم خلصوا الوجود هم اهل السعادة والتوفيق الذين جمعوا بين الايمان بالشرع والايمان بالقدر هؤلاء عملوا لله بالله بامر الله هؤلاء عملوا لله اخلصوا دينهم لله بالله استعانوا بالله سبحانه وتعالى لانهم يعتقدون انه لا حول ولا قوة الا بالله وكان ذلك بامر الله عبدوا الله بما شرع الله تعبدوا لله بما احب لا بما احبوا فكان تعبدهم بامر الله اذا هؤلاء جمعوا بين الايمان بالشرع يعني بالامر والنهي مع القدر هؤلاء اعتقدوا ان كل شيء من حركة او سكون او عين او صفة لا تكونوا الا بتقدير الله سبحانه وتعالى لا تكون الا بعلمه وكتابته والا بمشيئته وخلقه سبحانه وتعالى ومع ذلك فانهم جدوا واجتهدوا في طاعة الله سبحانه وتعالى وما جعلوا ايمانهم بالقدر سببا في تقصيرهم في العمل انما احتجوا بالقدر على المصائب لا على المعائب احتجوا بالقدر على المصائب لا على المعائب يعلمون ويوقنون بان الله سبحانه وتعالى لا يطاع الا باعانته كما انه لا يعصى الا بمشيئته سبحانه وتعالى اذا هؤلاء هم الفرقة الاولى الذين وحدوا الله حقا جمعوا بين الايمان بالشرع والايمان بالقدر جميعا اما الفرقة الثانية فانهم اولئك الذين امنوا بالقدر لكنهم قصروا في الايمان بالشرع او اهملوا ذلك بالكلية عندهم ايمان بماذا عندهم ايمان بالقدر واهمال للشرع ظنوا ان بين هذين تضاد انتبه يا رعاك الله الشرع والقدر امران مختلفان يجتمعان وليس امرين متضادين لا يجتمعان ان كنتم تذكرون كلامنا في المختلفات والمتقابلات. اتذكرون وقلنا ان من الاشياء اشياء مختلفة المختلفان امران ليسا متماثلين اليس كذلك ولكن يمكن ماذا اجتماعهما فالسواد والحلاوة ليس متماثلين لكن يمكن اجتماعهما في التمرة اليس كذلك الايماء الشرع والقدر امران ماذا مختلفان يجتمعان بل يجب ان يجتمعا اما المخالفون فانهم يعتقدون ويقولون سواء بلسان حالهم او بلسان مقالهم ان الشرع والقدر ماذا ظدان لا يجتمعان ضدان لا يجتمعان والحق ولا شك الامر الاول فلا توحيد ولا ايمان الا بان يجمع الانسان بين ايمانه بالشرع والقدر جميعا اذا الفرقة الثانية قالت نحن مؤمنون بالقدر اما الشرع تقصروا او اهملوا بالكلية وركنوا الى القدر ركنوا الى ماذا الى القدر قابلتهم فرقة ثالثة وهم الذين اتوا بالامر والنهي امنوا بالشرع لكنهم قصروا في الايمان بالقدر او اهملوا ذلك بالكلية هؤلاء علقوا الامور بانفسهم فهم يحدثون افعالهم بمشيئتهم دون ان يكون لذلك تعلق قدر الله سبحانه وتعالى لا دخل لمشيئة الله ولا لخلقه بما يأتون او يذرون بما يفعلون او يتركون هذه فرقة مقابلة للفرقة الثانية اما الفرقة الثالثة فانهم اولئك الذين قصروا في الامرين او اهملوا الامرين وهؤلاء بشر الحال هؤلاء بشر حال وهم اسوأ تلك المذاهب وسيأتي ان شاء الله الكلام عن هذه الفرق واحوالها ومقالاتها ونحن لا نزال في مقدمة البحث في هذا الموضوع قال المؤلف رحمه الله واما الاصل الثاني وهو التوحيد في العبادات المتضمن للايمان والشرع بالشرع والقدم جميعا فنقول انه لابد نعم نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله فنقول انه لابد من الايمان بخلق الله وامره فيجب الايمان بان الله خالق كل شيء وربه ومليكه. وانه على كل شيء قدير. وانه ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن. فلا حول ولا قوة فانا بالله وقد علم ما سيكون قبل ان يكون وقدر المقادير وكتبها حيث شاء. كما قال تعالى الم تعلم ان الله يعلم ما في السماء ايها الارض ان ذلك في كتاب ان ذلك على الله يسير في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ان الله قدر مقادير الخلائق قبل ان يخلق السماوات والارض بخمسين الف سنة وكان عرشه على ما هذا الاصل كما ترى اذا كان يتكلم عن الشرع والقدر فالكلام فيه ينفصل الى موضوعين كل كلام المؤلف رحمه الله يدور على هذين على الشرع والامر والنهي وعلى القدر والتوحيد يجمعهما والتوحيد يجمعهما بدأ رحمه الله بنبذة مركزة عن القدر القدر ليس الا هذه الاشياء التي سمعتها هي المراتب الاربع التي اطبق عليها الرسل واتباعهم وان من بها اهل السنة والجماعة قاطبة والمؤلف رحمه الله انما ذكرها والله اعلم بحسب ما سنح في خاطره فذكر الخلق ثم المشيئة ثم العلم ثم الكتابة الترتيب الحق هو ان الله سبحانه وتعالى علم ثم كتب ثم شاء ثم خلق المسألة بهذا الترتيب فالله عز وجل علم قبل ان يكتب وكتب قبل ان يشاء وخلق عقب مشيئته سبحانه وتعالى اذا هذه هي المراتب الاربع التي لا ايمان بالقدر الا بتحقيق الايمان بها علم كتابة مولانا مشيئته وخلقه وهو ايجاد وتكوين العلم وهو اعتقاد ان الله سبحانه وتعالى علم كل شيء ازلا وابدا بالماضي والحال والمستقبل علم ما كان وما يكون وما هو كائن بل ولم وما لم يكن لو كان كيف يكون من الممكنات بل ومن المستحيلات الله بكل شيء عليم وسع كل شيء رحمة وعلما جل ربنا وعز والادلة على ذلك كثيرة في الكتاب والسنة المرتبة الثانية ان الله عز وجل كتب في اللوح المحفوظ الذي هو محفوظ من الزيادة والنقصان والغلط كتب الله سبحانه وتعالى مقادير كل شيء الى ان تقوم الساعة قبل خلق السماوات والارض والى ان تقوم الساعة كتب الله عز وجل مقادير ذلك كله في هذا اللوح المحفوظ ودل على هذا ما ورد المؤلف رحمه الله من الاية والحديث الم تعلم ان الله يعلم ما في السماء والارض ان ذلك في كتاب ان ذلك على الله يسير وكذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم كتب الله مقادير كل شيء قبل خلق السماوات والارض بخمسين الف سنة قال وعرشه على الماء الامر الثالث مشيئة الله سبحانه وتعالى فيعتقدون اعني اهل السنة والجماعة ان الله عز وجل له المشيئة النافذة والقدرة التامة سبحانه وتعالى فما شاء الله كان وهو على كل شيء قدير فكل شيء لا يكون الا بمشيئة الله سبحانه وتعالى كما انه لا حول ولا قوة الا بالله ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن وما تشاؤون الا ان يشاء الله الله عز وجل مشيئته هي الموجبة للاشياء على الحقيقة ليس ثمة شيء يوجب الاشياء ويقتضيها على الحقيقة الا مشيئة الله عز وجل الشيء الذي يشاءه الله عز وجل سيكون ولابد ولا يمكن ان تتخلف مشيئة الله. لا يمكن ان يشاء الله عز وجل شيئا فلا يكون واذا لم يشأ الله عز وجل كون شيء فلن يكون الامر الرابع الا وهو مرتبة الخلق فيؤمن اهل السنة والجماعة بان الله عز وجل خالق كل شيء وحده لا شريك له فما ثمة موجود الا خالق ومخلوق والخالق هو الله وحده وما سواه فمخلوق. الله خالق كل شيء قال سبحانه وخلق كل شيء والخلق يشمل كل شيء سواء كان من الاعيان او كان من الصفات والافعال فهذا اذا يشمل خلقنا وخلق افعالنا ايضا والله عز وجل كما مر بنا في دروس الواسطية وغيرها الله عز وجل قد يخلق بلا واسطة وقد يخلق بواسطة قد يخلق بلا واسطة وقد يخلق بواسطة مع غناه سبحانه وتعالى عن هذه الواسطة لكنها حكمته سبحانه وتعالى اذا هذا بالجملة هو القدر وهذه مراتبه الايمان بالقدر يعني الايمان بان الله سبحانه وتعالى علم كل شيء وكتب وشاء وخلقه هذا هو القدر وهذا هو الايمان به. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ويجب الايمان بان الله تعالى امر بعبادته وحده لا شريك له كما خلق الجن والانس لعبادته. وبذلك ارسل رسله وانزل كتبه وعبادته تتضمن كمال الذل له والحب له. وذلك يتضمن كمال طاعته. ومن يطع الرسول فقد اطاع الله. طيب لاحظ ان هذه الجملة اشتملت على قواعد مهمة الحق انها اصول ينبغي اعتقادها في باب توحيد الالوهية اولا ان الله عز وجل امر بعبادته وحده لا شريك له يجب ان يعتقد ان الله ما امر الا بتوحيده ولم يأمر ولا يأمر سبحانه وتعالى قط بالشرك به امر الله عز وجل انما كان بماذا بالتوحيد لا بالشرك القاعدة الثانية ان الله عز وجل انما خلق الجن والانس لعبادته وحده لا شريك له وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون التوحيد هو الغاية والحكمة من خلق السماء من خلق البشر بل خلق هذا الكون كله. الله عز وجل ما خلق ذلك الا لانه يحب ان يعبد هذه الحكمة المحبوبة لله سبحانه وتعالى هي التي لاجلها يفعل ولاجلها يخلق سبحانه وتعالى. وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. فهي على اصطلاح المناطق العلة الغائية من خلق الخلق عبادة الله وحده لا شريك له والعلة الغائية هي التي يفعل لاجلها هذا شيء يحبه الله وتعالى بغض النظر عن كونه واقعا او غير واقع العلة الغائية لا يلزم وقوعها لا يلزم وقوعها جزما قد تقع وقد لا تقع كونها تقع او لا تقع مرجعه الى مشيئة الله سبحانه وتعالى. اما كون ذلك حكمة يحبها الله سبحانه ويفعل لاجلها فلا يعارض ذلك ان اكثر الخلق ما عبدوا الله لا يعارض ذلك ان اكثر الخلق ما عبدوا الله فمرجع ذلك الى مشيئته هو الذي شاء ذلك ولو شاء لامن من في الارض كلهم جميعا لو شاء الله ما عصي لو شاء الله ما اشرك به لكن لله حكمة بالغة سبحانه وتعالى اذا الله عز وجل خلق الخلق وله حكمة لاجلها خلق ولاجلها فعل وهي ان يعبد اما وقوع ذلك فهذا لا يعارض اما وقوع ذلك او عدم وقوعه فهذا لا يعارض مسألة الحكمة مسألة الحكمة في الخلق شيء ومسألة كونه يشاء ان يعبد او يشاء وان يعصى او يشاء ان يشرك به هذا شيء هذا شيء اخر. اذا هذه القاعدة الثانية قال وبذلك ارسل رسله وانزل كتبه هذه القاعدة ها الثالثة الله عز وجل انما ارسل رسله وانزل كتبه للتوحيد وبالتوحيد التوحيد اعظم ما في رسالات الانبياء والتوحيد اكمل ما في كتب الانبياء التوحيد هو اعظم ما انزل الله سبحانه وتعالى في هذه الكتب. وما ارسل به الرسل فهو حقيقة الدين وهو اوله وهو اخره وهو لبه وظاهره الحق ان كل شيء يدور على هذا الامر وهو التوحيد فان دعوات الانبياء الذين دعوا الى الله سبحانه وتعالى وبلغوا ما امروا به انما كانت التوحيد لله امروا بالتوحيد وبمكملات التوحيد وحذروا من ضد ذلك اذا دعوات الانبياء عليهم الصلاة والسلام انما تعلقت ابتداء وانتهاء بالتوحيد قال وعبادته تتضمن كمال الذل والحب له. وذلك يتضمن كمال طاعته هذه القاعدة الرابعة ما هي العبادة العبادة لخصها المؤلف رحمه الله في هاتين الكلمتين العبادة كمال الحب مع كمال مع كمال الذل كمال الحب مع كمال الذل اللغة العربية اصل كلمة العبادة فيها يرجع الى معنى الذل. يرجع الى معنى الذل. يقول ابن فارس طريق معبد اي مذلل مطروق. مذلل ايش؟ مطروق. ذللته الاقدام التي تطرقه سارة صار مذللا معبدا هذا من جهة اللغة اما من جهة الشرع فالذل وحده لا يكون عبادة ومعلوم عندك يا رعاك الله ان الشريعة تأتي الى الالفاظ اللغوية فتستعملها استعمالا خاصا الشريعة تأتي الى الالفاظ اللغوية فتستعملها استعمالا خاصا وان كان هذا الاستعمال لا يقطع العلاقة مع الاصل اللغوي اليس كذلك؟ فالصلاة في اصل اللغة الدعاء لكن جاءت الشريعة فاستعملت هذا اللفظ اللغوي باصطلاح شرعي خاص فصارت الصلاة لها مفهوم عبادة لله سبحانه وتعالى مفتتحة بالتكبير مختتمة بماذا بالتسليم ومع ذلك فان الدعاء ماذا جزء فيها بل ركن من اركانها الفاتحة ركن من اركانها وما الفاتحة الا التوحيد حتى ان الله سبحانه وتعالى سمى قراءة الفاتحة بالصلاة مع ان مع ان الفاتحة ماذا جزء منها وهذا في الحديث القدسي الصحيح فتسمية البعض بالكل دليل على اهمية ماذا هذا البعض دليل على اهمية هذا الجزء المقصود ان العبادة في الشرع معنى اوسع من مجرد ماذا؟ الذل. هي ذل بل هي كمال الذل معه كمال المحبة فمن ذل لله وحده فمن ذل لله فقط فانه ما عبد الله كما ان من احب الله فقط ما عبد الله لا يكون عابدا لله الا من جمع بين المحبة والذل. ومن جمع بين المحبة والذل بل بين كمال المحبة والذل فانه سوف تنبعث جوارحه وينبعث قلبه ولسانه بطاعة الله سبحانه وتعالى. يستحيل ان يكون هناك محبة وذل لا يتبعها طاعة لله سبحانه وتعالى. ولذا قال المؤلف رحمه الله وذلك اه وعبادته تتضمن كمال الذل له والحب له وذلك يتضمن كمال طاعته ومن يطع الرسول فقد اطاع الله يتضمن كمال طاعته من احب الله وذل وخطأ فانه سوف يجد في طاعة الله سبحانه وتعالى ولابد طيب قد يقول قائل مر بنا في درس كتاب العبودية ان العبادة اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الاقوال والافعال الظاهرة والباطنة فهل هذا التعريف يعارض هذا التعريف الذي بين ايدينا؟ الجواب لا هذا الذي معنا تعريف للعبادة باعتبار التعبد واما ذاك التعريف فتعريف للعبادة باعتبار المتعبد به فهمنا يا جماعة هذا التعريف الذي بين ايدينا تعريف للعبادة باعتبار التعبد وذاك تعريف للعبادة باعتبار المتعبد به القاعدة الخامسة هي ومن يطع الرسول فقد اطاع الله ومن يطع الرسول فقد اطاع الله لا يمكن ان يطاع الله حتى يطاع رسوله صلى الله عليه وسلم مستحيل لا يمكن ولا يتأتى لاحد ان يكون مطيعا لله حتى يطيع رسول الله صلى الله عليه وسلم كما انه لا يمكن لاحد ان يؤمن بالله بعد بعثة رسوله صلى الله عليه وسلم حتى يكون مؤمنا برسوله صلى الله عليه وسلم كما انه لا تغني احدى الشهادتين تعني الاخرى من اتى بشهادة ان لا اله الا الله وابى ان يشهد ان محمدا رسول الله فلا تنفعه لا اله الا الله اذا هذان ايمان هاتان شهادتان هاتان طاعتان متلازمتان لا تنفك احداهما عن الاخرى طاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم. الايمان بالله والايمان برسوله صلى الله عليه وسلم. الشهادة لله بالوحدانية والشهادة لرسوله صلى الله عليه وسلم بالرسالة هذه اصول خمسة لي او من اصول توحيد العبادة ينبغي التنبه والاهتمام بها وحسن رعايتها وانعام النظر فيها. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ومن يطع الرسول فقد اطاع الله وقد قال تعالى وما ارسلنا من رسول الا ليطاع باذن الله. وقال تعالى ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم اذا طاعة الله لا تتأتى الا بطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وقد قال تعالى واسأل من ارسلنا من قبلك من رسلنا اجعلنا من دون الرحمن الهة يعبدون؟ هذه الاية فيها بحث عند اهل العلم واسأل من ارسلنا من قبلك من رسلنا هل هذا السؤال يمكن ان يكون من رسول الله صلى الله عليه وسلم اليس الرسل قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم قد توفاهم الله اذا كيف يؤمر النبي صلى الله عليه وسلم ان يسأل الرسل الذين ارسلهم الله عز وجل قبله تأمل معي واسأل من ارسلنا من قبلك من رسلنا اجعلنا من دون الرحمن الهة يعبدون هذا السؤال كيف يتحقق من لدن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا احد في حياته عليه الصلاة والسلام من الرسل موجود. اليس كذلك الجواب عن هذا آآ عدة اقوال او اجاب عن هذا اهل العلم بعدة اقوال موجودة في كتب التفسير خلاصتها اما ان يقال ان هذا الامر واسأل توجه الى النبي صلى الله عليه وسلم ليسأل الرسل ليلة الاسراء لانهم قد جمعوا له اليس كذلك فيتحقق ان كانوا سؤالهم او فهو الجواب الثاني وهو الاشهر عند اهل العلم ان يكون المراد ان يسأل الذين ارسل اليهم واسأل من ارسلنا اليهم واسأل من ارسلنا اي اليهم يعني اسأل اتباع اولئك الرسل اسأل المؤمنين باولئك الرسل اذا اسأل من ارسلنا يعني اسأل اتباعهم. اسأل ماذا اتباعهم وهل هذا يمكن التحقق نعم يمكن ان يتحقق من ذلك رسول الله يمكن ان يحقق ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم بان يسأل اليهود ان يسأل النصارى طيب وقيل ان المراد بهذا السؤال استقراء المراد استقراء شرائعهم استقراؤه شرائعهم استقري شرائعهم وانظر هل تجد فيها ان الله سبحانه وتعالى امر بان يشرك به ان يجعل معه الهة يعبدون معه؟ هل تجد شيئا من ذلك ومهما يكن من شيء فعلى اي قول من الاقوال فسرت هذه الاية فالمراد واضح المراد هو تقريع المشركين بان ما هم عليه من الشرك ليس عليه شريعة احد من الرسل عليهم الصلاة والسلام المراد تقريع المشركين فما هم عليه من الشرك من اتخاذ الانداد مع الله سبحانه وتعالى ليس عليه احد من الرسل عليهم الصلاة والسلام. ما نزل في رسالة احد من الانبياء ولا كان في شيء من كتب الله قط. انما هو شيء ابتدعتموه بعيدا عن توجيهات واوامر رسل الله سبحانه وتعالى والعلم عند الله عز وجل نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وقال تعالى وما ارسلنا من قبلك من رسول الا نوحي اليه انه لا اله الا انا فاعبدون. وقال تعالى شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي اوحينا اليك وما وصينا به ابراهيم وموسى وعيسى ان اقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه كبر على المشركين ما تدعوهم اليه. نعم. هذه الايات التي سمعت كلها تدل على الاصول السابقة. وان دين الانبياء والمرسلين لم يكن الا التوحيد وان الله ما امرهم الا بتوحيده وما نهاهم الا عن الشرك به سبحانه وتعالى حتى ان صفوة اولئك الرسل ومقدموهم حتى ان صفوة هؤلاء الرسل ومقدميهم وهم اولو العزم من الرسل الذين جاءوا في هذه الاية شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي اوحينا اليك وما وصينا به ابراهيم وموسى وعيسى هؤلاء هم اولو العزم من الرسل على القول الراجح وهو ما عليه جمهور اهل العلم. وقد جاء ذكرهم مجموعين في موضعين في كتاب الله في هذا الموضع وفي قوله تعالى واذ اخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وابراهيم وموسى عيسى ابن مريم اذا الدين الذي امر الله عز وجل به الانبياء جميعا وعلى رأسهم اولئك المصطفين الذين هم اولو العزم من الرسل عليهم الصلاة والسلام هو توحيد الله عز وجل. كما قال سبحانه وتعالى هنا ان اقيموا الدين وما الدين الا طاعة الله عز وجل وحده لا شريك له هذا الذي امر الله عز وجل به اولي العزم من الرسل سيدهم وامامهم نبينا صلى الله عليه وسلم اعظم الناس قياما بهذا الامر ولا شك اعظم الناس قياما بهذا الامر وهو اقامة دين الله عز وجل والدعوة الى توحيده والنهي عن الشرك به لا شك ان محمدا صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين وامام المرسلين اعظم الناس قياما به عليه الصلاة والسلام. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وقال تعالى يا ايها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا اني بما تعملون عليم وان هذه امتكم امة واحدة وانا ربكم فاتقون فامر الرسول باقامة الدين والا يتفرقوا فيه. ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح ان معاشر الانبياء ديننا واحد والانبياء اخوة لعلات وانا اولى الناس بابن مريم لانه ليس بيني وبينه نبي. نعم انبياء الله عز وجل كما بين عليه الصلاة والسلام هنا دينهم واحد شبههم بالاخوة لعلات بنو العلات هم الذين ابوهم واحد وامهاتهم شتى. يعني اخوة لاب يقال لهم بنوا علات او اخوة لعلات. يقابلهم الاخوة لام الذين امهم واحدة واباؤهم شتى وهؤلاء يقال لهم بنو اخياف بنو اخيف والصنف الثالث هم الاشقاء ويقال لهم بنوا اعيان يقال لهم بنو اعيان. المقصود ان النبي صلى الله عليه وسلم شبه حالة الانبياء عليهم الصلاة والسلام في وحدة دينهم واصل التوحيد الذي بعث الله عز وجل به هؤلاء الرسل بماذا بالاخوة لعلات اصل الدين ماذا؟ واحد لكن الشرائع مختلفة فالاب الذي هو الاصل للاخوة اصلهم ونسبهم يرجع الى من الى ابيهم اذا اصل الدين واحد وهو ماذا التوحيد لكن الفروع وهي الشرائع والاوامر والنواهي يحصل فيها ماذا؟ اختلاف كما ان اخوة العلات امهاتهم ماذا شتى لكن اصلهم لكن اصلهم واحد اذا الانبياء عليهم الصلاة والسلام جميعا اهل دين واحد بالنظر الى ماذا بالنذر بالنظر الى توحيد الله سبحانه وتعالى. كلهم مطبقون ومجمعون عملا. ودعوة على التوحيد كلهم مطبقون مجمعون على التوحيد عملا ودعوة نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وهذا الدين هو دين الاسلام الذي لا يقبل الله دينا غيره لا من الاولين ولا من الاخرين فان جميع الانبياء على دين الاسلام قال تعالى عن نوح عليه السلام واتل عليهم نبأ نوح اذ قال لقومه يا قوم ان كان كبر عليكم مقامي وتذكيري بايات الله على الله توكلت فاجمعوا امركم وشركائكم ثم لا يكن امركم عليكم غمة ثم اقضوا الي ولا تنظرون فان توليتم فما سألتكم من اجر ان اجري الا على الله وامرت ان اكون من المسلمين. وقال عن ابراهيم عليه السلام ومن يرغب عن ملة ابراهيم الا من سفه نفسه. ولقد اصطفيناه في الدنيا وانه وفي الاخرة لمن الصالحين. اذ قال له ربه اسلم. قال اسلمت لرب العالمين. ووصى بها ابراهيم بنيه ويعقوب يا بني ان الله اصطفى قال لكم الدين فلا تموتن الا وانتم مسلمون. وقال عن موسى عليه السلام وقال موسى يا قومي ان كنتم امنتم بالله فعليه توكلوا ان كنتم مسلمين وقال في خبر المسيح عليه السلام واذ اوحيت الى الحواريين ان امنوا بي وبرسولي قالوا امنا واشهد باننا مسلمون وقال فيمن تقدم من الانبياء عليهم السلام يحكم بها النبيون الذين اسلموا للذين هادوا وقال عن بلقيس انها قالت ربي اني ظلمت نفسي واسلمت مع سليمان لله رب العالمين. نعم هذا تأكيد من المؤلف رحمه الله الى المعنى السابق وهو اجماع الانبياء على التوحيد واجتماعهم على الدعوة اليه وهذا هو الاسلام بالمعنى العام وسيأتي معنا قريبا ان شاء الله في كلام المؤلف ان الاسلام له اطلاقان اطلاق بالمعنى العام فهو دين جميع الانبياء والرسل وهو التوحيد واسلام بالمعنى الخاص وهو دين محمد صلى الله عليه وسلم خاصة وهو الذي لا يقبل الله من احد دينا سواه بعد بعثته عليه الصلاة والسلام والى قيام الساعة وهذه المسألة شرحناها ان كنتم تذكرون على وجه التفصيل في شرح كتاب العبودية. مما يدل على هذا المعنى وان دين الانبياء هو الاسلام الذي هو التوحيد هذه الايات التي ذكرها رحمه الله فالله جل وعلا قال عن نوح عليه الصلاة والسلام وامرت ان اكون من المسلمين وقل مثل ذلك في ابراهيم عليه الصلاة والسلام اذ قال له ربه اسلم قال اسلمت لرب العالمين. وهكذا بنيه حينما قال يعقوب يا بني ان الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن الا وانتم مسلمون وهكذا قال موسى عليه الصلاة والسلام ل اتباعه ان كنتم امنتم بالله فعليه توكلوا ان كنتم مسلمين وهكذا قال ايضا اخوهم يوسف عليه الصلاة والسلام توفني مسلما والحقني بالصالحين. وهكذا الحواريون الذين اخبر الله سبحانه وتعالى انهم قالوا واشهد باننا مسلمون وكذلك بلقيس ربياني ظلمت نفسي واسلمت مع سليمان لله رب العالمين. بل الانبياء وجميعا وصفهم الله عز وجل بالاسلام فقال سبحانه وتعالى في آآ سورة المائدة يحكم بها النبيون الذين اسلموا على هذا التفسير قال كلمة الذين اسلموا تعرب يحكم بها النبيون الذين اسلموا صفة ها؟ صفة لي الانبياء ويمكن ان تعربها ايضا ويمكن ان تعربها بدلا يمكن ان تعربها بدلا. المقصود ان الذين اسلموا على هذا التفسير هم الانبياء. اذا الانبياء على دين الاسلام وما هو هذا الاسلام الاسلام العام الذي هو توحيد الله عز وجل. الاستسلام له بالطاعة سبحانه وتعالى. وهذا ما يفسره كلام المؤلف الاتي نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله فالاسلام يتضمن الاستسلام لله وحده. فمن استسلم له ولغيره كان مشركا. ومن لم يستسلم له كان مستكبرا عن عبادته. والمشرك به المستكبر عن عبادته كافر والاستسلام له وحده يتضمن عبادته وحده وطاعته وحده. هذا هو الاسلام بالمعنى العام. ما هو الاسلام بالمعنى العام الجواب انه الاستسلام لله وحده. الاستسلام لله وحده يتضمن الذل والخضوع له والمحبة والتأله له اذا معنى قوله الاستسلام لله شيئان ذل وخضوع ومحبة وتأله. هذا معنى قولنا الاستسلام لله قال فمن استسلم لله ولغيره كان مشركا. ومن لم يستسلم له كان مستكبرا اذا انفصل حال الناس جميعا الى ثلاثة اصناف لا خروج للناس عن ذلك مسلم مشرك مستكبر اذا الاسلام يقابله او يضاده امران الاسلام يضاده امران اولا الشرك والثاني الاستكبار والمستكبر كما بين اهل العلم اما ان يكون ممتنعا واما ان يكون منازعا المستكبر اما ان يكون ممتنعا يمتنع بالكلية عن طاعة الله سبحانه وتعالى او يكون منازعا لله سبحانه وتعالى في امره. هو مستكبر لكونه ماذا ينازع الله سبحانه وتعالى فما خضع لامره ما خضع لامره الشرعي او لامره القدري او لكليهما. اذا الاستسلام لله عز وجل الذي هو الاسلام بالمعنى العام يقابله امران يضادانه هما ماذا الشرك والاستكبار الذي يستسلم لله عز وجل لكنه يستسلم لغيره معه. هذا ماذا مشرك والذي لا يستسلم لله سبحانه وتعالى هذا مستكبر وتنبه هنا يا رعاك الله الى ان المعنيين يتداخلان انما الحكم ها هنا بالاغلبية ليش بالاغلبية بمعنى حينما نقول هذا مشرك وهذا مستكبر فهذا باعتبار ما غلب عليه والا فكل مستكبر مشرك وكل مشرك مستكبر وهذا ما بحثناه وتكلمنا عنه بالتفصيل في رسالة العبودية ان كنتم او ان كان بعضكم يذكر كل مشرك فانه مستكبر ولذا قال الله عز وجل عن المشركين انهم كانوا اذا قيل لهم لا اله الا الله ايش يستكبرون اذا المشرك مستكبر لانه استكبر عن الاخلاص لله عز وجل يقابل ذلك ان كل مستكبر فانه ماذا مشرك نعم بيان ذلك يظهر بالعلم بان كل انسان حارث همام ولذا كان اصدق اسماء بني ادم حارث وهمام اصدق ما ينطبق او ما يوصف به الانسان انه ماذا حارث يحرث ويترك ويعمل ويفعل وايضا همام بمعنى انه يهم ويقصد ويريد فلابد اذا ان يكون له مراد ينتهي اليه فاذا لم يكن الله عز وجل مراده فلا بد ان يتخذ مريدا يعبده وقد دل الحال احوال الناس واستقراء ما هم عليه على انه كلما كان الانسان اعظم استكبارا كلما كان اعظم شركا ولذا من اعظم المستكبرين في الارض فرعون اليس كذلك وصفه الله سبحانه وتعالى بالاستكبار في غير ما اية وهو كان مشركا ويذرك والهتك ويذرك والهتك وهذه الاية لها معنى ولها مفهوم قد قد ذكرناه وفصلنا الكلام فيه في رسالة العبودية ان كنتم تذكرون. المقصود ان كل من استكبر عن طاعة الله عز وجل وعبادته فانه لا بد ان يتخذ معبودا يعبده فيكون الحال انه قد اشرك مع الله عز وجل في الحق الذي هو حق خالص لله قد يكون هذا المستكبر يشرك ويتعبد لصورة لمنصب لدينار لدرهم الى غير ذلك. المهم انه لابد ان يكون ماذا لابد ان يكون متعبدا لغير الله سبحانه وتعالى فيكون بذلك جامعا بين وصفي الاستكبار والشرك لكن كلامنا هنا حينما نقول ان من آآ اشرك مع الله عز وجل غيره فانه يعني استسلم لله ولغيره يكون مشركا وحينما نقول انه ان لم يستسلم بالله يكون مستكبرا هذا باعتبار ماذا باعتبار الغالب عليه نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وهذا دين الاسلام الذي لا يقبل الله غيره وذلك انما يكون بان يطاع في كل وقت بفعل ما امر به في ذلك الوقت. فاذا امر في اول الامر اذا امر في اول الامر باستقبال الصخرة ثم امر ثانيا باستقبال الكعبة كان كل من الفعلين حين امر به داخلا في دين الاسلام. فالدين هو الطاعة والعبادة له في الفعلين وانما تنوع بعض صور الفعل وهو وجهة المصلي فكذلك الرسل دينهم واحد وان تنوعت الشراط والمنهاج والوجهة والمنسك فان ذلك لا يمنع ان يكون الدين واحدا كما لم يمنع ذلك في سيرة الرسول الواحد احسنت يزيد المؤلف رحمه الله هو هذا الموضع المهم بيانا فيقول وهذا دين الاسلام الذي لا يقبل الله غيره وذلك انما يكون بان يطاع في كل وقت بفعل ما امر به في ذلك الوقت هذه كلمة نفيسة وفائدة اوصيك بان تكتنزا مع القواعد والفوائد التي تقتنصها من هذه الرسالة المفيدة هذه كلمة فخمة عظيمة جليلة ليت ان كل مسلم ينعم النظر فيها يقول رحمه الله وهذا دين الاسلام الذي لا يقبل الله غيره وذلك انما يكون بان يطاع في كل وقت بفعل ما امر به في ذلك وقت العابد لله حقا هو الذي يطيع الله سبحانه وتعالى في كل وقت بفعل ما امر به في ذلك الوقت وهذا نستفيد منه عدة فوائد اولا ان اديانا مرسلين وشرائعهم وبعثتهم الله سبحانه وتعالى يطاع حقا حينما يتبع الرسول الذي يأمر باتباعه في ذلك الوقت ومفهوم ذلك انه لم يطع الله من اطاع رسولا سابقا بعد ان امر الله عز وجل ببعثة رسول بعده بمعنى المطيع لله حقا من بني اسرائيل في الوقت الذي بعث الله عز وجل فيه موسى عليه الصلاة والسلام هو الذي يطيعه من موسى ومن كان من بني اسرائيل بعد ان بعث الله عز وجل عيسى لا يكون مطيعا لله لو استمر على طاعتي موسى اذا الله انما يطاع في كل وقت بما امر به في ذلك الوقت لن يكون مطيعا ذاك الانسان الا اذا اطاع من عيسى وقل مثل هذا بعد بعثة محمد صلى الله عليه وسلم كل البشر من بني اسرائيل من العرب من العجم من الانس من الجن من كل احد بعد بعثة محمد صلى الله عليه وسلم انما يطيع الله حقا من اطاع الرسول محمد بن عبدالله الهاشمي القرشي عليه الصلاة والسلام اذا الله انما يطاع في كل وقت بما امر به في ذلك الوقت هذا واحد ثانيا فيما يتعلق بالمثال الذي مثل به المؤلف رحمه الله وهو ما يتعلق بالناسخ والمنسوخ هذه قاعدة استفدناها فيما يرجع الى رسالات الانبياء وفيما يتعلق ايضا بالناسخ والمنسوخ لما كان الاتجاه الى بيت المقدس في الصلاة حينما امر الله عز وجل بذلك كانت طاعة الله عز وجل هي ان تتوجه الى بيت المقدس في الصلاة ومن ابى ذلك كان مستكبرا لكن لما امر الله عز وجل بالتوجه الى بيته الحرام صارت طاعة الله عز وجل من ذلك الوقت انما هي التوجه الى بيت الله الحرام لا لا الى المسجد الاقصى والله عز وجل يخلق ما يشاء ويختار فليس للعبد الا ان يتوجه حيث توجهت ركائب العبادة اذا علا له منار للامر توجه اليه ودار معه حيث دار هذه هي العبودية لله عز وجل حقا ويمكن ان نستفيد من هذه القاعدة فائدة ثالثة تتعلق بباب التفاضل بين الاعمال وهذا يختلف عن سابقيه هذا الامر يختلف عن سابقيه بان الامر الاول اصبح ماذا غير طاعة لم يعد طاعة لله عز وجل الامر الاول الطاعة انما هي في الثاني. اما في هذا الباب الذي ساذكره فالامر فيه مختلف لان البحث فيه بين فاضل ومفضول افضل العبادات عبادة الله عز وجل في الوقت بوظيفة هذا الوقت انتبه لهذا فان هذا من الفقه النفيس في التعبد لله عز وجل افضل العبادة هي عبادة الله عز وجل في الوقت بماذا بوظيفة ذلك الوقت بمعنى انه اذا حضرت الصلاة فافضل ما يعبد الله عز وجل به في ذلك الوقت ان يصلي العبد فاذا انقضت الصلاة فافضل ما تعبد الله عز وجل به في ذلك الوقت ان تذكره واذا نزل العدو ببلاد المسلمين فافضل ما يعبد الله به دفع هذا الصائل والجهاد في سبيل الله اذا غرق مسلم فافضل ما يعبد الله به انقاذه اذا مرض اخوك فافضل عبادة هناك عيادته اذا نزل بك اخوك ضيفا فافضل عبادة حينئذ ان تكرمه اذا عطس اخوك فافضل عبادة في تلك اللحظة هي ان تشمته وهكذا دواليك اذا هذه اشارة يتبعها كلام كثير وتفصيلات كثيرة لكنها تنبئ عما وراءها بان افضل ما يعبد الله عز وجل به في الوقت المعين وظيفة ذلك الوقت المعين ولا شك ان هذا يكتنفه امور نحو التعارض ويحتاج التعارض الى الى ترجيح وكل ذلك يحتاج الى فقه نفس يحتاج الى فقه نفس والا فان هذا من ربح الشيطان على الانسان حينما يميل به عن الفاضل الى المفضول فيربح الشيطان ما بينهما من الفضل والاجر يربح الشيطان ما بينهما من الفضل والاجر. ولذلك كان من مقاصده التي يحرص عليها اذا ما استطاع ان يصرف العبد عن العبادة فانه يصرفه عن الفاضل الى المفضول وهذا ربح في الجملة وفي حق العبد قسارة في الجملة. نعم قال رحمه الله فالدين هو الطاعة والعبادة له في الفعلين الاول في وقته والثاني في في وقته لان المعبود في الحالين واحد وهو الله سبحانه وتعالى ان كان الامر بالتوجه الى بيت المقدس او الامر بالتوجه الى بيت الله عز وجل فالعبادة فينا فالعبادة هنا وهنا انما هي للمعبود الواحد سبحانه وتعالى. قال وانما تنوع بعض صور الفعل وهو وجهة المصلي فكذلك الرسل دينهم واحد وان تنوعت الشرعة والمنهاج والوجهة المنسك فان ذلك لا يمنع ان يكون الدين واحدا كما لم يمنع ذلك في شرعة الرسول الواحد. ليس هذا فقط بين ورسول بل في حق الرسول الواحد حينما ننظر الى الناسخ والى المنسوخ لعل في هذا القدر كفاية ونكمل غدا ان شاء الله والله تعالى اعلم وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه اجمعين