بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لشيخنا والحاضرين وجميع المسلمين قال الشيخ تقني الدين ابو العباس احمد بن عبد الحليم ابن تيمية رحمه الله تعالى في رسالته تحقيق الاثبات للاسماء والصفات وحقيقة الجمع بين القدر والشرع قال رحمه الله والله تعالى جعل من دين الرسل ان اولهم يبشر باخرهم ويؤمن به. واخرهم يصدق باولهم ويؤمن به قال تعالى واذا اخذ الله ميثاق النبيين لما اتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه. قال اقررتم واخذتم على ذلكم اصري. قالوا اقررنا فاشهد. قال فاشهدوا وانا معكم من الشاهدين قال ابن عباس رضي الله عنهما لم يبعث الله نبيا الا اخذ عليه الميثاق لان بعث محمد صلى الله عليه وسلم وهو حي لا يؤمن النبي ولا ينصره قلنا وامره ان يأخذ الميثاق على امته لان بعث محمد صلى الله عليه وسلم وهم احياء ليؤمنون به ولينصرنه وقال تعالى وانزلنا اليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه فاحكم بينهم بما انزل الله ولا تتبع اهواءهم ما جاءك من الحق لكل جعلنا منكم سلعة ومنهاجا. احسنتم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا اما بعد فان الله سبحانه وتعالى من رحمته امتن على اهل الارض بان بعث فيهم انبياءه ورسله عليهم الصلاة والسلام ليبصروا الناس بدين الله وليدعوهم الى الحق ويرشدوهم الى الواجب عليهم من حق الله سبحانه وتعالى وبما لهم من الجزاء ان اطاعوا او عصوا البقاع والقلوب كلها مظلمة الا ما اشرق عليه شمس النبوة واعظم الناس واعظم الانبياء اكملهم نورا نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم وقد جعله الله عز وجل خاتم المرسلين وامام النبيين واوجب على جميع الانبياء قبله من لدن ادم عليه السلام والى عيسى عليه الصلاة والسلام الذي هو اخر الرسل قبل نبينا محمد عليه الصلاة والسلام اخذ الله عليهم العهد جميعا وايضا على اممهم انه لو بعث النبي صلى الله عليه وسلم واحدهم حي فانه يجب عليه ان يتبع هذا النبي عليه الصلاة والسلام الدليل على ذلك ما اخبر به سبحانه وتعالى في سورة ال عمران لتؤمنن به ولتنصرنه هذا ميثاق وعهد اخذه الله سبحانه وتعالى على النبيين اجمعين فدل ذلك على ان نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم يجب على كل من بلغته رسالته عليه الصلاة والسلام ان يؤمن به اذا كان هذا حقا واجبا على جميع الانبياء والمرسلين لو ادركوا النبي صلى الله عليه وسلم فكيف بمن دونهم من البشر ذكر المؤلف رحمه الله وها هنا قاعدة لطيفة بباب النبوات وهي ان دين الانبياء واحد ولاجل ذا فمتقدمهم يبشر بمتأخرهم ومتأخرهم يصدق بمتقدمهم والدليل على ذلك ما جاء هذه الاية التي معنا وكذلك ما جاء عن عيسى عليه الصلاة والسلام فيما اخبر الله عز وجل عنه ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه احمد واما المتأخر فانه يصدق المتقدم كما انه يؤمن به ومن ذلك ما اخبر الله سبحانه عن نبينا محمد عليه الصلاة والسلام اذ قال وانزلنا اليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه فهو يصدقه فكل رسول متأخر فانه يصدق من قبله من الانبياء والمرسلين هذه الاية التي معنى وهي اية ال عمران واذ اخذ الله ميثاق النبيين فسرها ابن عباس رضي الله عنهما وكذلك ابن عمه علي رضي الله عنه بما قد سمعت وهو ان الله عز وجل لم يبعث نبيا الا اخذ عليه الميثاق لئن بعث محمد صلى الله عليه وسلم وهو حي ليؤمنن به ولينصرنه وكذلك الامر في حق الامم ولاجل ذا فالنبي صلى الله عليه وسلم قال لو كان موسى حيا ما وسعه الا اتباعي لو كان موسى حيا ما وسعه الا اتباع هذا في حق موسى ومن موسى الذي هو من اعظم الانبياء والرسل وهو كليم الرحمن عليه الصلاة والسلام ومع ذلك فوالله لو كان النبي صلى الله عليه وسلم اه ادرك موسى وكان موسى حيا في وقت بعثة النبي عليه الصلاة والسلام فانه والله لا خيار لموسى عليه الصلاة والسلام الا يتبع نبينا عليه الصلاة والسلام وقل مثل ذلك في عيسى عليه الصلاة والسلام فانه اذا نزل اخر الزمان فانه سوف يحكم بشريعة محمد عليه الصلاة والسلام فان هذا هو الواجب عليه كما انه هو الواجب على جميع الانبياء لو ادركوه عليه الصلاة والسلام فهذا كله توطئة وتمهيد لبيان التوحيد الذي اطبق عليه هؤلاء الانبياء عليهم الصلاة والسلام فاولهم واخرهم دينهم واحد الانبياء اخوة لعلات. دينهم واحد كما اخبر بهذا النبي صلى الله عليه وسلم. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وجعل الايمان به متلازما وكفر من قال انه امن ببعض وكفر ببعض. قال تعالى ان الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون ان يفرقوا بين الله ورسله ويقولوا نؤمن ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون ان يتخذوا بين ذلك سبيلا اولئك هم الكافرون حقا. وقال تعالى افتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض؟ فما جزاء من يفعل ذلك منكم الا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون الى اشد العذاب. وما الله بغافل عما تعملون. وقد قال لنا قولوا امنا بالله وما الينا وما انزل الى ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب والاسباط وما اوتي موسى وعيسى وما اوتي النبيون من ربهم. لا نفرق بين احد منهم ونحن له مسلمون. فان امنوا بمثل ما امنتم به فقد اهتدوا. وان تولوا فانما هم في شقاق فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم. فامرنا ان نقول امنا بهذا كله. ونحن له مسلمون. فمن بلغته رسالة محمد صلى الله عليه وسلم فلم يقر بما جاء به لم يكن مسلما ولا مؤمنا بل يكون كافرا. وان زعم انه مسلم او مؤمن. احسنت نبه المؤلف رحمه الله وها هنا الى التلاسم الى التلازم الحاصل بين الايمان بالله والايمان بالرسل عليه الصلاة والسلام وبين الايمان بالرسل جميعا بمعنى الايمان بكل رسول هذا امر يجب الجمع بين ان تؤمن بكل رسول ارسله الله سبحانه وتعالى سواء علم على وجه التفصيل او كان ممن لم يسمى لنا فان ذلك كله يجب الايمان به هذا الامر من المعلوم من الدين بالضرورة انه لا ايمان الا بان يؤمن الانسان بكل كتاب انزله الله وبكل رسول ارسله الله لا ايمان ولا يمكن ان يكون الانسان مؤمنا الا بان يؤمن بكل كتاب انزله الله وبكل رسول ارسله الله يجب الايمان بذلك تفصيلا فيما جاء مفصلا واجمالا فيما جاء مجملا هذا امر قطعي مجمع عليه بين المسلمين ولاجل ذلك من كفر بنبي واحد فانه يكون كافرا بالله ويكون كافرا بجميع الانبياء والمرسلين حتى انه كافر بالرسول الذي يزعم انه يؤمن به بمعنى اليهود يزعمون انهم امنوا بموسى لكنهم يكفرون بعيسى ومحمد عليهما الصلاة والسلام والنصارى يزعمون انهم يؤمنون بموسى وعيسى لكنهم يكفرون بمحمد صلى الله عليه وسلم والحق انهم جميعا كافرون بالله اولا ثم كافرون بجميع الانبياء والمرسلين ولذا القاعدة عند اهل العلم التي اطبقوا عليها جميعا ان من كفر بنبي واحد فانه كافر بجميع الانبياء والمرسلين ولاجل هذا انظر ما اخبر الله عز وجل مثلا في سورة الشعراء كذبت قوم نوح المرسلين كذبت قوم لوط المرسلين كذبت عاد المرسلين. كذب الثمود المرسلين. مع انهم في الواقع انما كفروا بماذا بنبي واحد هذا الرسول الذي ارسل اليهم. لكن الله جل وعلا جعلهم كافرين بجميع المرسلين ومرجع ذلك الى امرين اولا ان الحق الذي جاء به الانبياء جميعا واحد ولاجل هذا متى ما كفر انسان بهذا الحق الذي جاء به رسول معين عليه الصلاة والسلام فانه بالتالي سوف يكون كافرا بجميع الحق الذي جاء به جميع الانبياء والمرسلين اصل دين الانبياء وهو التوحيد واحد وجوب طاعة الله عز وجل شيء واحد. الانبياء كما اخبرنا ماذا؟ دينهم واحد. اخوة لعلات ولاجل هذا من كفر بحق جاء به هذا النبي فالواقع انه كفر بالحق جميعا فلا فرق بينما جاء به هذا وما جاء به هذا من بالنظر الى اصل الدين ولا فرق بين المعبود هنا والمعبود هنا فالمعبود واحد وهو الله سبحانه وتعالى فتحصل لنا اذا ان من كفر بنبي واحد فانه كافر بجميع الانبياء. الامر الاخر ان الايمان بالرسول انما كان طاعة لله سبحانه وتعالى الايمان الذي ينفع هو ان يؤمن الانسان برسول طاعة لله لان الله امر بطاعة هذا الرسول واتباعه اليس كذلك والله سبحانه وتعالى امر بطاعة الله عز وجل امر بالايمان بجميع الانبياء والمرسلين. اذا من زعم انه امن بهذا الرسول ثم كفر بمثيله ونظيره دل هذا على ان ايمانه الاول لم يكن ايمانا صحيحا لم يكن لاجل الله سبحانه وتعالى واتباعا لامر الله انما كان لهوى او عصبية او اي غرض من الاغراض الاخرى. اما لو كان ايمانه اتباعا لامر الله اذا لا فرق بين نبي ونبي كما انه امن بالاول وجب عليه ان ان يؤمن بالبقية. اليس كذلك؟ تحصل لنا اذا ان من كفر بنبي واحد فانه كافر بجميع الانبياء كذلك من كفر بنبي فانه يكون كافرا بالله سبحانه وتعالى. لانه يكون مستكبرا عن طاعة الله عز وجل وقد مر بنا ان الدين الواجب على جميع الناس انما هو الاستسلام لله سبحانه وتعالى فله اسلموا والاستسلام قلنا انه يقابله امران اشراك ها واستكبار اشراك واستكبار والمؤمن هو الذي يسلم من هذين ولاجل هذا يظهر لك عظم شأن سورة الاخلاص فان الله عز وجل اخبر فيها بانه احد وانه صمد الايمان باحادية الله ينفي الشرك والايمان بصمدية الله ينفي الاستكبار اذا هذا الذي يزعم انه مؤمن بالله عز وجل ثم يستكبر عن اتباع ما امر الله عز وجل به من الايمان بهذا الرسول فالواقع انه نقض ايمانه لم يكن لم يكن مؤمنا بالله اصلا او انه لو كان مؤمنا اصلا فانه اضحى ناقضا هذا الايمان لانه صار مستكبرا لا مسلما صار مستكبرا لا مسلما. اذا الخلاصة من كفر بنبي فقد كفر بالله وقد كفر بجميع الانبياء والمرسلين ولاجل هذا يقول المؤلف رحمه الله وجعل الايمان بهم متلازما وكفر وكفر من قال انه امن ببعض وكفر ببعض قال تعالى ان الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون ان يفرقوا بين الله ورسله ما معنى كونهم يريدون ان يفرقوا بين الله ورسله المعنى انهم يفرقون بين الله ورسله في الايمان فانهم يزعمون انهم يؤمنون بالله ولا ولا يؤمنون بماذا بالرسل والسؤال هل هؤلاء ما امنوا بالرسل مع ان اليهود مثلا يزعمون انهم مؤمنون بماذا بموسى لكنهم غير مؤمنين بعيسى ومحمد عليه الصلاة والسلام. هل يصح ان يقال انهم لم يؤمنوا بالرسل الجواب نعم قلنا ان من كفر برسول واحد فقد كفر بجميع الرسل. فصح انهم كفروا بالرسل هؤلاء يزعمون انهم يؤمنون بالله لكنهم كافرون بماذا؟ بالرسل. هذا هو التفريق بين الايمانين هذا هو التفريق بين الايمانين وظنوا ان هذا ينفعهم عند الله سبحانه وتعالى ويريدون ان يتخذوا بين ذلك سبيلا سبيلا الى النجاة يزعمون ان هذا قدر يكفيهم الى ان ينجوا عند الله سبحانه وتعالى. والحق ان ذلك لا يكفيهم ولا ينجيهم الواجب عليهم ان يؤمنوا بالله ويؤمنوا برسول برسل الله سبحانه اجمعين. والا فانهم كافرون قطعا اولئك هم الكافرون حقا كافرون كفرا قطعيا لا شك فيه ولا لبس وقد يقال ان قوله ويريدون ان يفرقوا بين الله ورسله هو على ما قال بعض اهل التفسير يرجع الى معنى انهم يريدون ان يقطعوا الصلة بين بعض الرسل عليهم الصلاة والسلام ومرسلهم سبحانه وتعالى كانهم حينما يكفرون ببعض الرسل وبالتالي كفروا بالرسل جميعا قطعوا الصلة بين الله وهؤلاء الرسل لانهم يزعمون انهم كذبة اليس كذلك؟ النصراني دعواه بلسان حاله ومقاله هو ان محمدا عليه الصلاة والسلام كاذب في كونه رسولا الى جميع الثقلين. اليس كذلك؟ اذا هؤلاء يريدون التفريق بين الله ورسله. فيقطعون الصلة. صلة الوحي صلة البعث صلة الرسالة يا صلة البعثة او صلة الرسالة يريدون قطع هذه الصلة بين الله ورسله حينما يزعمون انه لم يرسله الله وما بعثه الله اذا يصدق عليهم على هذا المعنى انهم يريدون ان يفرقوا بين الله ورسله. ولاحظ ان قوله يريدون يعني انهم يحاولون ويسعون لكنهم لا يبلغون ذلك ولن يبلغوه. لا يبلغون ذلك ولن يبلغوه. انما هي محاولات منهم حينما يطعنون فيها في هؤلاء الانبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام. ثم قال ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض هذه الاية في معنى الاستئناف البياني. يعني تبيين لقوله ويريدون ان يفرقوا بين الله ورسله. ماذا صنعوا يقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض كما كان يفعل ذلك اليهود وكما كان يفعل ذلك النصارى الله عز وجل بين حالهم بعد ذلك وانهم هم الكافرون حقا وقال واعتدنا للكافرين عذابا مهينا ثم بين بعد ذلك حال المقابلين لهؤلاء وهم اهل الايمان حقا. الموحدون صدقا والذين امنوا بالله ورسله. ولم يفرقوا بين احد منهم. اولئك سوف فنؤتيهم اجورهم وكان الله غفورا رحيما فدل على ان اهل الايمان هم الذين لم يفرقوا بين الرسل عليهم الصلاة والسلام. مقالتهم على الضد من مقالة الذين قالوا نؤمن ببعض ونكفر ببعض وقل مثل ذلك في ما اخبر الله عز وجل به في سورة البقرة لا نفرق بين احد من رسله لا نفرق بين احد من رسله بل نؤمن بهم جميعا من اولهم الى اخرهم مع ملاحظة ان الايمان واجب بجميع الانبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام لكن الطاعة والاتباع خاصة بالنبي عليه الصلاة والسلام هنا سؤال قد يرد وهو ما الفرق اذا بين الايمان بعيسى وموسى وابراهيم نوح وبقية الانبياء والمرسلين والايمان بمحمد عليه الصلاة والسلام بالنسبة معشر امة محمد عليه الصلاة والسلام. الجواب ان الواجب في حقهم جميعا الايمان والتوقير الايمان والتوقير يجب اجلالهم وتوقيرهم وبالتالي فان من المجمع عليه بين المسلمين قطعا ان من سب نبيا فانه كافر مرتد ان من سب نبيا فانه كافر مرتد. كما ان من كذب نبيا فانه كافر مرتد كما ان من كذب ما انزل الله على نبي فانه كافر مرتد اذا هذا امر يشترك فيه جميع الانبياء والمرسلين وهذا هو احد اركان الايمان الذي لا يصح ايمان بدون اجتماع هذه الاركان فيه في هذا المؤمن لا يصح ايمان ما لم يجتمع فيه الايمان بهذه الاركان جميعا اما النبي عليه الصلاة والسلام فله حق زائد على ذلك اضافة الى الايمان والتوقير يجب الطاعة والاتباع يجب الطاعة والاتباع من يدان بشرعته انما هو محمد صلى الله عليه وسلم لا غير وكل من زعم انه يؤمن بالنبي عليه الصلاة والسلام لكنه مستكبر عن طاعته فانه ليس بمؤمن بالنبي عليه الصلاة والسلام وبالتالي فانه كافر بالرسل بل كافر بالله سبحانه وتعالى. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله كما ذكروا انه لما انزل الله تعالى ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين قالت اليهود والنصارى فنحن مسلمون فانزل الله تعالى ولله على ناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا. فقالوا لا نحج. فقال تعالى ومن كفر فان الله غني عن العالمين فان الاستسلام لله لا يتم الا بالاقرار بما له على عباده من حج البيت. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم بني الاسلام على خمس شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت. ولهذا لما وقف النبي صلى الله عليه وسلم بعرفة انزل الله تعالى اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا. نعم الناس في الايمان بالرسل ثلاثة ادرب اولا الكافرون بالرسل ثانيا الغلاة في الرسل ثالثا المؤمنون ايمانا شرعيا بالرسل كم قسم ثلاثة اقسام. هناك من هو كافر بالرسل وهؤلاء قسمان منهم من هو كافر بجميع الرسل وهؤلاء هم المشركون الوثنيون واللا دينيون وكثير من الفلاسفة هؤلاء يكفرون بالرسل جميعا او وهو القسم الثاني من يكفر ببعضهم كاهل الكتاب هؤلاء يؤمنون في زعمهم ببعض ويكفرون ببعض والحق انهم كافرون بالجميع حتى بمن زعموا انهم يؤمنون به حتى من زعموا انهم يؤمنون به فهم كافرون به كما انهم كافرون بغيره من الرسل هناك قسم غلا فوصل به الحال الى ان رفع هؤلاء الانبياء والمرسلين الى درجة الالوهية او الى درجة الربوبية او الى درجة البنوة لله سبحانه وتعالى تعالى الله عن ذلك هؤلاء واولئك لا شك انهم ضالون كافرون الحق هو مع الوسط الذين امنوا بالرسل عليهم الصلاة والسلام جميعا وخصوا رسولنا عليه الصلاة والسلام بالطاعة والاتباع بعد بعثته عليه الصلاة والسلام ما غلوا غلو الفرقة الثانية وانما اعتقدوا ان النبي صلى الله عليه وسلم عبد لا يعبد ورسول لا يكذب بل يطاع ويتبع عليه الصلاة والسلام و لا شك ولا ريب ان كل من بلغته رسالة النبي صلى الله عليه وسلم فانه يجب عليه اتباعه وعليه فمن شك او كذب فلا شك في كفره بالاجماع الضروري عند المسلمين قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما اخرجه الامام مسلم في صحيحه والذي نفسي بيده لا يسمع بي احد من هذه الامة يعني من امتي الدعوة وهم كل من وجد حيا بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم والى قيام الساعة. كل اولئك يتوجه اليهم وفي حقهم هذا الحديث لا يسمع بي احد من هذه الامة يهودي ولا نصراني ثم لا يؤمن بالذي ارسلت به الا كان من اصحاب النار واذا كان هذا في حقي من هو كتابي يهودي او نصراني فكيف بالوثني فكيف باللا ديني فانه يلزمه من باب اولى يلزمه اتباع النبي صلى الله عليه وسلم من باب اولى بهذا يعلم ان الدعوة الخبيثة الضالة التي نشطت وتنشط في هذا العصر بدعوى وحدة الاديان او بالمدرجة الى ذلك وهي دعوة التقارب بين الاديان ويزعمون ان الكل يعبد ربا واحدا كلها طرق توصل الى الله سبحانه وتعالى فمن شاء ان يكون يهوديا فليكن ومن شاء ان يكون نصرانيا فليكن ومن شاء ان يكون مسلما فليكن وبالتالي لا تثريب على احد اذا كان يعبد الله انما هذه وسائل وطرق الاختلاف بينها اختلاف تنوع هكذا يزعمون وهذا كفر بالاجماع المعلوم من الدين بالضرورة ومن قال بهذا فانه وقع في ردة عن دين الله عز وجل الحق الذي لا ريب فيه ويعلمه الصغير والكبير ان الله سبحانه وتعالى لا يقبل من احد دينا منذ بعث النبي عليه الصلاة والسلام والى قيام الساعة الا اذا امن بالنبي عليه الصلاة والسلام وبما انزل به. وبما انزل اليه والله لا ينفعه ان يقول انا اؤمن بالنبي عليه الصلاة والسلام كنبي للعرب مثلا لكنه ليس مرسلا الي اذا كان يزعم انه من اهل الكتاب او من غير العرب حتى هذا القدر والله لا ينفعه بل حتى لو قال ان اتباع النبي عليه الصلاة والسلام افضل واحسن واحوط لكن من اتبع غيره من الانبياء والمرسلين فلا حرج عليه. والله هذا لا ينفعه لا ينفعه حتى يعتقد في قلبه ان الواجب على جميع الثقلين ليس البشر فقط بل البشر والجن الواجب عليهم جميعا اتباع هذا النبي محمد ابن عبد الله القرشي الهاشمي صلى الله عليه وسلم دون من سواه من الانبياء والمرسلين الانبياء والمرسلين قلنا انه يؤمن بهم ويوقرون اما الاتباع والتدين فانما يكون بشرعة محمد صلى الله عليه وسلم لا غير وبذلك يظهر لك ان اليهود والنصارى فضلا عن غيرهم من ملل الكفر منذ ان بعث النبي عليه الصلاة والسلام فانهم ان استمروا على ما هم عليه فانهم كفار دون شك ناهيك عن كونهم كافرون بالله سبحانه وتعالى من اوجه اخرى لكن لو قلنا وسلمنا جدلا انهم باقون على شريعة موسى او على شريعة عيسى وابوا اتباع النبي عليه عليه الصلاة والسلام فلا شك في كفرهم فكيف وهم يجمعون الى هذا القول بنبوة القول ببنوة عيسى لله او عزير لله اتخاذ الاحبار والرهبان اربابا من دون الله دعاؤهم غير الله كدعاء عيسى ومريم وما الى ذلك في بحار تلاطمة من الشرك بالله عز وجل. افبعد هذا يقال ان الكل يؤمن بالله وكلها طرق توصل الى الله تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا. ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين. هذا قدر لا يعذر انسان في ترك الايمان به ليس للانسان خيار في ان يتردد في قبوله ورب السماء بل واجب عليه ان يذعن بان كل من لم يؤمن بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد بلاغ الرسالة اليه فانه كافر بالله لا ينفعه والله ولو سجد لله الى يوم القيامة قال الله سبحانه ومن يكفر بالله ورسوله فانا اعتدنا للكافرين سعيرة كتابي فيلسوف لا ديني وثني كل احد بلغه ان الله عز وجل بعث النبي عليه الصلاة والسلام وما اتبعه فوالله لا ينفعه ذلك اذا هذا الامر مما لا يجوز التردد فيه واورد المؤلف رحمه الله على ذلك الاية الواضحة الصريحة في تقرير هذا الامر من سورة ال عمران ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الاخرة في من الخاسرين ثم قال قالت اليهود والنصارى فنحن مسلمون في زعمهم مسلمون الاسلامي العام الاسلام العام كما سيأتي معنا انتهى ببعثة النبي صلى الله عليه وسلم في حق الموجودين من هو حي بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم فانه لا يصدق في حقه انه مسلم بالاسلام العام حتى يؤمن بي النبي صلى الله عليه وسلم ويتبعه خاصة واضح؟ اذا الاسلام العام هذا لا يصح في حق احد بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم وان زعمه فانه لا ينفعه. لا ينفعه بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم الا الاسلام بالمعنى الخاص ما هو الاسلام بالمعنى الخاص شريعة محمد صلى الله عليه وسلم قال فانزل الله تعالى ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا فقالوا لا نحج فقال تعالى ومن كفر فان الله مغني عن العالمين. فان الاستسلام لله لا يتم الا بالاقرار بما له على عباده من حج البيت وهكذا في بقية الاركان اذا كان هذا في حق البيت ففي حق الصلاة والزكاة والصيام كذلك قرار هو الالتزام وهذه مسألة مرت معنا سابقا الاقرار هو الالتزام الالتزام بمعنى اعتقاد الوجوب والتكليف اعتقاد الوجوب والتكليف وهذا واجب على كل انسان في حق الاوامر التي امر الله بها ورسوله عليه الصلاة والسلام ولذلك لا يعذر انسان في ذلك قد يعصي من جهة العمل لكنه لو لم يلتزم ولم يقر فانه يكفر بالله سبحانه وتعالى. بمعنى من ترك الصيام او الحج لهوى يقول انا مشغول بتجارة ما استطيع ان اذهب الى الحج هذا عاصي لكنه ما خرج عن الاسلام على الصحيح وما عليه قول جمهور اهل العلم لانه ماذا مسلم مقر هو يقر بانه ماذا ملزم ومخاطب ومكلف وواجب عليه ان يحج هذا قدر عقدي يجب ان يبقى في القلب فان عصى بالعمل وما حج؟ فنقول انه ماذا عاصي فاسق مرتكب لكبيرة على خطر لكنه لا يزال لا يزال في داخل الدائرة الاسلامية اما لو انه ترك الالتزام ترك الاقرار قال انا لست مكلفا بالحج لا يلزمني ان احج انتم حجوا اما انا لا يلزمني ان احج ولست مكلفا بذلك فان هذا نقض للاسلام لمن كان مسلما نقد للاسلام لمن كان مسلما. وقد مر بنا ان كنتم تذكرون في شروط لا اله الا الله ان من شروط لا اله الا الله القبول وان من من من معاني القبول هذا المعنى الذي نتكلم عنه وهو الاقرار والالتزام الاقرار والالتزام وهذا يجب في كل الاوامر والنواهي ان يلتزم الانسان بذلك وان يعتقد انه مكلف بها واما مسألة العمل او عدم العمل الانصياع بالفعل او عدم الانصياع بالفعل فهذه مسألة فهذه مسألة اخرى. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وقد تنازع الناس في من تقدم من امة موسى وعيسى عليهم السلام هل هم مسلمون ام لا؟ وهو نزاع لفظي فان الاسلام الخاص الذي بعث الذي بعث الله به محمدا صلى الله عليه وسلم المتظمنة لشريعة القرآن ليس عليه الا الا امة محمد صلى الله الله عليه ليس عليه الا امة محمد صلى الله عليه وسلم. والاسلام اليوم عند الاطلاق يتناول هذا. واما الاسلام العام المتناول لكل شريعة بعث الله بها نبيا من الانبياء فانه يتناول اسلام كل امة متبعة لنبي من الانبياء احسنت يقول المؤلف رحمه الله وقد تنازع الناس فيمن تقدم من امة موسى وعيسى هل يقال في حقهم انهم مسلمون ام لا؟ يقول اختلفوا منهم من قال يصح ان يقال فيهم انه ماذا مسلمون ومنهم من قال لا يصح ان يقال فيهم انهم مسلمون وقد حكم شيخ الاسلام بينهما بحكم عادل قال الخلاف ها هنا لفظي لم لان النفي والاثبات لم يتواردا على محل واحد الذين اثبتوا ارادوا شيئا والذين نفوا ارادوا شيئا اخر الذين اثبتوا اسلام هذه الامم ارادوا الاسلام العام الاسلام الذي مر بنا سابقا وقلنا ان الاسلام العام هو الاستسلام لله سبحانه وتعالى توحيده الانقياد له في الجملة وهذا لا شك انه متحقق في حق كل من امن برسوله الذي بعث اليه هذا متحقق في حق كل من امن برسوله الذي بعث اليه والذين نفوا ارادوا ان هؤلاء ليسوا مسلمين بالاسلام الخاص الذي هو ماذا شريعة النبي محمد صلى الله عليه وسلم لا شك انهم ليسوا مسلمين بهذا و قلنا ان النصوص جاء فيها ذكر الاسلام على دربين ذكر الاسلام بمعناه العام اذ قال له ربه اسلم هذا ابراهيم عليه السلام قال اسلمت لرب العالمين وهذا الذي وصى به عليه الصلاة والسلام بنيه ويعقوب الى اخره وهناك ادلة جاء فيها ذكر الاسلام بالمعنى الخاص كقوله تعالى وقل للذين اوتوا الكتاب والاميين ااسلمتم فان اسلموا فقد اهتدوا وقل مثل ذلك في الكتاب الذي بعثه النبي عليه الصلاة والسلام الى هرقل كما ثبت في الصحيح قال اسلم تسلم اسلم تسلم قال ادعوك بدعاية الاسلام اسلم تسلم. ما المراد اسلم بماذا اسلم بمعنى ادخل في ديني النبي محمد صلى الله عليه وسلم. وهذا هو الاسلام الذي قال الله او قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم بني الاسلام على خمس في ادلة كثيرة. اذا يجب ان نفرق بين الامرين ويجب ايضا ان نعلم وان نوقن وان نعتقد ان بعد انه بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم لا ينفع احدا الا الاسلام الخاص لا ينفع احدا الا الا الاسلام الخاص الذي بعث به النبي صلى الله عليه وسلم. قال والاسلام اليوم عند الاطلاق يتناول هذا واما الاسلام العام المتناول لكل شريعة بعث الله بها نبيا من الانبياء فانه يتناول اسلام كل امة متبعة لنبي من الانبياء. اذا هل ثمة وجود اليوم للاسلام بالمعنى العام لا لا وجود في حق كل البشر بل منذ بعثة النبي صلى الله عليه وسلم. والى الاجيال القادمة الى انتهاء هذه الحياة على الارض لا وجود الا لاسلام واحد هو ماذا شريعة النبي محمد صلى الله عليه وسلم. طيب غيرهم سواء كانوا قلنا لا يؤمنون بدين او كانوا يؤمنون بدين الانبياء والرسل من قبل كموسى او عيسى عليهم الصلاة والسلام فقلنا هؤلاء لا شك في ماذا في كفرهم لانهم كفروا بالنبي عليه الصلاة والسلام. اضافة الى اسباب اخرى لكفرهم اضافة الى اسباب اخرى لكفرهم غالبا نعم يعني غالبهم يقع في الشرك في الدعاء غالبهم آآ يقول بنوة اه بعض البشر لله سبحانه وتعالى الى غير ذلك. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ورأس الاسلام مطلقا شهادة ان لا اله الا الله وبها بعث الله جميع الرسل كما قال تعالى ولقد ابعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت. وقال تعالى وما ارسلنا من قبلك من رسول الا نوحي اليه انه لا اله الا انا يعبدون. وقال تعالى عن الخليل عليه السلام. واذ قال ابراهيم لابيه وقومه انني براء مما تعبدون. الا الذي فطرني فانه وجعلها كلمة باقية في عقبه لعلهم يرجعون. وقال تعالى عنه قال افرأيتم ما كنتم تعبدون انتم واباؤكم الاقدمون فانهم عدو لي الا رب العالمين. وقال تعالى قد كانت لكم اسوة وقال تعالى قد كانت لكم اسوة حسنة في ابراهيم والذين معه اذ قالوا لقومهم انا برءاء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا ثم بدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء ابدا حتى تؤمنوا بالله وحده. وقال تعالى واسأل من ارسلناه من قبلك من رسلنا اجعلنا من دون الرحمن الهة يعبدون وذكر عن رسله كنوح وهود وصالح وغيرهم انهم قالوا لقومهم اعبدوا الله ما لكم من اله غيره. وقال عن اهل الكهف انهم فتية امنوا بربهم وزدناهم هدى وربطنا على قلوبهم اذ قاموا فقالوا ربنا رب السماوات والارض لن ندعو من دونه الها لقد كنا اذا قطع هؤلاء قوم اتخذوا من دونه الهة لولا يأتون عليهم بسلطان بين فمن اظلم ممن افترى على الله كذبا. وقد قال سبحانه قال ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. ذكر ذلك في موضعين من كتابه. كلاهما في النساء وصل المؤلف رحمه الله الى بيان ان الانبياء اجمعين متفقون على هذه الحقيقة العظمى وهي التوحيد اي ان يعبد الله سبحانه وحده ويكفر بما دونه هذه القضية العظمى هي التي ترجم عنها كلمة التوحيد كلمة التوحيد ترجمة للتوحيد لا اله الا الله وهذا الذي جاء به الانبياء عليهم الصلاة والسلام جميعا الامر بعبادة الله وحده الكفر بما يعبد من دونه من اولهم الى اخرهم كلهم جاؤوا بهذه القضية العظمى هذه المسألة الكبرى وهي التوحيد قال رأس الاسلام مطلقا شهادة ان لا اله الا الله وبها بعث الله جميع المرسلين والادلة على ذلك ما قد سمعت وغيره ايضا كل ذلك يدل على اتفاق الانبياء جميعا على هذه الدعوة الدعوة الى التوحيد الى شهادة ان لا اله الا الله ثم بعد ذلك هناك خلافات فيما بينهم في الشرائع هناك خلافات فيما بينهم في الشرائع اما اصل الدين وهو التوحيد شهادة ان لا اله الا الله الامر بعبادة الله والامر بالكفر بما يعبد من دون الله فهذا محل اتفاق بين الانبياء عليهم الصلاة والسلام جميعا لكن ما معنى لا اله الا الله ما حقيقة هذا التوحيد الذي بعثوا به والذي دعوا الامم اليه هذا من اهم الاشياء التي ينبغي العناية بها فكيف ينتفع بلا اله الا الله من يردد كلاما لا يفقهه ولا يفهم له معنى انما يذكره كما يتكلم الهادي او كما يتكلم النائم لا يدرك ما يقول كيف يكون لهذه الكلمة اصل عقدي في القلب لا اله الا الله ليست كلمة تقال باللسان فحسب انما هي كلمة تقال باللسان وعقيدة تستقر في القلب وعمل تنبعث به الجوارح بعد ذلك هذه لا اله الا الله النافعة لصاحبها والا فان من الناس من كان يردد لا اله الا الله وقد اخبر الله عن هؤلاء بانه في الدرك الاسفل من النار اليس كذلك كانوا يقولون لا اله الا الله هؤلاء هم المنافقون ومع ذلك هم في الدرك الاسفل من النار هل كان الاشكال عندهم يرجع الى النطق ما نطقوا بلا اله الا الله؟ كلا لكن الاشكال عندهم انما جاء من جهة الخلل في العقيدة والعمل وعليه فاول درجة للوصول الى تحقيق لا اله الا الله عقيدة وعملا انما هي العلم بمعناها لا يمكن ان تعتقد شيئا وانت تجهله اليس كذلك اعتقد شيئا تجهله ممكن او تكليف بما لا يطاق اذا لا اعتقاد الا وهو متفرع عنه عن علم اليس كذلك اذا لابد من العلم بلا اله الا الله لابد من التفقه في معناها وما اكثر التقصير في ذلك لو فتشت وبحثت وسألت وجدت كثيرا من الناس مع الاسف الشديد يردد لا اله الا الله كثيرا لكن لو سألته ما معناها فانه لا يجيبك الجواب المسدد بل ربما وجدته بلسانه وجوارحه يكذب بلا اله الا الله نعم يقول لا اله الا الله بلسانه لكنه ينقضها بلسانه او بلسانه وجوارحه والخلل في هذا الامر ليس خللا في امر هين المسألة ها هنا جنة ونار نجاة او هلاك وهذه المسألة ليس للانسان عذر في ان يدعي جهلها لخفائها هذا المعنى للا اله الا الله من اوضح الاشياء واجلاها في كتاب الله من اوضح الاشياء واجلاها في كتاب الله معنى لا اله الا الله وهو الذي يتلخص في امرين اعتقاد الكفر بكل ما يعبد من دون الله وافراد الله عز وجل بالعبادة هذا الذي يلخصه اهل العلم في كلمتي النفي والاثبات لا اله الا الله نفي واثبات براء وولاء تجريد وتفريط نفي للالوهية عن كل احد واثباتها لله سبحانه وتعالى وحده لا شريك له اذا لابد من تجريد ولابد من تفريد ومجموعهما التوحيد التوحيد مجموع التجريد والتفريط تجريد كل من سوى الله سبحانه وتعالى عن الالوهية وافراد الله عز وجل وحده بها بذا يكون الانسان موحدا ومن اوضح ما جاء في كتاب الله عز وجل في تفسيرها هذه الاية العظيمة التي اوردها المؤلف رحمه الله وهي من سورة الزخرف واذ قال ابراهيم لابيه وقومه انني براء مما تعبدون الا الذي فطرني انني براء مما تعبدون ها هذا هو النفي هذا هو البراء هذا هو التجريد الا الذي فطرني هذا هو الاثبات هذا هو الولاء هذا هو التفريط وقل مثل هذا في بقية الايات التي ذكرها المؤلف. ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت لا ينفعك واحد منهما ورب السماء واحد من هذين لا ينفعك حتى تكون موحدا حتى تكون قد اتيت بلا اله الا الله حتى تجمع بينهما حتى تجمع بينهما وبناء عليه هذا الذي يمر بشخص يعبد صنما او يسجد لقبر او يركع لشمس ويقول انا لا افعل فعله انا لا اعبد الا الله لكنني لا اتعرض له بشيء في عقيدته يعني لا اعتقد في حقه انه مخطئ او ضال اقول ليس لي به شأن يمكن يكون مصيبا ويمكن ان يكون مخطئا هل ينفعه كونه يعبد الله وحده هل ينفعه كونه يردد لا اله الا الله والله لا ينفعه متى يكون الانسان مؤمنا اذا جمع بين الامرين فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى هي لا اله الا الله ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله فقط يكفي هذا والله ما يكفي حتى يضم الى لا حتى يضم الى اعبدوا الله ماذا واجتنبوا الطاغوت. وقل مثل هذا في اه قوله تعالى قال افرأيتم ما كنتم تعبدون؟ تأمل يا عبد الله ما اعظم هذه الاية قال افرأيتم ما كنتم تعبدون؟ انتم واباؤكم الاقدمون فانهم ايش عدو لي الا رب العالمين لانهم كانوا مشركين يعبدون الله ويعبدون غير هؤلاء قوم ابراهيم كانوا يعبدون الله ما كانوا معرضين بالكلية عن عبادة الله كانوا يعبدون الله لكن الخلل كان في كونهم يجمعون الى عبادة الله عبادة غيره فاستثنى ابراهيم عليه الصلاة والسلام قال فانهم عدو لي يجب ان تعادي كل ما يعبد من دون الله سبحانه وتعالى من هذه الطواغيت الطواغيت التي تعبد من دون الله سبحانه وتعالى كل من عبد وهو راض او ترشح للعبادة فانه يجب اتخاذه عدوا فانهم عدو لي يجب اعتقاد بطلان عبادتهم يجب اعتقاد بغض هذه الاصنام وعابديها وعبادتها يجب اعتقاد كفر كل من عبدها من دون الله سبحانه وتعالى قال فانهم عدو لي الا رب العالمين البراء والولاء التجريد والتفريط وقل مثل هذا في قوله تعالى قد كانت لكم اسوة حسنة في ابراهيم والذين معه اذ قالوا لقومهم انا برءاء منكم ومما تعبدون من دون الله ما حقيقة هذه البراءة كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء الى متى ابدا الى ما لا نهاية فقط في حالة واحدة حتى تؤمنوا بالله وحده فقط هذه الحالة تستثنى اما ما عدا ذلك فانه يجب الكفر بالطاغوت قل مثل هذا في قول الانبياء عليهم الصلاة والسلام وهو اه شأنهم جميعا اعبدوا الله ما لكم من اله غيره اعبدوا الله الا الله ما لكم من اله غيره لا اله اليس كذلك وقل مثل هذا في نصوص كثيرة. قال تعالى والذين اجتنبوا الطاغوت ان يعبدوها هذا لا اله ثم قال وانابوا الى الله هذا ايش الا الله قال لهم البشرى اولى يا اهل السعادة والتوفيق هؤلاء اهل السعادة والتوفيق وقل مثل ذلك في قوله تعالى فلا اعبد الذين تعبدون من دون الله ولكن اعبد الله الذي يتوفاكم هذه هي لا اله الا الله لا اله فلا اعبد الذين تعبدون من دون الله الا الله ولكن اعبد الله الذي يتوفاكم وقل مثل ذلك في قوله تعالى ذلك بان الله هو الحق وان ما يدعون من دونه هو الباطل وان ما يدعون من دونه الباطل. ايتان في كتاب الله عز وجل من اوضح واصرح ما يفسر كلمة التوحيد لا اله الا الله وقل مثل ذلك في قوله تعالى وقضى ربك الا تعبدوا هذا لا اله ها وقضى ربك الا تعبدوا الا ايا هذه هذا الجزء الثاني هو الا الله هذا هو الاثبات و قل مثل ذلك في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فان هذا المعنى واضح جلي من اشهر الاحاديث وبل هو من من من من اصول الشريعة حديث ابن عمر رضي الله عنهما في الصحيحين بني الاسلام على خمس ماذا شهادة ان لا اله الا الله جاءت رواية في مسلم مفسرة جاءت رواية في مسلم مفسرة لقوله شهادة شهادة ان لا اله الا الله. قال النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الرواية بني الاسلام على ان يعبد الله ويكفر بما دونه ما احسن واجمل هذا التفسير للا اله الا الله بني الاسلام على ماذا على ان يعبد الله هل اكتفى بهذا النبي صلى الله عليه وسلم هنا الجواب لا. قال ايش وكفر بما يعبد من دونه. وكفر بما يعبد من دونه يعبد الله يقابلها من الرواية الاخرى ايش الا الله ويكفر بما يعبد من دونه يقابلها في الرواية الاخرى لا اله ولاجل هذا كان هذا هو التوحيد فجاءت الرواية الثالثة بني الاسلام على ان يوحد الله ارأيت كيف كانت هذه الروايات الثلاث يفسر بعضها بعضا شهادة ان لا اله الا الله وما معنى لا اله الا الله ان يعبد الله وان يكفر بما دونه طيب ما معنى هذا؟ ما حقيقة هذا التوحيد على ان يوحد الله فاذا هذا المعنى العظيم هو الذي اطبقت عليه الرسل عليهم الصلاة والسلام اجمعون والله ما تردد واحد ولا تخلف واحد عن الدعوة الى هذه الكلمة الطيبة العظيمة لا اله الا الله اذا فهم هذا المعنى هو الاساس والمبدأ في اعتقادي ما دلت عليه لا اله الا الله ثم في العمل بمقتضى لا اله الا الله ولذا كان اول شرط من شروط لا اله الا الله فيما تعلمون يا طلبة العلم العلم بمعناها نفيا واثباتا فلا اله الا الله ركنان. نفي واثبات تجريد وتفريد ومجموعهما التوحيد لعلنا نكتفي بهذا القدر ونكمل ان شاء الله في الدرس القادم والله اعلم. وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه اجمعين