بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لشيخنا ولوالديه وللمسلمين اجمعين اما بعد فيقول المصنف رحمه الله تعالى برسالته الى اهل تدمر وقد بين في كتابه الشرك بالملائكة والشرك بالانبياء والشرك بالكواكب والشرك بالاصنام. واصل الشرك الشرك بالشيطان قال عن النصارى اتخذوا احبارهم ورهبانهم اربابا من دون الله. نعم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا. من يهده الله فلا مضل له. ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله. صلى الله عليه وعلى اله اصحابه وسلم تسليما كثيرا. اما بعد فيبين المؤلف رحمه الله في هذه القطعة من هذا الكتاب الجليل حقيقة الشرك الذي جاء الكتاب وجاءت السنة ببيانه والتحذير منه معلوم عندك يا طالب العلم ان معرفة الحق وحده لا تكفي في السلامة والنجاة بل لا بد ان يجمع المسلم الى هذه المعرفة معرفة الباطل مع اجتنابه اذا السعادة مرهونة بامرين بمعرفة الحق واتباعه ومعرفة الباطل واجتنابه. وانما يطرأ الخلل على من يطرأ عليه لتقصيره في احد هذين ولذا لما كان اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم اعلم الناس بالحق واتبعهم له وكانوا اعلم الناس بالباطل واشدهم اجتنابا له كانوا في الذروة من الخير والتوفيق والسائرون على دربهم ينبغي ان يحذو حذوهم اذا من تمام معرفة التوحيد ان تعرف الشرك فما اكثر ما يقع الجاهل به فيه. ما اكثر ما يقع الجاهل بالشرك في الشرك. اذا من اسباب السلامة من الوقوع في هذا العطب بل هذه الهوة السحيقة من اسباب ذلك تعلم الشرك ومعرفته ما هو هذا الشرك الذي ابدى القرآن واعاد وابدت السنة واعادت في بيانه والتحذير منه وبيان انه اعظم الامور اعظم ما عبد اعظم ما عصي الله سبحانه وتعالى به هو الشرك واعظم ما توعد عليه من الذنوب والمعاصي هو الشرك اذا ما هو هذا الشرك هنا ينبغي على الحصيف ان يقف ويتأمل ويتعلم لان كثيرا من المخالفين لاهل السنة والجماعة قد اخطأوا خطأ عظيما حينما حرفوا مفهوم الشرك عما جاء في الكتاب والسنة وعما وصف به المشركون في عهد النبي صلى الله عليه وسلم فادى هذا الى ان من الناس من اصبح يظن ان الشرك شيء فاذا اجتنب هذا الشيء ووقع فيما هو من الشرك فانه لم يضر نفسه شيئا لانه قد اجتنب الشرك في مفهومه مع ان مفهوم الشرك الذي ظنه هذا الانسان فيه خلل نتيجة هذه الاقوال المخالفة للحق يقول رحمه الله وقد بين في كتابه الشرك بالملائكة والشرك بالانبياء والشرك بالكواكب والشرك بالاصنام واصل الشرك الشرك بالشيطان اعلم يا رعاك الله ان عامة الشرك الواقعة في هذه الارض قديما وحديثا يرجع الى الشرك باربعة اشياء عامة الشرك الذي وقع في هذه الارض قديما وحديثا يرجع الى الشرك باربعة اشياء اولا الشرك بالبشر الصالحين وثانيا فالشرك بالكواكب وثالثا الشرك بالملائكة ورابعا الشرك بالجن كم هذه اربعة والشرك بهذه الاشياء قد يكون بعبادتها مباشرة وقد يكون بعبادتها بواسطة قد يكون بعبادتها مباشرة. وقد يكون بعبادتها بواسطة فالشرك بالبشر الصالحين قد يكون شركا بالانبياء وقد يكون شركا بالاولياء وهذا قد يكون شركا بهؤلاء مباشرة يعبد هذا النبي مباشرة فيدعى مع الله عز وجل او يسجد لذاك الولي وقد يكون بواسطة قد يكون بواسطة التعبد لقبره يعبد ويتوجه بالعبادة له من خلاله قبره او من خلال صنم يرمز اليه هذه الاصنام عقلاء المشركين ما كانوا يقصدونها لذاتها لانهم عقلاء يدركون ان هذه الاصنام عبارة عن حجارة او تراب او نحاسا او ما شاكل ذلك هم يصنعونه بايديهم انما هم يدركون ان هذه الاصنام رموز تمثل اشياء يعبدونها اما هي ممثلة لصالحين اما هي ممثلة للكواكب الى اخره اذا قد يعبد هذا الصالح بعبادة قبره او بعبادة صنم يرمز اليه او يمثله تجتمع الهمة بالنظر اليه وبالتالي يتعبد له قوة بعكس اذا لم يكن متمثلا امام الانسان او ان روح هذا الولي الصالح او النبي تنزل او تتنزل على هذا الشيء وبالتالي يحصل له من الفيوض والرحمات ما يحصل له الى اخر هذه الفلسفة التي يذكرها المشركون اذا هذا هو الامر الاول الامر الثاني الشرك بالكواكب كالشرك بالشمس والقمر او غيرهما من الكواكب يعبد هؤلاء المشركون الكواكب اما انهم يعبدونها مباشرة يسجدون للشمس مباشرة او انهم يعبدونها بواسطة التقرب الى اصنام تمثلهم او يعبدونها يعبدون هذه الكواكب من خلال الهياكل او ما يسمونه بيوت العبادة التي يصنعونها لهذه الكواكب التي يعبدونها اذا هذا هو الامر الثاني. الامر الثالث عبادة الملائكة فيتوجهون الى الملائكة مباشرة يدعون ملكا من الملائكة مباشرة يتعبدون لله سبحانه وتعالى له او بواسطة ما يصنعون للملائكة من اصنام او هياكل او ما الى ذلك. والامر الرابع انهم يعبدون الجن اما مباشرة واما من خلال ما يجعلونه رموزا لها من اصنام من اشجار من حجارة الى غير ذلك اذا عامة الشرك الذي يقع يرجع الى هذه الامور الاربعة و يقول الشيخ رحمه الله واصل الشرك الشرك الشرك بالشيطان الشيطان لا شك انه من الجن الشرك به داخل في الشرك في بالشرك في داخل في الشرك بالجن. لانه من الجن وجد قديما وحديثا من يعبد الشيطان مباشرة من يعبد الشيطان مباشرة وهؤلاء من يسمون في العصر الحاضر بعبدة الشيطان وهؤلاء من ارذل خلق الله و احقر خلق الله واعظمهم كفرا بالله قد تكون عبادة الشيطان بطاعته وكل ما يكون من الشرك انما يرجع ابتداء الى الشرك بالشيطان. مهما كان الشرك متعلقا بشيء من ولي من نبي من كوكب الى اخره فهو يرجع ابتداء الى الشرك بالشيطان لان هذا الشرك انما كان طاعة للشيطان الذي وسوس بهذا الشرك وزين هذا الشرك اذا لما كان الشيطان هو الموسوس والداعي والمزين لكل شرك يقع على وجه الارض صار التوجه لهذه المعبودات شركا بها وشركا بالشيطان ايضا لانه السبب والمنشأ الذي نشأ عنه الشرك بالله سبحانه وتعالى. اذا القاعدة في هذا ان الشرك بالشيطان انما كان طاعة له ومن ها هنا كانت هذه الطاعة شركية فكان كل من عبد غير الله سبحانه وتعالى مشركا بالشيطان ولهذا يقول الله عز وجل الم اعهد اليكم يا بني ادم الا تعبدوا الشيطان انه لكم عدو مبين وان اعبدوني هذا صراط مستقيم. افتتخذونه وذريته اولياء من دوني وهم لكم عدو. بئس للظالمين بدلا جعلوا هذا الشيطان وليا بدلا عن الله سبحانه وتعالى. وان كان موضوع طاعة الشيطان موضوع اعم من ذلك طاعة الشيطان قد تكون شركا حينما يطاع في الشرك بالله سبحانه وتعالى. وقد تكون طاعته معصية. حينما يطاع فيما هو معصية يعني دون الشرك اذا اصل كل الشرك يرجع الى الشرك بالشيطان من جهة ماذا من جهة طاعته لانه الاساس والمنشأ والسبب لوقوع كل شرك على وجه الارض قال رحمه الله فقال عن النصارى اتخذوا احبارهم ورهبانهم اربابا من دون الله هذه الاية اية عظيمة وايراد المؤلف رحمه الله لها فيه تنبيه على ان الشرك اعم مما يظنه بعض الناس انه خاص بان يسجد او يصلى او يصام لشيء من دون الله سبحانه وتعالى. هذا شرك لكن الشرك ليس محصورا في ذلك قد يكون الشرك من جهة الطاعة قد يكون الشرك من جهة الطاعة وهذه الاية دليل صريح على ذلك فان النبي صلى الله عليه وسلم فسر هذه الاية كما جاء عند الترمذي وغيره منا قصة عدي بن حاتم رضي الله عنه فانه لما دخل على النبي صلى الله عليه وسلم كان يلبس صليبا من ذهب فقال له النبي صلى الله عليه وسلم امط عنك هذا الوثن ثم انه سمع من النبي صلى الله عليه وسلم هذه الاية فقال النبي صلى الله عليه وسلم اما انهم لم يعبدونهم يعني لم يتوجهوا لهم بانواع العبادة المعروفة. والا فلا شك انهم عابدون. كما قال سبحانه وتعالى في اخر الاية وما امروا والا ليعبدوا الها واحدا انما المقصود العبادة بمعناها الخاص لا بمعناها العام الذي يدخل فيه الطاعة انما معناها الخاص الذي هو التعبد لله عز وجل بانواع العبادة المعروفة التي كان يتوجه بها المشركون لغير الله سبحانه وتعالى. فقال النبي صلى الله عليه وسلم اما انهم ما كانوا يعبدونهم ولكن كانوا يحرمون لهم الحلال فيحرمونه ويحلون لهم الحرام فيستحلونه وهذا الحديث قد اه اشار الترمذي رحمه الله عقيب ايراده الى ضعفه وبعض اهل العلم حسنه ومنهم شيخ الاسلام رحمه الله كما في كتابه الايمان المقصود ان هذه الاية ترجع الى الشرك في الطاعة وقد جاء معنى هذا الحديث عن حذيفة رضي الله عنه من قوله وذلك انه فسر هذه الاية بانهم والله ما صلوا لهم ولا صاموا لهم ولكنهم كانوا يحرمون لهم الحلال فيحرمونه ويحلون لهم الحرارة الحرام فيستحلونه اذا هذا من الشرك الذي يقع هذه الاية تستحق ان يوقف عندها مليا فان من الناس من يخطئ في فهم هذه المسألة وربما جر هذا الخطأ الى توسع وغلو في التكفير لا شك ان كل من لم يسلك مسلك اهل العلم وينضبط بضوابط اهل السنة والجماعة فانه يخشى عليه ان ينزلق الى هوة افراط او هوة تفريط الحق الذي هو هدى بين ضلالتين انما هو في منهج ومسلكي اهل السنة والجماعة المسلك الوسط وهذه المسألة ان كنتم تذكرون مضى شرحها بالتفصيل في شرح كتاب التوحيد ان كان اه قد حضر ذلك من الحاضرين من حضر المقصود ان هناك توسع عند بعض الناس في فهم هذه المسألة وقد ذكرت لكم مثالا سابقا لهذا الغلو وهذا الخلل في فهم هذه المسألة ذكرت لكم مثالا فقد وقع في احد الكتب التفاسير العصرية المشهورة المنتشرة ان قال المؤلف ان النساء اللائي يتابعن الموده او الموضة موضة التي تأتي من عند الكافرات قال ان هؤلاء كفار بطاعة الكافرين ان هؤلاء النساء كافرات بطاعة اولئك الكافرين ولا شك ان هذا من الغلو والخلل ولا يجوز ارسال مثل هذه الاحكام باطلاقها هذا لا يجوز فان مجرد متابعة هذه الموده اذا اقتضت التشبه بالكافرين هذا القدر لا يصل الى الى الكفر باتفاق اهل السنة والجماعة. انما غاية الامر ان يكون ماذا معصية والمعصية يجب انكارها لكن لا يجوز الغلو في شأنها المعصية تمكر وتبغض وينهى عنها لكن متى ما بالغ الانسان وتجاوز الحد فانه يكون قد وقع في خلل عظيم وربما جر هذا الى مفاسد كثيرة كما نلحظه ونشاهده اليوم مع الاسف الشديد من غلو بعظ الناس غلوا ادى الى سل السيف على امة محمد صلى الله عليه وسلم بغير وجه حق هذا من اسبابه الجهل ولذلك ما احسن ما قال ما لك رحمه الله ان قوما خرجوا على امة محمد صلى الله عليه وسلم باسيافهم لانهم اتبعوا الجهلة ولو اتبعوا العلم لحجزهم عن ذلك اهل العلم الراسخون في العلم بعيدون عن هذه المسالك يسلكون المسلك المتوسط والوسطية هنا مستفادة من نصوص الكتاب والسنة. ليس مجرد ان يقف الانسان بين اي طرفين فيزعم حينها انه على الوسطية لا المقصود بالوسطية التزام الكتاب والسنة وهذا في الغالب انه ينفرد عنه عن هذا الحق طرفان. طرف الى جهة الغلو وطرف الى جهة الجفاء تقرير هذه المسألة على جهة الاختصار هو ان يقال ان الطاعة لغير الله سبحانه وتعالى تنقسم الى قسمين طاعة بالاعتقاد وطاعة بالعمل ماذا يا شيخ بالاعتقاد وطاعة بالعمل الطاعة بالاعتقاد يتفرع عنها ثلاث صور الصورة الاولى ان يعتقد في غير الله سبحانه وتعالى ان له حقا في التحليل والتحريم هنا ننظر الى اعتقادي امكانية او حق التشريع والتحليل والتحريم بغض النظر بغض النظر عن متابعته او موافقته انما مجرد ان يعتقد ان الله سبحانه وتعالى الحكم له فهو الذي يحل وهو الذي يحرم وكذلك فلان وفلان من المعظمين من الاولياء الذين يعظمونهم اه يعظمهم مريدوهم الى اخره ان هؤلاء يحق لهم ايضا ان يحللوا او يحرمه وهذا الذي كان من هؤلاء النصارى اتخذوا احبارهم ورهبانهم اربابا من دون الله كانوا يعتقدون فيهم ان حق التحليل والتحريم ثابت لهم ايضا ولا شك ان اعتقاد ذلك كفر اكبر اذا هذه الصورة الاولى الصورة الثانية وهي قريبة من السابقة او فرع عنها وهي ان يطاع غير الله سبحانه وتعالى بالاعتقاد بمعنى ان غير الله عز وجل يحل حراما او يحرم حلالا فيكون من متبعه ومطيعه ان يعتقد في قلبه ان هذا حرام والكتاب والسنة جاء بانه حلال او يعتقد في قلبه ان هذا حلال والقرآن والسنة جاء بانه حرام يعني يقول هذا المعظم لمريده الخبز حرام فيعتقد في قلبه ان الخبز حرام او يقول له الخمر حلال. فيعتقد في قلبه ان الخمرة حلال بغض النظر ربما لا يشرب خمرا لكن مجرد هذا الاعتقاد اعتقاد تحليل ما حرم الله او اعتقاد تحريم ما احل الله لا شك انه كفر بالله سبحانه وتعالى ولاجل ذلك قال سبحانه ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه وانه لفسق وان الشياطين ليوحون الى اوليائهم ليجادلوكم ايش بعدها انكم لمشركون وان اطعتموهم انكم لمشركون اذا هذه الاية على ما جاء في المشهور من سبب نزولها كانت في قول المشركين ان الميتة حلال لان الله عز وجل قتلها كيف تجعلون ما تقتلونه وهو المذبوح حلالا وما يقتله الله حراما اذا هؤلاء جعلوا ان جعلوا الحرام الذي حرمه الله ماذا حلالا الله عز وجل بين في هذه الاية ان طاعتهم في ذلك في اعتقاد تحليل ما حرم الله ان هذا شرك فمن اعتقد ذلك فلا شك انه قد كفر بالله سبحانه وتعالى واشرك به الصورة الثالثة هي اعتقاد جوازي طاعتي غير الله سبحانه وتعالى طاعة مطلقة في الحلال والحرام اعتقاد جواز طاعة غير الله عز وجل طاعة ماذا مطلقة في الحلال والحرام بمعنى ان يقول معظم لمريده افعل كذا من المعاصي ازني اشرب الخمر فيطيعه من جهة العمل معتقدا ان هذا الفعل وان هذه الطاعة ماذا جائزة هو يعتقد الان ان هذا ماذا هذا الخمر محرم لكن تجوز طاعة غير الله عز وجل في معصية الله تجوز طاعة غير الله في ماذا في معصية الله بعكس من يطيعك ما سيأتي احدا في معصية وهو يعتقد انه عاص لله انا لا يجوز لي ان اطيع هذا الانسان في معصية الله لكن غلبته هوى اتلمس مالا ملذة الى اخره لكن هذا يعلم ان هذا قد حرمه الله عز وجل لكن يعتقد جواز ماذا جواز طاعته في ذلك ويدخل في هذه الطاعة المطلقة ما كان من بعظ الناس في قديم الزمن من ان طاعة الله سبحانه وتعالى فيها مثنوية وطاعة ولاة الامر لا مثنوية فيها وطائفة من التابعين كفروا من قال بهذا بمعنى ان بعض الناس في ذاك الوقت اعتقد ان طاعة الله عز وجل يستثنى منها حالة غير القدرة يعني انما يعني يطاع الله سبحانه وتعالى في حدود ماذا القدرة والاستطاعة فاتقوا الله ما استطعتم. يقول هذا القائل الله عز وجل يقول فاتقوا الله ما استطعتم واسمعوا واطيعوا يقول التقييد بالاستطاعة كان في ماذا في طاعة الله وحمل قوله واسمعوا واطيعوا على طاعة الولاة والخلفاء قال هذه ماذا مطلقة في كل شيء حتى لو ما تستطيع يجب عليك يجب عليك ان تطيع. فجعل فجعل طاعة غير الله سبحانه وتعالى اوجب واعظم من طاعة الله سبحانه وتعالى ولا شك ان هذا كفر بالله سبحانه وتعالى اذا عندنا ثلاث سور ترجع الى الطاعة بالاعتقاد وكلها ماذا كفر بالله سبحانه وتعالى نأتي الان الى القسم الثاني وهو ماذا الطاعة بالعمل الطاعة بماذا؟ بالعمل عندنا بالاعتقاد وعندنا بالعمل الطاعة بالعمل تنقسم الى قسمين ان يطاع فيما هو شرك والثاني ان يطاع فيما هو معصية الطاعة في الشرك بان يأمر انسان اخر بان يدعو غير الله ودعاء غير الله شرك فيدعوه او يأمره ان يسجد لقبر فيسجد او يأمره ان يذبح تقربا لميت فيذبح ولسنا بحاجة الى ان نستثني الان حالاتي الضرورة لانها واضحة الضرورات هذا موضوع اخر انما تكلموا عند عدم الضرورة. قال له افعل الشرك ففعل وان كان يعتقد في قلبه ان هذه ماذا معصية لكن ليس عنده ضرورة في فعل هذا الشرك وقد علمت يا رعاك الله ان الشرك يقابل الايمان وان الكفر يقابل الاسلام كما ان الايمان عند اهل السنة والجماعة قول وعمل واعتقاد فان الشرك يكون بالقول ويكون بالعمل ويكون بالاعتقاد فهذا الذي يفعل الشرك وهو غير ملجأ لم يكن السيف على رأسه انما يفعله وهو قادر على ان لا يفعله والحجة الرسالية قد قامت عليه في ذلك فان هذا لا عذر له ولا يقال انه معذور بل هذا الذي وقع في هذا الشرك لا شك انه يكون مشركا ولا نظر الى ما في قلبه لسنا بحاجة الى ان ننظر الى ما في قلبه فاذا قال الشرك فهو مشرك اذا اعتقد الشرك فهو مشرك كذلك اذا فعل الشرك فهو مشرك اذا هذا هو الفرع الاول عن هذه الصورة الثانية القسم الثاني والفرع الثاني ان يطاع بالعمل فيما هو معصية يقول شخص لاخر اسرق فيطيعه قل هيا بنا نذهب الى الحانة نشرب الخمر. قم معنا فاطاعه وهو يعلم ان هذه معصية لكن لغلبة هواه او يرجو التوبة ومغفرة الله عز وجل او ما شاكل ذلك؟ نقول هذه الطاعة ماذا هذه الطاعة معصية اذا بهذا يتضح لنا وجه الحق في هذه المسألة التي بينها اهل العلم ووضحوها في ضوء قواعد اهل السنة والجماعة نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى وقال تعالى واذ قال الله يا عيسى ابن مريم اانت قلت للناس اتخذوني وامي الهين من دون الله قال سبحانك ما يكون لي ان اقول ما ليس لي بحق ان كنت قلته فقد علمته تعلم ما في نفسي ولا اعلم ما في نفسك انك انت علام الغيوب ما قلت لهم الا ما امرتني به ان اعبدوا الله ربي وربكم وقال تعالى وما كان لبشر ان يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة. ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله. ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون. ولا يأمركم ان تتخذوا الملائكة والنبيين اربابا. ايأمركم بالكفر بعد فاذا انتم مسلمون فبين ان اتخاذ الملائكة والنبيين اربابا كفر. نعم لا شك في ذلك وهذا من اجل الاشياء واوظحها كل من اعتقد في غير الله سبحانه وتعالى ان له شيئا من الربوبية من الخلق والرزق والتدبير وما الى ذلك من معاني الربوبية من اعتقد هذا في غير الله عز وجل سواء على جهة الاستقلال او على جهة المشاركة لله سبحانه وتعالى فلا شك ان هذا كفر بالله سبحانه وتعالى انبياء الله عز وجل جميعا من اولهم الى اخرهم حاشاهم من ان يكونوا دعاة الى الشرك بالله اي والله هم انزه الناس وابعد الناس عن ذلك بل انهم انما جدوا واجتهدوا وبذلوا الغاية في النصح والدعوة والتحذير من هذا الشرك لم يكونوا دعاة اليه بل كانوا من اعظم الناس بل هم اعظم الناس تحذيرا من هذا الشرك؟ نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ومعلوم ان احدا من الخلق لم يزعم ان الانبياء والاحبار والرهبان او المسيح ابن مريم شاركوا الله في خلق السماوات والارض بل ولا زعم احد من الناس ان العالم له صانعان متكافئان في الصفات والافعال بل ولا اثبت احد من بني ادم الها مساويا لله في جميع صفاته. بل عامة المشركين بالله مقرون بانه ليس شريكه مثله طيب انتبه فقد ذكر لك المؤلف رحمه الله ثلاثة امور مهمة بها تفهم التوحيد وتعرف حقيقة الشرك ويتضح لك مغالطة مغالطة اهل البدع انتبه يقول لك المؤلف اولا ان احدا من الخلق لم يزعم ان الانبياء والاحبار والرهبان او المسيح ابن مريم او غيرهم ان احدا من هؤلاء شاركوا الله عز وجل قال في خلق السماوات والارض هذا رقم واحد الامر الثاني ولا زعم احد من الناس ان العالم له صانعان متكافئان في الصفات والافعال ان غير الله مثل الله عز وجل في الذات والصفات ونعوت الجلال والجمال سمي لله عز وجل كفؤ لله سبحانه وتعالى في ذاته وصفاته هذا لم يزعمه احد قط والمؤلف رحمه الله لا شك انه صاحب استقراء بشهادة اعدائه قبل قبل شهادة محبيه الرجل صاحب استقراء رجل مستقر لمقالات الناس من المنتسبين الى هذه الملة او من الخارجين عنها فحينما يذكر لك هذا الحكم المبني على استقراء فشد عليه يديك الامر الثالث يقول ولا اثبت احد من بني ادم الها مساويا لله في جميع صفاته اذا ما هو الشرك الذي جاءت النصوص بالتحذير منه ما هو الشرك الذي احل دماء المشركين واموالهم لماذا قاتل النبي صلى الله عليه وسلم اولئك في تلك الغزوات العديدة التي خاضها النبي صلى الله عليه وسلم معهم ولماذا كفرهم ولماذا لم يقبل منهم ما هم عليه ما هو هذا الشرك هنا مربط فرس وحد فاصل بين اهل السنة ومخالفيهم انتبه فهذا من معاقد المسائل كثير من الضالين المبتدعين يحصرون ويقصرون الشرك على الشرك في ربوبية الله سبحانه وتعالى لا غير بمعنى بعض الناس اذا قيل له يا عبد الله لا تدعو غير الله هو يدعو غير الله يا سيدي فلان المدد المدد يا رسول الله اغثني يا سيدي احمد البدوي يا عيدروس يا فلان يا فلان يدعون غير الله او يذبحون لهم او ينظرون لهم اذا قلت له هذا شرك بالله عز وجل يقول اعوذ بالله انا ما قلت ان هذا السيد خالق مع الله يقول ماذا انا ما قلت ان هذا السيد خالق مع الله او انه ينزل المطر او انه يرزق من عنده حاش وكلا انا فقد توجهت له بماذا بالدعاء وربما يزين العبارة بعض الشيء فيقول انا فقط متوسل انا فقط ايش متوسل وقع هؤلاء لاسباب ومنها الخلل في مفهوم الشرك الذي يزينه ويغالط فيه علماء السوء يقولون الشرك الذي جاءت النصوص بالتحذير منه والذي قاتل النبي صلى الله عليه وسلم اهله انما هو الشرك في ماذا في الربوبية اعتقاد الخالقية مع الله عز وجل اعتقاد ان احدا غير الله يرزق اعتقاد ان احدا غير الله يدبر امر هذا كون من وقع في هذا نعم هو ماذا مشرك والحق ان اعتقاد ان خالقا مع الله عز وجل او رازقا او مدبرا لا شك انه من ماذا من الشرك لكننا نخالفهم في ماذا في حصر الشرك في هذا الامر بل اكثر شرك العالم قديما وحديثا لم يكن في هذا اكثر شرك العالم قديما وحديثا كان في الشرك بالعبادة وليس بالربوبية وهذا من المسائل المهمة التي ينبهك المؤلف رحمه الله اليها لم يكن احدا لم يكن احد من الناس قائل بان لم يكن احد من الناس قائلا بان هذه المعبودات من دون الله من انبياء من اولياء من ملائكة من جن الى اخره ان هذه المعبودات خلقت مع الله او انها دبرت امر السماوات والارض مع الله مكافئة ومساوية لله. نعم وجد من هؤلاء من يعتقد ان غير الله قد يعين الله بعض الاشياء تكون لهؤلاء اما الاصل فهو لله سبحانه وتعالى لكن مساواة غير الله سبحانه وتعالى لله في الخلق هذا ما قال به احد وقل مثل ذلك فيما ذكره ثانيا وهو ان لله سبحانه وتعالى صانعان متكافئان في الصفات والافعال او ان احدا من من بني ادم ما قال بان الها مع الله عز وجل يكون مساويا له في جميع صفاته بل عامة المشركين بالله سواء كانت شرك في الربوبية او في الالوهية مقرون بانه ليس شريكه مثله بل عامتهم مقرون ان الشريك مملوك له سواء كان ملكا او نبيا او كوكبا او صنما او صنما. قال كما كان مشرك العرب يقولون في تلبيتهم لبيك لا شريك لك الا شريكا هو لك تملكه وما ملك هذا بينه ابن عباس رضي الله عنهما كما في صحيح مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يسمع هذه التلبية الشركية من المشركين ماذا يقولون؟ يقولون لبيك لا شريك لك هنا كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول قد قد يعني يكفي كفوا عن الزيادة على هذا حتى لا تقعوا في الشرك لكن لغلبة شقوتهم كانوا يزيدون بعد ذلك فيقولون الا شريكا اقالوا الا شريكا مساويا لك الا شريكا مثلك ها لا قالوا الا شريكا هو لك تملكه وما ملك هو شريك مع كونه مملوكا لك اذا ما اعتقدوا ماذا الندية والمساواة لهذه المعبودات مع الله سبحانه وتعالى مقرون بانها دون الله وان الله اعظم بل انها مملوكة لله لكنهم يشركون هذه المعبودات مع الله عز وجل في ماذا في العبادة قال فاهل رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتوحيد فقال لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك ان الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك هذا من جملة ما خالف النبي صلى الله عليه وسلم المشركين في مناسك الحج اولئك كانوا يلبون تلبية الشركية فلبى النبي صلى الله عليه وسلم بالتوحيد كما جاء في حديث جابر رضي الله عنه فلبى النبي صلى الله عليه وسلم بالتوحيد يعني مخالفة لما عليه المشركون فقال لبيك لا شريك لك هذا هو الحق دون ريب ان الشرك في العبادة شرك بل هو اكثر ما وقع ويقع من الشرك. نعم الله اليكم قال رحمه الله فقد ذكر ارباب المقالات ما جمعوا من مقالات الاولين والاخرين في الملل والنحل والاراء والديانات فلم ينقلوا عن احد اثبات شريك مشارك له في خلق جميع المخلوقات ولا مماثل له في جميع الصفات بل من اعظم ما نقلوا في ذلك قول الثانوية الذين يقولون بالاصلين النور والظلمة. وان النور خلق الخير والظلمة خلقت الشر ثم ذكروا لهم في الظلمة قولين احدهما انها محدثة فتكون من جملة المخلوقات له. والثاني انها قديمة لكنها لم تفعل الا الشر فكانت ناقصة في ذاتها وصفاتها ومفعولاتها عن النور. احسنت يقول لك المؤلف رحمه الله ان لم تقنع بما قلت لك فدونك كتب المقالات والملل والنحل اقرأ فتش هل تجد احدا من الناس من اهل المشارق او من اهل المغارب من اي جنس كان يقول بان غير الله سبحانه وتعالى شريك مشارك لله عز وجل ومساو له في ذاته في صفاته في افعاله الجواب لن تجد قد يقول قائل وماذا عن الثانوية فاورد شيخ الاسلام رحمه الله ما يوضح ما قد يلتبس في هذا الموضع موضوع الثانوية الثانوية والمجوس هل بينهما اختراق واختلاف ام لا آآ من الناس من يجعل هذين المصطلحين مترادفين الثانوية هم المجوس والمجوس هم الثانوية وانما قيل لهم الثانوية لقولهم باصلين اثنين يرجعون اليهما المخلوقات الذين هما النور والظلمة فهم المجوس وهم ايضا الثانوية وبعضهم يجعل هذين المصطلحين متباينين الثانوية شيء والمجوس شيء اخر وبعضهم يجعل احد هذين المصطلحين اعم من الاخر وهم ايضا مختلفون منهم من يقول المجوس منهم الثانوية ومنهم فرق اخرى ومنهم من يجعل الفرقة اصلا هي الثانوية هو منهم المجوس ومنهم اصناف اخرى وعلى كل حال اه ينبغي ان يتسع صدرك يا طالب العلم الى مثل هذه الاختلافات في التقسيمات في باب الاديان والفرق فان كثيرا من هذه التقسيمات اجتهادية اه مبنية على نقول قد تصح عند البعض وقد لا تصح المهم ان تفهم المقالة اما كون هذه الفرقة او تلك تندرج تحت هذه او هي هذه هذا امر يقع فيه الخلاف كثيرا يقول لك الثانوية الذين يقولون بالاصلين النور والظلمة كل المخلوقات ترجع في خلقها عند هؤلاء الى هذين الى النور والظلمة. النور يقولون انه خلق الخير وما اليه والظلمة خلقت الشر وما اليه وقد يضيفون الى الظلمة قد يضيفون الشيطان يقولون الشر خلقته الظلم او خلقه الظلام وخلقه الشيطان معه قال اه وان النور خلق الخير والظلمة خلقت الشر ثم ذكروا لهم في الظلمة قولين احدهما انها محدثة ما هي الظلمة يقول النور هو القديم. ربنا ايش قديم والظلمة محدثة ما الذي من الذي خلقها النور فصارت الظلمة من ماذا من جملة مخلوقاته. اذا ما جعلوا مع الله عز وجل هؤلاء ما جعلوا مع الله عز وجل ايش شريكين متساويين من كل وجه لا شك انه لا مقارنة بين قديم ومحدث بين خالق هو مخلوق وهذا القول آآ نسب للمجوس الذين يفرقون بين الطائفتين يجعلون هذا من مقالة المجوس ويقولون ان القول بقدم الاصلين هذا قول الثانوية فهمنا الذين يفرقون بين الطائفتين يقولون ان القول بان النور قديم والظلمة حادثة هذا قوله المجوس. الثانوية بخلافهم يقولون ايش بقدم الاصلين النور والظلمة قال والثاني القول الثاني كأن شيخ الاسلام رحمه الله يميل الى عدم التفريق بين الطائفتين كانه يراهم يعني يراهما شيئا واحدا او انه يعني احدى الطائفتين اعم من الاخرى قال والثاني انها قديمة لكنها لا تفعل الا الشر فكانت ناقصة في ذاتها وصفاتها ومفعولاتها عن النور. حتى اولئك القائلون بان الظلمة قديمة مساوية في القدم للنور الا انهم مع هذه المساواة يعتقدون ويجعلون الظلمة انقص من الاصل الاول وهو النور من جهة ماذا من جهة ان الشر لا يفعل ان الظلمة لا تفعل الا الشر والشر انقص من الخير وقد ذكروا في كتب المقالات والملل اشياء اخرى تدل فعلا على انهم يعتقدون ان الظلمة ناقصة يقولون مثلا ان النور عالم وان الظلمة جاهلة ولا شك ان انه لا مقارنة بين كعالم وجاهل ايضا ذكروا في كتب الملل ان بعض هؤلاء الثانوية يقول ان كليهما متحرك لكن حركة النور حركة مستقيمة وحرقت وحركة الظلمة حركة خرقاء حركة ايش خرقاء وهذا ايضا يدلك على ان النور اكمل من الظلمة الظلمة ناقصة بالنسبة الى النور. اذا ما اعتقد احد ان ثمة ربين خالقين ماذا متساويان. اقسى الامر وغاية الامر واشنع الناس في هذا الباب اولئك المجوس والثانوية هذه هي مقالتهم فاتضح انهم ماذا ما اعتقدوا بوجود خالقين متساويين وهذا كاف في بيان هذه المسألة نعم الله اليكم قال رحمه الله وقد اخبر الله سبحانه وتعالى عن المشركين من اقرارهم بان الله خالق المخلوقات ما بينه في كتابه فقال تعالى ولان سألتهم من خلق السماوات والارض ليقولن الله قل افرأيتم ما تدعون من دون الله ان ارادني الله بضر هل هن كاشفات ضره او ارادني برحمة هل هن ممسكات رحمته؟ قل حسبي الله عليه يتوكل المتوكلون فقال تعالى قل لمن الارض ومن فيها ان كنتم تعلمون سيقولون لله قل افلا تذكرون. قل من رب السماوات السبع ورب العرش العظيم فيقولون لله قل افلا تتقون. قل من بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه ان كنتم تعلمون. سيقولون لله قل لا تسحرون الى قوله ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من اله. اذا لذهب كل اله بما خلق ولعلى بعضهم على بعض. سبحان الله ما يصفون وقد قال تعالى وما يؤمن اكثرهم بالله الا وهم مشركون. احسنت ينبهنا المؤلف رحمه الله وجزاه عنا خيرا على حقيقتي الشرك الذي كان من ابي جهل وابي لهب وامية ابن خلف واضرابهم من المشركين الذين حكم عليهم النبي صلى الله عليه وسلم بانهم مشركون وكفرهم القرآن ما حقيقة شركهم اكانت انهم اعتقدوا ان اللات والعزة تخلق مع الله او ان من مات تدبر امر هذا الكون او اننا الى هي التي تنزل الرزق من السماء وتمطر الارض اهذا الذي اعتقده هؤلاء او انهم ما جعلوا شيئا من هذه الامور لهذه المعبودات التي يعبدونها اجيبوا يا جماعة والله ما اعتقدوا ذلك فيها ما جعلوا لها خلقا ولا جعلوا لها رزقا ولا جعلوا لها تدبيرا اذا الخلق والرزق والتدبير كان في اعتقادهم لمن اعتقدوا ذلك لله سبحانه وتعالى هو الذي يخلق وحده هو الذي يحيي ويميت وحده هو الذي يرزق وحده هو الذي يدبر الامر وحده اذا ما قيمة هذه الاصنام والاوثان والمعبودات التي اراقوا دماءهم في سبيلها الجواب كان اعتقادهم فيها شيئا اخر هو انها تستحق ان تعبد مع الله عز وجل فاعبدوها اذا من الاصول المهمة في فهم التوحيد وادراك ضده ان تعرف يا طالب العلم ما حقيقة الشرك الذي كان عليه كفار قريش و اضرابهم من المشركين الذين كفرهم النبي صلى الله عليه وسلم وقاتلهم واستحل اموالهم الجواب ان شركهم كان في الالوهية والعبادة لم يكن في اعتقادي ان غير الله يخلق او يدبر او يرزقه ما الدليل على ذلك هذه مسألة فصلناها في شرح كتاب التوحيد واعيدها لاهميتها. عندنا على هذا خمسة ادلة اولا الادلة التي فيها تصريح المشركين بان الخلق والرزق والتدبير والاحياء والاماتة اما انما هي لله وحده لا شريك له. انما هي لله وحده لا شريك له ومنها هذه الادلة التي بينها الله سبحانه وتعالى في كتابه ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله ولئن سألتهم من خلق السماوات والارض ليقولن الله ومن يدبر الامر فسيقولون الله اذا الخلق والرزق والتدبير وما الى هذه المعاني كانوا يعتقدون جزما انها لله سبحانه وتعالى طيب قد يقول قائل الله عز وجل بين لنا انهم يقولون ذلك اذا سئلوا اجابوا بهذا الا يمكن ان يكونوا كاذبين صرحوا بخلاف ما يعتقدون الجواب ان هذا الاحتمال غير وارد قطعا بدليل انه ما جاء ولا في موضع واحد تكذيبهم في هذه المقالة بمعنى ظاهر القرآن انهم صادقون في قولهم ما هو الصدق مطابقة الخبر للواقع هم يخبرون عن عن خلجات انفسهم وما يعتقدونه في قلوبهم وهم صادقون صادقون في انهم يعتقدون ان الخلق لله وان الرزق لله واظح يا جماعة واذا اضفت الى هذا امرا اخر اتضح لك المقام دل استقراء القرآن على ان مقالة المشركين الكافرين اذا كانت كاذبة فضحهم الله سبحانه وتعالى وبين كذبهم استقري ما شئت من كتاب الله وسوره اذا اخبر المشركون او قالوا كلمة كاذبة فلا بد ان يأتي القرآن بماذا بتكذيبهم وبيان كذبهم واضرب لك مثلا واحدا لما قال المشركون في شأن الفاحشة العظيمة التي كانوا يفعلون وهو الطواف بالبيت عراة قال واذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها ابائنا والله امرنا بها ماذا قال الله قل ان الله لا يأمر بالفحشاء وعلى هذا امثلة عدة اذا لا يمكن ان تكون المقالة متكررة ايضا في القرآن في عديد المواظع ثم لا يبين الله عز وجل انهم ماذا؟ كذبة. اذا كان حقا وصدقا هذا ماذا ما يعتقدونه ان الله وحده خالق ورازق لكن هل كفى هذا هل كانوا بهذا الاعتقاد مؤمنين ام كانوا كفارا مشركين كانوا والله كفارا مشركين مع هذا الاعتقاد لم لانهم عبدوا مع الله غيرة. هم ما تركوا عبادة الله هم كانوا يدعون الله. كانوا كانوا يحجون كانوا يذبحون كانوا ينظرون لله سبحانه وتعالى لكن الاشكال عندهم انهم مع اعتقاد الخالقية والرازقية والرزق والتدبير لله. ومع عبادة الله الا انه كفار مشركون لانهم عبدوا مع الله عز وجل غيره الدليل الثاني الذي يدلك على ذلك ان الله سبحانه وتعالى بين ان حال المشركين هو الاخلاص في الدعاء حال الشدة والشرك في الدعاء حال الرخاء صحيح هذا ولا لا يا جماعة قال سبحانه فاذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم الى البر ايش اذا هم يشركون واذا مسكم الضر في البحر ضل من تدعون الا اياه فلما نجاكم الى البر ايش اعرضتم وكان الانسان كفورا لو كان المشركون يعتقدون ان الهتهم ولاحظ انهم يحبونها وقلوبهم متعلقة بها صح ولا لا لو كانوا يعتقدون انها تملك انقاذهم تملك التدبير وان تأمر هذه الامواج بالهدوء والله لدعوها صح ولا لا يا جماعة لكن لما علموا انها لا تملك من الامر شيئا توجهوا بالدعاء لمن يعتقدون ها انه يملك الامر ويدبر الامر وهو الله وحده يدعون الله في الشدة لكن اذا جاء الرخاء دعوا دعوة غير الله الامر الثالث مما يدلك على ان الشرك عند المشركين انما تعلق بالعبادة دون هذه المعاني الراجعة الى الربوبية ما اخبر الله سبحانه وتعالى عنه في هذه الاية الاخيرة التي اوردها المؤلف من سورة يوسف وما يؤمن اكثرهم بالله الا وهم مشركون فسر هذه الاية ابن عباس رضي الله عنهما فقال من ايمانهم انه اذا قيل لهم من خلقكم ومن خلق السماوات ومن خلق الجبال؟ قالوا الله وهم مشركون اذا ايمانهم كان باعتقادهم ان هذه المعاني معاني الربوبية انما هي لماذا لله لكنهم مشركون في جانب اخر وهو وهو العبادة مع الله وما يؤمن اكثرهم بالله الا وهم مشركون دليل رابع ان الله عز وجل بين حالهم ومقالهم واعتقادهم في هذه المعبودات وانها مجرد وسائق وشفعاء عند الله عز وجل والذين اتخذوا من دونه اولياء ما نعبدهم هذه مقالتهم ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى. فقط. هذه النقطة ما والا تدل على ماذا الحصر والقصر غاية الامر وما كانت هذه المعبودات في قلوبهم انما هي فقط ماذا انهم يعتقدون انها ايش تقربهم الى الله زلفى وقال سبحانه في الاية الاخرى ويقولون هؤلاء شفعاءنا عند الله تشفع لنا عند الله عز وجل ولو اعتقدوا فيهم ما هو اعظم من ذلك لبينوا واخبروا صح ولا لا يعني اسألكم لو كانوا يعتقدون في اللات والعزة انها تخلق وترزق هذا الاعتقاد آآ اعظم او الاعتقاد بانه مجرد شفعاء اجيبوا يا جماعة لا شك ان الاول اعظم واولئك كانوا يحبونهم اليس كذلك؟ يحبونهم الله عز وجل اخبر عنهم يحبونهم كحب الله يحبون ويعظمون ويجلون ويقدرون لو كانوا يعتقدون فيهم ما هو اكبر من مجرد الشفاعة والتقريب زلفى لذكروه لكن هذا هذا هو حجمهم هذا هو ماذا حجمهم غاية الامر انهم ماذا مجرد شفاء نحن نعبدهم لهذا فقط الامر الخامس ان تتبع القرآن واستقراءه يدل على ان اولئك المشركين ما امروا بتوحيد الله عز وجل في الخلق والرزق والتدبير لا تجد اية يخاطب بها هؤلاء المشركون اعتقدوا اعتقدوا ان الله هو الخالق وحده تجدون هذا اعتقدوا يا معشر المشركين ان الله هو هو الرازق وحده لكن تجد في القرآن يا ايها الناس اعبدوا ربكم اعبدوا الرب الذي تعتقدونه ربا اعبدوه تجد في القرآن فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون تعلمون ان الله عز وجل هو الرب وحده فلا تجعلوا معه اندادا في ماذا في العبادة يعبدون مع الله عز وجل اعيد واكرر يا اخوتاه ان فهم هذا الموضوع اساس مهم في فهم التوحيد ومعرفة ضده وان الخلل في هذه المسألة يترتب عليه اشكال كبير يترتب عليه وقوع في ظد التوحيد كما كان من بعض الطوائف التي وقع كثير من دهمائها وعلمائها في الشرك بالله سبحانه وتعالى نعوذ بالله من ان نشرك به شيئا ونحن نعلم ونستغفره مما لا نعلم اسأل الله ايضا ان يعلمنا ما ينفعنا وان ينفعنا بما علمنا وان يرزقنا الاخلاص والقبول ان ربنا لسميع الدعاء ونكمل ان شاء الله في الدرس القادم غدا ان شاء الله والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه اجمعين