بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لشيخنا والحاضرين وجميع المسلمين قال شيخ الاسلام رحمه الله تعالى في رسالته لاهل تدمر قال رحمه الله واذا تبين ان غاية ما يقرره هؤلاء النظار اهل الاثبات القدر المنتسبون الى السنة انما هو توحيد الربوبية وان الله رب كل شيء ومع هذا فالمشركون كانوا موقفين بذلك مع انهم مشركون. فكذلك طوائف من اهل التصوف المنتسبين الى المعرفة والتحقيق غاية ما عندهم من التوحيد هو شهود هذا التوحيد وهو ان يشهد ان الله رب كل شيء ومليكه وخالقه لا سيما اذا غاب العارف بموجوده عن وجوده وبمشهوده عن شهوده وبمعروفه عن معرفته. ودخل في فناء ودخل في فناء توحيد الربوبية بحيث يفنى من لم يكن ويبقى من لم يزل فهذا عندهم هو الغاية التي لا غاية ورائها. ومعلوم ان هذا هو تحقيق ما اقر به المشركون من التوحيد. ولا يصير الرجل بمجرد هذا التوحيد مسلم فضلا عن ان يكون وليا لله او من سادات الاولياء ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا اما بعد فقد تبين لنا من كلام المؤلف رحمه الله حقيقة التوحيد الذي يذكره علماء الكلام وانت اذا تأملت كلامهم وجدت ان موقفهم من التوحيد الحق الذي جاء في الكتاب والسنة وهو وتوحيد الله عز وجل في ربوبيته وتوحيده في اسمائه وصفاته وتوحيده في عبادته وجدت انهم مخالفون للحق في توحيد الاسماء والصفات. فهم وفي الجملة معطلة على تفاوت بينهم في هذا التعطيل. واما توحيد الالوهية فانهم في الجملة لا يذكرونه ضمن انواع التوحيد ولا يعتنون به. ولا ينزلونه المنزلة اللائقة به. ثم بعد ذلك منهم من يخالف هذا التوحيد فيقع في ضده او فيما يقدح فيه ومنهم من لا يكون الامر عنده الى هذه الدرجة الانصاف يقتضي ان علماء الكلام متفاوتون في مخالفتهم ل توحيد الالوهية لكن معظمهم وجلهم لا يهتمون بهذا التوحيد ولا يدرجونه ضمن اقسام التوحيد كما قد علمت ويكفي في ذلك الخطأ الكبير الذي وقعوا فيه حينما فسروا الاله بالقادر على الاختراع او بالمستغني عما سواه المفتقر اليه كل ما عداه او انه الخالق الرازق الى غير ذلك مما يذكرون فصار ثمة انحراف عظيم في فهم كلمة التوحيد ومعرفة ما يضادها وبعد كل ذلك يتلخص ويتخلص ان التوحيد الذي يدورون على تقريره انما هو توحيد الربوبية وقلنا ان هذا وحده لا يكفي فضلا عن ان يكون الغاية التي من وصلها فقد وصل الى تحقيق التوحيد الامر ليس كذلك بكل تأكيد ثم بعد ان بين المؤلف رحمه الله ذلك وان هذا التوحيد الذي يقررونه لا يكفي في النجاة فان المشركين الذين كفرهم الله ورسوله صلى الله عليه وسلم كانوا في الجملة مقرين بهذا التوحيد وما نفعهم ذلك لما بين هذا عطف على اهل الكلام طائفة اخرى عندهم ايضا خلل في هذا الباب وهو فهم التوحيد عندهم وهذه الطائفة ما قد سمعت الكلام عنها وهي اهل التصوف قال فكذلك طوائف من اهل التصوف المنتسبين الى المعرفة والتحقيق والتوحيد غاية ما عنده من التوحيد هو شهود هذا التوحيد قم على نسق من قبلهم غاية الامر عند المقتصدة منهم ناهيك عن اهل الانحراف وهؤلاء لهم كلام سيأتي ان شاء الله انما المقتصدة منهم الذين جاءوا بهذا الفناء الفناء في توحيد الربوبية غاية ما عندهم ان اقروا بتوحيد الربوبية وهذا ايضا لا يكفي في الايمان والنجاة اذا لم يضم اليه توحيد الله سبحانه وتعالى في عبادته هذه الطائفة هي التي تقول بالفناء في توحيد الربوبية او ما يسمونه الفناء عن شهود السواء ومسألة الفناء تكلمنا عنها بالتفصيل ان كنتم تذكرون بشرح كتاب العبودية وقلنا ان الفناء ثلاثة اقسام ثناء عن وجود السواء وفناء عن شهود السواء وفناء عن عبادة السواء وان شئت فقل عن ارادة السواء كم قسم هذه ثلاثة اقسام القسم الاول توحيد الملحدين والقسم الثاني توحيد الناقصين والقسم الثالث توحيد كن للمؤمنين الفناء عن وجود السواء هذا فناء اهل الوحدة والاتحاد الذين يزعم احدهم ثناءه عن وجود كل ما سوى الله سبحانه وتعالى بخارج الذهن فليس ثمة موجود الا الله سبحانه وتعالى ما ثمة اثنان قط انما هو واحد اما انه صار اتحاد او هو في الاصل واحد انما الاختلاف في الصور والا فالحقيقة واحدة هؤلاء من اعظم الناس كفرا بالله سبحانه وتعالى هؤلاء القائلون بوحدة الوجود او الاتحاد و قد اه تتراوح كلماتهم وتقريراتهم بين هذا وبين الحلول لا يلتزمون مذهبا واحدا انهم انما هم مترددون بين الوحدة والاتحاد وبين الحلول وكل ذلك ظلمات بعضها فوق بعض هذا هو الفناء الاول وهو فالفناء عن وجود السواء كل ما تراه عينك في زعمهم هو الله عز وجل تعالى ربنا وتقدس اما النوع الثاني فهو محل البحث فيما اورد المؤلف رحمه الله وهو الفناء عن شهود السواء وهو الفناء في توحيد الربوبية وهو الذي قد يسمونه الاصطلام ماذا يسمونه الاصطلام والشهود في كلام الشيخ رحمه الله حينما قال غاية ما عندهم من التوحيد هو شهود هذا التوحيد المقصود بالشهود الرؤية القلبية بحيث تستغرق النفس في هذه الرؤية بحيث تستغرق النفس في هذه الرؤية هؤلاء يزعمون انهم لا يشهدون الا الله يشهدونه خالق كل شيء مدبر كل شيء المقدرة لكل شيء هكذا يقولون وبالتالي يفنى كل ما سوى الله سبحانه وتعالى ولكن انتبه يفنى في الداخل يعني في الاحساس والشعور لا في الخارج هؤلاء يقرون بالفرق بين الخالق والمخلوق انما الفناء عندهم في انفسهم تفنى في احاسيسهم ومشاعرهم كل الاشياء سوى رؤية ربوبية الله سبحانه وتعالى يرونه خالقا مدبرا مقدرا له المشيئة النافذة والقدرة التامة هذا هو الفرق بينهم وبين الذين قبلهم الذين قبلهم يفنى عندهم كل شيء من حيث ماذا الوجود الخارجي من حيث الوجود الخارجي. اما هؤلاء فالفناء عندهم في ماذا في الاحساس في الشهود في الرؤية القلبية لا غير و هذا النوع مع الاسف الشديد قد سلكه كثير من العباد الذين ظنوا ان هذا هو غاية السلوك طريق العود والعبودية غايته الوصول الى هذه الغاية وهو وهي ان يفنى الانسان في توحيد الربوبية لا شك ان هذا الذي قالوه غلط ونقص من حيث هو ناهيك عن الاخطاء الاخرى التي جرهم اليها سلوك هذا المسلك قال رحمه الله وهو ان يشهد ان الله رب كل شيء ان الله رب كل شيء ومليكه وخالقه لا سيما اذا غاب العارف بموجوده عن وجوده موجودة عن وجوده يريد انه يفنى برؤية الله سبحانه وتعالى خالقا مدبرا عن وجوده هو فضلا عن وجود غيره يفنى عن كل وجود بدءا من نفسه وانتهاء بكل شيء قال وبمشهوده عن شهوده. يعني ايضا يفنى بربه سبحانه وتعالى عن كل ما سواه. وبمعروفه عن معرفته ويقولون ايضا وبمذكوره عن ذكره فلا يرى الا الله سبحانه وتعالى له الامر وله القدرة وله المشيئة قال بحيث يفنى من لم يكن ويبقى من لم يزل يفنى من لم يكن يعني المخلوقات بدءا منه هو ويبقى من لم يزل وهو الله سبحانه وتعالى هو الذي يبقى وهو الذي يكون محل شهوده لا غير هذا هو الذي ذكروه قالوا فهذا عندهم هو الغاية التي لا غاية وراءها هو معلوم ان هذا هو تحقيق ما اقر به المشركون من التوحيد ولا يصير الرجل بمجرد هذا التوحيد مسلما فضلا عن ان يكون وليا لله او من سادات الاولياء هذا الفناء كما ذكرت لك وقع فيه اناس يعظمون الله عز وجل ويحبون الله عز وجل ولكن لنقص في العلم او في العقل وقعوا فيما وقعوا فيه من اشهر اولئك الذين صنفوا فيه ابو اسماعيل الهروي الملقب بشيخ الاسلام وهو صاحب الكتاب المشهور الذي هو منازل السائرين وهو الذي شرحه الامام ابن القيم رحمه الله وتعقبه في مواضع كثيرة وبين هذا الخلل الذي وقع فيه في في كتابه النفيس الذي هو مدارج السالكين ابو اسماعيل رحمه الله كان من المحققين لتوحيد الاسماء والصفات وكان سيفا مسلطا على اهل البدع والف في ذلك مؤلفات مشهورة لها قدرها ومكانتها عند اهل السنة ومن ذلك ذاك الكتاب العظيم الذي هو ذم الكلام ولكنه مع الاسف الشديد لغلوه في هذا الباب وفي هذا الفناء وقع في آآ خطأ عظيم في باب القدر شيء عجيب هو يكفر الجهمية لموقفهم من الاسماء والصفات لكنه وافقهم في القدر وهذا يعني من عجيب ما يكون والتوفيق بيد الله سبحانه وتعالى ايضا وقع في هذا الفناء اناس متقدمون في الزمن على ابي اسماعيل فانه قد وقع في ذلك بعض طلابي وتابعي الامام الجنيد رحمه الله وقد لاحظ هذا الجنيد واحس بهذا الانحراف الذي قد تسلل الى بعض من يتتلمذ عليه ويتابعه بين لهم الحق في هذا المقام ووجوب لزوم الفرق فرق توحيد الالوهية افترقا هؤلاء عليه منهم من وافقه ومنهم من خالفه وصار في هذا في ذلك الزمن آآ خلاف ولغط اشار الى هذا شيخ الاسلام رحمه الله في كتابه منهاج السنة واحال الى بعض من كتب في هذه الفتنة التي وقعت في ذلك الوقت المقصود ان الائمة المعروفين الذين يجلهم اهل السنة ويحترمونهم ولهم مكانة عند المسلمين ليس فيهم احد من القائلين بهذا الفناء واعني الائمة المشهورين من المتقدمين كالجنيد وكالفضيل بن عياط وكمعروف الكرخي وكابي سليمان الداراني وامثال هؤلاء الائمة هؤلاء لم يكن احد منهم قائلا بهذا الفناء انما وقع في بعظ الناس في تلك الطبقة فما بعدها اه لجهل آآ ولا ربما ايضا تسويل تزيين من بعض اهل البدع فوقع ما وقع منهم من هذا الخلل على كل حال موضوع الفناء سيتكلم عنه شيخ الاسلام رحمه الله لاحقا لكنني اشير اشارة الى هذا النوع واذا الخطأ الذي وقع فيه هؤلاء وما ترتب على قولهم قلت لك ان هذا الفناء آآ ليس طريق النبي صلى الله عليه وسلم وليس طريق اصحابه ويظهر ويظهر الخلل فيه من خلال ما يأتي اولا ان هذه الحال حال مبتدعة لم يكن عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يكن عليها اصحابه رضي الله عنهم ولا شك ان كل حال وفناء وطريق لم يكن عليها هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا خير فيها فان خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وهذا الذي وقع من هؤلاء قلت لك انه راجع الى احد امرين اما ضعف في العلم واما ضعف في العقل فبعضهم لظعف قوته و اه ضعف قلبه ايضا يرد عليه وارد قوي من محبة لله عز وجل او خوف منه او رجاء فيه فيصاب بهذه الغيبة فيفنى عن كل شيء وهذه في الغالب حال لا تستمر انما هي حال ماذا مؤقتة يصبح لا يشعر بشيء مما حوله ويستغرق بالكلية في هذا الامر وهذا نتيجة لضعف في النفس تكون عند بعض الناس يهجم عليه وارد قوي فيصاب بهذا الفناء وبهذه الغيبة وبهذا الذي يسمونه اصطلاما وهذا معروف عند الناس حتى في غير هذا المقام وقد اورد شيخ الاسلام رحمه الله في مواضع من كتبه قصة تقرب لك فهم هذا الموضوع وهي ان رجلا سقط في اليم رجل محب له كان معه فسقط ايضا ثم قال له بعد ذلك انا سقطت فما الذي اسقطك قال غبت بك عني فظننت انك اني قال غبت بك عني فظننت انك اني فهذا شيء يقرب لك هذا الامر لكن حال النبي صلى الله عليه وسلم اكمل من ذلك وحال اصحابه عليه الصلاة والسلام رضي الله عنهم اكمل من ذلك فما وصل احد منهم مع انهم بلغوا الغاية في محبة الله سبحانه والخوف منه والرجاء فيه ومع ذلك ما وصل بهم الامر الى هذا الحد هذا النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقف بين يدي ربه الصلاة التي هي مناجاة بين العبد وربه واذا سجد العبد كان اقرب الى الله سبحانه وتعالى اقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد ومع ذلك ما غاب النبي صلى الله عليه وسلم في شعوره واحساسه ولذا كان يسمع بكاء الصبي فيخفف في الصلاة رحمة بامه اليس كذلك فعل هذا النبي صلى الله عليه وسلم والشواهد على هذا كثيرة اذا هذه حال ناقصة لمخالفتها لمخالفتها هدي النبي صلى الله عليه وسلم. الامر الثاني ان كثيرا من اصحاب هذا الفناء يزعمون ويعتقدون ان هذه الحال من وصلها فقد وصل الى غاية تحقيق التوحيد ومن قال بهذا فلا شك انه قد قال قولا ضالا فليست هذه الحال هي الغاية بل وليست كافية ولا تستقل سببا للنجاة ما لم يضم الانسان اليها عبادة الله عز وجل وحده لا شريك له الامر الثالث ان هؤلاء اذا كان منهم او كانت منهم هذه الحال وهي الفناء والغيبة والاصطلام وما الى هذه المعاني التي يذكرون ينشغلون عن ذكر الله عز وجل وعبادته لا يسبحون ولا يذكرون ولا يصلون انما يكتفون فقط بهذا الشهود القلبي ولا شك ان هذا من تلبيس ابليس ولا شك ان هذا تضييع للعمر في شيء غيره انفع ان كان فيه نفع فكونه مشغلا عن طاعة الله عز وجل عن العمل والتقرب لله عز وجل فلا شك انه لا خير فيه لا شك انه لا خير فيه الامر الرابع ان هذا النوع من الفناء قد يكون مرقاة الى الوقوع في النوع الاول الذي ذكرناه وهو الفناء عن وجود السوى ان الشيطان يجري من ابن ادم مجرى الدم وشياطين الانس مجتهدون في العمل والدعوة والتلبيس فمن استولى عليه هذا الفناء لربما ارتقى به الحال فوقع في ماذا في القول بالوحدة او الاتحاد او الحلول بزعم انه لا يزال في فضاء الفناء بزعم انه لا يزال في فضاء الفناء ولا شك ان سد سد الذريعة اصل شرعي لا شك ان اصل الذئب اصل سد الذرائع اصل شرعي ينبغي مراعاته فهذه الحال الناقصة قد تكون سببا لشر عظيم بل بل قد توصله الى الكفر بالله سبحانه وتعالى. الامر الخامس وهو مهم ان الامر لم يقف عند هذا الحد عند هؤلاء بل قد صدرت منهم اعتقادات فاسدة واقوال من كرة اعني من بعضهم وليس من جميعهم المهم ان هذا الفناء قد اوصل الى هذا الامر المنكر اعتقادات فاسدة والى اقوال من كرة صار منهم من يزعم في حال غيبته واصطلامه انه لا فرق بين مأمور ومحظور فالكل قدر الله عز وجل وربما وقعوا في انكار الاسباب التي جعلها الله سبحانه وتعالى اسبابا في اخطاء كثيرة وقع فيها هؤلاء ولا شك ان هذا منكر من القول وباطل ويدلك على ان هذا الفناء ليس هو الصراط المستقيم الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم وسار عليه السلف الصالح الامر السادس والاخير وهو الذي اشار اليه المؤلف رحمه الله لو سلم القوم من كل الافات المتعلقة بهذا الفناء فاننا نقول غاية الامر هو الوصول الى تحقيق توحيد الربوبية لو سلم هذا الفناء من كل تلك الافات والعلل فيكفي ان هذا الفناء غايته واقصى ما فيه تحقيق توحيد الربوبية وبالتالي فانه قد وصل الى اعتقاد ما كان ينكره مشركو قريش ابو جهل وابو لهب ما كانوا ينكرون ذلك بالتالي هذه الحال وحدها لا تكفي ولا تنفع ما لم يضم اليها الانسان توحيد الله سبحانه وتعالى في عبادته وهذا ما نبه اليه المؤلف رحمه الله في قوله فهذا عندهم هو الغاية التي لا غاية ورائها ومعلوم ان هذا هو تحقيق ما اقر به المشركون من التوحيد ولا يصير الرجل بمجرد هذا التوحيد مسلما فضلا عن ان يكون وليا لله او من سادات الاولياء اذا حال هؤلاء شبيه بحال من قبلهم وهم المتكلمون توحيد هؤلاء وتوحيد اولئك متفق في هذا القدر وهو ان الغاية فيه وان احسن درجة فيه هي ماذا توحيد الربوبية وهذا وحده لا يكفي نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وطائفة من اهل التصوف والمعرفة يقرون هذا ما يقرون هذا التوحيد مع اثبات الصفات فينفون في فينفون في توحيد الربوبية مع اثبات الخالق للعالم. المبائن لمخلوقاته واخرون يضمون هذا الى نفي الصفات فيدخلون فيدخلون في التعطيل مع هذا وهذا شر من حال كثير من المشركين. طيب اشرت لك سابقا يا طالب العلم الى ان من المآخذ على هذا الفناء انه قد اوقعه او انه وقع كثير من سالكيه في اخطاء عظيمة ومن ذلك ما اشار اليه شيخ الاسلام رحمه الله فانه نبه ها هنا الى ان سالكي هذا المسلك من الفناء منقسمون في باب الصفات الى قسمين منهم اهل اثبات ومنهم اهل نفي وتعطيل فمنا تلك العقائد الفاسدة التي وقع فيها بعضهم تعطيل صفات الله سبحانه وتعالى. وهذا من اثار غلوهم في هذا الفناء قال رحمه الله وطائفة من اهل التصوف والمعرفة يقرون هذا التوحيد الذي هو الفناء عن شهود السواء والمقصود بالسواه سوى الله عز وجل سوى الله عز وجل قال يقرون هذا التوحيد مع اثبات الصفات هم اهل فناء في الربوبية اما في باب الصفات فانهم يسلمون ويقرون. ليس عندهم مشكلة في باب توحيد الاسماء والصفات انما الاشكال انهم حصروا التوحيد في ماذا في توحيد الربوبية فاهملوا الامر الاهم وهو عبادة الله عز وجل وحده لا شريك له. وهذا الفناء الاهم وهو الفناء عن عبادة السوى يفنى عن محبة غير الله بمحبة الله ويفنى عن طاعة غير الله بطاعة الله ويفنى عن خوف غير الله بخوف الله وهلم جرا في كل انواع العبودية فيكون لله عز وجل كما كان بالله فيكون لله كما كان بالله اذا كان توحيد الربوبية يجعلك بالله فعليك ان توحد الله عز وجل في الوهيته فتكون لله قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين يحقق العبد قول الله عز وجل وان الى ربك المنتهى منتهى القصد والارادة والعبادة والمحبة والخوف والرجاء لله سبحانه وتعالى. هذا الفناء الذي كان عليه كمل المؤمنين وهذا الذي ينفع العبد عند الله سبحانه وتعالى اذا هذا قسم اثبت الصفات اقر بعلو الله عز وجل واقر بمباينته لمخلوقاته الا ان ذاك الفناء فيه ما فيه من تلك المآخذ التي ذكرتها لك قال واخرون يضمون هذا يعني هذا النوع من الفناء الى نفي الصفات فيدخلون في التعطيل مع هذا وهؤلاء جمعوا ضغثا الى ابالة هؤلاء بخلاف الفريق الاول و الفريق الاول كان عندهم اثبات للصفات ومن ذلك حال ابي اسماعيل الهروي كان مثبتا لصفات الله عز وجل منكرا على المعطلة اشد الانكار اما هؤلاء فانهم جمعوا الى حصر التوحيد في هذا الفناء اضافوا اليه تعطيل صفات الله سبحانه وتعالى قال وهذا شر من حال كثير من المشركين نعم من هذه الزاوية وبهذا الاعتبار حالها حال هؤلاء اسوأ الذين عطلوا صفات الله عز وجل هم في هذا الباب اسوأ من المشركين نحن قلنا ان التوحيد الذي اتوا به ليس ببعيد عن التوحيد الذي جاء به المشركون ثم جاء هؤلاء بما هو اسوأ وهو كونهم عطلوا صفات الله عز وجل فان المشركين كانوا في الجملة مقرين بصفات الله سبحانه وتعالى وباسمائه ولا يعرف عنهم انكار شيء من ذلك اللهم الا الشيء اليسير كانكارهم اسم الله الرحمن كما اخبر الله عز وجل عنهم واذا قيل لهم السد للرحمن قالوا وما الرحمان فهذا انكار منهم للاسم او للمسمى لو كان انكارا للمسمى لقالوا من الرحمن ولم يقولوا ما الرحمات واذا قيل لهم سدوا للرحمن قالوا وما الرحمان؟ وما قالوا ومن الرحمن وانت خبير بانهم يعرفون الله عز وجل. لكن انكارهم تعلق بماذا بهذا الاسم وهذا ليس بقولهم جميعا لا شك انه قول طائفة منهم والا فمن المشركين من كان يعرف هذا الاسم ويسمي الله عز وجل به ويدعو الله عز وجل به وهذا موجود في جملة من اشعار اهل الجاهلية لقد ضربت تلك الفتاة هجينها الا قطع الرحمن ربي يمينها هذا من شعر الجاهلية فهم كانوا يعرفون اسم الرحمن لكن هذه الاية في طائفة منهم انكرت هذا الاسم وهذا والله تعالى اعلم لم يكن عن جهل انما كان عن تجاهل وعناد انما كان عن تجاهل وعناد والا فهذا الاسم مشهور قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم. المقصود ان المشركين ما حفظ عنهم في نصوص الكتاب والسنة تعطيل لصفات الله عز وجل كما فعل هؤلاء اللهم الا في هذا القدر اليسير لكن في الجملة ما يعرف عنهم انكار لصفات الله عز وجل واسمائه فصارت حال هؤلاء المعطلة من هذه الجهة وبهذا الاعتبار اسوأ من حال المشركين والله المستعان. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وكان جهميا في الصفات ويقول بالجبر فهذا تحقيق قول جام لكنه اذا اثبت الامر والنهي والثواب والعقاب فارق المشركين من هذا الوجه لكن جهما ومن اتبعه يقول بالارجاء فيضعف الامر والنهي والثواب والعقاب عنده يقول شيخ الاسلام رحمه يقول شيخ الاسلام رحمه الله ان حال هذه الفئة الثانية الذين فنوا في توحيد الربوبية مع تعطيلهم من الصفات يقول ان هؤلاء صاروا الى مذهب جهم اقرب صاروا الى مذهب جهم اقرب ونبه ها هنا الى حال اه مذهبي جهم فقال وكان جهم ينفي الصفات ويقول بالجبر فهذا تحقيق قول جهل هذا الذي عليه اولئك رجع الى قول جهم ومعروف ان جهمة بن صفوان الترمذي ان هذا الرجل منا اعظم الناس احداثا في هذه الامة ولعله اكثر رجل ينتسب الى هذه الامة اوقع فيها البدعة والانحراف لا اظن ان شخصا من اهل الضلال اثر في هذه الامة كما اثر فيها هذا الرجل فانه كان امام الضلال الذي يحمل وزر قوله ووزر كل من ضل من هذه الامة في هذا الباب لانه اول من اشاع الضلالة في هذه الابواب كان قائلا بالتعطيف في باب الصفات وكان قائلا بالجبر في باب القدر وكان قائلا بالارجاء في باب الايمان فهذه اصول مسائل الاعتقاد واذا بالرجل قد خالف الحق فيها بل قد كان رأس الضلال فيها تجهم حتى صار التعطيل منسوبا اليه صار التعطيل في الصفات ماذا منسوبا اليه كل من عطل ونفى شيئا من الاسماء والصفات قيل ان فيه تجهما نسبة الى هذا الضال فهذه جيم اولى الرجل اتى بجيمات ثلاث نعوذ بالله من هذه الجيمات جيم التجهم وجيم الجبر وجيم الارجاء كما قال ابن القيم رحمه الله جيم وجيم ثم جيم معهما مقرونة مع احرف بوزانه جيم وجيم ثم جيم معهما مقرونة مع احرف بوزان دلت على ان النحوس جميعها سهم الذي قد فاز بالخذلان الذي يجمع هذه الجيمات قد فاز بالخذلان وهذا ما كان عليه جبر وارجاء وجيم تجهم جبر وارجاء وجيم تجهم فتأمل المجموع في الميزان فتأمل المجموع في الميزان المقصود ان هذا الرجل يقول شيخ الاسلام عنه انه كان ينفي الصفات ويقول بالجبر الجبر البحث فيه من جهتين. من جهة المقالة ومن جهة اللفظ المقالة يعني المقالة البدعية المعروفة بالجبر واصحابها يسمون ماذا الجبرية وامامهم جهم بن صفوان الذي قعد وافصل هذه المسألة هذه المقالة والبحث فيها شيء اما البحث في اللفظ هل يجوز ان نطلق هذا اللفظ في مقام الاثبات او في مقام النفي هذا بحث اخر اما المقالة وهي التي كان عليها جهم ومن وافقه فانها تعني نفي الفعل والقدرة والمشيئة عن العبد العبد ليس منه اوليس له مشيئة وليس عنده قدرة بل ليس له فعل اصلا الانسان عند جهم مفعول به وليس فاعلا هو ماذا مفعول به وليس فاعلا نسبة الفعل اليه يقول مجاز يقول ايش مجاز حينما تقول فلان رفع الكأس هو ما رفع الكأس هو رفع به الكأس فهو ايش مفعول به الة لا يصدر منه فعل وليس له قدرة على شيء وليس عنده ارادة ومشيئة لشيء واضح؟ هذا هو قول ماذا جهم الذي هو قول الجبرية. وان كان البحث في هذا الموضوع سيأتي عليه التفصيل ان شاء الله في كلام المؤلف لاحقا حينما يتكلم عن باب القدر لكني اعجل لك بذكر اه هذه النبذة باعتبار ان الشيخ رحمه الله قد اوردها. الجبر درجتان درجة الغلاة ودرجة المقتصدين يعني هناك جبرية غلاة قائلون بما ذكرت لك وهؤلاء هم الجهمية وهناك جبر دون ذلك حنانيك بعض الشر اهون من بعضي هذا جبر المقتصدة وهم القائلون بالكسب ومعلوم عندك الاعتقاد الاعتقاد المشهور كسب الاشعري هؤلاء يقولون بان العبد عنده قدرة لكنها غير مؤثرة في الفعل. هذا باختصار شديد العبد له قدرة لكنها ماذا غير مؤثرة في الفعل فصار وجودها كعدمها يقولون العبد مختار ظاهرا مجبور باطن العبد ماذا في الظاهر ايش مختار انه فعل بارادته وقدرته والواقع والحقيقة ليس الامر كذلك هذا عن المقالة اما عن اللفظة هل نقول ان العبد مجبور جبره الله عز وجل او نقول ان العبد ليس بمجبور. الله ما جبره او نسكت عن الاثبات والنفي ما رأيكم يا جماعة ها انا اقول واحد من هذه الثلاثة لا تأتي لنا بشيء رابع هل نثبت الجبرة؟ الله جبر العباد او ننفي الله لم يجبر العباد او نسكت لا نستعمل هذا اللفظ لا في اثبات ولا في نفي ما رأيكم يا جماعة نعم الحق في هذا الباب ان هذا اللفظ مجمل وقلنا ان الالفاظ المجملة ينظر لها من جهتين من جهة التقرير ومن جهة المناظرة من ماذا تقرير هو من جهة المناظرة اما التقرير فاهل السنة لا يستعملونها مطلقا بل هم ينسبون من يستعملها الى البدعة اما في مقام المناظرة فاننا ماذا؟ نستفسر ونستفسر ثم نبني القبول والرد على للمعنى بناء على ما يذكر اما في الاستعمال فالشرع الكتاب والسنة ما جاء فيها لفظ الجبر على هذا المعنى الذي يذكرون لا في مقام اثبات ولا في مقام نفي. الشرع جاء فيه الجبل لا الجبر الشرع جاء فيه ايش الجبل كما حديث اشجع عبد القيس ان الله جبله على هذين الخلقين وهما الحلم والاناة اما الجبر وكون الله عز وجل جبر العباد او كون الله عز وجل ما جبر العباد هذا شيء لم يرد في الكتاب والسنة ولذا المحققون من ائمة اهل السنة كانوا ينكرون على من اثبت وعلى من نفى كما كان من الاوزاعي رحمه الله وكما كان من الامام احمد رحمه الله فانه في زمنه قد حصلت فتنة بعض الناس اثبت هذه الكلمة وبعض الناس انكرها ورد عليه في ذلك شيخ الاسلام رحمه الله انكر على الطائفتين انكر على الطائفتين فان اثبات ذلك بدعة ورد البدعة ببدعة بدعة فانكر رحمه الله على الطائفتين ولشيخ الاسلام رحمه الله تفصيل حسن ماتع في هذا المقام تجده في المجلد الاول من درء التعارض في موضعين في اول اوائل الكتاب في حدود ما بعد الستين صفحة الستين ثم يعني بعد ذلك في مئتين وخمسين وما وراء ذلك له موضعان حسنان في تقرير هذه المسألة هذا في مقام ماذا التقدير اما في مقام المناظرة فان هذه الكلمة قلنا انها مجملة بمعنى تحتمل حقا وباطنا وبالتالي لابد ان نستفصل عن المثبت او النافي ماذا اراد فان الجبر قد يستعمل بمعنى نفيي ارادة العبد وقدرته وانه مسلوب الارادة والقدرة ولا شك ان هذا باطل فمن قال ان الله عز وجل جبر العباد بهذا المعنى فلا شك ان هذا اثبات باطل ليس بصحيح. الله عز وجل اعطى العبادة قدرة وجعل لهم مشيئة وفي المقابل قد يراد بالجبر ان الله سبحانه وتعالى شاء وخلق قد يراد بالجبر ايش ان الله شاء وخلق فاذا جاء الانسان وقال الله ما جبر العباد قد يفهم من كلامه او قد يريد بكلامه ان الله عز وجل ما شاء افعال العباد ولا خلق افعال العباد ولا شك ان هذا النفي باطل. اذا الاسلم والاولى بل الذي ينبغي هو الاعراض ماذا عن هذه الكلمة واستعمال ما جاء في الشرع. فالله قدر والله شاء والله اه قضى والله جبل الى اخر ما جاء في النصوص وفيها الغنية بحمد الله هي حق محض ليس فيه ادنى تشويش او اشتباه او لبس والحمد لله رب العالمين. ما جاء في النصوص حق لا ريب فيه. الله عز وجل وصف كتابه بانه لا ريب فيه حق محض بخلاف كلام هؤلاء المخالفين الذين تجد كلامهم يضم باطلا الى حق فيلتبس الحق بالباطل وكان هذا احد اهم اسباب الانحراف وتفرق الفرق ووقوع البدع في هذه الامة قال رحمه الله فهذا تحقيق قول جهم ثم نبه الى ان حال جهم قد يكون احسن من حال هؤلاء اولئك المشركين. قال لكنه اذا اثبت الامر والنهي والثواب والعقاب فارق المشركين منها من هذا الوجه لا شك ان الذي يعبد الله سبحانه وتعالى ويستجيب لامره خير من اولئك المشركين انما المقارنة هنا مقارنة نسبية يعني في جانب معين والتفضيل او المفاضلة في اه جزء ليس هو المفاضلة في الكل ليس هو المفاضلة الكل يعني حينما اقول فلان افضل من فلان في كذا او اسوأ او هو اسوأ من فلان في كذا لا يعني ماذا التفضيل بالكلية انما هو في ماذا بهذا الجانب لكن ربما الشخص الاخر الذي فضل عليه افضل منه في الجملة افضل منهم الجملة لتعدد ما هو افضل فيه فالنظر في التفضيل الجزئي شيء والنظر في التفضيل الكلي شيء اخر ثم عاد رحمه الله ونبه الى ان موقف جهم من الامر والنهي ايضا ليس موقفا كاملا بل هو موقف ناقص بل هو شديد النقص لانه مع اقراره بالامر والنهي والثواب والعقاب قائل بالارجاء الارجاء متعلق بماذا بباب الايمان وجهم رأس المرجئة احدث في هذه الامة وادى الى وقوع هذا الشرخ العظيم في باب الايمان وهو القول بالارجاء وتبعه على ذلك طوائف فمقل من هذا الارجاء ومكثر اقول قوله بالارجاء اضعف ماذا ما يتعلق بالاخذ والتعظيم للامر والنهي هذا ايضا اشكال وخادش في هذا الموقف. والارجاء كما ذكرت لك آآ مع تعدد القائلين به ومع تعدد اقواله يرجع الى شيء واحد اتفق عليه كل المرجئة بطوائفهم وهو تأخير العمل عن الايمان ليس داخلا في الايمان العمل بالجوارح عند المرجئة جميعا ليس ليس من الايمان سمه ما شئت هو من البر من العمل الصالح من الهدى من التقوى لكن لا تقل انه من ماذا من الايمان ثم بعد ذلك اختلفوا فجهم جعل الايمان مقصورا على المعرفة فمن عرف الله بقلبه فانه مؤمن بل كامل الايمان وبالتالي ليس هناك كافر الا الذي يجحد الله عز وجل كفرعون وان كان جحده جحدا ظاهرا بل لازموا قول جهم ان فرعون في الحقيقة مؤمن لانه في الباطن مقر لانه في الباطن مقر بالله سبحانه وتعالى الاشاعرة والماتوريدية هم جهمية وقولهم قريب من قول جهم من جهة انهم يقولون ان الايمان هو التصديق وهل بين التصديق والمعرفة اختلاف او هما مترادفان او هما متقاربان هذا له بحث ليس هذا موضعه وهناك فرقة ثالثة من المرجية وهم الذين يقولون ان الايمان هو قول اللسان فقط من قال لا اله الا الله كان مؤمنا كامل الايمان ولو انطوى قلبه على ضد لا اله الا الله. وهؤلاء الكرامية اتباع ابي محمد ابن كرام آآ انتبه الى ان الخلاف مع هؤلاء في الاسم لا في الحكم بالاسم الذي هو اسم الايمان لا في الحكم الاخروي فعند هؤلاء من قال لا اله الا الله وكان في الباطن كافرا كالمنافقين نسميه مؤمنا ونحكم له بالايمان وان كان في الاخرة ان لم يواطئ لسانه قلبه فانه ماذا سيكون مؤمنا مخلدا في النار انظر الى هذه البدعة العجيبة مؤمن كامل الايمان وهو في النار خالد مخلد فيها فالمقصود ان خلافهم في ماذا في الاسم لا في الحكم واخيرا الفرقة الرابعة من المرجئة هم مرجئة الفقهاء الذين يقولون ان الايمان هو نطق باللسان نطق بالشهادتين و تصديق بالقلب والعمل ليس داخلا في الايمان وهؤلاء اقرب الى قول اهل السنة ممن قبلهم نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله والنجارية والضرارية وغيرهم يقربون من جهم في مسائلي يقربون من جهم في مسائل القدر والايمان مع مقاربتهم له ايضا في نفي الصفات كاني بشيخ الاسلام رحمه الله استطرد بعض الاستطراب في بيان بعض مقالات الفرق فذكر لك قول جهم ولعله رأى مناسبة ان يشير بعد ذلك الى مقالة بعض الفرق اشارها هنا الى مقالة نجارية واضطرارية. النجارية هم اتباع احد اهل البدع واسمه الحسين ابن محمد النجار هذا الرجل اه كان له اتباع ومن اتباعه من ذكرت لكم قصته سابقا وهو محمد بن عيسى برغوث محمد بن عيسى برغوث هذا ناظر من الامام احمد رحمه الله نظر الامامة احمد رحمه الله وذكرت لكم اه شيئا من هذه المناظرة في دروس سابقة المقصود ان هذا كان من اتباع النجار ومن القائلين بمقالته. اما الضرارية فانها فرقة ايظا امامها احد اهل البدع وهو ضرار ابن عمرو الكوفي ومن اتباعه حفص الفرد الذي ناظر من الامام الشافعي اذا عندنا امامان من الائمة الاربعة احدهما ناظر في مناظرة مشهورة نجاريا والاخر ناظر في مناظرة مشهورة اضرارية وهاتان الفرقتان التحقيق انهما لا لا ينضويان تحت جهمية او معتزلة او غيرها هاتان فرقتان قائمتان برأسيهما يعني مستقلة ويدلك على ذلك ان ابا الحسن الاشعري في كتابه المشهور في المقالات وهو مقالات الاسلاميين عد الفرق العشرة اه اعد الفرق العشر التي افترقت اليها هذه الامة ذكر الخوارج وذكر الجهمية والمعتزلة الجبرية وذكر اضطرارية والحسينية يريد بالحسينية النجارية الحسينية والنجارية اسمان مسمى واحد فهذا يدلك على انها ان كل واحد من هذه من هاتين الفرقتين فرقة مستقلة لكن لماذا تجد في بعض كتب المقالات تصنيفهما ضمن المعتزلة او ضمن الجهمية؟ السبب وهذه مسألة المتخصص في العقيدة ينبغي ان يتنبه لها وهي ان موافقة فرقة صغيرة لفرقة كبيرة في قول يجعل بعض المصنفين في الفرق ينسبون هذه اليها فتجد مثلا ان احد المبتدعة المعروفين بانه ينتمي الى فرقة يقول بمقالة تقول بها فرقة اخرى فينسبونها ينسبونه اليها لانه ماذا لانه وافقها فهؤلاء لموافقتهم المعتزلة كلا الفرقتين قالت ببعض مقالات المعتزلة فبعض الناس نسبوهم اليها وبعض آآ وفي مقالات اخرى وافقوا الجهم فنسبوهم الى الجهمية والتحقيق ما ذكرت لك. باختصار النجارية نفاة للصفات ولاجل ذلك نسبوا الى احيانا الجهمية ونسبوا احيانا الى المعتزلة ان الجارية قائلون بخلق القرآن الجهمية عفوا النجارية قائلون بالجبر قائلون بماذا بالجبر يعني هم مثبتون للقدر وزيادة فيهم فيهم غلو في ذلك هم ايظا قائلون بالحلول جمعوا شرا من اطرافه المقالة المعتمدة عنهم كما نص على ذلك شيخ الاسلام رحمه الله انهم يقولون ان الله بذاته في كل مكان تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا وهم ايضا ينفون رؤية الله سبحانه وتعالى وان كان نفيهم خيرا من نفي المعتزلة والجهمية قولهم اقرب الى قول الاشعرية لانهم نفاة لعلو الله عز وجل ويثبتون الرؤيا. فصار في الحقيقة يعني قولهم نفيا للرؤيا عند التحقيق. هذه جملة مقالات نجارية اما الضرارية فهم يقربون منهم كثيرا مع شيء من الاختلاف هم ايضا نفاة للصفات هم قائلون بخلق القرآن هم آآ يفارقون النجارية في كونهم يقولون ان الله لا داخل العالم ولا خارجه والجهمية مفترقون الى هذين القولين ولذلك تجد نسبتهما اليهم يعني الجهمية نظارهم يقولون الله لا داخل العالم ولا خارجه تعالى الله عن ذلك. وعبادهم وجهالهم يقولون بماذا بان الله في كل مكان النجارية وافقوا هؤلاء واضطرارية وافقوا الذين قبلهم آآ هم في القدر كذلك جبرية كالنجارية وان كانوا في القدر اقرب اقرب الى اهل السنة من الجهمية وان كانوا ايضا حتى في باب الاثبات اقرب الى اهل السنة من الجهمية والمعتزلة قال رحمه الله والنجارية والضرارية وغيرهم يقربون من جهم في مسائل القدر والايمان هم مرجئة في باب الايمان كلاهما وكلاهما في القدر ماذا جبرية فصار قولهم من جنس قول من جنس قول الجهمية وان كان شيخ الاسلام رحمه الله نبه على ان اضرارية قولهم اقرب الى قول اهل السنة قولهم ايش اقرب الى اهل السنة وهذه نكتة انتبه لها يا طالب العلم. اهل السنة لا يجعلون المبتدعة كاسنان المشط انما كل اهل البدع ضالون ولكن بعضهم اضل من بعض وبعضهم اقرب الى اهل السنة من بعد. من بعض وهذا موضوع يحتاج الى تفصيل في مقام اخر. ولذلك شيخ الاسلام رحمه الله له تقويمات قيمة عظيمة حبذا لو جمعت في بيان من هو ابعد ومن هو اقرب الى اهل السنة وان كانت كل تلك الاقوال شرا لكن من باب حنانيك بعض الشر اهون من بعضه. قال مع مقاربتهم له يعني الجهم مع مقاربتهم له ايضا في نفي الصفات وان كان شيخ الاسلام ايضا يقول عن اضرارية انهم اقرب في هذا الباب الى اهل السنة من الجهمية يعني ما اوغلوا في النفي والتعطيل كايغالي الجهمية هم احسن حالا من الجهمية عندهم شيء من الاثبات فكانوا افضل حالا من هؤلاء الجهمية ثم بعد ذلك اشار الشيخ رحمه الله الى مقالتي او شيء من مقالة الكلابية والاشعرية والكلام فيهما يحتاج الى وقت تؤجله ان شاء الله الى آآ الدرس آآ غدا ان شاء الله والله تعالى اعلم وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه اجمعين