بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لشيخنا وانفع وانفع به يا رب العالمين. قال شيخ الاسلام رحمه الله تعالى في رسالته لاهل تدمر فهذا اصل عظيم على المسلم ان يعرفه فانه اصل الاسلام الذي يتميز به اهل الايمان من اهل الكفر وهو الايمان بالوحدانية والرسالة شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. نعم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا اما بعد فيقول المؤلف رحمه الله فهذا اصل عظيم على المسلم ان يعرفه مراده هذه الاشارة بقوله فهذا اصل عظيم ما اوضحه في ابتداء كلامه عن الاصل الثاني قبل نحو ثلاثين صحيفة فا لما بين التوحيد الذي دل عليه الكتاب والسنة ولما بين ضده كما دل عليه الكتاب والسنة استطرد رحمه الله وطوف في بيان جملة من المخالفات في تفسير هذا توحيد وفي تفسير الشرك ثم رجع الى ما بدأ منه فقال فهذا اصل عظيم على المسلم ان يعرفه. فانه اصل اصل الاسلام الذي يتميز به اهل الايمان من اهل الكفر. وهو بالوحدانية والرسالة وهذا ما ترجمت عنه كلمة التوحيد التي هي شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. هذه هي الفارقة. بين اهل الايمان والكفر ان اهل السعادة واهل الشقاوة اين اهل الجنة واهل النار ان يشهد والشهادة اخبار عن علم ويقين اشهد يعني اخبر عن علم ويقين بانه لا اله الا الله وبان محمدا رسول الله وقد مر بنا المعنى الصحيح لهذه الكلمة العظيمة لا اله الا الله وان معناها نفي واثبات لا ينفع احدهما دون الاخر نفي العبادة عما سوى الله عز وجل. واثباتها لله وحده. و المؤلف رحمه الله سيبين بعد قليل شيئا مما يتعلق بهذه الشهادة ثم يثني بعد ذلك بالكلام عن الشهادة الثانية وهي ان محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعنى شهادة ان محمدا رسول الله وما يدخل في هذه الشهادة العظيمة هو اعتقاد ان محمد بن عبدالله القرشي الهاشمي صلى الله عليه وسلم. رسول من عند الله وان رسالته عامة للثقلين وانه خاتم الانبياء والمرسلين هذه الشهادة من لم يعتقد معناها فلا شك انه لا حظ له في الايمان ولو انه قال لا اله الا الله فهاتان الشهادتان متلازمتان لا تنفع احداهما دون الاخرى شهادة ان محمدا رسول الله لا تنفع بلا اله الا الله وشهادة ان لا اله الا الله لا تنفعه بدون بالشهادة بان محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وقد وقع كثير من الناس في الاخلال بحقيقة هذين الاصلين او احدهما مع ظنه انه في غاية التحقيق قوى التوحيد والعلم والمعرفة فاقرار المرء بان الله رب كل شيء ومليكه وخالقه فاقرار المرء بان الله رب بان الله رب كل شيء وخليقه فاقرار المرء بان الله رب كل شيء ومليكه بان الله رب كل شيء ومليكه وخالقه لا ينجيه من عذاب الله ان لم يقترن به اقراره بانه لا اله الا الله فلا يستحق العبادة احد الا هو. وان محمدا رسول الله فيجب تصديقه فيما اخبر. وطاعته فيما امر فلا بد من الكلام في هذين الاصلين. نعم يقول المؤلف رحمه الله انه قد وقع كثير من الناس في الاخلال بحقيقة هذين الاصلين ولا شك ان هذا كلام صحيح والواقع اكبر شاهد وهل ما اوقع الناس الذين انحرفوا عن جادة الحق فيما اوقعهم فيه الا اخلالهم في احد امرين اما في العلم واما في العمل بهاتين الشهادتين كل انحراف عن جادة الصراط المستقيم راجعة الى الاخلال باحد هذا دين باحد هذين الامرين اما العلم بالشهادة او العمل بالشهادة والمؤلف رحمه الله اشار الى طائفة من الخلل الذي وقع فيه فئام من الناس مع كونهم يدعون بلوغ الغاية في النظر الولاية والتحقيق والعلم وما الى ذلك نعم ربما يكونون على علم كثير لكنهم مع الاسف من اعظم الناس جهلا بحقيقة لا اله الا الله ولذا وقعوا فيما وقعوا فيه ينبه المؤلف رحمه الله على اكثر هذه الاخطاء وقوعا وشيوعا وهو اعتقاد ان لا اله الا الله تعني الاقرار بان الله رب كل شيء. وانه مليكه وانه خالقه وما الى هذه المعاني دون ان يضيف الى هذا اقراره بان العبادة حقه وحده لا شريك له وهذه المسألة بيناها على وجه التفصيل فيما مضى. وقلنا ان هذا الاعتقاد وهو ان الله هو الرب الخالق المالك المدبر وحده هذا بدونه لا نجاة وبه وحده لا نجاة قلنا هذا الاعتقاد اعتقاد ربوبية الله سبحانه وتعالى بدونه لا نجاة وبه وحده لا نجاة فلا نجاة الا بان يضم الانسان في اعتقاده الشهادة لله عز وجل بالربوبية والشهادة لله عز وجل بالالهية فهو الرب وحده وهو الاله وحده سبحانه وتعالى قال بعد ذلك فلا يستحق العبادة احد الا هو لا شك كل معبود سوى الله عز وجل فعبادته باطلة قال سبحانه ذلك بان الله هو الحق وانما يدعون من دونه هو الباطل اما الشهادة بان محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم لازمها ما ذكر المؤلف رحمه الله وهو ان يطاع وهو ان يصدق فيما يخبر وان يطاع فيما يأمر وهذا من الامر المعلوم من الدين بالضرورة لازم شهادة ان محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم طاعته فيما امر وتصديقه فيما اخبر واجتناب ما نهى عنه وزجر والا يعبد الله الا بما شرع و المخالفة بهاتين الشهادتين الغالب ان المخالف في شهادة ان لا اله الا الله واقع في الشرك الاكبر وقد يقع في الشرك الاصغر والمخالف في شهادة ان محمدا رسول الله وبين الكفر بالله او الوقوع في البدعة بين ان يقع في الكفر حينما يكذب رسول الله صلى الله عليه وسلم او انه يستكبر عن الانقيادي لطاعته او يكون واقعا في بدعة حينما يتعبد لله عز وجل بغير ما بين رسول رسوله صلى الله عليه وسلم. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله الاصل الاول توحيد الالهية. فانه سبحانه وتعالى اخبر عن المشركين كما تقدم بانهم اثبتوا وسائط بينهم وبين الله يدعونهم ويتخذونهم شفعاء من دون الله تعالى. قال تعالى ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله قل اتنبئون الله بما لا يعلم في السماوات ولا في الارض سبحانه وتعالى عما يشركون فاخبر ان هؤلاء الذين اتخذوا هؤلاء الشفعاء مشركون. احسنت يقول المؤلف رحمه الله بعد ان بين ان النجاة معلقة بهذين الاصلين شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله قال انه لابد من الكلام في هذين الاصلين وهذا بما ينبغي ان يتنبه له الدعاة الى الله ومما ينبغي ان يتنبه له طلاب العلم لابد من الكلام في هذين الاصلين مهما سكت فلا تسكت عن بيان هذا ومهما تكلمت فاكثر من الكلام في هذا فهذا اهم الكلام واعظم الكلام واوجب ما يجب الدعوة اليه وبيانه للناس في كل زمان ومكان ولا سيما في هذا العصر حيث ان التلبيس في شأن هاتين الشهادتين عظيم والاخلال بالقيام بحقهما كبير فتعين على من رزقه الله عز وجل نورا وبصيرة واهداه الى الحق في هذين الاصلين يتعين في حقه مع القدرة ان يبين وان يتكلم وان ينصح وان يوجه ما اكثر ما يتكلم فيه ويبين ويدعى اليه لكن مع الاسف الشديد ما اقل ما تبين ما تبين هذه الحقيقة العظيمة وهي الشهادتان ولذا انت خبير بان من اعظم اسباب الانحراف في هذين الاصلين من اعظم اسباب الانحراف في هذين الاصلين قلة الكلام وضعف الدعوة والبيان لحقيقتهما ولضدهما فكثر الجهل وكثر الدعاة الى ما يناقض هاتين الشهادتين ثم حدث ولا حرج عن الانحراف الكبير الذي وقع في هذه الامة والله المستعان لابد من الكلام في هذين الاصلين ثم عطف لا هذا بالكلام عن الاصل الاول اولا وهو شهادة ان لا اله الا الله فبين ان توحيد الالهية والمقصود بالالهية عبادة الله وحده لا شريك له هذا هو توحيد الالهية. توحيد الالهية توحيد الالوهية توحيد العبادة كل ذلك اه يرجع الى معنى واحد وهو افراد الله سبحانه وتعالى بالعبادة هذا حقه على العباد حق الله على العباد ان يعبدوه ولا يشركوا به شيئا قال فانه سبحانه وتعالى اخبر عن المشركين كما تقدم بانهم اثبتوا وسائط بينهم وبين الله يدعونهم ويتخذونهم شفعاء اي والله ما اعتقد المشركون حتى صاروا مشركين ما اعتقدوا بان هذه الاصنام خالقة مع الله رازقة مع الله مدبرة امر هذا الكون مع الله تملك الدنيا والاخرة والله ما اعتقدوا هذا ولا ارادوه ولا تكلموا به البتة انما توجهوا الى معبوداتهم باعتبارها وسائط فيما بينها وبين الله تقربهم زلفى الى الله تكون لهم شفيعة عند الله ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله والذين اتخذوا من دونه اولياء ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى لهم حوائج ولهم مطالب ولهم رغائب يريدون ان ترفع الى الله عز وجل اما انها تتعلق بامر الدنيا او تتعلق بامر الاخرة مشركوا قريش واضرابه من العرب كانت همتهم مقصورة على الدنيا لانهم لم يكونوا مؤمنين بالبعث فمطالبهم تتعلق بالدنيا فاتخذوا لها الشفعاء عند الله سبحانه وتعالى حتى يحصلونها واما غيرهم من الكفار والمشركين الذين كانوا يؤمنون بالاخرة فانهم كانوا يستشفعون بهذه المعبودات لتشفع عند الله عز وجل في مطالبهم الدنيوية او الاخروية فالنصارى واليهود واضرابهم كانوا يستشفعون الى الله سبحانه وتعالى بهذه المعبودات يتخذونها شفعاء عند الله ولذا النصارى من دعائهم انهم يقولون يا يا والدة الاله اشفعي لنا الى الاله يدعون مريم عليها السلام فيقولون يا والدة الاله اشفعي لنا الى الاله وهذا الاستشفاء وهذا الاتخاذ للشفعاء يكون على وجهين اما بطلب الشفاعة مباشرة كما ضربت لك هذا المثال وكما يفعله كثير من الذين ما عرفوا التوحيد او تجاهلوا التوحيد انما يأتون الى قبور الاولياء والصالحين فيسألونهم الشفاعة عند الله عز وجل هذا من جنس شرك النصارى واما الضرب الثاني او الوجه الثاني فهو انهم يتقربون الى هذه المعبودات بانواع القرب حتى تنظر اليهم بعين العطف والرحمة فترفعوا حوائجهم الى الله وتبلغ ما يريدون الى الله وتشفع لهؤلاء عند الله اذا هذا هو اتخاذ الشفعاء عند الله عز وجل وقد احسن المؤلف رحمه الله حينما نص على هذه المسألة على وجه الخصوص اولا مع انه تكلم بعد ذلك عما يرجع الى الاشراك مع الله عز وجل في التوكل والخوف والتقوى الى اخره لكن اكثر ما وقع فيه الشرك هو هذا الموضوع موضوع الشفاعة ولذا اكثر شرك الاولين واكثر شرك الاخرين يرجع الى الشرك في الشفاعة الى اتخاذ الشفعاء مع الله سبحانه وتعالى وهذا كتاب الله عز وجل قد بين ذلك جليا ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله اذا من الامر المهم يا ايها المسلم ان تحقق هذا الامر لتكون على بينة فما اكثر الاخطاء بل ما اكثر الاخطاء الشنيعة التي تورد صاحبها الموارد في هذا الموضوع كم من الناس من يفهم موضوع الشفاعة فهما مغلوطا فاوقعه في بحار من الضلال والانحراف بل والشرك دون ان يشعر اذا هذا الموضوع حري بالبحث والتحقيق ويمكن ان الخص لك مهمات هذا الموضوع بخمس مسائل كن منها على ذكر وهذا الموضوع ان كان بعض الاخوة يذكرون فصلنا الكلام فيه بشرح كتاب التوحيد لكن اقتصر منه على ما يحصل به المقصود ان شاء الله في هذا المقام المسألة الاولى قد بين الله سبحانه وتعالى في كتابه جملة مما كان المشركون يعتقدونه في هذا الباب وهو باب الشفاعة واعلم يا رعاك الله ان حالهم تدل على ان قاعدة الشرك الاساسية عندهم هي اعتقادهم ان الله عز وجل لا يحصل مرغوب منه ولا يدفع مرهوب منه الا بتوسط شفعاء الا بتوسط شفعاء عندهم لا يمكن ان تصل الى خير تطلبه وتسأله الله عز وجل او ان يدفع عنك شرا الا بتوسط ماله شفعاء منزلة الرب العظيم سبحانه وتعالى عندهم منزلة ملك من الملوك وسلطان من السلاطين لا يوصل اليه ولا ينفد اليه الا بواسطة خواص يصلون اليه فيرفعون الحواج اليه ويعلنونه بحال الرعية ويعطفون قلبهم ويعطفون قلبه عليهم هذا الذي اعتقدوه في الله العظيم سبحانه وتعالى ولذا توجهوا الى هذه المعبودات الى هذه الالهة لتكون شفيعة لهم عند الله عز وجل ومما يبين لك شدة تعلقهم بهذا الموضوع انهم اذا عاينوا الهلاك في الاخرة اول وهلة مباشرة ينصفون الى البحث عن الشفيع فيقولون فهل لنا من شفعاء فيشفع لنا او نرد فنعمل غير الذي كنا نعمل اول ما وقع في نفوسهم ماذا البحث عن شفيع لانه لا يمكن ان تصل الى خير الا من طريقه. ولا يندفع عنك شر الا من طريقه ثم بعد ذلك تبين لهم الحق فيقولون مذعنين فما لنا من شافعين ولا صديق حميم لكن في في ابتداء الامر يبحثون عن ماذا عن شفيع لان هذا هو الذي استقر في قلوبهم وهذا الذي انبنى عليه اعتقادهم انه لا وصول الى خير ولا اندفاع للشر الا من طريق ماذا الا من طريق شفعاءه اذا هذا هو الاعتقاد الذي اعتقده المسألة الثانية قد يقول قائل وهذا الاعتقاد الا يمكن ان يكون لهم فيه بعض عذر نرى ان الادلة قد دلت على ان هؤلاء كفار خالدون مخلدون في النار مع ان الذي قد يظهر عند الناظر اول مرة ان القوم انما ارادوا خيرا وانما قصدوا خيرا قالوا نحن اناس خطاؤون متلوثون كيف نسأل الله مباشرة اذا نجعل بيننا وبينه ماذا هذه الوسائط هي التي تقرب اليه وترفع اليه وتجعله يرحمنا اه يلبي او يحصل لنا منه ما نريد فالا يكون هذا عذرا لهم والجواب ان يقال انهم والله ما احسنوا الظن بالله بل اساءوا الظن بالله فصدق فيهم قول الله عز وجل الظانين بالله ظن السوء وصدق فيهم قوله تعالى وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم ارداكم اي والله لو احسنوا الظن بالله لعظموها ولا ادوا حقه ولكان حبهم ورجائهم واعتمادهم وتوكلهم عليه سبحانه وتعالى لكن انى يكون ذلك منهم والذي وقع منهم انهم تنقصوا عظمة الالهية وهضموا حق الربوبية واساءوا الظن برب العالمين فجعلوه من جنس هؤلاء الملوك الجبارين الذين قم في غفلة عن رعيتهم فيحتاجون الى من يعلمهم او انهم قساة يحتاجون من يلين قلوبهم ويستعطفهم فهذا والله ظن آآ سيء ارداهم كما اخبر الله سبحانه وتعالى لذلك اذا القوم ما احسنوا الظن بالله بل هم سيئوا الظن بالله عز وجل المسألة الثالثة مما لا شك فيه ان ثمة شفاعة تكون عند الله سبحانه وتعالى يوم القيامة يشفع شفعاء عند الله عز وجل وهم في الجملة ثلاثة اصناف الانبياء والملائكة والصالحون هؤلاء تكون منهم شفاعة عند الله عز وجل باذنه فيمن رضي عنه والادلة على هذا متواترة الادلة على هذا من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم متواترة هنا قد يبرز اشكال وهو اننا نجد في بعض ادلة الكتاب العظيم ما يدل على عدم وجود شفاعة نجد في بعض الادلة نفي الشفاعة الله عز وجل اخبر عن ذلك اليوم العظيم يوم القيامة بانه لا خلة لا خلة فيه ولا شفاعة وبين سبحانه وتعالى ان فيه لا تنفع شفاعة وقال فما تنفعهم شفاعة الشافعين قال لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة بايات عدة الجواب عن ذلك ان يقال ان الادلة في شأن الشفاعة في كتاب الله عز وجل جاءت على انحاء منها ما جاء فيه نفي لهذه نفي للشفاعة ومنها ما جاء فيه نفي للشفاعة الا باستثناء ما كان باذنه من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه وضرب ثالث وهو اثبات شفاعة فيمن رضي عنه الله سبحانه وتعالى قال ولا يشفعون الا لمن ارتضى ونجد ضربا فيه نفي لشفاعة الالهة التي اتخذها المشركون مع الله سبحانه وتعالى قال جل وعلا ولقد جئتمونا فرادى وتركتم ما خولناكم وراء ظهوركم وما نرى معكم شفعائكم الذين زعمتم انهم فيكم شركاء ونجد ضربا خامسا فيه ان الشفاعة كلها جميعا لله سبحانه وتعالى. قال سبحانه قل لله الشفاعة جميعه اذا الاخذ بهذه الادلة جميعا به يتجلى لك الحق في هذا المقام العظيم وبه يعرف الجواب عن هذا الاستشكال لم نفي عنان يكون في يوم القيامة شفاعة لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة الجواب ان القرآن الكريم جاء بالتنبيه على هذه المسألة حتى يزول من القلب اي التفات الى ان الشفاعة الاخروية من جنس الشفاعة الدنيوية وهذه عقدة المسألة التي من حلها سهل عليه فهم هذا الموضوع العظيم تنبه يرعاك الله يجب ان يزول من قلبك اي ظن او اشتباه بان الشفاعة عند الله سبحانه وتعالى في الاخرة هي من جنس هذه الشفاعة التي تقع بين المخلوقين في الدنيا كلا والله بين الامرين بول شاسع واختلاف كبير فهذا جنس وهذا جنس هذا شيء وهذا شيء اذا نفي الشفاعة في الاخرة في النصوص جاء في شأن الشفاعة المعهودة عند الناس وهي التي اعتقدها المشركون وهي التي لاجلها اتخذوا شفعاء مع الله عز وجل شفاعة ماذا من جنس ما يقع في شفاعة مخلوق لمخلوق هذه الشفاعة هي طلب لي الخير من الغير طلب للخير من الغير ولا تتحقق الشفاعة الا بانسلاخ ارادة الشفيع عنده لاجل الشفيع الا بانسلاخ ارادة الشفيعي عنده لاجل ماذا الشفيع يشفع عند ذي مكانة او سطوة او سلطان في امر من الامور ان يعفو ان يمنح ان يهب فيكون غير مريد فيستنزله هذا الشفيع حتى يغير قوله وحكمه فيجعله ماذا يريد بعد ان لم يكن مريدة اذا هذه هي الشفاعة ماذا الدنيوية التي يتعارفها الناس وهذه لا وجود لها وهذه لا حقيقة لها في الاخرة وهذا هو الشيء المنفي يوم القيامة اذا نأتي الان الى المسألة الاهم في هذا الموضوع وهي المسألة الرابعة. ما الفرق بين الشفاعة الدنيوية والشفاعة الاخروية لماذا جاء في النصوص نفي هذه الشفاعة واخراج اه ظن وقوعها من القلب لاجل الا يعتقد ان ثمة شفاعة في الاخرة عند الله من جنس هذه الشفاعة. لماذا الجواب لان هذه الشفاعة الدنيوية اثباتها لا يليق بالله عز وجل ولا بعظمته ولا عزته سبحانه وتعالى ويظهر هذا لك من خلال سبعة اوجه اولا الشفاعة في الدنيا الشافع فيها مؤثر محرك الشفاعة في الدنيا الشافع فيها ماذا مؤثر محرك هو الذي اثر في ارادة المشفوع عنده وحركها لتحصيل ما يرجع بمنفعة الى المشفوع له اليس كذلك ولا شك ان هذا المعنى لا يجوز ان يظن في الشفاعة التي تكون عند الله عز وجل فان هذا لا يليق بعظمة الله ولا قدرته ولا ارادته ولا عزته سبحانه وتعالى كيف يؤثر هذا الشافع وهو عبد مربوب مخلوق في ارادة الله سبحانه وتعالى فيجعله مريدا بعد ان لم يكن بعد ان لم يكن مريدا تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا شأن الله اعظم من ذلك شأن الله اعظم من ذلك وانت اذا تأملت في هذا الوجه وجدت ان الشفيعة عند التحقيق وفي الغالب مؤثر محرك وقد يكون بمثابة الامر المكره وهذا شيء لا يليق بالله العظيم سبحانه وتعالى الوجه الثاني ان الشفاعة في الدنيا يحدث فيها الشفيع في علم المشفوع عنده ما لم يكن موجودا يعلمه بشيء كان يجهله يخبره مثلا بان هذا المشفوع فيه لا يستحق العقوبة او انه بريء او يعلمه بعواقب لم يكن يلتفت اليها المشفوع عنده او على الاقل يعلمه بان هذا المشفوع له يهمه امره يهم الشافعة امره وكل ذلك فيه نسبة نقص العلم الى الله عز وجل فيه اثبات الجهل في حق الله سبحانه وهذا مما ينزه الله تبارك وتعالى عنه فالله بكل شيء عليم سبحانه وتعالى الامر الثالث او الوجه الثالث ان الشفاعة تحقيقها فيه مشاركة في تحصيل المقصود بين الشافعي والمشفوع عنده تشارك الاثنان في ماذا في تحصيل المقصود فلا يتم المقصود الا باجتماعهما معا مشيئة وفعل المشفوع عنده وشفاعة وتوسطوا الشافع والله سبحانه وتعالى وتر فلا يشفع الله واحد احد فمن اتخذ مع الله عز وجل شفيعا فانه يكون قد اتخذ معه شريكا وهذا ما ستسمعه اذا تكلمنا عن الايات ان شاء الله تجد ان الله سبحانه وتعالى بين ان من اتخذ مع ان ان من اتخذ من دونه شفيعا فقد اتخذ معه شريكا لان المقصود ما تم الا بماذا الا باشتراكهما معا. والله عز وجل لا شريك له الله لا شريك له سبحانه وتعالى الوجه الرابع ان قبول المشفوع عنده للشفاعة يرجع اما لرغبة او رهبة او حاجة قبول المشفوع عنده للشفاعة راجع الى ماذا اما رغبة واما رهبة واما حاجة اذا شفع اذا شفع عند ذي سلطان او من بيده امر من الامور يشفع عنده فانه لا يقبل الشفاعة ولا يلبي هذا الطلب في حال الدنيا وفيما يتعارفه الناس فيما بينهم الا لرغبة او رهبة او حاجة رغبة لان الشافعة في الغالب احد اثنين اما محبوب او ذو وجاهة اما محبوب اوذوا وجاهة يشفع محبوب عند محبه كان يشفع ابن السلطان عند ابيه او امرأته او صديقه فهو محبوب عنده فيرجو بتلبية هذه الرغبة وانفاذ هذه الشفاعة يرجو كسب مزيد من هذه المحبة او القربى وقل مثل ذلك اذا كانت الشفاعة من ذي وجاهة كتاجر ووزير وامير و امير الجند وما شاكل ذلك هو يريد ان يكسب ولاءه يرغب فيه ان يقربه منا فيزيد ولاء له وانفاذا لحوائجه او انه يكون منه رهبة يخاف انه لو دفع بصدر هذا الطلب ورد هذه الشفاعة فانه يجفو يجفوه حبيبه وهو لا يصبر عن ذلك او ربما يكيد له ذو الوجاهة او ينصرف عنه او يجعل الولاء لغيره فهو يدفع شر ذلك بماذا بقبول الشفاعة او انه محتاج اليه فهو يريد ان ينفذ له طلبه لينفذ ذاك له طلبة علاقة المخلوقين في الغالب علاقة معاوضة علاقة المخلوقين فيما بينهم علاقة ماذا معاوضة وهذا يشهد به الواقع والامر المحسوس دون شك افعل لك تفعل لي البي رغبتك لتلبي رغبتي ولو لم يكن شيء من ذلك حتى لو كانت الشفاعة عند رجل صالح فلا اقل من كونه محتاجا الى الاجر يقبل الشفاعة لماذا لو لم يرد شيئا من وجهي هذا الشافع لا اقل من انه يريد ماذا يريد الاجر هو محتاج الى ثواب واجر والسؤال اهذا جميعا يليق بالله الغني عن كل شيء سبحانه وتعالى الغنى وصف ذاتي لله عز وجل كما ان الفقر وصف ذاتي للمخلوق فالله غني عن العالمين الله غني عن كل شيء يتعالى سبحانه وتعالى عن ان يكون يرغب او يحتاج يرغب في حاجة او يحتاج اليها من مخلوق من المخلوقين بعد ان يتنافى وغنى الله عز وجل اذا هذه الشفاعة لا يمكن ان تظن في الاخرة الوجه الخامس ان الشفاعة في الدنيا الرغبة والرجاء والتوكل والاعتماد من المشفوع له تعلق بمن غالبا اجيبوا يا جماعة تعلق بالشافع لا بالمشفوع عنده ان تعلق شيء من ذلك بالمشروع عنده لكن الاكثر والاغلب تعلقه بماذا بالشافع ويعلق امله ورغبته ورجاءه واعتماده على هذا الذي سيذهب غدا فيشفع عند المسؤول ولذلك يقول له انا معلق املي بك بعض الناس يقول هذا ولا لا اريدك ان تحسن الشفاعة وتحسن عرضها القلب معلق بمن بالشافع لا بالمشروع عنده وانا له شيء من ذلك فنزر يسير لكن جل ذلك تعلق بالشافع وهل يجوز تعلق الرجاء والرغبة هل يجوز ان تعلق الامال والاعتماد والتوكل على مخلوق يشفع عند الله ام الواجب ان تعلق الامال ويجعل الرجاء في الله العظيم الذي بيده ملكوت كل شيء ومما يبين لك ذلك انه لما كان رجاء هؤلاء المشركين الذين اشركوا مع الله عز وجل فاتخذوا من دونه شفعاء لما كان رجاؤهم معلقا بهؤلاء الشفعاء توجهوا لهم بانواع القرب حدث ولا حرج من انواع القرب القلبية واللسانية والبدنية كل ذلك حتى يعطف الشافع وينظر بعين الرحمة يرفع هذه الحاجة ويقرب هذا المشفوع له عند الله زلفى ولذا كم يتناقل الناس فيما بينهم تلك القصيدة التي يقول فيها صاحبها ان لم تكن في معادي اخذا بيدي فضلا والا فقل يا زلة القدم لا اله الا الله اين التعلق بالله العظيم اين التعلق في ذلك اليوم الذي يقول الله عز وجل فيه يوم لا ليوم لا تملك نفس لنفس شيئا. والله لا يملك احد لاحد لا شافع ولا غيره الامر كله لله والامر يومئذ لله وحده لا شريك له والله ليس ملك نفع لهذا الانسان بل والله مجرد ان يتكلم والله لا يستطيع يوم يأتي لا تكلم نفس الا باذنه وهؤلاء يجعلون غاية قصدهم وطلبهم ورجائهم للمخلوق يا لله العجب هل هل يظن بان الشفاعة عند الله عز وجل يوم القيامة من جنس هذه الشفاعة التي تكون في الدنيا لا والله بل هذا الذي يعتقد هو حقيقة الشرك والذي لاجله كان المشركون مشركين نسأل الله السلامة والعافية الوجه السابع الوجه السادس ان الشفاعة في الدنيا لا تستلزم الافتقار الى المشفوع عنده فيها الشفاعة في الدنيا لا تستلزموا الافتقار الى المشفوع عنده فيها لا اذنا ولا امرا انما يهجم الشافع هجوما على المشفوع عنده ويتقدم بين يديه شاء او ابى فيشفع عنده ويتكلم بما يريد حتى لو كان هذا المشروع عنده لا يريد ان يكلمه احد في في شأن هذا الانسان يكره ان يغير رأيه فيه او حكمه فيه ومع ذلك يشفع عنده بماذا بدون اذنه ولا شك ان هذا لا يجوز اعتقاده في الله عز وجل فان في هذا ما فيه من انتقاص عظمة الله سبحانه وعزته جل وعلا جل في علاه وقد قدمت لك انه في ذلك اليوم لا يتكلم احد الا باذنه سبحانه وتعالى ولذا عظم الله عز وجل هذا الامر فقال من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه هذا الاستفهام استفهام انكاري مشوب بالتحدي مشهوب بماذا بالتحدي بمعنى من يجرؤ على ان يتقدم بين يدي الله سبحانه وتعالى فيشفع الا بعد ان يأذن الله عز وجل ولذا لو نظرت في الشفاعة الحقة التي تقع يوم القيامة تجد ان بينه وبين هذه الشفاعة بونا شاسعا الشافع عند الله عز وجل مأمور مطيع لله سبحانه لا يشفع حتى يأذن الله بل حتى يأمره الله ان يشفع اليس يقال للنبي صلى الله عليه وسلم اشفع تشفع اين هذا من الشفاعة في الدنيا اذا الامر في تلك الشفاعة راجع الى الله سبحانه وتعالى اذنا وقبولا الامر السابع والاخير ان الشفاعة في الدنيا يقع كثيرا ان يلزم منها اهمال لاتخاذ الاسباب اتكالا عليها اليس كذلك تجد ان الذي ملأ يده من شافع عند صاحب الشأن لا يهتم كثيرا بتحصيل اسباب الخير الذي يريد لانه يقول لم اتعب نفسي هذا الشفيع لا يرد له طلب له اذلال له حظوة له مكان فما لي وللتعب سوف اعتمد عليه وهو الذي سوف ينفذ لي ما اريد ويحصل لي من ذاك الانسان ما اريد ولا شك ان هذا لا يجوز ان يظن او ان يقع ب شأن الشفاعة التي تكون عند الله عز وجل فان في هذا ما فيه من سوء الادب مع الله سبحانه وتعالى ومن الخروج عن ربقة العبودية لله عز وجل ولذا نجد ان النصوص قد دلت على انه لا يشفع عند الله عز وجل الا فيمن رضي الله عنه اليس كذلك ولا يشفعون الا لمن ارتضى ومن الذي يرضى الله عنه هو الذي اتخذ السبب وهو عبودية الله وحده لا شريك له قال النبي صلى الله عليه وسلم لكل نبي دعوة مجابة فتعجل كل نبي دعوته واني اختبأت دعوتي شفاعتي لامتي يوم القيامة فهي نائلة ان شاء الله من مات من امتي لا يشرك بالله شيئا هذا الذي يليق به ان يكون مشفوعا له عند الله عز وجل هذا الجدير بالشفاعة ويا لله للعجب كيف ان القوم تعلقت نفوسهم بالشفاعة فاتخذوا السبب الذي يحرمهم من الشفاعة سبحان الله اي خذلان كهذا الخذلان قلوبهم ونفوسهم معلقة بالشفاعة ارادوا تحصيلها فاتخذوا ماذا السبب الذي يحرمهم منها وهو الشرك بالله فنسأل الله السلامة والعافية اذا استحضر في هذا المقام ثلاثة اصول بها يتبين لك الحق لا شفاعة عند الله الا باذنه لا شفاعة عند الله الا في من رضي الا فيمن رضي عنه الثالث الله لا يرضى الا توحيده واتباع رسوله صلى الله عليه وسلم من فهم هذا الامر زالت عنه اشكالات كثيرة المسألة الخامسة والاخيرة هي مدار فهمي الشفاعة الحقة على فهم مسألتين مهمتين فانتبه يا رعاك الله اجعلهما نصب عينيك اولا ان الشفاعة كلها لله سبحانه وتعالى ثانيا التفريق بين الشفيع من دونه والشفيع باذنه كم مسألة عندنا اثنان ما الاول يا شيخ ان الشفاعة لله جميعا الثانية ها التفريق بين الشفيع ها من دونه والشفيعي باذنه اذا فهمت هاتين المسألتين فهمت الموضوع وزال عنك كل اشكال وخرج من قلبك كل تعلق بغير الله انتبه المسألة الاولى هي ما اخبر الله عز وجل عنه قل لله الشفاعة جميعا ولاحظ كيف ان الله سبحانه وتعالى قدم الخبر على المبتدأ ها الاصل في نظم الكلام ها الشفاعة لله مبتدأ وخبر لكن تقديم الخبر يفيد ماذا تفيد الحسرة اذا الشفاعة لله سبحانه وتعالى واحدة وزاد هذا بيانا فقال قل لله الشفاعة جميعا فلم يشد منها شيء اذا حقيقة الحال ان الامر من الله والى الله منه ابتداء واليه انتهاء بمعنى حقيقة الموضوع بخلاف ما يظن كثير من الناس الامر كما قال ابن القيم رحمه الله في اغاثة الله فان والحق ان الله شفع بنفسه الى نفسه الشفاعة ايش بنفسه الى نفسه ما معنى هذا الكلام معنى هذا ان الله عز وجل هو الذي اهل الشافع ان يشفع والله عز وجل هو الذي حرك ارادة الشافعي للشفاعة والله عز وجل هو الذي خلق فعله والله عز وجل هو الذي اذن له ان يشفع والله عز وجل هو الذي امره ان يشفع والله عز وجل هو الذي اهل المشفوع له ان يكون اهلا للشفاعة والله عز وجل هو الذي تفضل بقبول الشفاعة اذا عاد الامر كله الى الله صدق الله قل لله الشفاعة جميعا من اولها الى اخرها اراد الله عز وجل ان يرحم عبده واكرم الشافع لم يكن هناك تأثير من هذا الشافعي في الله عز وجل كان الله يريد ان يعذبه وحكم فيه قولا انه معذب ثم بدل قوله وتغيرت ارادته بتحريك الشافعي لارادته فالله شأنه اعظم من ذلك انما الامر ابتداء وانتهاء الى الله سبحانه وتعالى اذا من فهم هذه المسألة فهم الموضوع وانتهى عنه كل اشكال ولذا بعض الناس اليوم حينما يأتي الى قبر النبي صلى الله عليه وسلم او بعيدا عنه فيقول يا رسول الله اشفع لي عند الله يقع ولا لا يا جماعة والله يقع مع الاسف الشديد فيقال لهذا الانسان لما تفعل ذلك؟ قال انا اسأله شيئا ملكه الله اياه انا لا اسأله الا شيئا ماذا يملكه ملكه الله اياه من قال لك هذا يا عبد الله الله يقول قل لله الشفاعة جميع هؤلاء لا يملكون جميع الشفعاء واعظم الشفعاء وسيد الشفعاء واول شافع واول مشفع هو رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن شك في ذلك فقد كفر ولكن الشفاعة ملك لله عز وجل انما الحال ان الله انتبه يأذن لمن يشاء في الوقت الذي يشاء في من يشاء ليس هناك تمليك يا عبد الله الشفاعة ملك لله انما الله سبحانه ماذا ياذن لمن يشاء في الوقت الذي يشاء فيمن يشاء تأمل معي الشفاعة العظمى لمن لمن يا جماعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ذاك المقام المحمود الذي يحمده عليه الخلائق اجمعون حينما يذهبون الى الانبياء الى بعض الانبياء غيره وكل يعتذر حتى تصل النوبة اليه فيقول انا لها انتبه من هنا ما الذي سيكون؟ انتبه اولا ينطلق النبي صلى الله عليه وسلم فيستأذن على ربه الله اعلم كيف يكون ذلك لكنه يستأذن على ربه انظر مقام الادب مع الله عز وجل اهكذا تكون الشفاعة في الدنيا لا هذا واحد. ثانيا اذا اذن له فان النبي صلى الله عليه وسلم يقف وقوفا طويلا يحمد الله ويثني عليه يحمده يفتحه يفتحها الله عليه في ذلك المقام ما كان يحسنها في الدنيا ثم يخر لله ساجدا يسجد سجودا طويلا لله سبحانه ويحمد الله عز وجل في ذلك السجود بمحامد يفتحها الله عليه ثم لا يرفع رأسه حتى يؤمر بذلك يا محمد ارفع رأسك يرفع رأسه فيحمد الله ايضا في ذلك المقام يقال له سل تعطى واشفع تشفع يؤمر امرا ان يشفع ولا يملك عليه الصلاة والسلام الا ان يطيع الله حينها يشفع افيقال بعد ذلك ان الشفاعة ليست ملكا لله ثم تأمل معي يحد الله عز وجل له حدا فيخرجه من النار اذا لا يشفع فيما يريد هو عليه الصلاة والسلام انما يشفع في ماذا فيمن اذن الله فيهم يحد لهم يحد له حدا فيخرجهم من النار ثم اذا اراد النبي صلى الله عليه وسلم ان يشفع مرة ثانية ماذا يفعل يعود فيستأذن فيحمد فيسجد فيحمد ثم يقال له مرة ثانية يتكرر عنه منه ذلك اربع مرات والحديث في الصحيحين اذا هو عليه الصلاة والسلام لا يملك الشفاعة انما يؤذن له في الشفاعة سبحانه وتعالى ثم يقال ثانيا في شأن هذه المسألة اجيب لها او اجيب عنها بسرعة فيما يرجع الى مسألة طلب الشفاعة من النبي صلى الله عليه وسلم النبي صلى الله عليه وسلم يسأل شيئا لا يملكه عليه الصلاة والسلام. ثانيا جنس الدعاء للميت شرك بالله هذا ما جاء في النصوص ومن اضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له الى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون. واذا حشر الناس كانوا لهم اعداء وكانوا بعبادتهم كافرين ان تدعوهم لا يسمعوا دعائكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم الوجه الثالث ان النبي صلى الله عليه وسلم لما سأله ابو هريرة رضي الله عنه عن اسعد الناس بشفاعته عليه الصلاة والسلام والحديث في البخاري اقال عليه الصلاة والسلام هو الذي يسألني الشفاعة وانا في قبري اقال هذا ام قال اسعد الناس بشفاعتي؟ من قال لا اله الا الله خالصا من نفسه او قال من قلبه الوجه الرابع يا من يقول هذا القول ماذا تصنع بما ثبت في الصحيح من قوله عليه الصلاة والسلام انا اول شافع واول مشفع والحديث هذا بالنص والاجماع تعلق بماذا بالشفاعة العظمى يوم القيامة عندك الامر ليس كذلك اول شفاعة تكون انما هي للنبي صلى الله عليه وسلم متى في البرزخ وهو في قبره ام يوم القيامة اذا اما ان تكون هذه الكلمة صدق او تكون والعياذ بالله كذبا اذا كذبت النبي صلى الله عليه وسلم فيها كفرت واذا صدقت النبي صلى الله عليه وسلم وانه اول شافع واول مشفع فاعلم اذا انه لا شفاعة في البرزخ اما الشفاعة متى يوم القيامة الامر الخامس يا عبد الله هذا القرن الذين وصفهم النبي صلى الله عليه وسلم بالخيرية. قرنه عليه الصلاة والسلام هؤلاء اصحابه الكرام احرص الناس على الخير ما ثبت عن واحد منهم فقط انه جاء الى قبر النبي صلى الله عليه وسلم فسأله الشفاعة ولو كان خيرا والله لسبقونا اليه اذا هذا امر باطل باجماع المسلمين ومعلوم حرص الصحابة على هذا الامر. ولذلك ابو هريرة ماذا يسأله من اسعد الناس بشفاعتك وهو الرؤوف الرحيم بهذه الامة لو كان هذا من الوسائل الموصلة الى شفاعته لبينها عليه الصلاة والسلام لقال يا ابا هريرة تعال الى قبري فسلني الشفاعة اكان منه هذا عليه الصلاة والسلام ولو في حديث ضعيف والله ما كان اذا هذا هو الامر الاول الامر الثاني على وجه الايجاز قلنا التفريق بين امرين مهمين ما هما الشفيع من دونه والشفيع باذنه التفريق بين هذين الامرين من الامر المهم فاهل الشرك اتخذوا شفعاء من دونه اما اهل التوحيد فاعتقدوا انه لا يكون شفعاء الا باذنه قال الله سبحانه ام اتخذوا من دون الله شفعاء اذا هذا حال ماذا المشركين تدري ما الفرق بين الشفيع من دونه والشفيع باذنه هو الفرق بين الشريك والعبد المأمور الشفيع من دونه ماذا قلنا شريك اعتقدوه مع الله عز وجل اما الشفيع باذنه فانه ماذا عبد مأمور الشفيع من دونه اعتقدوه محركا لله عز وجل وارادته اما الشفيع باذنه فالله عز وجل هو المحرك له اذا الفرق بينهما فرق بين محرك ومحرك ولا شك انه ليس بشفيع في في الحقيقة ولا يحرك ولا يؤثر لكن هذا كله باعتبار اعتقادهم ها هذا كله بماذا باعتبار اعتقادهم والا فهذا زعم لا حقيقة له. ولذلك يقول الله عز وجل وما نرى معكم شفعائكم ايش الذين زعمتم زعم مجرد ايش مجرد زعم انهم فيكم شركاء نسأل الله السلامة والعافية لعل هذا القدر فيه كفاية وثمة زيادة بيان وايظاح ان شاء الله اذا استعرضنا الايات المتعلقة بهذا الموضوع وفقني الله وسدد خطايا وخطاكم وعاذني واياكم من الاهواء ان ربنا لسميع الدعاء وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه اجمعين