بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لشيخنا وانفعه وانفع به يا رب العالمين قال شيخ الاسلام رحمه الله تعالى في رسالته لاهل تدمر الاصل الاول توحيد الالهية. فانه سبحانه وتعالى اخبر عن المشركين كما تقدم بانهم اثبتوا وسائط بينهم وبين الله. يدعونهم ويتخذون شفعاء من دون الله تعالى. قال تعالى ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم. ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله. قل تنبئون الله بما لا يعلم في السماوات ولا في الارض سبحانه وتعالى عما يشركون فاخبر ان هؤلاء الذين اتخذوا هؤلاء الشفعاء مشركون ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن لا ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه سلم تسليما كثيرا اما بعد اه قد مضى درس الماضي عن موضوع الشفاعة بشيء من التفصيل والمؤلف رحمه الله ساق جملة من الايات التي تدل على الحق الذي لا ريب فيه بهذا الموضوع الجليل فاورد هذه الاية العظيمة لسورة يونس التي تبين على المشركين فهم يقولون عن هذه الالهة هؤلاء شفعاؤنا عند الله قال رحمه الله فاخبر ان هؤلاء الذين اتخذوا هؤلاء الشفعاء مشركون لا شك وهذا كما ذكرته لك اكثر شرك الاولين واكثر شرك الاخرين نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله فقال تعالى عن مؤمن ياسين وما لي لا اعبد الذي فطرني واليه ترجعون. ااتخذ من دونه الهة ان يردني الرحمن بضر لا تغني عني شيئا ولا ينقذون اني اذا لفي ضلال مبين اني امنت بربكم فاسمعون هذه الاية فيها بيان ان من اتخذ شفيعا من دون الله عز وجل فقد اتخذ معه الها ومن اتخذ معه الها فانه يكون مشركا وفيها بيان ان هؤلاء المشركين من اعظم ما يقصدونه في اتخاذهم هذه الالهة ان تكون لهم شفيعة عند الله عز وجل ايتخذ من دونه الهة ان يردني الرحمن بضر لا تغني عني ايش شفاعتهم اذا هم اذا اشركوا انما يطلبون اول ما يطلبون واهم ما يطلبون الشفاعة. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وقال تعالى ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم اول مرة وتركتم ما خولناكم وراء ظهوركم وما نرى معكم شفعاءكم الذين زعمتم انهم فيكم شركاء لقد تقطع بينكم وضل عنكم ما كنتم تزعمون فاخبر سبحانه عن شفعائهم انهم زعموا انهم فيهم شركاء وهذه اية عظيمة تجلي لك هذا الموضوع بوضوح الله سبحانه وتعالى يخبر في هذه الاية عن هؤلاء المشركين وان الله سبحانه وتعالى يخاطبهم بذلك وما نرى معكم شفعاءكم الذين زعمتم انهم فيكم شركاء اذا من اتخذ شفيعا من دون الله اذا من اتخذ شفيعا على ما هو المعروف في الدنيا من الشفاعة فانه يكون قد اشرك مع الله عز وجل قال الذين زعمتم انهم فيكم شركاء قال المؤلف رحمه الله فاخبر سبحانه عن شفعائهم انهم زعموا انهم فيهم شركاء ومعنى كونهم فيهم شركاء اي انهم جعلوهم شركاء لله في تحصيل المرغوب ودفع المرغوب الذين زعمتم انهم فيكم شركاء يعني شركاء لله في تحصيل المرغوب ودفع المرغوب اذا من اتخذ من دون الله عز وجل شفيعا فقد اتخذ معه شريكا وهذا ما ذكرناه البارحة ان كنتم تذكرون من ان من اوجه الفرق بين الشفاعة الدنيوية المعروفة بين الناس شفاعة مخلوق عند مخلوق والشفاعة الاخروية التي يشفع فيها الشفعاء عند الله سبحانه وتعالى قلنا ان من الفروق ان هذه الشفاعة الدنيوية الشفيع فيها شريك في تحصيل المراد اليس كذلك توارد صاحب الامر والمشروع الذي هو المشروع عنده والشافع كلاهما فصارى جميعا مؤثرين في ماذا في تحصيل المراد والله عز وجل وتر لا يشفعه احد الله واحد احد لا شريك له اذا قلنا ان الفرق بين الشفيع من دونه والشفيع باذنه هو الفرق بين الشريك والعبد المأمور هو الفرق بين الشريك والعبد المأمور اذا هذه الاية اية عظيمة توضح لك المقام وتقطع العذر عند او في حق هؤلاء الذين يتعلقون بغير الله عز وجل ويزعمون انهم انما يطلبون التوسط والشفاعة عند الله نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وقال تعالى ام اتخذوا من دون الله شفعاء قل او لو كانوا لا يملكون شيئا ولا يعقلون. قل لله الشفاعة جميعا له ملك السماوات والارض ثم اليه ترجعون. كذلك هذه الاية العظيمة من سورة الزمر فيها بيان اه الحقيقة الجلية في هذا المقام والتفريق بين الشفيع من دونه والشفيع باذنه يقول الله سبحانه ام اتخذوا من دون الله شفعاء ام هذه للاضراب بمعنى بل واستقراء مواضع ام في القرآن يدل على انها لم ترد الا في مقام الانكار ام اتخذوا من دون الله شفعاء تفعى اتخذوهم لا في الحقيقة وانما في اعتقادهم وفي زعمهم كما قال سبحانه في الاية السابقة وما نرى معكم شفعاءكم الذين زعمتم انه فيكم شركاء اذا هم ليسوا شفعاء في الحقيقة انما هم شفعاء في الدعوة والزعم وفي اعتقاد وقلوب هؤلاء المشركين قال قل او لو كانوا لا يملكون شيئا ولا يعقلون الشفاعة لله عز وجل ومن جعله الله عز وجل شفيعا يوم القيامة فاذن له ان يشفع ولا يملك الشفاعة انما هو مأذون له في الشفاعة اذا من يطلب من ميت شفاعة هو يطلب شيئا لا يملكه الا الله قال قل او لو كانوا لا يملكون شيئا لا شفاعة ولا غيرها فدخل في قوله شيئا الشفاعة وهذا واضح دلالة السياق قل او لو كانوا لا يملكون شيئا ولا يعقلون ثم بين الحقيقة العظيمة قل لله الشفاعة جميعا لو لم يرد في النصوص دليل في هذا الباب قاطع للعذر مبين للحق الا هذه الاية فانها والله كافية قل لله الشفاعة جميعا اذا من كان يطلبها فليطلبها من الله ومن كان يرجوها فليرجوها من الله ولا يجوز بحال ان يتعلق القلب في طلبها بغير الله اذا هذه اية عظيمة ضعها نصب عينيك يا عبد الله قل لله الشفاعة جميعا مهما وسوس شياطين الانس او الجن في تعظيم الشافع تعظيما غير مشروع بحيث يميل القلب الى التعلق به او التقرب اليه رجاء الشفاعة اذا كان قد وقع ذلك فعليك ان تذكر نفسك بهذه الاية العظيمة التي تقطع اي تعلق بغير الله سبحانه وتعالى قل لله الشفاعة جميعا وقلنا ان الاية فيها بيان واضح من جهتي الاولى ان الخبر فيها مقدم لله الشفاعة اذا الخبر لما قدم افادنا فائدة عظيمة وهي الحصر كانه قال الشفاعة له ملكا لا لغيره ثم زاد الامر وضوحا فقال جميعا لا يشذ من انواعها واصنافها شيء كلها من اولها الى اخرها الامر فيها لله والملك فيها لله والاذن فيها لله كما ان القبول فيها لله قل لله الشفاعة جميعا ثم بين ما يجعل القلب حقا يعتقد ويجزم ويوقن بان الله سبحانه وتعالى له ملك الشفاعة فقال سبحانه وتعالى بعد ذلك له ملك السماوات والارض لما كان له عموم الملك سبحانه وتعالى اندرج في ظن ذلك الشفاعة لما كان هو الرب الخالقة المالكة السيد سبحانه وتعالى اذا الشفاعة له لا يشاركه فيها احد جل في علاه نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وقال تعالى ما لكم من دونه من ولي ولا شفيع قال تعالى وانذر به الذين يخافون ان يحشروا الى ربهم ليس لهم من دونه ولي ولا شفيع اتاني الايتان فيهما نفي الشفيع من دونه لا نفي الشفيع باذنه وبينهما من الفرق كما بين المشرق والمغرب اتان الايتان نفتا ماذا؟ يا عبد الرحمن الشفيعة من دونه وليس الشفيعة باذنه الشفيع من دونه شريك والشفيع باذنه عبد مأمور نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وقال تعالى من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه قال تعالى وقالوا اتخذ الرحمن ولدا سبحانه بل عباده مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بامره يعملون يعلم ما بين ايديهم وما خلفهم ولا لا يسمعون الا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون. هاتان الايتان فيهما بيان شرطي الشفاعة عند الله سبحانه وتعالى الشرط الاول ابن الله سبحانه للشافعي ان يشفع من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه وقلنا ان الاستفهام ها هنا انكاري يفيد النفي وهو مشوب بالتحدي ايضا من يجرؤ على ان يشفع عنده الا باذنه اذا اذن الله يشفع الشافع اما اذا لم يأذن الله عز وجل فلا يمكن ان يقوم احد بين يديه شفيعا وذلك لعظمته ولكمال ملكه ولتمام عزته سبحانه وتعالى بخلاف حالي الشفعاء المخلوقين في الدنيا والشرط الثاني في قوله ولا يشفعون الا لمن ارتضى وهذه تقطع كل حبال الامل بالنسبة للكفار والمشركين الذين يشركون مع الله غيره ان يكون لهم حظ من الشفاعة والله لا يكون الله سبحانه وتعالى لا يشفع عنده الا فيمن رضي له سبحانه وتعالى اه الا من رضي له قولا الا من ارتضى سبحانه وتعالى فالله عز وجل قد بين بيانا محكما ان الشفاعة لا تكون الا في اهل التوحيد الله لا يرضى الا التوحيد اذا الشفاعة لا تكون الا في الموحدين اذا هؤلاء الذين يشركون مع الله عز وجل والسبب رغبته في الشفاعة فقد اتخذوا السبب الذي يمنعهم منها قطعوا الطريق التي يريدون الوصول اليها بانفسهم وهذا في غاية الخذلان نعوذ بالله من الخذلان ولا يشفعون الا لمن ارتضى وقلنا ان المقام لا بد فيه من رعاية ثلاثة اصول ما هي لا شفاعة الا باذنه لا شفاعة الا لمن ارتضى والله لا يرضى الا توحيده واتباع رسوله صلى الله عليه وسلم وهذه الاية ايضا الثانية فيها دليل على ان الملائكة تشفع قلنا اصناف الشفعاء يوم القيام الثلاثة النبيون والمؤمنون والملائكة قال الله سبحانه وتعالى في الحديث القدسي المتفق عليه الذي فيه بيان كثير مما يكون يوم القيامة قال الله عز وجل شفعت الملائكة وشفع النبيون وشفع المؤمنون ولم يبقى الا ارحم الراحمين فيخرج الله سبحانه وتعالى قوما من النار من اهل التوحيد بغير شفاعة انما ذلك بمحض رحمته سبحانه وتعالى. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله فقال تعالى وكم من ملك في السماوات لا تغني شفاعتهم شيئا الا من بعد ان يأذن الله لمن يشاء ويرضى. هذه ايضا فيها بيان ان الملائكة من الشفعاء وفيها ايضا ان اه شرطي قبول الشفاعة ابن الله للشافع ان يشفع ورضاه عن المشفوع به فقد جمعت هذه الاية هذين الشرطين جمعت هذين الشرطين. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وقال تعالى قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الارض وما لهم فيهما من شرك وما منهم من ظهير ولا تنفع الشفاعة عنده الا لمن اذن له هذه الاية العظيمة هي التي قال العلماء فيها انها تقطع جذور الشرك من القلب ذلكم ان التعلق بغير الله سبحانه في العبادة لا يكون الا لسبب من احد اربعة اسباب اما ان يكون هذا الذي تعلق القلب به يملك شيئا فلكونه مالكا تعلق القلب به فنفى الله سبحانه وتعالى ان يملك احد ملكا حقيقيا اي شيء ولو كان مثقال ذرة قال سبحانه قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الارض اذا هذا السبب سبب لاغ لا وجود له ان يكون هناك احد يملك فيدعى ويعبد لاجل ان له ملكا هذا شيء غير وارد طيب قد يقال ربما يكون السبب الثاني متوفرا وهو ان لا يكون له استقلال في الملك لكن له شراكة فيه وهذا ايضا ابطله الله سبحانه وتعالى قال وماله فيه ما من شرك وما لهم فيهما من شرك يعني ليس بهذه الالهة جميعا بل ليس لاحد اطلاقا شركة مع الله سبحانه وتعالى في اي شيء ومالهم فيهما يعني في السماوات والارض من شرك ثم نفى الله عز وجل السبب الثالث ايضا وهو ان لا يكون هذا الذي هذا الذي تعلق القلب به مالكا ولا شريكا انما هو معين لله عز وجل فلاجل هذه الاعانة يدعى ويعبد فابطل الله سبحانه وتعالى ذلك ايضا فقال جل وعلا وما له منهم من ظهير الظهير هو المعيب اذا هذه الاسباب الثلاثة جميعا باطلة لا حقيقة لها ولا وجود لها ما بقي الان الا السبب الرابع وهو ان يتعلق القلب بالشفيع ويتقرب اليه لاجل ان يرضى ويعطف فيشفع فبين الله سبحانه وتعالى ان هذا الذي يتوهم لا حقيقة له شفيع على هذا الظن الذي تظنون بان هناك من له اذلال على الله وحظوة عنده ومكانة عنده بحيث انه يشفع على الرضا والكره فيمن احب وكره بلا اذن ولا آآ امر من الله سبحانه وتعالى وانه لا يرد له طلب ولا شفاعة ظنكم هذا ظن ماذا فاسد هذا الشفيع لا وجود له قال سبحانه وتعالى بعد ذلك ولا تنفع الشفاعة عنده الا لمن اذن له اذا هذا الذي يشفع عبد مربوب مأذون له مأمور بالشفاعة يقال له اشفع يؤمر ان يشفع ولا يملك الا ان يطيع اذا كانت هذه حاله فكيف يتعلق القلب به الواجب ان يتعلق القلب بمن بيده الامر اليس كذلك؟ وهو الله عز وجل هو الذي يملك هذه الشفاعة ابتداء وانتهاها هو الذي يأذن هو الذي يأمر هو الذي يقبل اذا لا يجوز ان يتعلق القلب بهذا الشافع البتة نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وقد قال تعالى قل ادعوا الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلا اولئك الذين يدعون الى ربهم الوسيلة ايهم اقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه. ان عذاب ربك كان محظورا قال هذه الاية على نسق الاية السابقة ايضا تبين ان كل من يعبد من دون الله سبحانه وتعالى فانه لا يستحق العبادة وبين المؤلف رحمه الله معناها فقال قال قال رحمه الله قالت طائفة من السلف كان اقوام يدعون عزيرا والمسيح والملائكة فانزل الله تعالى هذه الاية بين فيها ان الملائكة والانبياء يتقربون الى الله ويرجون رحمته ويخافون عذابه. اذا هؤلاء الذين تدعونهم ما حالهم انتم تدعون غير الله منا انبياء او ملائكة او اولياء صالحين تدعونهم من دون الله اتدرون حالهم وكيف هم يفعلون قل ادعوا الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلا. ليس لهم من الامر شيء وكل عاقل يدرك ان العابد لا يعبد الا من يعتقد ان النفع بيده وان دفع الضر منه والا لماذا يعبدوه اليس كذلك هؤلاء الذين تدعونهم ليس لهم اي تدبير ولا تصرف ولا يملكون كشف الضر عنكم ولا على الاقل ان يحولونه من محل الى محل. ليس لهم من هذا التدبير شيء حتى ان النبي حتى ان الله سبحانه وتعالى قال في حق نبيه عليه الصلاة والسلام وهو سيد الانبياء وهو سيد الاولياء وهو احب الخلق الى الله وهو ارفعهم درجة عنده. ومع ذلك يقول له ليس لك من الامر شيء شيء هذه الكلمة نكرة في سياق ماذا النفي والقاعدة ان النكرة في سياق النفي تعود اذا النبي صلى الله عليه وسلم وهو هو لا يملك شيئا فكيف بمن دونه فالمعول اذا و الذي يجب ان يكون له منتهى ان يكون عنده واليه منتهى الرغبة والقصد والطلب انما هو الذي يملك كل شيء والذي يدبر كل شيء والذي يقدر على كل شيء وهو الله وحده ليس له في هذا شريك ثم قال هؤلاء الذين تدعونهم حقيقة الامر انهم هم انفسهم يبتغون الى ربهم الوسيلة يعني انهم يتقربون الى الله سبحانه وتعالى بانواع القرب اذا انتم تعبدون عابدين لله يا لله العجب تعبدون عابدين وتذرون المعبود رب العالمين احسن الخالقين ما لكم كيف تحكمون انتم تعبدون عزيرا والمسيح والملائكة وهم انفسهم انما يعبدون الله عز وجل فلما لا تعبدون الله سبحانه وتعالى اعبدوا المعبود لا العابد هذا الذي يقتضيه العقل الصريح اليس كذلك يا جماعة اذا حال المشركين والله حال بائسة حال فيها قدر كبير من الضلال والجهل والحماقة والحمد لله الذي عافانا مما وقعوا فيه نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ومن تحقيق التوحيد ان يعلم ان الله تعالى اثبت له حقا لا يشركه فيه مخلوق كالعبادة والتوكل والخوف والخشية والتقوى. نعم من تحقيق التوحيد ان يعلم ان الله تعالى اثبت له حقا لا يشركه فيه مخلوق هذا شيء يجب ان يعلم هذا من اهم العلم ان تعلم ان لله حقا وان تعلم ما هو هذا الحق وكثير من الناس مع الاسف الشديد يعيشون في هذه الحياة كالبهائم واستغفر الله بل البهائم والله خير منهم هؤلاء اسوأ حالا من البهائم يعيشون بلا هدف لا يعرفون لربهم وخالقهم سبحانه وتعالى حقا اذا كون الانسان يعيش في هذه الحياة يقتضي منه ان يعرف حق الذي خلقه فيها عليه فالله له حق على عباده وحقه ان يعبد وحده لا شريك له قال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ رضي الله عنه كما ثبت عنه في الصحيحين لما كان رديفا للنبي صلى الله عليه وسلم اتدري ما حق الله على العباد وما حق العباد على الله بين عليه الصلاة والسلام بعد ذلك حق الله على العباد قال حق الله على العباد ان يعبدوه ولا يشركوا به شيئا حق واجب ملزم على كل مخلوق خلقه الله عز وجل ان يكون عابدا لله عز وجل واستحقاق هذا الحق يرجع الى ثلاثة اوجه اولا من جهة ان الله سبحانه هو السيد الرب الخالق فاستحق على المخلوق العبد حقا وجميع العقلاء متفقون على ان للسيد على عبده حقا بموجب كونه مالكا له اليس كذلك الوجه الثاني ان الله سبحانه وتعالى استحق هذا الحق لكونه المنعم على عباده فاستحق الشكر على انعامه والله عز وجل يشكر بعبادته والعقلاء جميعا متفقون على ان شكر المنعم واجب الوجه الثالث استحق الله سبحانه هذا الحق على عباده لما له من الصفات الكاملة والنعوت الجليلة والصفات العلى والاسماء الحسنى فالله عز وجل لذاته يستحق ان يحب وان يرجى وان يخاف وان يعظم وان يخضع له لما له من هذه الصفات العظيمة والنعوت الجليلة اذا الله عز وجل استحق هذا الحق من هذه الوجوه الثلاثة هذا الحق يجب ان يعلم ويجب الا يخلط في ادائه بينه وبين غيره واكبر مشكلة عند كثير من المنتسبين للاسلام هذا الامر انهم يخلطون بين حق الله وحق غيره لله حق لا يكون لغيره ولعبده حق هما حقان لا تجعلوا الحقين حقا واحدا من غير تمييز ولا برهان كثير يخلقون كثير يخلطون بين حق الله ومثلا حق رسوله صلى الله عليه وسلم فيجعلون حق الله لرسوله صلى الله عليه وسلم وهذا اشكال كبير اليس كذلك هذا حق الله عز وجل قد اختص به يجب ان يؤدى ويجب ان يتقرب به اليه وحده ولنبيه صلى الله عليه وسلم حق كما سيأتي الكلام به ان شاء الله هو له عليه الصلاة والسلام لا يشرك فيه معه احد من المخلوقين هما توحيدان لا نجاة للعبد الا بهما توحيد الله بالعبادة وتوحيد رسوله صلى الله عليه وسلم بالاتباع يقول المؤلف رحمه الله كالعبادة والتوكل والخوف والخشية الى اخره عطف التوكل والخوف والخشية على العبادة من باب عطف الخاص بعد العام فكلمة العبادة تشمل هذا المذكور بعدها وغير ذلك ايضا لكنه من باب التنبيه على جمل من هذا الباب على سبيل التمثيل. نعم الله اليكم قال رحمه الله قال تعالى لا تجعل مع الله الها اخر فتقعد مذموما مخذولا. لا تجعل مع الله الها معبودا في القيام بهذا الحق الذي اختص به تجعل هذا الحق له ولغيره هذا هو الشرك والشرك نقيض التوحيد امران لا يمكن ان يجتمعا اما ان يكون الانسان عابدا لله موحدا واما ان يكون مشركا امران متقابلان لا يلتقيان واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا والشرك اعظم الذنوب وعقوبته اشد العقوبات يتميز الشرك بهاتين الميزتين انه اعظم الذنوب على الاطلاق والثاني ان عقوبته اشد العقوبات على الاطلاق نسأل الله العافية. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وقال تعالى انا انزلنا اليك الكتاب بالحق فاعبد الله مخلصا له الدين الا لله الدين الخالص قال تعالى قل اني امرت ان اعبد الله مخلصا له الدين قال تعالى قل افغير الله تامروني اعبد ايها الجاهلون ولقد اوحي اليك والى الذين من قبلك لئن اشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين بل الله فاعبد وكن من الشاكرين فكل من ارسل من الرسل يقول لقومه اعبدوا الله ما لكم من اله غيره. نعم بين الله سبحانه وتعالى هذا في سورة الاعراف بين هذا عن نوح وهود وصالح وشعيب وكل الانبياء والمرسلين قالوا هذه الكلمة اما بلفظها واما بمعناها اعبدوا الله ما لكم من اله غيره هذا اعظم ما في دعوات الانبياء والمرسلين واعظم ما انزل في كتب رب العالمين الدعوة الى هذا الامر وهو عبادة الله وحده لا شريك له. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وقد قال تعالى في التوكل وعلى الله فتوكلوا ان كنتم مؤمنين. وقال تعالى وعلى الله فليتوكل المتوكلون قال تعالى قل حسبي الله عليه يتوكل المتوكلون. وقال تعالى ولو انهم رووا ما اتاهم الله ورسوله وقالوا حسبنا الله سيؤتينا الله من بفضله ورسوله انا الى الله راغبون. نعم مثل المؤلف رحمه الله بعبادة التوكل لجلالتها وعظم شأنها ولا يخفاك يا طالب العلم ان التوكل من اوسع المقامات الايمانية من حيث القائمون به من اوسع المقامات الايمانية من حيث القائمون به فان التوكل على الله عز وجل يكون من المؤمن ويكون من الكافر ويكون من الانسان ويكون من الحيوان ويكون من الطير كل المخلوقات يتأتى منهم ان يتوكلوا على الله سبحانه وتعالى وهو من اوسع مقامات الايمان ايضا من جهة ان تحقيقه يستلزم تحقيق الايمان بي صفات كثيرة لله سبحانه وتعالى من القدرة والقوة والملك والمشيئة والرحمة والرأفة وما الى هذه الصفات ثم هو ايضا من اعظم المقامات الايمانية التي يجتمع فيها تحقيق التوحيدين توحيد المعرفة والاثبات وتوحيد القصد والطلب فانه لا يتأتى هذا هذا التوكل التوكل عبادة فيرجع الى توحيد ماذا القصد والطلب ولكنه لا يمكن ان يكون الا اذا تأسس على قاعدة صلبة راسية من توحيد المعرفة والاثبات لا يمكن ان يتوكل على الله الا من اعتقد حقا وصدقا ان الله رب كل شيء وانه المدبر لكل شيء وانه المتصف بالصفات العظيمة ولذا متى ما نقص هذا التوحيد نقص التوكل ولابد ولذا نقل ابن القيم رحمه الله في كتابه المدارج عن شيخه ابن تيمية رحمه الله ان مقام التوكل لا يتأتى من ثلاثة ماذا يقول مقام التوكل لا يتأتى من ثلاثة فيلسوف وقدري وجهمه اما الفيلسوف فانى فانى يتأتى توكل منه وهو يعتقد ان الله سبحانه لا يعلم الاشياء الا علما اجماليا لا يعلم شيئا من التفاصيل ولا يتصف بصفة البتة كيف يتوكل على الله الثاني قدري ان كان من الغلاة فهذا عنده الله لا يعلم الاشياء الا بعد وقوعها كيف يتأتى منه توكل؟ على اي شيء؟ ولاي شيء يعتمد عليه وان كان منا مقتصدة القدرية فكيف يتأتى التوكل ممن يعتقد ان الله عز وجل يكون في ملكه ما لا يشاء وان كان جهميا معطلا لصفات الله سبحانه وتعالى فكيف يتأتى التوكل منه اذا كلما حقق الانسان توحيد المعرفة والاثبات تحقق منه مقامه التوكل التوكل حقيقة مركبة من شيئين من عمل قلبي وعمل بدني والاول منهما ركن التوكل الاعظم الاول منهما ركن التوكل الاعظم ما هو العمل القلبي هذا العمل القلبي متكون من امرين انتبه يا رجل متكون من ماذا من امرين من اعتماد وتفويض ومن ثقة وحسن ظن من ماذا يا ترى اعتماد وتفويض ثقة وحسن ظن من كان يعتمد ويفوض اموره ويلقي مقاليده الى من يتوجس منه ويخاف منه ان يناله شيء على حين غرة لم يكن لم يكن متوكلا ومن احسن الظن باحد لكنه ماذا ما اعتمد عليه ولا فوض اليه لا يكون متوكلا متى يكون متوكلا اذا جمع بين هذين الامرين واقرب لك المقام ارأيت يا رعاك الله لو ان صبيا طفلا صغيرا كان مع ابيه في ارضي مخافة اعداء وسباع وهوام وغير ذلك تجد ان هذا الطفل ماذا متشبث بابيه جمع في نفسه بين كونه واثقا في ابيه ومحسنا الظن به بحيث انه سوف يسعى في خلاصه ولن يأتيه منه ما يضره اليس كذلك لن يدخر وسعا في ماذا بالدفاع عنه وامر ثان وهو كونه ماذا يعتمد عليه ويلقي مقاليد شأنه اليه ولذلك مهما قال له فانه ماذا يسمع ويطيع التوكل على الله عز وجل عند المؤمن ينبغي ان يكون اعظم من هذا بكثير ان يجمع الانسان بين ماذا بين اعتماد وتفويض وبين ثقة وحسن ظن متى ما نقص شيء من ذلك نقص التوكل ولابد هذا الامر الاول الامر الثاني بذل الاسباب المشروعة هذا حظ ماذا حظ البدن قلنا هناك عمل البدن. وهناك شيء يقوم بالقلب ما يقوم بالبدن ماذا بذل السبب لابد من بذل السبب ارأيت الى قول النبي صلى الله عليه وسلم لو انكم توكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير ماذا تغدو قناصة و تروح بطانا تغدو اذا لابد من ماذا لا بد من بذل للسبب ولذا اذا فهمت هذا لابد ان تفهم انه لا بد من رعاية شيء مهم في السبب وهو اجتماع اتصال وانفصال ماذا اجتماعه اتصال وانفصال اتصال لهذا السبب بالبدن وانفصال من القلب وانفصال من ماذا من القلب هذا السبب يباشر بالبدن ولا يباشر بالقلب وهذا مقام الناس فيه ثلاثة اطرب منهم من كان عنده اتصال بلا انفصال ومنهم من كان عنده انفصال بلا اتصال ومنهم من جمعه الامرين من الناس من راعى في هذا السبب اتصالا فقط اتصالا بالبدن واتصالا بالقلب فالقلب يركن ويعتمد على ماذا على السبب وهناك اناس لم يراعوا الا الانفصال فلا يتعلق السبب بقلوبهم ولا يتعلق ايضا بابدانهم هؤلاء متواكلون لا متوكلون والحق الجمع بين ماذا بين الامرين بذل للسبب وعدم التفات في القلب اليه انما يعتمد على المسبب لا عليه ولذا نقل الحافظ ابن حجر رحمه الله في فتح الباري في المجلد الرابع تعريفا حسنا للتوكل عن بعض اهل العلم وهو ترك الاعتماد على الاسباب بعد فعل الاسباب ترك الاعتماد على الاسباب بعد فعل الاسباب ونقل ابن القيم رحمه الله في المدارج عن بعضهم انه عرف التوكل بانه اضطراب بلا سكون وسكون بلا اضطراب اضطراب بلا سكوت يعني بالبدن حركة واجتهاد ونشاط في ماذا في فعل السبب وسكون بلا اضطراب وهو بالقلب سكون القلب وعدم اضطرابه وعدم تشتته انما هو مطمئن ومسلم وواثق ومفوض للامر الى الله سبحانه وتعالى فهذا هو حقيقة التوكل وهو الهدى بين ضلالتين فيه بين من قصروا في فعل الاسباب وبين من غالوا بالاسباب حتى ربما وقعوا في شيء من الشرك قال الله سبحانه ولو انهم رضوا ما اتاهم الله ورسوله وقالوا حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله ورسوله انا الى الله راغبون هذه الاية دليل على التوكل مع ان التوكل ما ذكر فيها فما وجه ذلك وقالوا حسبنا الله واذا كان ذلك كذلك لما كان الله عز وجل حسبهم يعني الله كافيهم اذا من الذي يتوكل عليه الله عز وجل لما كان هو الكافي كان هو المتوكل عليه ولذا تأمل مثلا في قوله عز وجل فان تولوا فقل حسبي الله لا اله الا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم والتوكل في في الاية الاخرى قل حسبي الله عليه يتوكل المتوكلون. قل حسبي الله اذا كان حسبه هو الله. اذا التوكل بالضرورة ينبغي ان يكون عليه قل حسبي الله عليه يتوكل المتوكلون لاحظ في هذه الاية ايضا انه اجتمع فيها ثلاثة اشياء اثنان منها كان حقا خالصا لله عز وجل وواحد كان لله وكان لرسوله صلى الله عليه وسلم وكل بما يليق به تلاحظ معي هذه الاية جاء فيها ايتاء وجاء فيها حسب وجاء فيها رغبة كم ثلاثة اما الايتاء فانه يكون من الله عز وجل الله عز وجل يؤتي ما يرجع الى شرعه وما يرجع الى قدره وكذلك رسوله صلى الله عليه وسلم يؤتي وايتاؤه قد يكون ايتاء دنيويا وقد يكون ايتاء دينيا يؤتي ايتاء دينيا وهو شرعه آآ شرع الله عز وجل الذي امر هو عليه الصلاة والسلام بتبليغه بيان الحلال والحرام هذا العلم الذي آآ اتاه الله عز وجل اياه فبثه في هذه الامة هذا منه ايتاء ديني وهناك ايتاء دنيوي كونه يؤتي من يستحق المال الصدقة الغنائم وما الى ذلك اذا الايتاء يتأتى من الرسول صلى الله عليه وسلم ايضا لكن لرسول الله صلى الله عليه وسلم من ذلك ما يليق به. ولله ما يليق به فهذه الاية تصلح شاهدا لقاعدة القدر المشترك والقدر المميز اما الحسب وهو الكفاية والنصرة فهذا ليس الا لله تأمل معي ولو انهم رضوا ما اتاهم الله ورسوله وقالوا ايش هل قال الله وقالوا حسبنا الله ورسوله ها لا والله ما قال الله ذلك مع انه قبل قليل بين لنا ان الايتاء منه ومن رسوله صلى الله عليه وسلم لكن لما جاء المقام الى الحسب فقد تعلق بمن بالله وحده وقالوا حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله ورسوله ثم قال ان الى الله راغبون تقديم الجار والمجرور ماذا يفيد تفيد الحصر والقصر الرغبة الى الله لا الى غيره الرغبة قريبة في المعنى من الرجاء فاذا فرغت فانصب والى ربك ترغب فهذا لله وحده لا شريك له اذا هذه الاية تعلمنا التوحيد تعلمنا التفريق بين حق الله وحق رسوله صلى الله عليه وسلم لله حق لا يكون لغيره ولعبده حق هما حقان لابد من التفريق بين الحقين و بين المؤلف رحمه الله ذلك على وجه التفصيل حيث يقول نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله فقال في الايتاء ما اتاهم الله ورسوله. وقال في التوكل وقالوا حسبنا الله ولم يقل ورسوله. لان الايتاء هو الاعطاء الشرعي وذلك يتضمن الاباحة والاحلال الذي بلغه الرسول صلى الله عليه وسلم. سياق الاية يعني يبدو والله اعلم انه الايتاء دنيوي ومنهم من يلمزك في الصدقات الذي يبدو والله اعلم انه متعلق ما اتاهم من الغنائم والصدقات وما الى ذلك لكنهم ما رضوها مرضوا ذلك نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله فان الحلال ما حلله والحرام ما حرمه والدين ما شرع. قال تعالى وما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنهم فانتهوا واما الحسم فهو الكافي والله وحده كاف عبده الحسب هو الكافي ومن يتوكل على الله فهو حسبه يعني هو وحده سبحانه وتعالى. نعم قال رحمه الله كما قال تعالى الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل هو وحده فهو وحده حسبهم كلهم قال تعالى يا ايها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين اي حسبك وحسب من اتبعك من المؤمنين هو الله فهو كافيكم وليس المراد ان الله والمؤمنين حسبه كما يظنه بعض الغالطين. اذ هو وحده كاف نبيه وهو حسبه ليس معه من يكون هو اياه حسبا للرسول صلى الله عليه وسلم. وهذا في اللغة كقول الشاعر فحسبك والضحاك سيف مهند. وتقول حسبك وزيدا درهم اي يكفيك وزيد جميعا درهم احسنت هذه الاية اه بينها المؤلف رحمه الله بمزيد بيان وهي قوله تعالى يا ايها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين هل نفهم الاية على ان المراد منها حسبك الله وحسب من اتبعك من المؤمنين او نفهمها حسبك الله وحسبك من اتبعك من المؤمنين؟ يعني حسبك الله والمؤمنون هم ايضا ماذا حسب لك كافون لك اي التفسيرين هو الصحيح الاول دون شك وهو الذي عليه اكثر العلماء وقال بالثاني بعضهم لكنه ما اصابه الصواب ان قوله تعالى ومن اتبعك من المؤمنين ان الواوا هذه اما ان تكون عاطفة و قوله من اتبعك في محل جر على الكاف التي هي مجرورة صح ولا لا بالتالي الله حسبك وحسب من اتبعك الله حسبك وحسب من اتبعك ويمكن ان توجه ايضا هذه الاية بان الواو واو اه المعية وبالتالي من اتبعك منصوبة هذه الكلمة منصوبة على انها مفعول معه تلميذه المؤلف رحمه الله ابن القيم يزاد المعاد ذكر ان هذا الوجه اصح هذين التقديرين ويمكن ان تعرب هذه الكلمة بعراب ثالث وهو انها في محل رفع على الابتداء حسبك الله ومن اتبعك حسبهم الله ومن اتبعك اي حسبهم الله ايضا الخبر هنا محذوف للعلم به حسبك الله ومن اتبعك حسبهم الله ايضا هذه ثلاثة اوجه ممكن ان يعرب بها قوله ومن اتبعك اما القول بان قوله ومن اتبعك ان هذه الكلمة في محل رفع على انها معطوفة على اسم الجلالة الله حسبك والمؤمنون اتباعك حسبك ايضا هذه كلمة لا شك انها غلط وهذا التفسير قال به من قال به وهو لم يستحضر لوازمه والمؤلف رحمه الله في المجلد السابع من المنهاج منهاج السنة قال عن هذا التفسير انه غلط كبير مستلزم للكفر فهذا ليس خطأ هينا لكن يعتذر لمن قال به لانه ما استحضر لوازمه الحق الذي لا شك فيه ان الحسب لله وحده لا شريك له ولا يجوز ان يتخذ احد حسبا الا الله لا يجوز ان يتخذ مخلوق حسبا ويدل على هذا امور منها الاية التي معنا قبل قليل انظر كيف جاء ذكر الحسب في مقام التوحيد مع ان ذكرى القدر المشترك في الايتاء جاء قبله وبعده اليس كذلك تأمل في قوله تعالى ولو انهم رضوا ما اتاهم الله ورسوله وقالوا حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله ورسوله وكونه سبحانه وتعالى يجعل الحسب له وحده. مع ان الايتاء ذكر انه له ولرسوله من قبل ومن بعد يدل على ان الحسب لمن لله وحده لا شريك له ويدل على هذا قول الله عز وجل ايضا الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل وهذه الكلمة كما قال ابن عباس رضي الله عنهما في البخاري قال قالها ابراهيم حين القي في النار وقالها محمد صلى الله عليه وسلم حين قال له الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فاخشوهم لما رجع من احد الى المدينة وبلغه ان المشركين يريدون ان يعودوا كرة ثانية يستأصلوا ليستأصلوا شأفة المسلمين قالوا حسبنا الله ونعم الوكيل واتجهوا الى جهة حمراء الاسد فاوقع الله الرعب في قلوب المشركين رجعوا المقصود ان هذه الكلمة قالها الانبياء عليهم الصلاة والسلام ما قال احد منهم وعلى رأسهم هذان الخليلان العظيم ان عليهما الصلاة والسلام ما احد ما احد منهم قال حسبنا الله والمؤمنون ولا قال مسلم قط حسبي الله ورسوله حسبي الله والمؤمنون ما قال هذا مسلم قط كل المسلمين يقولون ماذا حسبنا الله ونعم الوكيل وقل مثل هذا في الوجه الثالث وهو ان الله سبحانه وتعالى قد قال وان يريدوا ان يخدعوك فان حسبك هل قال الله ورسوله الله والمؤمنون او الله ومن اتبعك لا فان حسبك الله ثم قال هو الذي ايدك بنصره وبالمؤمنين نعم الله ايده بنصر من عنده وايده بتسخير المؤمنين لنصرته التأييد كان منه سبحانه وتعالى بالمؤمنين لكن لما كان الكلام في الحسب تعلق بمن بالله وحده لا شريك له ويكفي من هذا الوجه الرابع وهو قوله تعالى اليس الله بكاف عبدة ماذا يجيب كل مؤمن بلى والله الله كاف عبده والحسب هو هو الكافي فالله يكفي حسبا الله كاف عبده لا يحتاج الى ان يشارك سبحانه وتعالى في الحسم والكفاية والنصرة حاشا وكلا فهذا ما عليه التوحيد واهله اما الشرك واهله فالله المستعان الحسم عندهم ربما لم يجعل مع الله فيه شريك بل ربما اخلص لغير الله كم تجد من هؤلاء المفتونين بالقبور المتعلقين باصحابها من يقول داعيا يا سيدي فلان انت حسبي انا في حسبك والله كثير في كتبهم موجود قرأت في احد كتبي الخرافة ان احد الكبراء من الامراء قبض عليه امير اخر فحبسه ببلاد الشام في فلسطين تعيينا وكان سجنه في سجن مقابل لمسجد الخليل المكان الذي يعني يجتهد عند الناس ان قبر الخليل عليه الصلاة والسلام فيه وشيخ الاسلام ذكر في اقتضاء الصراط المستقيم ان الجمهور على ان هذا قبره جمهور العلماء على ان هذا قبره والله اعلم المقصود ان الشباك السجن كان يفتح على هذا القبر فلما ظن الهلاك توجه بالدعاء الى هذا الخليل قال يا خليل الله انا في حسبك يا خليل الله انا في حسبك يقول صاحب هذا الكتاب يقول انه رأى في المنام ان الخليل يقول له ستعود او سيعود لك ملكك وامارتك كما كانت واكمل القصة في بهذا السبيل يعني انه عاد الى ما كان عليه وكل ذلك والله خرافة كل ذلك وثنية ما بعث النبي صلى الله عليه وسلم الا لاجل ان تزول من القلوب هذه اوساخ وادران في القلوب يجب ان تنظف منها هذا الذي لاجله بعث النبي صلى الله عليه وسلم ان تكون القلوب نظيفة سليمة ولا يسلم عند الله الا ذو القلب السليم الذي عمر لمحبة الله وخوفه ورجائه والتوكل عليه وحده لا شريك له هذا الذي ينجو عند الله يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم. اسأل الله ان يجعلنا من اهل القلوب السليمة وللكلام تتمة ان شاء الله والله اعلم صلى الله على نبينا محمد واله وصحبه اجمعين