بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لشيخنا وانفعه وانفع به يا رب العالمين. قال شيخ الاسلام رحمه الله تعالى في الرسالة التدميرية فقال في الخوف والخشية والتقوى ومن يطع الله ورسوله ويخشى الله ويتقي فاولئك هم الفائزون فاثبت الطاعة لله وللرسول صلى الله عليه وسلم. واثبت الخشية والتقوى لله وحده كما قال نوح عليه السلام اني لكم نذير مبين ان اعبدوا الله واتقوه واطيعوه فجعل العبادة والتقوى لله وحده وجعل الطاعة للرسول فانه من يطهر الرسول فقد اطاع الله. فقال تعالى فلا تخشوا الناس واخشوني ولا تشتروا يأتي ثمنا قليلا وقال تعالى فلا تخافوهم وخافوني ان كنتم مؤمنين فقال الخليل عليه السلام وكيف اخاف ما اشركتم ولا تخافون انكم اشركتم بالله ما لم ينزل به عليكم سلطانا. فاي الفريقين احق بالامن ان كنتم تعلمون ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا اما بعد يبين المؤلف رحمه الله فهنا ايضا كي ان من انواع العبادة التي لا يجوز ان تصرف لغير الله سبحانه وتعالى مع بيان ما يبين التوحيد من التفريق بين حق الخالق وحق المخلوق. وذلك ما جاء في قول الله سبحانه وتعالى ومن يطع الله ورسوله ويخشى الله ويتقه فاولئك هم الفائزون فبين رحمه الله ان هذه الاية تعلم التوحيد للمسلمين اذ فيها بيان فرقان بين حق الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ذلك ببيان اه حق الله وحق رسوله صلى الله عليه وسلم وذلك بالتنبيه على ان الخشية والتقوى يجب ان تصرف لله سبحانه وتعالى. فالخشية لله والتقوى يجب ان تكون لله ايضا يتقي الله العبد اما الطاعة فانها تشمل آآ ما يرجع الى الخالق والمخلوق الى طاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم فان الله عز وجل قد امر بطاعة النبي صلى الله عليه وسلم وطاعة النبي عليه الصلاة والسلام في حقيقتها طاعة لله اذا امر بطاعة النبي صلى الله عليه وسلم فهذا حق ثم ان طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم في حقيقتها طاعة لله سبحانه وتعالى من يطع الرسول فقد اطاع الله اذا ينبغي ان يفرق بين حق الله وحق رسوله صلى الله عليه وسلم فالذي لله سبحانه لا يجوز ان يصرف لغيره لا للنبي صلى الله عليه وسلم ولا لملك من الملائكة ولا لولي من الصالحين و بين هذا ايضا في قول نوح عليه الصلاة والسلام اني لكم نذير مبين ان اعبدوا الله واتقوه واطيعوني هل قال نبي الله نوح عليه الصلاة والسلام؟ اعبدوني واتقوني واطيعوني حاشا وكلا اذا لابد من التفريق بين الحقين العبادة والتقوى انما يتوجه بها العبد الى الله سبحانه وتعالى اما الطاعة فان رسول الله صلى الله عليه وسلم يطاع طاعة مطلقة لانه لا يأمر الا بما اوحى الله عز وجل به اليه فرجعت طاعته الى طاعة ربه سبحانه وتعالى تم بعد ذلك ببعض الادلة التي تدل على وجوب افراد الله عز وجل بالخشية والخوف والخشية والخوف عبادتان متقاربتان و التحقيق والعلم عند الله سبحانه ان الخشية اخص من مطلق الخوف الخوف اعم والخشية اخص الذي يظهر والله اعلم ان الاقرب هو ان يقال ان الخشية خوف مقرون بعلم وتعظيم الخشية خوف مقرون بعلم وتعظيم بعلم بالمخوف وتعظيم له بعلم بالمخوف وتعظيم له ذلك ولا شك من العبادة العظيمة التي امر الله سبحانه وتعالى ان يفرد بها في كثير من الايات ووصف عباده المؤمنين بذلك انهم يخشونه ولا يخشون احدا الا الله الكلام في عبادة الخوف كلام طويل على كل حال لكن المقصود ان الخوف عبادة لله سبحانه وتعالى لا يجوز ان تصرف لغيره نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله قال الله تعالى الذين امنوا ولم يلبس ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اولئك لهم الامن وهم مهتدون وفي الصحيحين عن ابن مسعود رضي الله عنه انه قال لما نزلت هذه الاية شق ذلك على اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا اينا يظلم نفسه. فقال النبي صلى الله عليه وسلم انما هو الشرك. الم تسمعوا الى قول العبد الصالح ان الشرك لظلم عظيم. وقال تعالى واياي فارهبون وقال واياي فاتقون. نعم قول الله سبحانه وتعالى الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اولئك لهم الامن وهم مهتدون هذه الاية لما نزلت شق امرها على اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فانه رضي الله عنهم فهموا ان ظلم الاصغر يمنع مطلق الامن فهموا ان الظلم الاصغر يمنع مطلق الامن الظلم الاصغر هو كل ما نهى الله سبحانه وتعالى عنه مما هو دون الشرك الاكبر هذا ظلم اصغر والظلم الاكبر هو الشرك الاكبر فظلوا رضي الله عنهم ان الاية دالة على ان الظلم الاصغر مانع من ماذا من مطلق الامن فلا يكون تم تأمن على العبد لا في الدنيا ولا في الاخرة مطلقا اذا ظلم نفسه ادنى ظلم ولو كان بمعصية الله سبحانه وتعالى باي معصية ولذا قالوا اينا لم يظلم نفسه لا احد يسلم من الوقوع في الظلم الاصغر اذا لا امن لنا مطلقا ولاجل هذا شق الامر عليهم رضي الله عنهم فبين النبي صلى الله عليه وسلم ان الامر ليس كما ظنوا ليس ليست هذه الاية دالة على ان الظلم الاصغر مانع من مطلق الامن انما هي دالة على ان الظلم الاكبر مانع من مطلق الامن انتبه الاية دالة على ان الشرك الاكبر هو الذي يمنع مطلق الامن ولم يرد النبي صلى الله عليه وسلم ان يخبر بان الظلم الاصغر لا يمنع الامن المطلق انتبه الى الفرق بين الامرين. حديث النبي صلى الله عليه وسلم له مساق وله فهم وله معنى اراد النبي صلى الله عليه وسلم ان الذي فهموه من ان ادنى ظلم واي ظلم ولو كان ظلما اصغر يمنع ماذا مطلق الامن يعني لا امن البتة لمن وقع في شيء من ذلك هذا ليس بصحيح انما الذي يمنع مطلق الامن هو الظلم الاكبر ولذا استدل او بين لهم هذا الدليل وهو قول الله سبحانه وتعالى ان الشرك لظلم عظيم فهذا الشرك هو الظلم الاكبر هذا الشرك هو الظلم الاكبر. ولم يرد ولم يرد النبي صلى الله عليه وسلم ان ان الظلم الاصغر لا اثر له البتة وانه لا يمنع الامن المطلق فهذا ليس واردا في حديث النبي صلى الله عليه وسلم. ولا شك ان للذنوب والمعاصي اثرا في نقصان الامن فلا يمكن ان يستوي اثنان متق صالح من اهل تقوى الله سبحانه وتعالى من الذين حققوا الايمان الواجب او الايمان المستحب. ومن هو دون ذلك من اهل الكبائر والمعاصي الذين ظلموا انفسهم هذا ظلم الاصغر واجتنبوا الظلم الاكبر لا يظن ان النبي صلى الله عليه وسلم اراد التسوية بين حال هذا وحال هذا انما بقدر ظلم الانسان نفسه ينقص ماذا امنه لكن لا يزول ذلك البتة متى ما كان معه اصل الايمان والتوحيد اذا كان ظلمه من الظلم الاصغر مهما عظم ذلك مهما كثر ذلك فان هذا لا يزيل الامن مطلقا بل يكون له مطلق الامن. الامن المطلق هو الذي ماذا يزول عنه الامن الكامل التام هذا ليس له ليس لاصحاب الظلم الاصغر انما الامن التام لاهل الايمان الكامل الامن المطلق لاهل الايمان المطلق ومطلق الامن لاهل مطلق الايمان مطلق الامن لاهل مطلق الايمان اي شيء او اي قدر من شيء هو مطلقه مطلق الشيء اي شيء منه او ادناه او اصله والشيء المطلق هو الشيء الكامل فالامن الكامل لاهل الايمان الكامل الامن المطلق لاهل الايمان المطلق واما مطلق الامن ان يكون له حظ من الامن في الدنيا والاخرة فهذا لا شك انه ثابت لاهل الايمان الناقص لاهل مطلق الايمان. والله تعالى اعلم احسن الله اليكم قال رحمه الله ومن هذا الباب ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في خطبته من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما فانه لا يضر الا نفسه ولا يضر الله شيئا فقال صلى الله عليه وسلم لا تقولوا ما شاء الله وشاء محمد ولكن قولوا ما شاء الله ثم شاء محمد ففي الطاعة قرن اسم الرسول باسمه بحرف الواو وفي المشيئة امر ان يجعل ذلك بحرف ثم وذلك لان طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم طاعة لله فمن يطع الرسول فقد اطاع الله وطاعة الله طاعة للرسول بخلاف المشيئة فليست مشيئة احد من العباد مشيئة لا ولا مشيئة الله مستلزمة لمشيئة العباد. بل ما شاء الله كان وان لم يشأ الناس. وما شاء الناس لم يكن الا ان يشاء الله. احسنت ثم ختم المؤلف رحمه الله كلامه عن هذا الاصل المتعلق بحق الله سبحانه وتعالى وهو عبادته وحده لا شريك له بذكر درس من دروس التوحيد فائدة عظيمة ينبغي ان يراعيها المسلم. وذلك بان يلاحظ مقام الادب مع الله سبحانه وتعالى يقوم بحقه جل وعلا ويفرق بين حق الله وحق رسوله صلى الله عليه وسلم لله حق لا يكون لغيره ولعبده حق هما حقان لا تجعلوا الحقين حقا واحدا من غير تمييز ولا فرقان. من ذلك ان المؤلف رحمه الله بين ان النصوص قد جاءت بالعطف بالواو بين طاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم تجد في النصوص واطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون من يطع الله ورسوله فقد رشد وهذا له النظائر في النصوص فردوه الى الله والرسول ومن يعصي الله ورسوله في جملة من الادلة مع ان النبي صلى الله عليه وسلم قد انكر على من جمع بين اسمه تعالى واسم رسوله صلى الله عليه وسلم بنحو قولي ما شاء الله وشئت او قول ما شاء الله وشاء محمد فبين فبين المؤلف رحمه الله الفرق بين المقامين وذلك بما سيأتي في كلامه رحمه الله لكن قبل ذلك انبه الى ان اراد المؤلف رحمه الله لهذا الحديث انما اراد به الاستشهاد بشطره الاول وهو قوله من يطع الله ورسوله فقد رشد. هذا موضع الشاهد اما قوله ومن يعصهما فان هذا ليس محل البحث الان. وعلى كل حال هذا الحديث خرجه ابو داوود وغيره ولكنه ضعيف لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عند التحقيق ولاجل ذلك ضعفه الحافظ ابن حجر وغيره لان في اسناده اه ابو عياض المدني وهو رجل مجهول واضف الى هذا ان هذا اللفظ وهو ومن يعصيهما فيه نكارة من جهة مخالفة ما هو اصح منه وهو ما جاء في صحيح مسلم من ان رجلا خطب عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما فقد غوى قال ماذا ومن يعصهما فقد روى فقال له النبي صلى الله عليه وسلم بئس خطيب القوم انت بئس خطيب القوم انت فهذا دليل على ان آآ ذكر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم بهذا الضمير مما انكره النبي صلى الله عليه وسلم والبحث على كل حال طويل فيما يتعلق بهذا الحديث بئس خطيب القوم انت لكن ليس المقام مقام التفصيل في هذه المسألة الذي يهمنا الان هو ماذا العطف بين طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم بحرف الواو مع عدم في الصحة اه قول القائل ما شاء الله وشئت. فما هو الفرق بين المقامين؟ المؤلف رحمه الله يقول ومن هذا الباب ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في خطبته من يطع الله ورسوله فقد رشد ثم قال وقال اي صلى الله عليه وسلم لا تقولوا ما شاء الله وشاء محمد ولكن قولوا ما شاء الله ثم شاء محمد وهذا اه جاء من حديث اه غير واحد من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. يعني هذا المعنى جاء من حديث حذيفة رضي الله عنه وجاء ايضا من حديث قتيلة الجهنيه رضي الله عنها وجاء هذا ايضا من حديث ابن عباس رضي الله عنهما اه وجاء من حديث غيرهما اي ومن جاء من حديث غيرهم ايضا والمقام فيما يظهر من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه الكلمة جاء على ثلاث درجات درجة محرمة ودرجة جائزة ودرجة كاملة اما الدرجة المحرمة فهي قول ما شاء الله وشئت او ما شاء الله وشاء فلان فالعطف بالواو لا شك انه محرم بل هو شرك اصغر لما في هذا اللفظ من التسوية في اللفظ بين الله ورسوله صلى الله عليه وسلم فيما لا يصح التسوية فيه انتبه لهذا البحث الان انما هو في التسوية في اللفظ اما من سوى في قلبه بين الله ورسوله صلى الله عليه وسلم فهذا شأن اعظم هذا شرك اكبر البحث الان انما هو في ماذا في التسوية اللفظية فهذا قد بين النبي صلى الله عليه وسلم انه شرك واما الدرجة الجائزة فهي ان يقول الانسان ما شاء الله ثم شاء فلان فيكون العطف بثم التي تقتضي الترتيب والمهلة قول ثم ها هنا لا يفيد ما يفيده العطف بالواو من التسوية فشأن الله سبحانه وتعالى اعظم من شأن المخلوق وثمة درجة كاملة وهي قول الانسان ما شاء الله وحده لا شك ان هذا اه اولى واجدر بتحقيق التوحيد هذه هي الدرجة الكاملة ويدل على العطف بثم ما جاء في حديث قتيلة رضي الله عنها وقد خرجه النسائي وصححه وصححه الحافظ ابن حجر وغيرهما من اهل العلم وهو ان يهوديا قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم انكم تشركون تقولون والكعبة وتقولون ما شاء الله اه وشئت فامرهم النبي صلى الله عليه وسلم بان يقولوا ورب الكعبة وامرهم ان يقولوا ما شاء الله ثم شئت ما شاء الله ثم شئت لاحظ اقرار النبي صلى الله عليه وسلم بان هذا القول ماذا شرك ولاحظ كيف ان يهوديا وهو الذي وقع فيما هو اعظم من هذا بكثير وقع في الشرك الاكبر والكفر الاكبر ومع ذلك تنبه الى هذا الامر وهو ما يرجع الى شرك اصغر وكثير من المسلمين مع الاسف الشديد ما تنبهوا لهذا الامر الذي تنبه اليه اليهودي والله المستعان فما اكثر من يحلفون بغير الله وما اكثر من يقول من يقولون هذه المقالة او ما هو اعظم منها اذا كان قول ما شاء الله وشئت شركا فكيف بقول ما لي الا الله وانت او الله لي في السماء وانت لي في الارض او انا في حسب الله وحسبك وما شاكل ذلك من هذه الالفاظ كيف يكون الامر لا شك ان هذا اعظم من قول ما شاء الله وشئت اذا الواجب ان يقول الانسان في مقام ذكر المشيئة ان يذكر العطف بسمة ولا يجوز له ان يذكر العطف بالواو و مثل ذلك ما جاء عند النسائي ايضا اه من حديث حذيفة رضي الله عنه وهو قول النبي صلى الله عليه وسلم لا تقولوا ما شاء الله وشاء فلان ولكن قولوا ما شاء الله ثم شاء فلان وهذا الحديث صحيح ايضا اما الدرجة الكاملة فهي قول ما شاء الله وحده وهذا ما جاء في حديث ابن عباس رضي الله عنهما وقد خرجه الامام احمد والنسائي ايضا وصححه ابن القيم وغيروا من اهل العلم وهو ان رجلا قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم ما شاء الله وشئت فقال النبي صلى الله عليه وسلم اجعلتني لله عدلا بل ما شاء الله وحده اجعلتني لله عدلا انكر النبي صلى الله عليه وسلم عليه هذا الانكار وجعله يعني جعل هذا الرجل قد اه جعل النبي صلى الله عليه وسلم عدلا لله عز وجل بمجرد قول ما شاء الله وشئت سبحان الله العظيم كيف ترى النبي صلى الله عليه وسلم قائلا لو سمع من يقول هذه علتي وانت طبيبي يخاطب النبي صلى الله عليه وسلم لا بما شاء الله وشئت بل هذه علتي وانت طبيبي ليس يخفى عليك في القلب داء يخاطب به النبي صلى الله عليه وسلم او قول الاخر وهو المشهور يا اكرم الخلق ما لي من الوذ به سواك عند حلول الحادث العمم او قول الثالث وقبح الله قوله فاجرني فاجرني فاجرني زلتي يا سيدي في اكتساب الذنب في خمسين عاما يخاطب النبي صلى الله عليه وسلم فاقلني عثرتي يا سيدي في اكتساب الذنب في خمسين عاما جعل النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي يغفر ذنبه ماذا ترى النبي صلى الله عليه وسلم قائلا لو سمع ذلك فانا لله وانا اليه راجعون انظر كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم امته واصحابه تحقيق التوحيد اعطاء كل ذي حق حقه حق الله لا يجوز ان يخلق ان يخلق بحق غيره من المخلوقين لله حق لا يكون لغيره ولعبده حق هما حقان حق الله ان يوحد فلا يشرك به شيئا سبحانه وتعالى. اذا فان العطف بالواو في قول ما شاء الله وشاء فلان او ما شاء الله وشئت هذا العطف ماذا لا يجوز والجائز ان تقول ما شاء الله ثم شاء فلان والاكمل ان تقول ما شاء الله وحده يبقى بعد ذلك الجمع بين ما جاء في العطف بالواو في نحو النصوص التي ذكرت لك قبل قليل واطيعوا الله والرسول فردوه الى الله والرسول وما اليها مع ما جاء في هذا النص والجواب ان الواجب الاخذ بالنصوص جميعا والتأليف بينها ووضعها جميعا مواضعها لا ان تضرب النصوص اه بعضها ببعض وهذا المقام من اهل العلم من قال ان تلك النصوص جميعا التي جاء فيها العطف بالواو منسوخة بهذه الاحاديث التي مرت بنا قريبا تحديث حذيفة وحديث ابن عباس وما الى هذه الاحاديث يقولون هذه ماذا كانت النصوص الاولى كانت متقدمة وهذه متأخرة فهي ماذا؟ ناسخة وهذا ما مال اليه الطحاوي رحمه الله في كتابه المشكل الذي يظهر والله اعلم ان هذا القول ليس بمتجه لان اثبات النسخ يفتقر الى اثبات التاريخ والقائل بالنسخ لم يبين ان هذه الاحاديث متأخرة عن كل تلك النصوص فالقول بالنسخ اذا ليس بمتجه والذي يظهر والله تعالى اعلم ان العطف بالواو له موضعه وان العطف بثم له موضعه فاذا كان السياق اذا كان الكلام جاء فيه ذكر المشيئة او كان المقام فقام تفويض او كان المقام مقام تعظيم فانه لا يجوز العطف بالواو ويجوز العطف بثمه اذا كان المقام مقام ذكر المشيئة او مقام تفويض او مقامه او مقام تعظيم فلا يجوز لك ان تعطف بالواو وانما اعطف بثمه فان اللبس الذي قد يظن من حصول التسوية يزول بالعطف بثم يزول بالعطف بثمه. واما في مقام الطاعة والتشريع فانه يجوز العطف بالواو واما في مقام الطاعة والتشريع فانه يجوز العطف بالواو لان طاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم واجبة وهي راجعة الى طاعة الله سبحانه وتعالى فلا مفسدة تقع ها هنا ليس هناك مفسدة تقع ها هنا لا يظن وليس ثمة ذريعة الى وقوع الشرك ليس هناك ذريعة الى وقوع الشرك بخلاف المقام الاول فان هذه الالفاظ ذريعة لماذا؟ لوقوع الشرك والشريعة اعتنت كثيرا بسد الذريعة الى الشرك والله سبحانه وتعالى اعلم قال رحمه الله وذلك لان طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم طاعة لله فمن يطع الرسول فقد اطاع الله وطاعة الله طاعة للرسول صلى الله عليه وسلم بخلاف المشيئة فليست مشيئة احد من العباد مشيئة لله ولا مشيئة الله مستلزمة لمشيئة العباد بل ما شاء الله كان وان لم يشأ الناس وما شاء الناس لم يكن الا ان يشاء الله وما احسن ما قال الشافعي رحمه الله ما شئت كان وان لم اشأ وما شئت ان لم تشأ لم يكن والله عز وجل اعلم نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله الاصل الثاني حق الرسول صلى الله عليه وسلم فعلينا ان نؤمن به ونطيعه ونتبعه ونرضيه ونحبه ونسلم لحكمه وامثال ذلك قال تعالى من يطع الرسول فقد اطاع الله وقال تعالى والله ورسوله احق ان يرضوه ان كانوا مؤمنين. فقال تعالى قل ان كان اباؤكم وابناؤكم واخوانكم وازواجكم وعشيرتكم واموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها احب اليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله الله بامره وقال تعالى فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما فقال تعالى قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحبكم الله ويغفر لكم ذنوبكم وامثال ذلك. هذا هو الاصل الثاني وهو حق الرسول صلى الله عليه وسلم وتكلم المؤلف رحمه الله بكلام مجمل ها هنا ذكر من حقه عليه الصلاة والسلام ستة امور اورد جملة من الادلة التي تدل على ذلك لا شك ان للرسول صلى الله عليه وسلم على امته حقا عظيما كيف لا وهذا النبي عليه الصلاة والسلام هو الذي انقذ انقذ الله سبحانه وتعالى به هذه الامة من الضلالة الى الهداية واخرج الله سبحانه هذه الامة من الظلمات الى النور بسبب بعثة هذا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم فمنة الله على هذه الامة به عليه الصلاة والسلام منة واي منة وفضله سبحانه عليها به فضل عظيم ولاجل هذا كان حق رسول الله صلى الله عليه وسلم على هذه الامة اعظم الحقوق على الاطلاق بعد حق الله سبحانه وتعالى ولاجل هذا فعلى كل مسلم ان يعتني بهذا الموضوع علما وعملا واعتقادا حقوق النبي صلى الله عليه وسلم يمكن ان نرجعها الى اربعة حقوق كبار يتفرع عنها حقوق مفصلة اول حق للنبي صلى الله عليه وسلم على جميع الناس منذ ان بعث عليه الصلاة والسلام قبل اكثر من الف واربع مئة عام ويستمر هذا الحق حقا ملزما واجبا على جميع الثقلين الى انتهاء هذه الحياة على هذه الارض هذا الحق هو الايمان به صلى الله عليه وسلم فالنبي عليه الصلاة والسلام يجب الايمان بانه رسول نبي من عند الله عز وجل ويتفرع عن هذا الايمان بثلاثة امور اولا ان محمد ابن عبد الله القرشي الهاشمي صلى الله عليه وسلم رسول من عند الله حقا اوحى الله اليه وبعثه بهذه الرسالة العظيمة قال سبحانه محمد رسول الله الامر الثاني اعتقاد ان هذا النبي محمدا صلى الله عليه وسلم صاحب رسالة عامة للثقلين الجن والانس فكل احد منذ ان بعث عليه الصلاة والسلام من الثقلين واجب عليه ان يؤمن بهذا النبي صلى الله عليه وسلم وان يتبعه. وكل من لم يؤمن به عليه الصلاة والسلام فانه من الهالكين فانه من الكافرين فانه من الخاسرين ومن يكفر نعم يقول الله سبحانه وتعالى ومن لم يؤمن بالله ورسوله فانا اعتدنا للكافرين سعيرا قال صلى الله عليه وسلم بعثت الى كل احمر واسود وارسلناك للناس رسولا والناس كلمة عامة الله عز وجل ارسله كافة للناس بشيرا ونذيرا والادلة على ذلك كثيرة الامر الثالث الايمان بانه صلى الله عليه وسلم خاتم الانبياء والمرسلين ولكن رسول الله وخاتمة النبيين فلا نبي بعده صلى الله عليه وسلم هذه الثلاثة امور تلخص هذا الحق الاول وهو الايمان بالنبي صلى الله عليه وسلم. الامر الثاني محبته صلى الله عليه وسلم وتعظيمه محبته صلى الله عليه وسلم وتعظيمه فان هذا النبي الكريم عليه الصلاة والسلام واجب على جميع الثقلين محبته محبة قلبية عظيمة تفوق جميع تفوق جميع المحاب الا محبة الله سبحانه وتعالى وكيف لا يكون ذلك والله عز وجل يحبه وكيف لا يكون ذلك كذلك والله قد امر بمحبته وكيف لا يكون ذلك كذلك فضل هذا النبي صلى الله عليه وسلم على هذه الامة فضل عظيم فلا يمكن ان يصل اليها خير الا من طريقه عليه الصلاة والسلام. ولا يمكن ان يوصل الى الله سبحانه الا من طريقه عليه الصلاة والسلام. وكيف لا يحب صلى الله عليه وسلم وقد اجتمع فيه الكمال البشري ولا شك ان النفوس مجبولة على حب الكمال اذا محبة النبي صلى الله عليه وسلم امر لا شك فيه انه من اوجب الواجبات ولذا قال صلى الله عليه وسلم كما ثبت هذا عنه في الصحيحين والذي نفسي بيده لا يؤمن احدكم حتى اكون احب اليه من والده وولده والناس اجمعين ثبوت محبة النبي صلى الله عليه وسلم في القلب لابد ان يظهر لها اثار في العمل والجوارح وهذه الاثار يمكن ان نلخصها في اربعة امور اولا المسارعة الى طاعة النبي صلى الله عليه وسلم فكاذب من يقول انه يحب النبي صلى الله عليه وسلم المحبة الواجبة عليه وهو كسلان مهين لا تنبعث جوارحه الى طاعة هذا النبي صلى الله عليه وسلم لو كان حبك صادقا لاطعته ان المحب لمن يحب مطيعه الامر الثاني او البرهان الثاني على محبته عليه الصلاة والسلام هو الاشتياق لرؤيته عليه الصلاة والسلام. من كان صادقا في حبه فانه يتمنى ويشتاق ان يرى هذا النبي صلى الله عليه وسلم وهو الحبيب الى قلبه حتى ان النبي عليه الصلاة والسلام قال كما في صحيح مسلم ان من اشد امتي حبا لي قوم يأتون من بعدي ما رأوني ودوا لو رأوني ودوا لو رأوني بمالهم واهلهم فهذا من امارة محبة النبي صلى الله عليه وسلم. لو خيرت بين رؤية مجرد رؤية للنبي صلى الله عليه وسلم و ان تدفع ثمنا لذلك ما لك كله واهلك جميعا لكان هذا ثمنا رخيصا وهذا لا يقوم به الا المحبون الصادقون الامر الرابع من البرهان على محبة النبي صلى الله عليه وسلم محبة قرابته وصحابته رضي الله عنهم فان ال بيت النبي عليه الصلاة والسلام ان قرابة النبي صلى الله عليه وسلم لهم حق ومن ذلك محبتهم في ذكر الانسان فيهم وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم. حينما قال كما في صحيح مسلم اذكركم الله في اهل بيتي يكفي ان هؤلاء ينتسبون الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وانعم واكرم بها من نسبة فكيف لا يحب من كان قريبا من هذا الحبيب صلى الله عليه وسلم وقل مثل ذلك باصحابه هؤلاء الذين نصروه وعزروه واتبعوه هؤلاء من احب الناس الى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن احب احدا فلا شك انه سيحب من يحبه محبوبه اذا هذه براهين اربعة ل المحبة الصادقة ومن اراد ان يختبر محبته فليزنها بهذه الامور نعم بقي عفوا الامر الرابع احسنت وهو كثرة الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعرفة سيرته من احب شيئا اكثر من ذكره الذي يقول انه يحب رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا شك ان لسانه سينبعث بالصلاة والسلام عليه عليه الصلاة والسلام ولا شك انه سيكون حريصا على تتبع ومعرفة سيرته وهديه وسنته عليه الصلاة والسلام. هذه امور اربعة تبرهن على بصدق محبة الانسان للنبي صلى الله عليه وسلم الامر الثالث تعذيره وتوقيره صلى الله عليه وسلم النبي عليه الصلاة والسلام له حق عظيم فواجب ان يعامل عليه الصلاة والسلام بما يستحقه من التبجيل والتعظيم والتوقير وهذا ما علمنا اياه ربنا سبحانه وتعالى فقال لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعض لا ترفعوا اصواتكم فوق صوت الرسول لا تجعلوا لا ترفعوا اصواتكم فوق صوت لا ترفعوا اصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض ان تحبط اعمالكم مثل ذلك من الامر المهم الذي لا بد من رعايته وتعجبني كلمة ذكرها المؤلف رحمه الله بكتابه الرد على البكري وهي قوله كيف لا تعظم امته رسول الله كيف لا تعظمه امته وقد عظمه الجماد والبهائم وقد وقد عظمه الجماد والبهائم ثم نقل عن الحسن البصري رحمه الله انه قال كيف لا يحل اليه عليه الصلاة والسلام وقد حن اليه الجذع جذع شجرة حن الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فكيف لا تحن له امته ويؤيد ذلك ما ثبت في صحيح البخاري من قصة عروة ابن مسعود رضي الله عنه وهذا يدلك على قيام اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الحق وهو التعزير والتوقير لرسول الله صلى الله عليه وسلم فانه قد قد قال كما ثبت عند البخاري والحديث طويل الشاهد فيه قوله انه وفد على الملوك فما رأى احدا يعظم احدا تعظيم اصحاب محمد محمدا صلى الله عليه وسلم ما رأى احدا يعظم احدا تعظيم اصحاب محمد محمدا صلى الله عليه وسلم الواجب ان يراعي الانسان ذلك وان ينزله ما يستحقه عليه الصلاة والسلام من التبجيل والتوقير والتعزير ومن دلائل قيام الانسان بهذا الحق ما يأتي اولا ان يجرد التوحيد لله سبحانه وتعالى ان كنت معظما لرسول الله صلى الله عليه وسلم حقا فوحدي الله عز وجل فان ذلك هو الذي بعث من اجل بيانه رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن كان معظما حقا لرسول الله صلى الله عليه وسلم فليجرد التوحيد لله سبحانه وتعالى الامر الثاني تجريد متابعته عليه الصلاة والسلام فان الاسوة والقدوة والاتباع ينبغي ان يكون لهذا المعظم صلى الله عليه وسلم الامر الثالث تعظيم سنته وتبجيلها وتعلمها اذا سمعت عن سنة منسوبة الى رسول الله صلى الله عليه وسلم صحت عنه فينبغي ان ان تهتم بها وان تحرص عليها وان تعظمها ان تعقد عليها بخناصرك هذا حق رسول الله صلى الله عليه وسلم ان كنت معظما له الامر الرابع الدفاع عنه صلى الله عليه وسلم اذا كنت معذرا موقرا لرسول الله صلى الله عليه وسلم فواجب ان تنصره عليه الصلاة والسلام وتدافع عنه وان يقع في قلبك يقين لا شك فيه من انه صلى الله عليه وسلم هو المفدى بالنفس والمال والاهل و من في الارض اجمعين عليه الصلاة والسلام ويتبع ذلك ايضا او يدخل في ذلك امر خامس وهو تبليغ شرعه وهديه وسنته صلى الله عليه وسلم فهذا من فروعه تعظيمه عليه الصلاة والسلام وتعظيم سنته الامر الرابع طاعته واتباعه والتسليم له طاعته واتباعه والتسليم له وهذا هو آآ الغاية والحكمة من ارسال هذا النبي صلى الله عليه وسلم قال سبحانه وما ارسلنا من رسول الا ليطاع باذن الله من كان مؤمنا بالنبي عليه الصلاة والسلام يريد ان يكون قائما بحقه فعليه ان يكون مطيعا له عليه الصلاة والسلام واعلم ان كل خير في الدنيا والاخرة فانه فانه فرع عن اتباع النبي صلى الله عليه وسلم. واطيعوا واطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون واتبعوه لعلكم تهتدون كل امتي يدخلون الجنة؟ قال عليه الصلاة والسلام الا من ابى قالوا ومن يأبى يا رسول الله قال من اطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد ابى والحديث عند البخاري و من فروع هذا الحق اولا اعتقاد ان هديه عليه الصلاة والسلام غاية الكمال اعتقاد ان هديه غاية الكمال وان اتباعه اتباع هذا الهدي غاية الرشد والضد بالضد من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصي الله ورسوله فقد غواه. الامر الثاني المبادرة الى الاستجابة لامر رسول الله صلى الله عليه وسلم يا ايها الذين امنوا استجيبوا لله وللرسول اذا دعاكم لما يحييكم الواجب ان العبد اذا سمع امرا من امر رسول الله صلى الله عليه وسلم او نهيا عنه ان يبادر دون تلكأ فان هذا امر حتم لا خيار فيه للانسان انما كان قول المؤمنين اذا دعوا الى الله ورسوله ليحكم بينهم ان يقولوا سمعنا واطعنا لا تردد ولا تلكؤ في الاستجابة لرسول الله صلى الله عليه وسلم يا من يريد ان يكون قائما بحقه عليه الصلاة والسلام الامر الثالث التسليم التام واجتناب الاعتراض وهذا مقام عظيم ان كنت مؤمنا حقا برسول الله صلى الله عليه وسلم فان هذا يلزمك يا عبد الله ان تكون مسلما له عليه الصلاة والسلام قابلا منقادا لكل ما نطق به عليه الصلاة والسلام وهو الذي لا ينطق عن الهوى ولكل ما فعل ولكل ما امر ولكل ما نهى وافق عقلك او لم يوافقه وافق عرفك ام لم يوافقه فان طاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم يجب ان تكون طاعة مطلقة ويجب ان ترجع الاقوال الى قوله وان تنقاد العقول الى قوله وان تحكم السياسات والقوانين والاعراف بسنته عليه الصلاة والسلام لا ان يكون العكس وما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قضى الله ورسوله امرا ان يكون لهم الخيرة من امرهم الا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما هذه حقيقة الايمان هذه هي زبدة الايقان وما اكثر الخاطئين في هذا الباب الذين اذا قيل لهم هذه السنة قال ولكن والله العقل يقول بخلاف ذلك الزمان تغير العرف اختلف العصر تطور فهذا والله من علامات الخذلان الامام الشافعي رحمه الله روى حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له رجل اتقول به يا امام هذا الحديث الذي رويته تقول به تعمل بي تأخذ به فغضب رضي الله عنه ورحمه غضبا شديدا وقال ارأيتني خرجت من كنيسة ارأيت في وسطي زنارا هذه علامة كان كانت توضع على اهل الكتاب تمييزا لهم عن المسلمين قال ارأيتني خرجت من كنيسة ارأيت في وسطي زنارا حتى حتى اروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا ثم لا اخذ به بلى على الرأس والعين وهذا هو الذي يجب على كل مؤمن ان يكون لسان حاله ولسان مقاله ما قاله هذا الامام الشافعي الجليل رحمه الله ومن احسن مقالاته اسأل الله ان يعلي درجته على ما ابان من قدر سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ان قال رحمه الله ان من استبانت له سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن له ان يدعها لقول احد كائنا من كان حتى لو كان اماما عظيما وشيخا مبجلا او قول المذهب المعتمد او قول الوالدين او عرف الاسرة او اي شيء كان يجب ان تطرح جميع الاقوال والاراء والقوانين والانظمة عند سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم الامر الرابع والاخير الاكتفاء بها بسنة النبي صلى الله عليه وسلم وعدم الزيادة عليها المتبع الصادق المسلم حقا لرسول الله صلى الله عليه وسلم هو الذي يكتفي بالسنة ولا يزيد عليها ان اولئك المحدثون الذين يتزيدون في عبادة الله يقولون هذا امر نتقرب به الى الله سبحانه وتعالى ولو لم يكن ثابتا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا امر لا بأس به هذه بدعة حسنة هذه بدعة حسنا لا بأس حتى ولو كان الامر اه ذكرا حتى ولو كان الامر هيئة في العبادة حتى لو كان احداث صلاة من الصلوات مهما يكن من شيء فامر خير تتقرب به الى الله عز وجل اهتديت اليه بعقلك قرأته في بعض الكتب لا بأس تقرب خير لا يا عبد الله الشأن ليس ان تعبد الله بما تحب الشأن ان تعبد الله بما يحب سبحانه وتعالى هذا هو الامتحان الحقيقي لك في هذه الحياة الله لا يرضى بكثرة فعلنا لكن باخلصه مع الاحسان المطلوب هو ان تسير خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا تعدل عن ذلك البتة متى ما فعل فعلت ومتى ما ترك تركته. هؤلاء المحدثون لسان حالهم يقول هناك خير يقرب الى الله لم يعلمه رسول الله صلى الله عليه وسلم وانا علمته افيليق بمؤمن افيجوز بمؤمن ان يقول ذلك لا والذي نفسي بيده او ان هذا قائل بلسان حاله ان رسول الله صلى الله عليه وسلم علم في ان هذا الامر المحدث ان هذه البدعة تقرب الى الله لكنه سكت وكتم وما بلغ فهو يتهمه اما بالجهل واما بالخيانة هذا لازم لكل مبتدع محدث في دين الله وهذا يدلك على خطورة البدع والاحداث في الدين كل محدث في دين الله لسان حاله يتهم رسول الله صلى الله عليه وسلم اما بالجهل واما بالخيانة وكلاهما والله عظيم جد عظيم. اذا هذه رؤوس اقلام ذكرت على سبيل الايجاز اه في بعض حق هذا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم الذي يجب ان يقوم به الانسان مبادرا مؤديا الحق الواجب عليه مراعيا ان يكون مقتفيا اثر النبي صلى الله عليه وسلم في قيامه بهذا الحق فان هذا المقام الناس فيه على ثلاثة انحاء منهم من هو مفرط في القيام بهذا الحق ومنهم من هو مغال قد خرج عن حد الاعتدال حتى انه رفع رسول الله صلى الله عليه وسلم من المنزلة التي انزله الله اياها الى درجة الالوهية وربما الى درجة الربوبية وهذا كله لا شك انه ضلال مبين والنبي صلى الله عليه وسلم عبد لا يعبد ورسول لا يكذب بل يطاع ويتبع عليه الصلاة والسلام الضرب الثالث هم اهل الحق والاتباع والتسليم والمحبة الصادقة لرسول الله صلى الله عليه وسلم هم الذين يفعلون ما احبه وما بلغه واوحاه الله اليه من ربه ولا يزيدون ولا ينقصون هم اجدى هم اجدر الناس بالاخذ بالسنة هم اعظم الناس قياما بحق رسول الله صلى الله عليه وسلم ولذا هم اولى الناس برسول الله صلى الله عليه وسلم هكذا كانوا في حياته وهم اصحابه رضي الله عنهم وصلى الله على نبينا وسلم كذلك سيكون كل متبع قريبا من رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم القيامة سيكون قريبا من مجلسه عليه الصلاة والسلام مقدار قربه من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهديه وخلقه عليه الصلاة والسلام. اسأل الله عز وجل ان يعيننا على القيام بحقه دون افراط او تفريط وان يتقبل منا ذلك وان يثبتنا عليه حتى نلقاه سبحانه ان ربنا لسيع الدعاء وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه اجمعين