بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لشيخنا وانفعه وانفع به يا رب العالمين قال الشيخ تقي الدين ابو العباس احمد ابن عبد الحليم ابن تيمية رحمه الله تعالى في رسالته لاهل تدمر فصل اذا ثبت هذا فمن المعلوم انه يجب الايمان بخلق الله وامره بقضائه وشرعه نحمده ونستعينه ونستغفره نعوذ بالله من من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا اما بعد هذا الموضع من كلام المؤلف رحمه الله وهو الذي عنون له بقوله فصل به تتمة الكلام عن الاصل الثاني فان المؤلف رحمه الله قد قال قبل نحو اربعين صفحة قال الاصل الثاني توحيد الله في العبادات المتضمن للايمان بالخلق والامر جميعا هذا اوان تفصيل الكلام عن هذا اه الشق من هذا الاصل وهو المتعلق بالايمان بشرع الله سبحانه وقدره والجمع بين الامرين الكلام في القدر لك لا شك انه كلام في موضوع جليل القدر صدق وصف ابن القيم رحمه الله له في كتابه شفاء العليل حينما قال القدر بحر لا ساحل له ولا خروج لاحد عنه من العالمين والشرع فيه سفينة النجاة من ركبها نجا ومن تخلف عنها فهو من المغرقين والكلام في القدر ان لم يكن منضبطا بالشرع فانه سبب للهلاك ولذا حذر النبي صلى الله عليه وسلم من هذا الخوض الذي هو خوض في القدر بغير ان يكون على هذا الخوض شيء من نور الوحي ها هنا يضيع ابن ادم بظلمات هذا البحر الخضم قال صلى الله عليه وسلم واذا ذكر القدر فامسكوه المقصود بذلك الامساك عما زاد عن الشيء الذي جاء في الشرع من مباحث القدر خلاصة المذهب الحق الذي هو مذهب اهل السنة والجماعة في هذا الباب العظيم يمكن اه تلخيص ذلك بثلاثة اسس قام عليها معتقدهم الاساس الاول الايمان بان كلما يكون وكل ما يقع فانه راجع الى علم الله ومشيئته راجع الى علم الله وكتابته ومشيئته وخلقه كل ما يقع وكل ما يكون انه ولا بد راجع الى هذه الامور الاربعة وهي المسماة عند اهل العلم بمراتب القدر الاربع علم كتابة مولانا مشيئته وخلقه وهو ايجاد وتكوين الاساس الثاني اعتقاد اللا تعارض بين اثبات مشيئة الله وخلقه لافعال العباد وبين اثبات افعال العباد ومشيئتهم وقدرتهم وهذا موضع مهم اساس ومرتكز يفترق فيه اهل السنة والجماعة عن اهل البدع المخالفين كما سيأتي ان شاء الله الاساس الثالث اعتقاد ان الهداية والاضلال بيد الله سبحانه فالله يهدي من يشاء نعمة منه وفضلا ويضل من يشاء حكمة منه عدلا الهداية والاضلال بيد الله ومرجعها اليه فهو الذي يهدي من يشاء وهو الذي يضل من يشاء بدايته محض تفضل منه سبحانه وتعالى واما اضلاله فانه منه سبحانه وتعالى حكمة وعدل والله اضل من اضل عدلا منه ووضع الضلال في موضعه واضلال من حقت عليه كلمته هو الحكمة كل الحكمة هذه هي معاقد الكلام في مسألة القدر وتحت هذه الاسس والاصول كلام كثير وتفصيلات كثيرة وخلافات لاهل البدع طويلة والمقام لا يحتمل بسط ذلك انما سيأتي ان شاء الله في كلام المؤلف رحمه الله شيء من التفصيل في بعض ذلك نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله واهل الضلال الخائضون في القدر انقسموا الى ثلاث فرق مجوسية ومشركية وابليسية فالمجوسية الذين كذبوا بقدر الله وان امنوا بامره ونهيه. فولاتهم انكروا العلم والكتاب ومقتصدتهم انكروا عموم مشيئة الله خلقه وقدرته وهؤلاء هم المعتزلة ومن وافقهم. نعم بدأ المؤلف رحمه الله ببيان المخالفين لمذهب اهل السنة والجماعة في باب القدر وتنبه يا رعاك الله الى ان كل المخالفين على اختلاف اقوالهم وتناقضها كان يطلق عليهم عند كثير من السلف القدرية فمصطلح القدرية يطلق عند كثير من السلف على كل من خاض في القدر بالباطل سواء كان من نفاة القدر او كان من الغلاة فيه والمؤلف رحمه الله آآ لخص لك حال هؤلاء المخالفين وردهم الى ثلاث فرق الفرقة الاولى المجوسية والفرقة الثانية المشركية والفتقة الثالثة الابليسية او لا قدرية مجوسية واولئك قدرية مشركية والفرقة الثالثة قدرية ابليسية ثم اعطاك عليه رحمة الله نبذة عن كل فرقة من هذه الفرق فهمك لها ولقولها يبين لك حقيقة قول اهل السنة وميزته نعم المجوسية هم الذين كذبوا بالقدر وهم الذين اصطلحا العلماء المتأخرون علماء الاعتقاد والفرق على تسميتهم بالقدرية وهؤلاء هم الذين بين المؤلف حالهم من حيث انقسامهم الى قسمين الى غلاة متقدمين والى مقتصدة متأخرين ولاتهم متقدموهم ومقتصدتهم هم المتأخرون منهم ونحن نقول مقتصدة بالنسبة الى الغلاة والا اذا ما قارناهم بالمذهب الوسط مذهب اهل السنة فلا شك انه لا شك انهم غلاة هؤلاء الغلاة قال انكروا العلم والكتاب الكتاب مصدر يعني كتابة الله سبحانه وتعالى كل شيء في اللوح المحفوظ قبل خلق السماوات والارض بخمسين الف سنة والى قيام الساعة كل ما كان ويكون بين ذلك فان فانه مكتوب في هذا اللوح المحفوظ يقول المؤلف رحمه الله هؤلاء الغلاة انكروا مرتبتي العلم والكتابة طيب وماذا عن المشيئة والخلق ها احسنت انكروهما من باب اولى انما اراد المؤلف ان يبين من فردوا به عن غيرهم والا فلا شك ان من انكر علم الله بالاشياء وكتابته لها من باب اولى ان يكون منكرا مشيئته كيف يشاء شيئا لا يعلمه وكيف يخلق شيئا لا يعلمه انما مراده رحمه الله انه انفردوا بهذا عن غيرهم وهؤلاء هم الذين اتفق السلف على تكفيرهم كما نقل هذا ابن القيم رحمه الله في شفاء العليل وهم الذين سأل عنهم يحيى ابن يعمر آآ صاحبه عميد بن عبدالرحمن سأل عنه او سأل عنهم ابن عمر رضي الله عنهما حيث كان آآ سبب حديث جبريل المشهور هو هذا السؤال وهو انهما سألا ابن عمر عن اول من قال بالقدر بالبصرة وهو معبد الجهني معبد الجهني اتباعه الذين قالوا انه لا قدر وان الامر انوف يعني مستأنف الله عندهم لا يعلم الاشياء الا بعد ان تقع وبالتالي لا يكون قد كتب كل شيء في اللوح المحفوظ فضلا عن كونه قد شاءها او خلقها هؤلاء كما ذكرت لك اتفق السلف على كفرهم والدرجة الثانية وهم المتأخرون واشهر من يمثلهم المعتزلة وكذلك من سار في ركابهم من الزيدية وغيرهم يقولون باثبات العلم والكتابة لكنهم ينكرون عموم مشيئة الله وخلقه وقدرته هؤلاء احق الناس بوصف مجوس هذه الامة والذين قبلهم من باب اولى وسموا مجوس هذه الامة وذكر المؤلف رحمه الله نسبته الى المجوسية لانهم جعلوا لله شركاء في خلقه جعلوا لله شركاء في خلقه المجوس اثبتوا خالقين وهؤلاء اثبتوا خالقين فكل انسان خلق فعل نفسه ولم تتعلق اه افعاله بمشيئة الله ولا بقدرته ولا بخلقه ومن دقة المؤلف رحمه الله وانصافه قوله انكروا عموم انكروا عموم مشيئة الله وخلقه وقدرته لم ينكروا المشيئة والخلق هو القدرة مطلقا انما انكروا شيئا معينا وهو تعلق المشيئة والقدرة والخلق بافعال العباد الم تكن عندهم مشيئة الله عامة شاملة ولا كانت قدرته على كل شيء ولا كان خالقا لكل شيء ثمة من الاشياء ما هو خارج عن مشيئة الله وقدرته وخلقه وهو افعال العباد افعال العباد عندهم من حركتهم وسكونهم وقيامهم وقعودهم وما الى ذلك ترجع اليهم هم ناشئة عن مشيئتهم المستقلة وقدرتهم المستقلة بالتالي كانوا هم المحدثين لها الخالقين لها هم يسلمون بان الله سبحانه وتعالى اعطى العباد مشيئة واعطى الله اعطى الله قدرة وان الله خلقهم من حيث ذواتهم وانفسهم هم لا يخالفون في هذا لكنهم جاءوا الى شيء بعد ذلك وهو هذه الافعال التي تصدر منهم صدرت من مشيئة للعباد لها تعلق بمشيئة الله قالوا لا صدرت بقدرة من العباد وايضا لها تعلق بقدرة الله لا ليس لقدرة الله عز وجل في افعال العباد عندهم تعلق و هل هم الذين احدثوها من عند انفسهم او اللهو او ان الله سبحانه هو الذي خلقها واوجدها من العدم قالوا لا هم الذين احدثوها لان الفعل اذا نشأ ما بين القدرة والمشيئة وهما منا ذات العبد فالخلق والاحداث راجع يرحمك الله راجعون اليهم انفسهم ثبت ان في المخلوقات ما ليس راجعا الى خلق الله سبحانه وتعالى ولا الى مشيئته ولا الى قدرته هؤلاء هم القدرية النفاة او لا هؤلاء هم الذين اذا اطلق القدرية فالمراد هم وهم المجوسية على ما بين المؤلف رحمه الله وسيأتي معنا الاصل او السبب الذي اه انحرفوا فيه فادى الى هذه السلسلة من الانحرافات في باب القدر عندهم هم واخوانهم من الجبرية كما سيأتي ان شاء الله نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله والفرقة الثانية المشركية الذين اقروا بالقضاء والقدر وانكروا الامر والنهي. قال الله تعالى الذين اشركوا لو شاء الله ما اشركنا ولا اباؤنا ولا حرمنا من شيء. فمن احتج على تعطيل الامر والنهي بالقدر فهو من هؤلاء. وهذا قد كثر في من يدعي في من يدعي الحقيقة من الصنون المتصوفة. احسنت هؤلاء هم الفرقيين هم الفرقة الثانية من الخائضين في القدر بالباطل وهم آآ من سماهم المؤلف رحمه الله بالقدرية المشركية وهم الذين اصطلح العلماء على تسميتهم بالجبرية هؤلاء هم الجبرية ورأسهم وامامهم جهم بن صفوان الذي جمع من الضلال فاوعى لعلكم تذكرون ان جهما قد جعل من لازم توحيد الله في الذات والصفات انكار الصفات وتعطيلها اليس كذلك كذلك جعل من لازم توحيد الله في افعاله انكار الاسباب جعل العبد مجردا عن المشيئة والقدرة بل والفعل فحقيقته عنده انه مفعول به لا فاعل ونسبة الافعال اليه انما هي نسبة مجازية اذا قيل انه فعل فالواقع انه لم يفعل هو فعل به اذا قيل انه قام او قعد ولم يقم ولم يقعد انما اقيم واقعد نسبة الافعال اليه نسبة ماذا نجاسية مجازية حرك ولم يتحرك اه فعل به ولم يفعل هؤلاء على ارث من ارث المشركين. كان لهم ارث من ارث المشركين وهو القول بالجبر الذي كانوا عليه وهذا ما بينه الله سبحانه وتعالى من حال المشركين في اربعة مواضع في كتابه جل وعلا الموضع الاول هذا الذي ساقه المؤلف رحمه الله سيقول الذين اشركوا لو شاء الله ما اشركنا ولا اباؤنا ولا حرمنا من شيء والموضع الثاني قوله تعالى وقال الذين اشركوا لو شاء الله ما عبدنا من دونه من شيء والموضع الثالث ما اخبر الله عز وجل عنهم من قولهم وقالوا لو شاء الرحمن ما عبدناهم والموضع الرابع ما بينه الله سبحانه وتعالى بحالهم واذا قيل لهم انفقوا مما رزقكم الله واذا قيل لهم انفقوا مما رزقكم الله قال الذين كفروا للذين امنوا ان يطعموا بل لو يشاء من لو يشاء الله اطعمه ان انتم الا في ضلال مبين فهؤلاء ثم المشركون الذين ورثهم في قولهم هؤلاء الجبرية الجبرية على نسق القدرية انقسامهم الى طائفتين الى غلاة والى مقتصدة الغلاة وهم جهم ومن تابعه هؤلاء انكروا مشيئة العبد قدرته وفعله والمقتصدة هم اصحاب القول بالكسب وهو المعروف عند العلماء بكسب الاشعري هؤلاء يقولون ان العبد له قدرة لكنها غير مؤثرة في الفعل اثبتوا له قدرة لكنها ماذا غير مؤثرة في الفعل وبالتالي كان وجودها كعدمها كان وجودها كعدمها هؤلاء عند التحقيق قولهم بالجبر انما هو لدفع الشناعة عنهم والاتباع اهوائهم هم لا يطردون القول بالجبر لا يطردون القول بالجبر انما هو تكأة وجنة وشماعة يعلقون بها اتباعهم اهواءهم اذا فعل احد منهم منكرا او ترك واجبا تذرع بماذا بان هذا قدر الله لكن هل يطرد هذا بكل شيء فيستسلم للقدر استسلاما تاما كما كان منه ذلك في باب الامر والنهي الجواب لا ماذا يصنع احد هؤلاء الجبرية اذا مسه الجوع او العطش اليس يفزع الى الاكل والشرب لماذا ما استسلم للقدر كما يزعم حينما يترك واجبا او يفعل منكرا يقول هذا شيء قدره الله انا مجبور لا قدرة لي ولا مشيئة لماذا اذا هجم اذا هجم عليه سبع هرب لماذا ما وقف وثبت واستسلم للقدر اليس هو مجبورا اليس لا قدرة له اليس لا مشيئة له ولذلك هم من اعظم الناس تناقضا يقولون بالسنتهم ما تكذبهم فيه اعمالهم ذكروا ان جبريا دخل على احد الولاة فجيء الى هذا الوالي بطرار جيء له بماذا طرار احول قرار ما معناه هو الذي نسميه في اللغة المعاصرة نشالا النشال الذي آآ يقطع ثوب الانسان لكي يأخذ ما فيه من المال خلسة فهو طرار احول فاستشار الوالي هذا الجبري وقال ماذا تقول فيه باي شيء نعاقبه قال ارى ان تعاقبه بخمس عشرة جلدة فقال احد الحاضرين انا ارى ان تعاقبه بثلاثين جلدة خمسة عشرة لطره وخمس عشرة لحواله فقال الجبري كيف تعاقبه على حواله ولا حول له فيه فقال له وكيف تعاقبه على طره ولا حول له فيه عندك فالجئ هذا يبين لك انهم ماذا لا يستقيم لهم طرد هذا المذهب لا يستقيم لهم طرد هذا المذهب قال رحمه الله فمن احتج على تعطيل الامر والنهي بالقدر فهو من هؤلاء وهذا قد كثر في من يدعي الحقيقة من المتصوفة قد تكلمنا عن هذا فيما مضى وقلنا انهم جعلوا تعلقهم بالفناء في توحيد الربوبية اه ذريعة الى تعطيل الامر والنهي بل ربما اخرجهم او اخرج بعضهم الى اه اباحة المحرمات والى تعطيل واسقاط الواجبات فهؤلاء متبعون اهواءهم ولا شك يعلمون كذب انفسهم في انفسهم يدركون انهم كاذبون يبقى ان انبه هنا الى اصل بل الى اصلين مشتركين بين فريقي القدرية والجبرية وهذا من الامر العجيب فرقتان متقابلتان اه قول هذه وقول هذه متعارض بل متناقض اليس كذلك القدرية هو الجبرية اساس البلاء عندهم اصلان اتفقا عليهما اساس البلاء عند الطرفين اصلان اتفق الطرفان عليهما لكن التفريع والنتيجة كانت ماذا متعارضة الاصل واحد والنتيجة متعارضة اصل يتعلق بالمشيئة واصل يتعلق بالقدرة. انتبه هذا الكلام في غاية الاهمية و يكشف لطالب العلم اه كثيرا من اه الحقيقة بمنهج هؤلاء المخالفين ومهما استطعت يا طالب العلم ان تدرك اسس الاقوال وبواعثها والاصول التي انبنت عليها فافعل فان هذا يسهل عليك فهما اقوالهم وبالتالي سهولة نقضيه لان الاقوال اذا نقضت اصولها انتقضت وسقطت قلنا هناك اساس يتعلق بماذا بالمشيئة وهناك اساس يتعلق بالقدرة اما المتعلق بالمشيئة فمن اسباب الانحراف عند الطرفين القدرية والجبرية زعمهم ان المشيئة والارادة والمحبة شيء واحد مشيئة الله ارادته محبته شيء واحد فلا فرق بين ان تقول شاب او اراد او احب كلها بمعنى كلها بمعنى واحد ثم افترقوا لما كانت هذه الكلمات بمعنى واحد نظر المعتزلة القدرية فقالوا لو قلنا ان افعال الله ان لو عفوا لو قلنا ان افعال العباد راجعة الى مشيئة الله عز وجل لاقتضى هذا ان تكون المعاصي التي تصدر من العباد محبوبة لله لان شاء بمعنى احب شاء الله المعصية تساوي هذه الجملة تساوي احب الله المعاصي والمعلوم بالضرورة من دين الله ان المعاصي مبغوضة لله لا محبوبة اذا لا يمكن ان ندخل المعاصي في ماذا بمشيئة الله عز وجل واذا اخرجنا المعاصي فيلزم من ذلك اخراج بقية الافعال لانها كلها ماذا كلها افعال للعبد لا يمكن ان نقول بعضها آآ متعلق بمشيئة الله وبعضها غير متعلق. فاما ان تكون جميعا متعلقة بمشيئة الله او جميعا غير متعلقة بمشيئة الله هل يمكن ان نقول انها متعلقة بمشيئة الله قالوا لا لان فيها معاصي فلو شاءها الله لاحبها طيب يحضرني هنا قصة ذكرها اهل التاريخ بين عبدالجبار الهمداني و آآ الاسرائيلي حينما جمعهما مجلس صاحب ابن عباد لما دخل عبدالجبار وهو معتزلي قدري رأى الاصفرائيني قال الحمدلله الذي تنزه عن الفحشاء قال الاسرائيلي الحمد لله الذي لا يكون في ملكه الا ما يشاء قال عبدالجبار افيشاء ربنا ان يعصى فرد الاسبرائيني افيعصى ربنا قصرا قال عبدالجبار ارأيت ان منعني الهدى واوردني الردى احسن الي ام اسى قال الاسبرائيني ان كان منعك ما هو لك فقد اسى وان منعك ما هو له فذلك فضله يؤتيه من يشاء فالجم القدر المقصود ان هذا كان سببا من اسباب انحراف هؤلاء القدرية جاء الجبرية فطردوا القول وقالوا شاء تساوي اراد تساوي احبه طيب وفي افعال العباد معاص تقع منهم هل تقولون انها بمشيئة الله؟ قالوا نعم الله عز وجل هو الذي يشاء كل شيء فيدخل في ذلك المعاصي اذا يلزم من هذا ان تكون محبوبة لله لان الله شاء قالوا نلتزم نلتزم بهذا ان المعاصي ماذا محبوبة لله سبحانه وتعالى فصار الاصل الواحد سببا الانحراف الطائفتين والحق ان هذا الاصل غير صحيح المشيئة والارادة والمحبة اشياء مختلفة من جهة ما يأتي من التفصيل اما المشيئة فانها الموجبة المقتضية للاشياء على الحقيقة فما شاء الله تام يعني وقع وحصل كل ما شاءه الله فانه يقع عقيد مشيئة الله ولا يمكن ان يتخلف ما شاء الله واما المحبة فانها ليست هي المشيئة المحبة صفة قائمة بالله سبحانه وتعالى والله يحب الطيب ولا يحب الخبيث الله يحب الطيب ولا يحب الخبيث الله يحب اصنافا ويحب اشخاصا ويحب ازمنة ويحب امكنة على ما يليق به سبحانه وتعالى ولذا قد يحب ما لا يشاء وقد يشاء ما لا يحب وقد يشاء ما يحب اذا ليس هناك تلازم بين المشيئة والمحبة والارادة تشمل الامرين بمعنى انها تارة تأتي في النصوص بمعنى المشيئة وتارة تأتي في النصوص بمعنى المحبة وبالتالي يجب انزال النصوص منازلها لما قال الله سبحانه ان كان الله يريد ان يغويكم هذه هي الارادة التي بمعنى المشيئة وهي التي تسمى عند العلماء بالارادة الكونية واما الارادة في نحو قوله تعالى يريد الله بكم اليسر فهذه هي التي بمعنى المحبة وهي التي يسميها العلماء بالارادة الشرعية اذا لابد من التفصيل بهذا المقام المشيئة والارادة المشيئة والمحبة العلاقة بينهما التباين والمشيئة والارادة العلاقة بينهما العموم والخصوص المطلق والمحبة والارادة العلاقة بينهما قولوا العموم والخصوص المطلق وبهذا يتبين لنا ان افعال العباد كلها التي تقع فانما تقع بمشيئة الله اي بارادته الكونية ومن افعال العباد التي تقع ما يحبه ومنها ما يبغضه ولا يحبه الله يحب الطاعات ويبغض المعاصي وبهذا يتبين الحق الذي هو الوسط بين هذين الطرفين المنحرفين نأتي الان الى الاساس الثاني قلنا هناك اساس يتعلق بالمشيئة وهو ما سمعت وهناك اساس يتعلق بالقدرة انتبه لهذا فانه دقيق هذا الاساس يقول ان القدرة من حيث هي قدرة لا تتعلق الا بالاحداث القدرة من حيث كونها قدرة لا تتعلق الا بالاحداث هذا هو الاساس الذي سلم به القدرية والجبريل طيب ثم قالوا افعال العباد حادثة ولابد اليس كذلك الحس يشهد بذلك اليس افعال العباد كانت معدومة ثم وجدت اذا هي حادثة يعني حركتي هذه حادثة بيقين لماذا لانها وجدت بعد ان لم بعد عدم بعد ان لم تكن. طيب و كل ما حدث بعد عدمه فلا بد ان يكون له سبب وهذه مسلمة عقلية ظرورية والسبب اما ان يكون قدرة الله او قدرة العبد ولا يجوز ان يكون شيئا ماذا خارجا عنهما اما قدرة الله هي السبب في خروج هذا الفعل من العدم الى الوجود واما ها قدرة العبد اما قدرة الله واما قدرة العبد ولا يجوز ان يكون السبب القدرتان معا لم لانه سيترتب على هذا وجود مقدور ها بين قدرتين وهذا ممتنع عقلا مر بنا ان كنتم تذكرون انه لا يمكن ان يكون للاثر الواحد مؤثران مستقلان من جهة واحدة تذكرون فلابد ان يكون اما قدرة الله او قدرة العبد اعيد القدرة تتعلق بماذا بالاحداث فقط لا يمكن ان تتعلق القدرة بالفعل الا على جهة ها الاحداث الا على جهة الاحداث لا معنى للقدرة الا كونها ماذا محدثة طيب الى هذا القدر اتفق الفريقان المتخاصمان ثم انفصلا بعد ذلك اما القدرية فانهم قالوا ان ثبوت التكليف يعني الامر والنهي والثواب والعقاب امر ضروري معلوم من الدين بالضرورة صح ولا لا يعني كون العباد مأمورين منهيين كونهم يتعلق او آآ يترتب على طاعتهم او عصيانهم ثواب او عقاب هذه قضية ظنية ولا قطعية قطعية واذا قلنا بتعلق افعال العباد بقدرة الله بطل التكليف والامر والنهي بطلة التكليف والامر والنهي كيف يكلفهم الله عز وجل شيئا وهو الذي احدثه بل فعله ثم بعد ذلك يعاقبه مما اخلوا به اذا لا يمكن ان تكون ان يكون آآ المتعلق بهذه الافعال المؤثر فيها هو قدرة الله فثبت ان المؤثر قدرة العبد العبد هو الذي احدث فعل نفسه ليستقيم لهم ايش اصل التكليف والثواب والعقاب واضح طيب جاء الجبرية فقالوا قد ثبت بالضرورة ان الله عز وجل هو الخالق وحده الله خالقه كل شيء وكل شيء ها هنا عموم محفوظ لا يمكن ان يخرج منه شيء فلو قلنا ان افعال العباد متعلقة بقدرتهم لخرج ها لخرج عن خلق الله شيء وهذا قدح في التوحيد هذا قدح في التوحيد الله قلق كل شيء وخلق كل شيء اذا ماذا نصنع نقول ان افعال العباد تعلقت بماذا بقدرة الله ولم تتعلق بقدرة العباد فهمنا يا جماعة او لا يقولون تعليق افعال العباد بقدرتهم ها جبرية يقولون تعليق افعال العباد بقدرتهم قدح في ماذا بالتوحيد القدرية يقولون تعليق افعال العباد بقدرة الله ابطال للتكليف والثواب والعقاب افترقوا ها الى هذين الطريقين افعال العباد عند الجبرية متعلقة فقط بقدرة الله ولا اثر لقدرتهم فيها ولذلك قالوا بنفي قدرة العباد وهم الغلاة او قال المقتصدون منهم بان هناك قدرة لكنها ماذا صورية وجودها بعدمها و اه في مقابل ذلك فان القدرية قالوا لا تعلق بقدرة الله بافعال العباد انما هي حادثة قدرتهم المؤثر فيها قدرتهم وحدها حتى يستقيم لنا اصل التكليف والثواب والعقاب وكلا الفريقين قد اخطأ الصواب والحق تعلق افعال العباد بالقدرتين من جهتين انتبه الحق تعلق افعال العباد بالقدرتين ها من جهتين افعال العباد متعلقة بقدرة الله على جهة الاحداث وافعال العباد متعلقة بقدرة العباد انفسهم على جهة السببية على جهة ها السببية اذا المحدث والخالق لافعال العباد هو الله وحده الله خالقه كل شيء فدخل في هذا العموم افعال العباد ومع ذلك العباد وقدرتهم سبب وواسطة في هذا الخلق سبب وواسطة لهذا الخلق انتبه رعاك الله الاصل المعلوم في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم هو انفراد الله عز وجل بالخلق وهذا الخلق جاء في النصوص على ضربين قد يخلق الله عز وجل الاشياء خلقا مباشرا كما خلق ادم وجنة عدن والنار والى اخره وقد يخلق سبحانه وحده لا شريك له لكن بتوسط اسباب ووسائط كما خلقنا بواسطة الوالدين كما خلق النبات بواسطة الماء والتراب والهواء والشمس اذا افعال العباد خلقها الله بواسطة قدرة العباد القدرة هي الواسطة والسبب الذي به خرج الفعل من العدم الى الوجود واضح يا جماعة ولذلك تأمل مثلا في قول الله عز وجل افرأيتم ما تم نون اانتم تخلقونه ام نحن الخالقون الايلاد من حيث كونه خلقا وامرا محدثا راجع الى من اجيبوا يا جماعة الله وحده لا شريك له ولكن هل كان هذا بتوسط شيء نعم وهو الجماع هل الجماع خلق هل الجماع اوجد هل الجماع احدث الجواب لا لكنه ماذا سبب افرأيتم ما تمنون اانتم تخلقونه ام نحن الخالقون؟ هذه الاية جمعت لك ماذا السبب والمحدث السبب الجماع والمحدث الخالق هو الله سبحانه وتعالى اذا افعال العباد على هذا النسق افعال العباد على هذا النسق تنسب الى العباد ها من جهة قيامهم بها وانها حادثة بسبب وهو قدرة وتنسب الى الله عز وجل قلقا وايجادا واضح يا جماعة؟ طيب هذا والقول الوسط وبه يتضح خطأه ها الطائفتين وموضوع الاسباب هذا المؤلف رحمه الله تطرق له وبما اننا قد بحثنا فيه فيحسن ان نبين ان اهل السنة بنظرهم الى موضوع الاسباب يراعون ثلاثة اصول اهل السنة في نظرهم الى موضوع الاسباب يراعون ثلاثة اصول انتبه لها يرعاك الله اولا ان الاسباب مؤثرة بجعل الله لها مؤثرة الاسباب مؤثرة بجعل الله لها مؤثرة هذا القول وسط بين طائفتين منحرفتين بين طائفة الطبيعيين الذين يقولون ان في الاشياء طبائع وهو هي التي تؤثر بذاتها استقلالا عن الله سبحانه وتعالى وطائفة اخرى هي التي محت الاسباب عن كونها اسبابا هي التي محت الاسباب عن كونها اسبابا وهم الجبرية والحق ما ذكرت لك بان الاسباب اسباب وتأثيرها تأثير اسباب ولكن ذلك بجعل الله لها اسبابا وبالتالي اذا تقرر هذا علمت يا رعاك الله ان الالتفات الى الاسباب شرك قد يكون شركا اصغر وقد يكون شركا اكبر يتأسس على هذا الاساس ويتفرع عفوا على هذا الاساس هذه القاعدة المهمة عند اهل السنة وهي ان الالتفات بمعنى الاعتماد والتفات القلب وتعلق القلب بالاسباب شرك وان محو الاسباب وانكارها ان ان تكون اسبابا هذا قدح في العقل والشرع معا والمؤلف رحمه الله سيورد لك جملة من الادلة على هذا الموضوع الاساس الثاني الذي ينبغي ان تراعيه في هذا المقام هو الاسباب لا تستقل بالمسببات يعني مع كون السبب سببا ويؤثر تأثير السببية ومع ذلك لا يوجد سبب يستقل بتأثير السببية انما كل سبب فانه يحتاج الى معونة سبب اخر او اكثر والى يعني ويحتاج ايضا الى زوال الموانع ما جعل الله عز وجل سببا واحدا يؤثر في شيء بل تأثير الاسباب لابد ان يرجع الى اكثر من سبب سببين وثلاثة واكثر اما سبب واحد يستقل بايجاد عفوا يستقل اه التسبب في شيء ما؟ لا سببان فاكثر ثم هذا وحده لا يكفي بل لابد ايضا من زوال الموانع ومن راعى ذلك تحقق توحيده وما تعلق قلبه بغير الله حتى السبب الذي هو سبب ها فانه وحده لا يستقل بالسببية بل لا بد ان ينضم اليه شيء او اشياء ولابد ان يزول المانع وكل ذلك راجع الى الله سبحانه وتعالى. وهذا يقطع عروق التعلق بغير الله عز وجل الامر الثالث الذي يراعيه اهل السنة في هذا الموضوع ان الاسباب عندهم منقسمة الى اسباب كونية والى اسباب شرعية اسباب كونية طول الماء سببا في الريق وكون الطعام سببا بالشبع وكونه النار سببا بالاحراق الى اخره وهناك اسباب شرعية الايمان والعمل الصالح والتوكل على الله والدعاء وما وما الى هذه الاشياء اسباب شرعية موصلة الى رحمة الله سبحانه وتعالى لماذا التنبيه على هذا المقام الجواب لان من الناس من اذا طرق سمعه موضوع الاسباب فلا يظن ان الاسباب الا ماذا الا الاسباب الكونية يقول لابد من الاخذ بالسبب لابد ان اذهب واشتغل حتى احصل المال لا بد من فعل ايش الاسباب وهذا كلام صحيح وحسن ولكن هناك اسباب اخرى اهم وهي لابد ايضا من الحرص عليها كما تحرص على الاسباب الكونية احرص على الاسباب الشرعية بل ينبغي ان يكون الحرص عليها اشد لماذا اذا كان المقام مقام فعل الطاعة والكف عن الحرام يقول الانسان الله غفور رحيم لماذا ما تقول في مقام الاكل والشرب الله عز وجل هو المطعم وهو الذي يسقي والذي يطعمني ويسقي لماذا لماذا لا تكتفي بقولك يطعمني ويسقين؟ بل ها تحرث وتجتهد وتبذل تقول لابد من ماذا الاسباب كذلك كما ان الله سبحانه وتعالى هو الذي يطعم ويسقي هو الغفور الرحيم ولابد من ماذا من فعل الاسباب وهو طاعة الله سبحانه وتعالى. التنبيه على هذا الامر يزيل اشكالا آآ قد يتسلل الى بعض النفوس يكون نظرها قاصرا في باب بباب الاسباب سيأتي ان شاء الله تفصيل اكثر في هذا المقام اذا وصلنا الى كلام المؤلف رحمه الله فيه نعم الله اليكم قال رحمه الله الفرقة الثالثة الابليسية هم الذين اقروا بالامرين لكن جعلوا هذا تناقضا من الرب سبحانه وتعالى وطعنوا في حكمته وعدله كما يذكر مثل ذلك ان ابليس مقدمهم فما له قل اهل المقالات فنقل عن اهل الكتاب. نعم الفرقة الثالثة من القدرية يعني من الخائضين في القدر بالباطل هم الفرقة الابليسية وعلى كل حال اكثر من تكلم من العلماء في كتب الاعتقاد او في كتب المقالات عن الانحراف في باب القدر يسلط الضوء على الفرقتين السابقتين القدرية الجبرية وقليل من يلتفت الى ما التفت اليه المؤلف رحمه الله وهو الاشارة الى هذه الفرقة باعتبار ان هذه الفرقة كانت مقرة بالامرين مقرة بماذا مقرة بالقدر ومقرة بالشرع الامر والنهي من الله عز وجل وكل شيء عندها بقدر كل شيء بقدر لا تناقش ولا تخالف في ان الاشياء تقع بعلم الله وكتابته ومشيئته وخلقه انما تزرع هذه الفرقة الخصومة بين القدر والشرع فتزعم ان القدر والشرع الجمع بينهما جهل وسفه وظلم ايضا جهل وسفه وظلم ايضا وهذا ما بينه المؤلف رحمه الله حينما قال وهم الذين اقروا بالامرين لكن جعلوا هذا تناقضا من الرب سبحانه جل ربنا وعز عن مقالات هؤلاء الظالمين وطعنوا في حكمته وعدله يقولون ان هذه الاوامر والنواهي جهل وسفه وترتيب الثواب والعقاب عليها ظلم وترتيب الثواب والعقاب عليها ظلم و رأس هؤلاء وامامه هو ابليس الذي اخبر الله سبحانه وتعالى عنه قال ربي بما اغويتني لازينن له في الارض ولاغوينهم اجمعين كانه يقول انت فعلت قبيحا وانا افعل قبيحة اغويتني ها هذا قبيح فانا سوف ماذا افعل قبيحا ازين انا لهم واغوينهم ايضا فهو قد اثار هذا التناقض المزعوم بين الشرع والقدر وقل مثل ذلك في قوله ااسجد لمن خلقت طينا ااسجد هذا يرجع الى الامر الاقتطينا؟ هذا يرجع الى القدر الجمع بينهما قد صعب عليه وضاق ذرعه به كيف انا خير منه ومع ذلك تأمرني بان اسجد له الجمع بين الامرين ماذا تناقض سفه وجهل وظلم تعالى الله عن ذلك علوا كبيرة وعلى نهجه وطريقته سار كثير من الزنادقة باشعارهم ومنثور كلامهم في سلسلة طويلة على مدى التاريخ وزاد الامر واستفحل في هذا العصر المتأخر والله المستعان و هذا الذي بينه المؤلف رحمه الله في قوله كما يذكر مثل ذلك عن ابليس مقدمهم كما اه نقله اهل المقالات اه في كتب اهل الكتاب والمقالات ذكر بعض من هذه المناظرات التي يحكونها على لسان ابليس والذي يبدو والله اعلم ان الزنادقة وضعوا ذلك لاجل تشكيك الناس في شرع الله وقدره و المؤلف رحمه الله اه ذكر شيئا من ذلك عن ابي العلاء المعري وهذا ايضا ذكره قبله ابن الجوزي في المنتظم ونقله عنه ايضا ابن كثير في البداية والنهاية في ابيات له مشهورة يقول انهيت عن قتل النفوس تعمدا وبعثت انت لقبضها ملكين قتله الله ان صحت عنه هذه عين الزندقة يقول انهيت عن قتل النفوس تعمدا هذا يرجع الى الامر طيب القدر وبعثت انت لقبضها ملكين قل هذا ايش تناقض قبحه الله اولا هو انسان القائل انسان جاهل الذي يقبض ملك الموت وليس ملكان ملك الموت وله اعوان الملكان لماذا ها للسؤال والفتنة في القبر هذا اولا ثانيا الذي يقتل ظلما والذي يموت حتف نفسه كلاهما يقبض هذا الملك بامر الله ماذا روحه فما في فرق بين الصورتين كل كان منه ذلك بماذا كان قبضه الله يتوفى موتها انما كان بماذا من الله سبحانه وتعالى بواسطة ملك الموت واعوانه في فرق بين هذا وهذا ثم يا لله العجب منا عمى البصيرة الذي جمع مع عمى البصر بهذا الانسان ان كان قد قال هذا الكلام هل الموت حتف النفس والموت بظلم وعدوان سيان هل يقول عاقل هذا اه ما ذلك الا من عمى البصيرة نسأل الله السلامة والعافية و زعم هذا التناقض واقع منهم من هؤلاء الابليسية بين القدر والشرع بين احكام الشرع نفسها ايضا مما ينسب لهذا الرجل ايضا قوله يد بخمس مئين عسجد وديت ما بالها قطعت في ربع دينار تناقض ما لنا الا السكوت له ونستعيذ بمولانا من النار امران يقول متعارضان متناقضة لو قطعت هذه اليد بي وحكم فيها بالدية يقول بخمس مئين بخمس مئة يعني ذهب هديت ما بالها قطعت في حكم اخر اذا سرقت بربع دينار تناقض ما لنا الا السكوت له ونستعيذ بمولانا من النار وقد احسن ما شاء الله ان يحسن من رد عليه بقوله عز الامانة اغلاها وارخصها ذل الخيانة فافهم حكمة الباري عز الامانة اغلاها وارخصها ذل الخيانة فافهم حكمة الباري على كل حال هؤلاء اه طلع بل لا برز بل زاد طلوع قرنهم في هذا العصر ولا سيما من خلال الشبكة ومن خلال الفضائيات انما يزعمون حصول التناقض بين الشرع والقدر او في الشرع نفسه وله مقالات ولهم تلميحات ولهم اه تفكهات يريدونها تارة على سبيل اه الجد وتارة على سبيل الهزل وتارة على سبيل القصص والرواية وهذا كله مما ينبغي التنبه له وعلى كل حال او لا مرجع ضلالهم الى اربعة امور اولا ضعف تعظيم الله سبحانه وتعالى هؤلاء ولا شك انما اوتوا اول ما اوتوا من جهة انهم ما قدروا الله حق قدره ولو قدروا الله حق قدره ما قالوا هذه المقالات الامر الثاني ضعف علمهم الشرعي ليسوا من العلم الشرعي في قبيل ولا دبير ليس عندهم علم بالنصوص وبالاحكام ولا غوص في مقاصد الشريعة وحكمها فيتفوهون بما يتفوهون به والمشتكى الى الله الامر الثالث ضعف في عقولهم هذه التي يزعمون انها ارشدتهم الى حصول التناقض والله انها عقول ضعيفة وابى الله عز وجل الا ان يفسد على العبد الشيء الذي عصاه به هم عصوا الله عز وجل بعقولهم فافسد الله عليهم عقوله انظر الى هذه الواظحات بالامثلة التي ذكرتها لك كيف انها تخفى عليها عليهم الحكمة بهذه الاحكام مع ماذا مع ظهورها كل عاقل يدرك ان هذه هي الحكمة وهذه هي المصلحة لكن عقولهم صارت في عمى والعياذ بالله الامر الرابع تعظيمهم للعقل ورفعه فوق قدره وقد قلنا سابقا ان العقل قاصر لا محيط العقل قاصر لا محيط نعم العقل له سلطان ولكن هذا السلطان محدود ولا نفوذ للعقل خارجة حدود سلطانه العقل محدود محدود بالحواس الخمس العقل قابل للتأثر بما حوله تؤثر فيه الاهواء يؤثر فيه النشأة الصحبة والتتلمذ والى اخره ثم هو قبل هذا وبعده اصلا ضعيف لا يستقل بهداية ولا يستقل بالوصول الى الصراط المستقيم بل لا بد من نور الوحي ولذا العقل يعمل كعمل العين البصر كالبصيرة والبصر لا يعمل في ظلمة لا نور فيها لو كان نظرك نظر صقر ستة على ستة وكنت في محل مظلم هل تنتفع ببصرك بشيء ظلام دامس ونظرك مئة بالمئة تنتفع به لابد من نور يعمل البصر في ضوءه كذلك البصيرة لو لم يكن نور الوحي مضيئا لها مضيئا لهذه البصيرة لهذا العقل فانه سوف يتخبط ويضيع نسأل الله الهداية والسلامة والعافية انه ولي ذلك والقادر عليه وللكلام تتمة ان شاء الله في درس الليلة القادمة والله اعلم صلى الله على نبينا محمد واله وصحبه اجمعين