بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لشيخنا والحاضرين وجميع المسلمين قال شيخ الاسلام رحمه الله تعالى في رسالته لاهل تدمر والمقصود ان هذا مما يقوله اهل الضلال واما اهل الهدى والفلاح فيؤمنون بهذا وهذا فيؤمنون بان الله خالق كل شيء وربه ومليكه ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن وهو على كل شيء قدير. احاط بكل شيء علما وكل شيء احصاه في كتاب مبين ويتضمن هذا الاصل من اثبات علم الله وقدرته ومشيئته وحدانيته وربوبيته. وانه خالق كل شيء وربه ومليكه ما هو من اصول الايمان نسكت ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا ومن يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا اما بعد فانه قد اه مر بنا لدرس البارحة بيان الفرق المخالفة للحق في باب القدر وقد اه حصرهم المؤلف رحمه الله بثلاث فرق وهم الذين عناهم رحمه الله في تائيته في القدر قال ويدعى خصوم الله يوم ميعادهم الى النار طرا فرقة القدرية سواء نفوه اوسعوا ليخاصموا به الله او ما روا به للشريعة هذان البيتان يتظمنان هذه الفرق الثلاث ويدعى خصوم الله يوم معادهم الى النار طرا فرقة القدرية سواء نفوه هذه اي الفرق ها المجوسية الذين هم اشاعة تسميتهم بالقدرية هؤلاء النفاة سواء نفوه اوسعوا ليخاصموا به الله من هؤلاء الابليسية الذين نصبوا الحرب بين الشرع والقدر وزعموا انهما متناقضان وان الايمان بهما انما هو امام بشيئين متناقضين فان الشرع عندهم سفه وجهل اذا ما قرن ذلك بالقدر وبالتالي تنزيل او بناء الثواب والعقاب على ذلك ظلم تعالى الله عن افكهم علوا كبيرا سواء نفوه او سعوا ليخاصموا به الله او ما روا به للشريعة من هؤلاء ها هؤلاء المشركية الذين كان من فروع ونتائج قولهم انهم زعموا ان القدر حجة لهم في ترك الامر والنهي اذا تبين لك حال هؤلاء فان من المهم ان تفهم بعد ذلك القول الحق قول اهل السنة والجماعة وهو ما سمعته في كلامه رحمه الله وهو قوله واما اهل الهدى والفلاح فيؤمنون بهذا وهذا ماذا يريد بقوله هذا وهذا الشرع والقدر يجمعون بين هذا وهذا وليس في نفوسهم ادنى حرج من الايمان بهما معا ثم فصل القول في ايمانهم بالقدر وخلاصة ما ذكر يرجع الى المراتب الاربع التي اطبق عليها الرسل واتباعهم واجمع عليها اهل السنة والجماعة قاطبة وهي الايمان بعلم الله الواسع الشامل لكل شيء وان الله علم كل شيء ازلا وابدا سواء كان هذا فيما كان او ما يكون او ما هو كائن من الممكن او المستحيل حتى الذي لم يكن ولن يكون فان الله عز وجل قد علم من الممكن او المستحيل وكذلك كتابة الله سبحانه وتعالى كل ما يقع في هذا الكون قبل خلق السماوات والارض والى قيام الساعة كتب ذلك سبحانه في اللوح المحفوظ الامر الثالث الايمان بمشيئة الله سبحانه وتعالى فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن ومشيئة الله هي الموجبة للاشياء على الحقيقة بمعنى كل ما شاءه الله فانه سوف يكون عقب مشيئته يخلقه الله سبحانه عقب مشيئته ولا يمكن ان يشاء الله شيئا لا يكون كل ما هو كائن فانما كان لان الله شاءه وما لم يكن وعدم كونه لان الله لم يشأه ولو شاءه لكان ولو شاء ربك لا امن من في الارض كلهم جميعا والامر الرابع والاخير الايمان بخلق الله سبحانه وتعالى وانه الخالق لكل شيء وكل شيء هذا عموم لا يشد عنه شيء ولا يخص منه شيء كل ما سوى الله سبحانه فهو مخلوق خلقه الله جل وعلا سواء كان ذلك من الذوات او الصفات او الافعال الله خالق كل شيء ويندرج لذلك كما قد علمنا افعال العباد فان الله سبحانه وتعالى خالقها قلقها في الوقت الذي قام العبد بها الله خالق كل شيء اوليس قد قام الدليل بان افعال العباد خليقة الرحمن من الف وجه او قريب الالف يحصيها الذي يعنى بهذا الشأن اذا تبين هذا تبين ما هو الايمان بالقدر؟ الايمان بالقدر هو الايمان بهذه الامور الاربع لو قيل لك عرف الايمان بالقدر فانه الايمان بماذا بهذه الامور الاربعة هذا هو الايمان بقدر الله سبحانه وتعالى. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ومع هذا لا ينكرون ما خلقه الله من الاسباب التي يخلق بها المسببات كما قال تعالى حتى اذا اقل السحاب انتقالا سقناه الى سقناه لبلد ميت فانزلنا به الماء اعد اعد قال رحمه الله ومع هذا لا ينكرون ما خلقه الله من الاسباب التي يخلق بها المسببات. المسببات التي يخلق بها المسببات كما قال تعالى حتى اذا اقل السحاب حتى اذا اقل السحاب انثقالا سقناه لبلد ميت فانزلنا به الماء اخرجنا به من كل الثمرات وقال تعالى يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام وقال تعالى نضل به كثيرا ويهدي به كثيرا فاخبر انه يفعل بالاسباب ومن قال يفعل عندها لا بها فقد قال فما جاء به القرآن وانكر ما خلقه الله من القوى والطبائع هو شبيه بانكار ما خلقه الله من القوى التي في حيوان التي يفعل الحيوان بها مثل قدرة العبد. احسنت يقول المؤلف رحمه الله اذا علمت حقيقة الايمان بالقدر قمت بذلك الذي يجب عليك اعتقادا تعلم انه لا تعارض بين ثبوت القدر وثبوت الاسباب وبين الايمان بالقدر وتعاطي الاسباب فالاسباب لم تخرج عن قدر الله عز وجل الاسباب من الله واليه هو الذي خلقها وهو الذي جعلها اسبابا ولو شاء الله عز وجل ان يعطل سببيتها لفعل ولو جاء شاء الله عز وجل ان يجعلها آآ خالية من الاثر لفعل فالله على كل شيء قدير اذا اعتقاد تأثير الاسباب التأثير الذي جعله الله للاسباب هذا لا يتعارض مع الايمان بالقدر بل هذا من جملة الايمان بالقدر ان يعتقد ان الله عز وجل يخلق ان الله سبحانه وتعالى يخلق بعض ما يخلق لاسباب ووسائط يوجد الله عز وجل بها وتكون واسطة في اخراج الشيء من العدم الى الوجود هذا المراد بكونها اسبابا ومثل المؤلف رحمه الله على ذلك بعض الادلة وكتاب الله عز وجل يطفح بذلك وكل باء للسببية جاءت في كتاب الله عز وجل او سنة رسوله صلى الله عليه وسلم فانها دليل على ثبوت الاسباب وانها مؤثرة وانها مؤثرة في مسبباتها التأثير الذي شاءه الله عز وجل وكان بقدره سبحانه وتعالى ومثل رحمه الله لهذا بقوله تعالى حتى اذا قلت سحابا ثقالا سقناه لبلد ميت فانزلنا به الماء فالماء نزل به فاخرجنا به من كل الثمرات هذا الماء جعله الله سببا لاخراج الثمرات اذا الاسباب ماذا موجودة ولها اثرها الذي جعله الله سبحانه وتعالى فيها كذلك قوله تعالى يهدي به الله الله عز وجل جعل كتابه سببا للهداية الهداية من الله وانما جعل الله عز وجل كتابه وما جاء في سنة رسوله صلى الله عليه وسلم سببا للهداية لمن شاء الله ان يهديه قال يضل به كثيرا ويهدي به كثيرا. وهذا كثير قاتلوهم يعذبهم الله بماذا بايديكم فايديكم يا معشر المؤمنين هي السبب الذي كان به تعذيب الله سبحانه وتعالى لهؤلاء لنخرج به ابا ونباته الى غير ذلك من ادلة كثيرة تدل على ان الله عز وجل جعل في الاشياء كون آآ طبائع بها يخلق الله عز وجل وبها يفعل الله سبحانه وتعالى وهي منه واليه هي مخلوقة لله عز وجل ومدبرة منه سبحانه وتعالى وامرها يرجع اليه جل وعلا والله عز وجل غني عنها الله قادر على ان يفعل ويخلق بلا اسباب لكن هي حكمته تبارك وتعالى الله قادر على ان يخلقنا بدون توسط الوالدين اليس كذلك وقد فعل الله سبحانه وتعالى حيث خلق ادم من غير اب ومن غير ام والله قادر على ان ينبت النبات بغير توسط الماء ولا التراب انما امره لشيء اذا اراده سبحانه وتعالى ان يقول له كن فيكون يكون ويقع ويحصل ويوجد عقيدة قوله سبحانه كن ولا يمكن ان يتخلف هذا ابدا ولا يمكن ان يتأخر ذلك ابدا ما شاء الله عز وجل ان يكون فانه كائن فالله غني عن الاسباب لكنها حكمته تبارك وتعالى اذا الله سبحانه وتعالى قد يخلق بلا اسباب وقد يخلق لاسباب والكل راجع الى حكمته سبحانه وتعالى هنا اه نبه المؤلف رحمه الله الى مذهب باطل منحرف وهو مذهب المنكرين للاسباب ثم عطف عليه مذهب الطبيعيين الذين قالوا ان هذه الاسباب تفعل بذاتها استقلالا وتؤثر بذاتها استقلالا وكلا المذهبين باطل والحق هو المذهب الوسط الذي هو مذهب اهل السنة والجماعة وهذا الموضوع اه قد سبق الاشارة اليه في الدرس الماظي وعلمنا ان اهل السنة والجماعة يلاحظون في موضوع الاسباب ثلاثة امور الامر الاول ان الاسباب مؤثرة بجعل الله عز وجل لها مؤثرة الاسباب مؤثرة بجعل الله عز وجل لها مؤثرة مع غناه سبحانه وتعالى عنها بالتالي يكون مذهب القائلين آآ سقوط اثر الاسباب وعدم وجود اثر للاسباب بالكلية مذهبا باطلا وكذلك قول الذين قالوا ان هذه الاسباب تفعل من ذاتها لا شك ان هذا باطل بل الاسباب من الله واليه سبحانه وتعالى علمنا ان المخالفة في هذا اه هو بين واقع في الشرك اذا اعتقد ان هذه الاسباب تؤثر بذاتها وبين مخالف للشرع والعقل ومتدع في دين الله عز وجل اذا محى الاسباب عن كونها اسبابا علمنا ايضا الامر الثاني في هذا الموضوع وهو ان كل سبب فهو بحاجة الى ما يعاونه وبحاجة الى دفع ما يعارضه وهذا يدلك على طريق عظيم من طرق تحقيق التوحيد فلا يتعلق قلب بسبب لا يتعلق قلب بسبب وعلمنا ايضا امرا ثالثا لابد من ملاحظته وهو ان الاسباب كونية وشرعية ليست كونية فحسب والعناية بفعل الاسباب الشرعية امر مهم بل هو اهم من العناية بتعاطي الاسباب في الامور الكونية قال رحمه الله ومن قال يفعل عندها لا بها هذا هو مذهب بعض المتكلمين الذين نهجوا نهج الجبرية فقالوا انا الاسباب ليست اسبابا مؤثرة ليست ذات تأثير من جهة السببية انما يفعل الله عز وجل عندها لا بها ليس عندهم باب للسببية انما هي باء مصاحبة هي باء ايش مصاحبة فانزلنا به يعني بصحبته ها لنخرج به حبا يعني بصحبته فالاشياء عند هؤلاء انما تكون ويفعل الله عز وجل عندها لا بها الحاصل هو ان ثمة اقترانا عاديا بينما يزعم انه سبب هو المسبب هناك ماذا اقتران عادي ومع كثرة هذا الاقتران ظن توهم الناس ان هذا كان بسبب هذا والواقع ليس كذلك فهذا ليس فيه قوة ولا مناسبة للمسبب ان ما شاء الله عز وجل ان يخلق هذا بمشيئة محضة عند وجود هذا واضح يا جماعة مثال ذلك يقول هؤلاء لا تقل انني شبعت بالخبز وآآ رويت بالماء انما قل عند الخبز ها وعند شرب الماء عند اكلي شبعت عند شرب الماء زال العطش ولا تقل بشربي ولا باكلي انما لو صح ذلك وجاء هذا في النصوص نقول هذه باء ماذا مصاحبة او نقول انا نسبتها الى السببية او وصفها بانها اسباب مجاز ان ذلك ماذا مجاز والا في الحقيقة انه لا يمكن ان يكون هناك شيء سببا لشيء وزعموا ان هذا هو تحقيق التوحيد زعموا ان هذا هو تحقيق التوحيد محو الاسباب ان تكون اسبابا عند هؤلاء هو حقيقة التوحيد و لا يمكن ان يكون هناك تأثير لهذه الاشياء انما هي علامات او امارات او علاقات وليست اسبابا علامات آآ يستدل بها على ان الله يخلق عندها وليس انه يخلق وليس انه يخلق بها لا شك ان هذا القول قول باطل مخالف للعقل مخالف للحس ومخالف للشرع ايضا وشيخ الاسلام رحمه الله نقل في المجلد الثامن من مجموع الفتاوى وهو المجلد المختص بمباحث القدر ذكر عن بعض الفضلاء انه قال انكر قوم ما في الاشياء من سببية وقوى وطبائع فاضحكوا العقلاء على عقولهم فاضحكوا العقلاء على عقولهم يعني عند هؤلاء لا فرق بين الخد والعين في النظر هل للخد اثر في النظر ها كذلك العين ليس لها اثر في النظر انما اذا فتح الانسان عينه ها يخلق الله عز وجل في تلك اللحظة بمشيئته المحضة دون ان يكون لي العين اي دخل في هذا الموضوع يخلق النظر يخلق النظر ثمته فلا فرق عندهم بين العين كما ذكرت لك والخد ليس هناك شيء امتازت به العين ليس هناك قوة ابصار قل مثل ذلك في الاذن قل مثل ذلك آآ الدم قل مثل ذلك في العضلات قل مثل ذلك في القلب في الكبد الى اخره كل اعضائك ها كذلك الاحتراق لا تقل ان النار هي التي ماذا كانت سببا في الاحتراق سببت الحريق لا الحريق شاءه الله سبحانه وتعالى عند مقارنة هذا لهذا الحريق لهذا الشيء النار لهذا الشيء حصل حريق بمشيئة ماذا محضة لا تقل ان للنار شيئا امتازت به عن التراب لو وضعت ترابا بجوار هذا كانك وضعت نارا بجوار هذا لا فرق الفرق من جهة اخرى هو ان الله شاء ان يقرن بوجود النار او عند عفوا وجود النار بقرب هذا الشيء الاحتراق والا في الحقيقة ليس هناك شيء يمتاز به او تمتاز به النار عن التراب او عن الحجارة كلها ماذا كلها سواء هذا هو مذهب المنكرين للاسباب وقلت لك ان هذا مناف آآ العقلي ومناف للحس وكل انسان يدرك ان هذا انما كان بسبب هذا. بل كل العلوم العصرية مبنية على ماذا على مبدأ السببية صح ولا لا يا جماعة كل العلوم مبنية على هذا المبدأ فاسقاطها لا شك انه مناف للعقل وكان هذا المذهب ايضا سببا سوء الظن بشريعة الله عز وجل والقدح في الاسلام انما يقال للناس لا يكون التوحيد توحيدا الا اذا اعتقدتم ان جميع الاشياء خالية من قوى ومميزات وطبائع واشياء جعلها الله سبحانه وتعالى فيها تؤثر باشياء في افعال في امور تكون اذا قيل للناس هذا هو التوحيد ان هذا مما تنفر عنه العقول يقولون هذا دين يتنافى والعقل اه كان هذا يعني سببا لحصول هذه السمعة السيئة نديني الحق الذي ما جاء بهذا الامر بل كما ذكرت لك الكتاب والسنة اه تطفحان باثبات الاسباب حتى في ما يتعلق بالجزاء عند الله سبحانه وتعالى تجد ان الشريعة تثبت ان الاعمال سبب للجزاء تجد بما كنتم تعملون بما كنتم تكسبون اليس كذلك اذا الاعمال اسباب للثواب او للعقاب هذا الذي دل عليه كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم واجماع السلف الصالح الاشكالية عند هؤلاء في الحقيقة اكبر من ذلك قم جاءوا الى موضوع الاسباب فانكروها وجاؤوا الى موضوع الحكمة فانكروها فوقعوا في مغالطة عظيمة ولذلك يقولون لا توجد باء سببية ولا توجد لام تعليف لا توجد باء سببية ولا توجد ايش لام تعليل انما هي باء مصاحبة ولا معاقبة فقط اما ان يكون شيئا حكمة لشيء لاجله الله سبحانه وتعالى فعل وقدر وخلق وشرع هذا عندهم ممنوع وباطل و الكلام على كل حال في تفصيل الرد على هؤلاء يطول قال وهو شبيه بانكار ما خلقه الله من القوة التي في الحيوان التي يفعل الحيوان بها مثل قدرة العبد وموضوع قدرة العبد تكلمنا عنه اين متى بدرس البارحة صح ولا لا تكلمنا البارحة عن موضوع قدرة العبد وانها مؤثرة في الافعال تأثيرا ها تأثير الاسباب تأثير سببية لا تأثير ها احداث لا تأثير احداث الذي احدث واوجد وخلق هو ماذا هو الله سبحانه وتعالى قال كما ان من جعلها هي المبدعة لذلك فقد اشرك بالله واضاف فعله الى غيره وهذا كما قلت لك هو المذهب المقابل للمنكرين للاسباب الذين يجعلون للاسباب تأثيرا ذاتيا وقلنا هذا لا شك انه ماذا شرك بالله سبحانه وتعالى من اعتقد ان غير الله عز وجل يستقل باحداث شيء فلا شك انه كافر بالله سبحانه وتعالى الله خالق كل شيء وحده لا شريك له قال رحمه الله وذلك انه ما من سبب من الاسباب الا وهو مفتقر الى سبب اخر في حصول مسببه قريته يا محمد عبد الله يقرأ احسن الله اليكم قال رحمه الله كما ان من جعلها هي المبدعة لذلك فقد اشرك بالله واضاف فعله الى غيره وذلك انه ما من سبب من الاسباب الا وهو مفتقر الى سبب اخر في حصول مسببه. ولابد له من مانع يمنع مقتضاه اذا لم يدفعه الله عنه فليس في الوجود شيء واحد يستقل بفعل شيء الا الله وحده. قال تعالى ومن كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون. اي يعلمون ان خالق الازواج واحد. نعم. هذا هو الامر الذي اشرنا اليه سابقا وهو ان الاسباب لا تستقل بالمسببات انما ما يستقل بالتأثير هو الله وحده لا شريك له ليس في الوجود ما يستقل بالتأثير سواه سبحانه وتعالى اما الاسباب فلاحظ ان تأثيرها تأثير سببية لا تأثير احداث هي مجرد واسطة في وجود الاشياء هي مجرد ماذا واسطة توسطت او في وجود الاشياء وفي خروج الاشياء من حيز العدم الى حيز الوجود لا غير اما الاحداث فامره الى الله سبحانه وتعالى هذا شيء والشيء الاخر ان انه لا يوجد سبب يستقل بالسببية كل الاسباب مهما تعاونت وتعاضدت فانها لا تستقل بالاحداث ولا يوجد سبب واحد يستقل حتى بماذا بالسببية ولذا خذ هذه القاعدة كل سبب فهو مفتقر الى ما يعاونه والى دفع ما يعارضه هذا هذه قاعدة عند اهل السنة كل سبب فهو مفتقر الى ما يعاونه والى دفع ما يعارضه بمعنى السبب لن يكون له تأثير الا اذا عضده سبب اخر فاكثر لا يمكن ان يكون لسبب واحد فقط تأثير بل لا بد ان لا بد ان ينضم اليه سبب ثان او ثالث الى اخره وهذا ايضا وحده لا يكفي بل لا بد من زوال المانع لابد من زوال المانع فان هناك موانع قد تؤدي الى منع تأثير هذا السبب والله عز وجل هو الذي خلق الاسباب وهو الذي اودع فيها هذه القوة التي بها كانت اسبابا وهو الذي يدفع الموانع فالامر كله اذا اليه سبحانه وتعالى خذ مثلا الايلاد حصول الاولاد هل يستقل به سبب واحد؟ هل له سبب واحد الجواب لا لابد من ذكر ولابد ايضا لابد ايضا من انثى ولابد ايضا من دفع العوارض التي قد تعرض فتمنع لو كانت الام مريضة او كان الاب مريضا لا يحصل الولد اليس كذلك اذا لابد من اجتماع ماذا سببين فاكثر كون العين سببا للابصار العين وحدها لا تستقل سببا بل لا بد من معاونة سبب اخر وهو وجود ضوء صح ولا لا عين وحدها في ظلام دامس لا تنفع ولا تؤثر شيئا اذا لابد من اجتماع ماذا سبب اخر وهو ضوء ولابد ايضا من زوال مانع لو وضعت على العين اه يعني لاصقة ولا قطعة قماش سميكة فانه ماذا لن يرى الانسان مع كونه متصفا بالبصر ومع ان الضوء موجود اذا لابد ايظا من ماذا من زوال المانع النار سبب للاحراق اليس كذلك لكنها ليست السبب الوحيد بل لا بد ان يكون ايضا هناك شيء اخر وهو ان يكون ما تتصل به هذه النار قابلا للاشتعال والاحتراق صح ولا لا وان لا يكون هناك مانع قد يغلف هذا الشيء بغلاف او يدهن بشيء يمنعه الاحتراق كما سيأتي الكلام عن ذلك اذا الخلاصة قاعدة مهمة في موضوع الاسباب وهي ان كل سبب مفتقر الى ما يعاونه والى دفع ما يعارضه قال فليس في الوجود شيء واحد يستقل بفعل شيء الا الله وحده الا الله وحده ليس الله الا الله وحده قال تعالى ومن كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون اي فتعلمون ان خالق الازواج واحد نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ولهذا من قال ان الله لا يصدر عنه الا واحد لان الواحد لا يصدر عنه الا واحد كان جاهلا فانه ليس في الوجود واحد صدر عنه وحده شيء جاء واحد ولا اثنان الا الله الذي خلق الازواج كلها مما تنبت الارض ومن انفسهم ومما لا يعلمون. فالنار التي جعل الله فيها حرارة لا يحصل لا يحصل الاحراق الا بها وبمحلي يقبل الاحتراق فاذا وقعت على السمندل والياقوت ونحوهما لم تحرقهما وقد يطلى الجسم بما يمنع احراقه والشمس التي يكون الشعاع لابد من جسم يقبل انعكاس الشعاع عليه. واذا حصل حاجز من سحاب او سقف لم يحصل لم يحصل الشعائر تحته وقد بسط هذا في غير هذا الموضع. احسنت اعطف المؤلف رحمه الله على ما سبق ذكرى جملة من المقولات المشهورة عند الفلاسفة الذين يبحثون في الالهيات انما يقولون ان الواحد لا يصدر عنه الا واحد هذه مقولة من مقولات الفلاسفة ارسطو ومن بعده من الفلاسفة يقولون هذا الكلام السخيف الواحد لا يصدر عنه الا واحد وبنوا على هذا معتقدهم في وجود وايجاد هذا الكون فعندهم لان الله واحد لا يستر عنه الا واحد فانه قد صدر صدر عنه العقل الاول فقط لا غير صدر عنه ماذا العقل الاول ثم عن هذا العقل صدر شيء ثم عنه شيء وهلم جر في سلسلة من التخرصات والاوهام التي يزعمونها والله جل وعلا يقول ما اشهدتهم خلق السماوات والارض ولا خلق انفسهم وهذه الجملة باطلة من وجوه كثيرة اولا في قولهم الواحد ماذا يريدون بالواحد هذا الواحد الذي يتكلمون عنه شيء خيالي موجود في الخيال والذهن لا غير لا وجود له في الحقيقة لماذا لان الواحد الذي يريدون هو الذي تجرد عن كل صفة الواحد الذي يقصدونه هو ماذا الذي تجرد عن كل صفة اي صفة تقوم بهذا الواحد فانها تمنع وحدانيته ولذلك عندهم ان الله سبحانه وتعالى لا يتصف باي صفة ثبوتية لا يتصف باي صفة ثبوتية فهل الله عز وجل هو الواحد حقا بهذا المعنى اما هنأ ام ان هذا يعود بتعطيله جل وعلا لا شك ان هذا يرجع الى تعطيل الله سبحانه وتعالى وليس الى اثبات وحدانيته جل وعلا ثم قولهم الواحد لا يصدر عنه الا واحد القوم ليسوا من اهل اثبات الخلق والايجاد والفعل لله سبحانه وتعالى انما الامر عندهم صدور وتولد يصدر عنه ويفيض عنه ويتولد عنه دون ان يكون منه فعل البتة ولا قدرة البتة ولا مشيئة البتة انما صدر عنه اه صدورا دون ان يكون منه اي فعل كما ان الضوء يصدر عن المصباح تلقائيا دون ان يكون منه مشيئة اليس كذلك عندهم ان صدور هذا العقل انما كان على هذا النحو تعالى الله عن ذلك علوا كبيرهم الله جل وعلا يقول افمن يخلق كمن لا يخلق سبحان الله العظيم نفوا عن الله عز وجل اعظم ما يدل على ربوبيته سبحانه وتعالى وهو الخلق والفعل بل بل ما يدل على حياته فان فرق ما بين الحي والميت هو الفعل هو الفعل الذي يفعل هو الحي اذا هذا لا شك في بطلانه ثم امر اه ثالث وهو قولهم ان الواحد لا يصدر عنه الا واحد ما دليلكم على هذا الامر؟ انه لا يصدر عنه الا الا واحد اثبت هذا في نقل ام في عقل ام في حس هذا الامر لا شك في بطلانه واذا كان المخلوق الذي هو مخلوق تصدر عنه اشياء كثيرة ويفعل اشياء كثيرة. فكيف بالخالق سبحانه وتعالى بل الله عز وجل يخلق ويفعل كل شيء وليس انه ماذا يصدر عنه شيء واحد تعالى الله عن ذلك علو كبيرة ومن كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون طيب هناك نظر من جهة اخرى في هذه المقالة. طبعا هذه المقالة هذه المقالة عندهم ينسحب حكمها على الخالق والمخلوق ينسحب حكمها على الخالق والمخلوق قاعدة عامة تشمل في حكمها الخالق والمخلوق حتى المخلوق لا يصدر عنه الا واحد الواحد لا يصدر عنه الا الا واحد يقول المؤلف رحمه الله وهو الان يناقشهم في مسألة المخلوق قال فانه ليس في الوجود واحد صدر عنه وحده شيء لا واحد ولا اثنان ولا ما هو اكثر الا الله الذي خلق الازواج كلها مما تنبت الارض ومن انفسهم ومما لا يعلمون يعني لا يوجد سبب واحد اثر ها تأثير السببية في في شيء وحده هو وحده ما اثر. بل لا بد من ماذا من مشاركة لابد من مشاركة غيره ولذلك من القواعد القيمة التي ذكر شيخ الاسلام في اوائل المجلد الثاني من مجموع الفتاوى ان الوحدانية واجبة للخالق والمشاركة واجبة للمخلوق انتبه لهذه القاعدة الوحدانية واجبة للخالق والمشاركة ماذا واجبة للمخلوق المخلوق يحتاج الى ان يشارك والله غني عن هذه المشاركة سبحانه وتعالى الفلاسفة لما قعدوا هذه القاعدة استشهدوا على ذلك بالمثال الذي اورده المؤلف رحمه الله وهو النار الشعاع شمس هم يقولون انظروا فهذه النار انما يصدر عنها الاحراق فواحد ما صدر عنه الا الا واحد و الامر ليس كذلك بل الاحراق ما كان بماذا بالنار وحدها بل لا بد من ماذا من محل قابل والا فلو احرق شيء لا يقبل الاحتراق فلا يحصل احتراق اليس كذلك ومثل هذا لهذا رحمه الله قال لا يحصل الاحراق الا بها يعني بالنار وبمحل يقبل الاحتراق فاذا وقعت على السمندل والياقوت السمندل اكثر اهل المعاجم آآ ينصون على انه طائر يذكر بالهند ويزعمون ان من خواصه انه لا يحترق والله اعلم بعض الناس يقولون انه خرافة ولا وجود له فالله اعلم كذلك الياقوت هذا الحجر الصلب الذي هو من الاحجار الكريمة كذلك لا يذوب في النار اذا هذا شيء لا يقبل ماذا الاحتراق فلو وضعت ياقوتا في النار فانه ماذا لا يحصل احتراق لهذا الشيء. قال وقد يطلى الجسم بما يمنع احراقه قلنا تأثير السبب لابد فيه ايضا من دفع ما يعارضه آآ قد يطلى الشيء بما يمنع احتراقه وشيخ الاسلام له في هذا مناظرة مشهورة فهي مناظرته مع البطائحية الذين كانوا يلبسون على الناس وهم مخرفون ممخرقون يزعمون انهم اولياء صالحون وهم فاسدون مفسدون ومنا ادلة انهم اولياء انهم يضحكون على العامة فيدخلون في النار ويقولون انظروا نحن لا نحترق فناظره شيخ الاسلام رحمه الله اه تكلم مع كبيرهم وقال انا وانت ندخل الان النار والذي يحترق منا مغلوب فهم هذا الرجل بان ينزع قميصه فقال انتظر حتى نغتسل انا وانت بالماء الحار والخل الحار بعد ذلك ندخل النار يقول اه فقال هذا الرجل من كان يحب الامير هذا حصل في حضر في احد الامراء قال من كان يحب الامير فليأتي كومة حطب قال لا تطول ما يحتاج هذا انما شمعة يسيرة نضع انا وانت اصبعنا هو الذي يحترق مغلوب لكن بشرط ماذا ان يحصل الاغتسال بالماء والخل الحار يقول فوجم وما استطاع ان يصنع شيئا واتضح اتضحت حيلتهم وشيخ الاسلام رحمه الله بينها تبين انهم يدهنون انفسهم آآ دهان من الضفادع من شيء يسمونه حجر الطلق ومن اشياء من هذه يصنعون منها مسحوق او الدهان ويتلون انفسهم وبالتالي فانه ماذا لا تؤثر فيهم النار فطلب شيخ الاسلام ماذا الاغتسال بالماء الحار والخل الحار حتى يزول اثر ذلك ثم ننظر بعد ذلك هل انتم اولياء على انه قال والله حتى لو دخلتم النار فما احترقتم بل حتى لو مشيتم على الماء او طرتم في الهواء لا تكونون اولياء الا بطاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم وصدق رحمه الله كذلك استدلوا ايضا بالشمس قالوا الواحد لا يصدر عنه الا واحد بدليل ان الشمس يصدر عنها ماذا شعاع يصدر عنها شعاع تقول هذه ادلة عليهم. شيخ الاسلام في بعض المواضع بين ان هذا الذي يذكرونه ويستشهدون به انما هو دليل عليهم لا لهم فالشمس لا يكون عنها الشعاع بل لابد من يعني وحدة وحدها بل لا بد من جسم يقبل انعكاس الشعاع عليه واذا حصل حاجز من سحاب او سقف لم يحصل الشعاع تحته. اذا لابد من معاونة ومشاركة ولابد ايضا من زوال المانع وقد بسط هذا في غير هذا الموضع. تكلم شيخ الاسلام كثيرا على هذه القاعدة المزعومة الواحد لا يصدر عنه الا واحد ومن احسن تلك المواضع ما دونه في درء التعارض وفي شرح الاصفهانية وكذلك في مواضع عدة في مجموع الفتاوى في الصفدية في غير ذلك ايضا نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله والمقصود هنا انه لا بد من الايمان بالقدر فان الايمان بالقدر فان الايمان بالقدر من تمام التوحيد كما قال ابن عباس رضي الله عنهما هو نظام التوحيد فمن وحد الله وامن بالقدر تم توحيده. ومن وحد الله وكذب بالقدر نقض الطبيب نقض تكذيبه توحيده. نعم بين المؤلف رحمه الله وها هنا اهمية وعظم الايمان بالقدر وان الايمان بالقدر شيء لا بد منه فلا فلا ايمان من حيث اصله الا بالايمان بالقدر من انتفى عنده الايمان بالقدر فانكره فلا شك انه ليس له من الايمان حظ البتة مهما اتى منا عقائد واعمال لا ينفعه ذلك اذا انكر قدر الله سبحانه وتعالى فان الايمان بالقدر من تمام التوحيد كما قال ابن عباس رضي الله عنهما هو نظام التوحيد فمن وحد الله وامن بالقدر تم توحيده ومن وحد الله وكذب بالقدر نقض تكذيبه توحيده القدر نظام التوحيد هذه كلمة حسنة اه رويت عن ابن عباس رضي الله عنهما ورواها عنه الجماعة من المصنفين في الاعتقاد عبدالله بن احمد في السنة والاجر في الشريعة وابن بطة في الادانة واللالكائي في السنة والفريابي في القدر وغيرهم منا المصنفين في كتب الاعتقاد اخرجوا هذا الاثر عن ابن عباس رضي الله عنهما من طرق متعددة تورث في النفس ظنا بان هذه الكلمة وهذا الاثر له اصل عنه يعني هذه الطرق بجمعها ربما ترقى الى درجة الحسن لغيره كما ان هذه الكلمة القدر نظام التوحيد رؤيت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من حديث ابن عباس يعني روي عن ابن عباس موقوفا ومرفوعا ولكنه لا يصح اخرجه الطبراني في الاوسط وكذلك روي مرفوعا من طريق ابي هريرة رضي الله عنه. كما عند الديلمي وايضا لا يصح كما انه اخرجه آآ ابن بطة عن ابن شهاب الزهري التابعي رحمه الله من قوله المقصود ان هذه الكلمة شائعة عند اهل العلم ويرمونها عن ابن عباس وعن ابن شهاب ويتناقلها اهل العلم فيما بينهم القدر نظام التوحيد يريد بذلك رحمه الله ورضي الله عنه ان القدر ميزان للتوحيد القدر ميزان للتوحيد بمعنى انه لا يستقيم التوحيد الا اذا استقام الايمان بالقدر متى استقام الايمان بالقدر؟ استقام توحيد العبد ولذلك ابن القيم رحمه الله يقول في كتابه شفاء العليل كل دليل دل على التوحيد فهو دليل على القدر ماذا كل دليل دل على التوحيد فانه دليل على القدر وانت اذا تأملت يا رعاك الله وجدت هذا كلاما صحيحا اذا نظرت الى توحيد المعرفة والاثبات تجد انه لا يستقيم توحيد الا بالايمان بالقدر الايمان بالقدر من فروع هذا التوحيد ما الايمان بالقدر اليس ان تؤمن بعلم الله وكتابته ومشيئته وخلقه اليس هذا راجعا الى توحيد المعرفة والاثبات اليس الايمان بالقدر يعني الايمان بعدل الله عز وجل اليس الايمان بالقدر يعني الايمان بكمال الله عز وجل المطلق اليس الايمان بالقدر يعني الايمان بحكمة الله سبحانه وتعالى اذا الايمان بالقدر به يتحقق توحيد المعرفة والاثبات واذا نظرت الى توحيد القصد والطلب تجد ان الايمان بالقدر يحققه ايضا الايمان بالقدر الايمان الصحيح بالقدر الا يعني اتخاذ الاسباب ومن الاسباب الشرعية القيام بما اوجب الله سبحانه وتعالى والكف عما نهى عنه اتباع الاوامر والنواهي وهذا به يتحقق توحيد القصد والطلب اليس كذلك اليس توحيد القصد والطلب هو طاعة الله وحده لا شريك له اذا من اتى الايمان بالقدر حقا فجمع بين القدر والشرع ففعل المأمور وكف عن المنهي الا يكون قد حقق توحيد القصد والطلب اذا صدق رضي الله عنه القدر نظام التوحيد والميزان الذي يوزن به توحيد العبد فهذا يدلك على عظم شأن هذا الباب العظيم وهو الايمان بالقدر نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ولابد من الايمان بالشرع وهو الايمان بالامر ولابد من الايمان بالشرع. لاحظ ان المؤلف قبل نحو ثلاث اربع صفحات كان يقول واما اهل الهدى والفلاح فيؤمنون بماذا بهذا وهذا بهذا الاولى يعني القدر استغرق في بيانها هذه الاربع صفحات والان جاء وقال الايمان بالشرع وهذا الذي ذكره اولا قال ولابد من الايمان بالشرع. نعم تعز احسن الله اليكم قال رحمه الله ولابد من الايمان بالشرع هو الايمان بالامر والنهي والوعد والوعيد كما بعث الله بذلك رسله وانزل كتبه والانسان مضطر الى شرع في حياته الدنيا فانه لابد له من حركة يجلب بها منفعته وحركة يدفع بها مضرته والشرع هو الذي يميز بين الافعال التي تنفعه والافعال التي تضره. وهو عدل الله في خلقه. ونوره بين عباده. فلا يمكن الادميين ان يعيشوا بلا شرع يميز به بينما يفعلونه ويتركونه وليس المراد بالشرع مجرد العدل بين الناس في معاملاته بل الانسان المنفرد لا بد له من فعل وترك. فان الانسان همام وحارث. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم اصدق الاسماء حارث وهمام هو معنى قولهم متحرك بالارادة. فاذا كان له ارادة هو متحرك بها فلا بد ان يعرف ما يريده هل هو نافع له او هل هل هو نافع له او الضار؟ وهل يصلحه او يفسده وهذا قد يعرف بعض وهذا قد يعرف بعض وهذا قد يعرف بعضه الناس بفطرتهم كما يعرفون انتفاعهم بالاكل والشرب وكما يعرفون ما يعرفون من العلوم الضرورية بفطرتهم وبعضه يعرفونه بالاستدلال الذي يهتدون به بعقولهم وبعضه لا يعرفونه الا بتعريف الرسل وبيانه لهم وهدايتهم اياهم. احسنت نبه المؤلف رحمه الله هنا الى انه لابد من الايمان بالشرع الايمان بالشرع ضرورة للعباد باعتبار افرادهم وباعتبار جماعاتهم لا يستقيمون حال الناس افرادا وجماعات ولا يسعدون لا في الدنيا ولا في الاخرة الا بالتزام شرع الله سبحانه وتعالى الانسان مضطر الى شرع في حياته الدنيا ولا شك لا يمكن ان يسعد لا يمكن ان يعيش حياة مطمئنة لا يمكن ان يسود العدل بين الناس لا يمكن ان يعطى كل ذي حق حقه لا يمكن ان يوازن بين الروحي والمادة لا يمكن ان يوازن بين حق الفرد والجماعة لا يمكن كل ذلك الا بالتزام شرع الله عز وجل والاحتكام اليه مهما حاول الناس ومهما بحث الناس عن شيء يلتزمون به من نظام منا قانون من دستور بحيث يعيشون حياة مطمئنة سعيدة يسودها الرخاء والخير والله ما وجدوا شيء يحقق لهم السعادة في الدنيا ما وجدوا من قديم الزمن حدثني اي تلك الانظمة والقوانين والدساتير التي تحقق ذلك اهو قانون زرادشت عن مزدك ام المدينة الفاضلة لافلاطون ام الحكم الشيوعي ام الحكم الرأسمالي ام القوانين الغربية المعاصرة اي ذلك حقق السعادة والرخاء والسكينة والطمأنينة حقق اقصى ما يكون من التوازن بين حاجات الفرد وحاجات الجماعة بين آآ ما يتعلق بالمبادئ والمصالح بينما تعلقوا بالقيم والملذات اي ذلك كان كفيلا بهذا والله ما كان ولا يكون ولن يكون الا ان يكون شرع الله سبحانه وتعالى الا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير افغير الله ابتغي حكما وهو الذي انزل اليكم الكتاب مفصلا الله هو الذي خلق الخلق فهو الذي يعلم ما يسعدهم ويصلح شأنهم حالا ومستقبلا اي سبيل يسلك؟ واي نهج ينهج سوى هذا الحكم الذي حكم به الله سبحانه وتعالى فانه والله لن يوصل الى سعادة تامة ولا الى طمأنينة والى الى استقامة حال لا في سياسة ولا في اقتصاد ولا في اجتماع ولا في نفس ولا في احكام اسرة ولا في اه علاقات اجتماعية ولا في شيء من هذا حتى يلتزم شرع الله سبحانه وتعالى هذا الشرع انما هو وحي من الله سبحانه وتعالى يوحيه الى انبيائه ورسله اذا حاجة الناس الى النبوة الى شرع الله عز وجل اعظم من كل حاجة حتى انها اعظم من حاجتهم الى الطعام والشراب بل والى النفس فان كل شيء مظلم ما لم تشرق عليه شمس النبوة القلوب والاجساد والدول والاعمال والنظم كلها والله مظلمة فاسدة ما لم تشرق عليها نور النبوة والواقع اكبر شاهد على ذلك اذا اذا وجد الناس شيئا يظنون انهم قد حصلوا به منفعة فليعلموا انها منفعة قاصرة قد يدرك الانسان شيئا ينفعه بفطرته كما يعلم ان الماء ينفعه كما ان الطعام ينفعه لكن هذا شيء قاصر لا يشمل كل شيء ثم قد يكسب الفرد او الجماعة نفعا وفائدة حالية لكنها في المستقبل تعود بالويلات يعني لما نظر الناس اول وهلة الى نظام اقتصادي يقوم على الربا وجدوا في بدايات الامر فوائد تعود على طوائف واناس منهم لكن اثر ذلك في المآل كان دمارا اقتصاديا عليهم والناس لا يزالون يذوقون ويلات ذلك اقتصادات عظمى تسقط وتضعف بسبب التزام هذا الامر المنكر المخالف لشرع الله سبحانه وتعالى اين تقارن هذه الانظمة بشرع الله العظيم الذي اعطى كل شيء حقه الذي انزل كل شيء منزلته اللائقة الذي راعى بدقة كلما يسعد الناس الذي حكم بالعدل شريعة تعدل بين قدميك يا عبد الله يا ايها المخلوق المسكين شريعة عدلت بين قدميك تمنعك ان تلبس حذاء في قدم وتترك الاخرى بلا حذاء. يقول لك الشرع ماذا لا تفعل هذا ليس فيه عدل بين القدمين فكيف بما هو اعظم من ذلك شريعة تحفظ حق الحيوان البهيم انت ممنوع من ان تذبح شاة واخرى تنظر اليها انت ممنوع ان تحد سكينك وشاة تنظر اليك الى هذه الدرجة تراعي الشريعة المشاعر وتعطي كل ذي حق حقه وتمنع الظلم ولو دق فكيف بما هو اكبر وكيف بما هو اعظم ولذلك الناظر في كتب الفقه المستمدة من قواعد الشريعة ومقاصدها وادلتها والله انه يرى عجبا عجابا اعظم رقي في الانظمة والقواعد والقوانين وحفظ الحقوق والله ما جاءت به الشريعة اقرأ في كتب الفقه وانظر هل تعلم ان الفقهاء يقولون ان من كان يشتغل بنسج الحرير عن طريق دود القز يقول واجب عليه وجوبا ان يطعم هذا الدود اذا كان يحتفظ بهذا الدود في مكان ولا يطعمه واحتفاظه به يعرضه للهلاك فانه اثم. يجب عليه ماذا ان يطعمه او يتركه النحل من كان نحالا عنده هذه الخلايا للنحل التي يجني منها العسل ان كان حياة النحل تتوقف على بقاء شيء من العسل يتغذى به واجب عليه وجوبا شرعيا ان ان يدع له شيئا من ذلك حفاظا على حياتهم هل رأيتم شريعة هل رأيتم نظاما يهتم بهذه الدقائق يعلمك كل شيء بما يعود عليك بالسعادة والطمأنينة والراحة حتى كيف تنام حتى كيف تلبس حذاءك حتى كيف تدخل دورة المياه حتى كيف تأكل وكيف تشرب كيف تعامل الصغير والكبير والجار واليتيم والارملة والمسكين والاب والام والاخ والاخت هل يوجد نظام يشمل كل ذلك من علاقات الدول بعضها من بعض والى لبس الحذاء هل يوجد شيء من ذلك والله لا يوجد وان وجد فان مرجعه الى شرع الله سبحانه وتعالى استفادوه اما من شريعة الله عز وجل او بالفطرة التي فطر الله الناس عليها الا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير الناس مضطرون لشرع الله عز وجل حتى يعيشوا حياة مطمئنة في الدنيا فكيف اذا تكلمنا عن الحياة الحقيقية الدار الاخرة التي هي الحيوان يعني الحياة الحقيقية ليست هذه تلك الدار الاخرة هي الحيوان فاي سعادة تكون في الاخرة بدون التزام شرع الله عز وجل اسأل الله عز وجل ان يعيننا واياكم على كل خير ان يدفع عنا كل شر وان يعلمنا ما ينفعنا وان ينفعنا بما علمنا وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه اجمعين