ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا اما بعد اعلم ارشدك الله لطاعته ان من ابواب الخير العظيمة التي من دخلها وسلك سبيلها فانه يحسن عاجله ويحصن اجلة حسن الخلق حسن الخلق باب من ابواب الخير العظيمة التي لا ينبغي لمسلم ان يقصر فيها واذا كان هذا مطلوبا من كل مسلم فانه مطلوب من طالب العلم على سبيل التأكيد فان حسن الخلق كان هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو الذي قال الله فيه وانك لعلى خلق عظيم قال انس رضي الله عنه كما في الصحيحين كان النبي صلى الله عليه وسلم احسن الناس خلقا فيا متبع رسول الله صلى الله عليه وسلم يا من يروم ان يكون من المؤتسين به دونك هذا الباب الجليل حسن الخلق حسن الخلق كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو الله عز وجل ان يهديه اليه ففي صحيح مسلم في استفتاح النبي صلى الله عليه وسلم في قيام الليل انه كان انه كان يقول اللهم اهدني لاحسن الاخلاق لا يهدي لاحسنها الا انت واصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها الا انت ماذا تريد تريد الجنة حسن الخلق سبيلها وطريقها قال صلى الله عليه وسلم اكثر ما يدخل الناس الجنة تقوى الله وحسن الخلق لا بل ان حسن الخلق يرفعك الى درجات عظيمة فيها الم يخبر النبي صلى الله عليه وسلم بانه زعيم ببيت في اعلى الجنة لمن حسن خلقه الم يقل النبي صلى الله عليه وسلم ان من احبكم الي واقربكم مني مجلسا يوم القيامة احاسنكم اخلاقا ماذا تريد تريد ان تكون من اهل البر الموصوفين بانهم من الابرار عليك بحسن الخلق قال صلى الله عليه وسلم البر حسن الخلق تريد ان تكون من العباد المتقين عليك بحسن الخلق فانه يبلغك هذه الدرجة الم يقل النبي صلى الله عليه وسلم ان حسن الخلق يبلغ الرجل درجة ان الرجل ليبلغ بحسن خلقه درجة الصائم القائم اذا من اراد السعادة في الدنيا والاخرة فعليه ان يراعي هذا المقام العظيم وهو حسن الخلق ولذا كان السلف رحمهم الله اهل عناية كبيرة بهذا الموضوع حتى انهم كانوا يقولون نحن الى قليل من الادب احوج منا الى كثير من من الحديث ولذا كانوا يجعلون الاخلاق مادة يدرسونها ويتعلمونها كما يتعلمون العلم هذا ابن سيرين التابعي الجليل رحمه الله يقول كانوا يتعلمون الهدي كما يتعلمون العلم الهدي يعني السلوك والاخلاق اذا من اراد ان يكون من اهل اتباع النبي صلى الله عليه وسلم السالكين سبيل السلف الصالح من اراد ان يكون سلفيا بحق فعليه ان يعتني بحسن الخلق ان يجعل حسن الخلق مادة يدرسها. يتعلم امهات الاخلاق الكرم والشجاعة والصدق والعفة الصبر ما الى هذه الاخلاق وما يقرب منها وما يرجع اليها هذه ينبغي ان تتعلمها ان تعرف حقائقها والاسباب الموصلة اليها واحوال المتخلقين بها ورأسهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم اصحابه ثم بقية السلف الصالح ثم ائمة الهدى من بعدهم ثم ان تأخذ نفسك بها وان تروض نفسك عليها فانه ثمة فرق بين ان تعلم الخلق وان تتخلق بالخلق كونك تعرف الشجاعة او الكرم او العفة شيء وكونك تكون شجاعا بالفعل وكريما بالفعل وذا عفة بالفعل هذا شيء اخر هذا يحتاج الى مجاهدة للنفس هذا يحتاج الى صبر ومداومة ومراقبة للنفس فان ارتقاء هذه المعالي والاخذ بهذه الصفات والسجايا الكريمة لا شك انه يحتاج الى معالجة ويحتاج الى رياضة والا لكان الناس كلهم قد بلغوا الى هذه الدرجة لولا المشقة ساد الناس كلهم اذا الامر يحتاج الى معالجة وترويض وقمع لاهواء النفوس وترك للدعة والكسل والراحة اذا هذه وصيتي لنفسي ولاخواني لان هذا المقام الناس في كل زمان محتاجون اليه لكنه في هذا الزمان هم اليه احوج نحن الى حسن الخلق احوج اليه يا اخوتاه لا سيما ما يرجع الى طلاب العلم والى الدعاة الى الله سبحانه وتعالى اسأل الله عز وجل ان يهديني واياكم لاحسن الاخلاق فانه لا يهدي لاحسنها الا هو وان يصرف عنا سيئها فانه لا يصرف عنا سيئها الا هو ان ربنا لسميع الدعاء وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه اجمعين ينتقل بعد ذلك الى الكلام على ما نحن بصدده وهو متابعة درسنا في كتاب التدميرية فاقرأ يا شيخ عبد الله بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لشيخنا وانفعه وانفع به يا رب العالمين قال الشيخ تقي الدين ابو العباس احمد ابن عبد الحليم ابن تيمية رحمه الله تعالى في رسالته لاهل تدمر وفي هذا المقام تكلم الناس في الافعال ان يعرف حسنها وقبحها بالعقل ام ليس لها حسن ام ليس لها حسن وقبح يعرف بالعقل كما قد بسطها كما قد بسط في غير هذا الموضع. وبينا ما وقع في هذا الموضع من الاشتباه فانهم اتفقوا على ان كون الفعل يلائم الفاعل او ينافره يعلم بالعقل وهو ان يكون الفعل سببا لما يجب وهو ان يكون الفعل سببا لما يقبل لما يحبه الفاعل ويلتذ به وسببا لما يبغضه ويؤذيه. نعم الحمد لله وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه ومن والاه اما بعد فان المؤلف رحمه الله قد تكلم كما تذكرون في درس الماظي عن ان الانسان مضطر في حياته الى شرع به يسعد في حياته وفي اخرته تكلمنا عن ان شريعة الاسلام هي الشريعة الحقة المنزلة من عند الله عز وجل هي الشريعة الحاوية لجميع المنافع والمصالح الدنيوية والاخروية والمؤلف رحمه الله ذكر باخر كلامه السابق ان الناس قد يعرفون بعض مصالحهم بفطرتهم وعقولهم الناس قد يعرفون بعض مصالحهم بفطرتهم وعقولهم لكن جميع ذلك على وجه التفصيل لا يمكن ادراكه ولا الاحاطة به الا من طريق الرسل عليهم الصلاة والسلام الا من الوحي الا من شرع الله سبحانه وتعالى كانت هذه مناسبة الى ان لان يعرج المؤلف رحمه الله الى اشارة يسيرة تتعلق بموضوع بموضوع التحسين والتقبيح العقليين وهذه مسألة من المسائل الكبيرة الخلافية التي تعددت فيها الاقوال وكان منهج اهل السنة والجماعة ومذهبهم فيها وسطا بين طرفين كان وسطا بين طرفين كما سيتبين معنا ان شاء الله ويحسن ان نقف وقفة عند هذه المسألة فانه مما يجمل ويحسن بطالب العلم ان يحيط علما بها من حيث معرفة القول الحق والاقوال المخالفة للحق فيها عندنا ها هنا مسألتان عدم ضبط او التفريق بين المسألتين ربما يوقع في شيء من الاشكال عند بعض عند بعض طلبة العلم من جهة انه يرى ان الكلام فيها ربما يكون يعني فيه شيء من الاشتباه والتداخل لكن اذا ميزت انهما مسألتان والثانية ينبني على الاولى فانه يسهل عليك فهم الموضوع ان شاء الله اقول عندنا مسألتان هل الافعال فيها حسن او قبح من ذاتها او ان ذلك راجع الى الامر بها او النهي عنها هل الافعال في ذاتها فيها حسن فيها قبح فيها اوصاف تجعلها حسنة بغض النظر عن كون الشريعة امرت بها او لم تأمر بها او ان هذا الحسن انما مرجعه الى كوني هذه الافعال قد امر الشرع بها هذه مسألة المسألة الثانية كيف يعرف حسن هذه الاشياء بمعنى هل العقل يعرف حسن الاشياء وقبحها او لا يعرف ذلك اذا ثبوت حسن الاشياء في ذاتها او عدم ذلك هذه مسألة وكون العقل يدرك هذا الحسن او القبح او لا يدركه انما المرجع في ذلك الى الشرع هذه ماذا مسألة اخرى فهمنا الان التفريق بين المسألتين دعونا في المسألة الاولى هل بالافعال حسن في ذاتها بحيث تكون سببا للمدح او الذم او الثواب او العقاب او منشأ للمصلحة او المفسدة اوليس الامر كذلك الصواب والتحقيق والذي عليه مذهب اهل السنة والجماعة ان الاشياء والافعال يكون حسنها راجعا الى ذاتها هذه حالة والى ذاتها والامر بها شرعا هذه حالة ثانية والى الامر بها شرعا هذه حالة ثالثة اعيد الافعال والاشياء قد يرجع حسنها الى ذاتها وكذلك قبحها وقد يرجع حسنها ها الى ذاتها والى الامر بها وقد يرجع الحسن بها الى الامر بها يعني هي حسنة لان الشرع امر بها وليس لان فيها في ذاتها ما يقتضي حسنها اذا عندنا كم مثال؟ كم سورة عندنا ثلاث سور اما الامر الاول وهو ان يكون في الافعال آآ حسن في ذاتها فهذا لا شك فيه ولا ريب وان بالافعال ما يقتضي ان تكون اسبابا للمدح او الذم او الثواب او العقاب او منشأ للمصلحة والمفسدة هذا القدر قد يعلمه العقل وكل ما كان حسنا بذاته فان الشرع يأمر به ويحث عليه فهو في ذاته حسن ولما امر الله به ازداد حسنا الى حسن وازدادت المصلحة فيه فوق كونه ماذا مصلحة اذا هناك اشياء هي في ذاتها حسنة قبل ان يأتي الشرع بالامر بها توحيد الله عز وجل وهو الفطرة التي فطر الله الناس عليها لو ترك الناس بدون ان يكون هناك مؤثرات تصرفهم عن توحيد الله عز وجل فانهم سيكونون موحدين لله عز وجل في الجملة كل مولود يولد على الفطرة. اذا التوحيد في ذاته ماذا حسن وجاء الشرع فزاد هذا الحسن حسنا حينما امر به وقل مثل ذلك في الصدق قل مثل ذلك في العدل قل مثل ذلك في الكرم قل مثل ذلك في بقية هذه الامور التي يدرك العقل انها في ذاتها حسنة لا شك في ذلك ولا ريب وانها تقتضي مدحا وثناء وانه يجمل القيام بها هذا لا شك فيه ولا ريب هناك شيء اخر وهو ان يكون حسن الشيء او الفعل راجعا الى ذاته والى والى امر الشرع به يتوارد على ذلك ماذا الامران وذلك في كل ما امر الشرع به مما لم يدرك العقل حسنه كثير من الاوامر الشرعية المأمورات فيها تعبدية اليس كذلك يعني كون صلاة الظهر تكون في هذا الوقت وباربع ركعات وليست ثلاثا ولا خمسا هذا امر وعلم حسنه بماذا بالامر فاتضح ان هذا في نفسه ماذا حسن لا شك كل ما امر الله عز وجل به فلا شك انه ماذا حسن وقد يدركه العقل وقد لا يدركه اذا هذا الامر او هذا الذي امر الله سبحانه وتعالى به توارد عليه كونه حسنا في ذاته وكون الشرع ماذا يعني ظهر كشف الشرع انه حسن فصار حسنا مرجع حسنه الى الامرين مرجوح حسنه الى الامرين الشرع كاشف لحسن الاول الشرع مقرر لحسنه. مؤكد لحسنه اذا تأتي الشريعة مقررة لحسن الاشياء التي حسنها ذاتي وتأتي بصورة اخرى كاشفة لحسنها الذاتي تأتي ماذا كاشفة لحسنها الذاتي. العقل ما تبين له وجهه حسن ذلك لكن لكننا نقطع ان كل فعل الله وكل امر الله وان كل خلق الله عز وجل من جهة اتصاف الله سبحانه وتعالى به فلا شك انه حسن لا شك في ذلك ولا ريب جاء الشرع ها فكشف عن حسن ذلك اذا رجع حسن هذه الافعال الى ذاتها والى الامر بها طيب بقينا في سورة ثالثة وهي ان يكون حسن الفعل راجعا الى الامر بها وليس الى ذاتها عامة الافعال التي تطلب ترجع الى الاول والثاني اما ان تكون معلومة المعنى والمصلحة فيها ظاهرة او كما نقول احكام معللة واما ان تكون ماذا تعبدية العقل لا يستقل بمعرفة المصلحة والحكمة فيها اليس كذلك؟ طيب هناك شيء ثالث هو يعني شيء قليل من جهة الوقوع وهو الاوامر التي كان المقصود منها الامتحان والابتلاء مثال ذلك امر الله عز وجل ابراهيم عليه الصلاة والسلام ان يذبح ابنه اسماعيل. ذبح اسماعيل حسن لا من جهة الفعل لكن من جهة كونه ماذا؟ مأمورا به فالحكمة من ذلك ابتلاء وامتحان ابراهيم عليه الصلاة والسلام. فلما تحققت المصلحة و ظهرت هذه المصلحة باستجابة ابراهيم عليه الصلاة والسلام فلما اسلم وتله للجبين هنا نسخ هذا الحكم واضح لم ينفذ هذا الامر ولم يشأ الله عز وجل ان فاز هذا الامر لانه لا مصلحة في ذبحه ليس في ذبحه ماذا حسن بل لا شك ان ذبحه ماذا؟ من حيث هو امر قبيح لانه بدون ماذا بدون موجب انما كان الحسن في ماذا في الامر كان الحسن في ماذا؟ في الامر. اذا الحسن ها هنا رجع الى الامر بالفعل لا الى الفعلي نفسه وهذه على كل حال صورة يعني قليلة المهم ان نفهم ان حسن الاشياء والافعال قد يرجع الى ذاتها وهذا العقل ماذا يدركه والشرع يقرره ويؤكده ويزيده حسنا الى حسن وقد يرجع الى وقد يرجع الى الامرين والعقل حينئذ لا يكون ماذا؟ مدركا والشرع هو الذي كشف عن الحسن فعاد الحسن الى ذات الفعل والى الامر به وتارة يكون حسن الفعل راجعا الى الامر به فحسب راجعا الى الامر به فحسب اذا تبين لنا هذا نذهب الى المسألة الثانية التي انبنت على المسألة الاولى وهي هل العقل يدرك حسن الاشياء وقبحها ام لا هذه المسألة هي التي اه يطرقونها كثيرا ويبحثونها كثيرا في كتب الاعتقاد او في كتب اصول الفقه عندنا ها هنا آآ كلامه في تحرير محل النزاع اتفقت الفرق والمسألة الان الخلاف فيها حاصل بين اهل السنة والجماعة والمعتزلة والاشاعرة اتفق الجميع على ان العقل يدرك ملائمة الفعل او منافرته يعني كون الفعل ملائما للنفس بحيث يكون سببا لذة يكون مقارنا للذة يلتذ بها ها او يكون مقارنا لالم يتألم به هذا يعلم بالعقل كون الفعل ملائما او منافرا هذا يعلم بماذا بالعقل ماذا نريد بقولنا ملائم انه ملائم او انه منافق يعني انه يقارنه ماذا لذة يلتذ الانسان بها يشعر الانسان بها او انه يقارنه ماذا الم يألم به هذا شيء لا يخالفون فيه لا يخالفون في ان آآ الشراب الحلو البارد هذا ملائم لماذا ملائم للنفس وان القطع اه اليد مثلا او الاصبع اه سكين ان هذا ماذا مؤلم هذا يلائم وهذا ينافر هذا يلتذ به الانسان وهذا يألم به الانسان. هذا قدر ماذا لا يخالف احد في انه ماذا مدرك بالعقل ولذا النافون للحسن والقبح يقولون ان كنتم تريدون بالحسن هذا القدر ونحن نسلم به اذا هذا قدر ماذا لا خلاف فيه اتفقوا ايضا وبعضهم يقول هذا قول اكثرهم وبعضهم ينقل الاتفاق ان ادراك العقل ان هذا كمال وهذا نقص هذا قدر يدرك بالعقل كادراك ان الحياة كمال وان الموت نقص ان العلم كمال وان الجهل نقص هذا المقدار ايضا يسلمون به حتى الذين نفوا حتى الذين نفوا حسن الاشياء وقبحها كما سيأتي مع ان التحقيق ان ما سنتكلم عنه بعد قليل وهو موضع الخلاف في الحقيقة راجع الى الامرين السابقين موضع الخلاف هو هل في الاشياء والافعال اسباب او صفات تقتضي كونها اسبابا للمدح والذم والثواب والعقاب ام لا هل في الاشياء والافعال صفات او خواص تجعلها اسبابا للمدح او الذنب او الثواب او العقاب او ان الامر ليس كذلك هذا هو موضع الخلاف والناس فيه مختلفون في الجملة الى ثلاثة اقوال قول يقول ان العقل لا يدرك حسن الاشياء وقبحها لا يدرك كونها اسبابا للمدح والذم او الثواب والعقاب او عدم ذلك لا يدركه لا فرق عند هذا بين الافعال العقل لا يصل الى ان هذا الفعل فيه شيء يقتضي ذلك بل هو ينكر ان يكون فيه شيء من ذلك اصلا فالاشياء كلها متساوية لا فرق بين التوحيد والشرك ليس في التوحيد شيء يقتضي ان يكون مأمورا به وفي الشرك شيء يقتضي ان يكون ماذا؟ منهيا عنه لا فرق بين ان تصدق او تكذب كلا الفعلين ماذا سواء انما الفرق ان الشرع قال افعل وكان حسنا لان الشرع قال افعل وهذا قال الشرع فيه لا تفعل اذا هو ماذا قبيح وليس فيه شيء يرجع الى ذاته ليس في الكذب ما يقتضي ما يؤهله لان يكون منهيا عنه انما فقط الشريعة ماذا قالت لا تفعل الامر راجع الى امر الله عز وجل مشيئة الله عز وجل اقتضت ان يكون هذا مأمور به وان يكون هذا مأمورا به وان يكون هذا منهيا عنه واضح؟ والا لو عكس الامر لم يكن هناك اي اشكال لو امر بالشرك ونهي عن التوحيد لو امر بالكذب ونهي عنه الصدق لو ابيح السفاح ومنع النكاح لما كان هناك فرق كلا الفعلين ماذا واحد كلا الفعلين ماذا؟ واحد. فليس في هذا شيء او خاصية يكون بها حسنا وليس في هذا شيء يجعله قبيح وبالتالي العقل لا يحسن ولا يقبح العقل لا يحسن ولا يقبح اذا هذا هو المذهب الاول وهو الذي ذهبت اليه الاشاعرة. طبعا هذا المذهب له خلفيات من ذلك ان هؤلاء جبرية ويقولون المجبور لا يأس المجبور على فعل لا يتأتى ان توصف افعاله بحسن او قبح فهو ماذا مجبور هو مفعول به وليس وليس فاعلا طيب عندهم ايضا امر اخر وهو نفي تعليل افعال الله عز وجل. عندهم الله عز وجل لا يفعل لحكمة يحبها سبحانه وتعالى ووجودها احب اليه من عدمها الامر ليس كذلك الله عز وجل عندهم حكيم نعم لكن ليس انه ذو حكمة ويخلق ويأمر ويشرع ويقدر لاجل هذه الحكمة الامر ليس كذلك هو حكيم بمعنى محكم وهو حكيم بمعنى حاكم له الحكم اما ان يكون ذا حكمة فالامر ماذا ليس كذلك هؤلاء ينفون تعليل ماذا افعال الله سبحانه وتعالى بالحكم والمصالح والامر عندهم مرجعه الى محض المشيئة. الامر في ذلك مرجعه الى ماذا محض المشيئة ولا شك ان هذا قول في غاية البطلان والادلة متكاثرة بل يقول ابن القيم رحمه الله كما مفتاح كما في مفتاح دار السعادة ان الادلة على تعليل افعال الله سبحانه وتعالى بالحكم والمصالح نحو من الف دليل وذكر رحمه الله نماذج وطائفة من هذه الادلة اذا فهم هذا الاصل او فهم هذين الاصلين يسهلان عليك فهم هذا القول لماذا قيل به وهذا من اهم الاشياء لطالب العلم ان يعرف اه خلفيات الاقوال اسباب الاقوال الاسس التي التي انبنت عليها الاقوال. لماذا هم يقولون بهذا هم يطردون شيئا اعتقدوه والتزموا به ترده اقتضى الى الوقوع في هذا الامر حتى اصبحوا يعني مخالفين للفطرة التي فطر الله الناس عليها آآ ان الناس كلهم مفطورين ان الناس مفطورون على التفريق بين الصدق والكذب والعدل والظلم وبين حسن الخلق وسوء الخلق فضلا عن التوحيد و والشرك فكيف يقال ان هذه الافعال كلها سواء لا فرق الا ان الشارع قال افعل اذا كان حسنا لا تفعل اذا كان اذا كان قبيحا هذا قول حكايته تغنيه عن بطلانه تغني عن ابطاله هذا قول قابله قول اخر وهو قول المعتزلة هؤلاء اهل تمجيد للعقل وتعظيم له ورفعوه فوق قدره فقالوا العقل يدرك حسن الاشياء وقبحها ويترتب الثواب والعقاب على هذا الادراك العقل ندرك حسن الاشياء وقبحها لم يقفوا عند هذا الحد بل زادوا عليه فقالوا ان هذا الادراك وهذه المعرفة ترتب عليها الثواب والعقاب وعليه لما كان آآ الخير حسنا مدركا بالعقل والشر مدرك آآ بالعقل فمخالف ذلك معاقب ولو لم تقم عليه الحجة الرسالية اثبتوا الحسنى والقبح العقليين لكن مع مبالغة وغلو حتى انهم قالوا ان هذه المعرفة كافية في ماذا في ثبوت الثواب والعقاب والمدح والذنب و ترتب على مقالتهم مفاسد كثير ومنا اعظمها ان القوم صاروا يقولون ان كل ما حسن من العبد حسن من الله سبحانه وتعالى وان كل ما قبح من العبد فانه قبيح بالنسبة لله عز وجل. جعلوا لهم قانونا تحكموا فيه تحكموا به في افعال ربنا سبحانه وتعالى وترتب على هذا اشياء عديدة قالوا ان هذا لا يليق بالله فهو منفي هذا يليق بالله فهو ثابت المرجع في ذلك راجع الى ماذا الى تحسين عقولهم او او الى تقبيح عقولهم في مسائل عدة ترتبت على مقالتهم هذه وليس المقام مقام تفصيل لذلك جاء اهل السنة والجماعة فكان منهجهم منهجا وسطا قالوا بالحق المحض وتركوا الاقوال الباطلة قالوا ان الفريق الاول اصاب في شق واخطأ في شق والفريق الثاني اصاب في شق واخطأ في شق فصار الصواب المحض مع اهل السنة والجماعة اهل السنة والجماعة يقولون العقل قد يدرك حسن الاشياء وقبحها وقد لا يدرك ذلك قد يدرك حسن الاشياء وقبحها وقد لا يدرك ذلك وادراك حسن الاشياء وقبحها اذا ادركه العقل قد يكون على وجه التفصيل وقد يكون على وجه الاجمال فحسب اما المدح والذم او الامر والنهي او الثواب والعقاب فان مرجعه الى الشرع فحسب العقل لا ينبني عليه شيء من ذلك ولا يترتب على حكمه شيء من ذلك فهمنا اعيد اهل السنة يقولون ان العقل قد ها يدرك حسن الاشياء او قبحها وقد لا يدرك ذلك كما مر بنا هذا قريبا اليس كذلك قلنا ان الشرع قد يكون كاشفا يبين في الاشياء حسنا ما كان العقل يدركه قبل بيان الشريعة وحتى فيما يدركه العقل قد لا تكون هذه المعرفة ويكون هذا الادراك على وجه ماذا؟ التفصيل. الشريعة تأتي بماذا بتفصيل ذلك وبيان ما يترتب عليه من المصالح والخير في العاجل او في العاجل اذا العقل قد يدرك حسن الاشياء وقبحها وقد وقد لا يدرك ذلك ولو ادركه قد يكون على جهة التفصيل وقد يكون على جهة الاشمال فحسب اما ما يرجع الى المدح والذم او الامر والنهي او الثواب والعقاب هذا مرجعه الى الشرعي فحسب قال اهل السنة انتم يا معشر الفريق الاول احسنتم في كونكم نفيتم ان يكون مدح او ذم او ثواب او عقاب مبنيا على مبنيا على العقل واخطأتم حينما نفيتم ان يكون العقل ماذا مدركا لحسن الاشياء و وقبحها وانتم يا معشر الفريق الثاني احسنتم من جهة انكم اثبتم ان العقل ماذا يدرك حسن الاشياء وقبحها لكنكم اخطأتم حينما اينما رتبتم على هذا الادراك والمعرفة الثواب والعقاب اذا الحق المحض كان معه منهج اهل السنة والجماعة فحسب طيب ما ادلة اهل السنة على هذا استدلوا بالفطرة والعقل وبالادلة النقلية اما الفطرة والعقل فان اهل السنة يقولون الله سبحانه وتعالى جعل في العقول قدرة على تمييز المصالح والمفاسد والحسن والقبيح كما جعل بمشام الناس تمييزا بين الروائح الحسنة والروائح القبيحة كما جعل في اذواقهم تمييزا بين الطعم الحسن والطعم القبيح. كذلك العقل ماذا يميز بين الحسن والقبيح وهذا الحق انه شيء فطري مدرك بالفطرة وكل من خالف في ذلك فانه اما متكلم بما يجهل او انه معارض معاند لا يمكن ان يقال ان بر الوالدين مثل ها عقوق الوالدين سواء بسواء لا فرق بين هذا وهذا نفس الفعل ليس فيه شيء يميز هذا عن هذا اللهم الا ان الشرع قال افعل لهذا ولا تفعل لهذا هل يقول عاقل بذلك هل يقول عاقل ان تغريق انسان بريء في البحر مثل انقاذ غريق لا فرق بين هذا الفعل وهذا كلاهما سواء اللهم الا ان الشريعة امرت بهذا ونهت عن هذا هل يقول عاقل بذلك لا شك ان هذه مكابرة المخالف في هذا الامر في الحقيقة مكابر وهذا يجعلني اقول التحقيق ان النفات لو التزموا بلوازم قولهم السابق من جهة ان العقل اه يدرك الاشياء من كونها ملائمة او منافرة او انها كمال او نقص لو اعطوا لوازم هذا القول حقه لو اعطوا هذه اللوازم حقها لرجعوا الى مقالة اهل السنة والجماعة بمعنى كل حسن او قبح في الحقيقة بهذه الدنيا وفي هذا الوجود راجع الى مسألة الملاءمة والمنافرة او الكمال والنقص لان كون الشيء سببا للمدح او الذنب هذا قلنا هو ايش موضعه موضع الخلاف اليس كذلك هو عند التحقيق ما ذكروه واتفقوا عليه يعني كونه سببا للمدح والذم هو لانه ماذا ملائم للفطرة التي فطر الله الناس عليها وهذا هو الكمال اذا الحسن او الشيء الحسن عند التحقيق انما هو المصلحة الحكمة الصواب الخير هذا هو في الحقيقة ماذا هو الشيء الحسن وهذا هو الملائم لماذا للفطر التي فطر الله الناس عليها فلو انهم اعطوا هذا القول حقه والتزموا بلوازمه ما كان هناك اه مخالفة لهم مع قول المثبتين واضح طيب اقول من الادلة على ذلك ايضا ادلة الشرع وهذه جاءت على انواع واذكر لك اه قليلا من كثيرها من ذلك الادلة التي دلت على ان في الاشياء ما يجعلها حسنة او قبيحة في حكم العقل من ذلك قول الله عز وجل واذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها ابائنا والله امرنا بها قل ان الله لا يأمر بالفحشاء هذه الاية مرت بنا غير مرة وتكلمنا عن معناها وقلنا ان الفاحشة في هذه الاية ما هي الطواف بالبيت عراة رجالا ونساء عدا قريش ومن ولاها الحمس الله عز وجل يقول ان هؤلاء اذا فعلوا هذه الفاحشة عللوا فعلهم بامرين واذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها ابائنا هذا واحد تناب والله امرنا بها. اما اما الامر الاول فكانوا فيه صادقين نعم هو تقليد اعمى لابائهم فالله عز وجل ما رد هذا القول لكن الشيء الذي كذبوا فيه كونهم نسبوا ذلك الى الله عز وجل فقالوا والله امرنا بها هنا بين الله كذبهم في ذلك فقال قل ان الله لا يأمر بالفحشاء. والمعنى ان الله لا يأمر بما تعلمون وتدركون وتعقلون انه فحشاء هذا يتنافى وكمال الله وعدم وعظمة الله وحكمة الله ولو كان المعنى كما يقول النفاة نفاة التحسين والتقبيح انه فاحشة بمعنى منهي عنه لكان معنى الاية قل ان الله لا يأمر بما ينهى عنه واي فائدة بهذا الكلام؟ هذا امر لا يحتاج الى بيان اليس كذلك؟ معلوم ان الشيء الذي يأمر الله به لا يهنأ عنه ان الذي ينهى عنه لا يأمر به انما هو شيء ماذا وراء ذلك قل ان الله لا يأمر بما تعلمون وتدركون انه ماذا انه فحشاء اذا العقل ماذا يدرك حسن الاشياء وقبحها وقل مثل ذلك في قوله تعالى فيأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث اذا الاية تدل على ان العقل يدرك المعروف ويدرك المنكر يدرك الامر الحسن والامر القبيح الطيبة والخبيث والا لو لم يكن الامر كذلك لكان معنى الاية ماذا ان الله نعم ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث يعني الله يحرم الشيء الذي يحرم الله يحرم الشيء الذي يحرم ويأمر بالشيء الذي يأمر به وهذا ينزه اه احد الناس عنان يتكلموا به في مقام المدح والثناء ثمة وجه اخر من اه الدلالة وهو ما كان يناظر به الانبياء عليهم الصلاة والسلام اممهم فان في كثير من تلك الادلة والمناظرات ما يبين ان الانبياء عليهم الصلاة والسلام كانوا يرجعون الكافرين الى عقولهم فهم يقولون لهم ارجعوا الى عقولكم وانظروا ماذا تحكم بها لتعلموا ان ما انتم عليه باطل وانما ندعوكم اليه حق اعطيك مثالا واحدا تأمل في قول لوط عليه الصلاة والسلام حينما كان يحاجج قومه ائنكم لتأتون الرجال وتقطعون السبيل وتأتون في ناديكم المنكر لاحظ كيف كان الخطاب باستفهام ها انكاري يعني انتم تدركون انكم تفعلون افعالا قبيحة فكيف تستمرون عليها وتدعون الحق الذي جئتكم به الاستفهام الاستنكاري يدل على هذا المعنى الذي ذكرته لك وقل مثل ذلك في وجه اخر من الادلة النقلية وهو ما بينت فيه الشريعة ان الكفار اذا دخلوا النار نعوذ بالله منها انهم يلومون انفسهم انهم ما استفادوا من عقولهم ولا حكموها فيما هم فيه ولذا يقول الله عز وجل في سورة تبارك وقالوا لو كنا ماذا نسمع او نعقل ما كنا في اصحاب الجحيم ما كنا في اصحاب السعير استغفر الله لاحظ معي انهم لاموا انفسهم على شيئين. اولا على عدم اتباعهم على عدم اتباعهم ادلة الشرع ما كانوا ايش يسمعون لكن ليس هذا فقط بل ايضا انهم ما كانوا يعقلون وقالوا لو كنا نسمع او نعقل اذا العقول تدرك حسن التوحيد وقبح الشرك لكن قلبتهم اهواءهم تقليدهم لابائهم ومعظميهم عنادهم واستكبارهم كل ذلك جعلهم اه يعرضون عما يحكم العقل به ويلوح لهم ظاهرا بعقولهم من حسن التوحيد وقبح الشرك و هذا الموضع من كتاب الله عز وجل يفيدنا فائدتين هذه الفائدة التي تبين القول الحق في هذه المسألة وايضا ان هذه المعرفة العقلية او هذا الادراك العقلي لا يكفي في ترتيب الثواب والعقاب ولذلك الملائكة خزنة النار عليهم السلام لما يدخلون لما يدخل هؤلاء الكفار الى النار ماذا يقولون لهم؟ الم يأتكم نذير الم يأتكم نذير اذا الحجة قامت عليهم بماذا بالرسالة قامت عليهم بالرسالة وليس بحكم العقل الله عز وجل من رحمته بعباده انه ما انه ما رتب العقاب على مجرد احكام ماذا؟ العقول. مع ان العقول تدرك حسن التوحيد وقبح الشرك لكن الله عز وجل لا احد احب لا احد احب اليه العذر منه سبحانه وتعالى. قال عليه الصلاة لا احد احب اليه العذر من الله ولذلك ارسل المرسلين مبشرين ومنذرين رسلا مبشرين ومنذرين لان الا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل وما كنا معذبين حتى نبعث رسوله اذا هذا يرد مذهب المعتزلة الذين بالغوا في مسألة التحسين والتقبيح حتى جعلوا العقل ماذا آآ يترتب على حكمه وادراكه الثواب والعقاب. هذا لا شك انه باطل الحق فيما ذكرت لك طيب اذا هذه بعض الادلة التي تدل على المذهب الحق الوسط في هذه المسألة وهو مذهب اهل السنة والجماعة المقام على كل حال آآ فيه بحث اكثر من ذلك لكن المهم عندي ان تفهم الخلاصة ان العقل يدرك او قد يدرك حسن الاشياء وقبحها و اه اما الشرع فانه مستقل لا ينازع ولا يشارك بالمدح والذنب بالثواب والعقاب في الامر والنهي في كثير من التفاصيل المتعلقة ببيان المصالح في الدنيا والاخرة هذه مرجعها الى ماذا الى الشرع فحسب هذه استقل بها الشرع والله تعالى اعلم اعد لو تكرمت الله اليكم قال رحمه الله وفي هذا المقام تكلم الناس في الافعال هل يعرف حسنها وقبحها بالعقل ام ليس لها حصن وقبح يعرف بالعقل فما قد بسط في غير هذا الموضع وبينا ما وقع في هذا الموضع من الاشتباه فانهم اتفقوا على ان كون الفعل يلائم الفاعل او ينافره يعلم بالعقل هذه مسألة يعني ذكرناها سابقا وقلت لكم يعني حتى الموضع الخلافي في الحقيقة يرجع الى ذلك ولذلك شيخ الاسلام نصفي مجموع الفتاوى في المجلد الثامن على انه ليس في الوجود حسن الا هو ملائم ولا قبيح الا هو منافق لو اعطى الامور حقها لادركوا هذا نعم الله اليكم قال رحمه الله هو ان يكون الفعل سببا لما يحبه الفاعل ويلتذ به. وسببا لما يبغضه ويؤذيه وهذا القدر يعلم بالعقل تارة وبالشرع اخرى حتى هذا القدر الذي ذكروه الحق ان المقام فيه تفصيل يقول وهذا القدر وهذا القدر يعلم بالعقل تارة يعلم بالعقل والشرع يؤكد ويقرر ويزيده حسنا الى حسن نعم قال وهذا القدر يعلم بالعقل تارة وبالشرع اخرى وبهما جميعا اخرى. هذا تكلمنا عنه انه قد يستقل الشرع بماذا ببيانه و يقول بهما جميعا اخرى هذا فيما اذا ادرك العقل حسنا او قبحا اجماليا فتأتي الشريعة تبين ذلك ماذا على وجه التفصيل فيما يرجع الى المنافع الدنيوية او الى المنافع الاخروية. اذا المرجع احيانا يكون ماذا الى ماذا الى الامرين نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله لكن معرفة ذلك على وجه التفصيل ومعرفة الغاية التي تكون عاقبة الافعال من السعادة والشقاوة في الدار الاخرة لا الا بالشرع وما اخبرت به الرسل من تفاصيل اليوم الاخر وامرت به من تفاصيل الشرائع لا يعلمه الناس بعقولهم. كما ان ما اخبرت به الرسول من تفصيل اسماء الله وصفاته لا يعلمه الناس بعقولهم. وان كانوا قد يعلمون بعقولهم جمل ذلك. نعم كما قلنا الشريعة مستقلة بالمدح والذنب بالايجابي اه او التحريم بالوعد او الوعيد اه بما يرجع الى تفاصيل كثير مما ينتفع الناس به كما مثل لك المؤلف رحمه الله الناس احوج ما يكونون في سعادتهم الدنيوية والاخروية الى معرفة الله سبحانه وتعالى باسمائه وصفاته العقل يهتدي الى جمل من ذلك ولا يهتدي الى تفاصيل ذلك العقل قد يهتدي العقل يهتدي الى جملة الجزاء الاخروي وان هناك ماذا دارا فيها جزاء وعقاب لكن تفاصيل ذلك مرجعه الى الشرع اذا عطفا على ما ابتدى به المؤلف رحمه الله الناس محتاجون الى شريعة الناس محتاجون الى شريعة لا يمكن ان تكون لهم سعادة ولا طمأنينة ولا رخاء الا اذا التزموا شرع الله عز وجل لانه هو الذي يعلم سبحانه وتعالى ما يصلحهم وما تفسد به احوالهم الا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وهذا التفصيل الذي يحصل به الايمان وجاء به الكتاب مما هو دل عليه قوله تعالى هذا التفصيل الذي يحصل به الايمان وجاء به الكتاب مما هو دل عليه قول وجاء به الكتاب هو احسن وجاء به الكتاب هو مما دل عليه قوله تعالى وكذلك اوحينا اليك روحا من امرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا قوله تعالى قل ان ضللت فانما اضل على نفسي وان اهتديت فبما يوحي الي ربي انه سميع قريب. وقوله تعالى قل انما قل انما قل انما انذركم بالوحي. نعم. اذا هذا يفيدنا فائدة وهي ان الفطرة والعقل تدرك فيما يرجع الى سعادة ابن ادم في الدنيا والاخرة الجمل الاشياء ايش الاجمالية لكن هذه وحدها لا تكفي اذا لابد من وحي لابد من رسالة لابد من شريعة فانه لا يمكن ان تدرك اسباب السعادة في الدنيا والاخرة ولا يمكن الوصول لذلك الا بان يكون العلم مفصلا التفصيل حظ الشريعة لاحظوا العقل التفصيل في كل شيء في كل ما ينفع الناس في كل ما تكون مصلحتهم فيه وفي ضد ذلك معرفة ضد ذلك هذا لا يمكن ان يستقل العقل به اذا الناس مضطرون اضطرارا الى ماذا الى وحي الله الى النبوة والرسالة الى شرع الله سبحانه وتعالى لعل هذا القدر فيه كفاية ونكمل ان شاء الله بدرس اه الليلة القادمة ان شاء الله والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه اجمعين