بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر شيخنا وانفعه وانفع به يا رب العالمين. قال شيخ الاسلام رحمه الله تعالى في رسالته لاهل تدمر والفناء يراد به ثلاثة امور احدها هو الفناء الديني الشرعي الذي جاءت به الرسل ونزلت به الكتب هو ان يفنى عما لم يأمر الله به بفعل ما امر الله به فيفنى عن عبادة غيره بعبادته وعن طاعة غيره بطاعته وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم. وعن التوكل على غيره بالتوكل عليه وعن محبة وعن محبة ما سواه بمحبته ومحبة رسوله صلى الله عليه وسلم. وعن خوف غيره بخوفه بحيث لا يتبع العبد هواه بغير هدى من الله وبحيث يكون الله ورسوله احب اليه مما سواهما كما قال تعالى قل ان كان اباؤكم وابناؤكم واخوانكم وازواجكم وعشيرتكم واموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها احب اليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيل سبيلي فتربصوا حتى يأتي الله بامره. فهذا كله هو مما امر الله به ورسوله صلى الله عليه وسلم. الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان اما بعد بعد يتكلم المؤلف رحمه الله في هذا الموضع عن مصطلح الفن وما يصح منه وما لا يصح. وهذا الموضع آآ هو الموضع المتكرر في الكلام عن هذا الموضوع في هذا الكتاب انه قد سبق معنا الاشارة اليه فيما مضى وعرفنا حينها ان الفناء عند القوم مصطلح يطلق على ثلاثة انواع من الفناء. فناء الكاملين. وهو الفناء عن عبادتي او ارادة السواء. وفناء الناقصين. وربما كانوا ضالين وهذا هو الفناء عن شهود السواء. والنوع الثالث هو فناء الكافرين الملحدين وهو الفناء عن وجود السواء. وآآ هذا المصطلح على كل حال يحتاج الى وقفة فان صلح الفنائر ليس واردا في كتاب الله ولا في سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ولا تكلم به فيما فاعلم احد من الصحابة او التابعين او ائمة الهدى المعروفين والذهبي في السير ذكر في ترجمة ابي سعيد الخراز المتوفى سنة ست وثمانين ومئتين وقيل سنة سبع وسبعين ومئتين قال رحمه الله في ترجمته يقال انه اول من تكلم في علم الفناء والبقاء ثم عقب على ذلك بقوله فاي سكتة فاتته؟ فاي سكتة فاتته اراد خيرا فتولد امر كبير. حتى صار حجة لكل ملحد. هذا كلامه او معناه تعامل اهل تعامل اهل السنة والجماعة مع هذا المصطلح. قاعدة واضحة عندكم وهي التي سار عليها شيخ الاسلام رحمه الله لما كان هذا المصطلح مصطلحا مجملا حمالا لاوجه بعضها حق وبعضها باطل فانه لم يكن لاهل السنة والجماعة ان يحكموا عليه حكما واحدا بالقبول او بالرد. انما مسلكهم في ذلك هو الاستفصال عن المعنى ثم بناء الحكم بالقبول او الرد بناء على ذلك وهذا الذي فعله شيخ الاسلام رحمه الله وكذلك فعل تلميذه ابن القيم رحمه الله وهو انهم يقسمون ويذكرون ما يعرفون من كلام هؤلاء في هذا المصطلح فيصحح المعنى الصحيح ويبطلون المعنى الباطل. اذا في مقام التقرير اهل والجماعة لا يستعملون هذا المصطلح. وهم في غنى عنه. بكلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم لكن ما الحيلة مع قوم يستعملون ذلك؟ ويتداولون هذا المصطلح فيما بينهم هنا اهل السنة يتكلمون في هذا المصطلح فيخاطبون هؤلاء قائلين ان كان ولابد من الكلام في الفناء فاعلموا ان ان ثمة فناء حقا هو الفناء عن ما سوى الله سبحانه وتعالى. ان كنتم اصحاب فناء فدونكم هذا الفناء. هذا هو الذي يسلكه اهل السنة والجماعة في هذا المقام. وبالتالي فانهم يبينون ان ما سوى ذلك آآ من آآ ثناء عن شهود السوى بمعنى ان الانسان يغيب بمشاعره واحاسيسه عن كل ما حوله من المخلوقات لانه لا يشاهد الا قدرة الله سبحانه وتعالى ومشيئته ونفوذ امره فهذه حالة قد ترد على بعض الناس يغيب بوعيه عن كل ما حوله بسبب بهذا الامر وهذا كما قلنا مرجعه اما الى ضعف في العلم او الى ضعف في القلب اذا كملوا المؤمنين الاقوياء في علمهم وفي قلوبهم وايمانهم. ما كانوا يقعون في هذا هذا الفناء. هذا النبي صلى الله عليه وسلم كان اذا قام يصلي فانه يسمع بكاء الصبي فيخفف رحمة بامه. فما كان يغيب هذه الغيبة ويستلم هذا الاصطلام ويفنى هذا الفناء. ناهيك عن كون هذا الفناء مدرجة. الى مقالة الاباحية كما سيأتي الكلام عن ذلك قريبا ان شاء الله. واما الدرجة الثالثة فتلك السم يقاتل والموت الاحمر ذاك الكفر الذي ليس بعده كفر. وهو اعتقاد الفناء اه عن وجود السوى فليس ثمة خالق ومخلوق بل ما ثم اثنان ابدا انما هو واحد فالله عز وجل عند هؤلاء كل شيء تعالى عن ذلك علوا كبيرا. اذا طريقة اهل السنة بالتعامل مع هذا المصطلح انه في مقام التقرير يستغنون عنه وليسوا بحاجة اليه. واما في حال من يستعمله او اذا كان المقام مقتضيا لذلك فانه يفصلون ولا يجملون. يفصلون ولا على كل حال المعنى الحق مقبول. سواء سمي فناء او لم يسمى. اذا كان الفناء هو النوع الاول وهو الفناء عن ارادة السواء او عبادة السواء فلا شك ان هذا هو التوحيد وان هذا هو الايمان. سمي فناء او لم يسمى. فالعبرة بالحقائق والمعاني لا الفاضي والمباني قال رحمه الله والفناء يراد به ثلاثة امور احدها وهو الفناء ديني الشرعي الذي جاءت به الرسل ونزلت به الكتب. وهو ان يفنى عما لم يأمر الله عز وجل بفعل ما امر الله به. فيفنى عن عبادة غيره بعبادته وعن طاعة غيره بطاعته وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم الى اخر ما ذكر رحمه الله هذا النوع هو الذي كان يتكلم به كبار القوم ولذا شيخ الاسلام رحمه الله في رده على الشاذلي قال ان هذا النوع هو الذي كان يتكلم به المشايخ الكبار كالشيخ عبد القادر وغيره. يعني ما كان يتكلم به الشيخ عبد القادر الجيلاني وامثاله ممن هم في منأى عن الوقوع في بدع هؤلاء الصوفية الشيخ عبد القادر له المقام الحسن المحمود عند اهل السنة والجماعة وكان على مذهب الامام احمد الله فعقيدته عقيدة صحيحة. وتبقى ان هناك بعض المصطلحات والكلمات المجملة التي وقع فيها رحمه الله لكنه في الجملة يسير على طريقة اهل السنة والجماعة. كان يتكلم بمصطلح الفناء فتكلم عن هذا النوع لا غير كان يتكلم عن هذا النوع لا غير. ويشبه ذلك ايضا ما نقل الذهبي رحمه الله في السير عن القرنيسني وهو احد كبار مشايخ القوم متوفى سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة. حينما قال علم الفناء والبقاء يدور على اخلاص في الوحدانية وصحة العبودية. اخلاص الوحدانية وصحة العبودية. وما كان غيره وما كان غير هذا فهو من المغالطة والزندقة. فهو من المغالطة والزندقة. فهذا من بعض يشهد تواضع او مواضعة بعض الناس على استعمال الفناء بهذا بهذا المعنى وهذا المعنى لا يخالف فيه احد بل هذا هو حقيقة التوحيد والايمان فيفنى عن التوكل على غير الله بالتوكل على الله وعن محبة غيره بمحبته سبحانه وتعالى وعن الرجاء في غيره بالرجاء فيه وهلم جرا والله عز وجل اعلم نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله واما الفناء الثاني فهو الذي يذكره بعض الصوفية وهو ان يفنى عن شهود ما سوى الله تعالى فيفنى بمعبوده عن عبادته وبمذكوره عن ذكره وبمعروفه عن معرفته حيث قد يغيب عن شعوره بنفسه وبما سوى الله فهذا حال ناقص قد يعرض لبعض السالكين وليس هو من لوازم طريق الله ولهذا لم يعرض مثل هذا للنبي صلى الله عليه وسلم والسابقين الاولين ومن جعل هذا نهاية السالكين فهو ضال ضلالا مبينا. وكذلك من جعله من لوازم طريق الله فهو مخطئ بل هو من عوارض طريق الله التي تعرض لبعض الناس دون بعض. ليس هو من اللوازم التي تحصل لكل سالك. تكلمنا سابقا عن هذا النوع مرة وتكرر البحث فيه ولا حاجة لاعادة الكلام في ذلك. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله واما الثالث فهو الفناء عن وجود السوى. بحيث يرى ان وجود المخلوق هو عين وجود الخالق. وان الوجود واحد بالعين. فهذا قول اهل والاتحاد الذين هم من اضل العباد. لا شك في ذلك ولا ريب. القوم عندهم ان الوجود واحد بالعين. يعني وجود هذا هو عين وجود هذا. وجودك هو عين وجود اخيك. هو عين وجود هذه السارية. هو عين وجود الله سبحانه تعالى الاختلاف فقط في الصور. الاختلاف في ذلك كاختلاف امواج البحر والحقيقة واحدة. الحقيقة يقولون واحدة اي كفر اعظم من هذا الكفر؟ نعوذ بالله منه من حال ومن حال لاهله نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله واما مخالفتهم لضرورة العقل والقياس فان الواحد من هؤلاء لا يمكنه ان يطرد او لا شك ان هذه الكلمة ليست راجعة الى اقرب مذكور وهو الفناء الثالث انما كلامه عن ها الفناء الثاني. لان هذا هو الذي تمسك آآ تكلم عنه قبل قليل قبل ان يدخل في هذه الالماحة والفناء يراد به ثلاثة امور هذه جملة معترضة. والا الكلام كان متعلقا بما قبل ذلك وهو ما وقع فيه بعض اصحاب هذا الفناء والاصطلام ونحو ذلك وهو الفناء في توحيد الربوبية ما وقعوا فيه من زعم عدم التمييز اسمع من زعم عدم التمييز بين الاشياء. فبين الشيخ رحمه الله ان هذا مخالف الحس والعقل. الان يستطرد في بيان حال اولئك. الذين يزعمون انهم اذا وصلوا الى مرحلة الاصطلام والفناء او الوصول الى عين الجمع فانه يسقط عندهم التمييز بين الاشياء فهذا الذي اه اراد المؤلف رحمه الله ان يزيده بيانا في هذه الجملة اعد الله اليكم قال رحمه الله واما مخالفتهم لضرورة العقل والقياس فان الواحد من هؤلاء لا يمكنه ان يطرد قوله فانه اذا كان مشاهدا للقدر من غير تمييز بين المأمور والمحظور فعومل بموجب ذلك مثل ان يضرب ويجاع حتى يبتلى بعظيم الاوصاب والاوجاع فان لام من فعل ذلك به وعابه فقد نقض قوله. وخرج عن اصل مذهبه. وقيل له هذا الذي فعله مقضي مقدور. فخلق الله وقدره ومشيئته متناول لك وله وهو يعمكما فان كان القدر حجة لك فهو حجة لهذا والا فليس بحجة لا لك ولا لك فقد تبين بضرورة العقل فساد قول من ينظر الى القدر ويعرض عن الامر والنهي. ويعرض ويعرض عن الامر والنهي. لا شك في ذلك ولا طيب الذين يزعمون انهم اذا وصلوا الى هذه الدرجة من الفناء فانه يسقط عندهم التمييز فلا يرون الا قدر الله سبحانه وتعالى شاملا لكل شيء. وبالتالي تستوي الاشياء عندهم. قلنا ان هذا كذب ان كان الانسان يعي ما يقول. حال كل واحد من هؤلاء بالضرورة تقتضي انه يفرق بينما اصلحوا للاكل وما لا وما لا يصلح يفرق بين لحم وحجر. اليس كذلك؟ والمقتضي آآ عفوا ولازم انه لا ينبغي ماذا؟ التفريق بين هذا وهذا. كذلك السم والماء العذب الزلال ينبغي ان يكون شيئا عندهم لانه قد سقط التمييز بين الاشياء. ولذلك حينما يزعمون انهم في الافعال يستسلمون لقدر الله سبحانه وتعالى هم كذبة. لا يمكن لاحد ان يطرد هذا المذهب مستحيل. ان يطرد انه يستسلم لقدر الله سبحانه وتعالى مهما كان. وانا اتكلم الان عن القدر الذي يمكن ان يدافع ولذلك اذا كان قد بقي حيا الى اللحظة التي يتفوه فيها بهذا الكلام فان هذا يعني انه كان يأكل اذا جاع ويشرب اذا عطش وهذا يعني انه كذب في دعواه. هذا يعني انه كاذب في دعواه والا فكان الواجب عليه ان يستسلم لقدر الجوع. اليس هذا قدر الله؟ اذا كان الواجب عليك ماذا؟ ان تستسلم وتنتظر حتى تخرج روحك من بدنك والطعام على بعد خطوة واحدة منك. لكن لان الله قدر هذا كان الذي ينبغي عليك ماذا؟ ان تستسلم لقدر الله عز وجل فلا تفزع الى الاكل فلا تفزع الى الاكل ولا الى الشرب ولا الى كل ما يصلح شأنك. اذا هذا ولا شك كاذب ان كان يعي ما يقول. وان كان يهرف اه بما لا يعرف فانه يكون حينئذ ضالا يكون جاهلا ضالا. وآآ هذه المسألة لا ينبغي ان نتنبه فيها الى ان مقالة هؤلاء تعلقت بنفي التمييز بين الاشياء. في امور الدنيا فلا شك ان هذا يدور بين الكذب و الجهل. اما ان تعلق انتفاء التمييز في الامور الشرعية الدينية فلا شك ان هذا ضلال مبين. وقد اجمع المسلمون قاطبة. على ما علم من الدين بالضرورة من ان من سوى بين الشرك والتوحيد. فقال كلاهما سواء. من سوى بين طاعة الله ومعصية الله. فقال لا فرق بين الامرين. لا شك ان هذا كفر بالله سبحانه وتعالى ولذا اذا زعم هؤلاء ان ثنائهم قد اوصلهم الى هذه الدرجة وهي سقوط فيما يتعلق بالاوامر الدينية الشرعية فلا شك انهم قد وقعوا في واد واسع من الكفر بالله سبحانه تعالى الذي يقول ان السجود لله وان السجود للصنم سياب لان هذا وهذا واقع بقدر الله فلا شك في ماذا؟ في كفره. ولاجل هذا هؤلاء الذين ركعوا في هذا الحمى وقعوا في هذه الاباحية الكفرية العظيمة. وهذا من اخطر ما كونوا من الوقوع في هذا النوع من الفناء انه مدرجة الى الاباحية والكفر فيزعم احدهم انه قد سقط عنه التمييز فكل ما يقع فانه محبوب لله سبحانه وتعالى حتى يقول قائلهم اذا كنت قد عصيت الامر فقد اطعت القدر. فقد اطعت القدر. لا شك ان هذا ضلال مبين بل هذا كفر بالله سبحانه وتعالى. والمؤلف رحمه الله اه حكى عنه تلميذه ابن القيم في اوائل الجزء الثالث من مدارج السالكين مناظرة حكى عنه مناظرة جرت بينه وبين احد هؤلاء الاباحية الذين قالوا الذين كانوا يزعمون التسوية بين كل ما يقع فكل ما يقع فانه مراد الله عز وجل فكيف اكره مراد الله؟ يقول قال هذا الشخص وكان مقدما في قومه قال ان المحبة تقتضي حرق كل ما سوى مراده للمحبوب من القلب. وكل ما في الكون مراد له. فاي شيء اكره؟ يقول محبة صادقة تقتضي ان تحرق من قلبك كل مراد ينافي ماذا؟ مراد المحبوب. وكل ما في الكون فهو مراد لله عز وجل اذا هو محبوب له. اذا ليس لي ان اكره شيئا مما يقع فهمنا يا جماعة؟ قبل ان اذكر كلام شيخ الاسلام انبه هنا الى مغالطة هؤلاء المغالطة هي في قوله وكل ما في الكون فهو مراد له. هذه الكلمة مجملة ما الذي تريد؟ اتريد ان كل ما في الكون مراد لله عز وجل؟ الارادة الشرعية التي تقتضي محبة الله سبحانه وتعالى فلا شك ان هذا كذب وضلال. ليس كل يقع في الكون فهو محبوب لله عز وجل. فالله قد قدر اشياء يبغضها ويكرهها. قدر وجود ابليس والكفر والمعاصي وقدر اشياء اشياء كثيرة من انواع الشرك والالحاد ولا شك ان هذا كله مبغوض لله سبحانه وتعالى لكن لله حكمة في ماذا؟ في تقدير ذلك كما تكلمنا عن هذا في درس البارحة. و بالتالي ان كان هذا هو المراد وهذا هو المقصود فلا شك انه ماذا؟ ضلال. اما ان كان المراد ان كل ما في الكون فانه مراد لله عز وجل الارادة الكونية فهذا حق لكن ليس كل شيء شاءه الله وقدره فانه محبوب لله عز وجل. فالله سبحانه قد يشاء ما لا يحب. وقد يحب ما لا يشاء. انتبه لهذا الامر فانه يكشف كثيرا من الاشكالات امام عينيك. الله سبحانه قد شاؤوا ما لا يحب. وقد يحب ما لا يشاء. ولاجل هذا هذا الانسان قد وقع في هذه المغالطة حينما قال ان المحبة تحرق من القلب كل مراد سوى مراد المحبوب هذا صحيح ان كان المقصود. الارادة الشرعية. وعقب على هذا بان ادخل كلمة وكل ما في الكون فهو مراد لله عز وجل. فانظر كيف كان هذا الخلط في هذه المعاني العظيمة سببا في وقوع هذا الضلال الكبير. الارادة في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ليست شيئا واحدا انما هي ارادتان قد تجتمعان وقد تفترقان قد تجتمعان وقد تفترقان. الارادة الكونية شيء والارادة الشرعية شيء اخر المقصود ان هذا الانسان لما قال ما قال قال له شيخ الاسلام رحمه الله افرأيت ان كان محبوب قد ابغض اقوالا وافعالا واقواما وطردهم ولعنهم فاحببتهم افتكون وليا له او عدوا له يقول ابن القيم فكأنما القم حجرا. ارأيت ان كان هذا الذي تحب قد ابغض اقوالا وافعالا واقواما وطردهم ولعنهم فاحببتهم. اتكون حينها مواليا او معاديا له. كل منصف سيعلم الجواب. هذا الامر في غاية الخطورة وهو منا اسوأ المفاسد التي تترتب على الوقوع في هذا الفناء هو الوصول الى الاباحية حتى يقول قائلهم اصبحت منفعلا لما يختاره مني ففعلي كله طاعات ما صدر منه فانه ماذا؟ طاعة حتى لو كان اعظم الكفر والفسوق. نسأل الله السلامة والعافية. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله والمؤمن مأمور بان يفعل المأمور ويترك المحظور ويصبر على المقدور وكما قال تعالى وان تصبروا وتتقوا ولا يضركم كيدهم شيئا فقال تعالى في قصة يوسف انه من يتق ويصبر فان الله لا يضيع اجر المحسنين. فالتقوى فعل ما امر الله به وترك ما نهى الله عنه هذه جملة عظيمة ومفيدة وينبغي على كل مسلم ان يلاحظها يقول الشيخ رحمه الله والمؤمن مأمور بان يفعل المأمور ويترك المحظور ويصبر على المقدور. هذه يبدو ان الشيخ رحمه الله اما انه استفادها من كلام او من بعض كلام الشيخ عبدالقادر الجيلاني او ان هذا كان من توارد الخواطر. فالكلمة تشبه تلك الكلمة التي قالها الشيخ عبدالقادر. واحسن لهما في ايرادها. المؤمن مأمور بان يفعل المأمور. ويترك المحظور ويصبر على المقدور هذه الكلمات الثلاث ترجع اليها كل قواعد الشريعة الدين يرجع الى هذه القواعد الثلاثة ولن ولا انفكاك لمكلف عنها حتى يسقط عنه التكليف بما ان نفسه يتردد بين جنبيه. وبما ان عقله ثابت فانه لا ينفك عن هذه الامور الثلاثة فعل للمأمور وكف عن المحظور وصبر على المقدور والمراد ها هنا الصبر وعلى المقدور المؤلم الصبر على المقدور المؤلم. هذه الامور الثلاثة يحتاج الانسان في حياته منذ ان يكلب منذ ان يكلف والى ان يغادر هذه الحياة. فانه يدور على ثلاث احوال ان يكون في مقام طلب الامر ان يتوجه اليه امر من الله سبحانه وتعالى وهنا لا يسع هذا الانسان الا ان يستجيب لله سبحانه وتعالى. يا ايها الذين امنوا استجيبوا لله وللرسول اذا دعاكم لما يحييكم. اذا متى ما توجه الامر توجه امر الله او امر رسوله صلى الله عليه وسلم اليك فليس للانسان خيار ان يعرض عن ذلك وان يستكبر عنه وما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قضى الله ورسوله امرا ان يكون لهم الخيرة من امرهم. والامر حتى يكون الانسان مستجيبا فيه للامر لابد ان يصحبه ثلاثة اشياء. قيامك بالامر لا ينفعك حتى يجتمع مع هذا القيام ثلاثة اشياء. اولا ان تحب هذا الامر فان من المعلوم عندكم ان من نواقض الاسلام بغض ما جاء به رسول الله صلى صلى الله عليه وسلم كما في الناقض الخامس من نواقض الاسلام بغض شيء مما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم. فان من ابغض شيئا مما به النبي صلى الله عليه وسلم ولو عمل به فقد كفر بالاتفاق. الامر الثاني لا بد ان يصحب قيامك بهذا الامر اخلاص لله سبحانه وتعالى. والا فانه لا ينفعك ذلك. قل لمن لا يخلص لا يتعب الامر الثالث ان يكون قيامك بالامر وفق شرع الله ورسوله صلى الله عليه وسلم عز وجل يطاع بما يحب ولا يطاع بما تحب. اذا لابد ان يكون قيامك بالامر في ضوء كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. لا بد من اتباع لابد من ان تقيد قيام بالامر بما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم. فمتى ما اجتمعت هذه الامور مع قيامك بالامر؟ فان آآ قيامك بهذا قيام صحيح نافع. الامر الثاني ان تكون في مقام الانتهاء في وقت او حال مشرف فيه على الوقوع فيما حرم الله عز وجل. الواجب في حقك هو ان تكف عن ذلك وان تنهى نفسك عن هواها. والامر الثالث انه اذا نزل قدر الله عز وجل المؤمن ان تصبر. اذا نزل قدر الله المؤلم ان تصبر. هذه الامور الثلاثة عنوان سعادة ابن ادم هي ما امر الله عز وجل به وما حث عليه و اه كثير من اوامر الشرع تدور عليها. من ذلك الاوامر التي جاء فيها اقتران التقوى بالصبر. كما اورد المؤلف رحمه الله ايتين الاولى في سورة ال عمران. وان تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدكم شيئا الثانية في سورة يوسف انه من يتق ويصبر فان الله لا يضيع اجر المحسنين. وكل موضع في القرآن. جاء في بهذا الاقتران بين التقوى والصبر فانه دليل على لزوم هذه الامور الثلاثة. لان التقوى ليست الا فعل المأمور والكف عن المحظور. وبالتالي اشتملت التقوى على هذين ويبقى الصبر وهو المأمور الثاني الذي امر الله به. وهذا في كتاب الله يرحمك الله. وهذا في كتاب الله عز وجل قد جاء في مواضع من ذلك ما ذكر الشيخ رحمه الله من هذه الاية من سورة ال عمران وسورة ال عمران فيها اربعة مواضع فيها اقتران التقوى بالصبر. والموضع الخامس هو هذا الذي بين ايدينا في سورة يوسف. واذا اضفت الى هذه المواضع وامكن ان نقول انه يدخل في هذا الاستدلال ما اه جاء في سورة هود فاصبر ان العاقبة للمتقين اذا صح لنا ان نقول ان الاستدلال بها كالاستدلال بما سبق فهذا موضع ونحو هذه الاية جاءت ايضا في سورة اه في سورة الاعراف فصارت المواضع ها سبعة والله عز وجل اعلم. نعم. والمؤمنون. احسن الله اليكم. قال رحمه الله. والمؤمن مأمور بان يفعل المأمور ويترك ويصبر على المقدور. وهؤلاء الذين يزعمون سقوط التمييز ليس عندهم واحد من هذه الامور الثلاثة. لانه لا تمييز بين مأمور ومحظور. واما الصبر فهم يزعمون انه قد زال شعورهم. فاي صبر اذا ان تصبر يعني ان يكون هناك شيء ماذا؟ مؤلم. تحجز نفسك عن ما حرم الله سبحانه وتعالى بقلبك بلسانك وبجوارحك هذا هو حقيقة الصبر. وهؤلاء اصلا يزعمون انه لا شعور بالتالي على اي شيء يصبر. انت تصبر على ماذا؟ على ما تألم منه وهؤلاء يزعمون انه لا الم اصلا. نعم. احسن الله اليكم. قال رحمه الله والمؤمن مأمور بان يفعل المأمون ويترك المحظور ويصبر على المقدور كما قال تعالى وان تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا. وقال تعالى في قصة يوسف انه من يتق اصبر فان الله لا يضيع اجر المحسنين. فالتقوى فعل ما امر الله به وترك ما نهى الله عنه. ولهذا قال تعالى فاصبر ان وعد الله حق واستغفر لذنبك وسبح بحمد ربك بالعشي والابكار. فامره مع الاستغفار بالصبر فان العباد لابد لهم من الاستغفار اولهم واخرهم قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح يا ايها الناس توبوا الى ربكم هو الذي نفسي بيده اني لاستغفر الله واتوب اليه في اكثر من سبعين مرة. وقال صلى الله عليه وسلم انه ليغان على قلبي واني لاستغفر الله واتوب اليه في اليوم مئة مرة. وكان يقول صلى الله عليه وسلم اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي واسرافي في امري وما انت اعلم به مني. اللهم اغفر اللهم اغفر لي خطئي وعمدي وهزلي وجدي وكل ذلك عندي. اللهم اغفر لي ما قدمت وما اخرت. وما اسررت وما اعلنت. وما انت اعلم به مني. انت المقدم وانت المؤخر لا اله الا انت. امين. نسأل الله عز وجل ان يغفر لنا الاستغفار. قال فيه المؤلف رحمه الله مهمة قال فان العباد لابد لهم من الاستغفار. اولهم واخرهم. ما هو الاستغفار الاستغفار طلب المغفرة. الاصل ان الاستغفار عمل اللسان والتوبة التي تشتبه وتقترن كثيرا بالاستغفار انها عمل القلب وقد يراد باحدهما ما يراد بالاخر. بمعنى اعلم يا رعاك الله ان الاستغفار اعلى درجتين الاول الاستغفار الكامل وهو ان يسأل العبد ربه ان يغفر له هذا عمل اللسان ويصحب ذلك ندم في قلبه ترك الاصرار على المعصية متى ما كان استغفارك على هذا النحو فاعلم ان هذا هو هو التوبة ومن استغفر هذا الاستغفار فان مغفرة ذنبه شيء مقطوع به لان الله وعد بذلك بمعنى كل موضع رأيت فيه ترتب المغفرة او الوعد بالمغفرة على الاستغفار فاعلم انه هذه الدرجة الدرجة ماذا؟ الكاملة التي يتوارد عليها عمل اللسان وهو السؤال. مع ندم وترك ان للاصرار على المعصية. فما التوبة الا هذا اذا من استغفر هذا الاستغفار فان هذا مما يقطع معه بماذا؟ بمغفرة الذنب. الدرجة الثانية ان يكون الاستغفار سؤالا باللسان دون ان يصحبه هذا الندم الكف عن المداومة والاصرار على المعصية يتركها في الحالة الاولى. اما في الحالة في الثانية هو صادق يسأل الله ان يغفر له. لكنه ماذا؟ ما قوي على ان يغلب هواه فا يترك هذه المعصية هذا الاستغفار دعاء والدعاء نافع في الجملة وهذه الدرجة مما يرجى معها مغفرة الذنب لاحظ معي ان الدرجة السابقة قلنا انها مما يقطع معه بمغفرة الذنب. اما هذه فقلنا انه يرجى معها مغفرة الذنب. لم؟ لان هذا سؤال مجرد. انت تسأل انت تطلب من الله سبحانه وتعالى ان يغفر لك هذا الذنب. والله عز وجل قد يجيب هذا الدعاء. اليس كذلك؟ اذا فهذا دعاء يرجى الاستجابة له. اذا هاتان الدرجتان احداهما اصعب من الاخرى اليس كذلك الدرجة الاولى سهلة من جهة عمل اللسان لكن القيام بها حقيقة صعب بالدعوة يمكن لكل انسان ان يدعي. لكن بالحقيقة الامر ماذا؟ صعب. ان تستغفر وانت قد عزمت وجزمت بان تترك ما حرم الله سبحانه وتعالى. هذه درجة تحتاج الى قدر كبير من المجاهدة واكثر الناس استغفارهم من الدرجة الثانية. هذا ان كان قلبهم حاضرا والا فان من الناس من يستغفر وهو غافل القلب. صحيح ولا لا؟ من الناس من يستغفر وقلبه لاه. يعني هو ويفكر في الدنيا وفي ملاذه وفي مشاغله ولسانه يقول استغفر الله استغفر الله استغفر الله وعلى كل حال كونه يشغل لسانه بهذا احسن مما ان يشغله بغيره او ان يكون ساكتا. اليس كذلك؟ ولعل الله عز وجل ان يمن على قلبه باليقظة. لكن على كل حال ينبغي ان توضع الامور مواضعها. وان تنزل منازلها. وان يعلم الانسان معنى وحقيقة كل درجة من هذه الدرجات. وبالتالي الاستغفار شأنه عظيم والعباد حاجتهم اليه حاجة عظيمة جدا اذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يستغفر الله سبحانه ويتوب اليه كما مر معنا في هذا الحديث الاول في اليوم اكثر من سبعين مرة. وفي الحديث الاخر يقول مائة مرة. وهو الذي قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر. فماذا نقول نحن معشر الخطائين المذنبين؟ نسأل الله عز وجل ان يغفر لنا ذنوبنا. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله فقد ذكر عن ادم وقد ذكر. نعم. وقد ذكر عن ادم بالبشر انه عفوا وقد ذكر الله عز وجل. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله وقد ذكر عن ادم ابي البشر انه فر ربه وتاب اليه فاجتباه ربه وتاب عليه وهداه. وعن ابليس ابى الجن انه اصر متعلقا بالقدر فلعنه واقصاه. فمن اذنب وندم فقد اشبه اباه ومن اشبه اباه فما ظلم. نعم. انظر الى هذين الموقفين موقفي ادم عليه السلام ابينا صلى الله عليه وسلم وموقف عدونا ابليس اما ادم عليه الصلاة والسلام فانه قد كان منه ما اخبر الله سبحانه وتعالى انه استغفر ربه واناب. وبالتالي اجتباه الله سبحانه وتعالى وتاب عليه اما ابليس فانه كما اخبر الله عنه ابى واستكبر كان منه العناد والاصرار فلعنه الله وطرده من رحمته. نعوذ بالله من هذه الحال اذا امامك سبيلان و دونك السلوك في احدهما بامكانك ان تسلك سبيل ابيك ادم عليه السلام. وبامكانك ان تسلك سبيلا. ابليس. لكن تنبه الى العاقبة في كل قال رحمه الله فمن اذنب فتاب وندم فقد اشبه اباه ومن اشبه اباه فما ظلم. كلمة حسنة في هذا الموضع هذه الجملة مثل قديم جاء في منثور كلام العرب وفي اشعارهم فينسب الى رقبة انه قال بابي اقتدى عدي في الكرم ومن يشابه اباه فما ظلم. ما معنى من شابه اباه فما ظلم يقولون وهذا اكثر شراح هذا المثل ينصون على هذا المعنى وبعضهم يذكر معنى اخر. لكن الاشهر والاكثر على ان من شابه اباه لم يظلم من حيث كونه وضع الشبه في موضعه لما شابه اباه اما في هيئته واما في فعله فانه ما ظلم لانه وضع الشبه في موضعه فليس احد اولى بابيه منه اليس كذلك؟ ولا يخفاك ان الظلم وضع الشيء في غير موضعه. اذا من شابه اباه فما ظلم. فالله الله ان نكون مشابهين لابينا ادم عليه الصلاة والسلام. فان من شابه اباه فما ظلم. من شابه اباه فما ظلم. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله قال تعالى وحملها الانسان انه كان ظلوما جهولا ليعذب الله المنافقين والمنافقات والمشركين مشركات ويتوب الله على المؤمنين والمؤمنات وكان الله غفورا رحيما. ولهذا قرن سبحانه وتعالى بين التوحيد والاستغفار في غير كما قال تعالى فاعلم انه لا اله الا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات. وقال تعالى استقيموا اليه واستغفروه وقال تعالى كتاب احكمت اياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير. الا تعبدوا الا الله انني لكم منه نذير وبشير وان استغفروا ربكم ثم توبوا اليه يمتعكم متاعا حسنا الى اجل مسمى. التوحيد والاستغفار قوام الدين بالتوحيد والاستغفار بالتوحيد والاستغفار شفاء كل داء وبلوغ كل سعادة وحاجة الانسان اليهما عظيمة. من اراد ان يكون ناجيا موفقا سعيدا. فليلازم هذين امرين توحيد الله والاستغفار ليجدد التوحيد في قلبه. وفي لسانه فان نور هذا التوحيد يكشف ظلمات السيئات والذنوب. اعلم يا رعاك الله ان التوحيد الذي هو توحيد. ليس التوحيد الذي باللسان انما التوحيد الذي يقترن فيه اللسان مع عقيدة القلب مع عمل الجوارح هذا التوحيد تكفيره للذنوب اعظم من تكفير التوبة للذنوب وحديث البطاقة شاهد عظيم لذلك رجل من هذه الامة امة محمد صلى الله عليه وسلم يصاح به على رؤوس الاشهاد يوم القيامة وينشر له تسعة وتسعون سجلا كل سجل منها مد البصر. كلها مشحونة بالسيئات والذنوب والمعاصي فيوقن الرجل بالهلاك لكن الله عز وجل ليس بظلام للعبيد فتخرج له بطاقة رقعة صغيرة مكتوب فيها لا اله الا الله ويقول الله احضر وزنك توضع السجلات في كفة وتوضع البطاقة في كفة النتيجة تثقل البطاقة وتطيش السجلات ولا يثقل مع اسم الله شيء نور التوحيد احرق ظلمات الذنوب والمعاصي اذا جدد التوحيد في قلبك ولسانك. وابشر بالسعادة التي تأتيك من كل جانب. وضم الى هذا الاستغفار ضم الى هذا الاستغفار الذي هو الاستغفار وحينئذ تكون وحينئذ تكون قد قمت بالحق ووصلت الى السعادة اسأل الله ان يجعلني واياكم من اهل التوحيد والاستغفار. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وفي الحديث الذي رواه ابن ابي عاصم وغيره يقول الشيطان اهلكت الناس بالذنوب واهلكوني بلا اله الا الله هو الاستغفار فلما رأيت ذلك بثثت فيهم الاهواء فهم يذنبون ولا يتوبون لانهم يحسبون انهم يحسنون صنعا. وقد ذكر الله سبحانه يعني يبدو والله اعلم ان المؤلف رحمه الله انما يعني دون آآ هذه الرسالة او كثيرا منها من ذاكرته وما اسعفه الوقت بالمراجعة والا فهذا الحديث ضعيف جدا بل موضوع فيه آآ عثمان بن مطر وهذا رمي بوضع الحديث وكذلك رجل اخر اسمه عبد الغفور الصباح الواسطي وهذا ايضا رمي بالوضع. فالحديث يعني في غاية الضعف لكن على كل حال المعنى الذي ورد فيه لا شك انه معنى صحيح. الاهواء والبدع غالبا اصحابها لا يتوبون. لانهم يظنون انهم يحسنون صنعا ولذا كان السلف يقولون البدع او المعصية يتاب منها والبدعة لا يتاب منها وهذا الحكم على كل حال اغلبية ليس حكما مطردا لكنه في الغالب الذي يعصي يعلم انه يعصي. هناك نفس لوامة تلومه فلعله ان يرعوي. اما الذي يقارف البدع والمحدثات فانه في الغالب يعلم او يظن في نفسه انه على على شيء يظن نفسه انه مهتد ولذلك لا يبادر بالتوبة لا يبادر بالتوبة فهذا يدلك على خطورة البدع وانها في الجملة اعظم من المعاصي البدع في الجملة اعظم من المعاصي. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وقد ذكر الله سبحانه وتعالى عن ذي النون انه نادى في الظلمات ان لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين قال تعالى فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين. قال النبي صلى الله عليه وسلم دعوة اخي ذي النون ما دعا بها مكروب الا فرج الله بها كربه. احسنت. لعلنا نقف عند هذا القدر والله تعالى اعلم. صلى الله على نبينا محمد واله وصحبه اجمعين