بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لشيخنا وانفعه وانفع به يا رب العالمين قال الشيخ تقي الدين ابو العباس احمد ابن عبد الحليم ابن تيمية رحمه الله تعالى في رسالته لاهل تدمر وجماع ذلك انه لابد له في الامر من اصلين ولا بد له في القدر من اصلين. ففي الامر احسنت ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا اما بعد فان المؤلف رحمه الله قد تكلم فيما سبقه ما سمعت عن ان العبد ضرورته الى التوحيد والاستغفار عظيمة فلابد له من توحيد لله سبحانه وتعالى ولابد له من استغفار كما امر الله عز وجل بذلك فقال سبحانه فاستقيموا اليه واستغفروه فيستقيم العبد لله عز وجل بان يعبده وحده لا شريك له ويستغفره سبحانه وتعالى والله واهل التقوى واهل المغفرة كما ختم جل وعلا سورة المدثر هو اهل التقوى واهل المغفرة اهل التقوى اي انه اهل ان يتقى فلا يتقى غيره وهو اهل المغفرة فهو الذي يغفر ولا يغفر سواه ومن يغفر الذنوب الا الله علم العبد بذلك ويقينه به تجعله يجرد همته ويجمعها على تحقيق هذين الامرين توحيد الله سبحانه وتعالى واستغفاره ثم عطف على هذا بان بين ان جماع ذلك انه لابد له في الامر من اصلين وانه لابد له في القدر من اصلين يزيد الامر تفصيلا وبيانا فيقول ان الذي يجب على العبد تجاه الامر امران وتجاه القدر امرا اما الامر فان الواجب على العبد تجاهه اولا امتثاله علما وعملا والثاني الاستغفار واما القدر فان الواجب تجاهه امران اولا الاستعانة اولا يجب عليه الاستعانة والتوكل وثانيا عليه ان يصبر هذا هو ما اراد المؤلف رحمه الله تقريره في هذا الموضع وهو من اهم ما يكون مما لا ينبغي على العبد ان يفرط في معرفته والعناية به نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ففي الامر عليه الاجتهاد في الامتثال علما وعملا فلا يزال يجتهد في العلم بما امر الله به والعمل بذلك ثم عليه ان يستغفر ويتوب من مأمور وتعديه للحدود. هذا الامر الاول الذي يجب عليه تجاه الامر تجاه ما امر الله سبحانه وتعالى به لله سبحانه على عباده اوامر امرهم بها هذا باب المطلوب ما الذي يجب على العبد تجاه امر الله سبحانه وتعالى يقول لك المؤلف رحمه الله يجب عليه اولا ان يمتثل ما امر الله به علما وعملا بمعنى يجب عليه ان يمتثل ابتداء بتعلم ما امر الله سبحانه وتعالى به كيف يأتمر ما يجهل هذا لا يتأتى ولا يمكن بل لا بد حتى يأتمر العبد بما امر الله سبحانه وتعالى فعليه اولا ان يعلم هذا الذي امر به والتحقيق في مهاب التحقيق في هذا المقام ان العلم ها هنا يراد به ثلاثة امور ذكر المؤلف رحمه الله ما يمت الى هذا الموضوع بخصوصه على وجه الايجاز وهو العلم بالمأمور والحق ان المطلوب من العبد العلم والحق ان المطلوب من العبد العلم بثلاثة امور اولا العلم بالمعبود والثاني العلم بالعبادة والثالث العلم بجزائها هذه امور ثلاثة لابد للعبد من العلم بها اولا العلم بالمعبود لابد ان يعرف ربه باسمائه وصفاته ونعوت جلاله وجماله كيف يعبد المجهول الذي يجهله عابده هذا لا يمكن كيف يتأله له بالمحبة والتعظيم والاجلال والخوف والرجاء يجتهد في طاعته بجوارحه ولسانه وقلبه فهو لا يعلم هذا الذي يعبد اذا اساس كل شيء العلم بالله سبحانه وتعالى لا بد ان يعرف العبد ربه سبحانه وتعالى وكل علم ينفع فانه فرع عن هذا العلم واذا كان العلم واجبا فهذا اوجب العلوم على الاطلاق وهو غاية مقصودة لذاتها العلم بالله عز وجل غاية مقصودة لذاتها وانفع ما للعبد ان يعرف ربه سبحانه وتعالى ان يتعبد له بمقتضى هذا العلم الامر الثاني ان يعلم هذه العبادة حقيقتها كيفيتها حكمها حتى يؤديها وفق ما يحب الله سبحانه وتعالى والا فكيف يتأتى القيام بعبادة يجهل الانسان حقيقته وكيفيتها لا يمكن ذلك البتة الحكم على الشيء فرع عن تصوره فكون الانسان يجهل كيف يعبد ربه هذا قاطع له عنان يقوم بهذه العبادة و الناس في هذا كثير منهم مقصرون مقصرون في تعلم ما امر الله سبحانه وتعالى به حتى يؤدى هذا المأمور به على الوجه الذي يحبه الله سبحانه وتعالى اما عبادة يصحبها الجهل فلا شك انها لا شك انها غير نافعة ولذا يقول علي رضي الله عنه كما اخرج هذا الدارمي في سننه يقول كل عبادة بلا علم فلا خير فيها كل عبادة بلا علم فلا خير فيها على هذا النسق كان قول عمر ابن عبد العزيز رحمه الله فيما خرج الدارمي ايضا انه قال من تعبد لله بلا علم كان ما يفسد اكثر مما يصلح كان ما يفسد اكثر مما يصلح ولذا عبادات الجهال كثير منها غير صحيح او غير نافع وانما اوتوا من تفريطهم وتقصيرهم متى ما كانت اسباب العلم متوفرة فلا عذر للعبد ولا ممدوحة ان يعبد الله سبحانه وتعالى بجهل لان العبد مطلوب منه ان يعبد الله كما يحب هو سبحانه وتعالى لك ما يحب العبد وبالتالي فان عليه ان يعلم ما الذي يحب الله سبحانه وتعالى حتى يأتي به العبد كما احب الامر الثالث الذي ينبغي العلم به العلم بجزاء العبادة العلم بالنعيم المطلوب وهذا من انفع الاشياء لابن ادم ان يعلم النعيم والثواب الذي رتبه سبحانه وتعالى على اداء هذه العبادة عموما وخصوصا عبادة الله عز وجل في الجملة وخصوص هذه العبادات وافرادها ينبغي ايضا عليه ان يتعلم جزاءها وثوابها تدري ما الذي يستفيده هذا الذي يعلم النعيم والثواب على العبادة انه اولا سوف يحب هذا النعيم ويشتاق اليه فيكون ذلك زادا له ودافعا الى النشاط والاجتهاد والمثابرة على فعل ما احب الله سبحانه وتعالى ثم انه زاد ايضا على الصبر والثبات ما امر الله عز وجل به يحتاج معه الى صبر بل ان الصبر على طاعة الله عز وجل ارفع انواع الصبر وهذا يهونه ويسهله علم العبد بالجزاء ما ينتظره من رضا الله عز وجل ونعيمه وفضله تسهل للعبد كثيرا من هذه الصعاب يكون خير عون له على الصبر على الثبات على اداء ما يحب الله سبحانه وتعالى ومن احب هذا الثواب واشتاق اليه فلا شك انه سيدعوه ذلك الى ان يعلم الطريق الذي يوصل الى هذا اكان العلم بالثواب سببا للعلم بالعبادة اذا اشتاقت نفسه وتعلقت بهذا النعيم المقيم وكان هذا الانسان من اهل اليقين بما اخبر الله سبحانه وتعالى به فلا شك انه لن يقر له قرار حتى يعلم كيف يصل الى هذا النعيم؟ ما السبيل وبالتالي فيجتهد في تعلم عبادة الله سبحانه وتعالى على الوجه المشروع اذا هذه انواع ثلاثة من العلوم لا يكون العبد ممتثلا للامر الا اذا حققها والناس في ذلك متفاوتون تفاوتا عظيما فسالت اودية بقدرها كل بحسب ما يفتح الله سبحانه وتعالى عليه العلم بالمعبود والعلم بالعبادة والعلم بجزاء العبادة يقول رحمه الله ففي الامر عليه الاجتهاد في الامتثال علما وعملا لابد ايضا من ان يجتهد في القيام بذلك والا فان العلم من حيث هو العلم بالعبادة من حيث هو لا نفع فيه ما لم يتبع ذلك القيام بهذه العبادة والا فان هذا العلم سيكون حجة على صاحبه ووبان عليه اذا لا بد من ان يمتثل العبد هذه العبادة ويفعل ما امر الله سبحانه وتعالى امام الدعوة الشيخ محمد رحمه الله ذكر كما في الدرر السنية في الجزء الثاني ان كل ما امر الله سبحانه وتعالى العبد به يجب عليه فيه سبع مراتب يجب عليه فيه سبع مراتب المرتبة الاولى العلم وهذا ما سبق البحث فيه المرتبة الثانية محبته لابد ان تحب هذه العبادة لابد ان تنظر اليها بعين الاعجاب والتقدير وهذه النقطة قد تكلمنا عنها فيما مضى وقلنا ان ضد ذلك خطر عظيم من ابغض شيئا مما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم فانه يكون بذلك كافرا باتفاق المسلمين اذا لابد من ان تحب هذه العبادة الامر الثالث او المرتبة الثالثة العزم على الفعل لابد متى ما بلغك الامر متى ما دعيت الى طاعة الله عز وجل ان تذكى في نفسك هذه الهمة لابد من عزم على طاعة الله سبحانه وتعالى اول ما يأتيك الامر متى ما طرق سمعك ان الله يحب منك كذا ويأمرك بكذا ثمة واجب ها هنا وهو العزم على الفعل ان تكون همتك التي تعقد القلب عليها ان تقوم بما امرك الله سبحانه وتعالى به المرتبة الرابعة العمل تقوم وتنشط وتفعل الشيء الذي امرك الله سبحانه وتعالى به الامر الخامس كون ذلك واقعا على الوجه المشروع ليس المقصود ان تعبد الله كيفما اتفق ليس المقصود ان تعبد الله كما تهوى وتحب المقصود ان تعبد الله كما يحب هو سبحانه وتعالى وبالتالي فانك تتأنى فتحسن العمل تفعل ما امرك الله عز وجل من هذه الاوامر والعبادات على الوجه الذي بين وسن رسول الله صلى الله عليه وسلم الامر السادس الحذر مما يحبط هذا العمل وهذا قل ان يخطر ببالي العاملين العمل الصالح عند اهل الايمان واليقين بمثابة الربح الذي ينبغي على العاقل ان يحافظ عليه من ربح ربحا فانه يكون شديد الظن به حريصا على عدم ذهابه اليس كذلك شأن الثواب كذلك بل اعظم هذا هو ربحك هذا هو سبب نجاتك اذا عليك ان تحافظ عليه سبحان الله العظيم وهل بعد ان يفعل الانسان العمل يمكن ان يأتي عليه ما ينقصه او يبطله ويحبطه الجواب نعم ثمة ما يبطل او ينقص هذا العمل الذي عملته وذلك بان يأتي العبد بعده بمحبط من محبطاته المحبطات يا رعاكم الله صنفان النوع الاول او الصنف الاول المحبط احباطا عاما والثاني المحبط احباطا جزئيا اما الذي يحبط عموما فيحبط جميع الاعمال فان ذلك ليس الا الكفر بالله سبحانه وتعالى وقدمنا الى ما عملوا من عمل هؤلاء هم الكفار فجعلناه هباء منثورا اما الذي يحبط جزئيا فهو المعاصي التي دون الكفر فهذه قد تحبط ما يقابلها من الاعمال الصالحة ولذا على العبد ان يتنبه الى هذا الامر والله عز وجل امرنا بذلك فقال ولا تبطلوا اعمالكم ولا تبطلوا اعمالكم قال السلف رحمهم الله اي بالمعاصي كما ان الحسنات لها اثر في تكفير السيئات فينبغي ان تعلم ان للسيئات اثرا في احباط الحسنات فالتأثير واقع من كل في الاخر التأثير واقع من كل في الاخر اذا هذا من الامر المهم الذي ينبغي العناية به اذا قمت بالطاعة حذاري ان تأتي بعدها بمعصية تنقص ثواب هذه الطاعة او تبطل هذا الثواب الامر السابع والاخير الثبات عليها وهذا من الامر المهم الذي ينبغي العناية به فان احب العبادة لله سبحانه وتعالى ما داوم عليه صاحبه الله عز وجل يحب ان يتصف العبد وان تتصف العبادة بهذه الصفة وهي الثبات والدواب متى ما عملت طاعة فاثبت وداوم فان هذا احب الى الله عز وجل واعظم في ثوابك واجرك الثبات على طاعة الله عز وجل لا سيما في زمن الفتن والمشغلات والملهيات هذه المسألة من اهم ما على العاملين العابدين ان يتفطنوا اليها وان يتفطنوا الى قواطعها الى ما يحول بين العبد وبينها اسأل الله عز وجل ان يجعلني واياكم من العاملين الثابتين على ما يحبه الله سبحانه وتعالى. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله فلا يزال يجتهد في العلم بما امر الله به والعمل بذلك. ثم عليه ان يستغفر ويتوب من تفريطه في المأمور وتعديه للحدود ولهذا كان من المشروع ان تختم جميع الاعمال بالاستغفار. كذا عندك تختم السلام عليكم ولهذا كان من المشروع ان تختتم جميع الاعمال بالاستغفار. فكان النبي صلى الله عليه وسلم اذا انصرف من صلاته استغفر ثلاثا وقر. وقد قال تعالى المستغفرين بالاسحار فقاموا الليل ثم ختموا بالاستغفار واخر سورة نزلت قوله تعالى اذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله افواجا فسبح بحمد ربك ربك واستغفره انه كان توابا في الحديث الصحيح انه كان صلى الله عليه وسلم يكثر ان يقول في ركوعه وسجوده سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي القرآن احسنتم الامر الثاني الذي يجب على العبد ان يعتني بها ان يعتني به الاستغفار والتوبة الى الله سبحانه وتعالى يا اخوتاه الامر محسوم والله عز وجل قد حكم بذلك اما الاستغفار عفوا اما المغفرة او الهلاك اما المغفرة او الهلاك لئن لم يرحمنا ربنا ويغفر لنا لنكونن من الخاسرين اذا ما رحم الله عز وجل وغفر فان الخسارة حاصلة ولا بد اذا حاجة العبد الى الاستغفار والتوبة الى الله عز وجل اعظم من كل حاجة سؤالك الله عز وجل مغفرته هذا اهم سؤال ينبغي ان تحافظ عليه وتداوم عليه والا فاذا لم يغفر جل وعلا فان الهلاك والخسارة حاصلة و تأمل فيما اورد المؤلف رحمه الله اذا كان العبد مطالبا بالاستغفار بعد اداء الطاعات فكيف في غير ذلك فكيف اذا كان يقع في جرائم وذنوب وسيئات لا شك انه اولى بالاستغفار يقول لك المؤلف رحمه الله ولهذا كان من المشروع ان تختتم جميع الاعمال بالاستغفار وضرب لك امثلة من ذلك الصلاة فقد ثبت في صحيح مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم كان اذا انصرف من صلاته استغفر ثلاثا فقال اللهم انت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والاكرام الصلاة اعظم عبادات البدن ومع ذلك لا ينفت للانسان منها الا ولسانه يلهج باستغفار الله عز وجل وقل مثل ذلك ايضا في الوضوء الذي هو شرط الصلاة فان النبي صلى الله عليه وسلم قد حث وارشد على ان يقول الانسان عقب وضوئه كما اخرج هذا النسائي والحاكم وغيرهما ان يكون الانسان سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك وفي الذكر الاخر اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين كذلك الامر في آآ اخر قيام الليل اذا عمر الانسان ليله بالذكر والدعاء والقيام فانه يستغفر الله عز وجل قال سبحانه في وصف اهل الايمان والمستغفرين بالاسحار ولذلك تأمل في ختام سورة المزمل التي هي سورة قيام الليل قال واستغفروا الله ان الله غفور رحيم كذلك يستغفر الانسان ربه اذا قام الليل قل مثل ذلك ايضا اذا حج الانسان ثم افيضوا من حيث افاض الناس واستغفروا الله في احوال كثيرة في العبادات من تأملها وجد هذا المعنى جليا بل ان الانسان ينبغي عليه ان يكثر من استغفار الله عز وجل في اخر حياته اذا شعر بدنو اجله المؤلف رحمه الله يبين هذا حينما قال واخر سورة نزلت تشير الى ما قال ابن عباس رضي الله عنهما كما في صحيح مسلم آآ اخبر ان اخر سورة نزلت هي هذه السورة العظيمة التي هي اه سورة اذا جاء نصر الله والفتح اخر سورة نزلت بتمامها هي هذه السورة كما قال ابن عباس رضي الله عنهما قال وفي الحديث الصحيح انه كان صلى الله عليه وسلم يكثر ان يقول في ركوعه وسجوده سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي يتأول القرآن يعني يتأول قول الله عز وجل يتأول بمعنى يمتثل قول الله عز وجل فسبح بحمد ربك واستغفره فسبح بحمد ربك واستغفره اذا على العبد ان يعتني كثيرا بهذا الامر العظيم استغفار الله عز وجل قد يقول قائل ولماذا نستغفر ولا سيما اذا كان هذا بعد طاعة تعبدت لله عز وجل بها ما الحاجة الى ذلك الجواب ان الحاجة لله ان الحاجة لذلك والله عظيمة اولا اذا عبد الانسان ربه بعبادة ينبغي عليه ان يعلم ان الله عز وجل يستحق عليك يا ايها العابد في هذه العبادة من الخشوع وحضور القلب الخضوع والمراقبة ما هو اهل له سبحانه وتعالى ومن الذي يقول انه قد قام بذلك قد ادى هذه العبادة على الوجه الذي يستحقه سبحانه وتعالى وما هو اهل له جل وعلا اذا اليست هذه العبادة اهلا ان تستغفر الله سبحانه وتعالى بعد ادائها والله لو ان الله عز وجل اخذنا عاقبنا على عباداتنا وتقصيرنا فيها لكنا والله مستحقين لذلك كون الانسان يؤدي العبادة بحضور قلب ليس الشأن ان تعبد الشأن ان تراقب من تعبد حين تعبد ولذا لا يكتب لك يا عبد الله من صلاتك والصلاة اعظم العبادات الا ما عقلت ولذا اخبر النبي صلى الله عليه وسلم ان الانسان او ان العبد ليخرج من صلاته وما كتب له الا نصفها الا ثلثها الا ربعها حتى قال الا عشرها اذا هذا امر عظيم من تأمله وعرف نفسه وادرك حقيقة عبادته ادرك انه احوج ما يكون الى ان يستغفر الله عز وجل عقب طاعته وعبادته فكيف اذا تنبه الى امر اخر وهو انه لو ادى هذه العبادة على الوجه المطلوب بتمامها فانما يستحقه ربه عليه اضعاف ذلك واضعاف اضعافه ما يستحقه الله عز وجل على عبده من العبادة والطاعة والله انه اعظم من هذا بكثير ما يستحقه سبحانه لكونه السيدة الرب ولكون العبد هو العبد ولكونه العبد ولكونه المربوب الذي هو بمقتضى عبودية ربه واجب عليه ان يستغرق حياته في طاعة الله عز وجل فالله خلق هذه القلوب لتحبها وخلق هذه الالسن لتذكره وخلق هذه الجوارح لتجتهد في طاعته فكيف اذا نظر الى كونه سبحانه وتعالى مستحقا للعبادة لذاته سبحانه وتعالى لما له من نعوت الجلال والجمال سبحانه وتعالى اذا هو اهل ان يعبد وان يحب وان يخاف وان يرجى فكيف اذا نظر العبد الى نعم الله سبحانه وتعالى اليست اليست مستوجبة بان يعبد العبد ربه بل هذه العبادة التي تعبد الله عز وجل او تتعبد لله عز وجل بها انما هي نعمة من الله من بها عليك والله لولا الله ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلينا وقالوا الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله اذا ما يستحقه الله عز وجل على عبده اضعاف اضعاف ذلك بل والله لو ان الانسان خر ساجدا لله عز وجل منذ ان يولد الى ان يموت ما ادى حق الله عليه فكيف اذا ضم الى هذا تقصيره في شكر نعم الله عز وجل عليه نعم الله يجب على العبد فيها شكر يصبح على كل سلامى من الناس صدقة انظر هذا مثال واحد فقط يصبح على كل سلامى من الناس صدقة يعني حتى تؤدي شكرا هذه النعمة وهي نعمة ماذا المفاصل ثلاث مئة وستون مفصلا في الانسان يوميا انت بحاجة الى ان تتصدق كم صدقة ثلاث مئة وستين صدقة فقط لنعمة لتؤدي شكره نعمتي المفاصل كونك تحرك اصابعك ويدك ورقبتك وجسمك فكيف اذا ضممت اليها نعما لا تعد ولا تحصى تأمل نعمة النفس هذا الهواء الذي يدخل تستنشقه يدخل الى رئتك برحمة الله ولطفه وتوفيقه ثم يخرج برحمة الله عز وجل ولطفه وتوفيقه. يقول ابن القيم رحمه الله ان الانسان يتنفس في اليوم والليلة اربعة وعشرين الف نفس اذا هو بحاجة ان يشكر الله عز وجل بعبادته اربعة وعشرين الف مرة فقط ليؤدي شكره شكر النفس فقط ما تكلمنا عن نعمة البصر ولا نعمة السمع ولا نعمة الكلام ولا نعمة الامن ولا نعمة الاكل ولا نعمة الشرب ولا نعم لا تعد ولا تحصى اذا من شهد هذا ولحظه ادرك انه احوج ما يكون الى استغفار الله عز وجل فكيف اذا انضم الى ما سبق ذنوب ومعاص فكيف اذا انضاف الى هذا ذنوب ومعاصي وموبقات تصحب العبد في ليله ونهاره تجترحها جوارحه ببصره وسمعه وجوارحه وقلبه فبعد كل هذا تستكثر احد انه احوج ما يكون الى مغفرة الله عز وجل ورحمته اذا لابد من ملاحظة هذا الامر وهو استغفار الله عز وجل والتوبة اليه من التفريط ومن التعدي ومن التقصير نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله واما في القدر فعليه ان يستعين بالله في فعل ما امر به ويتوكل عليه ويدعوه ويرغب اليه ويستعيذ به فيكون مفتقرا اليه في طلب الخير وترك الشر وعليه ان يصبر على المقدور ويعلم ان ما اصابه لم يكن ليخطئه وما اخطأه لم يكن ليصيبه واذا اذاه الناس علم ان ذلك عليه ومن هذا الباب. نعم انتقل المؤلف رحمه الله الى ما يجب على العبد تجاه القدر فذكر امرين الاول التوكل ذكر التوكل على الله سبحانه وتعالى والاستعانة به والافتقار اليه جل وعلا هذا التوكل وهذه الاستعانة وهذا الافتقار الى الله عز وجل به يحقق الانسان اه هذا الايمان بالقدر لان العبد يعلم ان الامور كلها بيد الله سبحانه وتعالى وانه لا يتحرك متحرك ولا يسكن ساكن ولا يكون شيء البتة الا اذا قدر الله عز وجل وشاء لا يمكن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن اذا يلجأ الانسان الى ربه ويستعين به ويعتصم به حتى ييسر له الخير ويدفع عنه الشر يستعين بالله ويتوكل عليه ومن توكل على الله فانه حسبه فهو حسبه ومن يتوكل على الله فهو حسبه اذا الافتقار الى الله سبحانه وتعالى في طلب الخير وترك الشر كل شيء ان لم يكن بالله لا يكون وكل شيء ان لم يكن لله لا ينفع اذا اللجوء الى الله والافتقار الى الله وبذلك يحقق الانسان ايمانه وتوحيده في جانب الربوبية وفي جانب الالوهية اما في جانب الالوهية فانه آآ يتوكل ويستعين ويفتقر ويسأل ويطلب وكل هذه عبادات فيكون محققا لتوحيد الالوهية اما في جانب الربوبية فكونه يستعين بالله ويتوكل عليه ويسأله لانه يعلم ان الامر بيده وانه مدبر كل شيء سبحانه وتعالى ولا يأتي بالحسنات الا هو ولا يدفع السيئات الا هو فيكون بذلك محققا لتوحيد الربوبية اما الامر الثاني فهو ان يصبر على المقدور وان يعلم ان ما اصابه لم يكن ليخطئه وانما اخطأه لم يكن ليصيبه الصبر على المقدور المكروه ما قدر الله سبحانه وتعالى علمنا فيما مضى انه ينقسم الى قسمين هناك مقدور يدافع وهناك مقدور لا يدافع المقدور الذي يدافع يجب ان يدفعه الانسان بمقدور لله عز وجل اخر. كما قال عمر رضي الله عنه نفر من قدر الله الى قدر الله قدر الجوع يدفع بقدر الشبع وقدر تسلط العدو يدفع بقدر الجهاد في سبيل الله عز وجل وقدر الذنوب يدفع بقدر التوبة الى الله عز وجل وهلم جرة اما ما لا مدفع فيه ولا سبيل للعبد الى دفعه عن نفسه فان الواجب عليه فيه الصبر والتسليم والله عز وجل اخبر ان اخبر سبحانه وتعالى بقوله ما اصاب من مصيبة الا باذن الله ومن يؤمن بالله يهدي قلبه فسر هذا القيمة علقمة رحمه الله بقوله هو الرجل تصيبه المصيبة في علم انها من الله فيرضى ويسلم هذا هو الذي يهدي الله عز وجل قلبه فاهل الايمان والتوحيد والطاعة اذا اصابتهم المصيبة صبروا واحتسبوا رجعوا الى الله سبحانه وتعالى بالرضا والتسليم فهذا مما يجب على العبد تجاه القدر ثم اورد مثالا او فرعا اه من هذا المقدور المكروه قال واذا اذاه الناس علم ان ذلك مقدر اذى الناس من جملة المقدور المكروه الذي ينبغي ان يقابله الانسان بالصبر والتسليم واذى الناس مثل الحر والبرد لا حيلة في دفعه كون الانسان يتسخط الحر والبرد هذا دليل على ضعف حزمه اليس كذلك كذلك الشأن في اذى الناس لا ينفك الانسان عن اذى من الناس لا سيما من قام بما اوجب الله عليه من النصح للخلق والامر بالمعروف والنهي عن المنكر فانه سيؤذى ولا بد وورقته رضي الله عنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم ما جاء احد بمثل ما جئت به الا عودي وفي رواية اوذي فنهج انبياء الله ورسله عليهم الصلاة والسلام الصبر على اذى الناس ولذا قال النبي عليه الصلاة والسلام رحم الله اخي موسى فقد اوذي باكثر من هذا فصبر فالسائر على نهج الانبياء عليهم الصلاة والسلام فعليه ان انه اذا اصابته اذية من الناس آآ ناله ما ناله منهم فعليه ان ينظر الى هذا بنظر القدر يعلم ان هذه مصيبة يصبر عليها و اذا ارتقى بعدها الى اه درجة العفو والصفح فهذا دليل على كمال الايمان والنبي صلى الله عليه وسلم يقول وما زاد الله عبدا بعفو الا عزة وما زاد الله عبدا بعفو الا عزة ولاحظ يا رعاك الله ان مشاهدة والنظر ورؤية هذا الاذى بعين القدر يدعو العبد الى ان يستغفر الله ويتوب اليه متى ما ناله اذى من الناس وبلغه ما بلغه منهم من المكروه فانه يعود عليه ذلك بفائدة وهي ان يلهج قلبه ولسانه باستغفار الله والتوبة اليه لما لانه يعلم انه انما عوقب على ذنب له اليست هذه مصيبة كل مصيبة تصيب الانسان فانما هي عقوبة على شيء قدمه ما اصاب من مصيبة في الارض ولا في انفسكم؟ نعم. يقول الله عز وجل وما اصاب من مصيبة فبما كسبت ايديكم ويعفو عن كثير الله عز وجل عفوه اعظم انما نصاب ببعض وبشيء مما قدمنا من اهم ومن احسن ومن انفع ما يكون للعبد النظر الى هذه المصيبة بالذات لانه لا يكاد ينفك منها احد اه ان ينظر اليها بنظر القدر فان ذلك يعود عليه بخير عظيم. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ومن هذا الباب احتجاج ادم وموسى لما قال يا ادم انت ابو البشر خلقك الله بيده ونفخ فيك ونفخ فيك من واسجد لك ملائكته لماذا اخرجتنا ونفسك من الجنة؟ فقال له ادم انت موسى الذي اصطفاك الله بكلامه فبكم وجدت مكتوبا قبل ان اخلق وعصى ادم ربه فغوى. قال بكذا وكذا سنة. نعم جاء في رواية في البخاري وفي مسلم تحديد هذه المدة بانها اربعون سنة وبعض الروايات ليس فيها قبل قال فيها قبل ان اخلق قبل ان اخلق لكن في بعضها تقدير ذلك بكم باربعين سنة قبل ان يخلق ادم قدر الله عز وجل ذلك عليه وفي رواية كتب ذلك عليه باربعين سنة قبل ذلك باربعين سنة. وهذا تقدير وكتابة تفصيلية خلافه الكتابة السابقة خلاف الكتابة السابقة الشاملة نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله قال فحج ادم موسى وذلك ان موسى لم يكن هذا حديث عظيم مخرج في الصحيحين وغيرهما من حديث ابي هريرة رضي الله عنه اخطأ فيه من الناس ثلاثة اصناف صنف كذب به كبعض المعتزلة كابي علي الجباء وغيره كذبوا بهذا الحديث لظنهم ان اثباته يقتضي تكذيب رسل الله عز وجل بمعنى فهم هؤلاء من هذا الحديث ان ادم عليه الصلاة والسلام انما احتج بالقدر على دفع لائمة الذنب احتج على كونه اذنب بكونه قدر عليه ذلك وطرد هذا يقتضي طي بساط الشريعة لان كل مذنب له بناء على هذا ان يحتج بقدر الله عز وجل اذا لاي شيء عاقب الله عز وجل قوم فرعون وعاد او مهود صالح ثمود وقوم شعيب قوم ابراهيم وقوم لوط ولماذا توعد الله سبحانه وتعالى من عصاه بعقاب وعذاب اليم ولماذا كثر في الكتاب والسنة هذا الوعيد الاكيد على ترك ما امر الله او فعل ما حرم الله فان كل ذلك واقع بماذا بقدر الله فاذا كان القدر حجة على الانسان فينبغي ان يكون معذورا لا مؤاخذة صح ولا لا يكون ماذا معذورا لا مؤاخذا. اذا قال هؤلاء هذا الحديث لا يصح وطرده يقتضي نقض الشريعة من اولها الى اخرها والصنف الثاني الذين اخطأوا في هذا الحديث هم من تأوله بتأويلات فاسدة مستكرهة وشيخ الاسلام رحمه الله لما ذكر هذه الاصناف الثلاثة في المجلد الثامن من مجموع الفتاوى ذكر نماذج لهذه التأويلات التي لا يحتملها لفظ الحديث والصنف الثالث هؤلاء هم الذين جعلوه جعلوا الحديث حجة على دفع الملامة بالذنب بالقدر يعني القدر حجة في الذنوب متى ما وقع الانسان في الذنب فان له ان يحتج بماذا بالقدر فيكون له هذا عسرا يكون له هذا عذرا وبعضهم طرد هذا كالاباحية وبعضهم خص هذا بمن وصل الى درجة مشاهدتي ماذا ها مشاهدة توحيد الربوبية او ما قلنا انه الفناء عن السوى الفناء عن السوى لا يشهد الا الله عز وجل خالقا مقدرا مدبرا هؤلاء هم الجبرية هؤلاء هم الجبرية الطائفة الاولى هم القدرية والطائفة الاخيرة هم الجبرية والطائفة الثانية هم قوم من اهل السنة والجماعة ولكنهم ما اهتدوا الى وجه الصواب في هذا الحديث والحق ان ملامة موسى عليه السلام لابيه ادم انما كانت في شأن المصيبة والمحنة لا في شأن الذنب ملامة موسى لابيه ادم عليهما الصلاة والسلام انما كانت في شأنه المصيبة والمحنة وهي الاخراج من الجنة. قال خيبتنا واخرجتنا وذريتك من الجنة. اذا محل الحديث وموضعه انما هو في ماذا اللوم على المصيبة لا على الذنب والا فموسى عليه الصلاة والسلام فاعلموا بالله من ان يلوم من تاب الى الله عز وجل من ذنبه واجتباه ربه سبحانه وتعالى اقل من موسى عليه الصلاة والسلام يدرك ذلك وانه لا يجوز ان يلام ويعاتب انسان بعد ان تاب الله عز وجل عليه او تاب هو الى الله سبحانه وتعالى وكذلك ادم عليه الصلاة والسلام هو اعلم بالله من ان يحتج بالقدر على الذنب والمعصية كلاهما اجل وارفع قدرا من هذا الظن الذي ظن في هذا الحديث انما الحق ان موسى عليه الصلاة والسلام لامه على المصيبة فرد ادم عليه الصلاة والسلام عليه بان هذه مصيبة قدرها الله عز وجل علي فلا محل للوم فكانت الحجة معه مع ادم فحج ادم موسى فحج ادم موسى. جاءت رواية هكذا كررها مرتين عليه الصلاة والسلام اذا اللوم في هذا الحديث كان على ها اعلى المصيبة لا على الذنب هذا هو الحق في هذا الحديث. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وذلك ان موسى لم يكن عتبه لادم لاجل الذنب فان ادم كان قد تاب منه والتائب من الذنب كمن لا ذنب له ولكن لاجل المصيبة التي لحقتهم من ذلك وهم مأمورون ان ينظروا الى القدر في المصائب وان يستغفروا من المعائب. هذه قاعدة عظيمة ينبغي على بان يتنبه اليها وهي القدر ينظر اليه ويحتج اليه ويحتج به في المصائب لا في المعائب القدر ينظر اليه ويحتج به في المصائب لا في المعائب نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وهم مأمورون ان ينظروا الى القدر في المصائب وان يستغفروا من المائب كما قال تعالى فاصبر ان وعد الله حق استغفر لذنبك. نعم جمع الله عز وجل بين هذين الامرين الصبر والاستغفار الصبر في مقابل ها المصيبة والاستغفار في مقابل الذنب وعليه فالسعيد هو من يستغفر عند المعائب ومن يصبر عند المصائب والشقي هو الذي يجزع عند المصائب ويحتج هو الذي يجزع عند المصائب ويحتج بالقدر عند المعائب نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله فمن راعى الامر والقدر كما ذكر كان عابدا لله مطيعا له مستعينا به متوكلا عليه من الذين انعم الله عليهم من النبيين والشهداء والصالحين. اللهم اجعلنا منهم يا اكرم الاكرمين. وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه اجمعين