بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لشيخنا وانفعنا به يا رب العالمين قال شيخ الاسلام رحمه الله تعالى في رسالته لاهل التدمير فقد جمع الله سبحانه وتعالى بين هذين الاصلين في غير موضع كقوله تعالى اياك نعبد واياك نستعين ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره نعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا. اما بعد فيقول المؤلف رحمه الله وقد جمع الله سبحانه بين هذين الاصلين في غير موضعه الاصلان هما ما دار عليهما كلام المؤلف رحمه الله المقطع السابق من هذه الرسالة وهو الايمان بالقدر وعبادة الله سبحانه لا شريك له العبادة او الامر والقدر هذان هما الاصلن و سبق ان ذكر المؤلف رحمه الله انه يجب على العبد في كل واحد منهما اصلان بالامر لابد من الامتثال علما وعملا و الاستغفار واما في القدر فالاستعانة والتوكل على الله عز وجل الصبر على المقدور و دل المؤلف رحمه الله على ذلك بقوله تعالى اياك نعبد واياك نستعين هذه اية عظيمة جليلة هي بعض سورة الفاتحة التي هي اعظم سورة في القرآن وقد قيل ان خلاصة ما في الكتب المرسلة هو ما جاء في هذه الاية اياك نعبد واياك نستعين قال ذلك المؤلف رحمه الله في غير موضع من كتبه فهاتان الكلمتان تجمعان خلاصة معاني الكتب التي انزلها الله عز وجل على رسله اياك نعبد واياك نستعين آآ الاول من شطري هذه الاية يحقق معنى الايمان بالوهية الله عز وجل والشطر الثاني اياك نستعين يحقق معنى الايمان بربوبية الله سبحانه وتعالى من حقق ذلك فانه يكون قد حقق الايمان بالوهية الله وربوبيته ومر معنا ان القدر من فروع الربوبية القدر من فروع الربوبية ولذلك تلحظوا في ادلة الشريعة ان ما يرجع الى العبادة فانه يذكر فيه اسم الله المصلي والمؤذن والذاكر يقول الله اكبر كذلك كلمة التوحيد التي تدل بدلالة التي تدل بدلالة المطابقة على توحيد الالوهية لا اله الا الله اما بباب السؤال والطلب وما يرجع الى معاني الربوبية فانك تجد انه تستعمل كلمة الرب ربنا عليك توكلنا واليك نبنا واليك المصير. ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا او اخطأنا وقل ربي اغفر وارحم الى غير ذلك هذان امران جمع الله سبحانه وتعالى بينهما في مواضع عديدة في كتاب الله عز وجل وهما العبادة والتوكل ان يعبد الله وحده لا شريك له وان يتوكل عليه ويستعان به وحده لا شريك له نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وقوله تعالى فاعبده وتوكل عليه فاعبده وتوكل عليه لاحظ ان الله عز وجل قد جمع بين هذين في الامر بهما نعم قال رحمه الله وقوله تعالى عليه توكلت واليه انيب. نعم. وقوله تعالى ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه ان الله بالغ امره قد جعل الله لكل شيء قدرا و قد جعل الله لكل شيء قدرا وهذا ايضا في مواضع اخرى في كتاب الله تأمل مثلا في قوله تعالى وتبتل اليه تبتيلا التبتل هو التفرغ والانقطاع لعبادة الله سبحانه رب المشرق والمغرب لا اله الا هو فاتخذه وكيلا وكذلك الله سبحانه وتعالى قد اه ذكر لنا قول الحنفاء الذين كانوا مع ابراهيم عليه الصلاة والسلام انهم قالوا ربنا عليك توكلنا واليك انبنا واليك المصير فالانابة الى الله سبحانه وتعالى تتضمن عبادته وحده لا شريك له وقل مثل ذلك في قوله تعالى قل هو ربي لا اله الا هو عليه توكلت واليه متاب والتوبة الى الله عز وجل عبادة عبادة يتوجه بها العبد اليه سبحانه وتعالى تأمل مثلا في قوله تعالى وتوكل على الحي الذي لا يموت وسبح بحمده والتسبيح عبادة اذا يقرن الله عز وجل في كتابه في مواضع عديدة بين عبادته والتوكل عليه لان مدار السعادة على هذين ان يكون الانسان عابدا لله وحده وان يكون متوكلا مستعينا به وحده نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله فالعبادة له والاستعانة به فكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول عند الاضحية اللهم منك ولك كان يقول عند الاضحية بما روي عنه صلى الله عليه وسلم اللهم منك ولك وهذا الحديث خرجه احمد وابو داوود والدارمي وغيرهم وفي اسناده مقال لكنه محتمل للتحسين والمقصود ان الشيخ رحمه الله تدل بهذا الحديث على الجمع بين هذين المقامين مقام العبادة ومقام التوكل وقد ذكر في موضع او موضعين من كتبه رحمه الله ان قوله اللهم منك هذا في معنى التوكل ولك هذا في معنى هذا في معنى العبادة نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله فما لم يكن بالله لا يكون فانه لا حول ولا قوة الا بالله. وما لم يكن لله لا ينفع ولا يدوم. ما احسن هذه القاعدة التي ينبغي على كل مسلم ومسلمة ان يلاحظانها ما كان ما لم يكن بالله لا يكون كل شيء لم يكن باعانة الله سبحانه وتعالى ومشيئته وتقديره فانه لا يمكن ان يكون فما شاء الله بل الانسان نفسه وجوده بالله وكماله ان يكون لله كل انسان وجوده بالله وكماله ان يكون لله فما كان فما لم يكن بالله لا يكون فانه لا حول ولا قوة الا به ولانه ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن جل ربنا وعز كذلك ما لم يكن لله لا ينفع ولا يدوم ما لم يقصد به وجه الله سبحانه وتعالى فانه لا ينفع عند التحقيق اذا نظر الى النفع حقا الذي يغلب الخير فيه الشر او يتمحض فيه الخير فهذا لا يكون الا فيما اريد به وجه الله سبحانه وتعالى اما ما لم يرد به وجه الله عز وجل فانه لا ينفع صاحبه واذا قدر انه ناله منه نوع ملذة فان ذلك لا يدوم حظه من ذلك وقت يسير في هذه الدنيا وان قدر انه ناله حظ طويل من ذلك في الدنيا فان ذلك لا يدوم في الاخرة وقدمنا الى ما عملوا من عمل فاجعلناه هباء منثورة الذي ينفع صاحبه هو الذي يدوم نفعه له انما هو الشيء الذي يراد به وجه الله سبحانه وتعالى ما لم يكن له سبحانه فانه لا ينفع فانه لا ينفع ولا يدوم. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ولابد في عبادته من اصلين احدهما اخلاص الدين له والثاني موافقة امره الذي بعث به رسله. ولهذا كان اللهم صلي على رسل الله وسلم يا رب هذان الاصلان العظيمان فرع المؤلف رحمه الله الكلام فيهما على الكلام عن عبادة الله عز وجل. يقول لك لابد من عبادة ولابد من توكل واستعانة العبادة وهو الامر الاول لا تكون نافعة للعبد الا اذا توفر فيها هذان الامران وان شئت قلت ما توفر فيه هذان الاصلان وان شئت قلت ما توفر فيه هذان الشرطان او هذان الركنان فالعلماء يعبرون بكل والخطب على كل حال يسير تم هذين امرين اصلين شرطين ركنين المقصود انه لا تكون العبادة عبادة الا اذا اجتمع فيها هذان الامران الا وهما الاخلاص لله ومتابعة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولذا ادق تعريف للعبادة والعمل الصالح هو الخالي من الرياء المقيد بالسنة اذا اردت تعريفا دقيقا للعبادة للعمل الصالح للحسنة لما يقربك الى الله سبحانه وتعالى فاعلم انه الخالي من الرياء المقيد بالسنة هذان الامران بهما تحقيق الشهادتين كهادة الا اله الا الله وشهادة ان محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم تحقيق شهادة ان لا اله الا الله ان يراد وجه الله ان تخلص الاعمال له سبحانه وتعالى. ان تنقى عن ملاحظة غيره جل وعلا. هذا هو الاخلاص هذا هو وتحقيق شهادة ان لا اله الا الله الاخلاص قصد المعبود وحده بالتعبد وتنقيته من ملاحظة المخلوقين الاخلاص قصد المعبود سبحانه وحده بالتعبد وتنقيته عن ملاحظة المخلوقين هذا هو الذي لا يقبل الله عز وجل عملا ما لم يكن متجملا متجللا به مهما عمل الانسان مهما كدح ومهما اجتهدا ومهما نصب وجهه وجوارحه في طاعة الله عز وجل اذا لم يكن مريدا وجه الله وحده لا شريك له. بهذا العمل فانه لا ينفعك ولذا قل لمن لا يخلص لا يتعب قل لمن لا يخلص لا يتعب لانك ان كنت تطلب ثواب الله ومرضاته بهذا العمل اذا كنت تطلب ثواب الله ومرضاته بهذا العمل فاعلم انه لا ثواب لك في ذلك لما لان الله عز وجل قد اخبر عن نفسه في الحديث القدسي انا اغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا اشرك فيه معي غيري تركته وشركه من غنى الله سبحانه وتعالى انه لا يقبل عملا اشرك العبد فيه في القصد بينه وبين غيره هذا العمل المشوب المخلوط الذي يراد به ربنا سبحانه وتعالى مع غيره من مدحة وثناء او نيل شيء من حطام الدنيا الله عز وجل من غناه لا يقبله اذا انت لم تؤمر بان تعبد الله سبحانه وتعالى باي عبادة كلا والله انت ما امرت الا بان تعبد الله عبادة تخلص لله فيها الدين وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين وهذا من اعظم اشق الامور لا سيما في العبادات التي تلاحظ من قبل المخلوقين يحتاج فيها الصادق في عبادة ربه الى قدر كبير من المجاهدة حتى يصل الى الاخلاص فيستوي عنده مادحه وذامه يستوي عنده مادحه وذامه عمل عملا مدحه عليه اناس وذمه عليه اخرون المخلص من استوى عنده الامران يرحمك الله لم يفرق بين هذا وهذا الكل سياب لانه اصلا لم يقصد وجه احد اراد الله وحده لا شريك له في هذا العمل اما الامر الثاني تهوى ان يكون عملك وفق شرع الله عز وجل وما سن رسوله صلى الله عليه وسلم الله عز وجل امرك ان تعبده بما يحب لا بما تحب الله عز وجل يحب ان يعبد وفق ما شرع وهذا هو الامتحان وهذا هو الابتلاء لبني ادم في هذه الدنيا انهم يتعبدون لله عز وجل في ضوء ما بين على السنة رسله عليه الصلاة والسلام ولذا اذا قلنا قل لمن لا يخلص لا يتعب فاننا نقول ايضا قل لمن لا يتابع لا يتعب لم؟ لانك ان كنت تطلب الثواب والاجر والمرضات الله عز وجل بعمل لم تخلص لم تخلص فيه المتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم فانك لن تنتفع من ذلك بشيء قال الامام يحيى ابن يحيى الليثي رحمه الله ليس في مخالفة السنة رجاء ثواب ليس في خلاف السنة رجاء ثواب واحسن من هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم من عمل عملا ليس عليه امرنا ماذا يا قوم فهو رد. ما معنى رد مردود لا يقبله الله عز وجل هذا الذي يتعبد لله عز وجل بالبدع والمحدثات بما تمليه عليه اهواء نفسه ليعلم ان هذا غير مقبول عند الله عز وجل اوليس النبي صلى الله عليه وسلم قد قال والشرح ليس اليك الشر ليس الى الله سبحانه وتعالى طاعة الشر ومنه هذه البدع والمحدثات بنص حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم اليس هو القائل وشر الامور محدثاتها ليس شرا بل بل شر الامور افعل تفضيل شر الامور فالشر ليس محلا للتعبد هو الله لا يقبل ذلك هذا هو الابتلاء والامتحان لابن ادم في هذه الدنيا ان يسير في ضوء ما بين الله وما سن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض الناس اليوم يقول المهم النية العبرة بما في القلب انا لا اريد الا الخير نعم ما في القلب مهم ولكن ولكنه وحده لا يكفي تأمل معي حديثا واحدا في صحيح البخاري ان ابا بردة ابن نيار رضي الله عنه ذبح يوم الاضحى قبل صلاة العيد ماذا قال له النبي صلى الله عليه وسلم ذاتك ذات لحم الرجل رضي الله عنه اراد التقرب الى الله بعبادة ها الاضحية هل كانت في حقه اضحية هل صحت منه هذه العبادة ماذا قال له النبي صلى الله عليه وسلم ذاتك شاة لحم يعني ليست هذه هي العبادة هذا غير مقبول ليست عبادته سبحان الله او نشك في اخلاص هذا الصحابي هل علق النبي صلى الله عليه وسلم كون شاته شاة لحم لانه لم يكن مخلصا؟ الجواب لا انما كان انما كان ذلك لانه ما وافق سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. فما اعتبر في حقه اذا الاخلاص وحده لا يكفي اذا اردت عملا مقبولا تثاب عليه يقربك الى الله زلفى فلابد من ملاحظة هذين الامرين الاخلاص لله والمتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم. نعم الله اليكم قال رحمه الله ولهذا كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول في دعائه اللهم اجعل عملي كله صالحا واجعله لوجهك خالصا ولا تجعل لاحد فيه شيئا ما احسن هذا الدعاء وما اجمله وما يعني احسن وقعه في القلب وان كان الاسناد فيه الى عمر رضي الله عنه فيه ما فيه فانه جاء الزهد للامام احمد رواه باسناده عن الحسن البصري عن عمر رضي الله عنه وهذا منقطع فان الحسن لم يسمع من عمر وابو الشيخ الاصبهاني رواه ايضا لكن باسناد ضعيف ايضا فيه بلاغ وفيه انقطاع هو دعاء عظيم ودعاء حسن لكن ثبوته عن عمر رضي الله عنه فيه وقفة نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وقال الفضيل بن عياض رحمه الله في قوله تعالى ليبلوكم ايكم احسن عملا قال اخلصوه واصوبه يا ابا علي ما اخلصه واصوبه قال ان العمل اذا كان خالصا ولم يكن صوابا لم يقبل. واذا كان صوابا ولم يكن خالصا لم يقبل. حتى يكون خالصا صوابا. والخالص ان يكون لله والصواب ان يكون على السنة ايظا ما اجمل هذا الاثر الذي قاله الامام الجليل الفضيل بن عياض المتوفى سنة سبع وثمانين ومئة للهجرة وهذا الاثر اخرجه ابو نعيم عنه في كتابه الحلية وتلقاه عنه اهل العلم بالقبول هذا كلام حسن احتفى به اهل العلم والسنة لانه يلخص بوجازة لفظه معنى كبيرا فخما الا وهو ان ابتلاء المسلم في هذه الحياة انما هو دائر على هذين الامرين ان يجاهد في هذه الحياة في ان تكون اعماله خالصة لله موافقة لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال جل وعلا ليبلوكم هذا هو الابتلاء من حكمة الله عز وجل لخلق الناس في هذه الحياة هذا الامر ابتلاؤنا في تحقيق هذين الاخلاص والمتابعة ليبلوكم ايكم احسن عملا فاحسن العمل انما هو ما كان فيه صاحبه اه مخلصا لله عز وجل مطيعا لرسول الله عليه الصلاة والسلام. وهذا المعنى قد دل عليه اه غير اية في كتاب الله عز وجل. قال سبحانه ومن احسن دينا ممن اسلم وجهه لله وهو محسن اسلم وجهه لله هذا هو الاخلاص وهو محسن هذا هو متابعة رسول الله صلى الله عليه وسلم وقل مثل ذلك في قوله تعالى فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا هذا هو هذا هو المتابعة ولا يشرك بعبادة ربه احدا هذا هو الاخلاص والناس يرعاكم الله هذين الاصلين او الركنين اربعة اصناف الصنف الاول اهل التوفيق والسعادة اهل الاخلاص والمتابعة الذين لا يخطون خطوة في طريق العبودية لله عز وجل الا وقد صححوا نياتهم واصلحوا اعمالهم فكانت اعمالهم لله وفق سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهؤلاء هم الرابحون الفائزون عند الله الصنف الثاني هم اهل الاخلاص لكن على غير متابعة السنة ويكثر هذا هي جهال العباد من اهل البدع اناس عندهم اه قدر من الاخلاص وارادة وجه الله عز وجل لكنهم اهل جهل وتفريط في التعلم ولذلك فانهم يتقربون الى الله عز وجل ببدع ومحدثات قد علمنا سابقا ان هؤلاء قد انخرم فيهم شرط شرط المتابعة والشرط ما يلزم من عدمه العدم الصنف الثالث هم اهل المتابعة لكن مع غير اخلاص وجه الله اخلاص العمل لوجه الله سبحانه وتعالى وهذا حال المرائين من اهل السنة هذا حال المرائين من اهل السنة اناس يتقربون الى الله عز وجل بطاعته في ضوء ما امر ولا يحيدون عن طريق السنة لكنهم مع الاسف الشديد دخلت الى نياتهم الدواخل وخالطت ايراداتهم المقاصد التي ارادوا بها غير وجه الله سبحانه وتعالى والعمل المشوب غير مقبول العمل المشروب غير مقبول انا اغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا اشرك فيه معي غيري تركته وشركه قال صلى الله عليه وسلم ان الله لا يقبل من العمل هذا يا اخواني كلام حق ليس بالهزل ان الله لا يقبل من العمل الا ما كان له خالصا ثم انظر الى زيادة التأكيد وابتغي به وجهه تأكيد بعد تأكيد لتحقيق هذا المقام العظيم لا يقبل الله عملا الا اذا كان العبد فيه مخلصا لله يبتغي بذلك وجهه الصنف الرابع هم اهل التعاسة والخسارة فقدوا الخير من طرفيه نعوذ بالله من الخذلان هؤلاء الذين اعمالهم بدعية يراؤون فيها كحال آآ كثير منا علماء اهل البدع الذين ما ارادوا بي هذه الامور التي يتقربون او يزعمون التقرب فيها الى الله سبحانه وتعالى ما ارادوا بذلك وجه الله انما ارادوا المراءات او ارادوا نيل شيء من الدنيا فهؤلاء لا شك انهم في شر المراتب هؤلاء شر المراتب اذا اهل الاخلاص والمتابعة اهل الاخلاص دون المتابعة اهل المتابعة دون الاخلاص ثم الاخلاص والمتابعة والله المستعان على كل حال اثر الفضيل ابي علي رحمه الله اثر جليل و في معناه وفيما يدور حوله اثار اخرى عن السلفي رحمهم الله ومن ذلك ذلك الاثر المشهور الذي قاله الحسن البصري قاله سعيد بن جبير وقاله الثوري وقاله الاوزاعي بل روي عن ابن مسعود رضي الله عنه وهو لا يقبل الله قولا الا بعمل ولا يقبلوا قولا وعملا الا بنية ولا يقبل قولا وعملا ونية الا بمتابعة السنة هذا منهج واضح مضى عليه السلف الصالح رحمهم الله نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ولهذا ذم الله المشركين في القرآن على اتباع ما شرع لهم شركاؤهم من الدين الذي لم يأذن به الله من عبادة غيره. وفعل ما لم يشرعه من الدين. قال الله او تعالى ام لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله. نعم او لا جمعوا ما ناقض الاخلاص والمتابعة مشركون لم يخلصوا عباداتهم لله وفوق هذا يتعبدون لله عز وجل بغير بغير ما شرع اذا من شابههم كان له حظ من الذم الذي توجه اليهم نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله كما ذمهم على انهم حرموا ما لم يحرمه ما لم يحرمه الله. نعم هذا بينوا في كتاب الله عز وجل كما قال سبحانه قد خسر الذين قتلوا اولادهم سفها بغير علم وحرموا ما رزقهم الله افتراء على الله قد ضلوا وما كانوا مهتدين اذا هذا ايضا من ظلال هؤلاء المشركين انهم يحللون ويحرمون وفق اهوائهم. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله والدين الحق انه لا حرام الا ما حرمه الله ولا دين الا ما شرعه الله ثم ان الناس في عبادته واستعانته على اربعة اقسام. عاد المؤلف رحمه الله الى الكلام عن الاصلين ما سبق استطراب في توضيح ما هي العبادة وما هو الشرط في قبولها ثم عاد الى هذين الاصلين وهما عبادة الله والاستعانة به نعم الله اليكم قال رحمه الله ثم ان الناس في عبادته واستعانته على اربعة اقسام فالمؤمنون المتقون هم له وبه يعبدونه ويستعينونه. هؤلاء هم اهل المرتبة الاولى اهل التوفيق هؤلاء لله وبالله لله اخلاصه في عباداتهم وبالله استعانة على امورهم هؤلاء هم الموفقون المحققون لقوله تعالى اياك نعبد واياك نستعين اللهم اجعلنا منهم يا اكرم الاكرمين. نعم قال رحمه الله وطائفة تعبده من غير استعانة ولا صبر فتجد عند احدهم تحريا للطاعة والورع ولزوم السنة لكن ليس لهم توكل استعانة وصبر بل فيهم عز وجزاء. نعم هؤلاء الصنف الثاني ويكثر هؤلاء في القدرية الذين يعتقدون ان اعمال العباد لا يتعلق بها مشيئة الله عز وجل وخلقه فلاجل هذا يضعف عندهم استعانة الله سبحانه وتعالى كذلك الحال في المرائين من العباد قل ان تجد مرائيا وهو مستعين بالله قل ان تجد مرائيا وهو مستعين بالله سبحانه وتعالى وقل مثل ذلك في حال كثير من الفساق الذين ان تعبدوا لله عز وجل تعبدوا له بما شرع لكن استعانتهم بالله عز وجل استعانة ضعيفة واذا استعانوا بالله فقد لا يستعينون به الا في امور الدنيا وانتبه يرعاك الله ثمة علل واخطاء تتعلق بمقام الاستعانة والتوكل سبق الكلام فيها ان كنتم تذكرون من ذلك ان بعض الناس يظن ان الاستعانة هي في الاعراض عن فعل الاسباب ولا شك ان هذا خطأ قال النبي صلى الله عليه وسلم استعن بالله ولا تعجز فجمع بين الاستعانة هو وفعل الاسباب لا يعجزن الانسان في فعل ما يستطيع من الاسباب ايضا من الاخطاء ان هناك اناس يستعينون بالله ويفعلون الاسباب لكن قلوبهم تلتفت الى الاسباب ولا شك ان هذا قدح في استعانتهم وتوكلهم الامر الثالث وهو الذي اريد التنبيه عليه ان من الناس من يظن ان مقام الاستعانة محله امور الدنيا ولذا تجد في كثير من حال الناس يستعين بالله عز وجل بشأن الرزق في اكتساب المال في اه التجارة في السفر الى اخره لكن لا يرد على قلبه الاستعانة بالله عز وجل في شأن عبادة الله سبحانه وتعالى فلذا لا يستحضر هذا المعنى اذا قام يتوضأ او صف قدمه للصلاة او توجه الحج او اراد الصيام او ما شاكل ذلك ينبغي ان يعلم ان الاستعانة بالله عز وجل في مقام عبادته اعظم من الاستعانة بالله عز وجل في شؤون الدنيا وان كان المطلوب من العبد ان يستعين بالله عز وجل فيهما لكن عنايته بهذا الامر ينبغي ان تكون اولى وهو الاستعانة بالله عز وجل في شأن العبادة وهذا ما ينبغي ان يلاحظه طالب العلم الداعية الى الله عز وجل ان يستعين بالله في طلب العلم وان يستعين بالله في النصح والتوجيه والدعوة والامر بالمعروف والنهي عن المنكر وبذلك يوفق بهذا يكون توفيقه اذا الاستعانة بالله عز وجل عند هذا الصنف مفقودة او ضعيفة واعلم يرعاك الله ان الاستعانة بالله سبحانه وتعالى لا تتأتى من اربعة اصناف وان تأتي شيء من ذلك فانه يكون على نقص وضعف اما كمال الاستعانة بالله عز وجل فانها لا تتأتى من هؤلاء الصنف الاول من لا يعتقد كمال الله عز وجل فلا يثبت لله ما يستحقه من الاسماء الحسنى والصفات العظمى هؤلاء استعانتهم بالله عز وجل استعانة ضعيفة ولذا لا يجرؤ جهمي معطل على ان يقول ان استعانته بالله استعانة كاملة كيف وهو ينفي عن الله عز وجل رحمته وينفي عن الله عز وجل حكمته وينفي عن الله عز وجل محبته في سلسلة من هذه الصفات العظيمة اذا من كان على هذه الشاكلة فاستعانته ضعيفة او او مفقودة الصنف الثاني الذي لا لا تتأتى الاستعانة منه من لم يحقق توحيد الربوبية بمعنى الذي لم يعتقد شمول وكمال ربوبية الله سبحانه وتعالى فان ذلك استعانته بالله عز وجل استعانة ضعيفة او مدخولة ولذا اولئك المشركون في الربوبية الذين يعتقدون ان غير الله يدبر هذا الكون مع الله استعانتهم بالله لا شك انها استعانة ضعيفة ان استعانوا بالله ان استعانوا بالله فاستعانتهم به ضعيفة لان هؤلاء قلوبهم موزعة بين اكثر من مقصود ومن مستعان به اليس كذلك بعكس اهل التوحيد الذين اجتمعت همتهم على مقصود ومتوكل عليه واحد هو الله وحده لا شريك له الصنف الثالث هم الذين ما احسنوا الظن بالله اولئك الظانون بالله ظن السوء لا شك ان استعانتهم بالله استعانة ضعيفة الاستعانة والتوكل لا شك انها فرع عن حسن الظن بالله سبحانه وتعالى من اعتقد ان الله عز وجل يرحمه رؤوف به لطيف به تقديره له خير من اختياره لنفسه انه لا يأتي من قبله الا الخير يعتقد حقا بقوله تعالى ومن احسن من الله حكما بقوم يوقنون لا شك ان من كان على غير هذه الشاكلة يعني لم يكن محسنا الظن بربه لا شك ان استعانته بالله استعانة ضعيفة وهذا فرع عنا الامر المتقدم وهو اعتقاد كمال الله سبحانه وتعالى من اعتقد في الله عز وجل ان له الكمال المطلق لا شك انه سيحسن الظن به ولذا يكثر في المشركين القبوريين سوء ظنهم بالله عز وجل وتجد انهم يحسنون الظن بغيره اكثر مما يحسنون الظن به اذكر اني ذاكرت لكم حادثة طريفة فيها عبرة وهي ما حكاه صاحب تفسير المنار رحمه الله انه قال اني سمعت امرأة ذات يوم تلهج بالدعاء لغير الله فتقول يا متبولي يا متبولي نزلت بها نازلة وضائقة انبعث قلبها ولسانها بدعاء غير الله عز وجل تدعو من المتبولي يقول فلما هدأ روعها قلت لها لماذا تدعين المتبولي ولا تدعين الله عز وجل فقالت والعبارة هكذا نصا المتبولي ما يستناش المتبولي يعني المتبولي لا ينتظر يجيب مباشرة سريعا انظر سوء ظنها بالله عز وجل فالله عز وجل عندها لا يجيب وان اجاب فيتأخر مطلوبها اما غيره فانه سريع الاجابة هذا ظن هذه ومن على شكيلتها لله سبحانه وتعالى وهذا ظنهم ايظا بغيره الصنف الرابع من لم يحقق وضع خطا عند كلمة يحقق من لم يحقق الافتقار الى ربه سبحانه وتعالى من كان يلتفت الى نفسه ويرى نفسه وحوله وقوته وعلمه وعبادته وكان في مقابل هذا فقره واضطراره ومسكنته وذله لله سبحانه وتعالى فيها ضعف فان هذا استعانته بالله استعانة ضعيفة اما الذي يعتقد انه فقير فقرا عظيما الى الله عز وجل بحيث انه لا يمكن ان يجلب لنفسي لنفسه نفعا البتة ولا يدفع عن نفسه ضرا البتة الا بربه من كانت حاله تقرب من المثال الذي ذكرناه سابقا وقد ضربه ابن القيم رحمه الله كحال صبي صغير في ارض مسبعة او مهلكة ومعه ابوه تجد انه متشبث بماذا بيد ابيه يرى انه لا لا انقاذ له الا بماذا الا بان يسير مع ابيه وينقاد الى ابيه. اليس كذلك تأنو العبد مع ربه اعظم من ذلك واعظم وهذا فقط للتقريب هذا الذي يفتقر الى الله حقا هو الذي يحسن الاستعانة بالله ولذلك المؤلف رحمه الله كانت منه تلك الابيات العظيمة انا الفقير الى رب البريات انا المسيكين في مجموع حالاتي انا الظلوم لنفسي وهي ظالمتي والخير ان لم يأتنا من عنده سبحانه يأتي والخير ان يأتينا من عنده يأتي ثم قال رحمه الله والفقر لي وصف ذات لازم ابدا كما الغنى ابدا وصف له ذاتي الفقر للعبد وصف ماذا ذاتي لا انفكاك له عنه شيء ملازم له من بدء خلقته والى انتهاء حياته هو ماذا فقير بالذات الى ربه كما ان الله سبحانه وتعالى هو الغني بالذات الله غني عن كل ما سواه وكل مفتقر اليه تبارك وتعالى اذا حسن الاستعانة بالله وكمال التوكل على الله لا تتأتى من اهل هذه الاصناف الاربعة قال رحمه الله وطائفة تعبده من غير استعانة ولا صبر فتجد عند احدهم تحريا للطاعة والورع ولزوم السنة لكن ليس لهم توكل واستعانة وصبر بل فيهم عجز وجزع عجز يعجزون لضعف توكلهم النشيط في العمل والاجتهاد وبذل الاسباب هو من صدق التوكل على الله عز وجل اما الذي يعتقد انه يسير وحده دون اعانة من الله سبحانه وتعالى فانه عند ادنى عقبة يكل ويعجز ويقف فهؤلاء يجمعون بين العجز والجزع الجزاء عند المقدور المؤلم لا يصبرون فهم يدورون بين عجز وجزع نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وطائفة فيه مستعانة وتوكل وصبر من غير استقامة على الامر ولا متابعة للسنة قد يمكن احدهم ويكون له نوع من الحال باطنا وظاهرا ويعطى من المكاشفات والتأثيرات ما لم يعطه الصنف الاول ولكن لا عاقبة له فانه ليس من المتقين والعاقبة للتقوى. فالاولون لهم دين ضعيف ولكنه مستمر باقي. ان لم يفسده صاحبه بالجزع بالجزع وهؤلاء لاحدهم حال وقوة ولكن لا يبقى له الا ما وافق فيه الامر واتبع فيه السنة. هذه الطائفة الثالثة و تكثر هذه الصفة في عباد المبتدعة هؤلاء ربما يكون عندهم شيء من التوكل والاستعانة والصبر ولكن ما عندهم متابعة للسنة يقول فقد يمكن احدهم ويكون له نوع من الحال باطنا وظاهرا ويعطى من المكاشفات والتأثيرات ما لم يعطه الصنف الاول يريد بان هؤلاء قد تظهر على ايديهم شيء من الكرامات سواء ما رجع الى جانبي المكاشفات او رجع به او رجع الى جانب التأثيرات كما الى هذين ترجع اه امور الكرامة لكن هؤلاء عنايتهم بمتابعة رسول الله صلى الله عليه وسلم عناية ضعيفة وينبغي ان يعلم ان من لم يستقم على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فانما يظهر على يديه انما هو استدراج ليس كرامة عند التحقيق اذا رأيت رجلا يطير او فوق ماء البحر قد يسير ولم يكن متبعا للشرع فانه مستدرج وبدعيه اعظم الكرامة لزوم الاستقامة على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه هي الكرامة العظمى وهذه التي ان ظهر على بيد صاحب هذه الحال شيء فانها حقا تعد ماذا كرامة اما ما سواه فانها تعد ماذا فانها تعد استدراجا اذا المتابعة شرط في الكرامة المتابعة للسنة لا شك انها شرط في الكرامة نعم الله اليكم قال رحمه الله وشر الاقسام من لا يعبده ولا يستعينه. فهؤلاء لا يشهد ان عمله لله ولا انه بالله. هذا صنف الاخير ان كان فاقدا بالكلية لهذين للاستعانة وللعبادة فلا شك ان هؤلاء من الكفرة الملاحدة الذين لا يؤمنون بالله بالكلية واما ان كان آآ عندهم طرف من ذلك لكنه شيء ضعيف اقامتهم على العبادة ضعيفة واستعانتهم بالله عز وجل ضعيفة فهذا يمكن ان يكون في كثير من الفساق وكثير من المبتدعة وكثير من المرائين هؤلاء عبادتهم ضعيفة واستعانتهم واستعانتهم ضعيفة نعوذ بالله من هذه الحال واسأل الله جل وعلا ان يحسن لي ولكم العلم والعمل والخاتمة كما نسأله تبارك وتعالى الثبات على التوحيد والسنة حتى نلقاه وان يجعل اخر كلامنا من الدنيا لا اله الا الله انه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه اجمعين. لعلنا غدا ان شاء الله نتمم بتوفيق الله عز وجل واعانته الكلام عن هذه الرسالة الجليلة وختمها نرجو ان يكون من نعم الله عز وجل علينا وان يرزقنا الانتفاع بذلك وارجو من الاخوة اه ان آآ يقترحوا شيئا كما هي عادتنا اذا انتهينا من كتاب او شارفنا نطلب ان الاخوة يذكرون الشيء الذي يردون ان نشرع في مدارسته اه بعد هذا الكتاب ان شاء الله طبعا سيكون ذلك ان شاء الله مع مطلع العام الدراسي الان الفترة القادمة الى الحج ان شاء الله سيكون فيها يعني يموتون صغيرة آآ متابعة ايضا في اقصر المختصرات لكن اقصد يريد متنا في الاعتقاد بعد الحج ان شاء الله مع مطلع الدراسة فماذا يحب الاخوة الذي عنده مقترح او يرغب في شيء يكتبه في ورقة صغيرة يسلمه للشيخ عبد الله كما جرت العادة بذلك واسأل الله عز وجل لي ولكم العلم النافع والعمل الصالح وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه اجمعين