لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه اجمعين اما بعد فبعون الله سبحانه وتعالى نجتمع في هذه الليلة ليلة الاثنين الثالث والعشرين من شهر رجب سنة تسع وثلاثين واربع مئة بعد الالف من هجرة النبي صلى الله عليه وسلم في هذا المسجد المبارك المسجد النبوي الشريف ختم المدارسة في هذه الرسالة العظيمة التي هي الرسالة التدميرية لشيخ الاسلام احمد ابن عبد الحليم ابن تيمية رحمه الله وجزاه الله عنا خيرا ولعل هذا المجلس هو المجلس الرابع والستين من مجالس هذه الرسالة اسأل الله جل وعلا ان ينفعنا بما سمعنا وان يجعله حجة لنا لا حجة علينا نعم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لشيخنا وانفعه وانفع به يا رب العالمين قال شيخ الاسلام رحمه الله تعالى في رسالته لاهل تدمر فالمعتزلة ونحوهم من القدرية الذين انكروا القدر فهم في تعظيم الامر والنهي والوعد والوعيد خير من هؤلاء الجبرية القدرية الذين يعرضون عن الشرعية والامر والنهي والصوفية هم في القدر ومشاهدة توحيد الربوبية خير من المعتزلة ولكن فيهم نوع ولكن فيهم من فيه نوع بدع مع اعراض عن بعض الامر اي والوعد والوعيد حتى يجعلوا الغاية هي مشاهدة توحيد الربوبية والفناء في ذلك ويصيرون ايضا معتزلين لجماعة المسلمين وسنتهم فهم معتزلة من هذا الوجه وقد يكون مواقع فيه من البدعة شرا من بدعة اولئك المعتزلة وكلتا الطائفتين نشأت من البصرة احسنتم يقول المؤلف رحمه الله الله في بيان المقارنة بين طائفتين القدرية والجبرية والمؤلف رحمه الله له عناية بهذا الموضوع وهو المقارنات بين الفرق المبتدعة بحيث تنزل كل فرقة منزلتها من غير آآ غلو ولا اشحاف هذا الكلام عقب به المؤلف رحمه الله بعد الكلام عن اقسام الناس في الجمع بين العبادة والاستعانة و هؤلاء المبتدعة من الطائفتين عندهم تقصير في هذا المقام وهو مقام عبادة الله عز وجل والاستعانة به في الجملة المعتزلة الذين هم رأس القدرية يقول المؤلف رحمه الله هم خير من الجبرية في باب الامر والنهي هم اصلح من الجبرية في قيامهم بالاوامر الشرعية علما وعملا حتى ان المؤلف رحمه الله قد ذكر ان كلامهم في اصول الفقه اجود من كلام من نحى اه نحو الجبرية والارجاء من المتكلمين فالقوم عندهم من العناية بالشريعة والامر والنهي ما كانوا به خيرا من فرقة الجبرية. لكنهم في مقابل ذلك وقعوا في ضلالات عظيمة من ذلك انهم اخرجوا افعال العباد عن ان تكون مقدورة لله عز وجل. وان تكون داخلة في مشيئة الله سبحانه وتعالى وان تكون داخلة في خلق الله عز وجل وقعوا ايضا في التشبيه تشبيه افعال الله سبحانه بافعال خلقه. كما انهم غلوا بالتحسين والتقبيل التقبيح العقلي حتى انهم اوجبوا وحرموا واثموا بناء على هذا التحسين والتقبيح العقلي آآ القوم قد اصابوا شيئا من الحق وخالفوا شيئا او اشياء من الحق ولاجل ذلك اه وقعوا فيما وقعوا فيه من الضلال كذلك الامر بالنسبة للجبرية الجبرية خير من هؤلاء من جهة اثباتهم للقدر حيث انهم اعتقدوا عموم علم الله وكتابته ومشيئته وخلقه لكنهم اذا ما قورنوا بالقدرية بجانب الشريعة والعناية بالامر والنهي فلا شك انهم دونهم بمراحل القدرية خير من هؤلاء في ذلك اضافة الى ضلالات كثيرة وقعوا فيها فانهم ما نزهوا الله سبحانه وتعالى عن الظلم كما انهم الغوا ما يتعلق بالتحصين والتقبيح العقلي فاظحكوا العقلاء على عقولهم ناهيك عن انكارهم للتعليل والحكم والاسباب ناهيك عن ما وقع فيه غلاتهم من تعطيل الامر والنهي وانكار الوعيد وعيد الله عز وجل للعصاة جملة في سلسلة من الضلالات التي وقعوا فيها وفي الجملة القدرية اثبتوا شيئا من الحمد بلا ملك والجبرية اثبتوا شيئا من الملك بلا حمد اما اهل السنة والجماعة فانهم امنوا بملك الله عز وجل وحمده السنتهم وقلوبهم تلهج بقولهم ان ان الحمد والملك لك يا رب الحمد والملك كله لله سبحانه وتعالى فجمعوا بين اثبات كمال حمد الله عز وجل واثبات كما لملك الله سبحانه وتعالى كلا الطائفتين تشتركان في شيء وهو الوقوع في التناقض اضافة الى انهما تشتركان بالاخذ بطرف من الادلة وانكار طرف اخر في كونهم ما اهتدوا الى الجمع بين اطراف النصوص والايمان بها جميعا انما اخذوا طرفا واعرضوا عن طرف ووفق الله عز وجل اهل السنة والجماعة وهداهم الى ما اختلف فيه هؤلاء من الحق باذنه سبحانه وتعالى فامنوا بالكتاب كله وجمعوا بين اطراف النصوص وانزلوها منازلها والفوا بينها فكان معتقدهم حقا خالصا بين طرفي ضلال وعلى كل حال تنبه يرعاك الله الى ان كل طائفة من هاتين الطائفتين استدلت بادلة وجانب مما استدلوا به حق وصواب لكنهم لكن استدلالهم لا يتوجه ضد اهل السنة والجماعة انما يتوجه الى الفريق المخالف او المقابل له بمعنى يمكن ان نجعل قاعدة وهي ان كل دليل صحيح يستدل به القدرية فانه يصلح ردا على مقالة الجبرية وكل دليل صحيح يستدل به الجبرية فانه يصلح ها ردا على مقالة الجبرية الحق كله مع اهل السنة والجماعة فاللهم لك الحمد واذا على كل حال نظرنا الى الفريقين من جانب من هذه الجوانب تبين لك من هو خير من الطائفة الاخرى علمنا ان القدرية خير من الجبرية في باب الامر والنهي والجبرية خير من القدرية في جانب اثبات بجانب اثبات القدر وعموم توحيد عموم الايمان او الايمان بعموم توحيد الربوبية لله سبحانه وتعالى اما في الجملة فلا شك ان مقالة القدرية وما عليه القدرية احسن مما عليه الجبرية يعني عند المقارنة في الجملة فان مقالتا القدرية خير من مقالة الجبرية وان كان الكل شرا وان كان كله ضلالا وابتداعا وتلاحظي يرعاك الله ان مقالة نفاة القدر في باب القدر يصاحبها مقالة الوعيدية في باب الايمان بمعنى هناك تصادق تلازم بين مقالتي نفي القدر والقول بالوعيد ولذلك تبنى هذا وهذا المعتزلة تنبه يرعاك الله الى التفريق بين المقالة والفرقة المقالة هي مقالة الجبر مقالة نفي القدر مقالة الارجاء مقالة التعطيل الى اخره. هذا هذا مذهب هذه مقالة يتبنى هذه المقالة فرقة لها قواعدها واصولها ومؤلفاتها وائمتها في ابتداء نشوء البدع كانت المقالة يتبناها اهلها فكانت فرقة هي القدرية وفرقة هي الجبرية وفرقة هي المرجئة لكن بعد ان تشعبت البدع وتبلورت الافكار وعظم الشر اصبح هناك فرق تتبنى مقالات في ابواب مختلفة تجد مثلا ان الجهمية فرقة تبنت في باب الايمان مقالة الارجاء تبنت في باب القدر مكانة الجبر تبنت في باب الاسماء والصفات مقالة التعطيل وهلم جرة المعتزلة هؤلاء لما اتوا الى باب الايمان تبنوا مقالته الوعيدية لما اتوا الى باب القدر تبنوا مقالة نفي القدر وهو ما نسميه بالقدرية كذلك جاؤوا الى باب الاسماء والصفات فكانوا ماذا فكانوا معطلة اذا ينبغي ان تفرق بين هذين الامرين بين المقالة والمذهب المذهب يحتوي على على عدة مقالات بحسب الابواب. طبعا حينما نتكلم عن فرقة او مذهب فاننا نتكلم عليه في الجملة والا فان الخلافات تعصف بكل فرقة حادت عن السنة خذ مثلا المعتزلة اتظن انهم على مذهب واحد ومقالة او قول واحد في جميع الابواب الجواب بالتأكيد لا بينهم من الخلاف الشيء الكثير الا ان هناك رابطا وخيطا يجمعهم جميعا يعني القول بالاصول الخمسة في الجملة القول بالاصول الخمسة في الجملة والا ففي داخلي كل مذهب تجد خلافات وتجده شذوذا وتجد تناقضا اذا هذا مما ينبغي ان يلاحظ اذا اعود فاقول ان مقالتي نفي القدر والقول بالوعيد مقالتان ماذا متلازمتان ولذا تبنى هذين المعتزلة ومن ركب في ركابهم يقابل هذا ان مقالة الجبر ومقالة الارجاء مقالتان ماذا متصادقتان او متلازمتان ولذا نجد الجهمية وفروعهم واذنابهم جمعوا بين الجبري والارجاء جمعوا بين الجبر والارجاء وكل مذهب او كل مقالة من هاتين المقالتين اثرت في الاخرى مقالة آآ آآ نفي القدر مع مقالة الوعيد بينهما تأثير كذلك بالنسبة لمقالة الجبر مع مقالة الارجاء كان هناك ماذا؟ تأثير يعني تبني مذهب الجبر اثر في تبني مذهبي الارجاء وهلم جرا في مباحث دقيقة تتعلق علم المقالات والفرق وهذه اطلالة والبحث في ذلك لا شك انه يحتاج الى قدر كبير من التفصيل. وعلى كل حال العناية بكلام ائمة السنة الذين اعتنوا بمقالات الفرق وتقييمها ونقدها يورثك الفهم لمثل هذه المسائل الدقيقة وعلى رأس هؤلاء لا شك انه يأتي هذا الامام الجليل الجبل شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله رحمة واسعة قال رحمه الله وكلتا الطائفتين نشأت من البصرة بل اقول ان اكثر المقالات المبتدعة نشأت في البصرة وربما يكون بينها تناقض القدرية مع الجبرية آآ تبنى هؤلاء وهؤلاء مقالتان ماذا متقابلتان مع ان الكل نشأ في ماذا في البصرة كذلك ترعرعت كثير من افكار التعطيل ومذاهب اهل التعطيل ايضا في البصرة فابن كلاب مثلا كان بالبصرة وهلم جرة في سلسلة طويلة ولذلك اشتهرت البصرة بهذه البدع الاعتقادية في مقابل ان الكوفة اشتهرت بالرأي في بابه الفقه اشتهرت بالرأي في باب الفقه ومن الامور التي نبه عليها شيخ الاسلام رحمه الله في موضع تكلم فيه عن المقارنة بين القدرية والجبرية نبه الى ان مقالة القدرية تبناها المعتزلة ثم قالت الجبرية تبناها الجهمية اتاني فرقتان ابرز من تبنى هذه المقالة وهذه المقالة قال وعامة البدع العقدية كلامه اسوقه بمعناه عامة البدع العقدية انما نشأت وتفرعت عن هاتين او عن هذين المذهبين او عن هاتين الفرقتين ماذا الجهمية والمعتزلة في جميع الابواب في باب الايمان في باب الاسماء والصفات في باب القدر تجد ان عامة البدع نشأت ماذا عن هاتين الفرقتين الجهمية والمعتزلة نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وانما دين الله ما بعث به رسله وانزل به كتبه. وهو الصراط المستقيم. هو طريق اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. خير القرون وافضل الامة واكرمها الخلق على الله بعد النبيين. قال تعالى والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار والذين اتبعوهم باحسان. رضي الله عنهم ورضوا عنه رضي عنه فرضي عن السابقين الاولين رضاء مطلقا. ورضي عن التابعين لهم باحسان. قد قال النبي صلى الله عليه وسلم في الاحاديث الصحيحة خير القرون القرن الذي بعثت فيه ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم لما ختم المؤلف رحمه الله كلامه عن المقالات المخالفة عاد فذكر بالقول الحق والمذهب الصواب الذي كان عليه نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم وهذا الذي يجب ان يلتزمه ويعتصم به كل مسلم يريد نجاة نفسه دعوا كل قول دون قول محمد صلى الله عليه وسلم فما امنوا في دينه كمخاطري فما امنوا في دينه فمخاطري من لزم الكتاب والسنة فليبشر بانه في منأى ونجاة وعصمة من الوقوع في هذه الاهواء والضلالات الاهواء والضلالات شيء كثير والامة عبر تاريخها الطويل قد دخلها كثير من هذه المقالات الباطلة ونشأ فيها كثير من البدع والاهواء فاختلطت الامور وتكدرت كثيرا لذا اذا اردت ان تشرب من معين صاف وان تصل الى الحق الخالص فعليك ان ترجع الى المنبع الاصلي لو جئت الى سيل او نهر يجري في وسطه او في اخره وجدته متكدرا كثيرا فان كنت تريد الماء الصافي العذب الزلال بحثت عن المنبع فشربت منه اليس كذلك المنبع الكتاب وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم خذ منهما فان في ذلك ارواء لغليلك وشفاء لعلتك والذي كان عليه اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم هو الترجمة الحرفية والتطبيق العملي لنهج النبي صلى الله عليه وسلم ولي ده تجد ان النبي صلى الله عليه وسلم لما وعظ اصحابه وبين لهم انه سيقع في هذه الامة اختلاف كثير قال عليه الصلاة والسلام كما في حديث العرباض رضي الله عنه قال فانه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا لا والله ليس اختلافا فقط بل كثيرة فسيرى اختلافه كثيرة قال هذا الذي لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم اذا النفوس الان متشوقة الى معرفة كيف يسلم الانسان من هذا الاختلاف الكثير بين الناصح الشفيق الرحيم عليه الصلاة والسلام ذلك فقال فعليكم بسنتي لم يكتفي النبي صلى الله عليه وسلم بذلك مع ان سنته شافية كافية ولكن عقب على هذا بقوله وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي لم لان التطبيق العملي والترجمة لسنته عليه الصلاة والسلام في نواح كثيرة انما تتبين بسنة اصحابه رضي الله عنهم ورأسهم الخلفاء الراشدون اذا لا غنى لهذه الامة ان ارادت السلامة والنجاة والوصول الى الحق والبعد عن الاهواء لا غنى لها عن لزوم ما كان عليه اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ثم التابعون ثم اتباعهم الذين كانت لهم التزكية والوصف بالخيرية من لدن رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال خير الناس او خيركم او خير امتي قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم رأس اولئك اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم اذا الطريق السديد والصراط المستقيم ما كان عليه اولئك الاخيار رضي الله عنه الذين جمعوا الخير من اطرافه الذين حازوا سبقات العلا الذين ما تركوا شيئا من الخير الا وقد سبقوا اليه في علم او في عمل ولذا احسن ابن كثير رحمه الله في تفسيره حينما تكلم عند قوله تعالى عن قول المشركين لو كان خيرا ما سبقونا اليه قال وقال اهل السنة والجماعة في كل ما لم يثبت عن اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لو كان خيرا لسبقونا اليه فانه ما تركوا شيئا من الخير الا وقد سبقوا اليه. رضي الله عنهم وارضاهم اذا السلامة والنجاة والوصول الى الفلاح انما يكون بلزوم نهج اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. ولذا اثنى الله عز وجل على من اتبعهم باحسان فقال والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار والذين اتبعوهم باحسان. انظر الى الفضل العظيم رضي الله عنهم ورضوا عنه واعد لهم جنات تجري تحتها الانهار خالدين فيها ابدا. ذلك الفوز العظيم. والادلة في ذلك كثيرة ان تأملتها وجدت انها جميعا متظافرة على ان لزوم نهج الصحابة ومن بعدهم من السلف الصالح حتم لا خيار فيه من اراد النجاة فانه ملزم ان يلتزم نهج السلف ورأسهم اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال الله عز وجل ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيره من يرعاكم الله اولى الناس بوصف المؤمنين بعد الانبياء عليهم الصلاة والسلام ويتبع غير سبيل المؤمنين. من اولى الناس في هذه الامة بوصف المؤمنين احقهم بهذه السمة سمة الايمان لا شك انه اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ورضي الله تعالى عنهم وقل مثل ذلك في قوله تعالى واتبع اتبع فعله امر والامر يقتضي الوجوب واتبع سبيل من اناب الي من احق الناس بوصف الانابة بعد الانبياء عليهم الصلاة والسلام اليسوا اولئك الغر الميامين بلى والله وقد صدق المؤلف رحمه الله حينما وصفهم في كتابه القيم العقيدة الواسطية ومن نظر في سيرة القوم يعني الصحابة بعلم وبصيرة وما من الله به عليهم من الفضائل علم يقينا انهم خير الخلق بعد الانبياء لا كان ولا يكون مثلهم لا كان في السابق ولا يكون في المستقبل مثلهم وقل مثل ذلك في قوله تعالى اتقوا الله وكونوا مع الصادقين من اولى الناس بوصف الصدق بعد الانبياء اليسوا اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ولذا قال جماعة من السلف في تفسير الاية مع ابي بكر وعمر واصحابهما كونوا فعل امر المسألة محتومة لا خيار لك فيها يجب عليك ان تكون على ما كان عليه اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. هنا تصل الى الهداية الم يقل الله عز وجل فان امنوا بمثل ما امنتم انتبه الخطاب موجه اول ما يتوجه الى الصحابة هم الذين نزل الوحي وهم متوافرون اليس كذلك؟ قال فان امنوا بمثل ما امنتم به فقد اهتدوا الهداية الحقة انما تكون لمن امن واعتقد ما امن به واعتقده ابو بكر وعمر وابو عبيدة بقية اخوانهم من الصحابة رضي الله عنهم جميعا قل مثل هذا في احاديث كثيرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم اشتملت على امرين على الثناء على الصحابة وعلى لزوم او الحث على لزوم منهاجهم من ذلك ما اورد المؤلف رحمه الله في قوله وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في الاحاديث الصحيحة خير القرون القرن الذي بعثت فيهم ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم خير القرون بهذا اللفظ او قريبا من هذا اللفظ خير القرون قرني هذا خرجه البزار في مسنده والحديث في الصحيحين والفاظه تدور على ثلاثة خير الناس قرني خير امتي قرني خيركم قرني والمعنى على كل حال واحد فهذه خيرية وصف بها النبي صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق اولئك الصحابة الكرام رضي الله تعالى عنهم وارضاهم وقد سمعت ما ذكرته لك قبل قليل في قوله عليه الصلاة والسلام فعليكم بسنة وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعد وقد علمت يا رعاك الله اخبار النبي صلى الله عليه وسلم بان هذه الامة ستفترق افترقت اليهود على احدى وسبعين فرقة وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة وستفترق هذه الامة على كم على ثلاث وسبعين فرقة سبحان الله العظيم امة محمد عليه الصلاة والسلام فاقت اليهود والنصارى بالافتراق والاختلاف وهذا من اعجب الاشياء ولم ار كالاسلام ادعى لوحدة ولا مثل اهليه هوى وتفرقا انما هي حكمة الله سبحانه وتعالى فرق تشعبات اهواء بدع مقالات لكن الحق فيها واحد لا يتعدد ما هي هذه الفرقة قال كلها في النار الا واحدة ما وصفها قال الجماعة اولى الناس بوصف الجماعة الذين اجتمعوا على الحق الصحابة وفي الرواية الاخرى المشهورة من كان على مثل ما انا عليه اليوم واصحابي اذا العصمة من النجاة بلزوم سبيل الصحابة في صحيح مسلم قال النبي صلى الله عليه وسلم حديثا عجيبا يقول عليه الصلاة والسلام النجوم امنة للسماء فاذا ذهبت النجوم اتى السماء ما توعد وانا امنة لاصحابي فاذا ذهبت اتى اصحابي ما يوعدون الامان مرتبط في حق الصحابة بوجود النبي صلى الله عليه وسلم بين اظهرهم فلما التحق عليه الصلاة والسلام بالرفيق الاعلى وقع بين الصحابة ما وقع من الاختلاف والاقتتال وكان امر الله قدرا مقدورة لله الحكمة البالغة ثم قال واصحابي امنة لامتي فاذا ذهب اصحابي اتى امتي ما توعد الامان من الاهواء والتشعبات والاختلافات العاصفة وجود اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في الامة لما انخرم ذاك القرن المنير المضيء وقع بين وقع بين هذه الامة ما وقع من الاختلافات والتفرقات والمحن ولا يزداد الامر الا شدة لا يزداد الامر الا شدة اذا الامان من الاهواء والاختلافات والضلال انما هو بلزوم ما عليه اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. الذين وان رحلت اجسامهم فان علومهم لا تزال موجودة ولله الحمد في هذه الامة النبي صلى الله عليه وسلم يقول كما ثبت عن جماعة من الصحابة في الصحيحين بالفاظ مختلفة. منها قوله عليه الصلاة الصلاة والسلام لا تزال طائفة من امتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي امر الله قال ماذا لا تزال طائفة كلمة طائفة هذه الكلمة من قبيل الجمع ولا من قبيل المفرد ها مفرد طائفة مفهوم المخالفة ان هناك ماذا طوائف ليست على هذه الصفة انما هي ماذا طائفة واحدة من مجموع هذه الامة الكبيرة هذه على الحق ولاحظ ان الهنا عهدية وللاستغراق ايضا الحق الذي كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم. ويمكن ان تكون ايضا للاستغراق الحق المحض الكامل كان عليه من هذه الطائفة التي لا يضرها من خالفها ولا من خذلها حتى حتى يأتي امر الله عز وجل اذا هذا امر قدره الله عز وجل وهو واقع ملموس لمس اليد ان الخلاف واقع في الامة لا يمكن تجاهل ذلك اليس كذلك الخلاف في هذه الامة واقع بل الاختلاف الكثير كما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم وهذا من اعلام نبوته لكن هناك طائفة هي فقط التي على الحق يا ترى اهي الطائفة التي اعرضت عما كان عليه اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ام الطائفة التي وافقت ذلك لا شك انها الطائفة التي وافقت ذلك هؤلاء الصحابة رضي الله عنهم ورثوا علومهم ومنهاجهم الى التابعين والتابعون ورثوا هذه العلوم وهذا النهج الى اتباع التابعين وهلم جرا في سلسلة متصلة ولله الحمد بعض الناس ربما يقول الصحابة ذهبوا ما ثم مؤلفات كتبوها بايديهم مثلا نقول اطمئن ما كان عليه اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم موجود والعلم به ممكن لان الحق في هذه الامة سلسلة متصلة يورث السابق هذا العلم اللاحق فهذا العلم وهذا النهج وهذه السبيل الوصول اليها ممكن ولله الحمد من صدق في الطلب وسأل الله العون واجتهد في التعلم والرجوع الى مظان هذا العلم وهذه السبيل فانه يمكنه الوصول ولا شك الى ما كان عليه اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. وبالتالي فانه سيكون على الحق المحض الاقتداء بالصحابة رضي الله عنهم امر واجب حتمي واجب حتمي في فهم النصوص الشرعية نفهم ادلة الكتاب والسنة بما فهم اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وبقية السلف من بعدهم تلك النصوص بهذا الفهم علينا ايضا ان نقتدي بالصحابة رضي الله عنهم ومن بعدهم من السلف في السكوت عما سكتوا عنه لا نخوض في شيء لم يخوضوا فيه ولذلك عمر ابن عبد العزيز الامام الجليل التابعي رضي الله عنه ورحمه يقول ترضى لنفسك بما رضي القوم به لانفسهم يعني الصحابة فانهم عن علم سكتوا وببصر نافذ كفوا اذا نسكت عما سكتوا عنه كثير من هذه التشقيقات والتشعبات في كتب علم الكلام وغيرها تجد انك لو قارنتها بهذا الاصل لوجدت انها مضادة تمام المضادة فيها ابحاث كثيرة ما كان يخوض فيها اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنه كذلك علينا ان نقتدي وجوبا بالصحابة في المنهج العام في التلقي والاستدلال كيف كانوا يتعاملون مع الادلة في تلقيها والاخذ بها والاعتماد عليها والاستدلال بها اكانوا على ما كان عليه هؤلاء المتأخرون منا تقديم العقل على النقل مثلا او في جعل الادلة اللفظية يقولون هذه ادلة لفظية ظنية او ان اخبار الاحاد لا تقبل في باب الاعتقاد الى غير ذلك اكان الصحابة على هذا النهج بالتأكيد لم يكونوا كذلك اذا اذا اردنا النجاة فعلينا ان نلزم ذلك الصحابة اقرب الى الحق اقرب الى اصابة الصواب لانهم رضي الله عنهم اولا اعلم الناس بلغة العرب ولتعلم يا رعاك الله وهذا ما نص عليه الشافعي رحمه الله وغيره من اهل العلم ان الجهل بلغة العرب من اسباب الابتداع الجهل بلغة العرب من اسباب الابتداع ولذا اعلم الناس باللغة الذين كانت لهم سجية وسليقهم الصحابة رضي الله عنهم ففهمهم اذا لادلة الكتاب والسنة فهم تعقب لانهم اعلم الناس بلغة هذه النصوص ثم امر ثان انهم رضي الله عنهم اعلم الناس بالكتاب والسنة وهذا لا شك فيه ولا مرية هؤلاء الذين كانوا حاضرين وقت تنزل هذه الايات ووقت اخبار النبي صلى الله عليه وسلم بالاحاديث فهم يعرفون مواضع تنزيلها يحسنون تنزيلها ويتقنون فهمها همتهم متوفرة على فهم النصوص لا يكدون اذهانهم ولا يتعبونها في مباحث طويلة تصيب الانسان بالكلل اذا وصل الى مرحلة فهم النص لا يبحثون في رجال ولا علل ولا علوم مصطلح ولا اصول فقه ولا نحو ولا صرف ولا بلاغة ولا اختلاف علماء ولا شيء من هذا القبيل علمهم كله على ما هم عليه من رفيع العلم وقوة الفهم والذكاء والعقل كل ذلك متوفر على ماذا فهم النص معرفة مراد الله ومراد رسوله صلى الله عليه وسلم فاي مقارنة بعد ذلك بين علمهم وعلم من بعدهم ثم الامر الثالث مما يدلك على انه متميزون على غيرهم وانهم هم الاحق بالاتباع والاتساع انهم كانوا اتقى الناس قلوبا واصلحهم وابرهم ولا يشك في ذلك الا مكادر ومما لا يخفاك ان التقوى والصلاح لها اثر عظيم في الوصول الى الصواب والى الحق كلما كان الانسان اتقى كان هذا اقرب الى ان يوفق كلما كان الانسان اتقى كان اقربه الى ان يوفق اذا لزوم نهج اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم حتم لا خيار فيه هذه هي الخلاصة. نعم اعد لو تكرمت احسن الله اليكم قال رحمه الله وانما دين الله ما بعث به رسله وانزل به كتبه هو الصراط المستقيم هو طريق اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم خير القرون الامة واكرم الخلق على الله بعد النبيين قال تعالى والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار والذين اتبعوهم باحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه فرضي عن السابقين الاولين رضاء مطلقا ورضي عن التابعين لهم باحسان. قد قال النبي صلى الله عليه وسلم في الاحاديث الصحيحة خير القرون القرن الذي الذي بعثت فيهم ثم الذين يلونهم ثم الذين يرونهم وكان عبد الله بن مسعود رضي الله عنه يقول من كان منكم مستنا فليستنا بمن قد مات فان الحي لا تؤمن عليه الفتنة اولئك اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ابر هذه الامة قلوبا واعمقها علما واقلها تكلفا. انظر الى هذه الصفات الثلاث التي تجمع الخير بحذافيره ابر هذه الامة قلوبا كانوا ابر هذه الامة قلوبا واعمقها علما واقلها تكلفا كيف لا يكونون على الحق المحض والاحظ بالتوفيق للصواب وهم ما متصفون بهذه الصفات. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله قوم اختارهم الله لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم واقامة دينه. فاعرفوا لهم حقهم وتمسكوا بهديهم. فانهم كانوا على الهدى المستقيم هذا الاثر عظيم المعنى جليل اللفظ وجزالة لفظه وقوة معناه تشهد بان له اصلا عن ابن مسعود رضي الله عنه وان كان ظاهر الاسناد فيه ضعف فان هذا الاثر اخرجه الهروي في ذمه الكلام وابن عبدالبر في جامع بيان العلم وفضله من طريق قتادة عن ابن مسعود وهذا اسناد منقطع قتادة ما ولد الا بعد وفاة ابن مسعود بثمانية وعشرين عاما ومعنى هذا الاثر روي عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما كما اخرج هذا ابو نعيم في الحلية لكن الاسناد ايضا فيه ضعف في اسناد هذا الاثر رجل اسمه عمر ابن نبهان وهو ضعيف ورؤيا هذا المعنى ايضا وهذا احسن تلك الاسانيد حالا عن الحسن البصري التابعي الجليل رحمه الله كما ان الامام ابن القيم رحمه الله في اعلام الموقعين عزا نحو هذا القول الى الامام احمد رحمه الله هذه الجملة معروفة ومشهورة ويتداولها اهل العلم وتعزى الى الائمة السابقين اما من حيث المعنى فانه حق لا شك فيه المعنى صحيح ولا يمكن ان يشك في ذلك نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله فقال حذيفة ابن اليماني رضي الله عنه يا معشر القراء استقيموا وخذوا طريق من كان قبلكم. فوالله لان اتبعتموهم لقد سبقتم سبقا بعيدا. ولان اخذتم يمينا وشمالا لقد ضلالا بعيدا. نعم هذا اثر عن حذيفة رضي الله عنه رجل ابن عبد البر رحمه الله في الجامع بهذا اللفظ وهو في صحيح البخاري بنحوه و فيه وصية من هذا الصحابي الجليل لي القراء مصطلح القراء كما تكلمنا في دروس قديمة سابقة مصطلح القراء عند السلف اقرب الى مصطلح المتدينين او طلاب العلم في هذا العصر فهو يوصي هؤلاء المقبلين على الخير والتعلم من الشباب والناشئة بان يستقيموا وان يأخذوا طريق من كان قبلهم وهم السلف الصالح رحمهم الله يقول فوالله لئن اتبعتموه لقد سبقتم سبقا بعيدا هذا هو الاقرب في ضبط كلمة سبقتم وضبطت هذه الكلمة بالضم سبقتم يعني انتم مسبوقون وعليكم اه اللحاق والمتابعة لكن يبدو والله اعلم ان كلمة سبقتم بالفتح اقرب ولان اخذتمي يمينا وشمالا لقد ظللتم ضلالا بعيدا وصدقة ونصح رضي الله تعالى عنه وارضاه وما احسن ايضا ما قاله الاوزاعي رحمه الله لما اخرجه البيهقي باسناد صحيح عنه انه قال رضي الله عنه عليك باثار من سلف اياك واراء الرجال عليك باثار السلف وان رفضك الناس واياك واراء الرجال وان زخرفوها بالاقوال فان الامر ينجلي وانت منه على صراط مستقيم او كما قال رحمه الله والاثار على كل حال عن الائمة المتقدمين في الوصية والحث على لزوم نهج الاسلاف شيء الاحاطة به فيها من الصعوبة ما فيها. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله فقد قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قتل خط لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطا. وخط خطوطا عن يمينه وشماله ثم قال هذا سبيل الله وهذه سبل على كل سبيل منها شيطان يدعو اليه ثم قرأ وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله. نعم هذا حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي خرجه الامام احمد رحمه الله باسناد حسن وفيه بيان واقع حري بالتأمل وهو وجود تشعبات وسبل واختلافات وافتراقات وانحرافات كثيرة هذا خط واحد هو المستقيم الموصل الى المقصود الموصل الى رضا الله سبحانه وتعالى هو الذي كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وسار عليه اصحابه ولكن الامر المشكل ان عن يميني هذا الصراط المستقيم وشماله شعب ومناهج احزاب ومقالات وكل سبيل من هذه السبل عليه شيطان من شياطين الانس وداعية منا دعاة الضلال يدعو الناس ويزخرف ويحسن ويقول هلموا الي ويتخذ الاساليب الدعوية الكثيرة بالدعوة الى ما هو عليه من كان ناصحا لنفسه فان عليه ان يقصد هذا الصراط المستقيم الذي مضى عليه السلف الصالح رحمهم الله ومن كان صادقا في الوصول الى ذلك واجتهد في تعلم العلم في مظانه ومن مظانه فليبشر بالخير الله عز وجل سييسره للخير فاما من اعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى الله عز وجل كريم شكور اذا اجتهد الانسان في الوصول الى الحق وبذل جهده فالله عز وجل يشكر له سعيه ويبلغه ما اراد وهذا من فضله سبحانه وتعالى بما ان الحديث عن الاقتداء والاتباع والاهتداء بنهج الاسلاف رحمهم الله ورضي عنهم فاود ها هنا ان ننبه الى بعض التنبيهات في هذا الموضوع المهم حتى اه يكون ذلك منضبطا بطريقة اهل العلم ومسلك اهل السنة اولا ينبغي على طالب العلم ان يعلم ان اثار السلف يصدق بعضها بعضا ويؤيد بعضها بعضا ولذا عليه ان عليه ان يسعى جهده في ان يأخذ بها جميعا وان يؤلف بينها لا ان يضرب بعضها ببعض فهذا من الامر المهم فان بعض الناس لا يتنبهوا الى هذا الامر فربما اطلع على اثر وفهمه بمعزل عن ما عليه بقية الاثار عن السلف ثم بعد ذلك خرج بمقالة او اعتقاد ويقول هذا الذي كان عليه السلف ما هكذا تعامل الاثار ما هكذا يؤخذ بالاثار انما ينبغي ان ينظر اليها كما يقولون باللسان المعاصر كوحدة موضوعية ان يؤخذ بها جميعا وان ينظر اليها جميعا وهذا يجرنا الى الامر الثاني الذي ينبغي على طلبة العلم ان يتنبهوا له وهو ان مما يحسن بل يتأكد على طلبة العلم ان يراجعوا ما ان يراجعوا كلام الائمة الذين احاطوا بكلام السلف باطلاقاته وتقييداته الائمة الذين جاءوا من بعدهم وكان لهم اشراف وسعة الطلاع على اثار المتقدمين ففهموها على وجهها وانزلوها منازلها بلا افراط ولا تفريط هؤلاء ينبغي عليك ان تلاحظ كلامهم ومقالاتهم من اولئك شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله والامام ابن القيم رحمه الله وكثير من العلماء من الائمة المتقدمين الذين قبل هؤلاء في طبقة متقدمة او بعدهم اهل السنة يا اخوتاه مذهبهم ليس منبتا ليس ناشزا فجأة ظهر لنا منهج السلف وعلمنا منهج اهل السنة والجماعة وكانت الامة في ضلال عنه الامر ليس كذلك قلنا ان نهج السلف حلقات متصلة متسلسلة لا تزال باقية ولذا ينبغي على المتأخر ان يأخذ ان يأخذ ذلك ممن سبقه وهلم وهلم جرا منهج اهل السنة والجماعة واحد ولله الحمد لا يختلف هؤلاء الذين ربما توهموا ان هناك فجوة في قرون هذه الامة ما كان يعرف فيها منهج اهل السلف منهج السلف واهل السنة لا شك انهم مخطئون خطأ عظيمة وربما يخرج وربما خرجوا بشذوذات واراء مخالفة لما على ذلك اهل السنة والجماعة حقا الامر الثالث الذي اود ان انبه اليه ينبغي عليك يا طالب العلم ان تتنبه الى التفريق بين منصوصات السلف والتخريجات على اقوالهم فان بعض اتباع الائمة قد ينسبون اقوالا ومذاهب الى ائمة وعلماء وآآ مقدمين ولا سيما ممن كان لهم مذاهب مشهورة من ائمة الهدى السابقين ربما نسبت اليهم اقوال ليست منصوصة عنهم انما هي مخرجة مخرجة على اقوال لهم يخرجون من قول في مسألة قولا في مسألة اخرى هذا يسمى ماذا التخريج عند الفقهاء وعند الاصوليين و لاجل ذلك قد تجد بعظ المقالات المخالفة للمعروف من نهج هذا العالم او من نهج السلف في العموم فربما لو دققت لوجدت ان هذه المقالة او ان هذا القول والمذهب هو في الحقيقة ليس ها نص الامام انما هو تخريج على قوله فلا ينبغي ان يقدم هذا التخريج على منصوصه المعروف عنه الذي ينبغي ان يحمل كلامه عليه السلف اي مذاهبهم معروفة ومنضبطة وليست شيئا مجهولا اذا ينبغي ان ان تتنبه الى مثل هذا الامر وهذا ايضا يجرنا الى امر رابع وهو ان ما استشكل من اثار السلف ينبغي ان يدقق في اسانيده فكم نسب الى الائمة ما لا يصح عنهم بمعنى ربما تجد من اهل البدع والاهواء من يستدل على ما هو عليه من مخالفات بقوله هذا هو قول الامام الفلاني من الائمة المتبوعين المشهورين وانت لو دققت في اسناد ذلك لربما وجدت انه ماذا لا يصح عنه على موازين اهل العلم النقدية اذا ينبغي التدقيق فيما يستشكل من كلام السلف رحمهم الله رحمة واسعة ايضا امر خامس واخير لابد من فهم كلام الائمة والمتقدمين وعلماء السلف ان يفهم كلامهم على ضوء ما ارادوا بان تعرف مصطلحاتهم مرامي كلامهم فلا يحمل كلام المتقدمين على اصطلاحات المتأخرين وهذا من مسارات الاغلاط التي تقع عند بعض الناس انه يأخذ كلاما لاحد المتقدمين ورد في هذا الكلام مصطلح معروف عند المتأخرين على معنى ولكنه عند السلف على معنى اخر فينزل ذاك على هذا المصطلح المتأخر ولا شك ان هذا مسلك خاطئ مجانب للعلم ومجانب ايضا للانصاف فهذه خمسة ضوابط ينبغي ان يراعيها طالب العلم في التعامل مع اثار السلف وكلام الائمة المتقدمين. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله قد امرنا سبحانه وتعالى ان نقول في صلاتنا اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين قال النبي صلى الله عليه وسلم اليهود مغضوب عليهم والنصارى ضالون نعم اقرب الناس الى الضلال لا شك انهم اليهود لاقرب الناس الى غضب الله عز وجل لا شك انه اليهود ولد النبي صلى الله عليه وسلم نص نصا قاطعا في هذا الحديث فقال اليهود مغضوب عليهم كما ان احظ الناس بالضلال هم النصارى ولذا قال النبي صلى الله عليه وسلم والنصارى ضالون نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وذلك ان اليهود عرفوا الحق ولم يتبعوه والنصارى عبدوا الله بغير علم ومن شابههم في ذلك فله اه نصيب من هذه المشابهة وما يتبعها من الذنب فالحق بان تعرف الحق وتتبعه فاما من عرف الحق وما اتبعه فانه مشابه لليهود واليهود مغضوب عليهم ومن ما عرف الحق فتعبد كما يهوى وما يحلو له فانه لا شك انه سيكون ضالا مشابها للنصارى فله حظ من الضلال الحق هو ان تعلم الحق وتلتزمه وتتبعه نعم الله اليكم قال رحمه الله ولهذا كان يقال تعوذوا بالله من فتنة العالم الفاجر والعابد الجاهل. العالم الفاجر يعلم الحق ولكن لا يتبعه ليس عنده نقص في العلم علمه جيد معلوماته متوفرة لكنه والعياذ بالله غلب عليه هواه فخالف ما يعلم فهذا هو العالم المفتون الفاجر و العابد الجاهل هذا الذي الخلل عنده ليس من جهة كونه يعبد ويجتهد انما الخلل عنده من جهة من جهة انه يعبد الله على غير علم ما تعلم وما طلب العلم وما سلك سبيله ولاجل ذلك يتخبط في الجهل والضلال. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله ولهذا كان يقال تعوذوا بالله من فتنة العالم الفاجر والعابد الجاهل. فان في فتنتهما فتنة لكل مفتون. فقال تعالى فاما يأتينكم مني هدى فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى قال ابن عباس رضي الله عنهما تكفر الله لمن قرأ القرآن وعمل بما فيه الا يضل في الدنيا ولا يشقى في الاخرة. وقرأ هذه الاية. الله اكبر وكذلك قوله تبارك وتعالى الف لام ميم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون والذين يؤمنون بما انزل اليك وما انزل من قبلك وبالاخرة هم يوقنون اولئك على هدى من ربهم واولئك اولئك هم المفلحون فاخبر سبحانه وتعالى ان هؤلاء مهتدون مفلحون وذلك خلاف المغضوب عليهم والضالين فنسأل الله العظيم ان يهدينا وسائر اخواننا صراطه المستقيم. صراط الذين انعم عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم. والحمد لله رب العالمين. وصلى الله على خير خلقه عبده ورسوله محمد اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين. اللهم صلي على نبينا محمد واله وصحبه وسلم تسليما كثيرا بهذا الدعاء العظيم يختم المؤلف رحمه الله هذه الرسالة القيمة ولذلك تنتهي مدارستنا بعون الله وحمده وتوفيقه لهذا الكتاب الجليل العظيم الذي هو الرسالة التدميرية وان كان من وصية في ختام هذه الجلسة فانها الوصية يا اخواني بتقوى الله عز وجل والاجتهاد في طلب العلم ولا سيما علم الاعتقاد هذا من علامات الخير والسداد ان تكون لك همة في تعلم الاعتقاد الصحيح ثم اوصيك يرعاك الله وقد يسر الله عز وجل لك اه شيئا من الاطلاع الفهم لهذه الرسالة القيمة ان تعتني بها هذا الكتاب يستحق ان يكون كتابا صديقا لك يا طالب العلم احرص على ان تكون لك علاقة وثيقة ببعض الكتب المهمة المؤصلة اجعلها اجعل هذه الكتب اصدقاء لك تكثر المطالعة والمراجعة والقراءة في هذه الكتب حتى تبني علمك بناء صحيحا راسخا بتوفيق الله عز وجل هذا الكتاب يستحق ان يكون كتابا صديقا ان صحت هذه العبارة فالكتاب كتاب فخم وجليل فوائده كثيرة منثورة قواعده وضوابطه جليلة وكثيرة وانت قد اطلعت على هذا بنفسك وعلمت ان هذا الكتاب لا تكفي فيه اه قراءة عابرة لمرة واحدة انما يستحق مراجعة ويستحق مطالعة ويستحق ان توثق صلتك به كلما وجدت فوائد في كتب اخرى تشبه هذه التي مررت عليها تضيفها في محلها فيصبح هذا الكتاب مرجعا لك في المسائل التي بحثها تعلق بحثه فيها بباب الاسماء والصفات او بباب الالوهية او بباب القدر. وفي مسائل بين ذلك كثيرة اه هذا الكتاب يستحق ان تركز عليه وان تطالعه وانا قلت لك غير مرة هذا الكتاب ملخص لعلمي ولكثير من مؤلفات شيخ الاسلام رحمه الله اودع لك زبدة وخلاصة لكثير مما فصله في المطولات اذا كان ذلك كذلك فالكتاب حري بان توثق صلتك به لا ان تكون اخر علاقتك به هذا المجلس انما ينبغي عليك ان تعيد النظر والتأمل والقراءة بهذا الكتاب فان ذلك سيثري سيثري علمك بتوفيق الله عز وجل واعانته. اسأل الله سبحانه وتعالى ان يلهمنا وش دنا و ان يعيذنا من شرور انفسنا وان يبلغنا مرضاته سبحانه وتعالى وان يجعل علمنا حجة لنا لا حجة علينا وان يغفر لنا ولوالدينا و لاخواننا المسلمين كما نسأله تبارك وتعالى ان يلطف باخواننا المسلمين في كل مكان في سوريا وفي غيرها وان يجعل دائرة السوء على عدو المسلمين وعدوه سبحانه وتعالى انه ولي ذلك والقادر عليه. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان