لا نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا. من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا اما بعد فاسأل الله فاسأل الله سبحانه ان يصلح لي ولكم النية والعمل وان يجعل اعمالنا كلها صالحة ولوجهه خالصة ولا يجعل لاحد فيها شيئا ثم ان هذا الاجتماع الذي يسره الله سبحانه وتعالى في هذه الليلة ليلة الحادي والعشرين من الشهر المحرم عام تسعة وثلاثين واربع مئة والف من هجرة النبي صلى الله عليه وسلم نستعين بالله عز وجل في هذا الاجتماع على مدارسة متنين من المتون المهمة في الفقه على مذهب الامام احمد وهو متن اخسر المختصرات لابن بلبان رحمه الله و يحسن ان اقدم بين يدي هذه المدارسة مقدمات ست يحسن ان نذكر انفسنا بها بين يدي هذا الشرح اول تلك المقدمات ما يتعلق بدراسة المذاهب الفقهية هل هذا من الامر الذي ينبغي ان يحرص عليه طالب العلم ام لا الذي لا شك فيه عند اهل العلم بالفقه انه لابد ان تكون دراسة الفقه حتى تكون مجدية على صاحبها لابد ان تكون دراسة منهجية يتدرج فيها طالب العلم في المسائل وايضا في الابواب وتتكون لديه صورة متكاملة عن الفن بتعريفاته وشروطه واركانه وتقسيماته وما الى ذلك وهذا انما يتيسر عن طريق دراستي متن من متون المذاهب الفقهية التي خدمت واشتغل اصحابها تحريرها حتى نضجت وصارت فيها الكتب والمتون والمختصرات المحررة التي تكون الملكة الفقهية لدارسها فصارت دراسة شيء من هذه الكتب الفقهية التي هي على مذهب من المذاهب والمذاهب قد استقرت على المذاهب الاربعة المعروفة وهي المذهب الحنفي والمالكي والشافعي والحنبلي اقول اضحت دراسة الفقه عن طريق هذه المذاهب وسيلة لتحصيل الملكة الفقهية وضبط مسائل الفقه ضبطا صحيحا بعض طلبة العلم يخلط بين دراسة الفقه من خلال كتب المذهب وبين التقليد ولا شك انه تلازم غير لازم فان دراسة الفقه شيء والتقليد الذي يعني ان يقلد الانسان عالما بحيث لا يخرج عن قوله هذا شيء اخر والاصل ان طالب العلم يبحث عن الحق حينما يتقرب الى الله سبحانه وتعالى لكن دراسة المذاهب وسيلة للوصول الى هذا الحق فالعلماء بمثابة الانجم التي يستدل بها على القبلة فمتى ما وصل الانسان الى القبلة وعاينها واصبح امام الكعبة هل يحتاج الى النجوم لا يحتاج الى النجوم كذلك اذا ظهر الحق واتضح تبين الدليل فان الذي ينبغي هو ان يتدين الانسان لله سبحانه وتعالى بما صح عنده من الدليل اما هذه الدراسة فهي دراسة تعينك على ضبط الفقه واتقانه احسان بابه فهذا مما ينبغي على طالب العلم ان يحرص عليه اذا قارنت يرعاك الله بين طالبي علم كلاهما يزعم انه يعرف شيئا في الفقه اذا كان احدهما قد درس الفقه دراسة منهجية واخذه على الطريقة التي سار عليها الاشياخ وانتهجها العلماء من قديم والى العصر الحديث فانك تجده صاحب جودة في الفهم ودقة في التعبير حتى ان لسانه ارتاب الفاظ الفقهاء يصير كلامه كلاما علميا منضبطا تقل عنده التناقضات والاشكالات بعكس الذي يخبط في الفقه خبط عشواء فيقرأ من هنا ويقرأ من هنا ويبحث هنا ويبحث هناك فان علم الفقه من العلوم الواسعة جدا فكيف يمكن لك ان تضبطها اذا لم تأخذ متنا وتدرسه وتتقنه ثم ترتقي الى ما فوقه حتى تصل الى مرحلة الفقه المقارن الذي تقارن به بين المذاهب وترجح حتى تدرس ما يتعلق باحاديث الاحكام هذا كله يحتاج الى مدرجة هذه المدرجة المدرجة هي هذه الطريقة التي مشى عليها المشايخ والعلماء وهي انك تتدرج بدراسة الفقه من خلال هذه المتون المعتمدة التي حررت وحققت وضبطت عند علماء المذهب اعود فاقول ارى ان من كان يريد ان يكون ضابطا للفقه فينبغي عليه ان يدرس هذا العلم للدراسة ليضبط الفقه من خلال هذه المتون الفقهية المعتمدة اما مسألة تحقيق الراجح وما هو الذي تتعبد به لله سبحانه وتعالى فهذا له باب اخر خلاف هذا الباب على ان غالب المسائل ولله الحمد لا سيما في اه المتون التي تدرس على ايدي اهل العلم الغالب ان الانسان يصل الى الحق وان كان بقيت مسائل ربما هي مثار اشكال وخلاف فهذه لها وسيلة تحقيقها من خلال البحث من خلال الاستفتاء من خلال النظر بالكتب الواسعة من خلال الكتب المفردة في المسائل. يصل الانسان الى تحقيق الحق وما يتقرب او يتعبد به لله سبحانه وتعالى هذا الامر الاول فانا اقول خذ هذا الموضوع بصدر رحب يرعاك الله فان هذه طريقة الاشياخ الذين هم سالكون قبلك على طريق السنة. ويعرفون السنة وقدرها هم احرص منا على اتباع هدي النبي صلى الله عليه وسلم انما هذا فن من الفنون وعلم من العلوم منضبط ينبغي ان تأخذه على ايدي اهله كما انك تتدرج في النحو فلا تبدأوا اذا كنت مبتدئا او حتى جاهلا في النحو لا تبدأ مباشرة فتأخذ الكافية ولا تأخذ ابن عقيل وتقرأ انما تتدرج بماذا شيئا فشيئا كذلك في شأن مصطلح الحديث كذلك في شأن اصول الفقه متى تاتي الى البحر المحيط؟ وتقول بسم الله انا اقرأه اصول الفقه من البحر المحيط انما تتدرج بالمتون حتى تصل الى هذه المرحلة مهما يكن من شيء علم الفقه علم هو بحر لا ساحل له علم لا ينبغي بل ولا يمكن لطالب علم ان يقول انا اكتفيت فيه عندك اربعة علوم الفقه الحديث شرحا وفقها والتفسير والعقيدة هذه العلوم كل واحد منها بحر لا ساحل له ولا يمكن لطالب علم ان يقول انني بلغت المنتهى ولست بحاجة الى ان استزيد لا يزال طالب العلم ولو شابت لحيته ولو تقدم سنه ان كان يريد ان يكون حقا طالب علم اقول لا يستغني عن الدراسة والطلب والتحقيق والنظر والقراءة في كتب هذه العلوم هذه كتب وعلوم وفنون ليس لها حد يمكن ان يقف عنده الانسان انتقل بعد ذلك الى المقدمة الثانية وهي المتعلقة المختصرات او المتون المختصرة هل من المسلك الرشيد دراسة المتون المختصرة انما اثرت هذه المسألة لان من اهل العلم ومن الباحثين من رأى ان من غير المستحسن ان اه يكون من طالب العلم العكوف على المختصرات المتون المختصرة بل ابن خلدون في المقدمة عد هذه المتون المختصرة فسادا في التعليم واخلالا بالتحصيل ووافقه على هذا بعض العلماء والباحثين وذلك انهم يقولون ان هذه المتون تفقد من العلم لذته وتضيع الاوقات فيما لا فائدة فيه من فك مستغلقات والاشتغال بمراد الماتن ماذا اراد بهذه الكلمة وكان ينبغي ان يستغرق هذا الوقت فيما هو اهم من التفقه في الكتاب والسنة والقراءة في المطولات ما تحويه هذه المتون من ركة في الاسلوب احيانا فلماذا يدخل الانسان نفسه في هذه المضائق والذي عليه جمهور اهل العلم والذي عليه عمل المحققين المحققين منهم ان دراسة المتون المختصرة في كل الفنون في النحو المصطلح في الاصول في الفقه في غير ذلك من العلوم ان هذا من احسن ما يكون ومن اجدى ما يكون للطالب المبتدأ المختصرات او ما نسميها بالمتون المختصرة هذه تختصر مبادئ العلم ومهماته في اوراق يسيرة بحيث بحيث تصلح ان تكون مفتاحا يفتح لك باب هذا الفن وتنطلق منه الى ما هو اكبر وتتدرج منه الى ما هو اوسع من رام العلم جملة ذهب عنه جملة فالمتون اذا كانت سهلة غير مستغلقة وغير عويصة فان من المتون ما هو اقرب الى الالغاز يتعب طالب العلم فتح هذه الاغلاق جدا اذا كان المتن سهلا واذا كان مخدوما ومعتمدا واذا كان شرحه على يد من يمكن ان يسهل الافادة منه فاظن ان في دراسة هذه المتون المختصرة فائدة كبيرة لطالب العلم وهذا الذي مشى عليه المشايخ والعلماء من قديم والى العصر الحديث. بل لا يكاد يضبط العلم كما ينبغي ويرسخ فيه الا من مشى على هذه الطريق دراسة هذه المتون على وجهها تكسب طالب العلم فوائد اولا انها تيسر السبيل وتختصر الطريق وتخفف المشاق حيث تستكثر من العلم في الوقت اليسير وهذا مما يحتاجه طالب العلم فان العلم كثير ولو ان الانسان سبح في بحار العلم فانه لا يمكن ان يصل الى غايته مستحيل لكن هذه المتون تقرب لك المهم وتعطيك الزبد والخلاصات وتختصر عليك كثيرا من الوقت لان الغالب على هذه المتون ان تحتوي على الاهم او الاهم والمهم وبالتالي هذا مما لا يستغني عنه طالب العلم. ولو انه اقتصر على شيء من ذلك فانه يكون قد حصل شيئا من العلم لا بأس به ايضا من فوائد هذه المتون انها تكسب طالب العلم مهارة استحضار مسائل العلم عند الحاجة وذلك ان من ضبط متنا فحفظه او استظهره اذا ما استطاع الحفظ فانه يكرره حتى يستظهر معانيه فانه عند الحاجة يمكنه ان يستحضر ما يحتاج اليه بعكس الذي يخوض في آآ الكتب المطولة فان استحضاره لهذه المعلومات مع كثرتها ومع سيلانها يصبح من الصعوبة بمكان فطالب العلم بحاجة الى ان يستحضر العلم وذلك من خلال هذه المتون الوجيزة التي كلماتها قليلة ولكن معانيها كبيرة ايضا من فوائد هذه المتون وهو الامر الثالث سهولة الوصول الى المعلومة من كتب الفن لانه من خلال دراسة هذه المتون صار العلم مرتبا في ذهنك المسألة السابقة ان تحفظ مسائل العلم هنا انت تريد ان تصل الى المسألة في الكتب المطولة اين تجدها؟ ربما تبحث المسائل بغير مظانها من خلال ضبطك للمتون تستطيع ان تعرف مظان المسائل في المطولات وهذا مما يحتاجه طالب العلم هذا مما يحتاجه طالب العلم ان يسهل عليه الوصول الى ما يريد في كتب الفن المختلفة ايضا من فوائد هذه الطريقة وهي دراسة المتون افادة طالب العلم ملكة الدقة وجودة الفهم والصبر وحلي المغلقات تعطيه قدرة بتوفيق الله سبحانه وتعالى على ان يحلل المعلومات ويستنتج منها ويبني عليها وهذه فائدة لا يصل اليها غالبا من يكون من تكون دراسته من خلال الكتب المطولة انما اذا اتى الى هذه المتون الوجيزة التي معانيها كبيرة والفاظها وجيزة تحتاج الى تركيز يحتاج الى دقة في الفهم في الاستيعاب تعرف كيف يعبر العلماء بدقة ولماذا استعملوا هذه الكلمة او هذا الضمير بخلاف غيره تعطيك هذه الدقة وطالب العلم بحاجة الى الدقة والغوص الى المعاني وهذا امر مهم وعزيز كما قال ابن الجوزي رحمه الله اقل ما في الناس الدقة والغوص على الدقائق الغوص على الدقائق هذا شيء عزيز وينبغي ان يروض طالب العلم نفسه عليه ايضا من فوائد هذه الطريقة في دراسة العلوم وهو الامر الخامس التسهيل على طالب العلم من عدة جهات اولا من جهة التدرج في الطلب كما قلت سابقا ايضا من جهة التصور الاجمالي للفن هو بحاجة ان يتصور هذا العلم قبل كل شيء بحيث يضبط ان الفقه مثلا اربعة ارباع هناك عبادات هناك معاملات هناك نكاح هناك حدود هناك ملحقات بهذه المسائل والبداية تكون بكذا ثم يتبعها كذا وان هناك شروطا لكذا وان هناك اركانا لكذا وان هناك اقساما للمياه مثلا التصور الاجمالي للفن مفيد جدا لمن اراد الرسوخ فيه. تأخذ صورة اجمالية عن هذا العلم من خلال دراستك لهذا المتن المختصر ايضا كما اسلفت كونك تتدرج في العلم تبني على اصل وتنطلق منه الى ما بعده وهكذا وهذا مما يفعله العقلاء اليوم الشاب الصغير اذا اراد اهله ان يعلموه او الطفل الصغير اذا اراد اهله ان يعلموه اين يذهب به الى الكلية ها او يذهب به الى الابتدائي وبعد الابتدائي ينطلق الى المتوسط المتوسط يبني على الابتدائي اليس كذلك؟ والثانوي يبني على المتوسط وهكذا فالعلم بناء يبدأ الانسان بالواضحات الكليات ثم ينطلق منها الى ما هو آآ ادق يفرع وهكذا ينطلق شيئا فشيئا فكذلك المتون العلمية تكسب كذلك التدرج وان يكون تأسيسك في العلم تأسيسا صحيحا ايضا التسهيل على الطالب من جهة الحفظ وانت خبير يرعاك الله بان العلم بلا حفظ قليل الفائدة علم لا يدخل معك الحمام كما قالوا ليس بعلم العلم ما وعاه الصبر وليس ما حواه القي مطر العلم لابد من حفظه لابد ان يكون في قلبك لابد ان يكون بين جنبتي نفسك وهذا انما يتيسر لاكثر الناس من خلال ماذا؟ حفظ المتون اما حفظ المطولات فهذا اهله قد انقرضوا الا ما شاء الله نعم يوجد في السابقين من كان يعكف على كتاب مطول فيحفظه لكن اولئك افراد والغالب ان الحفظ متيسر بالنسبة لماذا؟ لطالب العلم فيه المتون الصغيرة على كل حال يكفي ان اختم بان اقول دراسة المتون يحصل بها اخذ كل اخذ شيء من كل شيء وهذا خير من اخذ كل شيء من شيء المتون تحصل بها شيئا مهما وهو انك تأخذ شيئا من كل شيء تمر على الابواب جميعا لان المدة ستكون ماذا قصيرة ولا غالبا لا يدخل لا تدخلوا السآمة والملل فيصبر طالب العلم لان المتن صغير فيخرج من هذه الدراسة بماذا انه اخذ شيئا هو في الحقيقة ما احاط بكل شيء لكنه اخذ نبذا فافاد شيئا من كل شيء وهذا احسن وافضل من ان يأخذ كل شيء من شيء بعض طلبة العلم ربما تمر عليه السنين وما مر على كتاب فقيل او ما مر على مسائل فقه جملته من الطهارة والى الاقرار ما مر عليها والسبب انه يدخل الى دراسة دراسة الفقه ابتداء بدراسة تحقيق وتدقيق وخلاف مطول والغالب انه ما يتجاوز كتاب الصلاة ان تجاوز يعني كتاب الزكاة والقليل الذي يختم ربعه العبادات صح ولا لا وانا اعرف شكاوى كثير من طلبة العلم انه يأتي الى المدينة ويدرسوا في الجامعة وتمر عليه آآ سنوات الدراسة الاربع وهو ما ختم كتابا فقهيا والسبب وعدم المنهجية الصحيحة متوسع واذا جاء الى باب المياه يجلس اسبوعا واسبوعين في درس مطول في في حديث القلتين مثلا اذا اه ذهب الى شروط الصلاة ويمكن يجلس ثلاثة اسابيع يدقق ويحقق اذا انتقل الى الزكاة ربما يجلس في آآ الذهبي المحلى فترة طويلة وفي النهاية تجد انه ما مر على الفقه كله هناك ابواب مهمة والناس بحاجة اليها وهي ابواب المعاملات وما يتعلق بالنكاح وطالب العلم اذا عاد الى بلده كثيرا ما يستفتى في هذه المسائل كيف يمكن ان يفيد الناس ويعلمهم ويعقد الدروس اذا ما كان ضبط الفقه واخذه على وجهه الصحيح فاقول لا ينبغي ان تزهد في دراسة المتون المختصرة الدراسة المنهجية الصحيحة انتقل الى مقدمة ثالثة ايضا هي مما نحتاج ان آآ نحيط بشيء منها في ابتداء درسنا هذا الكتاب الذي بين ايدينا كتاب فقهي في اي كتاب فقهي في اي مذهب في مذهب الامام احمد اذا حبذا لو اخذنا نبذة عن هذا المذهب وعن مؤلفاته وعن تسلسل مؤلفاته لاننا اليوم ان شاء الله سندرس متنا هو اخر المتون المعتمدة في المذهب اخر المتون المعتمدة المشهورة في المذهب هو هذا الماء المتن الذي بين ايدينا الذي هو اخسر المختصرات اسدل الستار على اختصار المذهب بهذا الكتاب نعم وجد بعضه يوجد بعده شيء من المختصرات كمختصر خوقير رحمه الله او ابن بليهد ولكن هذه ما كتب لها الشهرة وليست من المتون المعتمدة عند المتأخرين وبالتالي نستطيع ان نقول ان هذا المتن هو اخر المختصرات لكن الوصول الى هذا انما كان قبله شوط طويل من الكتب والمؤلفات التحقيقات والتنقيحات والاختصارات حتى وصلنا الى هذا المتن الوجيز المختصر اذا يحسن ان يكون منا اطلالة على هذا المذهب هذا المذهب هو مذهب الامام احمد ابن حنبل الشيباني المولود سنة اربع وستين ومئة والمتوفى سنة سنة والمتوفى سنة احدى واربعين ومئتين وكانت ولادته وفاته ببغداد عليه رحمة الله والامام احمد شهرته تغني عن الاطناب في الترجمة او الثناء عليه ومن ذا الذي يجهل هذا الامام الجليل الذي قرنت الامامة باسمه كما قال الامام ابن تيمية رحمه الله في الجزء الثاني عشر من مجموع الفتاوى ان الامامة قرنت باسم هذا الامام فصار لا يذكر اسمه على لسان كل احد الا وقرن ذلك تلقيبه بالامام مراده ان هذا في الغالب وذلك ان الامام احمد يكفيه شرفا وفخرا ان كان امام اهل السنة في السنة والسنة هنا العقيدة فان الله سبحانه وتعالى قد اقامه ذلك المقام العظيم وكان من اسباب حفظ الدين يوم ان عصفت عاصفة فتنة خلق القرآن فثبته الله سبحانه وتعالى وانقذ الله عز وجل به كثيرا من المسلمين من ذلك الوقت والى اليوم بسبب ثباته على الحق عليه رحمة الله وجزاه الله عنا كل خير. وصدق السفاريني رحمه الله حينما قال فانه امام اهل الاثر فمن نحى منحاه فهو الاثر فالامام رحمه الله هو الامام المبجل وصاحب النعت الاجمل عليه رحمة الله الواسعة وفقهه معروف بانه فقه دليل فهو من اكثر العلماء عناية بالدليل وعناية باثار الصحابة والتابعين رحمة الله تعالى عليه ومن ورعه وحرصه على ان لا ينسب اليه شيء ولا يتداول الناس كلامه كان ينهى عن كتابة كلامه ولم يؤلف كتابا لا تجد طريقته كطريقة شيخه الامام الشافعي الذي الف الكتاب العظيم الذي هو الام انما الامام احمد ما الف كتابا جامعا في الفقه نعم عنده رسائل مختصرة وفيه جزئيات اما كتاب في الفقه جامع ما كان منه رحمه الله بل كان لا يحب ويكره ان يكتب كلامه لكن شاء الله عز وجل ان يجازيه على ما نحسبه من اخلاصه وورعه بان كان من اكثر العلماء الذين دونت اقوالهم ورواياتهم فهو من اكثر الائمة الذين صنفت المصنفات في كتابة آآ اقوالهم والروايات عن الامام احمد موجودة في بعضها ومفقودة في بعضها. الاخر كما لا يخفاكم المقصود ان هذا المذهب هو مذهب هذا الامام الجليل الامام احمد ابن حنبل رحمه الله وهو اخر الائمة الاربعة آآ ولادة ووفاة عليه رحمة الله اما علماء المذهب فان هؤلاء العلماء يمكن تقسيمهم الى ثلاثة اقسام علماء متقدمون وعلماء متوسطون وعلماء متأخرون اذا يمكن ان نقول ان المذهب مر ثلاث مراحل مرحلة الائمة المتقدمين وهذه يمكن ان نصفها بانها مرحلة النقل ومرحلة المتوسطين وهذا يمكن ان نصفها بانها مرحلة التحقيق ومرحلة المتأخرين وهذه التي يمكن ان نصفها بمرحلة الاستقرار لا شك انه في كل مرحلة كان هناك نقل تحقيق واستقرار ولكن يعني اقصد بالاستقرار النضج وقيام المذهب على سوقه لكن هذا الحكم اغلبي. يغلب على المرحلة الاولى النقل ويغلب على المرحلة الثانية التحقيق ويغلب على المرحلة الثالثة النضج والاستقرار وكون المذهب قد قام على سوقه كثرت الشروح كثرت المختصرات انتشر شيء اسمه المختصرات المبنية على القول المعتمد في المذهب ومعرفة ما الذي عليه عامة الاصحاب الى اخر ما هنالك المرحلة الاولى تبدأ بتلاميذ الامام الذين نقلوا اقواله و من اولئك كما لا يخفاكم عبد الله وصالح ابناه كذلك منصور الكوسج اه وكذلك اه ابو داود السجستاني لكن ابرز اهل هذه المرحلة وتبدأ من التلاميذ وتنتهي تقريبا بابن حامد انتهي بابن حامد ابرز اهل هذه المرتبة هو الخلال الذي هو جامع علم الامام احمد واذا كان للامام احمد منة واذا كان للامام احمد منة على اهل العلم فان للخلال منة على الامام احمد فانه جامع علمه طوف بالبلدان ل جمع الروايات عن الامام احمد لا يسمع باحد عنده رواية عن احمد الا ويرحل اليه ويكتب عنه حتى الف هذا السفر العظيم جدا الذي هو الجامع لعلوم الامام احمد والذي ما وصل منه الا شيء قليل مع الاسف الشديد اما المرتبة الثانية فهي مرتبة المتوسطين من علماء المذهب وتبدأ هذه المرحلة من القاضي ابي يعلى الحنبلي والى البرهان ابن مفلح الذي هو صاحب كتابي المبدع هذه مرحلة المتوسطين وابرز العلماء الذين اثروا في هذا المذهب من اهل تلك الحقبة ابن قدامة المقدسي عليه رحمة الله فانه قد الف المؤلفات البديعة التي يفاخر بها هذا المذهب غيره ويكفيه انه الف المتون الاربعة العجيبة في المذهب فالف العمدة على قول واحد وحلاه بشيء من الادلة ثم الف المقنع والمقنع حجر زاوية في مذهب الامام احمد كما سيتبين لك بعد قليل ان شاء الله المقنع له شأن واي شأن في مذهب الامام احمد ثم الكافي وهو اوسع من المقنع لكن ما كتب له من الانتشار والعناية ما كتب للمقنع ثم المغني والمغني على اسمه مغني وهو ذاك الديوان العظيم الذي هو من دواوين الاسلام الفقهية الكبرى الذي هو جامع فقه المسلمين قد دون فيه فقه الامام احمد وفقه الائمة بقية الائمة الاربعة وفقه الصحابة والتابعين وغيرهم من الائمة كتاب جليل وعظيم وهو من الكتب الافراد الفقه الاسلامي في جميع مراحله ومن جميع مذاهبه نأتي الان الى المرحلة الثالثة وهي مرحلة المتأخرين وهذه تبدأ علاء الدين المرداوي رحمه الله توفى سنة خمس وثمانين وثماني مئة والى اليوم هذه هي المرحلة مرحلة المتأخرين والمرداوي ابرز علماء هذه المرحلة ولو لم يكن الا انه قد الف الكتاب العظيم الجليل الكبير الذي هو الانصاف الذي جمع فيه تحقيق الامام احمد رحمه الله سبر الروايات وصوب ونقح واتى بهذا الكتاب الذي هو في غاية الجودة والذي اه كان عمدة المذهب من جهة الاقوال والروايات الايماءات والاوجه والتخريجات بمذهب الامام احمد هذا هو كتاب الانصاف ثم انه اه اختصر منه اه التنقيح المشبع له كتاب التنقيح المشبع الذي اختصر فيه الانصاف ورجع ايضا الى مادة كبيرة مصادره نحو من مئة واربعين كتابا في المذهب الامام المرداوي رحمه الله هو محقق المذهب ومنقحه اه بدون جدال عليه رحمة الله وفي الجملة اكثر العلماء المتأخرين تأثيرا في مذهب الامام احمد في مرحلته المتأخرة التي هي مرحلة النضج والاستقرار المرداوي والحجاوي رحمه الله الذي هو صاحب كتاب الاقناع الذي انتهى اليه المذهب هو والمنتهى للفتوح اذان الكتابان انتهى اليهم المذهب واصبح المذهب المعتمد عند الحنابلة هو ما اتفق عليه الاقناع والمنتهى الحجاوي رحمه الله الف هذا الكتاب العظيم الذي هو الاقناع وكذلك اختصر المقنع الف الاقناع واختصر المقنع في ذلك المتن المشهور الذي هو اشهر متون الحنابلة في زمن متأخر وهو زادوا المستقنع الذي اختصر فيه مقنع الموفق رحمه الله الحجاوي رحمه الله من العلماء المؤثرين في اهل او في هذه المرحلة كذلك الامام الفتوحي المشهور بابن النجار المصري رحمه الله الذي هو صاحب كتاب منتهى الايرادات هذا الكتاب هو كما اسلفت مع الاقناع اليهما منتهى المذهب بعد تأليفهما عكف الحنابلة على هذين واستغنوا اه بهما عن غيرهما والمنتهى كتاب جليل وعظيم ساتكلم عنه بعد قليل ان شاء الله وهو المرجح عند الاختلاف مع الاقناع عند اكثر الحنابلة اذا اردنا ان نعرف ما الذي عليه المعتمد عند الحنابلة فيما اختلف فيه الاقناع والمنتهى اكثر الاحباب يقولون ما رجحه الفتوح في المنتهى وهذا يدلك على انه صاحب كعب عال في العلم رحمه الله رحمة واسعة الامام الرابع من رجالات هذه المرحلة هو البهوت رحمه الله الشيخ منصور البهوتي هذا الرجل اثر تأثيرا بالغا في المذهب ويكفيه انه صاحب اشهر الشروح التي اعتمد عليها متأخرو الحنابلة فانه اتى الى المتون الاهم اتى الى المنتهى ها الذي الفه الفتوح فشرحه شرح منتهى الايرادات الذي هو اهم شروح هذا الكتاب مع ان الفتوح نفسه شرح كتابه في معونة اولي النهى لكن الشهرة كانت لشرح البهوت رحمه الله وشرح نفيس جدا وجاء الى الاقناع فشرحه ايضا لذلك الكتاب الذي قل نظيره وهو كشاف القناع وفيه تحقيقات وتحريرات واستدراكات تابوا في غاية الاهمية لطالب العلم وايضا جاء الى زاد المستقنع للحجاوي ايضا كتب عليه انفس شروحه وهو الروض المربع لو لم يكن له الا هذه الكتب والشروحات اه الثلاثة لكفاه شرفا وفخرا. فكيف وقد زاد على هذا شروحا اخرى؟ وحواش ايضا فالبهوتي رحمه الله اه من اكثر الائمة ايظا تأثيرا في المذهب الامام الخامس من اهل هذه المرتبة الامام مرعي الكرمي الحنبلي مرعي رحمه الله ايضا من العلماء الذين اثروا في المذهب من ذلك انه جمع بين الاقناع والمنتهى في كتابه غاية المنتهى جمع بين الكتابين وجمع من علماء الحنابلة يرون انه اذا اختلف الاقناع والمنتهى فالمعول على ما رجحه الجامع وهو مرعي لانه كان محققا في المذهب والاكثر كما ذكرت لك انهم يعولون على ما في المنتهى وكذلك الف متن نفيسا جدا هو دليل الطالب اه وهو الذي شرحه ابن ضويان عثمان ابن قائد الحنبلي في كتابه المشهور هداية الراغب آآ هذا الكتاب اعني دليل الطالب كتاب نفيس ومهم في المذهب ومرعي رحمه الله افاد طلاب العلم بهذا الكتاب فائدة كبيرة طيب آآ انتقل الان الى ذكر الكتب او عفوا المتون الاشهر كتب المختصرة المركزة في المتن والتي آآ صارت عماد المذهب اول تلك المتون مختصر الخرق خرقي رحمه الله صاحب اول مختصر في المذهب توفى سنة اربع وثلاثين وثلاث مئة عليه رحمة الله و هذا الكتاب كما يقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله نسج فيه على منوال المزني والمزني نسج فيه على منوال محمد بن الحسن في مختصره لاحظ كيف ان الخرقي نسج على منوال المزني والمزني نسج على منوال محمد ابن الحسن وهكذا العلم يأخذ اهله بعضهم عن بعض وهذا الكتاب احتفى به الحنابلة احتفاء كبيرا حتى قيل انه شرح في ثلاث مئة شرح اعتنى به العلماء عناية فائقة واشهر تلك الشروح اه بلا ارتياب هو المغني الموفق ابن قدامة فالمغني انما هو شرح لماذا المختصر الخرق عليه رحمة الله على كل حال هذا الكتاب انشرح كثيرا وحشي عليه كثيرا نظم واختصر ثانيا من الكتب المؤثرة والمتن الذي لا يمكن ان اه تتجاوزه ثانيا هو المقنع الذي ذكرته لك قبل قليل وهو لابن قدامة رحمه الله واعتنى العلماء به اعتناء كبيرا وشرحوه واحتفوا به ومن اشهر شروحه شرح ابن ابي عمر المقدسي رحمه الله الذي هو الشرح الكبير والعجيب ان هذا الكتاب شرح به كتاب ابن قدامة بكتاب ابن قدامة شرح كتابه بكتابه فالمتن المشروح ما هو المقنع لابن قدامة شرحه بالمغني لابن قدامة يعني جاء الى المتن فكأنه حذف مختصر الخرق ووضع مكانه ايش ايش؟ المقنع ثم نثر المغني نثر المغني فصار شارحا لكتاب ابن قدامة بكتاب ابن قدامة كذلك ممن شرح هذا الكتاب البرهان ابن مفلح في كتابه البديع المبدع واعتنوا العلماء كما ذكرت لكم اه كثيرا اه هذا الكتاب الانصاف للمرداوي الذي تكلمت عنه قبل قليل انما بناه على المقنع بنى كتابه الانصاف على ماذا بالشرح والتفريع بناه على مقنعي الموفق رحمه الله و اه اه اختصروه ايضا كما فعل الحجاوي اختصر المقنع في في الزاد المقصود ان كتاب المقنع من كما قلت لك هو حجر زاوية في بناء مذهب الامام احمد رحمه الله نأتي بعد ذلك الى منتهى الارادات للفتوح المعروف بابن النجار رحمه الله جمع فيه بين المقنع والتنقيح التنقيح المشبع هذا كما قلت لك قبل قليل للمرداوي اختصر به كتابه الانصاف الفتوح عليه رحمة الله اتى الى هذين الكتابين المهمين فجمعهما في ماذا في منتهى الايرادات وقلت لك انه قد صار المعول عليه مع قرينه الاقناع الفتوحي والحجاوي يعني في في زمن واحد والف كتابين يعني شقيقين الذين هما ها المنتهى هو الاقناع وهذا الكتاب رجع فشرحه الفتوح رحمه الله كما ذكرت لك وشرحه البهوتي رحمه الله وشرحه غير واحد من العلماء ايضا و اه شهرته معروفة عند عند طلبة العلم. نأتي الى الكتاب الرابع وهو اختصار المنتهى لمرعي رحمه الله في الكتاب الذي ذكرته لك وهو دليل الطالب اه وهو الذي شرحه ابن ضويان في كتابه المعروف عند طلبة العلم اليوم وهو منار السبيل وهو الذي اعتنى به الشيخ الالباني رحمه الله تخريج احاديثه في ارواء الغليل. دليل الطالب هذا اختصار لماذا ليه المنتهى اختصار للمنتهى نأتي الى الكتاب الخامس وهو الاقناع للحجاوي وهو قرين المنتهى من حيث الاعتماد في المذهب اهم شروحه وابرزها على الاطلاق هو شرح البيوت الذي هو كشاف القناع وهو من اهم الكتب عند الحنابلة يعني لو قلت اريد كتابا واحدا لا ازيد عليه يحقق مذهب الامام احمد رحمه الله وليس عندي قدرة على ان اقرأ في غيره فاقول لك لو اكتفيت بكشاف القناع فانك تستفيد اللب والخلاصة في هذا المذهب نأتي بعد ذلك الى المتن السادس والمهم والمؤثر في المذهب وهو الزاد زادوا المستقنع الذي هو اختصار مقنع و آآ شهرته تغني عن الكلام فيه وابرز شروحه آآ شرح البيغوت الذي هو الروض وعليه حواش كثيرة شيخ اباب طين والشيخ عبد الله اه العنقري آآ كذلك اشهر حاشية عند المتأخرين المعاصرين وجمعت يعني ما قبلها في الجملة وهي حاشية الشيخ ابن قاسم رحمة الله تعالى على الجميع الكتاب السابع عمدة الطالب للبهوت رحمه الله وهو الذي شرحه ابن قائد ننتقل بعد ذلك الى كتابين ل العالم الجليل الذي نريد ان نتدارس كتابه كتاب كاف المبتدئ ومشهور اه بهذا الاسم المختصر وان كان اسمه كاملا كافل مبتدي من الطلاب هكذا سماه كافي المبتدي من الطلاب هو مشهور بكافي المبتدي ومؤلفه ابن بلبان الخزرجي الدمشقي رحمة الله تعالى عليه هذا الكتاب اعتنى به العلماء وممن اعتنى به البعلي الذي هو احمد ابن عبدالله البعلي الف عليه شرحا نفيسا اسمه الروض الندي شرح كاف المبتدئ العجيب ان هذا الكتاب اختصره ابن بلبان في هذا الكتاب الذي هو ايش اخسر المختصرات فجاء اخو احمد البعلي الذي هو عبدالرحمن ابن عبد الله البعلي فالف شرحا عليه فصار الاخوان شارحين لماذا لكتابين لمؤلف واحد احمد شرح الكافي في الروض الندي وعبدالرحمن شرح مختصر الكافر الذي هو اخسر المختصرات بكتابه كشف المخدرات آآ كلاهما من الشروح النفيسة المهمة لهذا الكتاب وهذا الكتاب له شروح اخرى يعني اه اه ساتكلم عنها بعد قليل ان شاء الله هذه تسعة كتب مهمة لطالب العلم ويحتاج ان يعتني بها مع شروحها وما عليها من الحواشي حتى يفهم المذهب كما ينبغي فان قلت ما هي المتون المختصرة التي هي الابرز عند المتأخرين فاقول لك هي خمسة متون هذه هي الابرز اذا حذفنا مما سبق الكتب الكبيرة فيبقى معنى خمسة عندما زاد المستقنع لمن حجاوي الذي هو اختصاره للمقنع وعندنا عمدة الطالب البهوت عليه رحمة الله وعندنا دليل الطالب لمرعي وعندنا كافل مبتدي لابن بلبان وعندنا اخصر المختصرات ابن بلدان رحمه الله هذه المتون المختصرة الخمسة هي اشهر ما يعتمد عليه في مذهب الحنابلة عند المتأخرين واخرها هو هذا الكتاب الذي بين ايدينا فهو يتميز بكونه اخرها ويتميز ايضا بكونه اخسرها تميز بكونه اخرها ويتميز بكونه اخسرها اضافة الى مميزات اخرى ساتكلم عنها بعد قليل ان شاء الله اتي الان الى المقدمة الرابعة وهي التعريف بالمؤلف والمؤلف آآ امام جليل معروف تفننه في العلم ومعروف ايضا بالزهد والورع والديانة وكان رحمه الله صاحب عناية فائقة بمذهب الحنابلة وغيره ايضا قد ذكر في ترجمته انه كان يقرئ المذاهب الاربعة ويفتي بها فعنايته ليست بمذهب الحنابلة وانما بغيره ايضا وهو من المحققين المتأخرين في المذهب ويكفيه انه الف هذه الكتب العظيمة التي هي اه ما ذكرت لك اخسر المختصرات وكافي المبتدئ الذي هو اصله وكذلك الف كتابا ثالثا في الفقه وكل هذه الكتب مطبوعة ومتداولة كتابه مختصر الافادات في ربع العبادات مع الاداب وزيادات هذا كتاب خاص بماذا بربع العبادات في ضوء مذهب الامام احمد رحمه الله وضم اليه ما يتعلق بمباحث الاداب اضافة الى فوائد وزوائد اخرى تتعلق به على كل حال هذا الامام الجليل هو محمد بن بدر الدين ابن بلدان الخزرجي الدمشقي الحنبلي المولود سنة ست والف والمتوفى سنة ثلاث وثمانين والف للهجرة عليه رحمة الله كان من علماء الشام المرموقين المعروفين مشهور بالعلم والعمل والزهد والعبادة والتفنن في العلوم عليه رحمة الله كتابه هذا وهذه المقدمة الخامسة ما هو هذا الكتاب الذي بين ايدينا؟ قلت لك سابقا وكلامي اصبح الان واضحا لانه صار مكررا ان هذا المتن الذي بين ايدينا اختصر به مؤلفه كتابه الكافي اختصر الكافي في قرابة النصف تقريبا قصر الكافي في قرابة النصف تقريبا واقتصر فيه على ما رأى انه المهم على القول المعتمد عند المتأخرين وحذف مسائل ربما في اثناء الشرح نشير الى بعض المسائل المهمة التي نحتاجها في فهم هذا المتن من خلال فهم اصله. من المهم لطالب العلم اذا اراد ان يفهم كتابا يعني هو اختصار ان يرجع الى الى اصله حتى يفهم كلام اه المختصر على وجهه الصحيح هذا الكتاب له مميزات آآ تظهر لمن قرأه وكان اذى عناية به اولا الكتاب سهل العبارة كتاب من الكتب المختصرة السهلة بحيث انك لو قرأته بدون ان يكون هناك اه شرح او استاذ يوضح لك فانك تستطيع ان تفهمه في الغالب فهو كتاب سلس واضح العبارة اضافة الى كونه وهو الامر الثاني انه كتاب متين علميا غزير الفائدة اشتمل على امهات مسائل الفقه على وجازته واختصاره يعني هو مختصر بل هو كما قال مؤلفه اخسر المختصرات فلا يعرف كما ذكر متنا اخسر منه في المذهب وفعلا في المذاهب وفي المتون المختصرة في المذهب المعتمدة المشهورة لا يوجد اقصر منه ومع ذلك فهو كتاب غزير الفائدة بل انه نبه على مسائل لا تكاد ان تجدها الا في المطولات والكبار فهو كتاب غزير الفائدة اضف الى هذا فائدة او عفوا ميزة ثالثة انه كتاب محرر يقوم في مسائله على قاعدة المعتمد في المذهب لانك كما قد علمت جاء في يعني نهاية القائمة وذيل القائمة بعد جهود كبيرة في ماذا في تنقيح وتحرير المذهب فهو على المعتمد في مذهب الحنابلة في الجملة على المعتمد في مذهب الحنابلة بالجملة الامر الرابع ان الكتاب مخدوم خدمه العلماء واعتنوا به واحتفوا به اول شروحه هو اهمها واكثرها فائدة والعلم عند الله عز وجل هو كتاب البعلي الذي هو كشف المخدرات والرياض المزهرات لشرح اخصر المختصرات الذي ذكرته قبل قليل فانه شرح هذا المتن شرحا وجيزا غزير الفائدة وسبك المتن مع الشرح فانك اذا قرأته كانك تقرأ كتابا يعني اه مؤلفا وليس شرحا لكتاب غيره كذلك من الشروح المطولة لهذا الكتاب كتاب الفوائد المنتخبات لابن جامع وهذا ايضا كتاب واسع هو نافع وكثير المسائل والاول والثاني كلاهما مطبوعة ايضا هناك حواش على هذا الكتاب هناك حاشية لابن فيروز هناك حاشية وجيزة ومختصرة ابن بدران والنسخة التي اظن ان اكثر الاخوة يحملون معهم نسخة دار البشائر احتوت على هذه الحاشية لابن بدران وفيها تنبيه على بعض المسائل النوازل اه فهو يعني متن مفيد كذلك اعتنى بهذا الكتاب علماء معاصرون كثر من اشهر ما طبع اه شرح الشيخ صالح الفوزان حفظه الله وهو في مجلدين كبيرين وهو شرع شرح حافل اه له رحمة الله تعالى عليه بقي اخيرا المقدمة الاخيرة وهي طريقة الدرس المنهج الذي سنسلكه بعون الله عز وجل معا في مدارسة هذه الرسالة او هذا المختصر والطريقة يرعاكم الله هي الطريقة المناسبة للمختصر اذا كان الكتاب مختصرا فهذا الاختصار له علة وفائدة عند اهل العلم كما سبق فينبغي ان يكون الشرح متوازيا مع هذا الاختصار حتى نستفيد الفائدة التي تطلب من المختصرات الفوائد التي تطلب من المختصرات تتحصل بتوفيق الله عز وجل وعونه متى ما كان الشرح مناسبا ولائقا بالمختصر والشرح سيكون شرحا مختصرا سيكون فيه توضيح لكلام المؤلف رحمه الله مع تنبيهات وتقييدات وبعض الزوايد التي يحتاج اليها مع الاعراض عن ذكر الخلاف غالبا لان هذا ليس آآ موضعا لهذا الخلاف ان شاء الله تعالى ندرسه اذا انتهينا ان شاء الله من هذا الكتاب واخذنا كتابا ارفع نبسط فيه بعض البسط في الخلافات ونرجح اما الان نحن نحتاج ان نفهم هذا الكتاب وان نفك المستغلق فيه وان نتصور المسائل كما ينبغي وان نعرف ما هو الذي عليه المذهب عند الحنابلة ونفهم الفقه بلغة اهله واما الترجيحات والخلافات وهذه ان شاء الله سيكون لها موضع لاحق ان درسنا متنا اوسع ومد الله عز وجل في العمر او درسنا شيئا من اه كتب احاديث الاحكام فانها مناسبة لهذا الامر وربما تكون هناك اشارات لبعض الخلافات في مسائل كبرى يشار الى خلاف او يذكر شيء من الترجيح فيها لكن الاصل هو اننا نريد ان نقف عند حدود هذا المتن بحيث اننا يعني ننجزه في اقصر ما يمكن من مدة واسأل الله عز وجل ان يرزقني واياكم العلم النافع والعمل الصالح وان يفقهنا في الدين وان يجعلنا من العلماء العاملين