بسم الله الرحمن الرحيم حمدا لربنا الكبير المتعال. وصلاة وسلاما على الهادي البشير والسراج المنير سيدنا ونبينا محمد بن عبدالله وعلى اله وصحبه ومن استن بسنته واهتدى بهداه. وبعد ايها الاخوة المباركون فهذا هو ثاني المجالس المنعقدة من رحاب مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم في طيبة الطيبة لتناول هذا الموضوع الذي ابتدأناه في الجلسة الاولى بعد صلاة المغرب من هذه الليلة المباركة دراسة السيرة النبوية اهميتها وطريقتها. وحسبنا ان نكون في هذه الليلة ليلة الجمعة مستكثرين من الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. ونحن نتحدث عن دراستنا لسيرته المشرقة العطرة. تقدم في المجلس الاول افتتاح بيان باهمية دراستنا للسيرة النبوية بعد ان تقدم الحديث عن ايضاح المفهوم العام للسيرة النبوية وما الذي يتناوله من الاجزاء التي يكمل بعضها بعضا في مثل الحديث عن المغازي والسير والشمائل المحمدية والخصائص النبوية والدلائل والمعجزات وعلم الحديث النبوي كل ذلك متظافر متآزر يكون مجموع سيرة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم الاهمية تكمن في جوانب عدة مضت الاشارة الى الاول منها وهو شدة الحاجة التي لا غنى لنا عنها امة الاسلام بل غنى للبشرية عن ان يكون لها بسيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم صلة وثيقة وارتباط عظيم حاجة تقودنا الى العودة الى مسالك الهداية ودروبها ومطلب شرعي جاءت في بيانه النصوص الشرعية. اما فمن اهمية دراستنا للسيرة النبوية انها تحقق مقاصد الرسالة ولوازم ومقتضى شهادتنا ان محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم اما اننا امة مسلمة نشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم طالما نطقنا بها وشهدنا بها فان من مقتضى ذلك جملة من المعاني هي مقاصد الرسالة. الايمان به طاعته محبته تصديقه عليه الصلاة والسلام وكل ذلك متوقف على جملة من المعاني المرتبطة بعلمنا بسيرته صلى الله عليه وسلم. اسمعوا الى قول ربنا سبحانه وما ارسلنا من رسول الا ليطاع باذن الله وما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا. وقوله سبحانه انا ارسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه هذه مقاصد لبعثته صلى الله عليه وسلم. هذه مضامين ومقتضيات شهادتنا انه رسول الله صلى الله عليه وسلم وتلاحظون انها لا يمكن لنا تحقيقها. ولا يتأتى لنا القيام بها الا بدراستنا لسيرته عليه الصلاة والسلام ان لنا ان نطيعه فيما امر وان نجتنب ما نهى عنه وزجر ما السبيل الى ان نكون متبعين له مطيعين لامره ونهيه. كيف نحقق معاني المحبة الصادقة في القلوب له صلى الله عليه وسلم الا اذا توفر لنا القدر الكافي من سيرته عليه الصلاة والسلام. نعرف طريق الامر والنهي ونعرف موجبات عليه الصلاة والسلام وكل ذلك يأتي في ثنايا دراستنا لسيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم. الايمان التصديق والمحبة والطاعة لن نطيق ذلك الا اذا عرفناه. ومعرفتنا به متوقفة على دراستنا لسيرته. لن نحبه صلى الله عليه وسلم حقا حتى نعرفه جيدا ومعرفتنا به مرتبطة بدراستنا لسيرته صلى الله عليه واله وسلم. فهذا ثاني الجوانب التي تبين لنا اهمية دراسة سيرة رسول الله صلى الله عليه واله سلم امة الاسلام. اما ثالث الجوانب التي تكشف لنا اهمية دراسة سيرته عليه الصلاة والسلام فهو وعموم قوله تعالى لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الاخر هذا الاطلاق في كونه اسوة صلى الله عليه وسلم ولم يحدد المتعلق به صلى الله عليه وسلم الذي تكون لنا فيه الاسوة دلالة على انه لا يحدد في الحياة باب دون باب بل هو اسوة لنا في حياته الشخصية عليه الصلاة والسلام. هو اسوة لنا في علاقاته الزوجية عليه الصلاة والسلام هو اسوة لنا في علاقاته الاجتماعية بالناس من حوله. واسوة لنا في قيادته للامة وفي تنظيمه شؤونها وفي ادارته لسياستها واقتصادها وسائر احوالها صلى الله عليه واله وسلم. كل وذلك داخل في عموم قوله سبحانه لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الاخر ذكر الله كثيرا. هذا يبين لنا ايها الكرام اننا عندما ننظر الى حياته صلى الله عليه وسلم وكيف ان الله اقتضت حكمته سبحانه ان يكون بشرا رسولا. تعتري حياته كل ما تعتري حياة البشر. من والاحاسيس والعواطف. الحزن والفرح الغضب والرضا الضحك والبكاء. لقد كان له اعداء واصدقاء قالت له قرابات وكان له جيران وله زوجات واولاد عليه الصلاة والسلام. وذلك مدعاة لان يكون لنا في كل موقف من مواقف الحياة مهما اختلفت الظروف وتبدلت الاحوال ان يكون لنا فيه صلى الله عليه وسلم اسوة ما من يمر بالمسلم موقف او حادثة ولا حال ولا شيء من موقف من مواقف الحياة الا وهو واجد في سيرته عليه الصلاة والسلام ما يصلح لاستلهامه واخذ الموقف منه قدوة واسوة حسنة وذلك من عموم اهمية دراستنا لسيرته عليه الصلاة والسلام. اما الجانب الرابع من جوانب اهمية دراسة السيرة النبوية فانها مكمن لسعادة الحياة البشرية اجل السعادة المطلب البشري العام الذي يسعى اليه الخلق كلهم السعادة في الحياة وهل بشر اسعد من رسول الله صلى الله عليه وسلم في حياته؟ ان كان الجواب لا احد اسعد منه. فالسعادة كلها معشر الباحثين عن السعادة في خبايا حياته عليه الصلاة والسلام. في سيرته صلى الله عليه وسلم. ابحثوا عنها. نقبوا عنها. قفوا عليها. خذوها تنعم بسعادة وافرة والله لقد كان سعيدا في حياته السعادة التي ظللت كل اجزاء حياته رغم شظف العيش وقلة تكلفتها عليه الصلاة والسلام في تبليغ دعوة ربه وتحمله للمصاعب. لكنه كان قرير العين. وكانت سعادته عليه الصلاة والسلام ليست تملأ حياته فحسب بل تفيض على من حوله بل كانت نبراسا لامته كلها عليه الصلاة والسلام. هي سعادة التي يبحث عنها البشر من اقترب من حياته سعد لانها مصدر للسعادة عليه الصلاة والسلام. فكل يبحث عنها المشتكي من هموم الحياة والذي يعاني من مآسيها وصعوباتها وانكادها دونك هدي سيد البشر عليه الصلاة والسلام وسيرته العطرة ففي فيها المطلب الوافر لما تبحث عنه. وهناك ايضا من يبحث عن مشكلات اسرية وحلول ناجعة لها. او قضايا اجتماعية متعاقدة ومتداخلة في ابعادها. تحقيق متطلبات الحياة الشخصية من التوازن والتكامل والوقوف في كثير من صعوبات الحياة واعاصير بحرها وامواجها المتلاطمة فانها ايضا ستجد في سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم بغيتها ورغبتها في السعادة الكاملة في حياته عليه الصلاة والسلام كثير ممن كتب في وصفات السعادة او تجاربها او نصائحها او خبراتها. كثير ممن اقترح جملة من الافكار والحلول. وما يتخطى به حواجز الصعوبات مشاكل انما يتحدثون عن تجارب ونظريات ودراسات واستنتاجات وكثير من ذلك نافع لا اشكال فيه لكن استلهام المعنى الحقيقي للسعادة انما هو في سيرته عليه الصلاة والسلام لانه انما اقام حياته على ضوء من هدى وحي الله. ومن اتصلت حياته بالوحي. ومن استنارت حياته بنور الوحي. ومن استدل على طريق الهداية في ظل نور الوحي فانه اسعد البشر حظا بمعاني السعادة بكل معانيها الكاملة. اما الامر الخامس ايها في بيان اهمية دراستنا للسيرة النبوية فهو ان النفس البشرية مفطورة على التعلق بالقدوات والبحث عما تركنوا اليه لتنصبه رمزا تقتدي به وتعلق قلبها به هذا امر فطري فترى الولد متعلقا بابيه وامه. وترى التلميذ متأثرا باستاذه وترى الناس معجبة برموز من العظماء والشخصيات التي لها حضور وحظوة وسطوة وتأثير بوجه ما ان لم تكن القدوات التي تعلق بها القلوب حسنة صالحة حلت محلها القدوات الزائفة السيئة التي ستؤثر ولابد هكذا نحن البشر قلوبنا بحاجة الى شيء ما يتعلق بها يملأ فراغها ووجدانها فتنصبه قدوة تفخر به تبطوا به تلف حوله تقتبس منه وهذا مبعث تقرير الاصل الشرعي الكبير. لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الاخر هذا مؤشر اهمية عظيم ايها الكرام القلوب ان لم تمتلئ بقدوات صالحة عظيمة تسد ذلك الفراغ وتشبع تلك الحاجة والا فانها ستبحث لاهية كمن يجري خلف سراب او من يغترف من بحر لا يزيده الا ظمأ. هكذا هي الاجيال التي حلت فيها القدوات الزائدة فملأت فراغها للاسف الشديد ما زادتها الا شقاء وتيها وتعبا ونكدا. اما السعادة والقدوة الحق فهي التي اختارها الله لنا لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الاخر. لسنا مخيرين لكن دراستنا للسيرة النبوية هي التي تفرض علينا ذلك الانموذج الذي اختاره الله واصطفاه من بين البشر. فبعثه نبيا رسولا وجعله قدوة لنا واسوة ودليلا. دراستنا للسيرة تأصل هذا المعنى في النفوس. وتزرع فيها معاني القدوات وتجعل العظيم محل تعظيم واسوة وقدوة في القلوب. والامر كما قال الله لتؤمنوا بالله ورسوله. وتعزروه وتوقروه. معنى الاحترام الاجلال للقدوة عليه الصلاة والسلام لا يكتمل ايها الكرام الا بمعرفة وافرة بسيرته العطرة صلى الله عليه واله وسلم. سادس تلك القضايا التي تكشف اهمية دراستنا للسيرة النبوية هي امتثال مراد الله وتحقيق الغاية من الخلق. ما انا وما انت الا عبيد. خلقنا الله لقوله وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون لن نعيش حياتنا وفق اهوائها المجردة. ولن نسعى في حياتنا نشبع لذاتها التي لا تنتهي. انما خلقنا لعبادة الله. واذا كان هذا هو ومقصود الخلق من خلقهم فانه لا يتحقق ولا يتوفر الا بمعرفة ذلك من هدي النبي صلى الله عليه وسلم هي الطريق لذلك. سابع الجوانب الذي يكشف الاهمية الوافرة انها ميزان. سيرة النبي عليه الصلاة والسلام ميزان ينبغي ان نتحاكم اليه. وان نرجع اليهم. وان نزن كل شيء بميزانه عليه الصلاة والسلام فينبغي ان نحاكم اي دعوة او منهج او فلسفة او تنظير يراد به اصلاح الحياة. فما وافقه فهو والحق المقبول وما خالفه فهو المردود. وقد مر بكم في المجلس الاول قول الامام سفيان ابن عيينة رحمه الله. قال ان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الميزان الاكبر فعليه تعرض الاشياء على خلقه وسيرته وهديه. فما وافقها فهو الحق وما خالفها فهو الباطل. اليوم تشتد الحاجة في ظل ما تعانيه الامة من ضعف وتأخر وتقهقر وتراجع وكثير من الصور التي بحت بها اصوات الدعاة والمصلحين والغيورين على الامة الى النهوض بها والقيام من غفلتها والنهضة من آآ سباتها عندما اتبح الاصوات والحناجر وتكثر الدعوات؟ هنا يبرز الهدي النبوي والسيرة النبوية ميزانا ينبغي ان تحاكم اليه الاشياء وليس ها هنا نغتر بقول كل قائل ودعوة كل ناعق الا ان يكون ميزان السيرة النبوية هو الحكم والفيصل الذي تقاضى اليه الاشياء وترجع اليه. في ظل تنامي الدعوات وتعالي الاصوات وتعدد الرايات تشتد الحاجة الى بالسيرة النبوية ميزانا واحكام الدراية بها لتكون مرجعا فاصلا نحكم به على كل قول يراد به الامة والدعوة الى النهوض بها من جديد. ثامنا من اعظم جوانب اهمية دراستنا للسيرة النبوية انها طريق جليل معبد. لفهم كتاب الله الكريم. نعم تفسير القرآن له ادوات عدة اعظمها واجلها عنايتنا التامة بسيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم فانها تعين على معرفة مراد الله في كتابه به بانه رسول الله عليه الصلاة والسلام. ولا بلغنا هذا الوحي والقرآن الا من طريقه عليه الصلاة والسلام فعليه كان ينزل الوحي ومنه اتانا البلاغ ومنه سمعنا القرآن ولا احد من البشر اعلم بمراد الله من رسول الله صلى الله عليه وسلم. لست هنا اعني فقط الايات والسور التي جاء تفسيرها على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم فان اهل العلم يقولون ان هذا بالمقام الاول في تفسير القرآن الكريم. نعم هذا صحيح ولكنه ليس وحده المراد هنا بدراسته ان للسيرة حتى نفهم كلام الله وندرك معاني القرآن. لكن يدخل في ذلك ايضا الايات التي تحدثت عن الوقائع والغزوات فسورة ال عمران فيها قدر كبير من الحديث عن غزوة احد. وسورة الانفال في غزوة بدر، وسورة التوبة في غزوة تبوك، وسورة الاحزاب في غزوة الخندق مثلا وقس على مثلها الوقائع والغزوات التي تحدثت عنها القرآن فمهما اعتنينا بدراسة السيرة النبوية تبدت لنا معاني تلك الايات. وانكشفت لنا كثير من مضامينها من حكمها من فوائدها التي اشتملت عليها اضف الى ذلك ان تشريع الاحكام وما يتعلق بالحلال والحرام وصفات العبادات هي مناطة بدراسة السيرة يقول الله اقيموا الصلاة ولن ندرك ركعاتها وصفاتها وهيئاتها ومبطلاتها وشروطها الا بمعرفتنا لدراسة ذلك من سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم. نزل الحج وفرض الامر به واتموا الحج والعمرة لله. ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا. لكن تفاصيل تلك وماذا يفعل في كل خطوة وقول وفعل مرتهن بدراستنا لسيرة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم حتى ايات الوعد والوعيد والقصص والاخبار وما يتعلق بكل ما في القرآن مرتبط تمام الارتباط بدراستنا لسيرة رسول الله عليه الصلاة والسلام. فمن كان بالسنة والسيرة النبوية اكثر عناية واوفر حظا كان ايضا بالقرآن الكريم اكثر فهما وادراكا واوفر حظا. الجانب التاسع اهتمام السلف المتقدم ذكره في المجلس الاول فان لهم عناية كبيرة. وحسبكم هذا الارث الكبير الذي ورثناه منهم رضي الله عنهم. ورحمهم واعلى في الجنان اقامهم. هذا الحفاظ على كل ما يتعلق بجوانب السيرة النبوية. الحديث وروايته الشمائل المحمدية الخصائص والدلائل المغازي والسير. كل ما يتعلق بمكونات سيرته عليه الصلاة والسلام نقلت نقلا عظيما فيها الدواوين والاسفار والكتب حتى ورثنا مكتبة ضخمة نفاخر بها بين الامم. ان عندنا من الحفاظ والنقل الدقيق الرصد الوثيق لسيرة رسول الله عليه الصلاة والسلام ما ليس عند امة غيرنا امة الاسلام. هذا الارث الكبير عناية جليلة. فالسوء سؤال الكبير ما الذي حمل اسلافنا من الصحابة فمن بعدهم؟ ما الذي حملهم على هذه العناية الكبيرة بسيرته؟ الا انها جانبة كبير ادركوا اهميته فحفظوه. لندرك نحن اليوم اهميته فنرث ذلك باقبال عليها واستقاء من واغتراف من مناجم كنوزها. الجانب العاشر ما يتعلق بجوانب اهمية دراسة السيرة النبوية انها صلب العلم الشرعي ومهما تحدثنا عن فضل العلم وتحصيله ودرجاته وكرامة اهله عند الله سبحانه وتعالى. فان ذلك يتناول علوم الشريعة بكل اصنافها ويأتي علم السيرة النبوية في المكان الارفع منها قدرا. والاجل منها حظا فانها صلب العلم عندما نتحدث عن فضل العلم في قوله قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون؟ والامر في قوله وقل رب زدني علما والكرامة بقوله يرفع الله الذين امنوا منكم والذين اوتوا العلم درجات. فمهما تحدثنا عن ذلك فاننا نقف امام فضل كبير من جوانب ما اخص الله تعالى به اهل العلم ليكون لنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم ودراسة سيرته جانب كبير نحظى به نحظى به بشرف العلم وتحصيل مراتبه. هذه جوانب عشرة ايها المباركون اردت اجازة واختصار. ما يتعلق باهمية دراستنا لسيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم. والمقام في ذلك والمجال فيه ارحب لبيان وجوه اخر من الاهمية وحسبنا من ذلك هذا القدر ولان الحق ما شهدت به الاعداء انقل لمسامعكم طرفا مما تحدث به غير المسلمين. عن سيرة نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم ليس استشهادا به او اخذا للحق منه فقد مضت من النصوص والاثار عبارات السلف ما فيه غنية وكفاية بحمد الله لكن نفوس تزداد اطمئنانا عندما تقف على عبارات كبار القوم من يهود ونصارى لان المعاصرين منهم والباحثين والمستشرقين الذين كان لهم بامر الله سبب يطلعون به على شيء من سيرته عليه الصلاة والسلام فنطقت السنتهم بما لم تؤمن به قلوبهم لكنه الحق الذي اجراه الله تعالى على السنتهم اقلامهم. يقول ارنولد توينبي الانجليزي الذي يعد من اشهر المؤرخين في القرن العشرين. يقول لقد اخذت سيرة الرسول العربي صلى الله عليه وسلم بالباب اتباعه. وسمت شخصيته لديهم الى اعلى عليين امنوا برسالته ايمانا جعلهم يتقبلون ما اوحي به اليه وافعاله كما سجلتها السنة مصدرا للقانون لا يقتصر على تعظيم حياة الجماعة الاسلامية وحدها. بل يرتب كذلك علاقات المسلمين الفاتحين برعاياهم غير المسلمين الذين كانوا في بداية الامر لا لا يفرقونهم او كانوا في بداية الامر يفوقونهم عددا. ويقول لا مارتين شاعر فرنسا الشهير للنبي صلى الله عليه وسلم وسيرته فقال من ذا الذي يجرؤ من ذا الذي يجرؤ من الناحية البشرية على تشبيه رجل من رجال التاريخ بمحمد صلى الله عليه وسلم. يقول ومن هو الرجل الذي ظهر اعظم منه عند النظر الى جميع المقاييس التي تقاس بها عظمة الانسان. يقول فاعظم حب في حياته وانني درست حياة محمد صلى الله عليه وسلم دراسة وافية وادركت ما فيها من عظمة وخلود يقول جوتة شاعر الماني الشهير واننا اهل اوروبا بجميع مفاهيمنا لم نصل بعد الى ما وصل اليه محمد صلى الله عليه وسلم وسوف لا يتقدم عليه احد. قال وقد بحثت في التاريخ عن مثل اعلى لهذا الانسان فوجدته في العربي محمد صلى الله عليه وسلم فقروا نفس الامة الاسلام وطيبوا عينا بنبيكم الكريم صلى الله عليه وسلم واعلموا ان في ثنايا دراسة سيرته وجلالة وخيرا وسعادة نحوزها لانفسنا في دنيانا قبل الشرف بصحبته ولقياه في الاخرة. نسأل الله تعالى ان يشملنا بفضله وواسع كرمه ومغفرته. ومجلس غدا الجمعة ان شاء الله تعالى سيتناول الشق الاخر بعد ان عرفنا الاهمية نتناول طريقة دراستنا للسيرة النبوية ما المسالك المتبعة وما المكتبة الوافرة التي من خلالها يجد المسلم بغيته من دراسته لسيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم. اتموا ليلتكم ايها المباركون بكثرة الصلاة والسلام عليه فانها ليلة الجمعة وفيها من الخيرات ما تكتنز بكثرة الصلاة والسلام عليه. صلى الله عليه واله وسلم واستقبلوا جمعتكم بمزيد من الخيرات والبركات وصلاة ربكم عليكم من فوق سبع سماوات. يقول عليه الصلاة والسلام فمن صلى علي صلاة صلاة صلى الله عليه بها عشرا. فيا رب صلي وسلم وبارك عليه كما تحب ان يصلى ويسلم عليه. وكما امرتنا ان نصلي ونسلم عليه. صلي يا ربي وسلم وبارك عليه عدد ما صلى عليه المصلون وعدد ما غفل عن الصلاة عليه الغافلون. وارزقنا الهي الصلاة والسلام عليه حبا له وايمانا واتباعا لسنته. واحشرنا في زمرته واكرمنا بشفاعته يا اكرم الاكرمين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما يا رب العالمين. ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار صل يا ربي وسلم وبارك عليه وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين والحمد لله رب العالمين