بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله على احسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له تعظيما لشأنه واشهد ان سيدنا وحبيبنا ونبينا محمدا عبد الله ورسوله الداعي الى رضوانه اللهم صلي وسلم وبارك عليه وعلى ال بيته وصحابته والتابعين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين وبعد اخوتي الكرام امة الاسلام فمن رحاب مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا رابع المجالس واخرها المتعلقة بدراسة السيرة النبوية اهميتها وطريقتها تقدمت المجالس الثلاثة الاول فيما يتعلق بالاهمية في مجلسي البارحة وما يتعلق بطريقة او طريقتين ومدخلين من طرق دراسة السيرة النبوية في المجلس الاول هذه الليلة. وقد تقدم انهما المدخلان الرئيسان بكل ما يتعلق وما يتعلق باحكام ديننا وما يتعلق بمنهاج حياتنا في الاسلام. هما كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم المحفوظة في دواوين السنة والحديث المروي عن المصطفى الهادي البشير عليه الصلاة والسلام. تتمة لما سبق في الدقائق التالية فاننا نستكمل بقية المداخل والبوابات والمحاور التي تستقى منها السيرة النبوية التي تؤخذ منها معالم حياة رسول الله عليه الصلاة والسلام ينبوعا متدفقا نأخذ منه الهدي النبوي الكريم فيما يتعلق بحياة نبينا عليه الصلاة والسلام ثالث هذه المداخل والمحاور هي كتب الشمائل المحمدية. ومر بنا البارحة انها من الاجزاء التي تكون العلوم النبوية وهي رافد مهم من روافد استقاء السيرة النبوية على صاحبها افضل الصلاة والسلام. الشمائل المحمدية جزء اخص من عموم السيرة النبوية هي طرف من اطرافها محور من محاورها. لان الشمائل وهي جمع شملة انما تختص فقط بامور الصفات والخلال والاخلاق والخلقة التي كان نبينا عليه الصلاة والسلام يتصف بها. خلقته جسده الشريف وكيف حباه الله جمالا فيما يتعلق بكل اجزاء جسده عليه الصلاة والسلام. او اخلاقه وسجاياه فاته الشريفة النبيلة التي اثنى الله تعالى بها عليه لما قال وانك لعلى خلق عظيم. ويتصل كذلك بالشمائل ما تعلقوا باموره المختصة به عليه الصلاة والسلام على جهة الشؤون الخاصة كبيته وازواجه وذريته مركوباته وملبوساته اه اسلحته وخيوله ودوابه وسائر متعلقاته عليه الصلاة والسلام كتب الشمائل يا كرام رافد كما قلت من روافد دراسة السيرة النبوية. نقف فيها على جزء كبير مهم. من حياة النبي عليه عليه الصلاة والسلام سيرته المتمثلة في اخلاقه وخلقته. من يريد ان يدرس السيرة ليعيشها كأنما هو صحابي من صحابته الكرام رضي الله عنهم فانه فانه يستكثر من هذا الباب في الشمائل المحمدية. وكما قال الاول اخلاي انشط وربعه وعز تلاقيه وناءت منازله وفاتكم ان تبصروه بعينكم فما فاتكم هذه شمائله. يعني ان الشمائل المحمدية دية تكسب صاحبها قربا من النبي عليه الصلاة والسلام كانما تكتحل عينه برؤيته صلى الله عليه وسلم. وكتب عدة واشهرها كتاب الشمائل للامام الترمذي ابي عيسى محمد بن عيسى صاحب السنن الجامع المشهور جامع الامام الترمذي فانه صنف الشمائل مستقلة واختصرها الامام الالباني رحم الله الجميع. وكذلك كتاب اخلاق النبي الله عليه وسلم وادابه لابي الشيخ الاصبهاني رحمه الله هو ايضا من كتب الشمائل التي يجد فيها المبتغي لهذا الباب من محاور السيرة النبوية شأنه فيما يتعلق برسولنا عليه الصلاة والسلام. اما كتاب الشفا بتعريف حقوق المصطفى فصلى الله عليه وسلم للامام القاضي عياض بن موسى الي رحمه الله تعالى وان كان متعلقا بتعريفنا بحقوق النبي عليه الصلاة والسلام. الا انه بنى هذه الحقوق على معرفة النبي عليه الصلاة والسلام فبنى عليها الحقوق. ولذلك فقد جعل البابين او القسمين الاولين من الكتاب. فيما يتعلق بعظيم قدره ومنزلته والايات التي خصه الله بها فكان كتابا حافلا ومرجعا لمن جاء بعده وهو رافض كما قلت عظيم من روافد دراسة السيرة النبوية طابع هذه المداخل والبوابات كتب الدلائل النبوية. والمقصود بدلائل النبوة الايات والمعجزات الالهية التي ايد الله بها نبينا عليه الصلاة والسلام لان المعجزات كما هو معلوم لدينا امة الاسلام هي ايات بينات ايد الله بها نبيه ليزداد المؤمن ايمانا ويهتدي الكافر وتقوم الحجة ويثبت للكل انه نبي الله حقا. ومعجزات نبينا عليه الصلاة والسلام عديدة كثيرة لكنها لما كانت ايات ومعجزات جاءت مصاحبة لحوادث في السيرة فانها ارتبطت بجزء من عرض سيرته وحياته عليه الصلاة والسلام. اما نقول مثلا حادثة الاسراء والمعراج هي جزء من سيرته العطرة هي معجزة ونجدها مبثوثة ونجدها وافرة في كتب الدلائل النبوية. وكذلك انشقاق القمر المعجزة التي جاءت في سورة القمر اقتربت الساعة وانشق القمر وقل مثل ذلك في نبع الماء من بين اصابعه عليه الصلاة والسلام لما كان في طريق سفر مع اصحابه في بعض الاسفار تكفير الطعام كذلك وغيرها من المعجزات هي في الحقيقة كانت حوادث وجزءا من اجزاء السيرة النبوية وكتب الدلائل تحفظها وتنقلها مبوبة فكانت بهذا ايضا رافدا من روافد دراسة النبوية لمن ابتغاها. وكتبها متعددة ومنها دلائل النبوة للامام الفريابي ومثله لابي نعيم الاصبهاني ومثله للامام البيهقي رحم الله الجميع وكتب دلائل النبوة بهذا العنوان تحمل معاني المعجزات والايات والادلة التي جاءت لاثبات صدق نبوته صلى الله عليه وسلم. خامسا من البوابات التي يستقى منها دراسة السيرة كتب الخصائص. الخصائص النبوية او الخصائص المحمدية ويعنى بها ما اختص الله بها نبيه وعليه الصلاة والسلام من القضايا والاحكام والمسائل. كما ان تقول اختصه الله بجواز نكاح ما زاد على اربع من النساء اختصه الله بتأكيد بعض الاحكام في حقه مثل قيام الليل اختصه الله جل جلاله بجملة من الخصائص التي فيها معنى اعطاء جوامع الكلم ونصره بالرعب مسيرة شهر شيء منها يختص بذاته صلى الله عليه وسلم وشيء يختص بامته له عليه الصلاة والسلام والف في ذلك الخصائص الكبرى الامام جلال الدين السيوطي رحمة الله عليه. هو ايضا رافد من روافد دراسة السيرة فيها شرح لمعاني تلك الخصائص وبيان لاحكامها ومتعلقاتها وربما كان بعضها متعلقا بشيء من من الحوادث في سيرته عليه الصلاة والسلام اما سادس الروافد والمداخل والبوابات التي تستقى منها السيرة ليست رافدا بل هي من صلب ما يؤخذ منها سيرة نبينا عليه الصلاة والسلام وهي كتب السيرة النبوية التي تحمل هذا المسمى السيرة او فقه السيرة ونحوه وذلك وكثيرا ما يتبادر الى الذهن بل لا يكاد يتبادر الى الذهن عندما يقال السيرة النبوية الا الكتب والمصنفات التي تحمل هذا العنوان السيرة النبوية او سيرة النبي صلى الله عليه واله وسلم. والناس تنصرف اذهانها الى انه من اراد السيرة فيجدها فقط محصورة في تلك المراجع لكنك تراها الان معدودة في سادس المداخل. وقد تقدم قبلها جملة مما لا يصب تماما في مسار ومساق كتب السيرة النبوية لكنها من المداخل المهمة التي تقدمت الاشارة اليها. كتب السيرة النبوية كثيرة وحسبكم ان تعلموا ان لنا ائمة علماء قد امتلأت قلوبهم اجلالا ومعرفة بعظيم قدر سيرة النبي عليه الصلاة والسلام عظيم حاجة الامة اليها وعظيم مكانتها في سلم العلم وميزان العلم الشرعي فاثنوا فيها الاعمار حفظا وتأليفا وتبويبا وتصنيفا. كتب السيرة منها المنظوم ومنها المنثور. منها المختصر ومنها المطول. منها المختصر والمقتصر على المغازي والغزوات والجهاد والسرايا فقط. ومنها ما هو اوسع فيتناول الحوادث ومنها ما يتناول مرتبة على السنوات ما الذي تم في كل سنة من سنوات بعثته عليه الصلاة والسلام. وعندما تذكر كتب السيرة النبوية فانه يأتي على رأسها اكتبوا الائمة المتقدمين واشهر ذلك كتاب السيرة للامام ابن اسحاق رحمه الله وكذلك كتاب المغازي للامام الواقي رحمه الله وكان هذان الكتابان نظرا الى تقدم اصحابها وآآ ورودهم في الزمن الصدر الاول من التصنيف في السيرة كانت مرجعا لكثير ممن جاء بعدهم. فالسيرة النبوية لابن هشام الشهيرة عند اهل الاسلام عندما قال سيرة ابن هشام انما بناها على سيرة الامام ابن اسحاق هذبها ورتبها وحاول مجتهدا في اعادة صياغتها انتصاري على ما صح وابعاد ما لم يثبت. وكذلك الشأن في تلميذ الواقدي ابن سعد في كتابه الطبقات الكبرى فانه حمل جزءا كبيرا ايضا من احداث السيرة النبوية في اوائل الكتاب. ثم جاءت المصنفات المتعددة ولن نحصرها في هذا المقام كتاب الدرر في اختصار المغازي والسير للامام الحافظ ابن عبدالبر القرطبي المالكي رحمه الله كتاب سبل الهدى والرشاد المسمى بالسيرة الشامية لمحمد بن يوسف الدمشقي رحمه الله وكذلك كثير من الكتب التي افردت من كتب تواريخ كبيرة مثل ابن كثير. الامام المفسر صاحب كتاب البداية والنهاية في التاريخ فانه اخرج منها ما يتعلق بالسيرة كتابا مستقلا مما ضمنه رحمه الله تعالى في كتابه الكبير وتأتي الاشارة اليهم. كتب السيرة النبوية كثيرة يا كرام. وكثير ما يتردد السؤال ما ما الذي ينصح به من كتب السيرة؟ ما الذي يمكن الاقتصار عليه؟ والجواب يا كرام ان السيرة النبوية كسائر العلوم الشرعية. ليس هناك كتاب يغني عن غيره ولن نقول ان الكتاب الفلاني هو الذي يكفي صاحبه وقارئه لكن الرغبات تتفاوت والمقاصد ايضا تتباعد فمن اراد لمختصرا غير من اراد توسعا ومن اراد اسلوبا ميسرا غير من اراد اسلوبا علميا محققا موثقا فها هنا مكتبة يجد فيها ايضا المسلم الباحث عن سيرة نبيه عليه الصلاة والسلام بغيته بعدة اوجه ومستويات بعض الناس حبب اليه النظم ليحفظ سيرة النبي عليه الصلاة والسلام منظومة في ابيات يحفظها يرددها وتكون ايضا لذاكرة توثيقا لتلك الحوادث ومنهم من يفضل قراءة الكتب الكبار واخر يبحث عن المختصرات. كل ذلك متوفر في المكتبات التي تضمنت كتب السيرة النبوية على صاحبها افضل الصلاة والسلام. وقد طرقنا ما يتعلق بكتب السيرة ها هنا الاشارة الى متصلة بهذا المدخل الكبير وهو كتب السيرة النبوية مهم في بيان المنهجية في طريقة تحصيلنا لسيرة النبي عليه الصلاة سلام. كتب السيرة يا كرام تتناول سرد الاحداث والوقائع. كثير منها مرتب على السنوات. في ذكر مثلا ابتداء الوحي على النبي عليه الصلاة والسلام وبعثته والارهاصات التي كانت قبل ذلك. ثم يذكر ها هنا مراحل الدعوة السرية بمكة ثم الجهر بها واذى المستضعفين بمكة وكيف كان عليه الصلاة والسلام يواجه ذلك الصعوبات والمواقف الصعاب التي مرت به هجرة اصحابه الاولى الى الحبشة. الهجرة الثانية كذلك آآ يأتي بعد ذلك ايضا ما يتعلق بحصار الشعب واشتداد الوطأة عليه صلى الله عليه وسلم في دعوته خروجه الى الطائف ومحاولة الخروج بالاسلام الى بلد غير مكة حتى يأتي بيعة العقبة الاولى والثانية مع الصحابة الانصار من اهل المدينة وما كان من مقدمات الهجرة الى ثم انتقالها الى المرحلة المدنية في السيرة النبوية وهنا تأتي التفاصيل الاوسع والاكبر في عشر سنوات قضاها بالمدينة عليه الصلاة الصلاة والسلام هذه الكتب التي تناولت السيرة النبوية متعددة الانحاء متفاوتة كما قلت طولا وقصرا توسعا واختصارا. لكن ينتبه الى انها ليست تقوم في ذكر مروياتها واحداثها على المنهج الذي بنيت عليه طب السنة في رواية الحديث النبوي التي عددناها في المدخل الثاني. لان كتب الحديث قامت على منهاج عظيم. فيها توثيق الرواية وذكر الاسانيد وتوثيقها وبيان الصحيح من الضعيف منها وما الى ذلك في مجهود جبار آآ ذكرنا انه اضحى مفخرة من مفاخر الاسلام لكن كتب السيرة النبوية تقتصر على سد الاحداث. وكثير من تلك الاحداث انما هو روايات تستقى من الاخباريين والروائيين وبعضها لا تحمل سندا يمكن الاحالة عليه. وما كان من سند فربما كان ايضا محل نظر على طريقة المحدثين وصناعتهم في التوثق من اخبار رواتها. كما ان الائمة المشاهير الذين عنوا بالتأليف في السيرة كما تقدم فيما غازي الواقد وسيرة ابن اسحاق ليست عند اهل الحديث روايتهم بذاك ولا هي معتبرة لكنهم في كتب الرواية قد وضعوا مصنفاتهم افاد الناس فيها من بعدهم اردت ان اقول اننا ندرك في سياق هذه الاطلالة الموجزة معنى كلام اهل العلم ان ان كتب السيرة او المغازي ليست من الكتب التي لها اصول او روايات مسندة. وهنا تتداول العبارة المشهورة للامام احمد رحمه الله آآ قوله ثلاثة علوم ليس لها اصول او ليس لها اسانيد المغازي والملاحم والتفسير. واراد رحمه الله على ما بين العلماء مراده كما صنع الامام الخطيب البغدادي في كتاب الجامع وغيره انه يحمل اكثر من معنى اولها المعنى الذي اشرت اليه قبل قليل وانها لا تقوم على منهج المحدثين بتلك الصنعة والدقة والمنهاج الدقيق التفصيلي الذي تقدم. والمعنى الاخر ان ان بعض الكتب التي وضعت في هذه العلوم كالمغازي والملاحم والتفسير هي مما يفتقر الى اثبات على مقتضى المنهج العلمي ولا يعول عليها في ايرادها لانها تتعلق باصول عظيمة ينبغي اختيار الثابت والواثق منها وترك ما عداها التنبيه الثاني في كتب السيرة النبوية انها اذا فهمنا انها ليست على مقتضى صناعة المحدثين في اثبات رواياتها واحداثها فانه يعز ان نقول اننا سنقسم السيرة النبوية الى صحيح وضعيف. لكن هذا لا يعني انه يمكن افراد ما صح من السيرة بالروايات المثبتة التي جمعت من خلال روايات الحديث المسندة في المدخل الثاني الذي تقدم في كتب الحديث. فتجمع الاحاديث المروية ويقتصر على الصحيح الثابت من ليكون جزءا من السيرة النبوية التي يصح ان نسميها بالسيرة الصحيحة كما صنع بعض الباحثين في السيرة النبوية الصحيحة آآ مثل الدكتور اكرم العمري وكما صنع ايضا الدكتور مهدي رزق الله في كتاب السيرة النبوية في ضوء المصادر الاصلية هي محاولات لاثبات احداث السيرة التي تثبت من خلال الروايات المعتمدة التي رواتها ويوثق بالحكم عليها. التنبيه الثالث ان من كتب السيرة التي يستفاد منها ويرجع فيها كتب لم تقتصر لم تقتصر على مجرد عرض الاحداث والوقائع بل كانت مشتملة على استنباط الفوائد والدروس والعبر. وهذا يكثر في كتابات المتأخرين المعاصرين فاكتسمى كثير منهم كتبه فقه السيرة النبوية. ولما قل فقه السيرة النبوية يعني فهمها واخراج فوائدها وهنا محاولات عدة وكتب كثيرة تحمل هذا الاسم او تأملات في السيرة نبوية او المحاولات المعاصرة التي قربت السيرة باسلوب قصصي شيق يحمل على الاقبال على القراءة والاستكثار منها كما في كتاب الرحيق المختوم. مثلا في سيرة النبي عليه الصلاة والسلام. كما في كتاب هذا الحبيب يا محب صلى الله عليه وسلم للشيخ ابي بكر الجزائري المدرس بالمسجد النبوي الشريف رحمة الله عليه. وغيرها كثير من الكتب التي قربت السيرة اسلوب ميسر مع تظمنها في كل فقرة او حادثة من حوادث السيرة للفوائد والدروس والعبر التي تصلح في دروسا تربوية يستفيد منها القارئ والمستمع واذا عرجنا على كتب السيرة فلا يسعنا ان نشير ونشيد بكتاب اضحى في المكتبة الاسلامية بين كتب السيرة مع الما بارزا ومرجعا مهما الا وهو كتاب زاد المعاد في هدي خير العباد صلى الله عليه وسلم للامام ابن قيم للجوزية رحمه الله تعالى فانه كتاب عظيم حافل فيه احداث السيرة وفيه توثيقها والحكم على رواياتها وتحرير بعض قضاياها ومسائلها وذكر القضايا التي اختلف فيها العلماء اما في تأريخها او في حكمها واحكامها غير خال من للفوائد والعبر المستنبطة المستنبطة كتاب جليل في مقام الامام ابن القيم تحريرا وعلما وافادة هو من كتب وبالسيرة العظام التي ينصح بقراءتها واقتنائها لتكون مرجعا لطلبة العلم واهله. وقد كان اهل العلم يقولون من ليس عنده الزاد فليس عنده زاد. يعني ليس له زاد في طريق العلم ان لم يكن ممن اقتنى كتاب ابن القيم زاد المعاد لعموم بفضله ونفعه وما اشتمل عليه من هدي النبي عليه الصلاة والسلام. كان هذا سادس المداخل وكانت الافاضة فيه لاعتباره صلبا كتب السيرة النبوية ومداخلها. اما السابع من مداخل استقاء السيرة النبوية وكتبها ومصادرها فهي كتب التواريخ نعم كتب التاريخ بعامة. لانها عندما توثق احداث التاريخ فان جزءا من تاريخ الاسلام سيرة النبي عليه الصلاة والسلام وكتب التاريخ ها هنا في هذا السياق تنقسم الى قسمين. اولهما كتب التواريخ التي خصت مكة والمدينة على وجه الخصوص. كمثل تاريخ مكة للفاكه او تاريخ مكة للازرق او العقد في تاريخ البلد الامين للفاسي او كتاب خلاصة الوفاء باخبار دار المصطفى صلى الله عليه وسلم للامام السمهودي رحم الله الجميع هذه الكتب لانها اعتنت بتاريخ مكة والمدينة وجزء من تاريخ هذين البلدين الشريفين يتناول حياة النبي عليه الصلاة والسلام فيهما فانهم عندما يؤرخون لمكة قديما وحديثا فيمر بتاريخ مكة ثلاث عشرة سنة من دعوته عليه الصلاة والسلام بها. واربع اين سنة من حياته قبل النبوة ناشئا بها مولودا فطفلا فشابا حتى بلغ النبوة عليه الصلاة والسلام. وكتب تواريخ المدينة تعرض لتاريخه عليه الصلاة والسلام وماذا كان خلال ثلاث عشرة سنة بالمدينة ماذا كان خلال عشر سنوات بالمدينة من احدى ذات السيرة وما تلاها من اثار النبوة وبركاته وهداياتها في دار النبي عليه الصلاة والسلام بطيبة الطيبة فهي ايضا لدراسة السيرة وفيها احداث واخبار وحكم وفوائد جمة النوع الثاني من كتب التواريخ كتب التاريخ العامة التي تؤرخ للبشرية سواء قلنا من لدن زمن ادم ابينا ادم عليه السلام او في تاريخ عصر معين من العصور فما جاء بعده فان كتب التواريخ بشرية عامة تمر بتاريخ الاسلام فتذكر فيه صدر الاسلام وفجره وبزوغ شمسه من سيرة النبي عليه الصلاة والسلام كتاب التاريخ للامام الطبري رحمه الله البداية والنهاية للامام ابن كثير رحمه الله كتاب التاريخ للامام الذهبي رحمه الله كلها مكتملة على ابواب وجزء منها يتعلق بالسيرة النبوية. كتاب التاريخ للامام الذهبي افرد فيه مجلدا للسيرة النبوية مجلدا ثانيا للغزوات والسرايا والبعوث النبوية. وكتاب البداية والنهاية استل منه الجزء المتعلق بالسيرة فافرد كتابا مستقلا يتكلم فيه الائمة المؤرخون عن سيرة النبي عليه الصلاة والسلام. ولان هؤلاء الائمة علماء محدثون كالطبري وابن كثير والذهبي فان روايتهم لاحداث السيرة لا تخلو من تعقيب وبيان للصحيح ونقد للضعيف ففيه فوائد محررة لان مؤلفيها ائمة علماء فقهاء ومحدثين ومفسرين رحم الله الجميع. اما ثامن اخي وبه نختم مداخل السيرة وكتبها التي تستقى منها. فهي الدراسات المعاصرة التي اجتهد فيها ابناء العصر من الامة الاسلامية في مواصلة المسيرة واستكمالا لجهود السلف في توثيق السيرة وتقريبها لابناء بما يناسبهم. تقدمت الاشارة الى ان كتب فقه السيرة التي سردت الاحداث مصحوبة بالفوائد عبر في مسميات كتب فقه السيرة او تأملات في السيرة او فوائد وعبر هي ايضا من الروافد العظيمة المفيدة جدا خصوصا وان مؤلفيها المعاصرين كانوا يراعون حال العصر واسلوبه المناسب وتقريبه لما يناسب الناشئة في زمننا هذا بعيدا عن سرد الاسانيد التي مشى عليها السابقون مثلا في توثيق الرواية. من الدراسات المعاصرة التي اثرت ساحة السيرة النبوية وتقديمها للمكتبة الاسلامية البحوث والرسائل الاكاديمية في الجامعات الاسلامية وهي كثيرة كأنها تمشي على منهاج الرسائل الاكاديمية بان تنتقي الموضوعات من السيرة فتقيم عليها بحثا فتجد كتابا ان لم يتناولوا بيعة العقبة في مكة وماذا كان بين المصطفى عليه الصلاة والسلام والانصار الاوائل الذين وثقوا للهجرة ومهدوا لها وكتاب ثان في الهجرة النبوية من مكة الى المدينة. توثيق للمرويات ونقدها وذكر ما يحفظ منها وما يشذ ثم ذكر الفوائد المتعلقة بها قل مثل ذلك في غزوة بدر في صلح الحديبية ومسائل السيرة النبوية التي افرد كل منها ببحث مستقل تفيض فيه الباحثون في اثبات الروايات وتمحيصها ونقدها ثم بناء ما يستلهم منها من الدروس والفوائد والعبر هذه ثمانية مداخل. القرآن الكريم والحديث الشريف دواوين السنة التي روت سنة النبي عليه الصلاة والسلام وكتب الشمائل المحمدية وكتب الدلائل النبوية وكتب الخصائص وكتب السيرة النبوية وكتب التاريخ بنوعيها والدراسات المعاصرة وستجدون في كل مدخل من الثمانية عددا وفيرا من المصنفات والمؤلفات التي تأتي من المدخل في الثاني الى الثامن وتحت كل منها عناوين متعددة. التنبيه ها هنا في خاتمة ذكر هذه المراجع والمداخل منهجية تقوم على عنصرين اثنين ينبغي ان يكونا حاضرين عند كل مقبل على دراسة السيرة من هذه المداخل الثمانية اول هذين العنصرين هو تحري ما يثبت من السيرة وتمييز الصحيح من الضعيف والموثوق من غيره من تلك المراجع المعدودة انفا في المداخل السبعة بعد كتاب الله الكريم. فان منها ما يثبت ومنها ما لا يثبت. وبعض ما لا يثبت ربما اورد ما ايكون نقدا فيما يتعلق بالسيرة اما غلوا او جفاء فينتبه الى انه ليس كل كتاب يحمل عنوانا في السيرة النبوية ادوا مرجعا تستقى منه السيرة وقد بين العلماء ما ما يصح نقده وما يصح الاخذ منه من تلك الكتب وليس هذا مجال عرضها لان المقام يضيق عن ذكرها. واما العنصر الثاني في التنبيه في المنهجية العامة. فهي ان السيرة بوية بحر عظيم وكل من ابحر فيه نال من الخير وصاد من خيرات هذا البحر العميق ما كتب الله له وكلما ابحر وغاص الغواصون في ذلك البحر استخرجوا من كنوزه ودرره ولا الئه بقدر ما يأذن الله عز وجل لمن شاء من خلقه لكنه حقيقة بحر يستحق الابحار فيه والغوص في اعماقه لاستخراج مكنوناته ولنا ان نقول ها هنا يا كرام ان السيرة النبوية مطلب اليوم. والله مطلب لكل البشرية ليست لامة الاسلام فحسب. اما الامة مسلمة فلانه نبيها عليه الصلاة والسلام وهو والله احق من يجب ان يتعرف عليه المسلمون والمسلمات ما الذي تعرفه انت اخي وانت اخيتي؟ ما الذي تعرفونه عن ابيك عن امك ما الذي تعرفونه عن جدك لامك او عن جدك لابيك مهما كان صاحب شهرة او منصب او جاه ان كان عالما او حاكما او اميرا او وزيرا ما الذي تحفظه من تاريخ مراحل حياته منذ طفولته وصباه ونشأته الى مماته والله مهما تعلم احدنا وتعرف على اخبار ابائه وامهاته واجداده. الا انه ينبغي ان يكون معرفتنا بنبينا عليه الصلاة والسلام اعظم واكد واوجب لما تقدم ذكره من وجوه الاهمية التي سبق عرضها وهنا سنقول حسبنا ان يكون هذا هما يشتغل عندنا وفكرا يملأ قلوبنا لنخرج بخير عظيم واجر وفير اما غير المسلمين فوالله حق علينا امة الاسلام ان نبلغهم شأن نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام. لاننا والله ما زلنا نقول لو عرفوه حقا لاحبوه ولا امنوا به صلى الله عليه وسلم لكن الانسان عدو ما يجهل وكثير من هؤلاء لم يبلغه بعد حقيقة نبوة النبي المصطفى عليه الصلاة والسلام. ومن وقف منهم على شيء من ذلك ابهره شيء من العظمة التي وقف عليها في سيرته العطرة عليه الصلاة والسلام. قروا عينا امة الاسلام بنبي الاسلام صلى الله عليه وسلم طيب نفسا بالاستكثار من دراسة سيرته والاقبال عليها. فاجعلوا ذلك ديدنكم رعاكم الله واعلموا ان الاقبال على سيرته والتظلع منها يبعث على الفخر والاعتزاز بديننا وقيمنا وشريعتنا في وقت احوج ما نكون فيه الى التمسك بعرى الاسلام والثبات على مبادئه وعدم التزحزح عنها والتراجع ولا الانبهار بشيء مما يجلبه اعداء الاسلام او يخوفون به المسلمين ويرهبون عليهم في دينهم وينسبون اليه زورا وبهتانا وظلما وكذبا وافتراء ما لا يصح نسبته اليه ديننا من ذلك براء ورايتنا بيضاء. ونبينا عليه الصلاة والسلام قد بعث بالمحجة والنور والهدى ودين الحق ليظهره ربه وعلى الدين كله والله عز وجل قد تكفل بحفظ دينه وقد رفع قدر نبيه صلى الله عليه واله وسلم كانت هذه اطلالة موجزة وكانت ايضا محاولة لالقاء الضوء على هذا الباب الكبير الذي نحتاج اليه جميعا امة الاسلام في دراستنا اتنا لسيرة النبي عليه الصلاة والسلام. نختتم المجالس بما افتتحنا بها. اولها قبل آآ ثلاثة مجالس من حمد ربنا والثناء عليه بما هو اهله ثم الشكر لاخوتنا الكرام في الادارة العامة للشؤون التوجيهية والارشادية بوكالة المسجد النبوي رئاستي العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي على ترتيب هذا اللقاء وتنظيمه والاعداد له وبذله لاهل الاسلام تقريبه لنيله من قريب ومن بعيد كتب الله اجر الجميع وسدد الخطى ونفعنا واياكم وجعلنا في خيرة عباده الصالحين وحزبه المفلحين واوليائه المتقين. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا. وزدنا علما يا رب العالمين. اللهم اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار. وصلي يا ربي وسلم وبارك على عبدك ورسولك نبينا وحبيبنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. والحمد لله رب العالمين