بسم الله الرحمن الرحيم اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك احمد الله تعالى حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان نبينا محمدا عبد الله ورسوله. وصفيه وخليله امام الهدى ونبي الرحمة صلوات الله وسلامه عليه وعلى ال بيته وصحابته ومن تبعهم باحسان واقتفى اثرهم الى يوم الدين. وبعد ايها الاخوة الكرام فمن رحاب بيت الله اي الحرام يتجدد هذا اللقاء الاسبوعي كل ليلة من ليالي الجمعة من جوار الكعبة ومن اطهر بقعة يجلس فيه مجلسا في هذه الليلة المباركة من هذا المكان المبارك نستكثر من عمل مبارك هو الصلاة والسلام على امامنا وقدوتنا ونبينا رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم. نلتمس بذلك البركة والخير والاجر والثواب العظيم. نغتنم بركة هذه الليلة بكثرة الصلاة والسلام على حبيب القلوب وانسها وبهجة الارواح وسعدها. من امرنا الله بالصلاة والسلام عليه ووعد ادب الصلاة والسلام عليه في كل مرة عشر مرات منه سبحانه وتعالى على عبده رحمة وفضلا وكرما الهيا في هذه الليالي المباركة ما زال هذا المجلس المبارك ينعقد بفضل الله متتابعا في كل ليلة من ليالي الجمعة وهذا مجلس ننطلق فيه بعون الله تعالى في الليالي المقبلة في مدارسة كتاب يسير مختصر. من مختصرات سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم كتاب مؤلفه امام وهو موجز مختصر بديع يحمل على ان نتفقه وان نتقرب وان نعي قدرا كبيرا عظيما من سيرة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. وفي ذلك كله به ما زال هذا المجلس عطرا حافلا مباركا بكثرة الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم يا رب على النبي امامنا واعرض عليه صلاتنا وسلامنا وامن علينا يا كريم بشربة من حوضه تشفي بها اسقامنا صلى الله عليه وسلم هذا المجلس فاتحة لمجالس متتالية ان شاء الله تعالى نتدارس فيها مقدمة موجزة لكتاب تهذيب الاسماء واللغات للامام ابي زكريا يحيى ابن شرف النووي الدمشقي الشافعي. رحمة الله تعالى عليه. ومقدمة هذا كتاب كما سيأتي الحديث عنه هي اختصار وجيز في سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم تعرض لجوانب من شمائله خصائصه ونبذة يسيرة من حياته المتعلقة بامهات وعناوين سيرته العطرة صلوات الله وسلامه سلامه عليه. وفي ذلك كله يأتي هذا المجلس ينال بركة هذه الليلة بكثرة صلاتنا وسلامنا على رسول الله الله عليه واله وسلم. اما الكتاب ايها الكرام فهو مقدمة وضعها الامام النووي رحمه الله تعالى. لمصنف من والامام النووي كما يعلم الكل امام عظيم جليل. فقيه محدث هو يحيى ابن شرف ابن مر ابن حسن ابن حسين ابي زكريا النووي الدمشقي الشافعي. النووي نسبة الى نوى من ارض حوران في بلاد الشام. ولد رحمه الله على في الثلث الاول من القرن السابع الهجري سنة احدى وثلاثين وستمائة للهجرة ونشأ تنشئة طيبة بحفظ القرآن وطلب العلم والتفقه حتى غدا اماما وبرع في الفنون رحمه الله. وبرز في الفقه والحديث فكان فقيها محدثا اماما وقد بورك له في طلبه للعلم لما كان يطلبه ثم بورك له في علمه لم ما ارتقى مرتبة العلماء فصنف والف ودرس ودرس رحمة الله عليه. وهو رحمه الله تعالى ممن بني بالتصنيف في علوم نافعة واشهرها الفقه والحديث. ولعل اشهر مصنفاته التي يعرفها طلبة العلم صغيرهم قبل كبيرهم شرحه الجليل على صحيح الامام مسلم. وهو الذي ترجم لابوابه فغدت التراجم التي وضعها الامام النووي رحمه الله هي المتداولة لابواب صحيح الامام مسلم رحم الله الجميع. ومن اشهر مصنفاته ما كتبه في فقه الائمة الشافعية فقد صنف فيه جملا من الكتب التي اضحت مراجع عمدة في فقه الامام الشافعي رحمه الله تعالى. واما كتابه العظيم رياض الصالحين الذي لا يكاد يخلو منه مسجد من مساجد المسلمين يقرأ فيها على مسامع المصلين عقب الصلوات احاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم متوزعة على ابواب الاوامر والنواهي وعلى ما فيه خيرهم وصلاحهم وما يدلهم على الله المستقيم فهو اشهر من ان يعرف به. ومتن الاربعين النووية المنتقاه من الاحاديث جوامع الكلم من احاديث الله صلى الله عليه وسلم هي ايضا مما يعرفها طلاب العلم وينشأون على حفظها والعناية بها وادراك مضامينها هذا المجهود العلمي للامام النووي رحمه الله تعالى وضع فيه جملة من الادوات التي تعين والكتب والمراجع التي يصل بها طالب العلم الى بغيته في تلك الكنوز المعرفية والذخائر العلمية. وكتابه تهذيب الاسماء واللغات هو من هذا الباب فانه صنفه رحمه الله تعالى لبيان تراجم العلماء والائمة وبيان الاصطلاحات ومعانيها مما في كتبه المتناثرة في الفقه تحديدا وفيما يتداوله العلماء في تراجم الفقهاء ائمة المذهب ولما خص هذا الكتاب بتراجم العلماء وجعل القسم الاول في الاسماء وبيان اثر معرفة اسماء العلماء واحوالهم واقوالهم وما يتعلق ايضا بالتسمية والكنى والالقاب وعرف بالصحابة والتابعين وبين فظلهم على سائر الامة قبل ان في ترجمة امام المذهب الامام الشافعي. ثم ائمة واعلام العلماء بل اعلام البشر عموما قبل ان يبدأ بهم موزعين على حروف الهجاء من الالف الى الياء. ابتدأ رحمه الله موفقة للغاية وهي ما ندرسه في مجالسنا هذه في ترجمة رسول الله صلى الله عليه وسلم في ترجمة نبوية شريفة فهي اذا فصل من فصول هذا الكتاب العظيم الجليل تهذيب الاسماء واللغات هو احدى مقدماته التي ابتدأ بها كتاب جعل فيها حديثا عن اسماء رسول الله صلى الله عليه وسلم صفاته في اسماء ابنائه وبناته اعمامه وعماته في ازواجه ومواليه وخدمه في كتابه ورسله في مؤذنيه ثم في حجه وعمرته وغزواته صلى الله عليه وسلم وانتقل الى اخلاقه ومعجزاته وافراسه وختم بخصائص رسول الله صلى الله عليه وسلم في الاحكام وغيرها. ثم ما افرد عدد من اهل العلم هذه المقدمة التي تمثل موجزا للسيرة النبوية. ومختصرا نافعا. وافردوها بالطباعة عن باقي الكتاب لامكان الاقتصار عليها. والاستفادة منها وفهمها وروعة ما يمكن ان يحصله طالب العلم في مضامين فصول هذا الكتاب البديع. بالنظر الى امرين مهمين. انها جملة مركزة من سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وشمائله والحديث عن الابواب العظام المدخل لمن يدرس سيرته فهي اشبه بمدخل لسيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم هي لا يستغني عنها الصغير والكبير. والمتعلم والجاهل فهم في هذا سواء في معرفة هذا القدر من اشرف الخلق صلوات الله وسلامه عليه. والامر الثاني الذي يجعل هذه المقدمة الموجزة وان شئت فقل السيرة النبوية مختصرة او فقل المدخل الموجز المختصر للسيرة النبوية ما يجعله مهما ودافعا انه محرر رصين ولا عجب فمؤلفه امام محقق فقيه محدث رحمة الله عليه الامام النووي فاضحت المعلومات والاقاويل التي ترد في هذه المقدمة الموجزة هي في ترجيح علمي رصين وتحقيق بديع فاذا جاء الى بعض المسائل والاقوال والتواريخ التي فيها اقوال متعددة ومذاهب متفاوتة فانه لا يتجاوزها ومن غير تحقيق وترجيح. واذا وردت ايضا بعض الاخبار والروايات التي لا يثبت بمثلها شيء ينسب الى سيرة رسوله صلى الله عليه وسلم فانك ترى اثر امامته الحديثية في تفنيد تلك الروايات وبيان ما يصح منها وما لا يصح فاذا هو مختصر موجز محكم. وامامه فقيه محدث محقق رحمة الله عليه. وكانت هذه الرسالة رسالة موجزة نافعة صالحة لان نتدارسها في مجالس متعددة هذا اولها. سائلين الله اولا التوفيق والسداد والاخلاص لوجهه الكريم. ومنطلقين ثانيا من منطلق ارجو ان نؤجر عليه فانه باب عظيم من ابواب العبودية وهو التفقه الشرعي بباب نصل به الى اصل مطلوب شرعا وهو حب الله وحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وما يتبع ذلك وما يلحق به من تنمية الايمان وتوطيد دعائمه في قلوب اهل الاسلام فانه ما من ان المرء انما يزداد ايمانه بما يغذيه في قلبه من هذه الاركان العظيمة المتعلقة بربه وخالقه وبنبيه ورسوله صلى الله عليه واله وسلم. وحتى نشرع في الكتاب فاننا بعد ما تبين ما سبق سنمر مباشرة على الذي خصه المصنف رحمه الله بالحديث عن هذا القدر من موجز مختصر ومدخل لسيرة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم مقتصرين عليها وقد طبعت وحدها مفردة في اكثر من طبعة وهي متداولة مبذولة يسيرة في الوقوف عليها والحصول عليها. ونسأل الله تعالى ايضا في مطلع هذه المجالس في مجلسنا هذا من رحاب بيته الحرام في هذه الايام المباركة وهذه الليلة الشريفة ان يجعله من جليل العمل الذي يرظى به عنا. ويزداد به ايماننا ويتقوى بها رصيدنا من حب الله اهو حب رسول الله صلى الله عليه وسلم وان يجعله حجة لنا لا حجة علينا ونسأله تعالى رحمة واسعة صل في الامام ابي زكريا النووي رحمة الله عليه ورحمة واسعة لنا ولكم ولوالدينا ووالديكم وجميع المسلمين والمسلمات اللهم وفقنا لما تحب وترضى ونسألك علما نافعا وعملا صالحا يقربنا اليه. سائلين الله التوفيق والسداد بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على اشرف الانبياء وسيدنا المرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لشيخنا ولوالديه وللسامعين قال الامام ابو زكريا يحيى بن شرف يحيى بن شرف النووي الدمشقي رحمه الله نسبه صلى الله عليه وسلم وصلى الله عليه وسلم محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ابن لله ابن عبد المطلب ابن هشام ابن هاشم ابن هشام ابن هاشم ابن هاشم ابن عبد مناف ابن قصي ابن كلاب ابن مرة ابن كعب ابن لؤي ابن طالب ابن فهر ابن مالك ابن النظر ابن كنانة ابن خزيمة ابن ابن مدرك ابن مدرك ابن الياس ابن مضر ابن نزار ابن معد ابن معد ابن ابن عدنان الى هنا اجماع الامة واما ما بعد اما ما بعده الى ادم فمختلف فيه اشد اختلاف. قال العلماء ولا يصح فيه شيء يعتمد هذا القدر من نسب رسول الله صلى الله عليه وسلم ينقسم الى قسمين اولهما نسبه عليه الصلاة والسلام الى جده عدنان. والقسم الثاني ما كان فوق عدنان الى اسماعيل عليه السلام الى ادم عليه السلام فاما القسم الاول الى عدنان فانه صحيح ثابت مجمع عليه. ونسبه صلى الله عليه وسلم محفوظ على السياق الذي ساقه المصنف هنا رحمه الله. فهو عليه الصلاة والسلام محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن نضرب نكنانة بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. هذا القسم الاول قال المصنف اله هنا اجماع الامة فانها لم تختلف في سياق نسبه في هذا القدر عليه الصلاة والسلام. القسم الثاني الذي اشار اليه بقوله واما ما بعده الى ادم عليه السلام فمختلف فيه اشد اختلاف. ولا يمكن ان ينازع في هذا احد في الجزم بصحة صحة تقديم اسم على اسم او تبديله في نسبه فيما تجاوز عدنان. لانه لا يثبت في ذلك دليل قاطع يمكن تنادوا اليه وردوا ما عداه. قال العلماء ولا يصح فيه شيء يعتمد. وعلى هذا فكل من يحفظ نسب رسول الله صلى الله عليه وسلم ليضبطه حسبه ان يدرك هذا القدر في نسبه الشريف صلى الله عليه وسلم الى عدنان. ثم ها هنا وقفات مهمة اولها ان عنايتنا بنسب رسول الله صلى الله عليه وسلم هو عناية بشيء اتقوا بنا. نعم لا احد يهتم بظبط نسب غيره. فانت مطلوب منك ان تعرف نسبك باسم ابيك وجدك والقبيلة تنتمي اليها والعائلة التي تنتسب اليها. هذا مطلوب. لكنه ليس مطلوبا منك ان تعرف نسب جارك او صهرك على الوجه الذي يمكن ان ينكر عليك جهله او جهلك فيه. هذا امر متقرر. فلا احد مطلوب منه ان يضبط نسب غيره الا من كان مختصا كالنسابة والمعتنين بالتواريخ ومعرفة القبائل والانساب فهذا عملهم وتلك صنعتهم الا ان الامة كلها معنية تمام العناية بنسب نبيها ورسولها صلى الله عليه وسلم. فليس هذا من العلم وليس هذا من الكمالات التي يمكن ان يزهد فيها. بل اننا والله نحرص على تعلم نسبه الشريف صلى الله عليه وسلم وتعليمها لاولادنا وطلابنا وناشئتنا والناس من حولنا تماما كما اعلم اولادي وتعلم انت اولادك نسب ومن فوق ابيه وجده في النسب والسلالة التي ينتسب اليها ليعرف ما اصله. اذا كان نسب احدنا يعود علينا بفائدة معرفة اصولنا فان معرفة نسب رسول الله صلى الله عليه وسلم هو اصل الاصول. ومعرفتنا به ويوقفنا على اصل عظيم في ديننا وشريعتنا هذا اصل الوحي الذي ارتضاه الله لنا دينا فاصطفى له من البشر خيرهم خيرهم نسبا خيرهم قبيلة خيرهم بيتا خيرهم ابا خيرهم نبيا ورسولا صلى الله عليه وسلم. فهو عليه الصلاة والسلام مصطفى ومختار من الاصطفاء والاختيار. الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس. هذه واحدة. واما فانه من دلائل نبوته صلى الله عليه وسلم حفظ نسبه الشريف. حفظا من وجهين. الاول حفظه هذا الذي نتدارسه ونتداوله وتتناقله الامة جيلا بعد جيل. واليوم بعد الف واربعمئة واثنتين واربعين سنة ها هي الامة بصغارها وكبارها ورجالها ونسائها يسوقون نسب نبيهم صلى الله عليه وسلم ليس الى الجد الثالث ولا الرابع ولا الخامس ولا العاشر فحسب بل الى معد ابن عدنان كما سمعت. وهذا حفظ جليل عظيم ورثته الامة بكل ادخار. اما الحفظ الثاني فهو الحفظ الالهي. لهذا النسب بان الله عز وجل حفظه وصانه قبل ان يبعث عليه الصلاة والسلام. بل قبل ان يولد فحمى الله هذا النسب الشريف من ان يكون فيه مطعن. او الا يكون فيه وجه من حلال بنكاح ومصاهرة ونسب فكان نسبا محفوظا بحفظ الله خرج منه اشرف انسان واكرم مبعوث خاتم النبيين محمد صلى الله عليه واله وسلم. هذا يقال ايها الكرام بين يدي دراستنا لنسبه وسوقنا بنسبه وعنايتنا بدراسة نسبه الشريف صلى الله عليه واله وسلم فانها تتعلق بها امور عظام علمية مهمة وايمانية راسخة تتعلق بعقائدنا بديننا بشريعتنا. فاننا ننتسب بفخر الى اباء اعتز بهم وننتسب ايضا بكل فخر بل باعظم وجوه الفخر الى دين عظيم ونبي كريم صلوات الله وسلامه كلامه عليه هذا نسبه الشريف الذي سمعناه. قال المصنف رحمه الله ما بعد ادم لا يصح فيه شيء عفوا ما بعد عدنان لا يصح فيه شيء يعتمد ما بين عدنان الى ادم عليه السلام. وقد تجد ذلك كثيرا مبثوثا في كتب التواريخ والسيراب يسوقون النسب ما فوق عدنان الى اسماعيل. ثم ما بعد اسماعيل ايضا الى ادم عليهم وعلى نبينا افضل الصلاة والسلام. لكنك فيه اختلافا وتفاوتا وهو كما اسلفت لا يمكن الاستناد فيه الى شيء يمكن الجزم بصحته ونفي ما عداه وعده خطأ لعدم ثبوت مستند صريح صحيح في ذلك والله اعلم قال وقصي بضم القاف ولؤي بالهمز بالهمز وتركه والياس بهمزة وصل بهمزة قطع. هذا جزء من ضبط المصنف رحمه الله. في هذا الكتاب بما يرد من الاسماء والاعلام. فان ان صلب الكتاب كما تقدم في صدر المجلس تهذيب الاسماء واللغات. فانه يضبط اعلام الاسماء التي ترد في الكتاب. ضبطا كما جرت عادة علمائنا السلف بهذا الضبط بالتشكيل قصي بضم القاف. حيث لم يكن هناك علامات ضبط يعتنى بها في الكتابة ثم هي قد يدخلها التحريف والتصحيف فكان الاضبط عندهم وهم اهل هذه الصنعة ان يضبطوا بهذا الضبط الحرفي قصي بضم القاف بالا تكتب ضمة كالتي نكتبها اليوم في اصطلاحنا ثم تتحول في تناسخ وتبادل النسخ الى فتحة وكسرة فقال بضم القاف ولؤي كذلك قال بالهمز وتركه. يعني يصح فيها الوجهان ان تقول لؤي او تقول لؤي اما قوي خالصة او بالهمز. اما الياس قال فهي اما ان تكون بهمزة وصل او ان تكون بهمزة قطع فتقول هذا الياس او تقول هو الياس اذا اعتبرت همزة وصل فتكون الهنا للتعريف. والاسم ياس دخلت عليه الف تكون الياس. او ان تعتبرها همزة قطع مكسورة فتكون الهمزة اول حرف في اسم العلم. فتقول هو اليا وبك لا الضبطين صحت القراءة المتواترة في اسم نبي الله الياس عليه السلام في القرآن الكريم في سورة الصافات. قال الله تعالى وان الياس لمن المرسلين. على قراءة الجمهور بهمزة قطع. وقرأ ابن ذكوان وغيره بهمزة وصل وان الياسر لمن المرسلين فظبط المصنف رحمه الله الاسم بهذين الظبطين. وما رحمه الله في اقتصار النسب النبوي الى عدنان هو ايضا ما اورده الائمة العلماء كما فعل الامام البخاري في صحيحه والامام ابن القيم رحمه الله في زاد المعاد والحافظ الامام ابن حجر في شرحه للحديث في فتح الباري رحم الله الجميع. نعم قال المصنف رحمه الله كناه واسماؤه صلى الله عليه وسلم وكن وكنية النبي وكنية النبي صلى الله عليه وسلم المشهورة ابو القاسم وكناه جبريل صلى الله عليه وسلم ابا ابراهيم. هذا ما يتعلق بكنيته. قال الكنية المشهورة ابو القاسم وهذا متواتر كما قال الامام الذهبي رحمه الله. وثبتت فيه عدة روايات في مخاطبة الصحابة عليه الصلاة والسلام بل حتى في مخاطبة بعض احبار اليهود في بعض المواقف يا ابا القاسم. وكذلك ورد على لسان كثير من الصحابة كما يقول بعضهم هذه سنة ابي القاسم صلى الله عليه وسلم او من فعل كذا فقد عصى ابا القاسم صلى الله عليه عليه وسلم وهذا صحيح ثابت بل كما قال الامام الذهبي هو متواتر. واما كنيته بابي ابراهيم نسبة الى ولده ابراهيم الذي مات صغيرا في المدينة من جاريته مارية القبطية رضي الله عنها فانها ثبتت او وردت في رواية اوردها الامام ابن عساكر في تاريخ دمشق وقال رواه الدارمي والبيهقي عن انس لكن في اسناده ابن لهيعة قال الذهبي ضعيف والحديث ايضا عند الحاكم ولعدم صحة الرواية فلا يجزم بها لكنها ايضا وردت في رواية ان جبريل قيل عليه السلام كناه ابا ابراهيم صلوات الله وسلامه عليه. ولرسول الله صلى الله عليه سلم اسماء كثيرة افرد فيها الامام الحافظ ابو القاسم علي ابن علي ابن الحسن ابن هبة الله ابن عبد الله الشافعي الدمشقي. المعروف بابن بابن عساكر. رحمه الله بابا في تاريخ دمشق ذكر فيه اسماء كثيرة. جاء بعضها في الصحيحين وباقيها في غيرهما منها محمد واحمد والحاشر والعاقب والمقفي والماحي وخاتم النبيين ونبي الرحمة ونبي الملحمة. وفي رواية نبي الملاحم ونبي التوبة والفاتح وطه وياسين وعبدالله. نعم هذا المنقول عن الامام ابن عساكر ابي القاسم رحمه الله تعالى صاحب تاريخ دمشق التاريخ الشهير العريق المرجع الكبير في اسماء الاعلام والائمة فانه ايضا افرد في خدمة كتابه آآ سيرة موجزة لرسول الله صلى الله عليه وسلم عقد في هذا الباب في الاسماء بابا مستقلا وقال ان فيه اسماء كثيرة. جاء بعضها في الصحيحين منها محمد واحمد والحاشر والعاقب والمقفي والماحي. هذه ثبتت في احاديث الصحيحين وفي غيرها فانه قال عليه الصلاة والسلام انا محمد واحمد وانا الحاشر والعاقب والمقفي وانا خاتم النبيين لا نبي بعدي ولكل من هذه الاسماء دلالة فهي اسماء اعلام واسماء ذات اوصاف. فمحمد هو اسمه العلم البارز الشهير له عليه الصلاة والسلام وبه جاء القرآن في غير ما موضع ما كان محمد ابا احد من رجالكم محمد رسول الله والذين معه اشداء على الكفار رحماء بينهم الى غير ما هنالك. وفي السنة فهي ايضا اكثر من ان تحصى وتحصر. اما اسمه احمد فقد جاء في سورة الصف على لسان عيسى عليه السلام ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه احمد. واما الحاشر فالذي يحشر الله تعالى به الخليقة ببعثته ليكون خاتم النبيين. والعاقب الذي جاء عقب النبيين والمقفل الذي جاء يتلوهم في طريقتهم ونهجهم ولا نبي يأتي بعده الماحي الذي محى الله تعالى به الكفر والضلالة واشرقت ببعثته نور الرسالة. وكذلك خاتم النبي كما في سورة الاحزاب ونبي الرحمة ونبي الملحمة. والمراد بالملحمة القتال مع اعداء الله الرافعين لراية الصد عن لله فانه كما بعث رحمة للعالمين. بعث صلى الله عليه وسلم شديدا على الكفار والمنافقين بامر الله له. يا ايها النبي يجاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم. ومأواهم جهنم وبئس المصير. ونبي التوبة كذلك والفاتحة الذي فتح الله به باب الجنة في الاخرة وباب الرحمة والهداية وطريق الله عز وجل في هذه الدنيا. قال وطه وياسين وعبد الله وسيأتي الحديث عما يتعلق ببعض هذه الاسماء. كل ذلك مما اورده الامام ابن عساكر رحمه الله تعالى في مقدمة الكتاب قد قال انها اسماء كثيرة. هذه كما ترى بعضها اسماء واعلام كمحمد واحمد. وكلها ثابتة باحاديث صحيحة طه وياسين. والفاتح كذلك لم يرد علما لاسمه صلى الله عليه وسلم. الفاتحة كما قال الذهبي ورد باسناد واهن عن ابي الطفيل رضي الله تعالى عنه. واما طه وياسين فهي مروية عادة في كلام اهل العلم في صدر تفسير هاتين السورتين في القرآن الكريم. سورة طه وسورة ياسين. ومعلوم ان هاتين اللفظتين طه وياسين هي من الحروف المقطعات الواردة في اوائل بعض السور في القرآن الكريم التي تنطق على شكل حروف مقطع. كما تقول حا ميم والف لام ميم فتقول طه وتقول ايضا ياسين. لكن بعض اهل العلم ومما انتشر ايضا عند العامة بين اهل الإسلام ان طه وياسين ليست مثل حميم ونون وقاف او الف لام ميم لسبب واحد انه وقع بعدها في سياق مطالع تلك السور خطاب مباشر لرسول الله صلى الله عليه وسلم فحملوها على فهم النداء له بهذا الاسم هذا من اسمائه الا ترى انك تقرأ يس والقرآن الحكيم انك فكأنك تقول يا فلان انك لمن المرسلين فحملوا هذا على انه علم وكذلك تقرأ طه ما انزلنا عليك القرآن لتشقى فانه خطاب مباشر صريح جاء عقب قوله طه فهي بمثابة النداء. ولهذا فيروى عن ابن عباس رضي الله عنهما ان طه معناها يا رجل بالنبطية واختاره ابن جرير رحمه الله تعالى غير انك لا تستطيع الجزم بان هاتين اللفظتين طه ويس صراحة هما من اسماء رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقد بعد ذلك عدد كبير من اهل العلم رغم انها مأثورة وواردة وعامة الناس يتداول هذين الاسمين فيسمي بهما اولاده طه وياسين على اعتبار انهما من اسماء رسول الله صلى الله عليه وسلم. لكنه لا يثبت في ذلك دليل صحيح ولا ايضا عن السلف من الصحابة فمن بعدهم من صدر هذه الامة انهم ينادون رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذين الاسمين طه ويا ولو كان ذلك عندهم متقررا لوقفنا على شيء من ذلك في كلامهم او خطابهم او حتى شعرهم وقصائدهم فانهم يمدحونه ويعددون اوصافه عليه الصلاة والسلام بكثير من اسماء واوصاف ومناقب الشرف والفخر والمدح ولم نجد فيها ياسين ولا طه. ومع ذلك فلا تثريب على اعتبارها علما كسائر الاعلام يسمي بها الانسان اولاده او من احب لكن النقاش هو في اثبات كونها من اسماء رسول الله صلى الله عليه وسلم مع انه لا يتعلق وبذلك اثر تعبدي اثبتناه او لم نثبته. نعم. قال الامام الحافظ ابو بكر احمد ابن الحسين ابن علي البيهقي رحمه الله زاد بعض زاد بعض العلماء فقال سماه الله عز وجل في القرآن رسولا نبيا آآ رسولا نبيا اميا شاهدا مبشرا نذيرا وداعا الى الله باذنه وسراجا منيرا. ورؤوفا رحيما. ومذكرا وجعله رحمة ونعمة وهاديا صلى الله عليه وسلم. هذا كلام الامام البيهقي رحمه الله تعالى صاحب السنن كلامه في كتاب به دلائل النبوة فانه ايضا تناول هذا فقال مما ينسب الى بعض اهل العلم ان الله سماه في القرآن بتلك الاسماء. وكل كل الاسماء التي اوردها جاءت في ايات متعددة في كتاب الله الكريم رسولا نبيا اميا وهذا كله وارد في ايات يعرفها الحفاظ. قال الله عز وجل انا ارسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا. يا ايها النبي انا ارسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وداعيا الى الله باذنه وسراجا منيرا. وقال ايضا سبحانه لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليهما اعنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم. وقال سبحانه وانزلنا اليك الذكر لتبين للناس ما نزل اليهم ولعلهم يتفكرون. وقال وما ارسلناك الا رحمة للعالمين. وقال قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين ان يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام. وقال يا ايها الناس قد جاءكم برهان من ربكم وانزلنا اليكم نورا مبينا وقال سبحانه وتعالى الذين يتبعون الرسول النبي الامي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والانجيل. فهذا او امثاله كثير في كتاب الله الكريم. فلهذا قال سماه الله في القرآن كذا وكذا وكذا. وهي عديدة وهي تحمل اوصافا ومعاني عظيمة سيقت في كتاب الله لتبقى محفوظة متلوة الى يوم القيامة. فيها اثبات لشرف رسول الله صلى الله عليه وسلم ومناقبه الكريمة الجليلة التي هيأه الله تعالى لها واختصه صلى الله عليه وسلم بها. نعم وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اسمي في القرآن محمد وفي الانجيل احمد. وفي التوراة احيد. احيد وانما وانما سميت احيد لاني احيد عن امتي نار جهنم لاني احيد عن امتي لاني احيد عن نار جهنم. هذا الحديث المذكور هنا في رواية ابن عباس رضي الله عنهما اخرجها ابن عدي ورواها ابن عساكر في تاريخ دمشق لكن في سندها اسحاق بن بشر كذاب متروك فلا يعتمد على الحديث في اثبات اسم احيد. اما محمد احمد فقد تقدم وهما ثابتان في كتاب الله الكريم. نعم. قلت وبعض هذه المذكورات صفات فاطلاق فاطلاقهم الاسماء عليها مجازا. وقد تقدم ايضا كلام المصنف رحمه الله تعالى في هذه المذكورات. مثل ما تقدم العاقب والمقفي والماحي هي اوصاف تحمل دلالات كريمة ارادها الله عز وجل منقبة لرسوله ومصطفاه صلى الله عليه وسلم اطلاقنا عليها اسماء هذا من باب المجاز كما قال المصنف هنا. يعني لن اقول ان من اسمائه العاقب او من اسماء الماحي بل هي اوصاف ولهذا جاءت على صيغة اسم الفاعل وهذه المشتقات تحمل تلك الدلالات التي تتضمنها تلك الالفاظ من المعاني كما اتقدمت الاشارة اليها. نعم. وقال الامام الحافظ القاضي ابو بكر ابن ابو بكر ابن المالكي في كتابه الاحوذي في شرح الترمذي قال بعض الصوفية لله عز وجل الف اسم وللنبي صلى الله عليه وسلم الف اسم. الفو. الف اسم. حصر اسماء النبي صلى الله عليه وسلم بالالف لا يثبت به حديث يمكن وعلى كل فهذه ليست رواية مرفوعة ولا اثرا اه مقطوعا على بعض فان هو عبارة آآ دارجة هكذا مطلقة مرسلة نسبها الى بعض الصوفية ان لله الف اسم وان للنبي صلى الله عليه وسلم الف اسم كذلك. اما اسماء الله عز وجل فهي لا تنحصر لا بالف ولا بغيره. وصريح ذلك في دعاء رسول لا صلى الله عليه وسلم الذي اخرجه الائمة احمد وابن حبان والحاكم اسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك او انزلته في كتابك او او علمته احدا من خلقك او استأثرت به في علم الغيب عندك ان تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي الى اخر الحديث. فاذا كان هناك من اسماء الله كما دل عليه الحديث الصحيح اسماء غيب استأثر الله تعالى بعلمها فكيف يمكن ان يزعم احد انها ما محصورة بعدد الالف او الالفين او اكثر او اقل ولهذا سيعقب الامام ابن العربي رحمه الله تعالى على هذا على هذه العبارة التي تدعي حصر او عد اسماء الله جل جلاله بالالف. ولذلك فان الدعوة اثبات الف اسم لرسول الله صلى الله عليه وسلم هو ايضا مما لا يثبت به دليل لكنها عبارة مرسلة كما تقدم. نعم قال ابن العربي فاما اسماء الله عز وجل فهذا العدد حقير فيها حقير لانه حقيقة لا يمكن ان يحصره احد ولا يحصيها عاد. كيف والحديث النبوي في دعائه عليه الصلاة والسلام يقول او استأثرت به في علم الغيب عندك الا ترى انك فعلا ستحجم واسعا وتضيق امرا عظيما ما جاءت العبارة بمثلها في هذا الدعاء النبوي الا قفك على عظمة في بحر لا ساحل له. فكيف تقول انها الف؟ فقال هذا العدد حقير بالنسبة لاسماء الله جل جلاله. نعم واما اسماء النبي صلى الله عليه وسلم فلم احصيها الا من جهة الورود الظاهرة بصيغة الاسماء البينة. فوعيت منها اربعة اربعة وستين اسما. ثم ذكرها مفصلة مشروحة فاستوعب واجاد ثم قال وله وراء هذا اسماء حتى هذا العدد اربعة وستون اسما فيها توسع وفيها ترخص بعد ما ليس اسما من الاسماء والتجاوز مجازا كما تقدم في ادراج بعض تلك الالفاظ التي في في حقيقتها اوصاف وعدها اعلام من واسماء لرسول الله صلى الله عليه وسلم والامر لا يبلغ ذلك. ولهذا قال اسماء النبي عليه الصلاة والسلام فيما جاء من ظاهرا بصيغة الاسماء قال وعيت منها اربعة وستين اسما. يعني ايضا لا يبلغ العدد ولا حتى الى عشر الالف الذي هو المئة قال وذكرها مفصلة مشروحة وقال وله وراء ذلك اسماء. نعم. قال المصنف رحمه الله الله امه صلى الله عليه وسلم وام النبي صلى الله عليه وسلم امنة بنت امنة بنت امينة بنت وهب امنة بنت وهب ابن ابن عبد مناف ابن زهرة ابن كلاب ابن مرة ابن كعب ابن لؤي ابن غالب. هذه ام نبينا صلى الله عليه وسلم نسبها امنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن ابن لؤي ابن غالب. وكما تقدم في نسبه الشريف صلى الله عليه وسلم. ومنه يتبين اسم ابيه. فكانت الحاجة الى لا ارادي اسم امه عليه الصلاة والسلام ليتضح لك النسب من جهة ابويه كليهما. فانها امنة بنت وهب ابن عبد مناف ابن زهرة ابن كلاب ابن مرة كما تقدم هنا في سوق نسب امه عليه الصلاة والسلام وانت لو تأملت لرأيت انها تشارك رسول الله صلى الله عليه وسلم ووالده ويلتقي نسبها امنة بنت وهب مع نسب زوجها عبد الله بن عبد المطلب كما تقدم في سياقها هذا النسب في كلاب ابن مرة ابن كعب ابن لؤي ابن غالب. فهي اذا من ابناء من ابناء العمومة من قريش ذاتها فهذا اولا وثانيا فانها ايضا ذات نسب محفوظ حمى الله تعالى به نسب رسول الله صلى الله عليه وسلم ليكون من جهة ابويه فهو كما قال مولود من نكاح غير سفاح. ليس المقصود ابويه المباشرين فحسب امنة عبد الله بن عبد المطلب بل اباؤه وامهاته وان علوا وعلونا. فان الله ايضا حمى نسبه الشريف من ان يدخله كفاح او شيء محرم ارهاصا من ارهاصات النبوة وحفظا لنسبه الشريف صلوات الله وسلامه عليه قال المصنف رحمه الله ولادته صلى الله عليه وسلم ولد رسول الله صلى الله عليه عليه وسلم عام الفيل وقيل بعده بثلاثين سنة. قال الحاكم ابو احمد وقيل بعده باربعين سنة وقيل بعده بعشر سنين. رواه الحافظ ابو القاسم ابن عساكر في تاريخ دمشق والصحيح المشهور انه ولد عام الفيل هذا فيما يتعلق بولادته عليه الصلاة والسلام فان المصنف رحمه الله بعدما فرغ من سوق به الشريف وكناه ونسب امه انتقل الى الولادة ويتعلق بالولادة تعيين العام ثم الشهر ثم اليوم بدأ بالعام لان الخلاف فيه اقل. ثم سينتقل الى الشهر لسعة الخلاف فيه ذلك اليوم قال ولد عام الفيل. هذا كما قال المصنف هو الصحيح المشهور. عام الفيل السنة التي قدم بها برهة اخزاه الله بجيشه لهدم الكعبة يقود معه فيلته التي قدم بها لاجل القصة المشهورة في السير وفي التواريخ فحمى الله بيته الحرام كعبته المعظمة. وفي حفظ هذه الحادثة نزلت سورة الفيل. الم تر كيف فعل ربك باصحاب بالفين وهذه الحوادث العظام عند العرب قبل الاسلام كانت محط حفظ لتأريخها وربط الاحداث الحاصلة بها. فلجلالة الخطب وعظم وعظم موقع الحادثة تصبح حادثة مفصلية في تاريخ القوم فيؤرخون بتلك السنة وما قبلها وما بعدها ليقول قائلهم حدث هذا عام الفيل او قبل الفيل بسنتين او بعد الفيل بعشر سنين لضخامة الحدث ولا يزال الناس الى يومنا هذا ايضا يؤرخون بالاحداث العظام اذا كانت ذات اثر عظيم بالغ فيقولون سنة الجذب وعام الوباء وسنة كذا وكذا. قال الصحيح انه ولد عام الفيل. لكن لتقف اخي الكريم على بعض ما يورده المؤرخون فهذا وجه من الخلاف. وقيل بعده بثلاثين سنة ليس في سنة الفيل. بل بعدها بثلاثين سنة قال الحاكم ابو احمد وليس هو الحاكم النيسابوري صاحب مستدرك. بل هذا آآ اخر. قال قيل بعده باربعين سنة قيل بعده بعشر سنين وسيعقب المصنف رحمه الله تعالى على هذا التفاوت بانه يغلب على ظنه انه تصحيف وان المراد اربعين يوما او ثلاثين يوما وليس سنة وانه لا يكاد يختلف على ان العام هو عام الفيل. هذا ما يتعلق بتحديد السنة. نعم. والصحيح المشهور انه ولد عام الفيل. ونقل إبراهيم بن المنذر الحزامي شيخ البخاري وخليفة وخليفة ابن خياط واخرون. الاجماع عليه واتفقوا على انه ولد يوم الاثنين من شهر ربيع الاول. واختلفوا هذه النقطة الثانية الكلام على تحديد اليوم والشهر قال نقل الاجماع على عام الفيل كما نقل عن ابراهيم ابن المنذر وخليفة ابن خياط صاحب الطبقات وغيرهم نقلوا الاجماع على انه عام الفيل وبالتالي فدعوى الاجماع هذه ان ثبتت فانها تلغي ذلك الخلاف غير المعتبر. اما اليوم قال اتفقوا على انه ولد يوم الاثنين من شهر ربيع الاول. اما يوم الاثنين تحديده بهذا اليوم من بين ايام الاسبوع فقد ثبت في الحديث الصحيح الذي اخرجه الامام مسلم وغيره انه صلى الله عليه وسلم لما سئل عن صوم يوم الاثنين قال فيه ولدت وفيه انزل علي. فتحديد اليوم بالولادة هذا مقطوع بصحته كما اخرجه الامام مسلم في الصحيح واما تحديد الاثنين اي يوم هو في الشهر والشهر ايه من شهور السنة فهذا ايضا محل خلاف قال من شهر ربيع الاول او هو في غيره من الشهور واي اثنين هل هو الاول منه او اوسطه او اخره؟ نعم واتفقوا على انه ولد واتفقوا على انه ولد يوم الاثنين من شهر ربيع الاول واختلفوا وهل هو في اليوم الثاني ام الثامن ام العاشر ام الثاني عشر؟ فهذه اربعة اقوال مشهورة نعم يوم الاثنين ثاني من ربيع الاول او الثامن من ربيع الاول او العاشر من ربيع الاول او الثاني عشر. نعم اعلم ان المتداول عند والذي لا يكادون يعرفون غيره انه يوم الاثنين الثاني عشر من شهر ربيع الاول. لكنك ستقف هنا على خلاف خلاف هذا واسع لا في تحديد الشهر ولا في تحديد اليوم من ذلك الشهر. فان قيل انه في ربيع الاول فثمة اقوال انه ولد في رجب وقيل في شعبان وقيل في غيرهما. وقيل ايضا في ربيع الاول انه يوم الثاني. او الثامن او العاشر وكل ذلك امر متسع والخلاف فيه كبير. قال المصنف هذه اربعة اقوال مشهورة. الخلاف في هذا كبير يا كرام. ولا يمكن القطع او الجزم بتحديد احد هذه الاقوال على وجه يجزم بصحته ويحكم ببطلان غيره اطلاقا هذا القول الذي قال به القائل في تحديد اليوم بالثاني عشر يقابله قائلون بانه يوم العاشر وبعضهم باليوم الثامن ومنه من عمد الى تحديد تاريخ الميلاد بسنة بالتاريخ الميلادي. ثم يقابلون هذا بحساب التواريخ فيما يقابله من التاريخي قبل الهجرة ليظبط اليوم ويحدده في اي يوم كان من ذلك الشهر فتخرج اقاويل متعددة متفاوتة كما تقدم وهذا يوقفنا على فائدة مهمة وهو عدم الجزم بتحديد يوم بعينه يزعم فيه انه يوم مولد وسوء يوم مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم. فاذا من اين شاع عند امة الاسلام ان يوم الاثنين الثاني عشر من ربيع الاول هو هو يوم مولده عليه الصلاة والسلام وكيف تفشى هذا وتقرر في الاذهان حتى اصبح عند كثير من ابناء المسلمين انه هو القول الذي لا يعرف غيره؟ والجواب ان هذا مما تداوله الناس وتناقلوه ثم لما بني عليه من بعض الافعال التي لا بمثلها مستند شرعي ترسخ هذا عند الناس. واعني بذلك ربط هذا التاريخ ببعض الاعمال والافعال. واقامة الموارد والاجتماع لها سواء كان ذلك على طعام او لغيره. وسواء كان احتفالا او من غير احتفال. لكنه لما ارتبط في مرحلة من تاريخ الامة وليس في صدرها الاول ولا في قرونها المفضلة بل ولا في قرونها الخمسة والستة الاولى. لم يكن هذا معروفا فلما احدث فيما بعد وارتبط هذا الحدث اقامة الموالد النبوية بهذا التاريخ تعاقبت الاجيال واستقر عندها خطأ بطريقة الجزم ان يوم الثاني عشر من ربيع الاول هو يوم مولده عليه الصلاة والسلام وتقدم بك ان الميزان العلمي لا ذلك على مستند صحيح تثبت بمثله الحجة وتقوم بمثله المسألة العلمية وتقرر. فهذا للتنويه في معرفة اثر هذا الخلاف وما ينبني عليه من اقوال وافعال يبنى عليها فما لم يثبت التاريخ فان نربط بذلك حدثا زعم انه هو موطن الحدث. فرق يا كرام بين ان نقول ان يوم كذا في السيرة النبوية كان يوما يوافق مثل ما يقول في يوم بدر مثلا ان في السابع عشر من رمضان وان تقول هذا اليوم هو الثابت تاريخا. وان تربطه يوم تكرروا في ذلك العام من كل سنة وتقول للناس في مثل هذا اليوم كان كذا وحصل كذا. وبين ان تبني حدثا على تاريخ لا لا يثبت واختياره من بين اقوال متعددة هو ترجيح بغير مرجح. واختيار ايضا من غير مستند لانك عندما تختار قولا من بين باقوال واردة في التاريخ ليس على واحد منها دليل يمكن الاستشهاد به فهي مسألة انتقاء. وهذا في الميزان العلمي اضعف ما يكون ان تعمد الى اختيار وترجيح بلا مرجح. فهو نوع من العشوائية والتخرص واختيار ما لا يثبت بمثله المعتبر او مسألة علمية اه تنتهج المنهج العلمي المحكم في الاختيار والترجيح والله اعلم. نعم قال المصنف رحمه الله وفاته صلى الله عليه وسلم وتوفي صلى الله عليه ضحى يوم الاثنين باثنتي عشر لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الاول سنة احدى عشر من الهجرة. ومنها ابتدأ التاريخ كما سبق. هذا خاتمة مجلسنا اليوم مم اشهد ان حي على الصلاة حي على اوه الله اكبر هذا ختام مجلسنا الليلة بعون الله تعالى وتطرق فيه رحمه الله تعالى الى ما يتعلق بوفاته صلى الله عليه وسلم وظبط ذلك وتحديدها تاريخا. وقال انه في ضحى يوم الاثنين لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الاول سنة احدى عشرة من الهجرة. اذا عندنا تحديد العام ثم وتحديد الشهر ثم تحديد اليوم ثم تحديد الوقت من اليوم. وكل ذلك مضبوط يا كرام. اما تحديد السنة بان سنة احدى عشر وتحديد الشهر وانه ربيع الاول وتحديد اليوم انه يوم الاثنين فهذا مما يكاد يكون اجماعا. انه يوم اثنين من شهر ربيع الاول من سنة احدى عشرة للهجرة. ويبقى الخلاف في تاريخ يوم الاثنين في ربيع الاول على ثلاثة اقوال مشهورة عند اشهرها وهو المتداول انه يوم الاثنين الثاني عشر من شهر ربيع الاول هو يوم وفاته عليه الصلاة والسلام وهو الذي عليه جمهور. القول الثاني انه يوم الثاني من ربيع الاول يوم الاثنين الثاني وليس الثاني عشر. وهذا القول الذي رجحه الامام الحافظ ابن حجر وغيره. القول الثالث انه يوم الاثنين الثالث عشر من ربيع الاول. فهذا خلاف وهو ايضا مما يتداوله العلماء لا تصدم بالخلاف فهو محفوظ عند اهل العلم واشهره الثاني عشر كما تقدموا. واما الوقت فقد قال المصنف ضحى يوم الاثنين لانه صلى الله عليه وسلم توفي بعد زوال شمس ذلك اليوم. تمسكا بظاهر حديث انس لما قال وتوفي من اخر ذلك كاليوم يقصد يوم الاثنين كما في رواية البخاري. والمشهور انه كان في الضحى فقوله من اخر ذلك اليوم قال الحافظ ابن حجر لعل المقصود عند الزوال لانه غاية اشتداد الضحى وهو بداية اخر اليوم. فليس فيه خلاف لما روى انس واخرجه البخاري رحمه الله تعالى في الصحيح يعني ابتدأ الدخول في اول النصف الثاني من النهار فان اول النصف ضحى واخره آآ عشي او رواح او كذا مما يكون في اخر النهار ويصح ان يكون بداية المساء على قول بعضهم. وهذا ما يتعلق بالوقت ضحى يوم الاثنين والثاني عشر من ربيع بيعني الاول سنة احدى عشرة من الهجرة. قال المصنف ومنها ابتداء التاريخ كما سبق. يعني من الهجرة. لما قال احدى عشرة من الهجرة ومنها اي من الهجرة ابتداء التاريخ يقصد انها مبتدأ التاريخ الاسلامي واختار العلماء والسلف التحديد بهجرة الله عليه الصلاة والسلام حدثا يؤرخ به لامة الاسلام. لانهم لما ارادوا ان يجعلوا تاريخا كانوا مترددين بين مجموعة من القضايا التي تصلح ان تكون تاريخا اما مولده عليه الصلاة والسلام او مبعثه او هجرته او وفاته فرجحوا الهجرة لان المولد والمبعث سيكون غير خال من النزاع في تعيين السنة. واما الهجرة فهي الحدث الاعظم التي كانت في ذلك في تلك السيرة النبوية وان كانت في شهر ربيع الاول لكن جعلوا المحرم هو مطلع السنة الهجرية. لان ابتداء العزم على الهجرة والتخطيط لها كان من الشهر المحرم اذ كانت بيعة الانصار رضي الله عنهم بعد الحج في موسمه في نهاية شهر ذي الحجة فكان اول هلال استهل بعد البيعة عزم على الهجرة والترتيب لها كان مع هلال محرم فناسب ان يجعل مبتدأ السنة في التاريخ الهجري من شهر المحرم وان يكون تاريخنا الى اليوم ان تقول بعد الف سنة وزيادة سنة كذا من هجرة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم والمشهور ان اول من ارخ للامة بالتاريخ الهجري الخليفة الفاروق عمر بن الخطاب امير المؤمنين رضي الله عنه وقيل غيره كيعلى ابن امية باليمن والله اعلم هذا القدر نكتفي به في مجلسنا هذا يا كرام ليكون تتمته في مجالسنا المقبلة ليالي الجمعة ان شاء الله تعالى. ولا تستقل من صلاتكم وسلامكم على نبيكم صلى الله عليه وسلم فان الليلة ليلة الجمعة ويوم غدكم ايضا فانه يوم عظيم مبارك. استكثروا من الصلاة فيها على امام الهدى والرحمة عليه الصلاة والسلام. وتطيب دقات القلوب بذكرها وتثقيب دقات القلوب بذكره تفيض شوقا دافئا وعميما هو رحمة الرحمن. اشرق بالهدى صلوا عليه وسلموا تسليما. فيا رب صلي وسلم وبارك عليه اعظم صلاة واتم سلام يا اله العالمين. وبلغنا يا ربي بالصلاة والسلام عليه منازل الابرار. ومراتب الصالحين واجعلنا بهديك وسنته متمسكين. اللهم احيينا على الاسلام والسنة. وامتنا على الاسلام والسنة. واحشرنا في زمرة صاحب السنة عليه الصلاة السلام اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما يا رب العالمين وصل اللهم وسلم وبارك على عبدك ورسولك نبيك محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. والحمد لله رب العالمين