بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لشيخنا بعض المتابعين يا رب العالمين. قال الامام ابو عبد الله محمد ابن ابي بكر ابن القيم رحمه الله تعالى في الرسالة التبوكية. قال رحمه الله فصل لما السير واستوطن المسافر دار الغربة وحيل بينه وبين مألوفاته وعوائده المتعلقة بالوطن ولوازمه. احدث ذلك له احدث ذلك كنظرا اخر احدث ذلك نظرا اخر فكره في اهم ما يفضحه احدث له ذلك احدث له ذلك نظرا اخر فاجال فكره في اهم ما يقطع به منازل سفره الى الله وينفق فيه بقية عمره فارشده من بيده الرشد الى ان نهم الى ان اهم شيء يقصده انما هو الهجرة الى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم. فانها فرض عين على كل احد في كل وقت. وانه لم وانه انفكاك لاحد من وجوبها وهي مطلوب الله ومراده من العباد. اذ الهجرة هجرتان. هجرة من الجسم من بلد الى بلد. وهذه احكامها وليس المراد الكلام فيها. والهجرة الثانية هجرة بالقلب الى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم. وهذه هي المقصودة هنا وهذه الهجرة هي الهجرة الحقيقية وهي الاصل وهجرة الجسد تابعة لها. نعم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان نبينا محمد محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا اما بعد في بين المؤلف رحمه الله في هذه الجملة التي سمعت ان المسلمة مستيقن بانه ليس في دار وطن وانما هو في دار سفر وان الرحيل حاصل ولابد فباي شيء ان يقطعوا سيره الى الله سبحانه وتعالى باي شيء يمضي هذه الحياة حتى تنتهي في الوقت الذي يشاءه الله سبحانه وتعالى من هداه الله ارشده الى ان اهم شيء يفني فيه ساعات عمره الهجرة الى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم هذه الهجرة فرض عين على عدد الانفاس في كل لحظة وكل حين فمن كانت هجرته الى الله ورسوله فهجرته الى الله ورسوله وهذه الهجرة هي المقصودة وهي الاصل اما الهجرة التي امر بها المسلم بالانتقال من دار الكفر الى دار الاسلام او من دار البدعة الى دار السنة او من دار المعصية الى دار الطاعة فهذه فرع عنها هذه هجرة الجسد والاولى هجرة القلب وهجرة القلب اهم هذا هو المقصود من المسلم في هذه الحياة ان يجد ويجتهد في تحقيق هذه الهجرة الى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم والمؤلف رحمه الله كما علمت بنى كتابه هذا على تفصيل القول في هذه الهجرة العظيمة نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وهي هجرة تتضمن من والى في هاجر بقلبه من محبة غير الله الى محبته ومن عبودية غيره الى عبوديته ومن خوف غيره ورجائه والتوكل عليه الى خوف الله ورجائه والتوكل عليه. ومن دعاء غيره وسؤاله والخضوع له والذل والاستكانة له الى دعاء ربه وسؤاله والخضوع له والذل والذل له والاستكانة له وهذا هو بعينه معنى الفرار الى معنى الفرار اليه. قال تعالى ففروا الى الله. نعم هذه الهجرة وخلاصتها ولبها الهجرة مما الهجرة مما يكره الله سبحانه الى ما يحب هذا هو حدها الجامع المانع الهجرة مما يكره الله عز وجل الى ما يحب فيهجر كل شيء يبغضه الله ويحرمه الى ما يحبه سبحانه وتعالى يهاجر من عبودية غيره الى عبوديته يهاجر من دعاء الاموات الى دعاء رب الارض والسماوات يهاجر من التوكل على غير الله الى التوكل عليه يهاجر من الذبح لغير الله الى الذبح له يهاجر من النذر لغير الله الى النذر له. يهاجر من التبرك البدعي الى التبرك الشرعي يهاجر من التوسل البدعي الى التوسل الشرعي يهاجر من معصية الله الى طاعة الله هذه الهجرة فرض عين واجبة على كل مسلم ومسلمة لا ينفك الانسان من وجوبها عليه البتة انما وجوده في هذه الحياة يقتضي منه ان يجاهد في تحقيق هذه الهجرة وهذا ما امر الله سبحانه وتعالى في قوله ففروا الى الله نعم قال رحمه الله فالتوحيد المطلوب من العبد هو الفرار من الله اليه. وتحت من والى في هذا سر عظيم من اسرار التوحيد. فان الفرار اليه سبحانه يتضمن افراده بالطلب والعبودية ولوازمها من المحبة والخشية والانابة والتوكل وسائر منازل العبودية. هو متضمن لتوحيد الالهية التي اتفقت عليها دعوة الرسول صلوات الله وسلامه وسلامه عليهم اجمعين. واما الفرار منه اليه هو متضمن لتوحيد الربوبية واثبات القدر ان كل ما في الكون من المكروه والمحظور الذي يفر منه العبد فانما اوجبته مشيئة الله وحده فانه ما شاء الله كان ووجب وجوده بمشيئته وما لم يشأ لم يكن وامتنعوا وجوده لعدم مشيئته. فاذا فر العبد الى الله فانما يفر من شيء الى شيء. وجد بمشيئة الله وقدره. فهو في الحقيقة من الله اليه ومن تصور هذا حق تصوره فهم معنى قوله صلى الله عليه وسلم واعوذ بك منك وقوله صلى الله عليه وسلم لا ملجأ ولا منجى منك الا اليك فانه ليس في الوجود شيء فانه ليس في الوجود شيء يفر منه ويستعاذ منه ويلجأ منه الا وهو من الله خلقا وابداع فالفار والمجتهد فار مما اوجبه مما اوجبه قدر الله ومشيئته وخلقه الى ما تقتضيه رحمته وبره ولطفه واحسانه ففي الحقيقة هو هارب من الله اليه ومستعيذ بالله منه. احسنت. هذا المعنى معنى عظيم فان الفرار يجب ان يكون الى الله عز وجل ويكون منه فان الله سبحانه هو الذي يستعاذ برضاه من سخطه ولا منجى منه الا اليه ولا ملجأ منه الا اليه سبحانه وتعالى فالفرار اليه فيه تحقيق توحيد العبادة والفرار منه فيه تحقيق توحيد الربوبية حيث يوقن العبد بان كل شيء انما هو تقدير الله سبحانه وتعالى واليه يرجع علما وكتابة ومشيئة وخلقا وهذا ما ذكر المؤلف رحمه الله فيما اورد من الادلة عليه واعوذ بك منك لا ملجأ ولا منجى منك الا اليك. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم فقولك يا ايها المسلم واعوذ بك منك يعني اعوذ من قدرك بقدرك كما قال النبي صلى الله عليه وسلم واعوذ برضاك من سخطك وكذلك في حديث الشيخين في حديث الصحيحين لا ملجأ ولا منجى منك الا اليك فلا ينجي من نفسه الا بنفسه لا ينجي من نفسه الا نفسه فحقيقة الحال بانه يفزع الى الله ويلجأ الى الله حتى يقدر الخير للعبد بدلا من تقدير الشر كما بين هذا قوله تعالى وان يمسسك الله بضر فلا كاشف له الا هو فمن الذي يكون منه الإمساس بالضر. اليس هو الله ومن الذي يكشف هذا الضر هو الله اذا العبد يفر من الله الى الله ويستعيذوا به منه يستعيذ بالله عز وجل ويسأله ان ينجيه من قدره بقدره وهذا تحقيق لتوحيدي الالوهية والربوبية نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وتصوروا هذين الامرين يوجب للعبد انقطاعه علق قلبه من غير الله بالكلية خوفا ورجاء ومحبة فانه اذا علم ان الذي يفر منه ويستعيذ منه انما هو بمشيئة الله وقدرته وخلقه لم يبقى في قلبه خوف من غير خالقه وموجده. فتضمن ذلك افراد الله الله وحده بالخوف والحب والرجاء ولو كان فراره مما لم يكن بمشيئة الله ولا قدرته لكان ذلك موجبا لخوفه منه. مثل من يفر من مخلوق الى مخلوق اخر اقدر منه فانه في حال فراره من الاول الى الاخر خائفا منه حذر الا يكون الثاني يعيذه منه. بخلاف ما اذا كان الذي يفر اليه هو الذي قضاء وقدر وشاء ما يفر منه فانه لا يبقى في القلب التفات الى غيره بوجه. فتفطن لهذا السر العجيب في قوله اعوذ بك منك ولا ملجأ ولا منجى منك الا اليك فان الناس قد ذكروا في هذا اقوالا وقل منهم من تعرض لهذه النكتة التي هي لب الكلام ومقصوده وبالله التوفيق فتأمل كيف عاد الامر كله الى الفرار من الله اليه وهو معنى الهجرة الى الله تعالى. ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم المهاجر من هجر ما نهى الله عنه نعم هذا هو المهاجر حقا من هجر ما نهى الله عنه وعاد مما حرم الى ما شرع واوجب واحب سبحانه وتعالى. هذا المهاجر حقيقة وهذا الذي يستحق وصفة الهجرة نعم قال رحمه الله ولهذا يقرن سبحانه بين الايمان وهجرته في القرآن في غير موضع لتلازمهما واقتضاء احدهما للاخر. نعم. الله عز وجل بغير ما موضع من كتابه قرن بين الايمان والهجرة. الذين امنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله باموالهم وانفسهم اعظم درجة عند الله وعلى نحو جاءت ايات اخر في كتاب الله عز وجل. نعم قال رحمه الله والمقصود ان الهجرة الى الله تتضمن هجران ما يكرهه واتيان ما يحبه ويرضاه. واصلها الحب والببغ فان المهاجر من الى شيء لابد ان يكون ما يهاجر اليه احب اليه مما يهاجر منه. فيؤثر احب الامرين اليه على الاخر. واذا كان نفس العبد وهواه وشيطانه انما يدعوه الى خلاف ما يحبه الله ويرضاه. وقد بلي بهؤلاء الثلاث فلا تزال تدعوه الى غير مرضات ربه. فوداع الايمان يدعوه الى مرضات ربه عليه في كل وقت ان يهاجر الى الله ولا ينفك في هجرة حتى الممات. نعم هذا هو الذي يجب على كل مسلم ومسلمة ان يهاجر الى الله سبحانه وتعالى في كل لحظة حتى يتوفاه الله تكون حياته كلها لله سبحانه وتعالى شعاره فيها ما قال امام الحنفاء ابراهيم عليه الصلاة والسلام اني مهاجر الى ربي هذه هي رسالتك يا عبد الله في هذه الحياة الناس اليوم يقولون ما رسالتك في الحياة المسلم الصادق يجب ان تكون رسالته في هذه الحياة الخريطة العامة والتفصيلية كلها راجعة الى هذه الكلمة يضع نصب عينيه هذه الرسالة اني مهاجر الى ربي فلا يحيى ولا يموت الا على هذه الرسالة ولا ينام ولا يستيقظ الا عليها ولا يتحرك ولا يسكن الا عليها ولا يأخذ ولا يترك الا عليها ولا يحب ولا يبغض ولا يفعل ولا يترك الا على اساس هذه القاعدة اني مهاجر الى ربي نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله فصل وهذه الهجرة تقوى وتضعف بحسب قوة داء المحبة وضعفه فكلما كان داعي المحبة في قلب العبد اقوى كانت هذه الهجرة اقوى واتم واكمل. واذا ضعف الداعي ضعفت الهجرة حتى انه لا يكاد يشعر بها علما ولا يتحرك بها ارادة والذي يقضى منه العجب ان المرء يوسع الكلام ويفرع المسائل في الهجرة من دار الكفر الى دار الاسلام وفي الهجرة التي انقطعت بالفتح وهذه هجرة عارضة ربما لا ربما لا تتعلق به في العمر اصلا واما هذه الهجرة التي هي واجبة على مدى الانفاس فانه لا يحصل فيها علما ولا ارادة. وما ذاك الا للاعراض عما خلق له. والاشتغال بما لا ينجيه عما لا والاشتغال؟ والاشتغال بما لا ينجيه وحده. عما لا ينجيه غيره. وهذه حال من غشيت بصيرته وظعفت معرفته بمراتب العلوم والاعمال الله المستعان وبه التوفيق لا اله لا اله غيره ولا رب سواه لكن على كل حال هذا الكلام حق فان من الناس وربما اكثر الناس من لم تخطر هذه المسألة بباله ولا ساعة من نهار وهذا من علامة الخذلان نسأل الله السلامة والعافية يعيش وليس هناك هدف واظح يلزم نفسه بتحقيقه وهو ان يكون مهاجرا الى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم بحيث يكون عنده علم وارادة علم بما يحبه الله وما يكرهه يسعى ان يتعلم لانك لا يمكن ان تهاجر من شيء الا وانت تعلمه ولا ان تهاجر الى شيء الا وانت تعلمه كذلك لابد من ارادة ولابد من حركة قلب وبدن يفر الانسان مما يكرهه الله سبحانه وتعالى الى ما يحبه هذه حقيقة الابتلاء وهذا الذي خلقنا الله عز وجل لاجله ليبلوكم ايكم احسن عملا ما خلقنا الله وقال لتأكلوا وتشربوا وتنكحوا لا والله ولا قال لتتعلموا بالمدارس وتتوظف وتحصل الاموال والشهادات لا والله خلقنا الله لاجل هذا الابتلاء ليبلوكم ايكم احسن عملا وهذا لا يحققه الا المهاجر الى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله فصل واما الهجرة الى الرسول صلى الله عليه وسلم فمعلم لم يبقى منه سوى رسمه ومنهج لم تترك منه بنيات الطريق سوى اسمه ومحجة سفت عليها السوافي فطمست رسومها واغارت عليها الاعادي فغورت من فغورت مناهلها وعيونها فسالكها غريب بين العباد فريد بين كل حي وناد بعيد على قرب المكان وحيد على كثرة الجيران مستوحش مما به يستأنسون مستأنس مما به يستوحشون مقيم اذا ضعنوا ضاعن اذا قطنوا منفرد في طريق طلبه لا يقر قراره حتى يظفر باربه فهو الكائن معهم بجسده البائن منهم بمقصده. نامت في طلب الهدى اعينهم وما ليل مطيئه بنائم. فقعدوا عن وقعدوا عن الهجرة النبوية وهو في طلبها مشمر قائم يعيبونه بمخالفة ارائهم ويزرون عليه ازراء على جهالاتهم واهوائهم قد رجموا فيه وابقوا عليه العيون وتربصوا به ريب المنون فتربصوا انا معكم متربصون. قال رب احكم بالحق وربنا الرحمن المستعان على ما اتصفون نحن واياكم نموت ولا افلح عند الحساب من ندم الله المستعان ما اعظم هذه الكلمات لقد نكأت الجراح والله اذا كان المؤلف رحمه الله تتكلم عن غربة السنة في القرن الثامن للهجرة فماذا عسانا ان نقول في زمن الغربة الذي نعيش فيه انا لله وانا اليه راجعون نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله والمقصود ان هذه الهجرة ان هذه الهجرة النبوية شأنها شديد وطريقها على غير المشتاق وعير بعيد لكنها يسيرة على من يسر الله عليه او لا هم الموفقون السعداء الذين شمروا في تحقيق شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله او لا تسهل عليهم الهجرة الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيكون النبي صلى الله عليه وسلم في قلوبهم وفي اعمالهم اعظم متبوع لا يقدمون على قوله قولا ولا يقدمون على هديه هديا ولا يتحركون ولا يسكنون الا بطابع من طابع النبوة يبين ان هذا هو المسلك الرشيد ولكن لا شك ان اهل هذه الهجرة قليل فيما مضى وهم اليوم اقل واقل والله المستعان نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله بعيد على كسلان او ذي ملالة او اما على المشتاق فهو قريب. ولعمر الله ما هي الا نور يتلألأ. ولكن انت ظلامه وبدر اضاء مشارق الارض ومغاربها ولكن ان تغيمه وقتامه ومنهل عذب صافي ولكن انت كدره ومبتدأ له خبر عظيم ولكن ليس عندك خبره فاسمع الان شأن هذه الهجرة والدلالة عليها وحاسب نفسك بينك وبين الله هل انت من المهاجرين لها او المهاجرين اليها في المهاجرين لها يعني الهاجرين لها التاركين لها او انت من المهاجرين اليها فتش في نفسك وانظر وانت لا تزال في دار عمل والاستدراك ممكن اياك اياك اياك ان تغادر من هذه الحياة وانت ما حققت هذه الهجرة الهجرة الى الله والهجرة الى رسوله صلى الله عليه وسلم لا قال رحمه الله فحد هذه الهجرة سفر الفكر في كل مسألة من مسائل الايمان ونازلة من نوازل القلوب وحادثة من حوادث الاحكام الى معدن هدى ومنبع النور المتلقى من فم الصادق المصدوق الذي لا ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى. فكل مسألة طلعت عليها شمس رسالته والا فاقذف بها في بحار الظلمات وكل شاهد عدله هذا المزكى وهذا المزكي الصادق والا فعد والا فعده من اهل الريب والتهمات فهذا هو حد هذه الهجرة. اي والله ما احسن هذا الكلام وما احراه ان يجعله كل مسلم معلقا في لوحة امام ناظريه كل مسألة طلعت عليها شمس رسالة النبي صلى الله عليه وسلم والا فاقذف بها في في بحار الظلمات وان استحسنتها العقول وان اطمأنت اليها النفوس وان سوغتها الاعراف وان تمالأ عليها الصغير والكبير فلا والله ما هذا هو المعيار انما المعيار الذي يجب ان تقاس به كل الاشياء سنة النبي صلى الله عليه وسلم هذا هو الذي ينجي العبد دعوا كل قول عند قول محمد صلى الله عليه وسلم فما امنوا في دينه كمخاطري انت بين امن ومخاطرة فانظر لنفسك سنة النبي صلى الله عليه وسلم ميزان الامور كلها وشاهد لفرعها واصلها هذه هي القاعدة وهذا هو الحد للهجرة الى النبي صلى الله عليه وسلم حيث انه لا يجد في نفسه ادنى رغبة في ان يتعبد لله سبحانه وتعالى بشيء غير مختوم بخاتمه صلى الله عليه وسلم كل ما ليس عليه اثارة من علم النبي صلى الله عليه وسلم وسنته فينبغي ان يرمى به عرض الحائط ولا يلتفت اليه ووالله فانه لا يوصل الى الله اتبعوا ما انزل اليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه اولياء ماذا تريد تريد رحمة الله تريد تريد جنته تريد النجاة والله ان ذلك لا يكون ثم والله ان ذلك لا يكون. ثم والله ان ذلك لا يكون الا اذا كان ذلك من طريق محمد صلى الله عليه وسلم قال صلى الله عليه وسلم كل امتي يدخلون الجنة الا من ابى قالوا ومن يأبى يا رسول الله قال من اطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد ابى اذا كنت تريد النجاة فدعك من بنيات الطريق واسلك هذه المحجة البيضاء الناصعة الواسعة سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم والامر سهل ويسير اذا بلغك علم محقق صحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه امر بشيء او ارشد اليه او حث عليه او اذن به فافعله وانت مطمئن وان لم يكن على هذا الفعل اثارة من سنته فما لك وله دعه يا عبد الله فانه لو كان فيه خير لبينه لنا رسوله صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ولابد والله ان رسول الله صلى الله عليه وسلم ما غادر دنيانا وشيء يقربنا الى الله الا وقد بينه نشهد بالله على هذا ما شيء يقرب الى الله الا والنبي صلى الله عليه وسلم قد بينه بل قد بينه اتم البيان ولا شيء يباعدنا عن رحمة الله عز وجل ورضوانه وجنته الا وقد فصله وبينه تمام البيان اذا ما بقي الا العكوف على هذه السنة واخذ النفوس والجوارح بها وعند ذلك تكون النجاة اسأل الله عز وجل توفيقه. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله فما للمقيمة فما للمقيم في مدينة طبعه وعوائده القاطن في دار مرباه ومولده القائل ان على طريقة ابائنا سالكون وانا بحبلهم مستمسكون وانا على اثارهم مقتدون وما لهذه الهجرة. قد القى كله عليهم واستند في معرفة في طريق نجاته وفلاحه اليهم معتذرا بان رأيهم له خير من رأيه لنفسه. وان ظنونهم وارائهم اوثق من ظنه وحتسه هذا يجلس لا يتحرك الى المكارم ولا يطلب الرقي الى المعالي هذا الذي لسان حاله او لسان مقاله انا وجدنا اباءنا على امة وانا على اثارهم مقتفون وانا على اثارهم مقتدون هذا ليقعد محله فانه مرتكس في الظلام ما له ومال الضياء وماله ومال النور انما هذه صالحة لنفوس شريفة تريد الخير تريد النجاة تريد رحمة الله تريد ان تكون من المجالسين لرسول الله صلى الله عليه وسلم في جنات النعيم هؤلاء هم اتباع سنته صلى الله عليه وسلم الذين لا يبالون بالدنيا وما فيها ولو خالفوا اهل الارض جميعا اذا عارض قولهم قول رسول الله صلى الله عليه وسلم او خالف هديهم هديه عليه الصلاة والسلام هذا الكلام لهؤلاء فحسب اما اولئك الذين القوا بالمقاليد المعلقة في اعناقهم الى الاباء والى العوائد والى العقول القاصرة فهؤلاء بالتأكيد ليس الحديث معهم نعم قال رحمه الله ولو فتشت عن مصدر هذه الكلمة لوجدتها صادرة عن الاخلاد الى ارض البطالة متولدة بين بعل الكسل وزوجته الملائكة بين بعل الكسل بين بعل الكسل وزوجته الملالة. والمقصود ان هذه الهجرة والمقصود ان هذه الهجرة فرض على كل مسلم. وهي مقتضى شهادة ان محمدا رسول الله كما ان الهجرة الاولى مقتضى شهادة ان لا اله الا الله وعن هاتين الهجرتين يسأل كل عبد يوم القيامة وفي البرزخ ويطالب بها ويطالب بهما في الدنيا فهو مطالب بهما في الدور الثلاثة. دار الدنيا ودار البرزخ ودار القرار. قال قتادة كلمتان يسأل عنهما الاولون والاخر والاخرون والاخرون ماذا كنتم تعبدون؟ وماذا اجبتم المرسلين؟ اي والله ستسأل يا عبد الله وسئلت في الدنيا وتسأل في البرزخ وتسأل يوم القيامة عن تحقيق شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الهجرة الى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم اما في الدنيا فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم امرت ان اقاتل الناس حتى يشهدوا ان لا اله الا الله واني رسول الله وفي البرزخ اذا وسدت في ترابك ستسأل عن ربك سيقال لك من ربك ولا يجيب بالسداد الا الذين شهدوا ان لا اله الا الله وهاجروا الى الله حقا وصدقا وستسأل عن رجل هو خير الرجال وافضل البرية صلى الله عليه وسلم اسمه محمد ابن عبد الله الهاشمي القرشي اللهم صلي وسلم عليه لن تسأل عن احد ابدا الا عنه فقط لن تسأل عن ابيك ولا امك ولا شيخك ولا امامك ولا عن شيء البتة الا عنه صلى الله عليه وسلم. ماذا كنت تقول في هذا الرجل الذي بعث فيكم اهل الهجرة الى محمد صلى الله عليه وسلم اهل الشهادة انه رسول الله هم الذين يقولون هو محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم واما يوم القيامة فانك ستسأل عن ذلك ايضا ويوم يناديهم فيقول اين شركائي ويوم يناديهم فيقول ماذا اجبتم المرسلين اذا هذه هاتان الكلمتان شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليهما سيكون الامتحان في الدور الثلاث بالدنيا والبرزخ ويوم القيامة نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وهاتان الكلمتان هما مضمون الشهادتين وقد قال تعالى فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم الا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما. فاقسم سبحانه باجل مقسم به وهو نفسه عز وجل. على انهم لا يثبت لهم الايمان ولا يكونون من اهله حتى يحكموا رسوله صلى الله عليه وسلم في جميع موارد النزاع. وهو كل ما شجر بينهم من مسائل النزاع في جميع ابواب الدين. فان لفظة من صيغ العموم يعني في قوله فيما شجر؟ نعم فانها موصولة تقتضي نفي الايمان ان لم يوجد تحكيمه في جميع ما شجر بينهم ولم يقتصر على هذا حتى ضم اليه انشراح صدورهم بحكمه حيث لا يجد فيها انفسهم حرجا وهو الضيق والحصر من حكمه. بل يتلقوا حكمه بالانشراح ويقابلوه بالقبول. لا انهم يأخذونه على اغماض ويشربونه على اقدام فان هذا مناف للايمان بل لا بل لا بد ان يكون اخذه بقبول ورضا وانشراح صدر. ومتى اراد العبد ان يعلم منزلته من هذا فلينظر في حاله وليطالع قلبه عند ورود حكمه على خلاف هواه وغرضه او على خلاف ما قلد فيه اسلافه من المسائل الكبار وما دونها بل الانسان على نفسه ولو القى معاذيره فسبحان الله كم من حزازة في قلوب كثير من الناس من كثير من النصوص وبودهم ان لو نفترض وكم من حرارة في منها وكم من شجن في حلوقهم من موردها ستبدو لك ستبدو لهم تلك السرائر بالذي يسوء ويخزي يوم تبلى السرائر. الله اكبر. نعم ثم لم يقتصر هذه الاية العظيمة في سورة النساء شأنها شأن واي شأن فلا وربك لا يؤمنون نفي للايمان حتى هذه هي الغاية فقط في هذه الحالة يرتفع هذا النفي فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما ان هذا هو الابتلاء ويظهر بما اذا خالف حكم الله ورسوله صلى الله عليه وسلم هوى الانسان وغرضه وما يرغب فيه هنا يتجلى حقيقة ما هو عليه من ايمان هل هو ايمان صادق او هو ايمان ناقص او هو ايمان مغشوش ليفتش العبد في نفسه يقول المؤلف رحمه الله فسبحان الله كم من حزازة في قلوب كثير من الناس من كثير من النصوص وبودهم ان لو لم ترد اي والله او لا الذين عليهم ان يعيدوا النظر في ايمانهم اذا تليت عليهم بعض الايات او الاحاديث يتمنون ان لو لم تنزل ولم ترد لانها تخالف اهواءهم كما جاء عن بعض الجهمية انه تمنى ان يحكى من كتاب الله بعض ايات الصفات لا يطيق سماعها كانها صواعق تنزل على فؤاده نتمنى من شدة الحرج والضيق الذي في نفسه منها ان لو لم تنزل كذلك في احاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ومر بنا في دروس سالفة ما قال عثمان بن سعيد الدارمي رحمه الله عن حديث النزول انه اغيظ حديث للجهمية لا يطيقون سماعه يتمنون ان لو لم يرد كذلك الذين قلوبهم قد امتلأت الغلو الذي نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم يقولون للذين ينبهونهم وينصحونهم ويحذرونهم قد قال النبي صلى الله عليه وسلم لا تطروني كما اطرت اليهود كما اطرت النصارى ابن مريم انما انا عبد فقولوا عبد الله ورسوله تجد في نفوسهم حرجا وربما سمعت وقد سمع من يقول منهم انتم ما عندكم الا هذا الحديث في نفوسهم حرج منه يتمنون ان لو لم يكن قد تكلم به النبي صلى الله عليه وسلم لانه يهدم اهواءهم وما تعلقت به نفوسهم وهكذا كل صاحب هوى ما جرد التوحيد ولا الاتباع يكون في نفسه حرج مما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم حتى ربما وجدت في المغرمين بالخمور في نفوسهم حزازة وضيق من النصوص الناهية عنها والمفتونون بالغناء تجد او ربما تجد في نفوسهم حرجا وضيقا من سماع تلك الاحاديث والنصوص الناهية عن هذا الفعل وهلم جرة لا يسلم من هذا المأزق الا اهل التحقيق في الشهادتين شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم. اولئك الذين تنزل الايات والاحاديث جميعا على قلوبهم بردا وسلاما يتلقونها بالمحبة والشغف نصوص نفوسهم متشوفة ومتشوقة الى كلام الله وكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم هؤلاء قد حيزت لهم السعادة بحذافيرها واما الاولون فانهم والله اهل الخذلان الله المستعان نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ثم لم يقتصر سبحانه على ذلك حتى ضم اليه قوله ويسلموا تسليما. فذكر الفعل مؤكدا له بمصدره القائم قام ذكره مرتين. نعم. عند عند البلاغيين يعني هو المؤلف رحمه الله اشير الى ان تأكيد الفعل بالمصدر ويسلم تسليما يقول ان هذا التأكيد يقوم مقام ذكره مرتين. اقول البلاغيون يقولون ان المصادر المؤكدة تقوم مقام ذكر الفعل مرتين يعني اذا قلت ويسلموا تسليما انهم كأنهم قالوا او كأن احدهم قال سلمت سلمت اذا هذه المصادر المؤكدة تقوم مقام ذكر الفعل مرتين وهذا دليل على تأكيد هذا الامر العظيم وهو التسليم لحكم الله ورسوله صلى الله عليه وسلم نعم قال رحمه الله فذكر الفعل مؤكدا له بمصدره القائم مقام ذكره مرتين وهو الخضوع له والانقياد لما حكم به طوعا ورضا وتسليما لا ومصابرة كما يسلم المقهور لمن لمن قهره كرها بل تسليم عبد محب مطيع لمولاه وسيده الذي هو احب شيء اليه يعلم ان سعادته وفلاحه في تسليمه اليه ويعلم بانه اولى به من نفسه وابروا به منها وارحم به منها وانصح له منها واعلم بمصالحه منها واقدر على تحصيلها. فمتى علم العبد هذا من الرسول صلى الله عليه وسلم استسلم له وسلم اليه وانقادت كل ذرة من قلبه اليه ورأى انه لا سعادة له الا بهذا التسليم والانقياد. اذا دلت الاية على ان الواجب على كل مسلم ومسلمة في حكم الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ثلاثة امور قال تعالى فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم. هذا الامر الاول ان يحكم رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تحكم قوانين ولا تحكم اعراف ولا تحكم انظمة ولا تحكم عقول ولا تحكم رؤى ولا تحكم مكاشفات ولا تحكم اقوال الائمة ولا يحكم شيء من هذا البتة انما حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم. هذا الامر الاول الامر الثاني قال تعالى ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت يعني ان تنشرح صدورهم لحكم رسول الله صلى الله عليه وسلم وان يتلقوا حكمه بطيب نفس وانشراح صدر ويزول من قلوبهم كل ضيق وحرج وحزازة من حكمه هذا الواجب الثاني وايضا لا يكفي بل لا بد من الواجب الثالث ايضا. قال تعالى ويسلموا تسليما. انظر الى هذا التأكيد والمعنى بعد ان حكموا رسول الله صلى الله عليه وسلم وانشرحت صدورهم بحكمه جاء الان وقت الاذعان والخضوع والعمل بحكم رسول الله صلى الله عليه وسلم بكل محبة واقبال هذا هو الذي يجب على العبد في كل ما حكم به رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى ولو خالف هواه او مذهبه او ما يحبه هو او محبوبه كل ذلك يوضع تحت الاقدام امام حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ نعم فقال رحمه الله وليس هذا مما يحصل معناه بالعبارة بل هو امر قد انشق له القلب واستقر في سويدائه. لا تفي العبارة بمعناه ولا مقمع في حصوله بالدعوة والاماني فكل يدعون وصال ليلى ولكن لا تقر ولكن لا تقر لهم بذاك. المسألة بالدعوة والكلام الامر سهل كل يستطيع ان يدعي انا قائم يعني يمكن ان اكرر هذا او يكرر كل واحد منا هذه الكلمة الى طلوع الفجر انا احكم رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس في نفسي حرج واسلم تسليما. يمكن يدعي كل احد ذلك. لكن ليس العبرة بهذا العبرة بالتطبيق وان يكون هذا حاصلا فعلا في ظاهره وباطنه هذا هو الذي عليه المعول. اما الدعوة والاماني فامرها سهل لكن ذلك لا يقدم ولا يؤخر. نعم قال رحمه الله وفرق بين علم الحب وحال الحب. فكثيرا ما يشتبه على العبد علم الشيء بحاله ووجوده. فرق بين العلم بالشيء وبين حاله كونك تعرف الحب وحده وما قيل فيه شيء وكونك تحب فعلا شيء اخر يعني كونك تعرف الطعام ومن اي شيء يصنع وكونك تذوقه فعلا هذا شيء اخر كونك تعلم معنى الشجاعة واحوال الشجعان طرائق تحصيل الشجاعة تدرك ذلك نظريا لكن ان تكون شجاعا فعلا هذا شيء اخر اذا فرق بين علم الحب وحال الحب وكثيرا ما يشتبه الامرين على بعض الناس. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله ما فرق بين المريض العارف الصحة والاعتدال وهو متقن بالمرض وبين الصحيح السليم وان لم يحسن وصف الصحة والعبارة عنها. وكذلك فرق بين وصف الخوف والعلم به وبين ووجوده وتأمل تأكيده سبحانه لهذا المعنى المذكور في الاية بوجوه عديدة من التأكيد. اولها تصديرها بلاء نافية وليس زائدة كما يظن من يظن ذلك وانما دخولها لسر في القسم وهو الايذان بتظمن المقسم عليه للنفع وهو قوله لا يؤمنون. وهذا منهج معروف في كلام العرب اذا اقسموا على نفي شيء صدر الجملة صدروا جملة القسم باداة نفع مثل هذه الاية ومثل قول الصديق رضي الله عنه لا الله لا يعمد الى لا يعمد الى اسد من اسد الله يقاتل عن الله ورسوله صلى الله عليه وسلم فيعطيك سلف. فقال الشاعر فلا وابيك ابنة فلا وابيك ابنة العامري لا يدعي القوم اني افر. وقال الاخر فلا والله لا يلفى لما بي ولا ولا للديهم ابدا دواء او نعم وكثير يعني قيس بن عاصم يقول فلا والله اشربها صحيحا ولا اشفى بها ابدا سقيما. وهذا كثير في كلام العرب المقصود ان المؤلف رحمه الله يقول ان النفي المصدرة آآ المصدرة لهذا القسم فلا وربك اصل الكلام فوربك لكن جاء هنا ماذا حرف النفي لا لا وربك يقول بعض العلماء ذهب الى انها زائدة يقول والامر ليس كذلك لكن انتبه الذين قالوا انها زائدة قالوا المراد توكيد القسم والمؤلف واصحاب القول الثاني يقولون لا المراد توكيد النفي وفرق بين الامرين الذين قالوا انها زائدة ارادوا تأكيد القسم والمؤلف يقول الصواب ان هذا الحرف حرف النفي تأكيد للنفي بمعنى ان العرب كانوا يأتون بحرف النفي قبل القسم اذا كان المقسم عليه منفيا تعجيلا للبيان لبيان ان ما بعد القسم منفي ولهذا يقولون ان تقديما النفي للاهتمام بالنفي يقولون تقديم النفي للاهتمام بالنفي حتى الذهن ينصرف ويفهم تماما ان المقصود هنا تسليط الضوء على النفي وان المسألة عظيمة فلا ايمان فلا وربك لا يؤمنون الا بحصول هذه الشروط الثلاثة نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وهذا في كلامهم اكثر من ان يذكر. وتأمل جمل القسم التي في القرآن المصدرة بحرف النفي. كيف تجد المقسم عليه منفيا متضمنا ولا يخرم هذا قوله فلا اقسم بمواقع النجوم وانه لقسم لو تعلمون عظيم انه لقرآن كريم فانه لما كان المقصود بهذا القاسمين فيما قاله الكفار في القرآن من انه شعر او كهان او كهانة او اساطير الاولين كيف صدر القسم باداة النفع؟ ثم اثبت له خلاف ما قالوه فتضمنت الاية معنى ليس ليس الامر كما يزعمون ولكنه قرآن كريم. ولهذا صرح بالامرين النفي والاثبات في مثل قوله فلا اقسم بالخنس الجواري الكنس والليل اذا عسعس والصبح اذا تنفس انه لقول رسول كريم وكذلك قوله لا اقسم يوم القيامة وانا اقسم بالنفس اللوامة. ايحسب الانسان ان نجمع عظامه؟ بلى قادرين على ان نسوي بنانه. على كل حال اذا كنت من الراغبين في فقه موضوع الاقسام والايمان في القرآن الكريم فاحيلك الى كتاب عظيم الفائدة والنفع للمؤلف ابن القيم رحمه الله وهو ايمان القرآن وطبع ايضا باسم اقسام القرآن وهو الحقيقة كتاب متفرد لا نظير له فيما اعلم في بابه جمع لك اقسام القرآن وافاض في معانيها الفوائد التي احتوت عليها؟ نعم قال رحمه الله والمقصود ان افتتاح هذا القسم باداة النفي يقتضي تقوية المقسم عليه وتأكيده وشدة انتفائه. يقول المؤلف هنا الله عز وجل لعظيم الامر اكد هذا المعنى بخمسة مؤكدات نعم قال رحمه الله وثانيها تأكيده بنفس القسم. اولا افتتح القسم بماذا بالحرف المؤكد وهو حرف النفي لا هذا رقم واحد طيب ثانيها تأكيده بنفس القسم كونه جيء بالقسم والكلام كلام الله عز وجل حق وصدق لا ريب في هذا ولا شك ولو لم يكن ثمة قسم لكنه يفيدك على ان هذا امر في غاية الاهمية والعظم اذا حرف النفي المفيد لهذا التأكيد الذي قد علمت ثم صيغة القسم ثم ثالثا وثالثها تأكيده بالمقسم به وهو اقسامه بنفسه لا بشيء من مخلوقاته وهو سبحانه يقسم بنفسه تارة بمخلوقاته تارة. الله عز وجل يقسم بما شاء. بنفسه او بمخلوقاته. لكن عباده لا يجوز لهم ان يقسموا الا به سبحانه وتعالى. المقصود ان المؤلف يقول لك ان المؤكد الثالث ها هنا على عظم هذا الموضوع الذي جاء في هذه الاية كون القسم كان بالله سبحانه وتعالى لا بغيره واعظم بهذا تأكيدا لا شك ان القسم لما كان بهذا المقسم به وهو اعظم ما يقسم به واجل ما يقسم به هذا دليل على ان المقسم عليه امر جليل نعم قال رحمه الله ورابعها تأكيده بانتفاء الحرج ووجود التسليم وخامسها تأكيد الفعل بالمصدر ويسلم تسليما. تسليما. نعم. وما هذا التأكيد والاعتناء الا لشدة الحاجة الى هذا الامر العظيم وان مما يعتنى به ويقرر في نفوس العباد بما بما هو من ابلغ انواع التقرير. وقال تعالى النبي اولى بالمؤمنين من انفسهم. وهذا دليل على ان من لم يكن الرسول صلى الله من لم يكن الرسول صلى الله عليه وسلم اولى به من نفسه فليس من المؤمنين. وهذه الاولوية تتضمن امورا منها ان يكون احب الى العبد من نفسه. لان الاولوية اصلها الحب ونفس العبد احب اليه من غيره. ومع هذا فيجب ان يكون الرسول صلى الله عليه اولى به منها واحب اليه منها فبذلك يحصل له اسم الايمان. اي والله لا ايمان واجب الا بان يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم احب اليك من كل حبيب قال صلى الله عليه وسلم لا يؤمن احدكم حتى اكون احب اليه من والده وولده والناس اجمعين لا والله هذا القدر ايضا لا يكفي بل حتى يكون صلى الله عليه وسلم احب اليك من نفسك ولذا سأل عمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال والله يا رسول الله لانت احب الي من كل شيء الا من نفسي قال لا يا عمر قال فوالله لانت يا رسول الله احب الي من نفسي قال الان يا عمر يعني الان بلغت حقيقة الايمان حصلت الايمان الواجب عليك اذا يجب ان يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم احب الى العبد من نفسه التي بين جنبيه وهذا اول ما يدخل في بهذه الاولوية النبي اولى بالمؤمنين من انفسهم نعم قال رحمه الله هو يلزم من هذه الاولوية والمحبة كمال الانقياد والطاعة والرضا والتسليم وسائر لوازم المحبة من الرضا بحكمه والتسليم امره وايثاره على كل من سواه. ومنها الا يكون للعبد حكم على نفسه اصلا. بل الحكم على نفسه للرسول صلى الله عليه وسلم يحكم عليها اعظم من حكم السيد على عبده والوالد على ولده فليس له في نفسه تصرف قط الا ما تصرف فيه الرسول صلى الله عليه وسلم الذي هو اولى به منها فيا عجبا كيف فيا عجبا كيف تحصل هذه الاولوية لعبد قد عزل ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم عن منصب التحكيم. ورضي بحكم غيره واطمأن اليه اعظم من اعظم من طمأنينيته الى الرسول صلى الله عليه وسلم. وزعم ان الهدى لا يتلقى من مشكاة. وانما يتلقى من دلالات العقول وان ما جاء به لا يفيد لا يفيد اليقين الى غير ذلك من الاقوال التي تتضمن الاعراض عنه وعن ما جاء به والحوالة في العلم النافع على غيره وذلك هو الضلال المبين. ولا سبيل الى ثبوت هذه الاولوية الا بعزل كل ما سواه وتوليته في كل شيء وعرض ما قاله وعرض ما قاله كل احد سواه على ما جاء به. فان شهد له بالصحة قبله. وان شهد له بالبطلان رده. وان لم تتبين له بصحة ولا بطلان جعله بمنزلة احاديث اهل الكتاب. ووقفه حتى يتبين اي الامرين اولى به؟ فمن سلك هذه الطريقة استقام له سفر فمن سلك هذه الطريقة استقام له سفر الهجرة واستقام له علمه وعمله واقبلت وجوه الحق اليه من كل جهة ومن العجب ان يدعي حصول هذه الاولوية والمحبة التامة من كان سعيه واجتهاده ونصبه في الاشتغال باقوال غيره وتقريرها والغضب والحمية لها والرضا بها والتحاكم اليها وعرض ما قال وعرض ما قال الرسول صلى الله عليه وسلم عليها فان وافقها قبله وان خالفها التمس وجوه الحيل وبالغ في ردها ليا واعراضا كما قال تعالى وان تلوا او تعرضوا فان الله كان بما تعملون خبيرا. نعم هذا والله من الامور العظيمة التي ينبغي الوقوف عندها مليا المؤلف رحمه الله وفق اي ما توفيق في كونه يضع اليد على مكمن الداء ثم يصف الدواء واليوم اساس البلاء الذي تعيشه هذه الامة مرجعه الى ضعف العناية بهذه الاولوية علما وعملا النبي اولى بالمؤمنين من انفسهم واذا اردت ان تعرف مقدار عناية كثير من المسلمين بهذه الاولوية فجل بنظرك وفتش فيما حولك وقلب ان شئت قنوات وافتح ان شئت صفحات حرك ترى كيف ان كثيرا من الناس مع الاسف الشديد في بعد ساحق عن هذه الاولوية ترى من الناس من يجعل العقول شريكة لرسول الله صلى الله عليه وسلم في الوصول الى الهداية بل ربما جعلت مقدمة على حكمه وسنته ومن الناس من يجعل هديه وسنته صلى الله عليه وسلم خيرا وهدى وصلاحا للفرد والمجتمع ولكن كان هذا في زمن غابر كان فبان تريدون في هذا العصر في عصر التكنولوجيا والتقدم والتطور ان نرجع الى احكام قيلت قبل الف واربع مئة سنة تريدون ان نوقف عجلتان التقدم والتطور انا لله وانا اليه راجعون او ربما وجدت من يقول ان سلطان سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يتعدى قبور العبادات كونك تصلي كيف تصلي كونك تتوضأ تصوم تحج علاقتك بالمسجد علاقتك بالحج هذه نعم التحكيم فيها الى رسول الله صلى الله عليه وسلم اما امور الحياة باقتصادها سياستها واعلامها وغير ذلك فهذا شأن اخر هذا المرجع فيه الى افرازات العقول والى ما توصل اليه الناس بعلومهم وتقدمهم وكل هؤلاء لا شك انهم جانبوا الصواب ما حققوا النبي اولى بالمؤمنين من انفسهم ولو انهم عرفوا دين الله سبحانه وتعالى كما يجب وينبغي ربما ما قالوا ما قالوا ان الواجب على كل من شهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم بحق وصدق عليه ان يعلم ان كل خطوة في هذه الحياة يجب ان تعرض على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وجوبا لا خيار لك فيه انما كان قول المؤمنين اذا دعوا الى الله ورسوله ليحكم بينهم ماذا ان يقولوا سمعنا واطعنا كل خطوة كل حركة كل سكون الحاكم في حكمه والسياسي في سياسته والله واجب عليه ان ينظر اهذا يوافق حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ او لا يجب عليه ان يذعن ويسلم تسليمه الاقتصادي في اقتصاده يجب ان يعرض هذا على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فان وافقته والا فوالله واجب ان يرمى بذلك عرض الحائط الاديب الاعلامي المربي الرياضي الصغير الكبير البائع المشتري الناكح المطلق الذكر الانثى كل يجب وجوبا عليه ولا خيار له فيه ان يعرض حاله وعمله وتقريراته واحكامه على هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فان وافقته فحبا وكرامة لا بأس اما ان خلفت فوالله ليس له ادنى فرصة ان يتجاوز حدود الله ورسوله صلى الله عليه وسلم فان دين الله الذي جاء به رسول الله محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم لم يكن لتنظيم علاقة العبد بربه فحسب بل جاء بهذا وجاء بتنظيم كل مناحي الحياة بكل ما فيها كل سؤال في هذه الحياة فله في هذا الدين جواب وكل مشكلة فلها حل وكل جانب فله تنظيم ومن لم يعلم ذلك ومن لم يؤمن بذلك فعليه ان يراجع ايمانه فانه ما فهم دين الله او ما حققه في نفسه اسأل الله عز وجل ان يهدينا الى الرشد وان يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته وان يرزقنا الفقه في دينه وتحكيم شرعه على انفسنا وعلى من تحت ايدينا كما اسأله تبارك وتعالى ان يعيذنا من من الذلل والضلال وان يجيرنا من مضلات الفتن ان ربنا لسميع الدعاء وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان