بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لشيخنا وانفع وانفع به يا رب العالمين. قال الامام ابن القيم رحمه الله تعالى في الرسالة التبوكية وقد اشتملت هذه الاية على اسرار عظيمة. نحن ننبه على بعضها لشدة الحاجة اليها. قال تعالى يا ايها الذين امنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على انفسكم او الوالدين والاقرار ان يكن غنيا او فقيرا فالله اولى بهما. فلا تتبعوا الهوى ان تعدلوا وان تنوا او تعرضوا فان الله كان بما تعملون خبيرا فامر سبحانه بالقيام بالقسط وهو العدل وهذا امر بالقيام به في حق كل احد عدوا كان اوليا واحق ما قام له العبد بالقسط الاقوال والاراء والمذاهب اذ هي متعلقة بامر الله وخبره فالقيام فيها بالهوى والعصبية مضاد لامر الله مناف لما بعث به رسله والقيام فيها بالقسط وظيفة خلفاء الرسول صلى الله عليه وسلم في امته وامنائه بين بين اتباعه ولا يستحق اسم الامانة الا من قام فيها بالعدل المحو نصيحة لله ولكتابه ولرسوله صلى الله عليه وسلم ولعباده. احسنت. ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا. من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه على اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا. اما بعد فلا يزال الامام ابن القيم رحمه الله يوالي ذكر الادلة التي تدل على وجوب الهجرة الى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم. وقد سمعت فيما مضى ما اورد واليوم يورد المؤلف رحمه الله جملة من الايات ومنها هذه الاية العظيمة التي هي اية سورة النساء يا ايها الذين امنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله. والمؤلف رحمه الله في ايراده لهذه الايات يقف وقفات ماتعة وينبهوا على لطائف ونكات عظيمة حري بالمسلم وطالب العلم ان يلاحظها وان يفيدها ومن ذلك ما اورد في هذه الاية من وجوب قيام الانسان بالقسط والقسط هو العدل وهذا الذي يجب على كل مسلم ومسلمة ان يتحلى به وهو الا يحكم الا بالعدل ولا يزن الا بالعدل ومن اهم واولى ما يدخل في ذلك الحكم على الاقوال والاراء والمذاهب وكذلك الاشخاص يجب ان يكون العبد في هذا قائما بالقسط شاهدا بالحق حاكما بالعدل والا فان الذم يلحقه وان تلو او تعرض فان الله كان بما تعملون خبيرا القاعدة التي ينبغي ان ينطلق منها المسلم بكل احواله هي وزنوا بالقسطاس المستقيم يجب يا عبد الله ان تزن بهذا الميزان واذا كان هذا مأمورا به في كيلة من قمح او ارز فان وزن الاراء والمذاهب والاقوال والاشخاص اولى واحرى ان يكون واجبا ان اه يكون واجبا فيه القيام بذلك بالحق والقسط زن بالقصاص المستقيم ولا تتبع الهوى حذاري من ترك العدل فان الظلم ظلمات يوم القيامة وفي مقابل هذا المقسطون على منابر من نور عن يمين عن يمين الرحمن شتان بين النور والظلمة هذا هو الفرق بين الظلم والهوى وبين القسط والعدل نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله اولئك هم الوارثون حقا. اولئك وراث الانبياء الذين يحكمون بالعدل والقسط يتحلون التجرد من الاهواء والانصاف وتقديم محبة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم على ما تحب النفوس وتهوى او تقلد وتتعصب الواجب على المسلم ان يكون في كل احواله ان احب او ابغض ان رضي او غضب يجب ان يكون قائما بالعدل يجب ان يكون حاكما بالقسط لا يجوز له ان يميل عن ذلك ولا عذر له في ذلك اذا جاء الحق وجب قبوله ولو كان الذي جاء به بغيظا واذا جاء الباطل وجب رده ولو كان الذي جاء به حبيبا هذا هو الذي ينبغي على كل مسلم نريد نجاة نفسه يريد ان يتخلص من المسؤولية والتبعة والله المستعان نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله اولئك هم الوارثون حقا لا من يجعل اصحابه ونحلته ومذهبه عيارا على الحق وميزانا له. يعادي من فهو يوالي من وافقه لمجرد موافقته ومخالفته. نعم هؤلاء اهل الاهواء الذين الميزان والمعيار عندهم هو ما ذكر من نحلة ومذهب او شيخ وامام هو الذي توزن الاقوال وتوزن الاشخاص به ويبنى على ذلك الحكم محبة او بغضا ولا ان او براء قبولا او ابعادا هذا من فعل اهل الاهواء وليس من فعل اهل السنة الذين تجردوا للسنة والذين لا شيء احب اليهم من الحق والحق هو في الكتاب والسنة وبالحق انزلناه وبالحق نزل. اذا يوزن كل شيء بهذا الميزان الدقيق والشرع ميزان الامور كلها وشاهد لفرعها واصلها لا يجوز للانسان ان لتعصب لمحبوبه ولوليه فيجعله المعيار والميزان للقبول والرد فانه ان فعل ذلك وقد جعله بمثابة المعصوم الذي لا يخطئ ولا شك في بطلان ذلك اليس احد معصوما الا رسول الله صلى الله عليه وسلم وكل احد يؤخذ من قوله ويترك وما منا الا راد ومردود عليه الا صاحب ذاك القبر صلى الله عليه وسلم هذا الذي يجب ان يجعله الانسان نصب عينيه والامر كما ذكرنا في الدرس الماضي فرق بين العلم والحال هذا سهل على اللسان كل يستطيع ان يتكلم بل ان يقيم محاضرة في هذا الموضوع لكن العبرة ليس في بهذا العبرة بمدى تحقيق ذلك ولا سيما عند الابتلاء عند المضائق اذا ابتلي الانسان بموقف من المواقف فعرض ما يحبه بالحق وعرض من يحبه بالحق ايهما يقدم علامة الايمان الانصاف قال عمار ابن ياسر رضي الله عنه كما علق الامام البخاري رحمه الله في صحيحه ثلاث من جمعهن فقد جمع الايمان هذا كلام عظيم وعليه كما قال ابن ابن حجر رحمه الله عليه نور النبوة قال ثلاث من جمعهن فقد جمع الايمان الانصاف من نفسك هذا هو الشاهد ان تجعل من نفسك حكما على نفسك فتتجرد للحق وتتخلى عن الهوى قال وبذل السلام للعالم والانفاق من الاقتار نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله فان هذا من القيام بالقسط الذي فرضه الله على كل احد. هو في هذا الباب اعظم فرضا واكبر وجوبا ثم قال شهداء لله والشاهد هو المخبر فان اخبر بحق فهو شاهد عدل مقبول وان اخبر بباطل فهو شاهد زور فامر تعالى ان نكون لشهداء له مع القيام بالقسط. وهذا يتضمن ان تكون الشهادة بالقسط ايضا. وان تكون لله لا لغيره. وقال في الاية الاخرى كونوا لله شهداء بالقسط. فتضمنت الايتان امورا اربعة. احدها القيام بالقسط والثاني ان يكون لله. والثالث الشهادة القسط والرابع ان تكون لله فاختصت اية النساء بالقيام بالقسط والشهادة لله. واية المائدة بالقيام لله والشهادة بالقسط. لسر عجيب من اسرار القرآن ليس هذا موضع نعم اذا جمعت يا رعاك الله بين اياتي النساء والمائدة في النساء كونوا قوامين بالقسط شهداء لله وفي المائدة كونوا قوامين لله شهداء بالقسط يقول يتحصل لك اربعة امور هذه واجبة عليك يا عبد الله الامر الاول القيام بالقسط ان تقوم بالقسط في احكامك ومواقفك ان يكون ذلك كله ان يكون ذلك كله موزونا بميزان القسط يعني العدل الثاني ان يكون ذلك لله تريد وجه الله تخلص قصدك في ذلك لله الثالث ان تشهد بالقسط ان تشهد بالعدل اذا توجهت الشهادة عليك امر مادي او معنوي يتعلق بالدين او يتعلق بالدنيا يجب ان تشهد بالعدل الامر الرابع ان تكون هذه الشهادة لله ان تكون هذه الشهادة لله يعني ان تشهد لوجه الله تريد وجه الله لا تحابي احدا ولا تقوموا بهذه الشهادة لرغبة او رهبة انما لله هذا هو الواجب عليك يا عبد الله ثم اشار رحمه الله الى مسألة يبحثها اهل العلم وهي المقارنة بين ايتي النساء والمائدة وانت تلحظ ان فيها تقديما وتأخيرا ومغايرة في اللفظ كونوا قوامين بالقسط شهداء لله كونوا قوامين لله شهداء بالقسط فهل هناك فرق هل ثمة نكتة تطلب ابن القيم رحمه الله يقول لهذا سر عجيب من اسرار القرآن ليس هذا موضع ذكره. ولا يا ليته افادنا بذلك فان ابن القيم رحمه الله اذا ذكر ان هذا فيه سر عجيب او نكتة او لطيفة فاشدد يديك بما يقول. فانك تجد عنده ما لا تجده عند غيره وسبحان الفتاح العليم ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها سبحان الذي اعطاه هذا الفقه في كتاب الله والقدرة على استنباط هذه الفوائد واللطائف وقد تتبعت قدر الامكان في كتبه الاخرى ان يكون قد اشار الى هذه النكتة لكني ما ظفرت بشيء لكن بالنظر الى كلام اهل العلم من اهل العلم من ذهب الى انه لا فرق بين الايتين في المعنى المغايرة فقط في الالفاظ والا المعنى واحد وممن ذهب الى هذا ابن العرب المالكي رحمه الله في احكام القرآن لكن كثيرا من اهل العلم ذهبوا الى القول الثاني وهو ان هذه المغايرة في الالفاظ تحتها مغايرة في المعنى واختلفوا في اه هذه اللطيفة او هذا السر الذي لاجله اه كانت هذه المغايرة والذي يبدو لي والله اعلم ان الاقرب في ذلك ان اية النساء التي فيها قول الله عز وجل يا ايها الذين امنوا كونوا قوامين بالقسط شهداءه لله كان الاهم فيها التنبيه على وجوب اقامة العدل في الاحكام هذا الذي اه سيقت الاية والعلم عند الله عز وجل للتنبيه عليه في الاصل وذلك لدلالة السياق على ذلك فان المتتبع للسياق الذي جاء التي الذي جاءت هذه الاية في اخره يجد ان السياق كان متعلقا بالاحكام ولذلك لو تقدمت الى ما قبل الى نحو ثلاثين اية تجد قول الله عز وجل انا انزلنا اليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما اراك الله ولا تكن للخائنين خصيمة ثم توالت الايات في ذكر الاحكام فكان من المناسب التنبيه على الامر الاهم وهو وجوب الحكم بالعدل وهذا ما افادته هذه الاية كونوا قوامين بالقسط اما اية المائدة فكان فيها كونوا قوامين لله وذلك لان السياق لو تأملته يعني لو تأملت الاية التي قبل هذه الاية تجد قول الله عز وجل واذكروا نعمة الله عليكم وميثاقه الذي واثقكم به تجد ان السياق يتعلق بايفاء عهد الله فكان ان جاءت هذه الاية للتأكيد على وجوب الوفاء بعهد الله سبحانه وتعالى وما الذي يناسب ذلك ها قوامين لله او قوامين بالقسط. قوامين قوامين لله هذا الذي يبدو والعلم عند الله عز وجل. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ثم قال تعالى ولو على انفسكم او الوالدين والاقربين. فامر سبحانه بان يقام بالقسط ويشهد به على كل احد لو كان احب الناس الى العبد فيقوم به على نفسه ووالديه الذين هما اصله. واقربيه الذين هم اخص به والصق من سائر الناس فانما في العبد من محبته لنفسه ولوالديه واقربيه يمنعه من القيام عليهم بالحق. ولا سيما اذا كان الحق لمن يبغضه ويعاديه قبلهم انه لا يقوم به في هذه الحال الا من كان الله ورسوله صلى الله عليه وسلم احب اليه من كل ما سواهما. لا شك ولا شك ايضا ان من قام بواجب القسط بشأن الوالدين والاقربين سيكون في الابعدين قائما بذلك من باب اولى. اليس كذلك ففي هذا تنبيه على ان يكون الانسان قائما بالقسط مع كل احد مع القريب ومع البعيد فبذكر القريب تنبيه على البعيد وهذا لا يوفق اليه كل احد لان هوى النفس وميل القلب له اثر على الانسان على افعاله على تصرفاته ومواقفه لا يوفق الى ان يلتزم القصاص المستقيم الوزن هذا القسطاس الا من كان الله ورسوله صلى الله عليه وسلم احب اليه مما سوى ذلك لا يوفق الا الذي اذا كان في كل موضع ومضيق يستحضر الجنة والنار عن يمينه وشماله فالى ايهما يميل اما الذي يهوي به الهوى يغلبه يغلبه حبه طبعه هذا الذي يتردى في الظلم والعياذ بالله نعم قال رحمه الله وهذا يمتحن به العبد ايمانه فيعرف منزلة الايمان من قلبه ومحله منه. وعكس هذا عدل العبد في اعدائه ومن يشنؤه فان انه لا ينبغي له ان ان يحمله بغضه لهم على ان يجنف عليهم كما لا ينبغي ان ان يحمله ان يحمله حبه لنفسه ووالديه واقاربه على ان يترك القيام عليهم بالقسط. فلا يدخله ذلك البغض في باطل. ولا يقصر به هذا الحب عن الحق. كما قال بعض العادل هو الذي اذا غضب لم يدخله غضبه في باطل. واذا رضي لم يخرجوا رضاه عن الحق. نعم. هذا امتحان وابتلاء وكل واحد عليه ان يزن نفسه به وينبغي ان يلاحظ هذا في مسألة عم البلاء بها والمشتكى الى الله وهي مسألة المحاباة للاقربين والاحبة في الامور العامة هذا الذي يعرف اليوم بالواسطات او الشفاعات في كثير من الامور تجد ان كثيرا من الناس لا يتحرك في مصالحه الا وقد استصحب ذلك ما يسمونه بالواسطة الاصل في الواسطة وهي الشفاعة انها جائزة بشرطين متى عدم او احدهما فانها تكون محرمة ولا تجوز كونك تتوسط لغيرك في امر اه يريده من الخير كوظيفة او دراسة او ما شاكل ذلك هذه الواسطة التي تعلم انها ربما تكون مؤثرة في القبول وتحصيل هذا الخير الاصل انها جائزة بشرطين وذلك لان النبي صلى الله عليه وسلم قال اشفعوا تؤجروا. ولكن متى ما اجتمعوا الشرطان الاول ان يكون المشفوع له اهلا لما يشفع فيه لا يجوز لك ان تتوسط لانسان ان يتسلم منصبا ليس اهلا له هذا غش له وللمسلمين وخيانة للامانة الامر الثاني الا يترتب على هذه الواسطة تأخير من حقه التقديم وهذا مشكل كبير اعني الا يترتب على واسطتك وشفاعتك وجاهك الذي تقدمت به عند ذي شأن الا يترتب عليه ان يكون المستحق مؤخرا ويقدم هذا الذي تشفع فيه وغيره اولى فان هذا من الظلم والظلم ظلمات يوم القيامة فعلى الانسان ان يكون حريصا على سلامة نفسه اذا طلبت منك هذه الشفاعة فانظر اولا فيما يخلصك انت بين يدي الله عز وجل والا فما الفائدة ان تنال او قد تنال وقد لا تنال ثناء حسنا من هذا الانسان ثم يكون عليك الوبال عند الله سبحانه وتعالى اي فائدة استفدتها يا عبد الله انما فكر اولا فيما يخلصك عند الله. فان وجدت انه لا محظور شرعا في هذه الواسطة او الشفاعة فاستعن بالله على كل حال الخلاصة التي ذكرها المؤلف رحمه الله خلاصة في غاية الاهمية وهي ان القائمة بالقسط هو من لم يدخله بغضه في باطل ولم يقصر به حبه عن حق من لم يدخله بغضه في باطل ولم يقصر به حبه عن حق هذا الذي يستحق ان يكون موصوفا بالقسط والعدل كما قال ابن مسعود رضي الله عنه وما احسن ما قال قال ومن جاءك بالحق فاقبل منه وان كان بعيدا بغيضا ومن جاءك بالباطل فاردد عليه وان كان حبيبا قريبا نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله اشتملت الايتان على هذين الحكمين وهما القيام بالقسط والشهادة به على الاولياء والاعداء. ثم قال تعالى كن غنيا او فقيرا فالله اولى بهما. اي ان يكن المشهود عليه غنيا ترجون وتأملون عود منفعة غناه عليكم فلا تقومون عليه. او فقيرا فلا ترجعون فلا ترجونه ولا تخافونه فالله اولى بهما منكم. وهو هو ربهما ومولاهما وهما عبداه كما انكم عبيد. فلا فلا تحابوا فلا تحابوا غنيا لغناه ولا تطمعوا في فقير لفقره. فان الله اولى بهما منكم فقد يقال فيه معنى اخر احسن من هذا وهو انهم ربما خافوا من القيام بالقسط واداء الشهادة على الغني والفقير. اما الغني فخوفا على ما له واما الفقير وانه لا شيء له فتتساهل النفوس في القيام عليه بالحق. فقيل لهم الله اولى بالغني والفقير منكم. اعلم بهذا وارحم بهذا فلا تترك واداء الحق والشهادة على غني ولا فقير. نعم كثيرا ما توسوس النفوس باعذار اه توهمات لاجل ان ينصرف الانسان عن قيامه بالحق لكن الخلاصة هي ما ذكر المؤلف رحمه الله وهي ان الواجب القيام بالحق فلا تلتفتوا الى ما سواه ان يكن غنيا او فقيرا فالله اولى بهما الواجب عليكم هو ماذا اقامة الحق والحكم بالقسط واما ما عدا ذلك فامره الى الله سبحانه وتعالى. نعم قال رحمه الله ثم قال تعالى فلا تتبعوا الهوى ان تعدلوا. نهاهم عن اتباع الهوى الحامل على ترك العدل فقوله ان تعدلوا منصوب الموضع على انه مفعول لاجله. وتقديره عند البصريين كراهية ان تعدلوا او حذار ان تعدلوا. فيكون اتباعكم الهوى كراهية العدل وفرارا منه وعلى قول الكوفيين التقدير الا تعدلوا. وقول البصريين احسنوا واظهر. وهو ان معنى الاية ان تعدلوا كراهة ان تعدلوا كراهة ان تعدلوا تحملكم هواكم الا كراهة ان تعدلوا. نعم وفي الاية على كل حال اقوال اخرى لكن هذا اشهر ما قيل فيها. نعم قال رحمه الله ثم قال تعالى وان تلوا او تعرضوا فان الله كان بما تعملون خبيرا. ذكر سبحانه السببين الموجبين لكتمان الحق محذرا منهم متوعدا عليهما احدهما الليل والاخر الاعراض. فان الحق اذا ظهرت حجته ولم يجد من يروم دفعها طريقا الى دفعها فرض عنها وامسك عن ذكرها فكان شيطانا اخرس. وتارة يلويها او يحرفها واللي مثل الفتوى وهو التحريف وهو نوعان لين في اللفظ ولين في المعنى. نعم حذر الله عز وجل من امرين ما هما الليل والاعراض وان تلو او تعرضوه والاعراض فسره المؤلف رحمه الله بانه الامساك عن قول الحق حكما او شهادة ولا شك ان هذا من اعظم المنكرات معلوم ان الكلام والسكوت كلاهما محمود ومذموم. محمود تارة ومذموم تارة الكلام في موضعه احسن الاشياء والسكوت في موضعه احسن الاشياء كما ان الكلام في غير موضعه اقبح الاشياء وكما ان السكوت في غير موضعه اقبح الاشياء اذا ينبغي عليك ان تتنبه الى هذا الامر السكوت غنيمة نعم ومن سكت او صمت نجا نعم ولكن بشرط الا يترتب على هذا السكوت احقاق باطل او ابطال حق مع القدرة واجب عليك يا عبد الله ان تصدع بالحق ولا تدع الحق يضمحل وانت تشاهد وانت بارد لا تحرك ساكنا هذا لا يجوز لك يا عبد الله. وهذا الذي قيل فيه ان الساكت عن الحق شيطان اخرس وهذا كلام حق والمتكلم بالباطل شيطان متكلم وقد يكون احدهما اشد من الاخر في موضع والاخر اشد منه في موضع اخر هذه الكلمة الساكت عن الحق شيطان اخرس يظنها بعظ الناس حديثا مرفوعا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس الامر كذلك هذا ليس حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بل ولا قول وليس قول صحابي ولا تابعي ولا احد من القرون المفضلة فيما اعلم انما عرف بعد ذلك ذكره القشيري في رسالته والنووي رحمه الله في شرحه على مسلم اورد هذا القول عنه وكذلك تداوله العلماء من بعد المؤلف رحمه الله ذكره في هذا الموضع وذكره في مواضع اخرى شيخ الاسلام ايضا ابن تيمية ذكره اظن انه في الجزء الخامس عشر من مجموع الفتاوى المقصود انه من كلام العلماء وليس حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله فاللي في اللفظ ان يلفظ بها على وجه لا يستلزم الحق اما بزيادة لفظة او نقصانها او ابدالها بغيرها او ليا في المؤلف يتكلم الان في معنى الليل واتى بكلام حسن وبديع وربما لا تجده بهذا التفصيل عند غيره والسلف اه اكثرهم فسروا الليل بتغيير الشهادة والكذب فيها وهذا الذي فسر به هذه الكلمة ابن عباس رضي الله عنهما ومجاهد وغيرهما من السلف وهذا لا ليس ببعيد مما ذكر المؤلف رحمه الله لكن كلام المؤلف اعم يشمله ويشمل غيره ايضا نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله فاللي في اللفظ ان يلفظ بها على وجه لا يستلزم الحق اما بزيادة لفظة او نقصانها او ابدالها بغيرها. او لن ينفي كيفية ادائه وايهام السامع لفظا ومراده غيره كما كان اليهود يلوون السنتهم بالسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم. كانوا من شدة الحقد الذي في قلوبهم يقولون السام عليك السلام عليك يعني الموت قبحهم الله فهذا من الليل بالالسن تغيير لهذا اللفظ اه والاتيان بمثل هذه الكلمة الموهمة. نعم قال رحمه الله فهذا احد نوعي الليل والنوع الثاني منه لي المعنى هو تحريفه وتأويل اللفظ على خلاف مراد المتكلم به وتحماله ما لم يرده او يسقط منه بعضا اراد به ونحو هذا من لي المعاني. فقال تعالى وان تلوا او تعرضوا فان الله كان بما تعملون خبيرا. لي المعنى هو التحريف او هو في لسان المتأخرين وهو المشهور التأويل المتكلمون ارباب علم الكلام هم سادة هذا الباب قم شيوخه وائمته الذين لا يشقوا غبارهم في هذا الليل الذين عاثوا في الادلة التأويل والتحريف وحملها على غير ما اراد الله واراد رسوله صلى الله عليه وسلم بلا دليل ولا حجة ولا برهان اللهم الا انها خالفت اهواءهم ومعتقداتهم استقرت في قلوبهم عقائد ثم بعد ذلك نظروا في النصوص فوجدوها تخالفها فما وجدوا الا الليل يعني التحريف والتأويل نعم قال رحمه الله ولما كان الشاهد مطالب باداء الشهادة على وجهها فلا يكتمها ولا يغيرها كان الاعراض نظير الكتمان واللي نظير تغييرها تبديلها فتأمل ما تحت هذه الاية من كنوز العلم. والمقصود ان الواجب الذي لا يتم الايمان بل لا يحصل مسمى الايمان الا به مقابلة النصوص التلقي والقبول والاظهار لها ودعوة الخلق اليها لا تقابل بالاعراض تارة وبالليل اخرى. قال تعالى وما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قضى الله وهو رسوله امرا ان يكون لهم الخيرة من امرهم. فدل هذا على انه اذا ثبت لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم في كل مسألة من المسائل حكم نبي او خبري فانه ليس لاحد ان يتخير لنفسه غير ذلك الحكم فيذهب اليه. او ان وان ذلك ليس المؤمن ولا مؤمنة اصلا. فدل على ان ذلك مناف للايمان. هذا من اعظم الواجبات على المسلمين اذا جاء الحكم من الله او رسوله صلى الله عليه وسلم او كان الخبر من الله او من رسوله صلى الله عليه وسلم فالامر قد انتهى ليس لك يا عبد الله البتة خيار وما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قضى الله ورسوله امرا ان يكون لهم الخيرة من امرهم. يا الله العجب الله يأمر او رسوله صلى الله عليه وسلم او يخبر سبحانه او يخبر رسوله صلى الله عليه وسلم ثم بعد ذلك تنظر هل تقبل او لا تقبل سبحان الله العظيم اي ايمان يبقى بعد هذا انما حقيقة الايمان ان تنصاع وان تقبل وهذا امر لا عذر لانسان فيه وهذا ينبغي ان يعلمه كل مسلم في جميع الواجبات وجميع المنهيات وجميع الاخبار ليس لك خيار حتى لو عصيت عملا فان الواجب عليك القبول والالتزام والتعظيم يعني النبي صلى الله عليه وسلم تكاثر عنه في احاديثه الامر باعفاء اللحية هذه المسألة التي يراها كثير من الناس مع الاسف شيئا صغيرا وفي الصحيحين خمسة الفاظ فيها الامر المتعاقب من النبي صلى الله عليه وسلم باعفاء اللحى وايفاءها وارخائها وبعض الناس يغلبه هواه فيحلق لحيته انا امثل لك بهذا المثال اسمع يا عبد الله كون الانسان يخالف امر النبي صلى الله عليه وسلم فيحلق لحيته من جهة العمل هذه معصية لكن القدر الذي يكون ايمانك فيه على المحك هو عدم القبول عدم الالتزام يعني هناك رجلان احدهما يعفي لحيته ولكنه لا يلتزم ولا يقبل ولا يرى ان هذا امرا واجبا عليه ولا انه كمال وشأن عظيم لان النبي صلى الله عليه وسلم كانت سنته اعفاء اللحية قولا وعملا فانه كان كث اللحية صلى الله عليه وسلم كما في صحيح مسلم حتى لو اعفى هذا الانسان لحيته لكنه ينظر بازدراء لهذه السنة هذا والعياذ بالله قد ارتكب ناقضا من نواقض الدين من ابغض شيئا مما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم ولو عمل به فقد كفر واخر يقول والله اعلم انها سنة وانها كمال لان النبي صلى الله عليه وسلم فعلها وامر بها لكن انا اعلم اني عاصي ولعل الله يغفر لي ولعل الله يتوب عليه والتزم بهذه السنة. نقول هذا ماذا هذا عصا هذه معصية لكنه مؤمن ومسلم اتى بالقدر الذي هو من اصل الايمان وهو القبول والالتزام فينبغي ان يلاحظ هذا الامر في كل صغير وكبير في الشريعة مهما دق في اعين الناس ولو كان حث الشارب ولو كان حجاب المرأة ولو كان تقديم اليمين بلبس الحذاء مهما كان من امر صغير او كبير فان فيه قدرا من الاعتقاد لا يسامح الانسان فيه وهو اجلاله وتعظيمه وقبوله والتزامه ثم بعد ذلك الامر في العمل يختلف ان كان مستحبا او كان واجبا الامر في ذلك يتعلق به احكام مختلفة لكن القدر الذي لا يسامح فيه الانسان هو هذا الالتزام والقبول والتعظيم لاوامر الشرع. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وقد حكى الشافعي ورضي الله عنه اجماع الصحابة والتابعين ومن بعدهم على ان من استبانت له سنة رسول على ان من تمنت له سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن له ان يدعها لقول احد. نعم والمؤلف رحمه الله احتفى بهذه الكلمة عن الشافعي وكررها في غير ما كتاب تجمع المسلمون يقول الامام الشافعي اجمع المسلمون على ان من استبانت له سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن له ان يدعها لقول احد كائنا من كان وهذه كلمة عظيمة قالها الامام الشافعي رحمه الله بلسان مقاله وقالها جميع الائمة بلسان حالهم هذه جملة متفق عليها بين ائمة المسلمين اجمعين اذا استمالت سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن لاحد خيرة في قبولها او تركها لقول احد مهما عظم ومهما ارتفع شأنه وهذه الكلمة عن الشافعي رحمه الله لا تعرف في كتاب من كتبه انما يتناقلها العلماء والشافعي رحمه الله كلامه المنقول في كتب العلماء على دربين منه ما هو مدون في كتبه كالام والرسالة وغيرها من الكتب وهناك اقوال يتناقلها العلماء اما ان تكون مروية بالاسانيد او الا يعرف لها اسانيد لكنها مشهورة عنه مثل هذه الكلمة وايضا لها يعني نظائر وقد اعتنى بعض اهل العلم من قديم بجمع هذه الكلمات التي يتناقلها الناس عن الشافعي رحمه الله وليست موجودة في كتبه او ليست مروية عنه بالاسناد. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ولا يستريب احد من ائمة الاسلام في صحة ما قال الشافعي رضي الله عنه فان الحجة الواجبة اتباعها على الخلق كافة انما هو وقول المعصوم الذي لا ينطق عن الهوى واما اقوال غيره فغايته ان تكون سائغة الاتباع لا واجبة الاتباع فظلا انت فظلا عن ان تعارض بها النصوص وتقدم عليها عياذا بالله من الخذلان. وقال تعالى قل اطيعوا الله واطيعوا الرسول فان تولوا فانما عليه ما حمل ما حملتم وان تطيعوه تهتدوا وما على الرسول الا البلاغ المبين. فاخبر سبحانه ان الهداية انما هي في طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم لا في غيرها فانه معلق بالشرط فينتفي بانتفائه وليس هذا من باب دلالة المفهوم كما يغرط فيه كثير من الناس ويظن انه يحتاج في تقرير الدلالة منه الى تقرير غير كون المفهوم حجة بل هذا من الاحكام التي رتبت على شروط وعلقت فلا وجود لها بدون شروطها اذ ما علق على الشرط فهو عدم عند عدمه والا لم كن شرطا له شرطا له اذا ثبت هذا فالاية نص على انتفاء الهداية عند عند عدم طاعتي. نعم الصحيح الذي لا شك فيه ان هذه الاية اعني في قوله تعالى وان تطيعوه تهتدوا الحكم بالهداية معلق بشرط ما هو طاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس ان هذه الاية دلت على ان خلاف الهداية وهو الضلال بعصيان النبي صلى الله عليه وسلم وان هذا مستفاد بدلالة المفهوم يعني مفهوم المخالفة يعني كما قال وان تطيعوه تهتدوا اذا وان تعصوه تضلوا ليس الامر كذلك ليس فهم ان الضلال مرتبط بعصيان النبي صلى الله عليه وسلم مستفاد من دلالة مفهوم المخالفة انما هذا مستفاد من دلالة الشرطية يعني يقول المؤلف بعض الناس يقول ومفهوم المخالفة وان تطيعوه تهتدوا مفهوم المخالفة من هذه الجملة ماذا وان تعصوه تضله. يقول ليس الامر كذلك. لانك ان قلت بهذا نزلت بالمعنى لان مفهوم المخالفة كما لا يخفاكم عند الاصوليين ليس من المفاهيم القوية بل فيه ضعف اليس كذلك؟ مر بنا في دروس الاصول الشأن في هذه الاية في دلالتها على ان الضلالة مرتبط بعصيان النبي صلى الله عليه وسلم والاعراض عن سنته اعظم من ذلك واوضح لان الاية فيها بيان ان الهداية مشروطة بماذا بطاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم والقاعدة المعلومة عندكم ان الشرط ما يلزم من عدمه العدم فاذا انتفت طاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم انتفت الهداية واذا انتفت الهداية فماذا يكون ما ثم الا الضلال. ليس هناك منزلة بين منزلتي الهداية والضلال فالانسان اما ان يكون مهتديا واما ان يكون ضالا ولا وسط فاذا الاية دلت بدلالة الشرطية على ان الضلالة مرتبط بعصيان النبي صلى الله عليه وسلم والاعراض عن هديه كما ان الهداية مرتبطة ومشروطة باتباعه عليه الصلاة والسلام. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وفي اعادة الفعل في قوله قل اطيعوا الله واطيعوا الرسول دون الاكتفاء بالفعل الاول سر لطيف وفائدة جليلة سنذكرها عن قرب ان شاء الله تعالى وقوله فان تولوا فانما عليه ما حمل الفعل للمخاطبين واصله تتولوا. وحذفت احدى التائين تخفيفا والمعنى انه قد حمل اداء الرسالة وتبليغها وحملتم طاعته والانقياد له والتسليم كما ذكر البخاري في صحيحه عن الزهري رحمه الله انه قال من الله البيان وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم البلاغ وعلينا التسليم فان تركتم انتم ما حملتموه من الايمان والطاعة فعليكم لا عليه فانه لم يحمل طاعتكم وايمانكم وانما حمل تبليغكم وانما حمل تبليغكم اداء رسالتي اليكم فان تقيوه فهو حظكم وسعادتكم وهدايتكم وان لم تطعوا فقد ادى ما حمل وما على الرسول الا البلاغ المبين ليس عليه هداكم وتوفيق نعم وتوفيقكم الهداية امرها الى الله عز وجل واما النبي صلى الله عليه وسلم فالامر فيه على ما قال الله عز وجل ليس عليك هداهم لست عليهم بمسيطر الهداية الى الله سبحانه وتعالى. انما الواجب على النبي صلى الله عليه وسلم البلاغ والبيان. وقد اداه عليه الصلاة والسلام وبعد ذلك من اهتدى فلنفسه ومن ضلف عليها نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وقال تعالى يا ايها الذين امنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم فان تنازعتم في شيء فردوه الى الله الرسول ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر. ذلك خير واحسن تأويلا. فامر سبحانه بطاعته وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم. هذه اية جديدة ب بيان وجوب الهجرة الى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم. نعم قال رحمه الله وافتتح الاية بندائهم باسم الايمان المشعر بان المطلوب منهم من موجبات الاسم الذي نودوا وخوطبوا به كما يقال يا من انعم الله عليهم واغناه من فضله احسن كما احسن الله اليك. ويا ايها العالم علم الناس ما ينفعهم. ويا ايها الحاكم احكم بالحق ونظائره. ولهذا كثيرا ما يقع الخطاب في القرآن بالشرائع بقوله يا ايها الذين امنوا وقوله يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام وقوله يا ايها الذين امنوا اذا نودي بالصلاة من يوم الجمعة وقوله يا ايها الذين امنوا اوفوا بالعقود احلت لكم ونظائره. ففي ذلك اشارة الى انكم ان كنتم مؤمنين فالايمان يقتظم منكم كذا وكذا فانه من موجبات الايمان وتمامه. نعم. ولذلك القاعدة عند اهل السنة والجماعة ان الايمان الواجب لا يتحقق الا بفعل كل ما اوجب الله والكف عن كل ما حرم الله نعم قال رحمه الله ثم قال اطيعوا الله واطيعوا الرسول. ففرق بين طاعته وطاعة رسوله ففرق بين طاعته وطاعة رسوله في الفعل. ولم يسلط الفعل ان الاول عليها وقال واطيعوا الرسول واولي الامر منكم. فقرن بين طاعة الرسول وطاعة اولي الامر. وسلط عليهما عاملا واحدا. وقد كان ربما يسبق كالوهم ان الامر يقتضي عكس هذا فانه من يطع الرسول فقد اطاع الله ولكن ولكن الواقع في الاية هو المناسب وتحته سر لطيف هو دلالته على ان ما يأمر به رسوله تجب طاعته فيه وان لم يكن مأمورا به بعينه في القرآن. فتجب طاعة الرسول مفردة ومقرونا فلا يتوهم متوهم ان انما يأمر به الرسول ان لم يكن في القرآن والا فلا تجب طاعته فيه. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم يوشك رجل شبعان متكئ على اريكته يأتيه امر من امره فيقول بيننا وبينكم كتاب الله ما وجدناه فيه من شيء اتبعناه الا واني اوتيت الكتاب ومثله معه. نعم وفي سنن الترمذي مسند احمد وابن ماجة غيرهم ان النبي صلى الله عليه وسلم ختم هذا الحديث الصحيح بقوله الا وانما حرم رسول الله مثلما حرم الله يعني الشيء الذي حرمه رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل ما حرم الله عز وجل لا فرق كما ان الاول يجب التزامه فكذلك الثاني يجب التزامه وهذا من الامور المهمة التي يحتاج الى التذكير بها والتنبيه عليها فان من فتن هذا الزمان ان اطل بعض الضالين المضلين اطلوا على الناس من فضاء الفضائيات او خرجوا عليهم من شباك الشبكة فاصبحوا يبثون في الناس بمكر مذهب من يسمون بالقرآنيين وحقهم ان يقال انهم الزنادقة الكافرين بالقرآن كما انهم كافرون بالسنة هؤلاء الذين يزعمون انهم يكتفون بالقرآن اما ما جاء في السنة فان قبوله موقوف على عرضه على القرآن فان وافق الحديث كتاب الله قبلوه على سبيل الاعتظاد وان لم يوافقه في زعمهم فانهم يردونه ويتعللونها هنا بعلل كثيرة منها الطعن باسانيد الاحاديث هذه كتب كتبت بعد عقود طويلة من وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وما يدرينا انه قال هذا الحديث او ذاك وهل البخاري او مسلم معصومون شبه تافهة ساقطة لا تروج الا على جاهل اه لاعلم عنده او صاحب هوى ولا شك ان هذا المذهب الذي يرد سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لا شك انه مذهب كفري واول ما كفر به اصحابه كتاب الله عز وجل لان في كتاب الله وما اتاكم الرسول فخذوه وها هنا الله عز وجل قال واطيعوا الرسول ما ما امر بطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم تبعا لطاعته في هذا الموضع بالذات لهذه النكتة المهمة اطيعوا الله. هل قال والرسول او قال واطيعوا الرسول حتى يزول هذا التوهم وهو ان يظن ان طاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم واجبة بشرط ان تكون مضمومة الى كتاب الله عز وجل سنته مضمومة الى سنة الى كتاب الله. ان كان كذلك نحن نطيع اما ان تكون سنة منفردة بحكم ليس واردا في القرآن هذا ربما يثور شيء من الشك بفعل شياطين الانس والجن انه لا يلزمني قبوله. الله عز وجل احكم كتابه وفصله وفسره احسن تفسير وبين ان رسول الله صلى الله عليه وسلم واجب الاتباع استقلالا. بمعنى انه وان لم يكن الحكم الذي او امر او نهى عنه واردا في كتاب الله فيجب اتباعه عليه الصلاة والسلام فاحذاري من هذه الشبه شبه الزنادقة التي تروج على الناس مع الاسف الشديد في هذا الزمان والله انه لمن اعجب العجب ان يرى الانسان امام ناظريه هذه الاراء الغريبة والعجيبة التي ما كان يظن الانسان مع وفرة اهل العلم وطلبة العلم وانتشار الخير ان يتأثر بها من يتأثر لكن مع الاسف وجد وجد اناس ابدا وانا وقفت على شيء من ذلك يعيشون بين ظهرانينا عنده القرآن اي شيء تأتيه من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قف. وردت في القرآن ما وردت ما يلزمني طيب كيف يصلي هل يمكن ان تصلي دون ان تحتاج الى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم يكفي هذا الامر الامر بالصلاة في كتاب الله جاء ماذا؟ مجملا بيانه وتفسيره وتفصيله في السنة كيف يصلي كل هؤلاء يصلون باهوائهم اصلي بشيء هو يصوم على حسب ما يتخيل له يحج كذلك لا يفعل ما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يا الله العجب وصدق الله فان لم يستجيبوا لك فاعلم ان ما يتبعون اهواءهم. القضية كلها ان هؤلاء عندهم اهواء والله ليس لهم شبهة تستحق الوقوف عندها انما هي اهواء في نفوسهم تجارى تتجارى بهم الاهواء نسأل الله السلامة والعافية. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله واما اولي الامر فلا تجب طاعة احدهم الا اذا اندرجت تحت طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم لا طاعة مفردة مستقلة كما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال على المرء السمع والطاعة فيما احب وكره ما لم يؤمر بمعصية الله. فان امر بمعصية الله فلا سمع ولا طاعة. فتأمل كيف اقتضت اعادة هذا المعنى قوله تعالى فردوه الى الله والرسول. ولم يقل والى الرسول فان الرد الى القرآن رد الى الله والرسول والرد الى السنة رد الى الله والرسول. فما يحكم به الله هو بعينه حكم رسوله صلى الله عليه وسلم. وما يحكم به الرسول صلى الله عليه هو بعينه حكم الله. ولذا يجوز ويحق لك ان تقول في حكم وارد في القرآن ان تقول هذا حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم. صح ولا لا وفي حكم ورد في حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ان تقول هذا حكم الله صح ولا لا وهذا باجماع المسلمين وان كان هذا الرد باعتباريه الرد الى الله عز وجل نسبة الحكم اليه لان الحكم له ان الحكم الا لله اما الرد والاظافة الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فباعتبار انه المبلغ باعتبار انه المبلغ عن الله صلى الله عليه وسلم. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله فاذا رددتم الى الله ما تنازعتم فيه يعني الى كتابه فقد رددتموه الى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم. وكذلك اذا اردت وكذلك اذا ردت اذا رددتموه الى رسوله صلى الله عليه وسلم فقد رددتموه الى الله والرسول صلى الله عليه وسلم وهذا من اسرار وهذا من اسرار القرآن وقد اختلفت الرواية عن الامام احمد في اولي الامر فعنه فيهم روايتان احدهما انهم العلماء والثانية انهم الامراء والقولان ثابتان عن الصحابة في تفسير الاية. نعم الخلاف فيها بين اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ثابت فالقول بان اولي الامر في الاية هم الامراء يعني الحكام والسلاطين الذين ولايتهم ولاية شرعية تفسير اولي الامر بهم قاله ابو هريرة رضي الله عنه فقال ابن عباس رضي الله عنهما في احدى الروايتين عنه وهو اختيار كثير من اهل العلم ومنهم شيخ المفسرين ابن جرير رحمه الله القول الثاني ان اولي الامر في هذه الاية هم العلماء وهذه الرواية الثانية عن ابن عباس رضي الله عنهما وهو قول جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما فالخلاف فيها حاصل بين اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. والمؤلف يميل الى الجمع بين التفسيرين فكلاهما حق. نعم قال رحمه الله والصحيح انها متناولة للصنفين جميعا فان العلماء والامراء هم ولاة الامر الذي بعث الله به رسوله. فالعلماء ولاتهم حفظا وبيان وبلاغا وذبا عنه وردا على من الحد فيه وزاغ عنه. وقد وكلهم الله بذلك فقال تعالى فان يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين فيا لها من وكالة اوجبت طاعتهم والانتهاء الى امرهم وكون الناس تبعا لهم. نعم. ومن ذلك قول الله عز وجل ولو ردوه الى الرسول والى اولي الامر منهم فاولو الامر في هذه الاية على وجه الخصوص قطعا هم العلماء نعم قال رحمه الله والامراء ولاة قياما ورعاية وجهادا والزاما للناس به. واخذهم على يد من خرج عنه. وهذان الصنفان هم الناس وسائر الانساني تبع لهم ورعية. ثم قال تعالى فان تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر. وهذا دليل قاطع على ان من يجب على انه يجب رد موارد النزاع في كل ما تنازع فيه الناس من الدين كله الى الله ورسوله. لا الى احد غير الله ورسوله فمن احال الرد على غيرهما فقد ضاد امر الله. ومن دعا عند النزاع الى تحكيم غير الله ورسوله. فقد دعا بدعوى الجاهلية. بمسائل النزاع بجميعها بدون تردد في الاحكام في الحدود اذا سرق سارق نرد هذا الى قانون افرنجي او نظام وضعه اناس بشر مثلنا او نحيل الامر في ذلك الى حكم الله رب الناس سبحانه وتعالى الواجب ها هنا رد التنازع الى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم واولى من ذلك واوجب في رد المتنازع فيه ما يتعلق بجانب الاعتقاد هل نرد ذلك الى ترهات تدعى عقلية او الى مناهج كلامية او الى سفسطات فلسفية او نرد ذلك الى كتاب الله ورسوله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ان اخذ بما جاء فيهما هذا هو الذي يجب ان يرد التنازع في كل صغير وكبير الى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله فلا يدخل العبد في الايمان حتى يرد كل ما تنازع فيه المتنازعون الى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم. ولهذا قال تعالى ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر. وهذا مما ذكرناه انفا انه شرط ينتفي المشروط بانتفائه. فدل على ان من حكم غير الله ورسوله صلى الله عليه وسلم في موارد النزاع كان خارجا عن مقتضى الايمان بالله واليوم الاخر. وحسبك بهذه الاية القاصمة العاصمة بيانا وشفاء فانها قاسمة لظهور المخالفين لها. عاصمة فانها قاسمة لظهور المخالفين لها. عاصمة للمستمسكين بها. الممتثلين لما امرت به ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة وان الله لسميع عليم. اي والله اية عاصمة قاصمة نعم فقد اتفق السلف والخلف على ان الرد الى الله هو الرد الى كتابه. والرد الى رسوله صلى الله عليه وسلم هو الرد اليه في حياته والرد الى سنته بعد وفاته صلى الله عليه وسلم ثم قال تعالى ذلك خير واحسن تأويلا. اي هذا الذي امرتكم به من طاعتي وطاعة رسولي واولي الامر ورد ما تنازعتم فيه الي والى رسولي خير لكم في معاشكم ومعادكم. وهو سعادتكم في الدارين فهو خير لكم واحسن عاقبة فدل هذا على ان طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وتحكيم الله ورسوله صلى الله عليه وسلم هو سبب السعادة عاجلا واجلا. وان تدبر عالم وشرور الواقعة فيه علم ان كل شر في العالم فسببه مخالفة الرسول صلى الله عليه وسلم والخروج عن طاعته وكل خير في العالم فانما هو بسبب طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم. وكذلك شرور الاخرة والامها وعذابها انما هي موجبات مخالفة الرسول صلى الله عليه وسلم قضاياتها فعاد شر الدنيا والاخرة الى مخالفة الرسول صلى الله عليه وسلم وما يترتب عليه. فلو ان الناس اطاعوا الرسول صلى الله عليه وسلم طاعته لم يكن في الارض شر قط. ما احسن هذا الكلام هذه قاعدة جليلة ينبغي ان تراعى وتلاحظ لو ان الناس اطاعوا الرسول صلى الله عليه وسلم حق طاعته لم يكن في الارض شر قط فالله عز وجل يقدر الشرور التي تقع عقوبة للناس ظهر الفساد في البر والبحر باي سبب يا عباد الله بما كسبت ايدي الناس فالمعاصي عصيان امر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم سبب وجود الفساد والشرور ولو ان الناس استقامت على الخير والهدى لكان الحال غير الحال ولذلك عيسى عليه السلام اذا نزل في اخر الزمان وسينزل قطعا صلى الله عليه وسلم سيعيش الناس احسن حال واهنأه والسبب ان الخير هو الذي سيكون فاشيا والطاعة هي الغالبة فبالتالي تهنأ الناس في احوالهم تستقيم امورهم ويعيشون عيشا رغيدا بخلاف الامر اذا عصي الله ورسوله صلى الله عليه وسلم فما نزل ذنب فما نزل آآ شر الا بذنب ولا رفع الا بطاعة وتوبة. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وهذا كما انه معلوم في الشرور العامة والمصائب الواقعة في الارض فكذلك هو في الشر والالم والغم الذي يصيب العبد في نفسه فانما هو بسبب مخالفة الرسول صلى الله عليه وسلم. قال صلى الله عليه وسلم وجعل الذلة والصغار على من خالف امري نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله والا فطاعته هي الحصن الذي من دخله فهو من الامنين. والكهف الذي من لجأ اليه فهو من الناجين وجرب تجد تصديق ذلك جرب ان تلتزم طاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف تجد في نفسك السرور والهناء والطمأنينة وزوال الهموم والغموم ولو ضعفت الحال تشعر انك اسعد الناس اذا التزمت بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم تشعر كأنه قد حيزت لك الدنيا جميعا انك اسعد من اعظم ملوك الارض ولكن من فقد ذلك طاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم وخذ واضل انه والعياذ بالله لو حيزت له كل الملذات فانه في تعاسة ولذلك انظر اكثر حالات الانتحار بالتتبع والاحصاءات في بلاد لا ينقصها تقدم تقني ولا رغد عيش ولا مستوى كما يقولون معيشي عالي تجد ان حالات الانتحار لان هؤلاء المنتحرون ملوا من الحياة وصلوا الى درجة من اليأس والقنوط وكراهية انفسهم وحياتهم الى درجة شعروا انه لا بد من التخلص من هذه الحياة فانتحروا. نسأل الله السلامة والعافية عجيب اذا هذا يرشد العاقل الى ان لذات الدنيا ليست سببا السعادة اي والله انما السعادة في الطاعة هذه قاعدة مطردة لا تتخلف السعادة في الطاعة. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله فعلم ان شرور الدنيا والاخرة انما هي فيه. انما هي الجهل بما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم والخروج عنه وهذا برهان قاطع على انه لا نجاة للعبد ولا سعادة الا باجتهاده في معرفة ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم علما والقيام به عملا وكمال هذه السعادة بامرين اخرين احدهما دعوة الخلق اليه والثاني صبره وجهاده على تلك الدعوة. هؤلاء حازوا اعلى مراتب السعادة والتوفيق الذين جمعوا بين الامور الاربعة العلم والعمل والدعوة والصبر هؤلاء هم الناجون الذين لهم كمال النجاة وكمال السعادة والعصر ان الانسان لفي خسر الا الذين امنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله فانحصر الكمال الانساني في هذه المراتب الاربعة احداها العلم بما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم الثانية العمل به الثالثة بثه في الناس ودعوتهم اليه. الرابعة صبره وجهاده في ادائه وتنفيذه. ومن تطلعت همته الى معرفة ما كان عليه الصحابة واراد اتباعهم فهذه طريقتهم حقا فان شئت فان شئت وصل القوم فاسلك طريقهم فقد فقد وضحت للسالكين عيانا. طلاب العلم عليهم ان يضعوا هذه الوصية نصب اعينهم من تطلعت همته الى معرفة ما كان عليه الصحابة واراد اتباعهم فهذه طريقتهم حقا عليك ان تجمع همتك وتحصرها في تحقيقها هذه الامور الاربع العلم العمل الدعوة الصبر نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وقال تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم قل ان ضللت فانما اضل على نفسي وان اهتديت فبما يوحي الي ربي انه سميع قريب. فهذا نص صريح في ان هدى الرسول صلى الله عليه وسلم انما حصل بالوحي. فيا عجبا كيف يحصل الهدى لغيره من الاراء والعقول المختلفة والاقوال المضطربة ولكن من يهدي الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا. فاي ضلال اعظم من ضلال من يزعم ان لا تحصل بالوحي ثم يحيل فيها على عقل فلان ورأي ورأي فلتان وقول زيد وعمرو. فلقد فلقد عظمت نعمة الله على عبد عافاه من هذه البلية العظمى والمصيبة الكبرى والحمد لله رب العالمين. اي والله. احمد ربك يا ايها السني ان عافاك الله من هذه البلية العظمى التي تجمع التعاسة والخذلان جميعا هذا الذي يجد في نفسه حرجا من نصوص الكتاب والسنة ليست في عينه كافية لحصول الهداية سنحتاج ان نطلب الهداية من غيرها اقول لك هذه ادلة نقلية هكذا يعني كانه يأخذها باطراف اصابعه ادلة نقلية ظن لا تخرج عن الظن والتخمين طيب اين اجد الهداية الهداية تجدها في القطعيات وهي العقليات وحقها ان تكون وهميات فان العقل والشرع ينبغي ان يعلم فيهم ما يأتي. اولا انهما امران مقترنان متفقا لا يختلفان ومع ذلك ينبغي ان نلاحظ امر ثان وهو ان العقل تابع وان النقل متبوع وان العقل خادم وهذا الامر الثالث وان النقل مخدوم الله عز وجل ما اعطانا العقول لاجل ان نستقل بها في تحصيل الهداية او ان تكون شريكة للنقل في ذلك كلا والله الله عز وجل اعطانا العقول لتكون الة لفهم النقول تكون الة لفهم النقل حتى تفهم النقل انت بحاجة الى العقل وليس ان تجعل العقل ميزانا للنقل فما وافقه قبل وما خالفه في زعمك رد هذا امر غير صحيح. اذا تنبه يا عبد الله الى هذه الضوابط الثلاثة. التي تلخص لك المذهب الحق في العلاقة بين العقل والنقل اولا العقل والنقل ونريد بالنقل الكتاب والسنة. العقل والنقل متفقان مؤتلفان ايختلفان ثانيا العقل تابع والنقل متبوع فان توهمت حصول تدافع وتعارض بين العقل والنقل فالمقدم النقل والمؤخر العقل القاعدة الثالثة العقل خادم والنقل مخدوم العقل وظيفته ان يخدم النقل يستبين ويعرف ويدرك ويفهم ويستنبط من خلاله الة لا انه ميزان وعيار المقبول والمردود من النقل مرجعه الى العقل حاشا وكلا هذا هو الحق في هذا الباب الذي ضل فيه كثير من الناس والحمد لله على الهداية. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وقال تعالى الف لام ميم صاد. كتاب انزل اليك فلا يكون في صدرك حرج منه لتنذر به وذكرى للمؤمنين اتبعوا ما انزل اليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه اولياء قليلا ما تذكرون. فامر سبحانه باتباع ما انزل على رسوله صلى الله عليه وسلم ونهى عن اتباع غيره. فما هو الا اتباع المنزل او اتباع اولياء من دونه. فانه لم يجعل بينهما واسطة. فكل من لم يتبع الوحي فانما اتبع الباطل واتبع اولياء من دون الله. وهذا بحمد الله ظاهر لا خفاء به. اذا الانسان امامه طريقان في هذه الحياة لا ثالث لهما اتباع الوحي الكتاب والسنة او اتباع غيرهما وعليه الطريق الاولى الهداية والطريق الثانية الضلال. وليس ثمة طريق ثالثة اتبعوا ما انزل اليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه اولياء هذا هو الهدى وهذا هو الضلال. فان لم يستجيبوا لك فاعلم ان ما يتبعون اهواءهم ومن اضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله ما ثمة منزلة بين المنزلتين هنا اما اتباع النبي صلى الله عليه وسلم. او الارتكاس في الضلال نعوذ بالله من الضلال ولعل هذا القدر فيه كفاية والله تعالى اعلم وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه اجمعين