بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لشيخنا وانفع به يا رب العالمين. قال ابن القيم رحمه الله تعالى في الرسالة التبوكية فقال تعالى ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني دخلت مع الرسول سبيلا يا ويلتا ليتني لم اتخذ فلانا خليلا. لقد اضلني عن الذكر بعد اذ جاءني وكان الشيطان للانسان خذولا فكل من اتخذ خليلا غير الرسول صلى الله عليه وسلم اتركوا لاقواله واراءه ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم فانه قائل هذه المقالة لا محالة ولهذا فانه سبحانه لم يعين هذا الخليل وكنا عنه باسم فلان اذ لكل متبع اولياء من دون الله فلان وفلان فهذا حال هذين الخليلين المتخالين على خلاف طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم. ومآل تلك الخلة الى العداوة واللعنة كما قال تعالى الاخرين يومئذ بعضهم لبعض عدو الا المتقين. احسنت ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له. ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا اما بعد ولا يزال المؤلف الامام ابن القيم رحمه الله بهذه الرسالة الموصومة بالتبوكية يوالي ذكرى الادلة على وجوب الهجرة الى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم فاورد ها هنا هذه الايات العظيمة من سورة الفرقان قال جل وعلا ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا سبيلا يوصل الى رضوان الله والجنة باتباعه صلى الله عليه وسلم يعض على يديه لا على يد واحدة وهذا انما هو فعل النادم ندما شديدا والمفجوعة انما هذا فعل المفجوع على حاله يعض على يديه الاصل ان هذا الفعل يتعدى بنفسه تقول عض يديه لكن تعديته بعلى هنا تفيد شدة هذا العض لان الندم والاسف والحسافة عظيمة شديدة والاية على ظاهرها على الصحيح من كلام اهل العلم انه يعض على يديه حقيقة وهذا مسبب عن عظيم ندمه واسفه حينما خسر كل شيء وادرك ذلك لكن حيث لا ينفعه الندم ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا يا ويلتا كلمة اسف وتحسر يا ليتني لم اتخذ فلانا خليلا يا ويلة ليتني لم اتخذ فلانا خليلا كلمة فلان يستعملها العرب للكناية عن الاعلام وهي تفيد الشياع التام تقال ويراد بها او تصلح لان تكون مرادا بها اي واحد من الناس والمؤلف رحمه الله يقول ان الله سبحانه وتعالى كنا بهذه الكلمة وهي لم ترد في القرآن الا في هذا الموضع كلمة فلان لم ترد في القرآن الا في هذا الموضع. يقول كنا بها اوكنا عنه باسم فلان اذ لكل متبوع لكل لكل متبع اولياء. من دون الله فلان وفلان يعني انه في الغالب ان يكون لكل ظالم ظلم نفسه خليل يضله فكلمة فلان تصلح لكل من كانت هذه حاله هو الذي اضله والمشهور في كتب التفسير ان هذه الاية نزلت في عقبة ابن ابي معيط اذ كانت له خلة عظيمة مع ابي ابن خلف فما لا عقبة الى دين النبي صلى الله عليه وسلم مال الى الاسلام لكن اثر الخليل كان اشد واعظم فلم يزل به حتى ارتكس ورجع عن هذه الرغبة فظل واستمر على كفره عياذا بالله كان قريبا من الهداية كان قريبا من السعادة كان قريبا من النجاة كان قريبا من ان يكون من اعظم الناس قدرا من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لكن اثر خليلي كان عظيما فاضله والعياذ بالله يا ويلتا ليتني لم اتخذ فلانا خليلا لقد اظلني عن الذكر بعد اذ جاءني هذا يدلك على خطر الخلة والصداقة والصحبة اذا لم تكن مبنية على اساس تقوى الله عز وجل ولذا اذا اردت ان تعرف خليلك اهو خليل خير؟ ام هو خليل شر فانظر فيما يرغبك فيه او يرغبك عنه ان رأيته يرغبك في الخير بالقرآن في السنة في اتباع الدليل في طاعة الله تعلم انه خليل خير وانها نعمة الخلة نعمة الخلة هذه الخلة اما اذا رأيته على الضد من ذلك فدعك منه فانه يخشى ان تكون حالك حال من اخبر الله عز وجل عنه من يعض على يديه الما وحسرة حينما يخسر الخسران المبين والسبب خليله الذي اضله عن الحق الله المستعان نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وقد ذكر تعالى حال هؤلاء الاتباع وحال من اتبعوهم في غير موضع من كتابه كقوله تعالى يوم تقلب وجوههم في النار يقولون يا ليتنا اطعنا الله واطعنا الرسول. وقالوا ربنا انا اطعنا سادتنا وكبراءنا فاضلونا السبيل. ربنا اتهم من العذاب والعنهم لعنا كبيرا. تمنى القوم طاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم حين لا ينفعهم ذلك. واعتذروا بانهم اطاعوا كبراءهم ورؤساءهم واعترفوا بانهم لا عذر لهم في ذلك وانهم اطاعوا السادات والكبراء وعصوا الرسول وآلت تلك الطاعة والموالاة الى قولهم ربنا اتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعنا كبيرا. وفي بعض هذا عبرة للعاقل وموعظة شافية. وبالله التوفيق وقال تعالى فمن اظلم ممن افترى على الله كذبا او كذب باياته اولئك ينالهم نصيبهم من الكتاب حتى اذا جاءتهم رسلنا يتوفونهم قالوا اينما كنتم تدعون من دون الله قالوا ضلوا عنا وشهدوا على انفسهم انهم كانوا كافرين. قال ادخلوا في امم قد خلت من قبلكم من الجن والانس في النار كلما دخلت امة لعنت اختها حتى اذا اداركوا فيها جميعا قالت اخراهم لاولاهم ربنا هؤلاء يضلونا فاتهم عذابهم من النار قال لكل ضعف ولكن لا تعلمون. وقالت اولاهم لاخراهم فما كان لكم علينا من فضل فذوقوا العذاب بما كنتم تكسبون فليتدبر العاقل هذه الايات وما اشتملت عليه من العبر. قوله تعالى افطر على الله كذبا او كذب باياته ذكر الصنفين المبطلين احدهما منشئ الباطل والفرية وواضعها وداع الناس اليها. والثاني المكذب بالحق فالاول كفره بالافتراء وانشاء الباطل والثاني كفره بجحود الحق وهذان النوعان يعرضان لكل مبطل فان انضاف الى ذلك دعوته الى باطل وصد الناس عن الحق استحق تضيف العذاب لتضاعف كفره وشره. ولهذا قال تعالى الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله زدناهم عذابا فوق العذاب بما كانوا يفسدون فلما كفروا وصدوا عباده عن سبيله عذبهم عذابين عذابا بكفرهم وعذابا بصدهم عن سبيله. نعم الكفر كله عظيم وعذاب اهله غليظ الا ان بعض الكفر اشنع من بعض وبعضه اغلظ من بعض واسباب تفاوت الكفر ترجع الى ثلاثة وصلها ابن القيم رحمه الله في كتابه طريق الهجرتين اولا العقيدة الكافرة نفسها فبعض الكفر اغلظ من بعض فان من جحد الله عز وجل كحال الملاحدة لا شك ان كفره اعظم من كفر اهل الكتاب اليس كذلك ثانيا يغلظ الكفر يغلض الكفر بحسب معاندة الحق فكلما كان الكافر اشد عنادا للحق بعض بعد ظهوره له فان كفره اغلظ ولذا كفر اليهود الذين كانوا يعرفون الرسول صلى الله عليه وسلم كما يعرفون ابناءهم اشد من كفر غيرهم بسبب عظيم عنادهم للحق بعد تجليه له والسبب الثالث ان الكفر يغلظ بحسب ما يصاحبه من السعي في اطفاء نور الله والصد عن سبيل الله وهو ما اشار اليه المؤلف وها هنا وهذا الذي جاء فيه قول الله عز وجل الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله زدناهم عذابا فوق العذاب بما كانوا يفسدون دل هذا على ان هذا الكفر يغلظ بحسب بحسب ما يصاحبه من السعي في الصد عن سبيل الله عز وجل ائمة الكفر الصادون عن سبيل الله المعادون لاولياء الله المعذبون للداعين الى الله لا شك انهم اغلظوا كفرا من راهب يتعبد في صومعته على رأس جبل ولا يؤذي احدا من المسلمين ولا يعارض دين الله والكل في الكفر سواء الا ان الامر ها هنا انما هو في تفاوت بعض الكفر على بعض المقصود ان المؤلف رحمه الله ينبه ها هنا الى ان هذا الكفر الذي يكون اما من انشاء الكذب وافتراءه على الله او من جهة جحود الحق اذا انضاف اليه الصد عن سبيل الله كانت الخسارة اشد وكان الكفر اغلظ وكان العذاب اعظم نعوذ بالله من هذه الحال. نعم. احسن الله اليكم. قال رحمه الله وحيث يذكر الكفر المجرد لا يعدد العذاب كقوله وللكافرين عذاب اليم وقوله تعالى اولئك ينالهم نصيبهم من الكتاب يعني ينالهم ما كتب لهم في الدنيا من الحياة والرزق وغير ذلك. حتى اذا جاءتهم رسولنا يتوفونهم قالوا اينما كنتم تدعون من دون الله اينما كنتم توالون فيه وتعادون فيه وترجونه وتخافونه من دون الله. قالوا ضلوا ان زالوا وفارقوا وبطلت تلك الدعوة وشهدوا على انفسهم انهم كانوا كافرين قال ادخلوا في امم قد خلت من قبلكم من الجن والانس في النار ادخلوا وفي جملة هذه الامم كلما دخلت امة لعنت اختها حتى اذا اداركوا فيها جميعا قالت اخراهم لاولاهم كل امة متأخرة ظلت باسلافها ربنا هؤلاء اضلونا فاتي معذابا ضعفا من النار. ضاعف عليهم ضاعف عليهم ضاعف عليهم العذاب بما اضلونا وصدونا عن طاعة رسلك قال الله تعالى لكل ضعف من الاتباع والمتبوعين بحسب ضلاله وكفره. ولكن لا تعلمون لا تعلم كل طائفة بما في اختها من العذاب المضاعف وقالت اولاهم لاخراهم فما كان لكم علينا من فضل فانكم جئتم بعدنا فارسلت فيكم الرسل وبينوا لكم الحق وحذروكم من ضلالنا ونهوكم عن اتباعنا وتقليدنا فابيتم الا اتباعنا وتقليدنا وترك الحق الذي اتتكم به الرسل فاي فضل كان لكم علينا وقد ضررتم كما ظللنا وتركتم الحق كما تركناه فظللتم انتم بنا كما كما ظللنا نحن بقوم اخرين. فاي فضل لكم علينا فذوقوا العذاب بما كنتم تكسبون. فلله ما اشفاها من موعظة وما ابلغها من نصيحة لو صادفت من القلوب حياء. فان هذه الايات وامثالها مما مما تذكر قلوب السائلين الى الله واما اهل البطالة الثكلة فليس عندهم من ذلك خبر. الله المستعان. لا شك ان يوم القيامة يوم عظيم فانه يكون فيه البراءة واللعن والكفر من بعض هؤلاء الكافرين الظالمين لبعض كما ان اهل الايمان والصالحين من الملائكة والانبياء وغيرهم من اولياء الله يتبرأون من الكافرين فهذا اليوم يوم عظيم تكون فيه براءة عظيمة حيث ينفصل الحق عن الباطل ويتميز يوم تجلى فيه الحق ويتميز اهله وكذلك الباطل واهله ومن ذلك ان بعض الكفار يتبرأ بعض يتبرأون من بعض ورأس اولئك الشيطان انه ايضا يتبرأ وقال الشيطان لما قضي الامر ان الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فاخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان الا ان دعوتكم فاستجبتم لي لم يكن هناك ارغام ولا حشد بالقوة الى سبيل الباطل انما كانت دعوة وكان الخيار لكم اتاكم الله النجدين عندكم قدرة ولكم اختيار عندكم قدرة في سلوك طريق الحق وارادة ومشيئة واختيار ان تسلكوه لكن شقوتكم غلبتكم غلبتكم فذوقوا ما كنتم تكسبون ليس للشيطان عليهم سلطان الا من سبيل الدعوة والوسوسة ولكن هذا لا يزال اه لا تزال القدرة ولا تزال المشيئة حاصلة معهم فبامكان هؤلاء ان يحصل الشيطان ولا يطيعوه لكن ومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئا نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله فصل فهذا حكم الاتباع والمتبوعين المشتركين في الضلالة. واما الاتباع المخالفين المخالفون لمتبوعيهم العادلون عن طريقتهم الذين يزعمون انهم تبع لهم وليسوا متبعين لطريقتهم فهم المذكورون في قوله تعالى اذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الاسباب. وقال الذين اتبعوا لو ان لنا كرة فنتبرأ منهم كما تبرأوا منا. كذلك يريهم الله اعمالهم عليهم وما هم بخارجين من النار فهؤلاء المتبوعون كانوا على الهدى واتباعهم ادعوا انهم على طريقتهم ومنهاجهم وهم مخالفون لهم سالكون غير طريقهم. يزعمون انهم يحبونهم وان محبتهم لهم تنفعهم مع مخالفتهم لهم. فيتبرأون منهم يوم القيامة فانهم اتخذوهم اولياء من دون الله. وظنوا وظنوا ان هذا اتخاذ ينفعهم وهذه حال كل من اتخذ من دون الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وليدة واولياء يوالي لهم ويعادلهم نعم ثم اورد المؤلف رحمه الله ما يتعلق بحال الذين يتبعون الصالحين الا انهم يبالغون في اتباعهم حتى وصلوا بهم الى حد الالوهية واتخاذهم احبارا ورهبانا يحلون هؤلاء التابعون ما رأى اولئك انه حلال باجتهادهم وهؤلاء يرون النص لكنهم يخالفون الحق اتباعا لاولئك الصالحين فالصالحون معذورون في اجتهادهم الخاطئ لكن هؤلاء المقلدون الذين ظهر لهم الحق ليسوا معذورين في التحليل والتحريم لان الله عز وجل ما امر باتباع احد اتباعا مطلقا الا رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن عاداه فلا يجوز اتباعه الا اذا وافق قوله قول الله ورسوله صلى الله عليه وسلم قال فهم المذكورون في قوله تعالى اذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا. يريد المؤلف ان هؤلاء الذين اتبعوا هؤلاء صالحون ملائكة عبدوا من دون الله كما فعل بعض المشركين وعيسى عليه السلام يعبد من دون الله كما فعلت النصارى والنبي صلى الله عليه وسلم عبده كثير من هؤلاء القبوريون وغيرهم من الاولياء والصالحين الذين ليسوا على طريقة هؤلاء المشركين. وحاشاهم هؤلاء يقول المؤلف رحمه الله انهم يتبرأون يوم القيامة من هؤلاء الذين عبدوهم للتبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا و المشهور في كتب التفسير ان هذه الاية على نسق ما سبق من ان رؤساء الكفار ومقدميهم هم الذين يتبرأون منا تابعيهم ولذلك كثير من المفسرين فسرها بهؤلاء القادة الذين قم مع الكفار مشتركون في الكفر والعذاب لكن هؤلاء السادة وهؤلاء الاتباع فيتبرأ السادة من الاتباع فيقول الاتباع وهم يتمنون ان تكون لهم كرة يقولون فنتبرأ منهم كما تبرأوا منا وبعضهم حمل هؤلاء الذين اتبعوا على الشياطين كما قاله طائفة من السلف والمؤلف نفسه رحمه الله في كتابه طريق الهجرتين ما لا الى هذا ان هذه الاية هي التبرأ الذين اتبعوا هي على نسق ما قبلها ببراءة اتباع متبوعي الكفار من التابعين وهذا الاقرب والله اعلم بقرينة قوله تعالى وقال الذين اتبعوا لو ان لنا كرة فنتبرأ منهم كما تبرأوا منا على كل حال الاصناف كلها تتبرأ يوم القيامة من هؤلاء الذين اتبعوا غير سبيل الحق فالشياطين ورأسهم ابليس كما مر بنا قبل قليل يتبرأ من اتباعه وكذلك السادة والرؤساء يتبرأون كما مر في الاية التي شرحها المؤلف رحمه الله انفا وكذلك الصالحون فالملائكة يتبرأون ممن عبدوهم تبرأنا اليك ما كانوا ايانا يعبدون يريدون انهم كانوا يعبدون الجن كذلك اه الانبياء والصالحون ومنهم عيسى عليه السلام يتبرأ من حال هؤلاء كفار فالكل على كل حال يتبرع الرؤساء يتبرأون من اتباعهم والصالحون يتبرأون ممن اتبعهم على غير سبيل الحق وكذلك التابعون يتبرأون من متبوعيهم كما قال الخليل عليه الصلاة والسلام ثم يوم القيامة يكفر بعضكم ببعض ويلعن بعضكم بعضه كل يتبرأ من الاخر واتخذوا من دون الله الهة ليكونوا لهم عزا كلا سيكفرون بعبادتهم ويكونون عليهم ضد نسأل الله السلامة والعافية نعم وهذه احسن الله اليكم قال رحمه الله وهذه حال كل من اتخذ من دون الله ورسوله وريجة واولياء يوالي لهم ويعادي لهم ارضى لهم ويغضب لهم فان اعماله كلها باطلة. يراها يوم القيامة حسرات عليه مع كثرتها وشدة تعبه فيها ونصبه. اذ لم يجرد موالاة اذ لم يجرد موالاته ومعاداته ومحبته وبغضه وانتصاره وايثاره لله ورسوله. فابطل الله عز وجل ذلك العمل كله وقطع تلك الاسباب ولذلك على كل عاقل ان يحذر تلبيس الشيطان فان من الناس من ينصب له متبوعا يعقد عليه الولاء والبراء والقبول والرد والمحبة والبغض وهذه طريقة اهل الاهواء والبدع وليست طريقة اهل السنة والجماعة اهل السنة هم الذين ليس لهم احد يعقدون عليه وعلى محبته وعلى ولايته وعلى قبول قوله الولاء والبراء الا رسول الله صلى الله عليه وسلم اما من ينصب له انسانا يجعله عيارا على الحق وبالتالي من وافق هذا الامام قرب ومن خالفه ابعد وليس هذا لاجل اتباع الكتاب والسنة انما لهوى لهؤلاء في شيخهم وامامهم هؤلاء ينبغي ان يحذروا تلبيس الشيطان فانه قد يصور ذلك في صورة محبة العلماء والاشياخ واحترامهم واجلالهم لكن ينبغي ان يكون عند الانسان فرقان عظيم وتمييز يتبين به الفرق بين التعصب والمحبة قدر العلماء معلوم محبتهم اجلالهم هذا مما لا يختلف فيه لكن التعصب والتقليد الاعمى وحمية الجاهلية وتنصيب شخص او اشخاص معينين يعتقد ان الحق لا يخرج عنهم وبالتالي فكل من خالفهم في رأي او اجتهاد فانه مغضوب عليه هذه ليست طريقة السلف واتباعهم هذه طريقة الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعة واحيلك يا طالب العلم الى ما ذكر شيخ الاسلام رحمه الله في اوائل المجلد العشرين من مجموع الفتاوى فان فيه كلاما يحتاج اليه لا سيما في هذا العصر المقصود ان اهل السنة اهل تجريد اهل اتباع لا يغضبون الا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يوالون ولا يعادون الا على السنة وقول كل احد عندهم موزون بميزان الشرع اقوال الاشياخ والعلماء يستدل لها وليس انه يستدل بها فاذا قال الشيخ صار قوله دليلا يا سبحان الله ولا يسأل عن دليله حذاري يا عباد الله من الوقوع في هذه الهلكة هذه ابرز علامة لاهل السنة وهي انهم يتجردون للحق ولا يرفعون رأسا بكل قول خالف قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يعظم في نفوسهم ان يقولوا فلان اخطأ حاشا رسول الله صلى الله عليه وسلم انما كل من عداه متى ظهر ان قوله اذا وزن بميزان الشرع مخالف له فانه يرد ولا يبالون مع الحفاظ على المكانة والمقام هذا شيء لا يختلف عليه لكن لابد من التفريق بين المقامين واحيلك الى كلام نفيس لابن القيم رحمه الله ذكره في التفريق بين المقامين مقام المحبة والاجلال ومقام التعصب والتقليد الاعمى ذكره في اواخر كتابه الروح ذكر فصلا نافعا فيه جملة من الفروق التي يحتاج الى معرفتها ومنها هذا الامر وكثيرا يا اخوتاه ما يختلط هذا بهذا يعود بعض الناس الى الشيء الذي هم اه يذمون الاخرين عليه من التعصب والتحزب وتقليد المقيت وهذا والله مما قطع اواصر المحبة والاخوة بين كثير من المسلمين والله المستعان نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ان لم يجرد موالاته ومعاداته ومحبته وبغضه وانتصاره وايثاره لله ورسوله. فابطل الله فابطل الله عز وجل دل ذلك العمل كله فقطع تلك الاسباب وهي الوصل والموالاة التي كانت بينهم في الدنيا لغيره كما قال وتقطعت بهم الاسباب. فانقطعوا يوم القيامة كل سبب ووصلة ووسيلة ومودة وموالاة كانت لغير الله. ولا يبقى الا السبب الواصل بين العبد وبين ربه. وهو حظه من الهجرة اليه والى رسوله وتجريد عبادته وحده ولوازمها من الحب والبغض والعطاء والمنع والموالاة والمعاداة والتقريب والابعاد وتجريد متابعة رسوله وترك اقوال غيره لقوله وترك كل ما خالف ما جاء به والاعراض عنه وعدم الاعتداد به وتجريد متابعته تجريدا محضا بريئا من شوائب الالتفات الى غيره فضلا عن الشرع بينه وبين غيره فضلا عن تقديم قول غيره عليه فهذا السبب هو الذي لا ينقطع بصاحبه. وهذه هي النسبة التي بين العبد وبين ربه. وهي نسبة العبودية المحضة. وهي اخريته التي يجول التي يجول ما يجول ثم اليها مرجعه نقي الفؤاد حيث شئت من الهوى ما الحب الا للحبيب الاول كم منزل في الارض يألفه الفتى وحنينه ابدا لاول منزلي. وهذه النسبة هي التي تنفع العبد فلا ينفعه غيرها في الدور الثلاثة. يعني دار الدنيا ودار البرزخ ودار القرار. فلا قوام له ولا عيش ولا نعيم ولا فلاح الا بهذه النسبة وهي السبب الواصل بين العبد وبين الله. ولقد احسن القائل حيث قال اذا تقطع حبل الوصل بينهم فللمحبين حبل غير منقطع وان تصدع شمل الوصل بينهم فللمحبين شمل غير منصدع. والمقصود ان الله سبحانه يقطع يوم القيامة الاسباب والعلق والوصلات التي كانت بين الخلق في الدنيا كلها. ولا يبقى الا السبب والوصلة التي بين العبد وبين رب به فقط وهو سبب العبودية المحضة التي لا وجود لها ولا تحقق الا بتجريد متابعة الرسل صلوات الله وسلامه صلوات الله وسلامه عليه اذ هذه العبودية انما جاءت على السنتهم وما عرفت الا بهم ولا سبيل اليها الا بمتابعتهم. وقد قال تعالى وقدمنا الى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا. نعم هذا من الامور العظيمة والجليلة التي ينبغي لمن اراد نجاة نفسه الا يغفل عنها لحظة من حياته الذي ينفعك يا عبد الله عند الله ليس نسبك حتى ولو كنت تنتسب الى سيد ولد ادم صلى الله عليه وسلم والله ان ذلك لا يغني عنك من الله شيئا هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق لما نزل عليه قوله تعالى وانذر عشيرتك الاقربين كما يروي لنا ابو هريرة رضي الله عنه فيما خرجاه في الصحيحين صعد عليه الصلاة والسلام على الصفا وقال يا معشر قريش اشتروا اشتروا انفسكم لا اغني عنكم من الله شيئا يا بني عبدي مناف اشتروا انفسكم لا اغني عنكم من الله شيئا يا عباس ابن عبد المطلب لا اغني عنك من الله شيئا يا صفية عمة رسول الله اشتري نفسك لا اغني عنك من الله شيئا يا فاطمة بنت محمد سبحان الله هذه لحمة منه صلى الله عليه وسلم ومن احب الناس اليه وهي ابنته العزيزة على نفسه ومع ذلك يخاطبه لا اغني عنك من الله شيئا سليلي من مالي ما شئت لكن عند الله لا اغنيه لا اغني عنك من الله شيئا اذا كيف بغير هؤلاء القريبين نسبا وصحبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ومع ذلك هو يقول عليه الصلاة والسلام لا اغني عنكم من الله شيئا اذا كل سبب يظن انه ينفع عند الله عز وجل سوى نسبي سوى سبب العبودية فليعلم ان فليعلم هذا المتوهم انه مخطئ وان خطأه عظيم فلا نسب ولا القاب ولا شهادات ولا انتساب الى اشياخ وائمة ومذاهب ولا شيء من ذلك ينفعك يا عبد الله عند الله بقبرك واذا قمت لرب العالمين لذلك اليوم العظيم وفي الدارين داري الجزاء لا ينفعك الا عبوديتك لله التي لا تتم بل لا تحصل الا باتباع رسوله صلى الله عليه وسلم. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله فهذه الاعمال التي كانت في الدنيا على غير سنة رسله وطريقتهم ولغير وجهه يجعلها الله هباء منثورا لا ينتفع منها صاحبها بشيء اصلا وهذا من اعظم الحسرات على العبد يوم القيامة ان يرى سعيه كله ضائعا لم ينتفع منه بشيء وهو احوج ما كان العامل الى عمله وقد سعد اهل السعي النافع بسعيهم الله المستعان. هذه مسألة عظيمة فان الناس في الاعمال اربعة اضرب الضرب الاول من اعماله على السنة لكنها لغير وجه الله وهذا حال المرائين من اهل السنة الضرب الثاني من اعمالهم خالصة لله عز وجل لكنها ليست على هدي رسوله صلى الله عليه وسلم وهذه حال عباد اهل البدع فانهم يجتهدون ويكدحون لكن ذلك لا ينفعهم عند الله عز وجل فان الله سبحانه وتعالى لا يقبل من العمل الا ما احبه سبحانه وهو الذي شرعه وبينه لنا رسوله صلى الله عليه وسلم وما احسن ما قال يحيى ابن يحيى الليثي رحمه الله ليس في خلاف السنة رجاء ثواب لا تطمح نفسك ان ولا تطمع نفسك ان تصل الى الثواب والاجر من غير طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم مهما اجتهدت ومهما عملت والله سبحانه وتعالى يقول هل اتاك حديث الغاشية وجوه يومئذ خاشعة عاملة ناصبة ثم تصلى نارا حامية الله المستعان عاملة وناصبة والنتيجة تصلى نارا حامية؟ نعم هؤلاء اعمالهم لم تكن هي التي يحبها الله ولم تكن هي التي سنها رسوله صلى الله عليه وسلم فمآلها الى ان تكون هباء منثورا لا قيمة لها عمر رضي الله عنه مرة ذات يوم بدير راهب فناداه قال يا راهب فاشرف هذا الراهب فنظر اليه عمر رضي الله عنه وبكى فقال له اصحابه ما يبكيك قال تذكرت قول الله عز وجل عاملة ناصبة تصلى نارا حامية فنعوذ بالله من الخذلان الصنف او الضرب والراب الثالث هم الذين اعمالهم ليست وفق هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا خالصة لله وهذه حال المرائين من اهل البدع والضرب الرابع هم السعداء وحدهم لا يشاركهم في السعادة احد هؤلاء الذين اعمالهم على هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم يريدون بها وجه الله هؤلاء هم الموفقون السعداء اسأل الله ان يجعلني واياكم منهم. امين. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله فصل فهذا حكم الاتباع الاشقياء. فاما الاتباع فنوعان اتباع لهم حكم الاستقلال وهم الذين قال الله عز وجل فيهم والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار والذين اتبعوهم باحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه. فهؤلاء هم السعداء الذين ثبت لهم رضا الله الذين ثبت لهم رضا الله عنهم هم اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وكل من تبعهم باحسان. وهذا يعم كل من اتبعهم باحسان الى يوم القيامة ولا ذلك بالقرن الذي رآهم رآهم في رأوهم فقط وانما خص التابعون بمن رأى الصحابة تخصيصا عرفيا ليتميز به عن من بعدهم فقيل التابعون مطلقا لذلك القرن فقط. والا فكل من سلك فهو من التابعين لهم باحسان وهو ممن رضي الله عنهم ورضوا عنه. نعم المؤلف يقول وصف التابعين هذا له اعتبارات الاعتبار الاول باعتبار آآ انطباق هذا الوصف حقيقة على المعين وهذا لا يختص بجيل دون جيل بل كل من كان من اتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم واتباع السابقين الاولين من المهاجرين والانصار فهذا ينطبق عليه فكل احد من اهل السنة والجماعة هو حقيقة من التابعين باحسان للصحابة وهناك اعتبار اخر وهو الاعتبار العرفي وهو الذي اذا اطلق هذا اللفظ لم يتبادر للاذهان سواه وهو ان التابعين هم الذين لقوا اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لكن المؤلف رحمه الله تنبه هنا الى الصنف الاول فكل من كان على نهج اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فان له حظا من هذا الوصف من التابعين لهم باحسان نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وقيد سبحانه هذه التبعية بانها تبعية باحسان ليست مطلقة ليست مطلقة فتحصل بمجرد النسبة والاتباع في شيء والمخالفة في غيره. ولكن تبعية مصاحبة للاحسان. فان الباء ها هنا للمصاحبة الاحسان في المتابعة شرط في حصول رضا الله عنهم وجناتهم. نعم. الله عز وجل بين ان التابعين باحسان لهم الوعد الذي وعد الله عز وجل به السابقين الاولين من المهاجرين والانصار فقال والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار والذين اتبعوهم باحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه واعد لهم جنات تجري تحتها الانهار خالدين فيها ابدا ذلك الفوز العظيم فاذا سمت همة احد الى ان يكون من اهل هذا الوعد عليه ان يكون من التابعين لاصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم باحسان وهذا قيد في غاية الاهمية وهذا يستلزم ان يكون الاتباع عاما بمعنى ان يلزم غرز اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وسبيله بكل شيء الاعتقاد في العمل وفي الاخلاق في الصغير وفي الكبير اما ان يوافقهم كما بين المؤلف في امر ويخالفهم في امر فهذا ليس من التابعين لهم باحسان فلا بد من ان يلزم الانسان نفسه نهج اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومن اعظم ذلك واهمه فهم كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم على ما فهموا وبالتالي فان اختراع دلالات ومفهومات وتفاسير ليس لها اثارة من علم في عهد اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فان هذا فهم مخالف للحق فلا بد ان تفهم النصوص وفق فهم السلف الصالح ورأسهم اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كذلك من اهم ما يدخل في هذا المعنى وهو الاتباع باحسان لزوم منهجهم في التلقي والاستدلال بحيث يلتزم الانسان في استدلاله بالاصول التي كانوا عليها ما الاصل عند اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا وردهم الامر عن رسوله عليه الصلاة والسلام او جاءهم الخبر من اخباره اهو ان يقاس بالعقل كما قبل في العقل قبل من هذه النصوص وما لم يقبل رد او تؤول هكذا كانوا يفعلون اكانوا يستعملون مسلك التأويل او التفويض مع نصوص الصفات ايات واحاديث اكانوا يقولون ان اخبار الاحاد لا تقبل في باب الاعتقاد اكانوا يسلكون هذه المسالك الجواب بكل تأكيد لا اذا اتباعهم باحسان يستلزم ذلك ايضا اتباعهم باحسان يستلزم السكوت عما سكتوا عنه فان سكوت اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كان عن علم ووقوفهم عن الخوض في كثير من المسائل لم يكن عن جهل ولذا المتبع لهم باحسان لا يخوض فيما سكتوا عنه ولا يتكلم في الشيء الذي اعرضوا عن الدخول فيه وهكذا ينبغي على المتبع لهم باحسان. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وقيد سبحانه هذه التبعية بانها تبعية باحسان ليست مطلقة. فتحصل بمجرد النسبة والاتباع في شيء والمخالفة في غيره. ولكن تبعية مصاحبة للاحسان فان الباء هنا للمصاحبة والاحسان في المتابعة شرط في حصول رضا الله عنهم وجناته. وقال تعالى هو الذي بعث في الاميين رسولا من يتلو عليهم اياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة. وان كانوا من قبل لفي ضلال مبين. واخرين منهم لما يلحقوا بهم وهو العزيز الحكيم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم فالاولون هم الذين ادركوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحبوه. والاخرون الذين لم يلحقوا بهم هم كل من بعدهم على منهاجهم الى يوم القيامة فيكون التأخر وعدم اللحاق بهم في الزمان وفي الاية قول اخر ان المعنى لم يلحقوا بهم في الفضل والمرتبة بل هم دونهم فيكون عدم اللحاق في الرتبة. والقولان كالمتلازمين فان من بعد لا يلحقون بهم لا في الفضل ولا في الزمان فهؤلاء صنفان هم السعداء نعم ثم اورد الايات الجليلة من سورة الجمعة والشاهد فيها قوله تعالى هو الذي بعث آآ في الاميين رسولا منهم. الاميون هم العرب الذين بعث النبي صلى الله عليه وسلم ابتداء اليهم والا فان بعثته عامة للعرب والعجم لكل احمر واسود بل للثقلين الجن والانس وهذا من المعلوم من الدين بالضرورة اول واولى من يدخل في هؤلاء الاولين لا شك انهم اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الذين كانوا معه وسابقين الى الحق قبل غيرهم واما الاخرون الذين بين الله قال واخرين منهم لما يلحقوا بهم هؤلاء كانوا بعد الاولين والنبي صلى الله عليه وسلم فسر اولئك كما في الصحيحين من حديث ابي هريرة رضي الله عنه بما اذكر ان اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كانوا معه فنزلت هذه الاية واخرين منهم لما يلحقوا بهم فقالوا يا رسول الله من هؤلاء فسكت النبي صلى الله عليه وسلم حتى اعادوا السؤال ثلاث مرات ثم وضع النبي صلى الله عليه وسلم يده على سلمان الفارسي رضي الله عنه وقال لو كان الايمان او العلم في الثريا لناله هؤلاء يريد من كان من المؤمنين من الفرس ولذا ذهب كثير من اهل التفسير ان هؤلاء الاخرين هم خلاف الاولين الذين هم اول من بعث فيهم النبي صلى الله عليه وسلم وهم الاميون وبالتالي فهم العجم الذين اسلموا بعد العرب ثم صاروا جميعا امة واحدة لا فرق بينهم على كل حال الاية آآ اه محمولة على عموم معناها لا على خصوص سبب نزولها كما هو المعروف عند اهل العلم المؤلف رحمه الله ذكرها هنا قولين الاول وهو ان هؤلاء الاخرين هم كل من لم يلحق بهم ممن بعدهم على منهاجهم الى يوم القيامة وبالتالي فالتأخر هنا راجع الى الزمن وهذا ما قاله مجاهد رحمه الله في هذه الاية في احدى الروايتين عنه وذكر قولا اخر ذكره ايضا بعض اهل التفسير وهو ان الاخرين هم الذين لم يلحقوا بهم في الفضل والمرتبة وليس في الزمن يقول والقولاني كالمتلازمين وذلك لان اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ليس منهم من تأخر عنهم زمنا هذا واضح وكذلك ليس في منزلتهم من جاء بعدهم ولذا فجمهور اهل العلم وهو الصحيح ان كل واحد من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم افضل من كل من جاء بعدهم كل من رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو مجرد رؤية لو فاز بهذا الشرف وهو انه شاهد النبي صلى الله عليه وسلم ولو لحظة من الزمان وهو مؤمن به ومات على الاسلام فهذا حاز شرفا لا يمكن لاحد ان يلحقه فيه بعد ذلك. ولو كان امام ائمة التابعين. فضلا عن من دونهم ذلك الفضل من الله وكفى بالله عليما. الله عز وجل اختص هؤلاء الصحابة رضي الله عنهم بهذا الفضل فالمؤلف رحمه الله احسن حينما قال ان القولين كالمتلازمين نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله واما من لم يقبل هدى الله الذي بعث به رسوله صلى الله عليه وسلم ولم يرفع به رأسا هو من الصنف الثالث وهم الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها. وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم اقسام الخلائق بالنسبة الى دعوته وما بعثه الله به من الهدى في قوله صلى الله عليه وسلم مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل غيث اصاب ارضا فكانت منها طائفة طيبة قبلت الماء فانبتت فانبتت الكلأة او العشب الكثير وكان منها اجاذب وامسكت الماء فسقى الناس وزرعوا واصاب طائفة اخرى انما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه ونفعه ما بعثني الله به ومثل من لم يرفع بذلك رأسا ولم يقبل هدى الله الذي ارسلت به. فشبه صلى الله عليه وسلم العلم الذي جاء به الغيث لان كلا منهما سبب الحياء فالغيث سبب حياة الابدان والعلم سبب حياة القلوب. وشبه القلوب القابلة للعلم بالارض القابلة للغيث كما نبه سبحانه القلوب بالاودية في قوله تعالى انزل من السماء ما ان فسالت اودية بقدرها وكما ان الارضين ثلاثة بالنسبة الى الى قبول احداها ارض زكية قابلة للشرب والنبات. فاذا اصابها الغيث ارتوت منه ثم انبتت من كل زوج بهيج. هذا مثل القلب الذكي الذكي. فهو يقبل العلم بذكائه ويثمر فيه وجوه ويثمر فيه وجوه الحكم ودين الحق بزكائه. هو قابل للعلم مثمر لموجبه وفقه واسرار معادنه. نعم ما احسن حالهم اصحاب القلوب الزكية الذكية هؤلاء اهل الفقه في دين الله نعم والثانية ارض صلبة قابلة لثبوت الماء فيها وحفظه فهذه ينتفع الناس بورودها والسقي منها والازدراء وهذا مثل القلب الحافظ للعلم الذي يحفظه كما سمعه. ولا تصرف له فيه ولا استنباط بل له الحفظ المجرد. فهو يؤدي كما سمع. وهو من القسم الذي قرأ فيهم النبي صلى الله عليه وسلم فرب حامل فقه الى من هو افقه منه ورب حامل فقه غير فقيه. نعم. هذا الصنف له حظ من الحفظ لكن ليس له حظ من الفقه فهو على خير وعلى سبيل رشد وهدى لكنه دون الصنف الاول. نعم قال رحمه الله فالاول مثل الغني التاجر الخبير بوجوه المكاسب والتجارات فهو يكسب من ماله ما شاء. والثاني مثل الغني الذي لا خبرة له بوجوه القبح والكسب ولكنه حافظ لماله لا يحسن التصرف والتقلب فيه والارض الثالثة ارض قاع وهو المستوى الذي لا يقبل النبات ولا يمسك ماءه. فلو اصابها من المطر ما اصابها لم تنتفع بشيء منه. فهذا مثل القلب الذي لا يقبل العلم ولا الفقه والدراية فيه وانما هو بمنزلة الارض البواري التي لا تنبت ولا تحفظ الماء. هو مثل الفقير الذي لا مال له ولا يحسن يمسك فقير لا مال له ومع ذلك ان جاءه مال ما احسن التصرف فيه جمع الشر من طرفيه ضم ارثا الى ابالة كما يقولون ما عنده حفظ ولا عنده فقه هذه ارض بوار لا لا يناسبها ولا يزكو بها العلم ولو جاء لا يمسك هذا العلم ولا ينتفع به نسأل الله السلامة والعافية هذا مفهوم قول النبي صلى الله عليه وسلم من لم يرد الله به خيرا يفقهه في الدين. اذا من لم يفقه في الدين هذا ما اراد الله عز وجل به خيرا نسأل الله السلامة والعافية. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله فالاول عالم المعلم داع الى الله على بصيرة فهذا من ورثة الرسل. والثاني حافظ مؤذن لما سمعه فهذا يحمل الى غيره ما يتجر به المحمول اليه ويستثمر. والثالث لا هذا ولا هذا هو الذي لم يقبل هدى الله ولا رفع به رأسه. فاستوعب هذا الحديث اقسام الخلق في الدعوة النبوية ومنازله منهم قسمان سعيدان وقسم شقيق قال رحمه الله فصل واما النوع الثاني من الاتباع السعداء هم اتباع المؤمنين من ذريتهم الذين لم يثبت لهم حكم التكليف في دار الدنيا وانما هم مع اباء تبع لهم قال الله تعالى فيهم والذين امنوا واتبعتم ذريتهم بايمان الحقنا بهم ذريتهم وما التناهم من عملهم من شيء. كل امرئ بما كسب رهين نعم المؤلف رحمه الله ذكر ان الاتباع السعداء صنفان. الاول الذين اتبعوا السلف الصالح باحسان والصنف الثاني اطفال المؤمنين وهؤلاء لا شك انهم ناجون عند الله عز وجل وقد نقل الامام احمد رحمه الله وكثير من الائمة الاجماع على ان اطفال المؤمنين في الجنة من مات من اطفال المؤمنين قبل البلوغ فانه من اهل الجنة كما دلت على ذلك الادلة وقام عليه الاجماع. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله اخبر سبحانه انه الحق الذرية بابائهم في الجنة كما اتبعهم اياهم في الايمان. ولما كان ذرية لا عمل لهم يستحقون به تلك الدرجات. قال تعالى وما التنا من عملهم من شيء والضمير عائد الى الذين امنوا اي وما نقصناهم شيئا من عملهم بل رفعنا ذريتهم الى درجاتهم مع توفيتهم اجور اعمالهم ليست منزلتهم منزلة من لم يكن له عمل بل وفيناهم اجورهم والحقنا بهم ذرياتهم فوقه ما يستحقونه من اعمالهم ثم لما كان هذا الالحاق في الثواب والدرجات فضلا من الله فربما وقع في الوهم ان الحاق الذرية ايضا حاصل بهم في حكم في حكم العدل. فاذا اكتسبوا وسيئات اوجبت عقوبة كان كان كل عامل رهينا بكسبه لا يتعلق بغيره منه شيء. فالالحاق المذكور انما هو في الفضل والثواب لا في العد والعقاب وهذا ونحوه من اسرار القرآن وكنوزه التي يختص الله بفهمها من شاء فقد تضمنت هذه الايات اقسام الخلائق فقد تضمنت هذه الايات اقسام الخلائق كلهم سعداءهم واشقيائهم. السعداء المتبوعين. السعداء المتبوعين والاتباع والاشقياء والاتباع فعلى العاقل الناصح فعلى العاقل الناصح لنفسه ان ينظر من اي الاقسام هو. ولا يغتر بالعادة ويخلد الى البطالة فان كان من قسم فان كان من قسم سعيد انتقل منه الى ما فوقه وبذل جهده. والله ولي التوفيق والنجاح. وان كان من قسم شقي انتقل منه الى القسم السعيد في زمن الامكان قبل ان يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا. نعم. المؤلف رحمه الله ذكر فيما يتعلق بهؤلاء آآ الاتباع السعداء الاخرين انهم ذرية المؤمنين وهؤلاء كلامه يدل على انهم صنفان الاول من هم من اهل الجنة ويلحقون بابائهم ليس عليهم سيئات او لا مهما اتوا من السيئات فانها لا تكتب عليهم مرفوع القلم عنهم وهم الذرية الذين ماتوا قبل البلوغ واما الصنف الثاني فهم من بعد ذلك وهؤلاء من فضل الله عز وجل انه يلحق الذرية بابائهم في الخير ليس كذلك في الشر فكل امرئ بما كسب رهين كل نفس بما كسبت رهينة الله عز وجل يقول من يعمل سوءا يجزى به فهو يتحمل مسؤولية نفسه ولا يتحمل غيره آآ مسئولية سيئاته هذا الذي اراد المؤلف رحمه الله ان ينبه عليه وهذا من عدل الله سبحانه وتعالى. كما ان الاول من فضله خلاصة ان المؤلف رحمه الله يدعو العاقل الناصح لنفسه ان ينظر من اي الاقسام هو ولا يغتر بالعادة ويخلد او ويخلد الى البطالة هذا الكلام يا اخوتاه الذي نسمعه لا ينبغي ان يكون حظ الواحد منا النظر والقراءة انما ينبغي ان تدخل هذه المعاني الى القلوب وان يكون لها اثر في العمل ينبغي ان يفتش نفسه ان يعرض نفسه على هذه المعاني في اي قسم من اي طائفة فاذا كان واسأل الله عز وجل ان يعيذني واياكم من طائفة شقية يعلم من نفسه ما لا يعلمه الناس فعليه ان يبادر قبل ان يعض على يديه ويندم حيث لا ينفعه الندم وان كان على طريق خير ويعلم انه ان شاء الله على خير يريد الخير ويتبع رسول الله صلى الله عليه وسلم قدر الامكان لكنه في درجة دون لماذا لا تسمو نفسه نفسه الى ان يرتقي الى الاعلى لماذا ننافس بامور الدنيا ونريد الا يغلبنا احد ولا يكون ذلك منا بالامر العظيم الذي خلقنا من اجله وهو امر الاخرة فهذا مما ينبغي ان نتنبه له يا اخوتاه والا ان مثل هذا الكلام حجة على العبد ان لم ينتفع بذلك ويؤثر فيه آآ الانتفاع المطلوب والا كان حجة عليه نحن نستكثر بهذا من حجج الله علينا اذا ما وفقنا الى العمل فالمشتكى الى الله نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله فصل والمقصود بهذا ان من اعظم التعاون على البر والتقوى التعاون على سفر الهجرة الى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم باليد واللسان والقلب مساعدة ونصيحة وتعليما وارشادا ومودة. ومن كان هكذا مع عباد الله كان الله بكل خير اليه اسرع. واقبل الله اليه بقلوب بعباده وفتح على قلبه ابواب العلم ويسره لليسرى. ومن كان بالضد فبالضد. وما ربك بظلام للعبيد. هذه كلمات عظيمة ينبغي ان تكون نصب عين المسلم ينبغي على المسلم ان يكون حريصا على نجاة نفسه وعلى نجاة غيره هكذا علمنا الاسلام ان تسعد وان تسعى في سعادة غيرك ان تجتهد في النجاة وان تجتهد في انجو ان ينجو غيرك ايضا فانت تعمل في خاصة نفسك بالحق وتدعو غيرك اليه وهذا مبني على اصل عظيم وهو ان المسلم الصادق والمؤمن الكامل ومن كملت في قلبه محبة الخير لاخوانه المسلمين حتى انه يحب ان ينال اخوانه من الخير مثل ما ناله اذا من الله عز وجل عليه بشيء من الخير لا يحب ان يظن بالخير بحيث يتفرد به وحده لا في مسألة علمية ولا في مسألة عملية ابن عباس رضي الله عنهما يقول اني امر بالاية فافهم منها فهما اود ان الناس كلهم فهموه ليس انه اذا جاءته المسائل العلمية والفوائد البليغة يظن بها على نفسه. ولا يحب ان يفشو الخير يريد ان يتميز بحيث اذا تكلم هو الذي يغرف من هذه الفوائد البديعة وحده هذا من البخل الذي لا ينبغي ان يكون انما ينبغي ان يكون المسلم سخيا بالخير. يحب الخير لنفسه. يحب الخير لاخوانه يريد ان ينجو ويشد بيده ايضا اخوانه حتى ينجوا معه كذلك في العمل اذا فتح الله عز وجل عليه باب خير تمنى ان اخوانه شاركوه كذلك الامر اذا رأى من اخوانه تقصيرا يتألم ويتمنى لو انهم ما حصل منهم ذلك وهذه القلوب المؤمنة قلوب مرهفة حساسة اذا رأت المنكر من احد من المسلمين تألمت اشد تألم عجيب هذه القلوب المؤمنة الصافية الراقية اذا رأت صاحب المنكر تألمت لاجله سبحان الله صاحب المنكر يلتذ بمنكره وهذا المؤمن يتألم لاجله ذاك يضحك وهذا يبكي لاجل ان اخوه لاجل ان اخاه يسير في طريق غير صواب. انه يرى ان مآله ربما كان الى خسارة ذاك يضحك وهذا يبكي تاك يلتذ وهذا يتألم تمنى لو انه يفدي بنفسه اخوانه ان ينجو اخوانه ولو قطعت اعضاؤه بالمقاريض هذا هذا هو السخاء وهذا هو الايثار وهذا هو ثمرة الايمان الصادق يحرص الانسان على التعاون والخير وسفر الهجرة الى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم له ولاخوانه المسلمين الله المستعان. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله فان قلت فقد اشرت الى سفر عظيم وامر جسيم فما زاد هذا السفر وما طريقه وما مركبه؟ قلت زاده العلم عن خاتم الانبياء صلى الله عليه وسلم ولا زاد له سواه. فمن لم يحصل هذا الزاد فلا يخرج من بيته. وليقعد مع الخالفين. ورفقاء التخلف البطالون اكثر المحصوب فله فله اسوة بهم ولا ينفع هذا التأسي يوم الحسرة شيئا كما قال تعالى ولن ينفعكم اليوم اذ ظلمتم انكم في العذاب مشتركون فقطع الله سبحانه انتفاع بتأسي بعضهم بعضا في العذاب فان مصائب الدنيا اذا عمت صارت مسلاة وتأسى بعض المصابين ببعض كما قالت الخنساء فلولا كثرة الباكين حولي على اخوانهم لقتلت نفسي وما يبكون مثل اخي ولكن اسلي النفس عنهم بالتأسي فهذا الروح الحاصل من التذا الروح. احسن الله اليك. الاسترواح ما يجده الانسان في نفسه من الاجتياح والتخفيف حينما يرى غيره مصابا مثله لا شك ان هذا يهون عليه قل المؤلف هذا في الدنيا نعم لكن يوم القيامة لن يؤثر شيئا ولن ينفعكم اليوم اذ ظلمتم انكم في العذاب مشتركون نعم فهذا الروح احسن الله اليكم قال رحمه الله فهذا الروح الحاصل من التأسي معدوم بين المشتركين في العذاب يوم القيامة. واما طريقه فهو بذل جهد واستفراغ الوسع فلن ينال بالمنى ولا يدرك بالهوينة وان وانما كما قيل فخذها فخذها مرات الموت واسموا الى العلا لكي تدرك العز الرفيع الدعائم. فلا خير في نفس تخاف من الردى ولا همة تصبو الى لوم لائم. اذا المؤلف رحمه الله بين لنا الطريقة اولا ثم بين لنا الزاد ثم زاد في بيان الطريق اما الزاد فيقول هو العلم العلم الشرعي هذا هو النور اتمشي في طريق مظلمة بلا نور ما يمكن اذا كيف تمشي الى الى طريق آآ الهجرة بلا نور يهديك الى الحق هذا النور هو العلم الشرعي ان تعلم من دين الله عز وجل ما يبلغك في سفرك واعظم العلم علم الاعتقاد كيف توحد الله سبحانه وتعالى ثم العلم المتعلق بالواجبات الشرعية التي اوجبها الله عز وجل عليك وهذا يتفاوت بحسب درجات هذه الواجبات ثم يقول مما يساعدك في سلوك هذه الطريق بذل الجهد واستفراغ الوسع ليست المسألة بالتمني والتوهم ويجلس الانسان ويتخيل نفسه قد سافر الى ارجاء المعمورة بعض الناس يظن انه حصل شيئا بهذا وهو جالس في مكانه لكن يعيش الخيال انه تنقل في ارجاء المعمورة يكون سعيد وفرحان بها لكن في الحقيقة هو استفاد شيئا تحرك من مكانه اذا نعود الى ما ذكر المؤلف سابقا فرق بين علم الشيء وحاله ها؟ فرق بين علم الشيء وحاله. ان تتمنى وان تتخيل وان تتوهم في نفسك شيئا هذا لا يقدم ولا يؤخر. انما الامر يحتاج الى جد واجتهاد. تأخذ نفسك بعزيمة تنهض تنشط اما ان تخلد الى الكسل والبطالة واليوم مثل امس. وغدا مثل اليوم ولا تقدم الى الامام هذا كسل ومهانة والوقت يتصرم والحياة قصيرة وينتهي كل شيء عن قريب فماذا ينفعك الندم بعد ذلك انما خذ نفسك بالجد والاجتهاد والعمل ولا ولا يعني تمني نفسك الاماني لابد من اجتهاد لابد من نشاط لابد من عمل لابد من اهتمام هذا الذي ينفع المسلم يكون صاحب همة عالية ونشاط في الخير ولا يتأخر اذا دعي اذا ابواب الخير يبادر يتمنى ان يدخل الجنة من جميع ابوابها هذا صاحب الهمة العالية وخلافه كسلان مهين. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ولا سبيل الى ركوب هذا الظهر الا بامرين احدهما الا يصبو في الحق الى لومة لائم فان اللوم يدرك الفارس عن فرسه ويجعله طريحا في الارض. نعم ضعيف القلب هزيل النفس ضعيف الهمة هذا يتأثر بلوم اللائمين اذا لامه احد على شيء يتأثر مباشرة ويصيبه التردد وربما يقعد ولا يتحرك لكن اهل الايمان اذا استيقنوا بالحق لا يبالون بلوم لائمين اذلة على المؤمنين اعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم امة عالية وعزيمة ماضية وقلوب قوية لا يلتفت مهما لامه من لامه لماذا تفعل؟ وكيف يكون منك كذا؟ كيف تخالف الناس وعاداتهم وعاداتهم وتقاليدهم عليك تريث لماذا تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر؟ تؤلب الناس عليك لماذا تدعو الى الله عز وجل الا تخشى انك اذا طبقت السنة انها الناس ينفرون منك تأتيه هذه الكلمات اللائمة وما اكثر هؤلاء اللائمين المثبطين عن الحق هنا ينفصل الناس الى قسمين قسم ضعيف همة خائر العزيمة قلبه مريض متردد فهذا يؤثر فيه كما قال المؤلف اللوم تؤثر في الفارس قال فيدرك الفارس فيصرعه عن فرسه يصيبه ويؤثر فيه ويصيبه بالاحجام اما اهل الايمان المستيقنين المستيقنون بحقهم لا يبالون باحد والله لو قام اهل الارض جميعا امامهم صفا واحدا ما بالوا بهم قيد شعرة ولا اعتبروهم شيئا بل عدوهم من جملة التراب وكل الذي فوق التراب تراب بما ان هذا حق يحبه الله ودل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا يبالون باهل الارض جميعا ولو لامهم هؤلاء كلهم هذا الذي يريد المؤلف رحمه الله ان تكون في الحق قويا ولا تأخذك لائمة اللائمين. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله والثاني ان تهون عليه نفسه في الله فيقدم حينئذ ولا يخاف الاهوال فمتى خافت النفس تأخرت واحجمت واخلدت الى الارض نعم لابد ايضا من ان تهين نفسك في الحق ولا تشمخ بها في ذات الله وفي سبيل الله لا قيمة للنفس وصف بعض العلماء الذين ادركوا سعيد ابن المسيب رحمه الله بكلمة عظيمة قال ذاك رجل هانت نفسه في سبيل الله حتى كانت عنده كالذباب حتى كانت عنده كالذباب مرضاة الله عز وجل وسبيل الله لا يبالي فيه بشيء اصاب نفسه لا قيمة لنفسه في سبيل الحق هذه امور ومراتب عالية لا يصل اليها الا المؤمنون. الكلام عنها سهل وعلمها سهل لكن حالها ليس بالامر السهل لكنه يسير على من يسره الله عليه. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ولا يتم له هذان الامران الا بالصبر فمن صبر قليلا صارت تلك الاهوال ريحا رخاءا في حقه تحمله بنفسها الى فبينما هو يخاف منها اذ صارت اعظم اعوانه وخدمه. وهذا امر لا يعرفه الا من دخل فيه. اذا هي الصعوبة في البدايات ثم بعد ذلك ترتاض نفسه وتسهل عليه او يسهل عليه قيادها لكن البدايات دائما فيها الصعوبات نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله واما مركبه فصدق اللجأ الى الله والانقطاع اليه بكليته وتحقيق الافتقار اليه من كل وجه والضراعة اليه صدق التوكل عليه والاستعانة به والانفراح بين يديه كالاناء المفلوم المكسور الفارغ الذي لا شيء فيه. يتطلع الى قيامه ووليه ان ان يجبره. ويلم شعثه ويمده من فضله ويستره. فهو الذي يرجى له ان يتولى الله هدايته ان يكشف له ما خفي على غيره من طريق هذه الهجرة ومنازلها. والله لن تصل بل لن تسير خطوة في طريق الهجرة الى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم الا باعانة وهداية وتوفيق من الله فانت من نفسك لا شيء والى نفسك لا شيء انما الامر كله بالله فلا حول ولا قوة الا بالله. وهذا ما يذكرنا به شرعنا خمس مرات في اليوم عفوا سبع عشرة مرة في اليوم والليلة كاقل شيء اياك نعبد واياك نستعين اهدنا الصراط المستقيم فاذا لم يكن من الله عز وجل عون للفتى فانه لن يتحرك حركة ولن يصدر منه فعل. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله فصل ورأس مال الامر وعموده في ذلك انما هو دوام التفكر وتدبر ايات القرآن. بحيث يستولي على ويشغل القلب فاذا صارت معاني القرآن مكان الخواطر من قلبه وهي الغالبة عليه بحيث يصير اليها مفزعه وملجؤه تمكن حينئذ الايمان من قلبه وجلس على كرسيه وصار له التصرف وصار هو الامر المطاع امره. فحين اذ يستقيم له سيره ويتضح له الطريق. وتراه ساكنا وهو يبالي الريح وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب. يقول لك اذا سمت نفسك الى سلوك طريق الهجرة الى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم. فاعلم ان رأس الامر وعموده ان تجعل همتك منصرفة الى كتاب الله عز وجل. فتتلوه متأملا متدبرا عاملا وهذا ما سيفيض فيه المؤلف رحمه الله فيما سيأتي ونؤجل هذا ان شاء الله الى درس غد بعون الله عز وجل. الذي ارجو من الله سبحانه وتعالى ان يوفقنا فيه الى ختم هذه الرسالة. والله اعلى اعلم وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه اجمعين