بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لشيخنا وانفعه به يا رب العالمين. قال ابن القيم رحمه الله تعالى في الرسالة التبوكية فصل فان قلت انك قد اشرت الى مقام عظيم فافتح لي بابه واكشف لي حجابه وكيف تدبر القرآن وتفهمه والاشراف على عجائبه وكنوزه. وهذه تفاسير الائمة بايدينا. فهل في البين غير ما ذكروه؟ نعم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا اسأل الله تعالى ان يشرح صدورنا وان يهدي قلوبنا وان يغفر ذنوبنا وان يعلمنا ما ينفعنا وان ينفعنا بما علمنا. اما بعد فقد اشار المؤلف الامام الجليل ابن القيم الجوزية عليه رحمة الله في ما سمعت في درس البارحة ان رأس الامر وعموده في سفر الهجرة الى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم انما هو تدبر كتاب الله وها هنا يثير المؤلف وسؤالا على لسان قارئ هذه الرسالة فيقول كيف السبيل الى ذلك كيف السبيل الى تدبر كتاب الله سبحانه وتعالى والمؤلف نحى في الجواب الى ضرب مثال وهذا امر سهل في البيان. بحيث يحتذي القارئ حذو هذا المنوال بحيث ينعم النظر ويدمن التأمل فيفوز بهذا باسرار كتاب الله ويتجلى له شيء من عجائبه كما ستراه بينا ان شاء الله في هذا المثال حيث ساق ايات جليلة من سورة الذاريات فيها ذكر قصة ابراهيم عليه السلام مع اضيافه المكرمين من الملائكة عليهم الصلاة والسلام. وقد استنبط المؤلف رحمه الله فوائد جليلة ومسائل عزيزة تستحق ان يعقد عليها بالخناصر لما فيها من فقه عظيم في كتاب الله عز وجل وهكذا فليكن التدبر والتأمل في كتاب الله نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله قلت ساضرب لك امثالا تحتذي عليها وتجعلها اماما لك في هذا المقصد قال الله تعالى هل اتاك حديث ضيف ابراهيم المكرمين اذ دخلوا عليه فقالوا سلاما قال سلام قوم منكرون فرأى الى اهله فجاء بعجل سمين تقربه اليهم قال الا تأكلون الى قوله الحكيم العليم. فعهدي بك اذا قرأت هذه الايات وتطلعت الى معناها وتدبرتها فان انما تطلع منها على ان الملائكة اتوا ابراهيم في صورة اضياف يأكلون وبشروه بغلام عليم وان امرأته عجبت من ذلك فاخبرتها الملائكة ان الله قال ذلك ولم يجاوز تدبرك غير ذلك قوله هنا في سورة اضياف يأكلون يريد ان هيئتهم تشبه هذه الهيئة هيئة الاظياف المستعدين لاكل القرى وان كان الواقع انهم لا يأكلون لم يأكلوا ولم يمدوا ايديهم الى ما قدمه ابراهيم عليه عليه الصلاة والسلام اليهم انما صورتهم صورة اضياف مستعدين للاكل وان كان الامر خلاف فذلك نعم على كل حال هذا يقول الذي غاية الامر ان تصل اليه. غالب الناس ان وصلوا الى التدبر يدور في اذهانهم هذا المعنى. والمؤلف يقول تدبر كتاب الله يقتضي ان تغوص الى اعمق من ذلك من المعاني والنفائس. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله فاسمع الان بعض ما في هذه الايات من اصراره وكم قد تضمنت من انواع الثناء على ابراهيم؟ وكيف جمعت اداب الضيافة وحقوقها؟ وكيف يراعى الضيف وما تضمنت من الرد على اهل الباطل من الفلاسفة والمعطل وكيف تضمنت عالما عظيما من اعلام النبوة وكيف تضمنت جميع صفات الكمال التي مردها الى العلم والحكمة؟ وكيف اشارت الى دليل ان كان المعاد بالطف اشارة ثم افصحت بوقوعه وكيف تضمنت الاخبار عن عدل الرب وانتقامه من الامم المكذبة وتضمن الذكر الاسلامي والايمان والفرق بينهما وتضمنت بقاء ايات الرب الدالة على توحيده وصدق رسله وعلى اليوم الاخر. وتضمنت انه لا ينتفع بهذا كله الا من في قلبه خوف من عذاب الاخرة. وهم المؤمنون بها. واما من لا يخاف الاخرة ولا يؤمن فلا ينتفع بتلك الايات فاسمع الان بعض تفاصيل هذه الجملة وغيرها من الفوائد سوف يعود المؤلف رحمه الله ليفصح عن تفصيل ما اجمل وفوائد اخرى يريدها ايضا فاسمع لها قل سبحان الفتاح العليم الذي فتح بهذا الفقه في كتاب الله لهذا الامام الجليل وعلمه سبحانه هذا العلم العظيم ذلك الفضل من الله وكفى بالله عليما. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى قال الله تعالى هل اتاك حديث ضيف ابراهيم المكرمين؟ افتتح الله سبحانه القصة بصيغة موضوعة للاستفهام وليس المراد به حقيقته من الاستفهام. ولهذا قال بعض الناس ان هل في مثل هذا الموضع بمعنى قد التي والتحقيق ولكن في ورود الكلام في مثل هذا الاستفهام سر لطيف ومعنى بديع. فان المتكلم اذا اراد ان يخبر مخاطبه بامر عجيب ينبغي الاعتناء واحضار الذهن له صدر له الكلام باداة تنبه سمعه وذهنه للخبر فتارة يصدره بالا وتارة يصدره بهل فيقول هل ما كان من كيت وكيت اما مذكرا به واما واعظا له مخوفا واما منبها على عظمة ما يخبر به واما مقررا له. فقوله تعالى هل اتاك حديث موسى وقوله وهل اتاك نبأ الخصم؟ وقوله هل اتاك حديث الغاشية؟ وقوله هل وهل اتاك وقوله؟ هل اتاك حديث ضيف ابراهيم المكرم متضمن لتعظيم هذه القصص والتنبيه على تدبرها ومعرفة ما تضمنته. نعم. اول فائدة اوردها المؤلف رحمه الله في هذه الايات وقفة مع قوله تعالى هل اتاك وهذا اسلوب قد تكرر كما قد سمعت في الامثلة التي اوردها المؤلف رحمه الله ويقول ان الاستفهام ها هنا لا يراد به ما الاصل فيه وهو الاستعلام. انما هذا الاستفهام كما يقول البلاغيون استفهام صوري يقولون هو استفهام تشويق لاجل لفت انتباه السامع وتشويقه الى الخبر وفي هذا ايضا ما فيه من التنبيه على جلالة الخبر واهميته هل اتاك نبأ كذا وكذا فهذا فيه حث للسامع الى ان يرعي سمعه وقلبه لهذا الذي سيذكر وانه شيء في غاية الاهمية ويقول المؤلف رحمه الله ان هذا اولى من قول من قال ان هل ها هنا بمعنى قد وهذا قول مروي عن جماعة من السلف كابن عباس رضي الله عنهما وغيره هل اتاك بمعنى قد اتاك نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وفيه امر اخر وهو التنبيه على ان اتيان هذا اليك علو من اعلام النبوة فانه من الغيب الذي لا تعلمه انت ولا قومك فهل اتاك من غير اعلامنا وارسالنا وتعريفنا ام لم يأتيك الا من قبلنا؟ فانظر ظهور هذا الكلام بصيغة الاستفهام وتأمل عظم موقعه في جميع موارده يشهد انه من الفصاحة في في ذروته في ذروتها العليا. وهذا ما ينبغي ان نتواصى به معشر طلاب العلم وهو اهمية العناية بالنكات البلاغية في كتاب الله سبحانه وتعالى فان في هذا من الاهمية لك ولغيرك ما لا يخفى فينبغي ان تجيل نظرك وتجعل لك حظا في تلمس هذه الفوائد والنكات البلاغية فانك كلما ظهر لك منها شيء سيلهج لسانك اشهد ان لا اله الا الله وان هذا كلام الله حقا فلا يمكن لبشر البتة ان يأتي بهذا الكلام الذي قد حاز من البلاغة الغاية القصوى نعم. قال رحمه الله وقوله ضيفي ابراهيم المكرمين متضمن لثنائه على خليله ابراهيم فان في المكرمين قولين. احداهما اكرام ابراهيم لهم ففيه مدح له باكرام الضيف. وابراهيم عليه السلام اكرماه من جهتين اولا انه قدم لهم عجلا على وجه السرعة حيوانا كاملا ما اجتزع منه شيئا واتى به في هيئة محببة الى فهو عجل حنيذ يعني محنوذ يعني مشوي وهذا محبوب الى النفوس فهو قدم لهم هذا القرى على وجه العجلة. والوجه الثاني انه خدمهم بنفسه عليه الصلاة والسلام وما جعل الخادم او رسولا له يتولى ذلك انما هو الذي راغى الى اهله. وهو الذي جاء به وهو الذي قربه اليهم. وهو الذي دعاهم الى الاكل فقال الا تأكلون فهذا فيه من الثناء على ابراهيم عليه الصلاة والسلام الشيء الكثير نعم قال رحمه الله والثاني انهم مكرمون عند الله كقوله بل عباده مكرمون. وهو متضمن ايضا لتعظيم خليله ومدحه. اذ جعل ملائكته المكرمين اضيافا له. فعلى التقديرين فيه مدح لابراهيم واذا كان في الاية لفظ يحتمل معنيين كلاهما حق فلا مانع من ان يفسر هذا اللفظ بكليهما. فان في هذا تكثيرا المعاني السامية لكتاب الله سبحانه وتعالى وهو جدير بذلك اذا لا مانع ان نقول انهم مكرمون من جهتين مكرمون عند الله عز وجل بل عباد مكرمون. كما انهم مكرمون من قبل ابراهيم عليه الصلاة والسلام. نعم. قال رحمه الله وقوله تعالى فقالوا سلاما قال سلام متضمن لمدح اخر لابراهيم حيث رد عليهم احسن مما حيوه به فان تحيتهم باسم صوب المتضمن لجملة فعلية تقديره سلمنا عليك سلاما وتحية إبراهيم لهم باسم مرفوع متضمن لجملة اسمية تقديره سلام ثابت او دائم او مستقر عليكم ولا ريب ان الجملة الاسمية تقتضي الثبوت واللزوم والفعلية تقتضي التجدد والحدوث فكانت تحية ابراهيم اكمل واحسن ولذلك هذا هو الاقرب من كلام المفسرين في هذه الاية الجمهور قرأوا قال سلام وقرأ حمزة والكسائي قال سلم قراءة الجمهور يقول المؤلف رحمه الله تدل على ان ابراهيم عليه السلام رد التحية باحسن منها. لان ابراهيم عليه السلام رد نسمية وهي تقتضي من الثبوت والاستمرار ما لا يقتضيه او ما لا تقتضيه الجملة الفعلية والعلم عند الله عز وجل نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ثم قال قوم منكرون وفي هذا من حسن مخاطبة الضيف والتذمم منه وجهان من المدح. احدهما انه حذف المبتدأ والتقدير انتم منكرون فتذمم منهم ولم يواجههم بهذا الخطاب لما فيهم من بعض الاستيحاش بل قال قوم منكرون ولا ريب ان حف المبتدأ في هذا في هذا من حسن الخطاب. وكان النبي ولا ريب ان حذف المبتدأ في هذا من محاسن الخطاب. وكان النبي صلى الله عليه وسلم لا يواجه احدا بما يكرهه. بل يقول ما بال اقوام كذا ويفعلون كذا. على كل حال هذا بفعل النبي صلى الله عليه وسلم جاء في بعض المواضع وفي بعض المواضع كان يواجه من يخاطبهم ويوجههم بفعلهم كما قال النبي صلى الله عليه وسلم انتم الذين تقولون كذا وكذا وكما قال لابي ذر انك امرؤ فيك جاهلية ثم قال اعيرته بامه؟ فالضابط ها هنا اعني في المواجهة او التلميح وعدم التصريح الضابط في ذلك مراعاة المصلحة فالنبي صلى الله عليه وسلم استعمل المصلحة في التصريح تارة وفي التلميح والتعريض تارة اخرى. وهكذا ينبغي على الدعاة اذا اقتضى المقام عدم التصريح وروا وعرضوا وقالوا بعض الناس يقولون كذا وكذا واذا اقتضت المصلحة المواجهة والتصريح وينبغي ان يبين ذلك والنبي صلى الله عليه وسلم كان منه هذا وهذا والله اعلم. نعم. قال رحمه الله والثاني قوله قوم منكرون فحذف فاعل الانكار وهو الذي كان انكرهم كما قال تعالى في موضع اخر نكرهم. ولا ريب ان قوله منكرون الطف من ان يقول انا انكرتكم وقوله فرغ الى اهله فجاء باجل سمين فقربه اليهم قال الا تأكلون؟ متضمن وجوها من المدح واداب الضيافة واكرام الضيف منها قوله فروى الى اهله والروضان الذهاب في سرعة واختفاء وهو يتضمن المباد وهو يتضمن المبادرة الى الى اكرام الضيف وهو يتضمن وهو يتضمن المبادرة وهو يتضمن المبادرة الى اكرام الضيف. والاختفاء ترك تخجيله والا يعرضه للحياء. وهذا بخلاف من يتثاقل يتبارد يتبارد على ضيفه ثم يبرز بمرء منه ويحل صرة النفقة ويزن ما يأخذ ويتناول الاناء ويتناول الاناء بمرة امنه بمرأى منه ونحو ذلك مما يتضمن تخزيل الضيف وحياءه فلفظة راغي تنفي هذين الامرين لفظة راغة فلفظة راغة تنفي هذين الامرين. نعم يقول رحمه الله انها هنا نكتة وفائدة بقوله فراغ الى اهله فجاء بعجل سمين الفائدة هنا التي يستفاد آآ التي تستفاد من هذه الاية هي ان السرعة في اكرام الضيف مما يمدح به والعكس بالعكس تباطؤ وتأخير القرى للضيف هذا مما يعاب على صاحب البيت انما من اراد ان يكون مكرما حقا فليبادر الى اكرام ضيفه ولا يتأخر ولاحظ ها هنا العطف بالفاء كيف اقتضى ذلك فراغ الى اهله فجاء فقربه ما قال ثم جاء بعجل سمين انما قال فجاء ومباشرة ايضا قربه ما قال جاء به ووضعه وانتظر مدة ثم قربه اليهم لا فقربه اليهم وكما قالوا خير البر عاجله خير البر ما تبر به ضيفك مكانة عاجلا والعرب تقول ثلاثة تضني تضني القلب سراج لا يضيء ورسول بطيء وطعام ينتظر به من يجيء هذه الثلاثة مضنية ومتعبة للنفوس اذا السرعة في اكرام الضيف هذا من اداب الضيافة الحسنة ايضا امر ثان وهو ان يكون الاعداد والاحضار فيه خفية لان هذا يدفع الحرج عن الضيف كما يقول المؤلف رحمه الله بخلاف من يتثاقل تتبارد على ضيفه ثم يبرز بمرأ منه ويحل صرة النفقة ويزن ما يأخذ يتناول الاناء بمرء منه او ممكن في عصرنا نمثل بانه يرفع السماعة امامه ويقول سنتصل بالمطعم ماذا تشتهي وهو بهذا اولا يخجله كما ذكر المؤلف وايضا هو يستدعي الضيف لاجل ان يكفه عن ذلك اليس كذلك فان المروءة قد تقتضي من الضيف ان يكفه عن ذلك ويقول لا حاجة لهذا. وانا لست بحاجة الى طعام او قد اكلت سابقا او ما شاكل ذلك وهذا التثاقل وابراز الاعداد للقراء ليس منا شيم الكرام ورأسهم انبياء الله ورسله عليهم الصلاة والسلام. فابراهيم عليه الصلاة والسلام قدوة عظيمة في هذا الباب وهو الاكرام. وهذا يا اخوتاه ليس من امور العادات فحسب بل هذا مما ينبغي ان يتقرب به الانسان الى الله عز وجل. اليس نبينا صلى الله عليه وسلم قد قال من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليكرم اذا كلما كنت اكثر حرصا واداء لهذا الاكرام كلما كان هذا من الايمان ودليلا على عظمه المقصود انه صلى الله عليه وسلم رغى الى اهله وكان منه ذلك بسرعة. اشعره كانه لا يريد ان يحضر شيئا. ولكن ذهب وبسرعة وخفاء واذا به يعجل باحضار هذا القراء نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله وفي قوله الى اهله مدح اخر لما فيه من الاشعار بان كرامة الضيف معدة حاصلة عند اهله. وانه لا يحتاج ان يستقرض من جيرانه. ولا يذهب الى غير اهله. اذ نزلوا الضيف حاصل عندهم نعم يعني اهل الكرم مستعدون لنزول الضيوف عليهم وليس انه شيء مفاجئ ان يطرقه ضيف تختلط الامور وتضطرب عنده في البيت. كلا هذا الكريم جاهز لاي ظيف يطرقه ويقدم له ما يسر الله عز وجل والنبي صلى الله عليه وسلم قد صح عنه انه نهى عن التكلف للظيف نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن التكلف للظيف وابراهيم عليه الصلاة والسلام ما كان منه محمول على انه لم يكن عن تكلف انما هذا كان من الامر الميسور يسره الله سبحانه وتعالى ولم يكن فيه تكلف ولم يكن فيه تحميل للنفس فوق الطاقة والمقصود بالاكرام الدلالة على سماحة النفس واظهار المحبة والتبجيل وليس ان يكلف الانسان نفسه فوق طاقتها ثم يصبح استقبال الضيف اصعب شيء على النفس لما يترتب عليه من اعباء مالية ومادية على هذا الانسان والشريعة ما جاءت بمثل هذا جاءت بالاكرام مع عدم التكلف نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وقوله فجاء بعجل سمين يتضمن ثلاثة انواع من المدح احدها خدمة ضيفه بنفسه فانه لم يرسل به وانما جاء به بنفسه. الثاني انه جاءهم بحيوان تام لم يأتهم ببعض. ليتخيروا من طيب لحمه ما شاءوا. الثالث انه سمين ليس بمهزول. وهذا من نفائس الاموال. ولد البقرة السمين فانهم يعجبون به. فمن كرمه هان عليه ذبحه احضاره يمكن ان نضيف ايضا امرا رابعا وهو كون هذا العجل السمين كان حنيفا حنيذ يعني محنوذ كما تقول قتيل يعني مقتول والحنيذ المشوي وهذا فيه لطيفتان اولا انه الذ واطيب واكثر اظهارا للاكرام والامر الاخر انه اسرع شيء هذا العجل اسرع من طبخه وهذا ايضا فيه مبالغة في الاكرام ان يكون القراء اسرع والعلم عند الله عز وجل. نعم قال رحمه الله وقوله اليهم متضمن لمدح وادب اخر وهو احضار الطعام الى بين ايدي الضيف بخلاف من يهيئ الطعام في موضع ثم يقيم ضيفه فيريده عليه نعم الغاية في الاكرام تقريب الطعام الى الضيف وليس تقريب الضيف الى الطعام فهذا ان تيسر فلا شك انه الاكمل. نعم قال رحمه الله وقوله قال الا تأكلون فيه مدح وادب اخر فانه عرض عليهم الاكل بقوله الا تأكلون وهذه صيغة عرض مؤذنة بخلاف من يقول ضعوا ايديكم في الطعام كلوا تقدموا ونحو ذلك. نعم وآآ هذه فيها لطيفة من جهتين اولا ان العرض الطف من الامر العرض الطف من الامر وتقول الا تأكل الطف من ان تقول كل اليس كذلك؟ الوجه الثاني ان هذا العرض فيه بيان حرص صاحب البيت على ما ينفع الضيف الا تأكل كانه يقول انا اريد لك الخير وهذا ايضا مجرد العرض هذه لطيفة ثالثة فيها زيادة في الاكرام. لان الاصل ان وهذا نص عليه الفقهاء رحمهم الله ان وضع الطعام امام الضيف اذن بالاكل. ولذا ذكروا لو انه وضع طعام القرى. والضيافة امام الضيف اكل هل لصاحب البيت اذا كان لئيما ان يغرمه ويقول انا ما اذنت لك بالاكل قالوا لا لان وضع الطعام اذن عرفي وضع الطعام اذن عرفي اقول وضع الطعام كاف في استدعاء الضيف للاكل. اليس كذلك؟ ومع ذلك زاد عليه الصلاة والسلام فحضعوه عليه تحضيضا فقال الا تأكلون؟ نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله وقوله فاوجس منهم خيفا لانه لما رآهم لا من طعام اطمر منهم خوفا ان يكون منهم شر. فان الضيف اذا اكل من طعام رب المنزل اطمأن اليه وانس به. فلما علموا يعني في سورة هود فلما ايديهم لا تصل اليه نكرهم. واوجس منهم خيفة ان الضيف اذا اكل من طعام صاحب البيت لا شك انه قد اعلن السلامة وحسن العلاقة مع صاحب البيت. اما اذا يدعوه الى الاكل وهو يكف ولا يمد يديه فهذه علامة ريبة. نعم. قال رحمه الله فلما علم فلما علموا منه ذلك قالوا لا تخف وبشروه بغلام عليم. وهذا من لطف ورحمتي الملائكة عليهم الصلاة والسلام فان الله سبحانه وتعالى قد رزقهم محبة عباده المؤمنين والحرص على الخير ان ينالهم ودفع الشر عنهم وهذا له شواهد كثيرة في النصوص. وهذا له شواهد كثيرة في النصوص ولذا لما رأوا امارة اه الخوف على ابراهيم عليه الصلاة والسلام ما تأخروا ولا تلكأوا انما بادروا مباشرة الى قوله وتطمينه لا تخف ثم زادوا على هذا بماذا بالبشارة وبشروه بغلام عليم. نعم. قال رحمه الله وهذا الغلام اسحاق لا اسماعيل. لان امرأته عجبت من ذلك وقالت عجوز عقيم لا يولد لمثلي فانى لي بالولد. واما اسماعيل فانه من سريته هاجر. وكان بكره. واول ولده وقد بين سبحانه في سورة هود في قوله تعالى فبشرناها باسحاق ومن وراء اسحاق يعقوب في هذه القصة نفسها نعم الذي بشرت به الملائكة عليهم الصلاة والسلام ابراهيم في هذه السورة في الذاريات وهو ما تكرر في غير موضع في كتاب الله انما هو اسحاق عليه الصلاة والسلام الذي امه امرأة ابراهيم سارة بالتشديد سارة ام اسحاق وهو الغلام العليم. وصفه الله سبحانه وتعالى في غير موضع من كتابه بالغلام العليم اما اسماعيل عليه الصلاة والسلام فانه قد ولد قبل ذلك فانه بكر ابراهيم عليه الصلاة والسلام وقد جاءت قصة البشارة به في الصافات ووصفه الله سبحانه وتعالى في تلك السورة بالغلام الحليم فبشرناه بغلام حليم. اذا حيث جاء في كتاب الله الغلام الحليم فهو من اسماعيل وحيث جاء الغلام العليم فهو فهو اسحاق وام اسماعيل هي هاجروا عليهما الصلاة والسلام واسماعيل هو الذبيح قد اورد الله سبحانه وتعالى قصته في الصافات وهو الذي جاء في هذا الموضع فقط ذكر بشارته في سورة الصافات فقط وهو اسماعيل عليه الصلاة والسلام. هنا ايضا فائدة اوردها ابن القيم رحمه الله في كتابه تحفة المودود استنبطها من ايات البشارة باسحاق اسماعيل ويحيى وهي استحباب البشارة والتهنئة بالولد استحباب البشارة والتهنئة بالولد وهذا من لطيف الخلق الذي ينبغي ان يتحلى به المسلم. نعم قال رحمه الله وقوله فاقبلت امرأته في سرة فصكت وجهها فيه بيان ضعف عقل المرأة وعدم ثباتها اذ بادرت الى الندبة وصك الوجه عند هذا الاخبار على كل حال في سرة يعني في صياح. فصكت يعني فلطمت وجهها. قد يقال ان هذا ليس بظاهر انما هي فعلت الفعل المعتاد عندهم ايام اذ معتاد عند النساء ايام اذ عند التعجب من الشيء ان يكون صياح ولطم للوجه فهذه عادات كما اخبر الله سبحانه وتعالى عن قوم نوح وعاد وثمود لما جاءتهم الرسل فردوا ايديهم في افواههم فهذه عادات تكون عند حال التعجب او تكون عند الاسف كما تكلمنا عن هذا في الدرس الماظي عند الاسف تكون العض على اليدين وامثال ذلك على كل حال يعني هذه الفائدة ليست بذاك الظهور وهي بيان ضعف عقل المرأة وعدم ثباتها يعني ربما يقال انها انه انما كان منها ذلك لان العادة التي جرت هي هذه والله اعلم نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وقوله وقالت عجوز عقيم فيه حسن ادب المرأة عند خطاب الرجال واقتصارها من الكلام على ما يتأدى به الحاجة فانها المبتدأ فلم تقل انا عجوز عقيم واقتصرت على ذكر السبب الدال على عدم الولادة لم تذكر غيره. واما في سورة هود فذكرت السبب المانع منها ومن ابراهيم وصرحت بالتعجب. نعم قالت يا ويلتى االد وانا عجوز وهذا بعلي شيخا ان هذا لشيء عجيب. نعم. قال رحمه الله وقوله قالوا كذلك قال ربك متضمن اثبات صفة القول له وقوله هذه فائدة عقدية قال ربك اذا الله عز وجل يقول ويتكلم ويحدث سبحانه وتعالى نعم قال رحمه الله وقوله انه هو الحكيم العليم متضمن لاثبات صفة الحكمة والعلم الذين هما مصدر الخلق والامر فجميع ما خلقه سبحانه صادر عن علمه وحكمته وكذلك امره وشرعه مصدره عن علمه وحكمته. نعم. ومن ذلك في هذه الاية او في هذا السياق ان الله عليم بحالكما في رزقكما الولد وانت ما في هذا السن؟ نعم. قال رحمه الله والعلم والحكمة متضمنان لجميع الكمال. فالعلم يتضمن الحياة ولوازمك ولوازم كمالها من القيومية والقدرة والبقاء والسمع والبصر وسائر الصفات التي يستلزمها العلم التام. والحكمة تتضمن كمال الارادة من العدل والرحمة والاحسان والجود والبر ومواضع الاشياء مواضعها على احسن وجوهها ويتضمن ارسال الرسل واثبات الثواب والعقاب. كل هذا يعلم من اسمه الحكيم كما هي طريقة القرآن في الاستدلال على هذه المطالب العظيمة بصفة الحكمة. والانكار على من يزعم انه خلق الخلق عبثا او سدى او باطلا. فنفس حكمته تتضمن الشرع والقدر. والثواب والعقاب. ولهذا كان اصح القولين ان المعاد يعلم العقل وان السمع ورد بتفصيل ما يدل العقل على اثباته. نعم هذا هو الصحيح وهذا الذي عليه اهل السنة والجماعة ان ثبوت المعاد معلوم من دليلي العقل والنقل ثبوت المعاد ان ثمة حياة اخرى وبعثا ونشورا وحسابا وجزاء ان هذا في الجملة معلوم بدليل العقل والنقل ولذا الله سبحانه وتعالى يقول افحسبتم انما خلقناكم عجبا انما خلقناكم عبثا وانكم الينا لا ترجعون فهذا فيه اثارة لعقولهم الى ان يعلموا ان هذا مناف للحكمة والله عز وجل قد ثبت بالادلة بالادلة القطعية انه متصف بالحكمة اما تفاصيل امور المعاد فانما دل عليها دليل النقل انما دل عليها دليل النقل والعلم عند الله. نعم. قال رحمه الله ومن تأمل طريقة القرآن وجدها دالة على ذلك. وان الله سبحانه يضرب لهم الامثال المعقولة التي تدل على ان كان المعاد تارة ووقوعه اخرى. في ذكر ادلة القدرة الدالة على الدالة على امكان المقدور. وادلة الحكمة المستلزمة لوقوعه ومن تأمل ادلة المعادي في القرآن وجدها كذلك مغنية بحمد الله ومنته على عباده عن غيرها. كافية شافية موصلة الى المطلوب بسرعة متظمنة للجواب عن الشبه العارضة لكثير من الناس. وان ساعد التوفيق من الله كتبت في ذلك سفرا كبيرا. لما رأيت في الادلة التي ارشد القرآن من الشفاء والهدى وسرعة الايصال وحسن البيان والتنبيه على مواضع الشبه والجواب عنها بما ينفرج له الصدر ويشرق ويشرق معه اليقين بخلاف بغيره من الادلة فانها على العكس من ذلك وليس هذا موضع وليس هذا موضع التفصيل. نعم المؤلف رحمه الله تمنى في هذا الموضع ان يؤلف كتابا في ادلة المعاد ولكن الذي نعلمه في مؤلفاته انه اه ما كان ذلك وقدر الله وما شاء فعل وليس لنا الا ان نتمنى ان يكون هذا قد كان ولكن لله عز وجل الحكمة واظن اننا لو وقعنا على هذا الكتاب اذا كان قد كتبه فاننا سنفيد فوائد جمة فالمؤلف رحمه الله صاحب همة عالية يتمنى الخير كلما وجد موضعا للفائدة تمنى ان يثريها وان يفيض القول فيها حتى ينتفع الناس كان رحمه الله يؤلف للحاجة والانتفاع الناس يؤلف في المواضع التي يرى انه لا تزال حاجة لبيانها وهذا كان منه في عدد من الكتب تمنى تأليفها وهي اذا نظرت وجدتها والله في غاية الاهمية ولكن هذا امر مرجعه الى مشيئة الله سبحانه وتعالى وحكمته. يعني في بدائع الفوائد ذكر انه يتمنى ان يؤلف كتابا في شرح اسماء الله الحسنى تخيل كتابا يؤلفه ابن القيم في هذا الموضوع فسرح طرفك ما شئت في الفوائد التي سيضمنها والدرر والكنوز فيما نظن فيه رحمه الله ايضا في هذا الكتاب في البدائع لما تكلم عن محاسن هذه الشريعة نص على انه يرجو الله ان ييسر له تأليف كتاب في محاسن الشريعة واظن ان ابن القيم رحمه الله من اعظم الناس عناية بابراز هذا الموضوع الذي الحاجة ماسة اليه كذلك في كتابه الداء والدواء لما ذكر جملة من فوائد قصة يوسف عليه السلام تمنى ان يضع كتابا في فوائد قصة يوسف وما يا ترى اي يعني فوائد ستكون في هذا الكتاب؟ لكن ما الفه رحمه الله فيما نعلم ايضا في مدارج السالكين لما تكلم عن الشرك وخطره تمنى ان يؤلف كتابا في الشرك واسوأ واسبابه ودوافعه وما اليه ولكن لا نعلم انه الف هذا الكتاب فانظر الى هذه الكتب وهذه العناوين التي كان يرجو الله سبحانه وتعالى ان ييسر له تأليفها لكن امر قدره الله سبحانه وتعالى وشاء لعل الله عز وجل قد بلغه اجر هذه الكتب نية المؤمن خير من عمله نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله والمقصود ان مصدر الاشياء خلقا وامرا عن علم الرب وحكمته. واختصت هذه القصة بذكر هذين الاسمين لاقتضائها لهما لتعجب النفوس من تولد من تولد مولود من بين ابوين لا يولد لمثلهما عادة وخفاء العلم بسبب هذا الايلاد وكون الحكمة جريان هذه الولادة على غير العادة المعروفة. فذكر في الاية اسم الاسم العلمي والحكمة المتضمنة لعلمه سبحانه بسبب هذا الخلق وغايته وحكمته في وضعه موضع من غير اخلال بموجب الحكمة. ثم ذكر سبحانه قصة الملائكة في ارسالهم لاهلاك قوم لوط وارسال الحجارة المسومة عليهم وفي هذا ما يتضمن تصديق رسله واهلاك المكذبين لهم والدلالة على المعاد والثواب والعقاب لوقوعه عيانا في هذا العالم. وهذا من اعظم الادلة الدالة على صدق رسله وصحة ما اخبروا به عن ربه. ثم قال فاخرجنا من كان فيها من المؤمنين فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين. ففرق بين الاسلام والايمان هنا سر اقتضاه الكلام فان الاخراج هنا عبارة عن النجاة. فهو اخراج نجاة من العذاب. ولا ريب ان هذا مختص بالمؤمنين المتبعين للرسل ظاهرا وباطنا وقوله فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين لما كان الموجود هنا من المخرجين اوقع اسم اوقع اسم الاسلام عليهم لان امرأة لوط كانت من اهل هذا البيت وهي مسلمة في الظاهر فكانت في البيت موجودين لا في القوم الناجين وقد اخبر الله اه وقف المؤلف رحمه الله وقفة عند قوله تعالى فاخرجنا من كان فيها من المؤمنين فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين هذه الاية استدل بها طائفة من العلماء الذين ما فرقوا بين الايمان والاسلام محمد ابن نصر المروزي وجماعة من اهل العلم قالوا الايمان والاسلام مترادفان. لا فرق بينهما والتحقيق هو ما عليه جمهور اهل العلم وهو ان الفرق بين الاسلام والايمان ينظر اليه من جهتين اولا من حيث ذاتهما وثانيا من حيث اهلهما اما من حيث ذاتهما فان الاسلام والايمان من الكلمات التي اذا اجتمعت افترقت واذا افترقت اجتمعت بمعنى اذا اجتمعت هاتان الكلمتان في سياق واحد افترقت المعنى واذا ذكر كل في سياق فان احد المعنيين يدخل في الاخر الفرق بينهما عند اجتماعهما ان الاسلام يدل على الدين الظاهر والايمان يدل على الدين الباطل ويدل على هذا حديث جبريل المشهور فالنبي صلى الله عليه وسلم فسر الاسلام بالدين الظاهر وهو اركانه الاسلام الخمسة وفسر الايمان بالدين الباطن وهو اركان الايمان الستة. اما اذا افترقا فانهما يجتمعان في المعنى ويدل على هذا حديث وفد عبد القيس المخرج في الصحيحين فالنبي صلى الله عليه وسلم قال لهم اتدؤ وامركم بالايمان بالله وحده اتدرون ما الايمان بالله وحده؟ شهادة ان لا اله الا الله واني رسول الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة وصوم رمضان وان تؤدوا الخمس من المغنم. ففسر النبي صلى الله عليه وسلم الايمان بماذا بما هو الاسلام بما هو اسلام. اما من حيث اهلهما فان هاتين الكلمتين اذا اجتمعتا فان اهل الايمان ارفع درجة من اهل الاسلام. اذا ذكر المسلمون والمؤمنون فالمؤمنون ارفع درجة من ماذا من المسلمين ويدل على هذا قوله تعالى قالت الاعراب امنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا اسلمنا ولما يدخل الايمان في قلوبكم فالمسلمون يدخل في هذه الكلمة او اهل الاسلام يدخل فيها من معه اصل الايمان واتى ببعض الواجبات وكف عن بعض المحرمات لكنه قصر في بعض الواجبات ووقع في بعض المحرمات فهذا مسلم اما المؤمن فهو الذي اتى بجميع ما اوجب الله عليه وكف عن جميع ما حرم الله عنه وان زل فانه يبادر الى التوبة هؤلاء هم المؤمنون واذا افترقا فيراد باحدهما ما يراد بالاخر. المقصود ان من اهل العلم من استدل بهذه الاية على عدم التفريق قال لانه اخبر ثانيا عن المسلمين المذكور عن المؤمنين المذكورين اولا بالاسلام فدل انه تقوم احدى الكلمتين مقام الاخرى وبالتالي لا فرق بين الايمان والاسلام الرد على هذا الحق الحق انه ليس في الاية آآ دلالة على ما ذكروا وان الصحيح هو التفريق وان الاية لا تفيد اه الترادف وقد ذكر ابن القيم رحمه الله الجواب الذي قد سمعت وينبغي ان يعلم ابتداء ان جمهور اهل العلم الذين فرقوا والصواب معهم لا يقولون ان الايمان والاسلام ضدان لا يجتمعان انما يقولان هما من المختلفات التي قد تجتمع وقد لا تجتمعن يعني ليس معنى ان نقول ان هناك فرقا بين الايمان والاسلام انهما اصبحا ماذا ضدين فلا يجتمعان لا انما نقول انهما ماذا امران مختلفان والمختلفان قد يجتمعان وقد لا يجتمعان اليس كذلك السواد والحلاوة ضدان متقابلان ام مختلفان اجيبوا يا جماعة مختلفان بمعنى يمكن ان يجتمع يكون شيء ماذا اسود وحلو وقد ما يجتمعان اما المتقابلان ومن المتقابلين الضدان فانهما ماذا لا يمكن اجتماعهما ويمكن ارتفاعهما فاهل السنة يقولون نحن لا نقول انهما ضدان انما مختلفان والمختلفان قد يجتمعان كما كما هنا وبالتالي الله عز وجل هذا جواب ثان الله عز وجل ذكر اولا او وصف هؤلاء اولا بالمؤمنين ووصفهم ثانيا لماذا؟ بالمسلمين. وهذا ظاهر. لماذا؟ لان كل مؤمن فهو مسلم ولا يلزمه العكس لا يلزم ان يكون كل مسلم مؤمنا فهمنا هذه اقول الله عز وجل وصفهم اولا بماذا؟ بانهم مؤمنون. ونحن نعلم ان كل مؤمن فهو مسلم ولابد لانه كان مسلما ثم ارتقى فصار مؤمنا. ولكن قولوا اسلمنا ولما يدخل الايمان في قلوبكم. فما الاشكال هنا الله وصفهم بانهم مؤمنون هؤلاء بالذات ومن كان مؤمنا فهو بالتأكيد مسلم وجواب اخر ان نقول وهذا مال اليه شيخ المؤلف رحمه الله شيخ الاسلام ابن تيمية وهو ان الله عز وجل وصف المخرج دينا الناجين بالايمان لانه انما انجى المؤمنين ووصف البيت واهله بالاسلام. ولا يلزم من الوصف بالاسلام النجاة لان البيت بيت اسلام في الظاهر محكوم له بالاسلام. لان فيه من زوجة فيه زوجة فيه زوج لوط امرأته اليست كذلك؟ وهذه كانت في الظاهر مسلمة وفي الباطن غير مسلمة هي اشبه بالمنافقين واضح؟ لكنها محكوم لها بالحكم الظاهر وهو الاسلام فالبيت ماذا بيت اسلام اهله محكوم لهم بالاسلام. لكن النجاة لم تكن لها الا امرأته الله عز وجل ما انجاها كانت من الغابرين. واضح؟ فالذين نجوا المسلمون الصادقون الذين هم مؤمنون واما في الاية الثانية فالله قال فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين. بيت محكوم له بالاسلام فان فيه ما قال اهل فما وجدنا فيها غير بيت من المؤمنين. لم لان في البيت امرأته ولم تكن مؤمنة كانت فقط مسلمة في الظاهر كانت مسلمة في الظاهر فناسب اذا ان تكون الاية على هذا النسق فهي الى التفريق اقرب دلالة من الترادف والعلم عند الله. نعم. احسن الله اليكم. قال رحمه الله قد اخبر الله سبحانه عن خيانة امرأة لوط. وخيانتها انها كانت تدل قومها على وقلبها معهم وليست خيانة فاحشة. فكانت من اهل البيت المسلمين ظاهرا وليست من المؤمنين الناجين. نعم امرأة لوط لم تكن خائنة خيانة فاحشة بل الامر كما قال السلف كابن عباس رضي الله عنهما وغيره ما بغت ما بغت امرأة نبي قط ما بغت امرأة نبي قط لذا في قوله تعالى فخانتاهما عن امرأة نوح وامرأة لوط الخيانة ها هنا خيانة في الدين. وليست خيانة في الفراش او تتعلق بالفاحشة الله عز وجل قد نزه آآ فرش الانبياء عليهم الصلاة والسلام من ذلك ان هذا فيه قدح فيهم وينالهم بذلك ما ينالهم لكن الخيانة كانت بماذا في امر الدين اما من جهة الكفر واما من جهة ان امرأة لوط كانت اه تخبر قومها بما عليه لوط عليه الصلاة والسلام نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ومن وضع دلالات القرآن والفاظه مواضعها تبين له من اسراره وحكمه ما يهز العقول ويعلم معه تنزله من حكيم حميد وبهذا خرج الجواب عن السؤال المشهور وهو ان الاسلام اعم من الايمان. فكيف استثنى الاعم من الاخص؟ وقاعدة وقاعدة اثناء تقتضي العكس وتبين ان المسلمين مستثنين مما وقع عليه فعل الوجود والمؤمنين غير مستثنين منهم بل هم المخرجون الناجون. وقوله تعالى وتركنا فيها اية للذين يخافون العذاب الاليم. فيه دليل على ان ايات الله سبحانه وعجائبه التي فعلها في هذا العالم او ابقى اثارها دالة عليه وعلى صدق رسله انما ينتفع بها من يؤمن بالميعاد ويخشى عذاب الله كما قال تعالى في موضع اخر ان في ذلك لاية لمن خاف عذاب الاخرة. وقال تعالى من يخشى فان من لا يؤمن بالاخرة غايته ان يقول هؤلاء قوم اصابهم الدهر كما اصاب غيرهم ولا زال الدهر فيه الشقاء والسعادة واما من امن بالاخرة واشفق منها فهو الذي ينتفع بالايات والمواعظ. وهذا الذي ينبغي ان يحضره الانسان في ذهنه اذا سمع المثل والمواعظ والنوازل التي تنزل في الناس شرقا وغربا ينبغي عليه ان يعتبر بذلك وان يعلم ان هذه مواعظ وتخويفات من الله سبحانه وتعالى لا ينبغي ان تمر على المسلم البصير مرور الكرام دون ان يقف ويعتبر الله عز وجل حكيم سبحانه وتعالى ومن حكمته ان جعل هذه النوازل والمصائب والمحن التي تمر بالناس جعلها عبرا يعتبرون بها لعلهم يتوبون ويؤوبون الى الله سبحانه وتعالى. نعم. قال رحمه الله والمقصود بهذا انما هو التمثيل والتنبيه على تفاوت الافهام في معرفة القرآن واستنباط اسراره واثارة كنوزه واعتبر بهذا واعتبر بهذا غيره والفضل بيد الله يؤتيه من يشاء. لا شك ان الغوص بهذا القدر في استنباط الفوائد والمعاني تحتاج الى اعداد وامداد واريد بقول الاعداد والامداد ان يكون هناك استعداد علمي كيف يصل الانسان الى استنباط مثل هذه الفوائد دون ان يكون المستنبط على حظ من العلم بالاعتقاد والفقه واللغة والبلاغة واصول الفقه وما الى ذلك هذا هو الاعداد واما الامداد فان يمده الله سبحانه وتعالى بالتقوى والصلاح وصفاء القلب والبصيرة في الدين بحيث يمكنه ان يحمل ايات الله سبحانه وتعالى على ما تستحقه من المعاني الجليلة دون افراط او تفريط وهذا توفيق محض من الله سبحانه وتعالى ومن رامه فعليه ان يلجأ الى الله عز وجل ان يرزقه البصيرة والفقه في كتابه وحسن التأمل في ذلك ومن علم الله عز وجل منه الصدق وفقه والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا. نعم. قال رحمه الله والمقصود بهذا انما هو التمثيل والتنبيه على تفاوت الافهام في معرفة القرآن واستنباط اسراره واثارة كنوزه واعتبر بهذا غيره والفضل بيد الله يؤتيه من من يشاء قال رحمه الله فصل والمقصود ان القلب لما تحول لهذا السفر طلب رفيقا يأنس به في السفر فلم يجد الا معارضا مناقضا او لائما بالتأنيب مصرحا ومعرضا او فارغا عن هذه الحركة معرضا. وليت الكل كانوا هكذا. فلقد احسن اليك من خلاك وطريقك ولم اطرح شره عليك كما قال القائل انا لفي زمن ترك القبيح به من اكثر الناس احسان واجمال. اذا كان هذا في ذاك الزمان فكيف بهذا الزمان والله المستعان ليت الاخرين يكفون شرهم عنك فتسير بطريق سفرك سفر الهجرة الى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم. حتى صار هم الانسان انما هو ان يكتفي شر الاخرين ولا يطلب اعانتهم او برهم انا لفي زمن ترك القبيح به من اكثر الناس احسانا واجمال ليت ان الاخرين يكفون شرهم فهذا غاية ما يكون من الاحسان الله المستعان نعم قال رحمه الله واذا كان هذا المعروف من الناس فالمطلوب في هذا الزمان المعاونة على هذا السفر بالاعراض وترك اللائمة والاعتراض الا ما عسى ان يقع نادرا فيكون غنيمة باردة لا قيمة لها. يعني ان الاعانة بالفعل من الاخرين شيء نادر هذه من الامور النادرة ان ان تجد من يعينك والا فلا تطمح يقول المؤلف الى اكثر من ان تسلم من الاذية واللوم فان ظفرت بذلك فهذا خير كثير نعم. قال رحمه الله وينبغي الا يتوقف العبد في سيره على هذه الغنيمة. بل يسير ولو وحيدا غريبا. فانفراد العبد في طريقه طلبه دليل على صدق المحبة. لا تنتظر في طريق سفرك الى الله سبحانه وتعالى المعين والا فانك تخلد الى البطالة والكسل كلا يا عبد الله قم وانهض وسر مشمرا ولا تبالي باحد ان وجدت من يعينك من اخوانك في الله فالحمد لله هذا خير عظيم ولكن ان لم ان لم تجد فلا يقعدك ذلك عن المسير اجتهد واستعن بالله وابشر بالخير ستجد من الله عز وجل العون والتيسير المقصود هو تصحيح النية وصدق العمل وبعد ذلك تأتيك فواتح الخير وخواتمه يأتيك الله عز وجل بما تحب انهض وشمر ولا تخلد الى الكسر وابشر بالخير. فالله عز وجل مع المحسنين. نعم. قال رحمه الله ومن نظر في هذه الكلمات التي التي تضمنتها هذه الوريقة انها من اهم ما يحصل به التعاون على البر والتقوى وسفر الهجرة الى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم. وهذا الذي قصد مسطرها بكتابتها وجعلها نيته المعجلة السابقة الى اصحابه ورفقائه في طلب العلم. هذه التي اراد يعني هؤلاء هم من اراد وصول هذه الرسالة اليهم. وهو ما قدمناه في اول درس اصحابه ورفقاؤه في طلب العلم رأى المؤلف ان لهم عليه حقا. واراد ان يتحفهم بهذه النصيحة. وهكذا ينبغي طالب العلم مع اخوانه ان ينصح ويوجه بالتي هي احسن للتي هي اقوم؟ نعم قال رحمه الله واشهد الله وكفى بالله شهيدا لا توى فيه من احد منها لقابلها بالقبول ولا بادر الى تفهمها وتدبرها وعدها من افضل بما اهدى صاحب الى صاحبه فان غير هذا مما مما جريانات الركب الخبرية ما زارنيات الما جريانات يريد الاخبار يعني ما الذي حصل؟ وما الذي كان في طريق السفر هنا او هناك العادة ان الناس تكتب لبعضها في الرسائل وفي الكتابات والخطابات ماذا الاخبار ما الذي جرى؟ وما الذي كان وما الذي حصل يقول هذا لا بأس لكن فائدته ماذا قليلة الاهم من ذلك الكلمة الطيبة والنصيحة هذا اهم نعم قال رحمه الله وان تطلعت النفوس اليها ففائدتها قليلة. وهي في غاية الرقص لكثرة جاليبيها. وانما الهدية النافعة كلمة من الحكمة يهديها الرجل الى اخيه المسلم هذه قاعدة جميلة الهدية النافعة كلمة من الحكمة يهديها الرجل الى اخيه المسلم. وما اقل ذلك مع الاسف الشديد نعم قال رحمه الله ومن اراد هذا السفر فعليهم مرافقة الاموات الذين هم في العالم احياء فانه يبلغ بمرافقتهم الى مقصده وليحذر من مرافقة الاحياء الذين في الناس اموات فانهم يقطعون عليه طريقه فليس لهذا السالك انفع من تلك المرافقة واوفق له من هذه المفارقة فقد قال بعض من سلف شتان بين اقوام موتى تحيا القلوب بذكرهم وبين اقوام احياء تموت القلوب بمخالطتهم. اذا المهاجر الى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم بحاجة الى امرين. مرافقة ومفارقة اما المرافقة فللالاموات الاحياء واما المفارقة فللاحياء الاموات والمراد بالاحياء بالاموات الاحياء اهل العلم يعني كتبهم يرافقوا كتبهم ويستظل بافيائها ويفيد من عذبها النمير يعيش مع اهل العلم مع الصحابة والتابعين وائمة الهدى والله انها نعمة نعمة الرفقة وما احسنها من صحبة كيف يستوحش والذي هو يجالس العلماء والاولياء والنجباء ماذا يريد بعدهم واذا سمعت الى حديثك زادني حبا له سمعي حديث سمعي حديث سواك. سمع الانسان وتأمل في كلام هؤلاء المتقدمين والله ان يمج كلام غيرهم ويزداد تعلقا بكلام السلف والائمة. هذا الذي ينصح به المؤلف رحمه الله مريد الهجرة الى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله فما على العبد اضر من عشرائه وابناء جنسه فان نظره قاصر وهمته واقفة عند التشبه بهم ومباهاتهم سلوك اية سلكوا حتى لو دخلوا جحر ضب لا حب ان يدخل معهم. اي والله. ما ما على العبد اضر من ذلك وهل افة الناس الا الناس؟ هل افة الناس الا الناس ان نظرت وتأملت وجدت ان كثيرا من المعاصي والمنكرات انما تقع بسبب التشبه من بعضهم لبعض والناس كما قال العلماء كاسراب القطا مجبولون على تقليد بعضهم بعضا والله المستعان. نعم قال رحمه الله فمتى ترقتهم؟ فمتى ترقت همته من صحبتهم؟ الى صحبة من اشباحهم مفقودة ومحاسنهم واثارهم الجميلة في مشهودة استحدث بذلك همة اخرى وعملا اخر وصار بين الناس غريبا وان كان فيهم مشهورا ونسيبا ولكنه غريب محبوب يرى ما الناس فيه فهم لا يرون ما هو فيه يقيم لهم المعاذير ما استطاع وينصحهم بجهده وطاقته سائرا فيهم بعينين. عين ناظرة الى الامر والنهي بها يأمر وينهاهم ويواليهم ويعاديهم ويؤدي اليهم الحقوق ويستوفيها عليهم. وعين ناظرة الى الى القضاء والقدر. بها يرحمهم ويدعوا لهم لهم ويلتمس لهم وجوه المعاذير فيما لا فيما لا يخل بامر ولا يعود بنقص شر. فقد وسعتهم بسطته ورحمته ولينه ومعذرته واقفا عند قوله تعالى خذ العفو وامر بالعرف واعرض عن الجاهلين. متدبرا لما تضمنته هذه الاية من حسن المعاشرة مع الخلق واداء حق الله والسلامة من شرهم فلو اخذ الناس كلهم بهذه الاية لكفتهم وشفتهم. فان العفو ما عفا من اخلاق. فان العفو ما عفا من اخلاقهم سمحت به طبائعهم ووسعهم بذله من اموالهم واخلاقهم. فهذا ما منهم اليه. واما ما يكون منه اليهم فامرهم بالمعروف وهو ما تشهده وهو ما تشهد به العقول وتعرف حسنه وهو ما امر الله به. واما ما يتقي به اذى جاهلهم فالاعراض عنهم وترك الانتقام لنفسه والانتصار لها اي كمال للعبد وراء هذا؟ واي معاشرة وسياسة للعالم احسن من هذه المعاشرة والسياسة. نعم. لو لم يكن في هذه الرسالة الا هذه الفائدة لكفى بذلك دليلا على جلالة قدر هذه الرسالة المعاشرة الحسنة المطلوبة شرعا من المؤمن لاخوانه المسلمين هي ان ينظر اليهم بنظرين بعين الشريعة وعين القدر ينظر اليهم بعينه الشرعية وينظر اليهم بعين قدرية اما العين الشرعية فهي التي يعمل فيها بمقتضى الشرع من الامر بالمعروف والنهي عن المنكر والنصيحة والمحبة والبغض والموالاة والمعاداة والهجر والزجر او التأليف الى غير ذلك اما العين القدرية فهي التي ينظر بها اليهم فيرحمهم ويعلم ان هذا الذي اصابهم انما هو تقدير من الله سبحانه وتعالى عليهم بذنوبهم بين الذنوب يولد بعضها بعضا ويسبب بعضها بعضا ويعاقب الله عز وجل على بعضها ببعض. ولذا يقول سبحانه وتعالى واما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى فاذا رأى ذلك ورأى نقصهم ورأى ما هم مقبلون عليه رحمهم وحرص على هدايتهم وعاملهم بخلق العفو ما امكنه لا شك ان هذا امر عظيم وما زاد الله عبدا بعفو الا عزا فهذان النظران ينبغي استصحابهما عند معاشرة الخلائق. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله ولو فكر الرجل في كل يلحقه من العالم عن الشر الحقيقي الذي لا يوجب له الرفعة والزلفة من الله وجد سببه الاخلال بهذه الثلاث او ببعضها يريد بالشر يقول هنا الشر الحقيقي الذي هو من اثار المعاصي والذنوب. اما الشر يعني المؤلم الذي ينتج عن طاعة الله عز وجل فهذا وان كان شرا في الظاهر فهو خير في الحقيقة بمعنى انه اذا ادى امره بالمعروف ونهيه عن المنكر وقيامه بالنصيحة الى حصول اذى عليه يقول هذا شر في ماذا في الظاهر وليس هو الشر الحقيقي هذا خير في الحقيقة لانه ثواب واجر وتكفير ورفعة للدرجات. اما الشر الحقيقي فهو ما كان من اثار الذنوب والمعاصي اذا الشر نوعان. شر حقيقي وشر في الظاهر والحقيقة انه خير اما الاول فما كان مسببا عن الذنوب والمعاصي واما الثاني فهو ما كان مسببا عن طاعة الله سبحانه وتعالى. نعم. قال رحمه الله ولو فكر الرجل في كل شر يلحقه من العالم اعني الشر الحقيقي الذي لا يوجب له الرفعة والزلفى من الله وجد سببه الاخلال بهذه الثلاث او ببعضها. والا والا فمع القيام بها فكل ما فكل ما يحصل له من الناس فهو خير له وان كان شرا بالظاهر فانه متولد من القيام بالامر بالمعروف ولا يتولد منه الا خير وان ورد في حالة شر واذى كما قال تعالى ان الذين جاءوا عصبة منكم لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم. وقال تعالى لنبيه فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الامر. فاذا عزمت فتوكل على الله وقد تضمنت هذه الكلمات مراعاة حق الله وحق الخلق فانهم اما انهم اما ان يسيئوا في حق الله او في حق رسوله صلى الله عليه وسلم نسعوا في حقك فقابل ذلك بعفوك عنهم وان اساءوا في حقي فاسألني اغفر لهم واستجلب قلوبهم واستخرج ما عندهم من الرأي بمشاورتهم فان فان ذلك احرف استجلاب طاعتهم وبذلهم النصيحة فاذا عزمت على امر فلا استشارة بعد ذلك بل توكل على الله وامض وامض لما عزمت عليه من امرك فان الله يحب المتوكلين. فهذا وامثاله من الاخلاق التي ادب الله بها رسوله صلى الله عليه وسلم. وقال فيه وانك لعلى خلق عظيم قالت عائشة رضي الله عنها كان خلقه القرآن وهذه لا تتم الا بثلاثة اشياء. انتبه لها. هذه اسباب تعينك على سفر الهجرة الى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم. فتنبه لها. نعم. قال رحمه الله احدها ان يكون العود طيبا. فاما اذا كانت جافية غليظة يابسة عسر عليها مزاولة ذلك علما وارادة وعملا بخلاف الطبيعة المنقادة اللينة السلسة القياد فانها مستعدة انما تريد الحرث والبذل من احسن النعم على العبد ان تكون طبيعته وسجيته على هذا النحو ان يكون لينا سلس القياد هينا غير عسر ولا صلب ونبينا صلى الله عليه وسلم بلغ الغاية في اللطف واللين كان هينا لينا عليه الصلاة والسلام لم يكن عسرا ولم يكن صعب الميراث حاشاه عليه الصلاة والسلام والمقتدون به ينبغي ان يكونوا على هذا النحو نعم. قال رحمه الله الثاني ان تكون النفس قوية غالبة قاهرة لدواعي البطالة والغي والهوى فان هذه اعداء الكمال انتبه لها وعادها اذا اردت الكمال فان هذه هي اعداء الكمال الامر الاول البطالة يعني الكسل الرغبة في الدعاة ينبغي ان يكون الصادق في الهجرة الى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ذا همة عالية ونشاط في الخير وصدق في الطلب. الثاني قال الغي الغي يعني الضلال والانهماك في الباطل. ولابد ان يعالج هذا بضده من الصلاح والتقوى والامر الثالث الهوى والهواء يهوي بصاحبه في الظلال ويعالج هذا ب تعويد النفس على التجرد لطلب الحق والانصاف مع نفسه ومع غيره نعم. قال رحمه الله فان هذه اعداء الكمال. فان لم تقوى النفس على قهرها والا لم تزل مغلوبة مقهورة. الثالث علم شاف بحقائق اشياء وتنزيلها منازلها يميز به بين الشحم والورم والزجاجة والجوهرة. اذا لابد من مراعاة هذه الامور الثلاثة ان يكون العود لينا هينا وان يكون الانسان مباعا مباعدا عن اعداء الكمال والامر الثالث ان يرزق علما يميز به بين الحق والباطل نعم. قال رحمه الله فاذا اجتمعت فيه هذه الخصال الثلاثة وساعده التوفيق فهو من القسم الذين سبقت لهم من ربهم الحسنى وتمت لهم العناية وهؤلاء هم القسم الاول المذكورون في قول النبي صلى الله عليه وسلم مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم. الحديث وقد تقدم قال رحمه الله فصل ثم ذكر الشيخ رضي الله عنه وارضاه اخبار الركب واشياء الى ان قال هذا الذي يعني كتب هذه الرسالة وليس وليست هذه الجملة من كلام المؤلف. نعم الى ان قال هذا واول الامر واخره. هذا واول الامر واخره انما هو معاملة الله وحده والانقطاع اليه بكلية القلب دوام الافتقار اليه فلو وفى العبد هذا المقام حقه لرأى العجب العجيب من فضل ربه وبره ولطفه ودفاعه عنه والاقبال بقلوب عباده اليه واسكان الرحمة والمحبة له في قلوبهم ولكن نقول ربنا غلب علينا لؤمنا وجهلنا وظلمنا واساءتنا من اجل شيء منه فها نحن يقرون بالتفريط والتقصير ومن ادعى منا عندك وجاهة فليس الا ذليل حقير. فان تكلنا الى انفسنا تكلنا الى ضيعة وعز وذنب وخطيئة روى حسرتاه ووى اسفاه على رضاك. ولو غضب كل احد سواك وعلى ايثار طاعتك ومحبتك على ما سواهما. وعلى صدق المعاملة معك. فليت تحلو والحياة مريرة وليتك ترضى والانام غضاب. وليت الذي بيني وبينك عامر وبيني وبين العالمين خراب اذا صح منك الود فالكل هين وكل الذي فوق التراب تراب. وقد كان قد كان يغني من كثير هذا التطويل ثلاث وقد كان يغني من كثير من هذا التطويل ثلاث كلمات كان يكتب بها بعض السلف الى بعض. فلو ناقشها العبد في لوح قلبه يقرأها على عدد الانفاس لكان ذلك بعض ما يستحقه سفيان ابن عيينة امام اهل مكة رحمه الله يقول كان العلماء فيما مضى يكتب بعضهم الى بعض بهذه الكلمات ستسمعها بعد قليل ان شاء الله هذه كان السلف يتواصون بها ويكاتبون بعضهم بعضا بها وطالب العلم والمسلم الصادق عليه ان يقف معها مليا وان يتأملها و ان ينطلق من الناحية النظرية الى الناحية العملية نعم قال رحمه الله وهي من اصلح سريرته اصلح الله علانيته ومن اصلح ما بينه وبين الله اصلح الله ما بينه وبين الناس ومن عمل لاخرته كفاه الله مؤنة دنياه. وهذه الكلمات برهانها وجودها ولميتها ان نيتها وتقول لي نيتها ان نيتها. اللي النية مصدر صناعي من لم والمقصود البرهان والدليل اللمية يعني يريد البرهان والدليل او العلة تستعمل في معنى العلة والانية ايضا مصدر صناعي من ان والمراد بذلك الثبوت والوجود وهذه مرادفة للجملة التي قبل قبلها قرهانها وجودها كذلك هنا لا تحتاج الى كثير كلام الدليل على انها من احسن الوصايا وانفعها نفس الكلمات والواقع الذي يشهد لها كافية بان تبين لك انها مغنية عن كثير من الكلام. نعم قال رحمه الله وهذه الكلمات برهانها وجودها ولميتها ان نيتها والتوفيق بيد الله ولا اله غيره ولا رب سواه. ثم قال رضي الله عنه وارضاه وليعذر الاصحاب في هذه الكلمات فانها والله نفثة مصدر وتنفس محرور. يقلب الطرف لا ارى من احبه في الحي ممن لا احب كثيرا فهو نفس من قد اكل بعضه بعضا فهو المبتدأ والخبر ومنه الغناء ومنه الطرب. ما في الخيام اخو وجد يطارد حديث ليلى ولا صب يجاريه. فاحب محبكم مطارحة من بعدت عنه دياره. من بعدت عنه دياره من من بعدت عنده دياره وشط عنهما زاره فهو كما قيل يا ساويا بين الجوانح والحشا مني وان بعدت علي دياره على قلب يحبك هائم ان لم تصله تقطعت اعشاره وارحم وارحم كئيبا فيك يقضي نحبه اسفا عليك ومن قضت اوتاره لا يستفيق من الغرام وكلما نحوك عنه تهتكت استاره. وكل ذي شجو يصرف هذا وامثاله الى شجوه. وهذا مما يستروح اليه المكروب بعض الاسترواح وهيهات هيهات ان القلب لن يقر له قرار حتى يوضع في موضعه ويستقر في مستقره الذي لا مقر له سواه كما قيل اذا ما وضعت القلب في غير موضع بغير اناء فهو قلب مضيع. وتحت هذا البيت معنى شريف جدا. قد شرحته في واسطة مفردة والله اعلم. هذا اخر ما ذكره الشيخ رضي الله عنه وارضاه في هذا الباب والحمد لله وحده. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى ال وصحبه وسلم. بارك الله فيك. وجزى الله عنا الامام الجليل ابن القيم خير الجزاء. سله تبارك وتعالى ان يغفر له وان يرحمه وان يعلي درجته في المهديين وان يلحقنا به غير مفتونين هذه الرسالة العظيمة رسالة التبوكية اوصيك يا طالب العلم في ان تعيد النظر فيها مرة بعد بعد اخرى واظن ان هذا فيه تذكرة وفيه فائدة عظيمة لك ان شاء الله وهذه المجالس انما كانت فيها وقفات مع بعض الفوائد التي ظهرت منها والا فان شرحها استخلاص كل ما فيها لا شك انه يحتاج الى مجالس كثيرة لكن هذا الكتاب لا يحتاج الى مجالس في قراءتها تعني هذه الفوائد انما يحتاج الى قراءة بتأمل وتدبر فيما بينك وبين نفسك فعد الى هذا الكتاب وخصص له وقتا واقرأه بتأمل ورعاية وقف عند هذه النصائح وهذه النفائس وزن نفسك وانظر اين تقع منها ان كنت قد حصلت منها طرفا فاحمد الله واثبت واطلب المزيد من ربك وان كنت على خلاف ذلك فاستعن بالله وجاهد نفسك وصحح اخطاءك واستعن بالله وابشر بالخير فالله كريم شكور سبحانه وتعالى اسأل الله جل وعلا ان يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح الاخلاص في القول والعمل ان ربنا لسميع الدعاء وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان