بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله اولا واخرا وظاهرا وباطنا. الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضى والصلاة والسلام على امام الهدى وسيدي الورى نبينا محمد بن عبدالله وعلى اله وصحبه ومن استن بسنته اهتدى بهداه وبعد ايها الاخوة الكرام فمن رحاب بيت الله الحرام ينعقد هذا المجلس الرابع من مجالس مذاكرتنا لهذا المختصر الموجز في سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم. تهذيب السيرة النووية تهذيب السيرة النبوية المختصر والموجز الذي اورده الامام النووي رحمه الله تعالى في كتابه تهذيب الاسماء واللغات وما زال هذا المجلس المبارك ينعقد من رحاب بيت الله الحرام في كل ليلة من ليالي الجمعة هذه الليلة الشريفة المباركة التي من خيراتها وبركاته بكثرة صلاتنا وسلامنا. على امامنا ونبينا وقرة عيوننا محمد صلى الله عليه وسلم صلى عليك الله يا خير الورى ماضاء نور في الصباح واسفر صلى عليك الله ملء فضائه ما هل مزن بالنعيم وامطرا وما زالت مجالسنا هذه نتدارس فيها شيئا من سيرته وشمائله العطرة عليه الصلاة والسلام مضى في المجالس الثلاثة الاولى السابقة الحديث عن المداخل الاولى في اسمه ونسبه الشريف صلى الله عليه وسلم. ثم الحديث عن بعض فصول تعلقت بمبادئ وجمل موجزة عامة في سيرته مثل رضاعته عليه الصلاة والسلام ونشأته في كفالة ثم كفالة عمه ابي طالب ثم زواجه من خديجة ام المؤمنين رضي الله عنها وموقف بيت ال ابي بكر صديق رضي الله عنه في نصرته وصحبته صلوات ربي وسلامه عليه. مجلس الليلة يا كرام نتدارس فيه فصل في صفته صلى الله عليه وسلم. هذا الفصل العجيب البديع. الفصل الذي يقطر جمالا وبهاء من جمال رسولنا صلى الله عليه سلم وبهاء من حسنه الذي حفظت الرواية جملة من طرف هذا الجمال المضيء المشرق برسول الله عليه الصلاة والسلام. اما ان الصحابة رضي الله عنهم وهم ينقلون اقواله وبيانه والوحي الذي جاء به. وهم ينقلون خطبهم بديعة تعليمه للامة وما جاء به من الحلال والحرام. فانهم ايضا رضي الله عنهم نقلوا وصف جماله صلى الله عليه وسلم حتى لكأن الناس من بعدهم يرون ما رأوا بام اعينهم رضوان الله عليهم اجمعين. نقلوا الدقيق والجليل من وصفه الشريف صلى الله عليه وسلم في ابواب حفظت ورويت ثم صنفت والفت في هذا الباب الكبير. والمراد به ان ينعقد في القلوب المؤمنة اصل من اصول محبته عليه الصلاة والسلام. وان يبنى فيها بناء عظيم راسخ ببناء هذه العلاقة بين المسلم وبين نبيه عليه الصلاة والسلام. محبة تقوم على اسسها الكاملة واحدها في محاوره الكبيرة جمال الخلقة والهيئة والظاهر وهو الذي حبى الله تعالى به نبينا صلى الله عليه وسلم فيه المقام الاثناء والدرجة الرفيعة. جماله صلى الله عليه وسلم كان جمالا اسرا يجمع بين الجمال والجلال كان فخما مفخما كما يقول هالة بن ابي هند في وصفه لرسول الله صلى الله عليه واله وسلم. هذا الجمال الذي انعقدت عليه القلوب والاعين كان مذعنا لاختيار الله سبحانه وتعالى لمن شاء من انبيائه ان يكونوا على ذروة الجمال والجلال والكمال بين البشر ليكون ذلك ادعى الى القبول والاذعان والتسليم بما جاءوا به عليهم صلوات الله وسلامه بهذا الفصل اختصر المصنف رحمه الله تعالى الامام النووي اختصر اختصارا شديدا في ايراد الجمل التي وردت بها الابواب المروية في الشمائل والسير. وقد اوجزها دون تبويب تحتها. وعامة ابواب الشمائل والسير تفنده في وصف الخلقة مثلا ثم في الشعر او في الخضاب او في النعال او في اللباس او ما جاء في خاتم النبوة لكن المصنف رحمه الله اقتصر من ذلك كله على جمل معطوفة متوالية وفي بعض هذه الجمل المروي منها الصحيح ومنها الضعيف على ما سيأتي بيانه ان شاء الله تعالى سائلين الله في مطلع هذا المجلس التوفيق والسداد مستكثرين في الوقت ذاته من صلاتنا وسلامنا على الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ونحن نتذاكر جملا من وصفه الجميل الشريف عليه الصلاة والسلام بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه. اللهم اغفر لشيخنا ولوالديه وللسامعين المؤلف رحمه الله فصل في صفته صلى الله عليه وسلم. كان صلى الله عليه وسلم ليس بالطويل البائن ولا القصير هذه اولى الجمل في وصف الطول طول جسد رسول الله عليه الصلاة والسلام قال المصنف ليس بالطويل البائن ولا القصير طير وهذه الجملة ذاتها حكاها غير واحد من الصحابة منهم انس رضي الله عنه كما في الصحيحين قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس بالطويل البائن ولا بالقصير يعني لم يكن طوله طولا فارعا بائنا يمتاز به عن سائر الرجال فحيث يبرز طوله ولا كان ايضا قصيرا بينهم فماذا كان؟ كان كما جاء في وصف غيره من الصحابة رضي الله عنهم. وفي رواية اخرى لانس رضي الله عنه ايضا في الصحيحين قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ربعة وربعه في اللغة بمعنى المتوسط بين الطور والقصر. قال كان ربعة ليس بالطويل ولا بالقصير حسن الجسم وهكذا قال غير واحد كما في حديث علي رضي الله عنه قال لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم بالطويل ولا بالقصير وحديث علي رضي الله عنه ايضا اخرجه الامام الترمذي وصححه الحاكم في مستدركه وكذا اخرجه الامام احمد وغيرهم من اصحاب السنة والمقصود ان جملة توافق عليها غير واحد من الصحابة في وصف طول رسول الله عليه الصلاة والسلام كان معتدل القامة متوسط الطول ربعة بين الرجال لا طويلا يمتاز بطوله ولا قصيرا. وكما قال بعضهم ليس بالطويل ولا بالقصير الممغط ليس بالمتردد بين قصر القامة في الرجال لكنه كان معتدلا وهذا الوصف دال والتوسط في شأن وصف جسده صلى الله عليه وسلم سيأتي في كل انحاء جمل الوصف سيأتينا ايضا في طول منكبيه او عرظ منكبيه ويأتينا في شأن شعره ولون بشرته كل ذلك كان على الوسط المعتدل الذي جمل الله تعالى به نبينا المصطفى عليه الصلاة والسلام. وللابيض الامهق ولا الادم. هذه الجملة في وصف لون البشر شرا قال ولا الابيض الامهق يعني ليس بالابيض الامهق ولا الادم الابيض الامهق المقصود به البياض الشديد. مثل بياض البرص والادم المقصود به السمرة الشديدة فكان المعنى لم يكن بابيض شديد البياض ولم يكن شديد السمرة بل بياضه عليه الصلاة والسلام الى السمرة اقرب لكنه بياض مشرب بحمرة كما سيأتي ايضا في بعض الاوصاف وهذا الوصف جاء في حديث انس ذاته قال ولا بالابيض الامهق ولا بالادمي. يعني لم يكن شديد البياض ولا شديد السمرة. وفي حديث انس الاخر قال رضي الله عنه حسن الجسم وقال اسمر اللون فوصفه بالسمرة هناك يقصد به الميل الى السمرة لا السمرة ذاتها التي يوصف بها اصحابها. ومنه ايضا في حديث آآ غير واحد من الصحابة كما جاء ايضا في حديث آآ علي وحديث البراء وجميعهم يصف بياض النبي صلى الله عليه وسلم بياض المشرب بالحمرة وهو ايضا ما جاء في وصف ابراهيم بن محمد من ولد علي بن ابي طالب رضي الله عنه وان كان حديثه ضعيفا باشكال في سنده فقال كان النبي صلى الله عليه وسلم ابيض مشربا بحمرة. وهذا كله في ما جاء من الفاظ الرواية يدل على ما تم بيانه قبل قليل ولا الجعد القطط ولا السبط هذه الجملة في وصف شعر نبينا صلى الله عليه وسلم يا امة الاسلام. اذا اعطانا جملة في وصف بطوله طول جسده عليه الصلاة والسلام وانه كان معتدلا القامة واعطانا جملة في وصف لون بشرته صلى الله عليه وسلم وانه كان ابيض مشربا بحمرة واعطانا وصفا لشعره صلى الله عليه وسلم هنا فقال ولا بالجعد القطط ولا السبغ الجعدي القطط الشعر الخشن شديد الانثناء والالتفاف اما السبط فهو الناعم المسترسل السائح فقال لم يكن شعره هكذا ولا هكذا. فماذا كان اذا؟ كان وسطا وهذه الجملة ذاتها ايضا جاءت في حديث انس في الصحيحين قال ولا بالجعد القطط ولا بالسبط. يعني كان شعره صلى الله عليه وسلم ليس فيه التواء وتثن وانقباض وخشونة وليس ايضا شعرا ناعما شديد النعومة مسترسلا. بل كان وسطا بين ذلك. وهذا ايضا جاء في لفظ اخر من حديث انس قال قال وكان شعره ليس بجعد ولا سبت يعني ليس بمنثن خشن ولا ناعم مسترسل. وكذلك قال غير واحد من في وصف شعره صلى الله عليه واله وسلم كما جاء في حديث ابراهيم بن محمد قال لم يكن بالجعد القطط ولا بالسبط كان رجلا او رجلا يعني فيه شيء من الخشونة لكنه يصرح ويمشط فيكون اشبه بالناعم وهذا الوصف دقيق جدا. هذه ثلاث جمل كما سمعتم وصف الطول والقامة ووصف لون البشرة ووصف هيئة الشعر هذه الجمل بمجموعها تصف لك جمالا بديعا وقعت عليه اعين الصحابة رضي الله عنهم وارضاهم جميعا. فاكتحلت عيونهم بهذا الجمال فاسرهم ولما اسرهم ازداد هذا فوق ما وقفوا عليه من جمال الباطن والخلقة والسماحة وكريم الشمائل التي حباه الله تعالى بها. ولما اكتمل ذلك كله بالنبوة التي كسي بها عليه الصلاة والسلام الوحي الذي جلله عليه الصلاة والسلام كان ذلك اية في الكمال البشري. كان غاية ولذلك ما وجد الانسان في زمنه عليه الصلاة والسلام الا احتراما واجلالا له سواء في ذلك المؤمن والكافر الصديق والعدو كلهم يجدوا في قلبه اجلالا واعظاما لرسول الله صلى الله عليه واله وسلم. نعم وتوفي وليس في رأسه عشرون شعرة بيضاء. قال وتوفي وليس في رأسه عشرون شعرة بيضاء. هذا باب ما جاء في شعره او في شيبه صلى الله عليه وسلم كما في الكتب التي جاءت لذلك مفصلة في كتب الشمائل ونحوها. والمقصود به احصاء عدد شعارات البياض والشيب الذي كان في رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم ولحيته اي وان شئت فقل في رأسه جملة صلى الله عليه وسلم. وفي الحديث الصحيح الذي اخرج الامام البخاري وابو داوود وغيرهما من حديث قتادة عن انس وقد سأله هل غضب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال انس لم يبلغ ذلك انما كان في صدريه ولكن ابو بكر رضي الله تعالى عنه غضب بالحناء والكتم. وفي حديث انس الاخر وهو صحيح اخرجه ابن ماجة وهو عند البخاري في الفضائل من حديث انس ايضا قال ليس في رأسه ولحيته عشرون شعرة بيضاء ليس في رأسه ولحيته عشرون شعرة بيضاء. ولذلك ايضا جاء من حديث انس قال ما عددت في رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم ولحيته الا اربع عشرة شعرة بيضاء. وسئل جابر بن سمرة كان هل هل دهن رسول الله عليه الصلاة والسلام وسئل عن الشيب؟ قال كان اذا دهن لم يرى منه شيب واذا لم يدهن رؤي منه شيء فالمقصود بذلك ان عدد شعرات الشيب والبياظ كان يسيرا وقد بلغ من العمر صلى الله عليه وسلم ثلاثا وستين سنة كما تعلمون. الا ان البياض في شعر رأسه ولحيته كان معدودا وهو في مجمله اربع عشرة او سبع عشرة لكنه لا يتجاوز العشرين كما جزم به انس رضي الله عنه وحديثه في البخاري هذا العدد الذي ما تجاوز عشرين شعرة بيضاء كانت موزعة في مفرق رأسه وفي صدغيه قليلا في طرف الرأس من يبين قال وشيء من العنفقة في بداية الذقن واللحية. وما عدا ذلك فلم يرى منه شيب صلوات الله وسلامه وعليه وكان حسن الجسم بعيد ما بين المنكبين كان حسن الجسم وصف الحسن هنا مجمل فاي شيء في جسمه كان حسنا في الجمال والرؤية منه عليه الصلاة والسلام كل جسمه كان كذلك ولهذا فانك لا تعجب عندما ترى علي رضي الله عنه وهو يحكي جملا من الوصف فيقول لم ارى مثله قبله ولا بعده صلى الله عليه وسلم. ويقول الاخر ما رأيت احسن منه قط صلى الله عليه وسلم. لقد وقعت اعينهم على جمال اسر ابصارهم حقيقة فما كانوا يعدون الجمال بعده جمالا صلى الله عليه وسلم. كان حسن الجسمي في شأنه كله في صدره في منكبيه في وجهه في عينيه في انفه في وجنتيه في شعره في لون بشرته في كفه في في استواء بطنه وصدره في جميع ذلك كله. كان حسنا صلى الله عليه وسلم. جمع الله له بين جمال الظاهر جمال الباطن وعادة ما ترى الصحب الكرام رضي الله عنهم. اذا ما حكى احدهم جملة او اثنتين يصف فيها طرفا من الجمال وناحية منه. سواء ما تعلق بجمال الوجه المشرق المضيء او ما تعلق بالطول والقصر او ما تعلق بلون البشرة او ما تعلق بسائر انحاء الجسد فانه يوجز ذلك كله اقول لك لم ارى مثله صلى الله عليه وسلم. يقول ناعيته لم ارى مثله قبله ولا بعده. كما يقول هند بن ابي هالة. والمقصود بهذا كله يا كرام ان تمتلئ القلوب المسلمة المؤمنة برسول الله صلى الله عليه وسلم حبا له من كل الابواب والمنطلقات التي يرفع بها بناء المحبة في القلوب ويشيد بها صرح هذا الحب الكبير في الافئدة واحد تلك المعابر والجسور الظخمة التي يقام عليها صرح المحبة في القلوب. جمال الظاهر والهيئة. فاننا بشر والقلب يحب جميل المنظر والهيئة حسن الصورة والشكل وقد كان نبينا صلى الله عليه وسلم والله الذي لا اله هو الا هو والذي خلقه كان جميلا غاية الجمال وابهاه عليه الصلاة والسلام لم تكتحل اعيننا برؤيته لكننا وقفنا على الدقيق من وصف هذا الجمال. فينبغي ان يقوم في قلوبنا ما قام في قلوب الصحابة رضي الله عنهم جميعا. قال كان حسن الجسم بعيد ما بين المنكبين. هذان هما المنكبان والمقصود بالبعد عرض الكتفين وما نسميه ان يكون الانسان في واجهة مظهره عظيم الهيئة شديد المهابة باتساع الصدر واتساع واجهته التي يبدو بها بالاخرين. قال بعيد ما بين المنكبين. نعم له شعر الى منكبيه وفي وقت الى شحمتي اذنيه وفي وقت الى نصف اذنيه. هذا وصف شعر رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقد تقدم قبل قليل في الجملة التي النعومة والخشونة لم يكن بالجعد القطط ولا بالسبط لكن هذا في وصف كثافة الشعر وكيف كان. هل كان عليه الصلاة والسلام قصير الشعر ام كان طويلا مسترسلا في شعره؟ قال له شعر الى منكبيه فيضرب شعره الى المنكبين وهذا طول في شعر الرجال ولا شك قال وفي وقت الى شحمتي اذنيه يعني اقصر من ذلك وفي وقت الى نصف اذنيه يعني اقصرا. فحكى لك اذا ثلاثا من مراتب طول شعره عليه الصلاة والسلام اما الى انصاف الاذنين او اطول الى شحمة الاذنين او اطول الى المنكبين وجمع المصنف رحمه الله تعالى في هذه العبارة لما قال لك له شعر الى منكبيه وفي وقت الى كذا وفي وقت الى كذا جمع بين عدد من الروايات التي جاءت تصف شعر نبينا صلى الله عليه وسلم. من ذلك حديث انس رضي الله عنه الذي اخرجه ابو داود والترمذي قال كان شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم الى انصاف اذنيه وهذه واحدة من الاوصاف في الجمل التي حكاها المصنف. وفي حديث عائشة رضي الله عنها الذي اخرجه ابن ماجة ايضا والمصنف الترمذي في السنن قالت كان له شعر فوق الجمة ودون الوفرة لما قالت كنت اغتسل انا ورسول الله صلى الله عليه وسلم من اناء واحد قالت كان له شعر فوق الجمة ودون الوفرة ما الجمة وما الوفرة؟ الجمة في كلام العرب يصفون به الشعر النازل الى الكتف يقال له جمة تضرب الى كتفيه. فاذا كثر الشعر وطال فوصل المنكب يقال له جما. اما الوفرة فهي ما بلغ شحمة الاذن قالت كان له شعر بين هذا وذاك فدل ذلك على ان شعره عليه الصلاة والسلام كان ربما يطول. فاذا طال ربما مبلغ المنكبين او شحمة الاذن او انصاف الاذنين وكل ذلك محمول على اوقات متعددة فيقصره طاله تارة ويطول تارة لكن شعره متردد بين هذا وذاك وليعلم ايها الكرام ان شعر الرجال على هذا النحو كان هو العادة المعهودة المتبعة عند الرجال في ذاك الزمان يعني اطالة الشعور كانت هي العادة عندهم. ويمتاز النساء عنهم بالطول الزائد فوق ذلك. فيضرب الشعر الى اسفل الظهر او منتصفه او فوق ذلك او دونه. لكن شعر الرجال كان هذا عادة من اجل ان يفهم الباب على موضعه وهدي عليه الصلاة والسلام على واقعه الذي كان. فكان هذا هو شعر الرجال عادة. وربما كان يظفر ظفائر كما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم في دخوله يوم فتح مكة في حديث ام هانئ بنت ابي طالب رضي الله عنها والحديث قد اخرجه ابو داوود وابن ماجة والترمذي وغيرهم قالت قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة قدمة وله اربع غدائر وفي رواية فهذا لا يكون الا مع طول الشعر وكثافته من اجل ان نفهم هذا الهدي النبوي وينقاد له المسلم اولا بحمل ذلك على كمال الصورة وجمال الهيئة التي كان اليها نبينا صلى الله عليه وسلم وليفهم ثانيا كيف يريد ان يفعل من احب ان يتأسى بالتشبه برسول الله عليه الصلاة السلام في هذا الباب مما كان من شأن العادات لا من العبادات. وانه باب الاصل فيه العادة والاباحة التي جرت عليها عادة الناس في تلك المجتمعات ويحكمها في كل زمان ومكان ما جرى به عرف الناس. فان كان في عرف اهل البلد في مكان ما في في زمان ما استنكار ذلك وعده من شأن النساء او التخنث الذي لا يحمد عليه صاحبه فلينتبه الى هذا فانه اصل شرعي معتبر حتى يفهم المسلم ابواب الشريعة على وجهها ويتأتاها في فهم شأن رسول الله عليه الصلاة والسلام على النحو الذي تمت الاشارة اليه انفا والله اعلم كث اللحية كث اللحية اي كثير شعر اللحية كفيفها هذه لحية نبيكم صلى الله عليه وسلم يا امة الاسلام. هذا جزء من وصف جماله يا معشر الرجال. كثافة اللحية وكثرة شعرها امارة من امارات الجمال. التي حبى الله تعالى بها نبينا صلى الله عليه وسلم. والتي وصف بها الانبياء في القرآن الكريم. قال يا ابن امة لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي. قالها هارون لاخيه موسى عليهما السلام. فدل ذلك على انه الفطرة اولا كما جاء في الحديث الصحيح. وانه هدي الانبياء ثانيا وانه احد امارات الجمال تكمن في الرجال ثالثا فاذا اكتملت هذه الثلاثية ادرك الرجال ان الجمال الذي ينشدونه في هيئاتهم لا يكون الا بتوفير اللحى وكثافتها. وان ان اتباع هدا الانبياء والرسل لا يكون الا بتوفير اللحى وكثافتها. وان الاستقامة على الفطرة التي خلقنا عليها لا تكون الا باعفاء اللحى وتركها. وما عدا ذلك بحلقها وازالتها والمداومة على ذلك. لغير عذر ومأخذ شرعي فانه مخالفة للفطرة اولا وتنكب لهدي الانبياء ثانيا وبحث عن الجمال من غير طريقه ثالثا هذا باب ايضا ينبغي النظر اليه بتفهم وفق ما جاءت به نصوص الشريعة ولا جمال اكمل مما حبى الله تعالى به الانبياء واجملهم رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهاكموه كان جزء من جماله ما يقوله الصحابة هنا كان كف اللحية عليه الصلاة والسلام يعني كفيف الشعر فيها صلى الله عليه وسلم شثن الكفين اي غليظ الاصابع ضخم الرأس والكراديس. قال رحمه الله تعالى شثن الكفين اي غليظ الاصابع ضخم الرأس والكراديس هذه الضخامة المحكية في بعض جمل اوصاف رسول الله صلى الله عليه وسلم وقعت في بعض الروايات التي حكت جماله عليه الصلاة والسلام فانه جاء في حديث علي ابن ابي طالب رضي الله عنه وهو صحيح تقدم انه قد اخرجه الامام الترمذي في جامعه واخرجه ايضا في الشمائل. وصححه الحاكم ووافقه الذهبي وهو عند الامام احمد من عدة روايات. قال اه علي رضي الله عنه لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم بالطويل ولا بالقصير شثن الكفين والقدمين ضخم الرأس ضخم الكراديس فاولا قوله شثن الكفين يعني غليظ الاصابع شثم الكفين وفي حديث علي قال شثن الكفين والقدمين. يعني كانت كفه وقدمه عليه الصلاة والسلام عظيمة ثم اضف الى ذلك ضخم الرأس والكراديس. الرأس معروف والكراديس هي مفاصل العظام التي تلتقي بها العظام والكبار. فالمفصل الذي يكون بين عظمة الفخذ والساق يقال لها كردوس والمفصل الذي يكون بين عظمة الذراع والعضد يقال له ايضا كردوس. والجمع كراديس. ضخم الكراديس يعني ضخم مفاصل عظام سد عليه الصلاة والسلام حتى تفهم هذه الضخامة اخي المبارك على وجهها الذي جاءت به الرواية فانهم يحكونها في سياق الجمال. الذي وقعت عليه اعينهم. ولهذا يقول علي ضخم الكرادي اذا مشى تكفأ كذا الى ان قال لم ارى قبله ولا بعده مثله صلى الله عليه وسلم وهو الايظا الوصف الذي جاء في حديث هند بن ابي هالة وجاء في حديث ابراهيم ابن محمد من وادي علي ابن ابي طالب. الضخامة هنا يا كرام المقصود بها المهابة والوقار لا ضخامة العماليق التي تنفر منها الابصار وتهابها الاعين فزعا. لا هي قامة معتدلة المراد بها نفي دقة الجسد حتى لا يفهم الجمال المحكي. لئلا يفهم الجمال المحكي انه جمال نعومة ودقة ورقة هذا الاليق بالنساء اما جمال الرجال فشأنه كما وصفت الصحابة به نبينا صلى الله عليه وسلم جمال الفخامة والضخامة. ولهذا فان هند بن ابي هالة لما جاء يحكي وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم فانه افتتح جمل الوصف بهذه العبارة لتكون مدخل فقال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم فخما مفخما يتلألأ وجهه تلألؤ القمر ليلة البدر يريد ان يقول كل ما سيأتيك من اوصاف الجمال الذي طالت به رواية حديث هند بن ابي هالة هي من منطلق هذا المدخل الفخامة والجمال. اذا جمال الفخامة كان به ذلك المقصود. بل جاء في حديث هند بن ابي هالة قال كان عظيم الهامة ليس المقصودون ضخامة الرأس الهامة هنا هي الرأس وهي مستند الجسد وبناء البدن عليه. لكنه كان يقصد ما اشرت اليه قبل قليل انه جمال الضخامة الذي ينافي الرقة والدقة في الجسد الذي يحمد فيه جمال النساء وليس الرجال اما نبينا صلى الله عليه وسلم فكانت الضخامة المحكية فيه ضخامة الكف والقدم ضخامة الكراديس ضخامة الرأس ولم يحكي احد قط ان شيئا من وصف العماليق كان في شأن جسد رسول الله عليه الصلاة والسلام فلم يحمل الا على ما لك به انفا والله اعلم في وجهه تدوير ادعج العينين طويل اهدى بهما احمر المآقي. هذا الان وصف الوجه وفيه العينان الجميلتان من رسول الله صلى الله عليه وسلم اما وجهه فلو رأيته والله لاستنار وجهك من رؤيته عليه الصلاة والسلام. قال في وجهه تدوير لم يكن مستديرا ولم يكن ايضا طويلا لكنه كان بين ذلك في وجهه عليه الصلاة والسلام كما حكى ايضا غير واحد من في وصف وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في حديث ابراهيم بن محمد من ولد علي بن ابي طالب قال لم يكن بالمطهم ولا بالمكلثم وكان في وجهه تدوير لم يكن بالمكلث ولا بالمطهم. المقصود بالمطهم كما حكى آآ الاصمعي في وصف العبارة البادم كثير اللحم والمكلث مدور الوجه. قال ليس بالمكلث. يعني ليس مدور الوجه ومع ذلك قال كان في وجهه اذا هو طويل الوجه مع استدارة فيه. ليس تدويرا كاملا على شكل الوجوه المدورة ولا الطويلة التي تمتد طولا لكنه كان الى التدوير اقربا قال في وجهه تدوير ادعج العينين دعج العينين شدة سواد البؤبؤ فيها فاشتداد سواد البؤبؤ يقال له دعج العينين. طويل اهدى بهما الاهداب هي الاجفان او ما نسميه مش وهو من اجمل علامات الجمال في وجه الانسان وفي عينيه خاصة. طول الاشفار وفي بعض الروايات ان في طرفها انثناء وهو غاية ما يكون في جمال اهداب العينين ورمشها. قال طويل اهدابهم احمر المآقي. المآقي المقصود بها مؤخر العين. يعني كان فيها حمرة فمؤخر العين فيها حمرة تبرز مع شدة بياض قعر العين وشدة سواد البؤبؤ يعطيك الجمال الذي وصفك الله تعالى به الحور العين في الجنة بوصفهن حورا عينا. فانه محمول على جمال العينين بشدة سواد بشدة الدعج يعني سواد البؤبؤ وبشدة بياض قاعدة العين واحمرار المآقل الذي يعطي صفاء وجمالا في العينين مع من ضم اليها من طول لتكون في غاية الجمال الذي طالما تمدح به الشعراء ووصفه العشاق في الغزل في وصف من يصفون حقيقة او خيالا ذا مسروبة وهي الشعر الدقيق من الصدر الى السرة كالقضيب. المسربة هي خط الشعر الذي يتصل من اعلى الصدر الى سرة الانسان في بطنه فخط الشعر النازل من اعلى نقرة الصدر الى السرة يقال لها مسروبة. خط دقيق من الشعر يأتي في صدر الانسان تسمى مسربة. قال كان ذا مسربة صلى الله عليه وسلم قال كالقضيب. يعني كان ذا مسربة طويلة ليس فيها كثافة انما هي خط ممتد من الشعر وهو ايضا ما جاء في وصف عدد من الصحابة في حكاية وصفهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم. وقد جاء في حديث ابراهيم بن محمد وفي حديث هند بن ابي هالة كان اجرد ذا مسربة. يعني مجرد من الشعر في سائر الجسد لكنه في صدره قضيب من الشعر دقيق يصل ما بين اعلى الصدر الى السرة كما قدم ومنه ايضا حديث هند بن ابي هالة وهو يصف جسد النبي صلى الله عليه واله وسلم قال موصول ما بين اللبة والسرة بشعر يجري كالخط اللبة هو اعلى العنق فموصول ما بينها وبين السرة بشعر يجري كالخط. قال عاري الثديين والبطن مما سوى ذلك يعني لمس عليه شعر منتشر في جسده اشعر الذراعين والمنكبين واعالي الصدر كما سيأتي في كلام المصنف الان اذا مشى تقلع كانما ينحط من صبب ان يمشي بقوة والسبب الحدور اذا مشى تقلع هذا وصف لمشيته صلى الله عليه وسلم. قال اذا مشى تقلع معنى التطلع هنا يا كرام ان يقلع قدمه من الارض عند الخطو قلعا. يعني يرفع قدمه كلها رفعا وليس يسحبها عند باتباع الخطى سحبا تمتد بها قدماه في المشي. بل يرفع قدماه رفعا اقرب ما يكون الى المشية العسكرية التي يرفع فيها اصحابها القدم رفعا كاملا كانما غرزت القدم في وحل وطين فلا يقوى صاحبها على رفعها للخطو الا بانتزاعها قال اذا مشى تقلع يقلع قدمه من الارض ليقع بها خطوة متقدمة قلعا قال كانما ينحط من صبب شرحها المصنف فقال اي يمشي بقوة والصبب الحدور. يعني كأنما انزلوا مسترسلا في المشي مائلا الى الاسراع كانما ينزل من علو في جبل وهو منحدر من اعلاه الى اسفله او من تل ذي ارتفاع وهو متجه الى ادناه فان الانسان المعتدل اذا جاء يمشي في مثل هذا النزول مهما تماسك في المشي فانه مع عامل النزول الذي يجده في طريق فان الجسد يتمايل الى الاسراع ومهما تماسك هذا المقصود بوصف مشيته عليه الصلاة والسلام في الارض المستوية كانت مشية الى الاسراع اقرب ليس اسراعا ولا عدوا ولا جريا لكنها مشية فيها من الحزم برفع القدم فيها من الجد بعدم التماوت ولا سحب القدمين ولا خطها في الارض عند المشي ولكنها في الوقت ذاته فيها خطوات متتابعة فيها اسراع غير متقصد يشعر اصحابه من حوله بالاسراع في المشي يجتهدون في اللحاق به عليه الصلاة والسلام وهو على طبيعته يمشي في غير مجهد نفسه ولا متقصد للاسراع كما تقدم. هذا معنى قوله كانما ينحط من صبب اي يمشي بقوة قال والصبب الحدور يعني الانحدار من اعلى الى اسفل يتلألأ وجهه تلألأ القمر ليلة البدر كأن وجهه القمر حسن الصوت سهل الخدين ظليع الفم سواء البطن والصدر اشعر المنكبين والذراعين واعالي الصدر. نعم. قال يتلألأ وجهه تلألأ القمر ليلة البدر وهذه الجملة الجميلة التي ضمنها هند بن ابي هالة رضي الله عنه وصفه لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهي واقعة في اول حديثه مطلقا. فكانت من اجمل الاوصاف التي يحكي بها الصحابة رضي الله عنهم جمال رسول الله صلى الله وعليه واله وسلم اما التمثيل بالقمر يا كرام فهي عادة الشعراء وشأنهم في الغزل ووصف الجمال المحمود فيما يصفونه كما قلت حقيقة او خيالا لكنه في شأن رسول الله عليه الصلاة والسلام وقع هذا التشبيه بالقمر والتفضيل بينه وبين القمر على السنة الصحابة انفسهم رضي الله عنهم فلا والله لم يكن مجاملة ولم يكن عاطفة وقعت منهم لنبي احبته قلوبهم حتى اسرها صلى الله عليه وسلم. بل والله كان وصف حقيقيا يا قوم لقد وقعت اعينهم على جمال لا عهد لهم به من قبل لكنهم رأوا مع الجمال جلالا ورأوا في ذلك الجمال المحمدي كمالا حباه الله تعالى به. فما ملكوا الا ان يصفوا ما رضي الله عنهم اسمع رعاك الله لما يقول احدهم لما يقول البراء مثلا او جابر بن سمرة يقول رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في ليلة اضحيان يعني ليلة مقمرة من ليالي منتصف الشهر التي يكتمل فيها البدر قال رأيته في ليلة اضحيان وعليه حلة حمراء فجعلت انظر اليه والى القمر فله وعندي احسن من القمر مدهش هذا الوصف في كلام جابر بن سمرة رضي الله عنه انه لما وقعت عينه على رسول الله عليه الصلاة والسلام الجميل المليء الابيض المشرب بحمرة المرتدي حلة حمراء. فرأى ذلك البياض يشرق فيه مدهش ان يكون فور ما يتبادر والى ذهنه ان ينصرف بصره الى القمر في الليلة المضيئة يعقد المقارنة فيقول فله وعندي احسن من القمر عليه الصلاة والسلام في حديث البراء بن عازب وقد سأله رجل اكان وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل السيف السؤال هنا بالسيف لم؟ لان السيف يبرق ويلمع اذا وقع عليه الظوء لشدة صقله وبريقه. اكان وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل السيف؟ قال لا بل مثل القمر ايضا نقله الى تشبيه ادق لان لمعة السيف لحظة توبظ وتبرق وتزول اما بياض القمر واشراقه فمستمر دائم. قال لا بل مثل القمر. وهكذا تجد في غير ما وصف هذا الجمال الذي احاكى فيه جمال القمر قال يتلألأ وجهه تلألؤ القمر ليلة البدر كأن وجهه القمر عليه الصلاة والسلام. حسن صوت وفي بعض الروايات وفي صوته سهل يعني ما نسميه اليوم بحة يسيرة دائما ما تكون احدى علامات الجمال في سهل الخدين يعني مستوي الخد عليه الصلاة والسلام منبسط الخد ضليع الفم يعني ايظا عظيم الفم واظف هذه الجملة الى ما تقدم في قوله ظخم الرأس والكراديس شثن الكفين والقدمين لتعلم ان ضخامة هنا المقصود بضليع الفم عظيم الفم. يعني انه متسع الفم وهذا ايضا من امارات الجمال التي تكون في الرجال مع استواء والعظمة في باقي انحاء الجسد كما تقدم. قوله سواء البطن والصدر يعني انه كان صدره وبطنه مستويا لم يكن هناك انثناء ولم يكن هناك بروز للبطن ولا كرش ينشأ من كثرة الطعام او اجتماع الدهون الشحوم سواء البطن والصدر عليه الصلاة والسلام. نعم اشعر المنكبين والذراعين واعالي الصدر طويل الزندين رحب الراحة اشكل العينين. اشعر المنكبين والذراعين واعالي الصدر. تقدم انه عليه الصلاة والسلام كان ابي يظل متجرد يعني ما تجرد من جسده عليه الصلاة والسلام اذا بدا كما في حال لبس الاحرام كان يبدو ابيظا بقلة الشعر عليه فلم يكن مشعرا في جسده عليه الصلاة والسلام. الا المواضع التي اشار اليها في الرواية. اشعر المنكبين فعلى منكبيه شعر والذراعين فعلى ذراعيه شعر واعالي الصدر وما عدا ذلك فليس الا المسروبة وهو خط الشعر الذي تقدمت الاشارة اليه انفا طويل الزندين الزند المقصود به هو المفصل الذي يربط عظمة الذراع بالكف هذا المفصل يسمى الزند طرف الذراع الموصل للكف رحب الراحة الراحة هي باطن الكف ورحبها يعني متسع الراحة. ولا شك ان الكفة اذا وصفت بالضخامة والعظمة فان راحة الكف تكون ايضا متسعة واسعة اشكل العينين اي طويل شقيهما. هذا شق العين يا كرام الذي يمتد به العين وهو ايضا من امارات الجمال اذا جمعت اليها ما تقدم انه كان ادعج العينين طويل الاهداب وكان احمر المآقي فهو غاية ما يجتمع في وصف عيون البشر من الجمال صلى الله عليه وسلم منهوس العقبين اي قليل لحم العقب بين كتفيه خاتم النبوة كزر الحجلة او كبيضة الحمامة. منهوس العقبين مثنى عقب والمراد به مؤخر القدم اي قليل لحم العقب قال بين كتفيه خاتم النبوة كزر الحجلة او كبيضة الحمامة. هذه من علامات النبوة التي خصه الله تعالى بها وخاتم النبوة عبارة عن قطعة او بضعة من اللحم ناشزة اي بارزة ذات نتوء تقع في قهره الشريف صلى الله عليه وسلم بين كتفيه. هي الى الكتف الايسر اقرب عليها شعرات صغيرات كالثأريل تبدو من بعيد كانها ثأليل. حجمها قال كزر الحجلة او كبيضة الحمامة الزر معروف ومثل ازرار الثوب. والحجل كان غطاء آآ يغطى به لباس آآ البيت او بيت العروس فيكون الزر في اعلاه كالمقبض. وقيل الحجلة نوع من الطير وبيضة الحمام معروف حجمها. والوصفان متقاربان في الحجم لانه جاءت بعض اوصاف الصحابة كما في حديث السائب ابن يزيد قال فاذا هو مثل زر الحجلة. وفي حديث جابر بن سمرة قال غدة حمراء مثل بيضة الحمامة فغير ما واحد من الصحابة حكى رؤيته لخاتم النبوة بين كتفي رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وهو على الوصف الذي ذكرت لك امارة من امارات النبوة التي خصه الله تعالى بها على ما جاء في وصف الصحابة جميعا رضي الله عنهم انهم اجمعين وكان اذا مشى كانما تطوى له الارض ويجدون في في لحاقه وهو غير مكترث. كان النبي صلى الله عليه وسلم اذا مشى كأنما تطوى له الارض وانا لنجهد انفسنا وانه لغير مكترث. والحديث وان كان فيه ظعف في سنده. لكنه يستوي مع اتساق الاوصاف السابقة انه اذا مشى كأنما ينحط من صبب. وان في وصف مشيته الاسراع وليس السرعة المقصودة منه عليه الصلاة والسلام كان كما تطوى له الارض فتختصر له المسافات. قال وهم يجتهدون في لحاقه وهو غير مكترث يعني لا يتعنى اجهاد نفسه ولا الاسراع ولم يقصد الابتعاد عنهم باسراعه في المشي دونهم صلى الله عليه وسلم وكان يسدل شعر رأسه ثم فرقه وكان يرجله ويسرح لحيته ويكتحل بالاثمد كل ليلة في كل عين ثلاثة اطراف عند النوم قال كان يسدل شعر رأسه. المقصود به شعر الرأس وقد تقدم انه كفيف كثير. ربما بلغ انصاف الاذنين او شحمة الاذنين او ضرب الى المنكبين كان ذا لمة وربما كانت وفرة او جمة فاذا طال الشعر يحتاج الى عناية فكان نبينا عليه الصلاة والسلام يرجله كما قال الترجيل الامتشاط مع شيء من الدهن يرطب به خشونة الشعر ويبسه خصوصا مع عدم ادوات الترفه والتنظيف ترطيب السائدة اليوم عندنا من ادوات الزينة ونحوها فكان الشعر يحتاج الى عناية. قال كان يسدل شعر رأسه اي يرسله خلف ظهره عليه الصلاة والسلام ارسالا واحدا يسمى الاسدال يرخيه على جبينه عليه الصلاة والسلام من الامام ويجعله من الخلف كذلك. قال ثم فرقه يعني جعله فرقتين على جانبي الرأي لا يترك شيئا ينسدل على جبهته فيجعله على شقين. وهذا الشأن كما جاء في وصفه عليه الصلاة والسلام انه كان يحب اهل الكتاب فيما لم ينزل عليه فيه شيء فكان يسدل في اول امره ثم اصبح يفرقه صلى الله عليه واله وسلم كان يرجله ان يمشطه مع العناية بدهنه كما تقدم. ويسرح لحيته تسريح اللحية تمشيطها وهي سنة للرجال في اقتثائهم برسول الله عليه الصلاة والسلام ان من كان منهم ذا لحية يعتني بتسريحها اي بتمشيطها وترتيبها لانه لولا ذلك فان الشعر ربما اخشوشن فشذ منه شيء او خرج عن آآ انتظامه وجمال هيئته. قوله اكتحلوا بالاثم دي كل ليلة في كل عين ثلاثة اطراف. الاثمد نوع معروف جدا من الاكتحال وهو كما في غير ما مرة انه مما جرت به عادة العرب في عنايتهم بالاكتحال. فالكحل اما ان يكون من الكحل الاسود الحجري او ان يكون من الاثمد والاثمد احمر اللون معروف باسمه الى اليوم. قال كان يكتحل بالاثمد كل ليلة. اما انه حث على الاثم فنعم ثبت بذلك الحديث الصحيح الذي اخرجه ابن ماجة والنسائي وغيرهما اكتحلوا بالاثمد فانه يجلو البصر وينبت الشعر. الحديث هذا صحيح لكن وصف النبي عليه الصلاة والسلام بالاكتحال ضعيف جدا. جاء في حديث ابن عباس زعم ان النبي عليه الصلاة والسلام كانت له مكحلة اكتحلوا منها كل ليلة وفي رواية قبل ان ينام بالاثم دي ثلاثا في هذه وثلاثا في هذه. هذا الوصف من شأنه عليه الصلاة والسلام ضعيف جدا لكن حثه على الاثمد ثابت صحيح في مثل قوله عليكم بالاثمذ عند النوم فانه يجلو البصر وينبت الشاعر وقوله ان خير اكحالكم الاثمد يجلو البصر وينبت الشعر ونحوه من الاحاديث عن جابر وابن عباس وابن عمر وغيرهم رضي الله عنهم جميعا وكان احب الثياب اليه القميص والبياض والحبرة وهي ظرب من من البرود فيه حمرة وكان كم قميص رسول الله صلى الله عليه وسلم الى الرسغ انتقل المصنف رحمه الله في خاتمة هذا الفصل الى وصف الثياب لما وصف الجسد الشريف بكامل انحائه ومختلف اجزائه انتقل الى الثياب. قال كان احب الثياب اليه القميص والبياظ والحبر ليست اسماء ثياب بل هي اسماء لاوصاف متعددة اسماء واوصاف. القميص اسم الثوب. وهو ما يلبس على ما نسميه اليوم ثوبا هذا يسمى قميصا فقد يكون قصيرا الى اه نصف الجسد وقد يكون طويلا ما نسميه اليوم الثوب والجلابية والجلباب ونحوها هذا القميص الذي عادة يكون مخيطا على كمين وله فتحة رأس وله جيب وله ازرار. كان احب الثياب اليه القميص. طيب هل كان عند العرب ثياب غير ذلك؟ الجواب اجل. كان عندهم الازار والرداء. لكن القميص كان احب اليه. لان الرداء كان اذا لبس انه يلف على الجسد وكذا الشملة ونحوها اما البياض فاصفوا اللون. احب الثياب الى النبي عليه الصلاة والسلام ان يلبس كان البياض. ولهذا قالت ام سلمة رضي الله عنها في الحديث الصحيح الذي اخرجه ابو داوود والترمذي كان احب الثياب الى رسول الله صلى الله عليه وسلم يلبسه القميص. وفي حديث حديث انس رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم خرج وهو يتكئ على اسامة عليه ثوب قطري قد توشح به. وفي حديث انس رضي الله عنه كان احب الثياب الى رسول الله صلى الله عليه وسلم يلبسه الحبر. فالحبرة على وزن عنبة نوع من الثياب او برد من البرود كما قال المصنف فيه حمرة اي مخطط بخطوط حمر قال وكان قم قميص رسول الله صلى الله عليه وسلم الى الرسغ. كما جاء في حديث اسماء بنت يزيد ابن السكن والحديث قد اخرجه الامام ابو داود في سننه والترمذي ايضا في جامعه وفيه ظعف وقوله كان كم قم قميص رسول الله عليه الصلاة والسلام هو تكملة لوصف هذا الثوب الذي كان يصف به انحاء مما جاء في هديه عليه الصلاة والسلام اما البياض فقد جاء الحث عليه في قول ابن عباس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عليكم بالبياض بالبياض من الثياب ليلبسها احياؤكم وكفنوا فيها موتاكم فانها من خير ثيابكم ومن حديث سمرة البسوا البياض فانها اطهر واطيب وكفنوا فيها اوتاكو. نعم ولبس في وقت حلة حمراء وازار ورداء وفي وقت ثوبين اخضرين وفي وقت جبة ضيقة الكمين وفي وقت انقباء وفي وقت عمامة سوداء وارخى طرفيها بين كتفيه وفي وقت مرطن اسود من شعر اي كساء ولبس الخاتم والخف والنعل هذه جمل ختم بها المصنف رحمه الله الفصل. قال لبس في وقت حلة حمراء وقد جاء ايضا في حديث عونا ابن ابي جحيفة عن ابيه قال رأيت النبي عليه الصلاة والسلام عليه حلة حمراء كأني انظر الى بياض ساقيه. ولبس الازار الرداء ولبس في وقت ثوبين اخضرين وفي وقت جبة ضيقة الكمين كما جاء ايضا في حديث بعض الصحابة كحديث المغيرة لبس جبة رومية ضيقة الكمين. قال الصحابة او قال الرواة لبسها في غزوة تبوك. لبس في وقت قباء والمقصود بالقباء هو نوع من اللباس الذي يجلل به الجسد. وفي وقت عمامة سوداء وارخى طرفيها بين كتفيه. ولبس في وقت مرطا اسود من شعر. يعني لما يقول في وقت اي انه ليس لباسه الدائم. لبس الاسود والمراد به كساء من شعر. وهو ايضا ما جاء في حديث عائشة رضي الله عنها فيما اخرج الامام مسلم في صحيحه خرج علينا غداة وعليه مرط من شعر اسود. قال ولبس الخاتم والخف والنعل. اما الخف فقد اهدى اليهم النجاشي خفين فلبسهم كما قال المغيرة وغيرهم رضي الله عنهم جميعا. ولبس الخف كذلك والنعل والمقصود بالنعل الذي يلبس ويخلع. قال انس وقد سئل كيف كان نعل رسول الله عليه الصلاة والسلام؟ قال لهما قبالان اي حبلان يدخل فيهما القدم لتمسك بين الاصابع والخاتم قذوا عليه الصلاة والسلام لما اراد ان يبعث الكتب كان خاتمه من ورق وكان فصه حبشي كان يختم به ويلبسه تارة من اجل ان يكون كتابه موثقا الى الملوك والرؤساء كان ننقش خاتمه محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم تم هذا الوصف الجميل في صفته الشريفة صلى الله عليه وسلم في هذا الفصل الموجز ليكن عونا لنا يا كرام ليلتنا هذه وجمعتنا غدا في الاكثار من الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم. فان الليلة جمعة وبركاتها عظيمة. وفقنا الله واياكم لكل خير ورزقنا واياكم العلم النافع والعمل الصالح. ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار. وصلي اللهم وسلم وبارك على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. والحمد لله رب العالمين