بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لشيخنا وانفعه وانفع به يا رب العالمين قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى في رسالة عقيدة اهل السنة والجماعة ونؤمن بانه هو الله الذي لا اله الا هو عالم الغيب والشهادة. هو الرحمن الرحيم. هو الله الذي لا اله الا هو الملك القدوس سلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون. هو الله الخالق البارئ المصور له الاسماء الحسنى يسبح له ما في السماوات والارض وهو العزيز الحكيم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا اما بعد فكان الكلام قد انتهى عند تفسير قول الله عز وجل العزيز الجبار وبقي اكمال ما يتعلق بهذه الاية بعون الله سبحانه وتعالى قال جل وعلا سلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر المتكبر من اسماء الله سبحانه وتعالى دال على معنيين كلاهما حق كلاهما ثابت لله سبحانه وتعالى اما المعنى الاول فهو ان الله ذو الكبرياء والكبرياء هو العظمة والملك وما الى هذه المعاني فالله جل وعلا له الكبرياء و الكبرياء في حق الله سبحانه وتعالى لا شك ان ذلك ممدوح لان الله سبحانه وتعالى يستحق الكبرياء اما بالنسبة للمخلوق فان الكبرياء مذموم لانه وضع للشيء في غير موضعه ان ان يكون انى يكون الكبرياء حقا في المخلوق الذي هو ضعيف والذي هو عبد مملوك لخالقه سبحانه وتعالى الكبرياء من الله عز وجل كمال يحمد عليه واما من المخلوق فان ذلك نقص يذم ابرياء الله عز وجل شيء لائق به سبحانه وتعالى لا ككبرياء المخلوقين والمعنى الثاني ان الله سبحانه وتعالى المتكبر الذي تكبر عن كل نقص وعيب ومماثلة للمخلوقين فالله عز وجل كبر عن ذلك فشأنه اجل واعظم من ان يناله سوء او شر او نقص او عيب او ان يكون في ذاته او في صفاته مماثلا لاحد من المخلوقين تعالى الله عن ذلك وتكبر ثم قال سبحانه وتعالى سبحان الله اما يشركون سبحان الله هذه الكلمة سبحان اعرابها انها مفعول مطلق والتقدير اسبح الله سبحان من ومادة هذه الكلمة تدور على معنى التنزيه اسبح الله سبحانا يعني انزه الله تنزيها اذا قال المسلم سبحان الله فانه ينبغي عليه ان يلحظ هذا المعنى فينطق بلسانه ما يعقله ويتيقنه قلبه من ان الله سبحانه هو المنزه عما لا يليق به وتنزيه الله سبحانه يجب ان يكون عن شيئين الاول ان ينزهوا ان ينزه الله سبحانه عن كل نقص وعيب فشأن الله اعظم كما مر معنا في الكلام على باسمه تعالى المتكبر والامر الثاني الذي يجب تنزيه الله عنه تنزيهه عن مشابهة المخلوقين فشأن الله اعظم. هل تعلم له سميا؟ ولم يكن له كفوا احد اذا يجب ان يلحظ المسلم هذا المعنى كما انه يجب ان يلحظ ان تسبيح الله عز وجل بمعنى ان تنزيهه هذا التنزيه المجمل سبحان الله انزه الله عن كل ما لا يليق بكماله هذا يدل على الكمال المطلق لله عز وجل فان القاعدة في صفات الله عز وجل وتنبه لهذه القاعدة فانها نافعة كل نفي جاء في صفات الله عز وجل فانه يدل على كمال ضده كل نفي في صفات الله فانه يدل على كمال ضده وهذا النفي قد يرد نفيا مجملا كما في التسبيح هنا تنزه الله عز وجل عن كل ما لا يليق به وقد يرد نفيا مفصلا كما ينزه الله عز وجل عن الظلم والسنة والنوم واللغوب واللعب وما الى ذلك مما جاء في النصوص فكل ذلك يدل على كمال ضده الصفة الناقصة المعينة التي نزه الله سبحانه وتعالى عنها ونفيت في حقه تدل على كمال ضد معناها واما النفي المجمل فانه يدل على الكمال المطلق النفي المجمل يدل على الكمال المطلق اذا جمعت كلمة سبحان الله بين النفي والاثبات النفي دلت عليه بدلالة المطابقة حينما تقول انزه الله يعني ان في عن الله عز وجل ما لا يليق بكماله هذا هو النفي الذي دلت عليه هذه الكلمة بدلالة المطابقة ودلت هذه الكلمة سبحان الله على الاثبات لاثبات ماذا الكمال المطلق وذلك بدلالة اللزوم وذلك بدلالة اللزوم فكانت هذه الكلمة من الكلام الذي هو احب الكلام الى الله عز وجل احب الكلام الى الله كما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر قال جل وعلا سبحان الله عما يشركون عما الا الاقرب والله تعالى اعلم ان الماء ها هنا ان ما ها هنا موصولة سبحان الله عن الذي يشركون انزه الله عن حال هذه الاصنام وعن هذه عن حال هذه المعبودات فان شأن الله عز وجل اعظم منها انما جعل المشرك مع الله عز وجل شريكا فانه يجب ان ينزه الله سبحانه وتعالى عن هؤلاء الشركاء فان الله عز وجل لا شريك له الله واحد احد الله وتر فلا يجوز ان يجعل معه شريك سبحان الله عن هذا الذي يشركونه به جل ربنا وعزه عنان يكون له شريك ويجوز ان تكون ما ها هنا مصدرية يعني سبحان الله عن شركهم انزه الله عن الشرك الذي وقع فيه المشركون فالله سبحانه وتعالى شأنه اعظم من ان يشرك به الشرك لا يليق به قال جل وعلا في الحديث القدسي انا اغنى الشركاء انا اغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا اشرك فيه معي غيري تركته وشركه شأن الله اعظم من ان يشرك به ثم قال سبحانه هو الله الخالق البارئ المصور هذه الاسماء الثلاثة المتوالية ها هنا تدل على معان متقاربة الخالق والبارئ والمصور من اهل العلم من قال ان الخالق هو بمعنى الموجد من العدم والبارئ يدل على هذا المعنى لكن بخاصية بمعنى ان البارئ دل على خلق ما فيه روح وهذا الذي نحى اليه الخطابي رحمه الله وغيره من اهل العلم الله عز وجل يبرأ ما فيه نسم يعني ما فيه روح وبالتالي فانه لا يستعمل او لا تستعمل هذه الكلمة في حق ما لا روح فيه ولذلك قال علي رضي الله عنه والذي خلق الحبة وبرأ النسمة فدل هذا على ان آآ على ان الباري او البارئ هذا لا يكون الا في خلق ما فيه روح وها هنا نستفيد فائدة من فقه اسماء الله سبحانه وتعالى وهي ان بعض الاسماء اخص في معناها من بعض بمعنى ان من اسماء الله عز وجل ما يرد بعضه دالا على معنى عام ومن اسماء الله عز وجل ما يرد دالا على معنى خاص فيكون في الاسماء ما هو ذو معنى عام وما هو ذو معنى يكون في الاسماء ما هو ذو معنى عام وما هو ذو معنى خاص. كما هنا الخالق و البارئ كلاهما يدل على الخلق والايجاد من العدم لكن الخلق ماذا اعم الخالق يدل على ايجاد كل شيء ما فيه روح وما ليس روحه وما ليس فيه روح واما البارئ فانما يستعمل في ماذا فيما فيه روح وقل مثل ذلك في العليم والخبير فالعليم يدل على صفة العلم الذي هو شامل لكل شيء والخبرة علم بدقائق الامور وخفاياها فهو يدل على معنى اخص فاذا بعض الاسماء تدل على معان اخص مما تدل تدل على معان اخص مما تدل على مما تدل عليه بعض الاسماء الاخرى التي تدل على ما هو نعم ومن اهل العلم من يقول ان هذا السياق يحمل فيه قوله الخالق على معنى الخلق الذي هو التقدير ومر معنا ان الخلق يأتي بمعنى التقدير ومن ذلك قول زهير فلا انت تفري ما خلقت يعني تنفذ ما قدرت بالتالي يكون الخالق دالا على التقدير والباري يدل على اخراج هذا الذي قدر من العدم الى الوجود اخراج ما قدر من العدم الى الوجود اذا الله عز وجل يقدر ويخرج الذي قدره من العدم الى الوجود اذا هذا هو البارئ يعني الذي اه يوجد الشيء الذي قدره اما المصور فان المصور من التصوير والتصوير هو جعل الشيء على صورة يعني على شكل وهيئة فالله سبحانه وتعالى ما قدره واوجده يرتبه على اشكال وهيئات وصور بحسب ما تقتضيه حكمته الله عز وجل يجعل الاشياء على صور يجعل الانسان على هيئة ويجعل الجمل على هيئة ويجعل الحشرة التي هي الذبابة على هيئة كما يجعل الناس متفاوتين في صورهم يجعل هذا على صورة والثاني على صورة والثالث على صورة وهل هم جرة اذا الله سبحانه وتعالى يقدر ويوجد ويصور وهذا ما دلت عليه هذه الاسماء الثلاثة وهذا الذي اه نحى اليه ابن كثير رحمه الله في تفسيره وجمع من اهل العلم والمقصود ان هذه الاسماء الثلاثة تدور على معان متقاربة تدور على معان متقاربة وهذا مما ينبغي ان يلاحظ في اسماء الله عز وجل فان من اسماء الله ما يكون بين جمع منها تقارب في المعنى لكن لا يكون فيما بينها ترادف تام ربما يكون هناك ترادف في الجملة لكن ان يكون هناك ترادف تام بمعنى ان يدل هذا الاسم على ما يدل عليه ذاك الاسم من كل وجه هذا هذا لا يكون بل لابد ان يكون هناك خاصية لاسم من اسماء الله عز وجل وها هنا يحسن بنا يا معشر الاحبة ان نذكر انفسنا بامر مهم وشيء عظيم وهو من اهم المهمات بالنسبة للمسلم وهو انه اذا تلا كتاب ربه فانه ينبغي ان يقف عند اسماء الله عز وجل وان يحرص على ان يتأمل ويتفكر ويتفهم المعاني الذي دلت التي دلت عليها هذه الاسماء الجليلة العظيمة كيف بك يا عبد الله ان تقرأ كتاب الله من الفاتحة والى الناس تمر بك اسماء كثيرة لله سبحانه وتعالى لكن لا يتحرك في قلبك محرك يدعوك الى ان تفهم وتعرف ما معنى كلمة المهيمن؟ وما معنى كلمة الرقيب؟ وما معنى كلمة الحفيظ وما معنى كلمة الجبار والعزيز والى اخره هذا فقه نفيس وعلم ثمين ينبغي علينا جميعا ان نحرص عليه فان هذا مما يدخل في احصائي اسماء الله عز وجل معرفة معانيها والتفقه فيها الافادة مما تدل عليها هذه الاسماء من المعاني والمسالك الايمانية هذا من جملة الاحصاء لاسماء الله عز وجل وتدري اذا احصيت اسماء الله عز وجل اي جائزة تنال النبي صلى الله عليه وسلم اخبرنا كما في الصحيح قال عليه الصلاة والسلام ان لله تسعة وتسعين أسماء مائة الا واحدا من احصاها دخل الجنة عمل يسير واجر عظيم من احصاها دخل الجنة الجنة التي يتمناها كل مسلم ويسعى اليها سعيه من اسباب دخولها ان تحصي اسماء الله عز وجل وذلك بان تتعلم هذه الاسماء فتحفظها وتتعلم وتتعرف على معانيها مع ان المعاني التي دلت عليها اسماء الله عز وجل شيء عظيم من الذي يحيط به لكن حسب ابن ادم ان يحيط من ذلك باليسير والعباد انما يعرفون من اسماء او من معاني اسماء الله عز وجل ما هو كالقطرة من البحر ينبغي على الانسان ان يحرص على ان يتأمل في هذا الموضوع ويتفكر فيه ويتدبره وهذا من اعظم مقاصد انزال هذا الكتاب كتاب انزلناه اليك مبارك ليدبروا اياته واعظم ما في ايات الله عز وجل ما تعلق بالعظيم سبحانه وتعالى من الاسماء والصفات ولذا كانت قل هو الله احد تعدل ثلث القرآن وكانت اعظم اية في كتاب الله اية الكرسي التي فيها من اسماء الله وصفاته ما هو معلوم قال سبحانه وتعالى هو الله الخالق البارئ المصور له الاسماء الحسنى قلنا ان اسماء الله عز وجل حسنى يعني انها بلغت من الحسن الكمال وحازت من الحسن الغاية فاحسن الاسماء اسماء الله عز وجل ووجه كونها حسنى اولا كونها مضافة الى الله عز وجل فهذا يكفي في كونها حسنا استفادت كونها حسن من انها اسماء العظيم سبحانه وتعالى فكيف لا تكون حسنا بعد ذلك هي حسنى ايضا من وجه ثان وهو انها دلت على احسن المعاني فاحسنوا المعاني ما دلت عليه اسماء الله سبحانه وتعالى كما انها حسنى من وجه ثالث وهو انها منزهة في معانيها عن كل نقص وسوء وما لا يليق بكمال الله عز وجل واسماء الله الحسنى كثيرة من تلك الاسماء ما يعلمه العباد ومن تلك الاسماء ما لا يعلمه العباد العباد انما يعلمون بعض اسماء الله عز وجل والاسماء الواردة في كتاب الله وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ليست محصورة في التسعة والتسعين يعني ليست الاسماء التي جاءت في الكتاب والسنة اه تسعة وتسعين اسما فقط بل هي اكثر من ذلك كما يدل على ذلك تتبعها وعلى هذا جماهير اهل العلم انما لتسعة وتسعين اسما منها مزية وهي ان من احصاها دخل الجنة فقول النبي صلى الله عليه وسلم ان لله تسعة وتسعين اسما من احصاها دخل الجنة هذا لا يدل بوجه على حصر اسماء الله عز وجل في هذا العدد انما يدل ذلك على ان من جملة اسماء الله هذا العدد يعني الذي هو تسعة وتسعون اسما ومن احصاها فان جزاء ذلك ان يكون من اهل الجنة قال سبحانه يسبح له ما في السماوات والارض وهو العزيز الحكيم اخبر الله سبحانه وتعالى ها هنا بخبر عظيم وهو ان ما في السماوات والارض يسبح له سبحانه وتعالى هذا المعنى قد دلت عليه ادلة عدة في كتاب الله عز وجل قال سبحانه تسبح له السماوات السبع والارض ومن فيهن وان من شيء الا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم و تسبيح الله عز وجل من كل ما في السماوات والارض يرجع الى معنيين الى تسبيح بلسان المقال والى تسبيح بلسان الحال كل من وكل ما في السماوات والارض يسبح الله عز وجل بلسان الحال وبلسان المقال اللهم الا المردة الكفرة من الجن والانس فانه قد لا يسبحون الله سبحانه وتعالى بلسان مقالهم ولكنهم يسبحون الله بلسان حالهم اذا كل شيء يسبح الله عز وجل بلسان الحال كل مخلوقات الله عز وجل تشهد وتنطق بعظمته وعلمه وحكمته وعزته كل المخلوقات ايضا تسبح الله عز وجل بلسان المقال وان كنا لا نفقه اه تسبيح كثير من مخلوقات الله عز وجل و النبي صلى الله عليه وسلم سمع اصحابه معه تسبيح الطعام فكل شيء يسبح بحمد الله عز وجل وان كانت اشياء كثيرة لا نفقه ولا نعرف كيف هي تسبح اذا التسبيح بلسان المقال هذا حاصل ايضا من جميع المخلوقات اللهم الا من الكفار فانهم لا يسبحون الله سبحانه وتعالى بلسان المقال قال سبحانه يسبح له ما في السماوات والارض وهو العزيز الحكيم يرد في النصوص في القرآن كثيرا ان تعطف آآ بعض الاسماء على بعض كالعزيز مع الحكيم يرد كثيرا عطف هذا الاسم على ذاك وهذا باب لطيف من العلم الذكي الحادق من التفت اليه وانتبه اليه وهو الفائدة العظيمة التي تستفاد من هذا العطف اسماء الله عز وجل كلها باعتبار افرادها حسنى وتزداد حسنا فوق حسن بعطف بعضها على بعض وبضم بعضها على الى بعض تأمل في هذين الاسمين العظيمين العزيز من حيث هو اسم دليل عظيم يدل على احسن المعاني وكذلك الامر فيه الحكيم وبضمهما ازداد الحسن حسنا اذا عزة الله سبحانه وتعالى ليست عزة مقرونة بطيش وعبث وظلم حاشى وكلا انما عزة الله مقرونة بحكمته كما ان حكمة الله عز وجل ليست حكمة الضعيف ولا حكمة فاقدي السلطان انما هي حكمة العزيز فما اعظم اجتماع هذين المعنيين العزة معه الحكمة والحكمة مع العزة قال جل وعلا وهو العزيز الحكيم العزيز مر بنا الكلام فيه لدرس البارحة وقلنا ان العزيز دال على صفة العزة والعزة في صفات الله عز وجل ثلاثة معان ما هي عزة الامتناع وعزته ها القهر والغلبة وعزته القوة فالله عز وجل عزيز بهذه المعاني بقي الكلام في الحكيم الحكيم ايضا يدل على ثلاثة معان كل كل هذه المعاني ثابتة لله سبحانه وتعالى فالله عز وجل الحكيم من الحكم تعيل بمعنى فاعل اكيم بمعنى حاكم الحكم لله عز وجل ان الحكم الا لله والحكم لله سبحانه وتعالى وان شئت فقل حكم الله عز وجل نوعان حكم كوني وحكم شرعي والحكم كوني وشرعي ولا يتلازمان وما هماسيان تأمل في كتاب الله عز وجل تجد ان الحكم جاء تارة بمعنى الحكم الشرعي ذلكم حكم الله يحكم بينكم. هذا الحكم حكم شرعي وهناك حكم كوني فلن ابرح الارض حتى يأذن لي ابي او يحكم الله لي هذا حكم كونه حكم الله الشرعي هو كل حكم لله عز وجل بينه وانزله في كتابه او سنه رسوله صلى الله عليه وسلم في سنته والاحكام معروفة يعني من جهة اصول الفقه ومن جهة ما جاء في الفقه مستفاد من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم اما الحكم الكوني فهو ما حكم الله عز وجل به في كونه مما قدره جل وعلا فهو يحكم برزق فلان وبعز فلان وبذل فلان وبحياة فلان وبموت فلان اه بهبة فلان الى غير ذلك من احكام الله عز وجل الكونية والفرق بين هذين الحكمين ان الحكم الشرعي ملازم لمحاب الله عز وجل كل ما حكم الله عز وجل به شرعا ها فانه محبوب له ولا يلزم هذا في الحكم الكوني يعني لا يلزم ان كل ما حكم الله عز وجل به شرك كونا ان يكون هو في ذاته محبوبا لله لكن لابد ان يكون ما يترتب على وجوده محبوبا لله ولذلك حكم به ايضا الحكم الكوني لابد ان يقع ما حكم الله عز وجل به كونا انه لا يمكن ان يتخلف لا يمكن ان يكون هناك من يدفع حكم الله ويمنع نزوله حاشا وكلا اما حكم الله الشرعي فانه قد يقع وقد لا يقع من الناس من لا لا يستجيب لحكم الله عز وجل ولا يحكم بما انزل الله ولا بما شرع الله لكن ما حكم الله به كونا فانه لا بد من وقوعه ولا شك اذا هذا هو المعنى الاول للحكيم وهو من له الحكم يعني الحاكم الذي له الحكم سبحانه وتعالى ولا شك ان الاول والثاني كلاهما مما يختص به الله عز وجل فلا يجوز لاحد ان يحكم شرعا من عنده لا يجوز ان ينازع الله سبحانه وتعالى في الاحكام الشرعية الاحكام الشرعية انما هي لله الله يحكم بما يشاء كذلك الامر في الحكم الكوني فالذي يحكم بهذا الكون ويتصرف فيه بما يشاء انما هو الله سبحانه وتعالى فمن نسب اليه هذا او هذا فلا شك انه فمن نسب هذا او هذا لغير الله عز وجل فقد جعل مع الله شريكا وهذا حقيقة الشرك المعنى الثاني ان الحكيم بمعنى المحكم فتكون هذه الكلمة راجعة الى معنى الاحكام بمعنى الاتقان والله عز وجل قد اتقن واحسن واحكم كل شيء من احكامه الشرعية ومن احكامه الكونية خلق الله عز وجل محكم ولا ترى فيه تفاوتا اتقن كل شيء خلقه تبارك وتعالى و لا يمكن ان ترى في خلق الله سبحانه وتعالى سوءا او خللا انما كل ما خلقه الله عز وجل فانه محكم كذلك ما شرعه الله سبحانه وتعالى هو احسن الشرع وما حكم به شرعا هو احسن الحكم لا يمكن ان يتطرق اليه خلل ولا يمكن ان يقع فيه تناقض حاشا وكلا اذا الله الحكيم بمعنى المحكم المعنى الثالث ان الله هو الحكيم بمعنى انه ذو الحكمة والحكمة وضع الاشياء في مواضعها وتنزيلها منازلها والله سبحانه الحكيم بهذا المعنى فكلما يخلقه ويقدره ويشرعه ويحكم فيه فله فيه الحكمة البالغة ادلة ثبوت الحكمة في خلق الله عز وجل وامره وشرعه ادلة كثيرة لا تكاد ان تحصى تبلغ العشرات تبلغ العشرات بل المئات بل الالوف وهذا بين ظاهر لمن تأمل كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم كل ما يقع في هذا الكون كل ما بلغك علمه مما قدره الله كل ما تقرأه في الكتاب والسنة من الاحكام او من الاخبار او مما يكون في الاخرة فاعلم ان لله في ذلك حكمة بالغة ولكن حذاري ان تروم الوصول الى كل حكمة في كل شيء شرعه او خلقه الله سبحانه وتعالى هذا باب من ابواب الزلل وسبب من اسباب من اسباب الانحراف واصل ضلال الخلق من كل فرقة هو الخوض في فعل الاله بعلة فانهم لم يفهموا حكمة له فصاروا على نوع من الجاهلية هذا الذي ينقر عن حكمة الله عز وجل في كل شيء. لماذا؟ شرع الله كذا ولماذا جعل الله هذه العبادة على هذه الصفة ولماذا اعطى الله فلانا ومنع فلانا ولماذا هدى هذا واضل ذاك لماذا ولماذا ولماذا اعلم يا عبد الله ان العبادة الضعافة الذين هم محدودون في تفكيرهم وعقولهم وادراكهم لا يمكن ان يحيطوا علما بحكمة الحكيم العليم العظيم الواسع الكبير سبحانه وتعالى انما حسبهم ان يعلموا ثبوت الحكمة لله سبحانه وتعالى اجمالا فيستدلوا بما علموا على ما جهلوا انتبه لهذه القاعدة نحن بني ادم نستدل بما علمنا من حكمة الله على ما جهلنا قد نعلم تفاصيل لكنها تفاصيل محدودة لكننا لا لا نعلم التفاصيل في كل شيء من الخلق والامر اذا نستدل بما علمنا على ما جهلنا اما ان نتطلب حكمة الله في كل شيء انت لا تستطيع ان تحيط علما بحكمة مخلوق مثلك بكل فعل او تصرف يفعله فكيف تريد ان تحيط علما بحكمة الخالق العظيم سبحانه وتعالى هذا مما ينبغي التنبه له يا اخوته يكفينا ان نعلم ثبوت الحكمة لله عز وجل اجمالا و ان الله سبحانه وتعالى قد اطلعنا على شيء من حكمته في هذا الشرع البديع وفي هذا الكون المخلوق البديع فاذا بقيت هناك اشياء جهلنا حكمة او وجه الحكمة فيها فينبغي انك لهذا الذي جهلناه الى الذي علمناه ولا نتحير واسوأ من ذلك ان نتهم الله سبحانه وتعالى في حكمته ان اعطانا الله فاعطاؤه بحكمة وان منعنا الله فمنعه بحكمة ان امر الله فامره لحكمة وانها ونهيه الحكمة كل شيء من الله عز وجل فهو لحكمة هذا ما يتعلق به بسم الله الحكيم و الذي اه ينبغي علينا ان نفيد منه من هذا الاسم وامثاله ان نخرج بفائدة مسلكية تعود علينا في قلوبنا وفي افعالنا وفي اخلاقنا بفائدة حقيقية حينما نعرف مثلا ان الله عز وجل له الحكم وان حكمه كوني وشرعي الواجب علينا ان نعتقد ان حكم الله عز وجل له حكمة بشرعه وفي قدره كذلك ان نصبر لحكم الله عز وجل ولذلك الله سبحانه وتعالى يقول واصبر لحكم ربك نصبر لاي الحكمين الشرعي او الكون او لك اليهما نصبر لحكم الله عز وجل الشرعي والكوني هل حكم الله الشرعي يحتاج الى صبر اذا امرك الله بامر هذا حكمه حكم الله بوجوب الصلاة الصلاة تحتاج الى صبر اليس كذلك الله عز وجل حكم كونا وقدرا بان يكون الانسان فقيرا هذا يحتاج الى الى صبر. اذا الواجب ان نصبر الى ان نصبر الحكمين الشرعي والكون. اذا هذا الذي ينبغي انا نتلمسه في شيء في تفقهنا وفي تعلمنا لاسماء الله عز وجل وصفاته ان نخرج بفوائد تعود علينا في ايماننا وفي اه سلوكنا بفائدة عظيمة واعلموا يرعاكم الله ان السير الى الله سبحانه وتعالى من طريق اسمائه وصفاته شأنه عظيم ولا يوفق اليه الا السعداء الموفقون اذا فتح الله عز وجل عليك بابا الى السير اليه سبحانه وتعالى من خلال تدبرك اسماءه وصفاته و افادتك من هذه الامور العظيمة فان هذا باب من الخير ينبغي عليك ان تحرص عليه فانه لا يصل اليه الا الافراد اسأل الله جل وعلا ان يجعل لنا من ذلك حظا نعم الله اليكم قال رحمه الله ونؤمن بان له ملك السماوات والارض يخلق ما يشاء يهب لمن يشاء اناثا ويهب لمن يشاء الذكور او يزوجهم ذكرانا واناثا ويجعل من يشاء عقيما انه عليم قدير يقول المؤلف رحمه الله ونؤمن بان له ملك السماوات والارض الله عز وجل كما مر بنا له ملك السماوات والارض كل شيء فالله مالكه والمتصرف فيه بحكمه ومشيئته وحكمته سبحانه وتعالى لا ينازع الله عز وجل في شيء ولا يملك احد معه شيئا قل ادع الذين زعمتم من دون الله لا يملكون ماذا مثقال ذرة في السماوات ولا في الارض ومالهم فيهما يعني في السماوات والارض من شرك وما له منهم من ظهير ليس لاحد من المخلوقين مهما علات درجته شيء مع الله عز وجل فكل من في السماوات والارض لا يملكون شيئا ملكا ملكا حقيقيا قد يملك الانسان شيئا ملكا اظافيا بتمليك الله عز وجل له وهو ملك ناقص محدود محكوم بامر الله القدري وبامر الله الشرعي اما الملك الحقيقي المستقل فهذا لا يمكن ان يكون لاحد ولا حتى لذرة في السماوات ولا في الارض اذا لم يكن لاحد ملك مستقل لشيء فهل له مشاركة مع الله عز وجل يتشارك هو مع الله ملكي هذا الشيء؟ الجواب لا الله عز وجل نفى ها هنا حتى المشاركة لا الاستقلال بل حتى المشاركة طيب قد لا يكون لاحد ملك مستقل ولا مشاركة لكن هل يمكن ان يكون لاحد معاونة لله عز وجل يعين الله الجواب لا وماله منهم من ظهير يعني معاون فالله هو الغني عن كل ما سواه وكل ما سواه فهو مفتقر اليه اذا الله له ملك السماوات والارض اذا ينبغي ان يستيقظ الانسان بذلك في طلب حين يطلب من المالك لكل شيء لماذا يتوجه الانسان لمن لا يملك فيسأله ما يملكه الله سبحانه وتعالى واشنع شيء في هذا ان يكون سؤاله سؤالا شركيا سبحان الله يسأل الانسان الاموات ويدع ملك الارض والسماوات يا لله العجب! اي خذلان كهذا الخذلان المقصود ان المؤلف رحمه الله اعاد علينا التأكيد على هذا المعنى وهو ان الله عز وجل له ملك السماوات والارض واستدل على هذا او عطف على هذا قوله تعالى يخلق ما يشاء يهب لمن يشاء اناثا ويهب لمن يشاء الذكور او يزوجهم ذكرانا واناثا ويجعل من يشاء عقيما انه عليم قدير يقول الله عز وجل يخلق ما يشاء خلق الله عز وجل انما يكون بعد مشيئته فالله عز وجل علم ثم كتبه ثم شاء ثم خلقه يخلق الله عز وجل عقيب مشيئته يخلق الله عز وجل عقيبة مشيئته وهنا وقفة يقفها بعض اهل التفسير وهو وهي ان الله عز وجل يقول يخلق ما يشاء ومعلوم عندكم ان ما تستعمل في غير العاقل كان الامر والله تعالى اعلم استعملها او ذكرها هنا ما وليس من لان غير العاقل اكثر من العاقل في مخلوقات الله عز وجل غير العاقل اكثر فلوحظ الاغلب لوحظ ماذا الاغلب فقال جل وعلا يخلق ما يشاء يهب لمن يشاء اناثا ويهب لمن يشاء الذكور او يزوجهم ذكرانا واناثا القسمة في هبة الاولاد اربعة من الناس من يرزق الاناث كل ذريته اناث يهب لمن يشاء اناثا القسم الثاني من يوهب من قبل الله سبحانه وتعالى الذكور فقط. كل ذريته ذكور ومن ذلك او من الناس وهو القسم الثالث من يعطيه الله يعطيه الله عز وجل الذكور والاناث او يزوجهم ذكرانا واناثا يعني يرزق ذكورا واناثا ولا شك ان هذا يعني اه هو الشيء الذي يتمناه اكثر الناس ان تكون ذريته ماذا ذكورا اناثا والقسم الرابع من يجعله الله عقيما لا يرزق لا ذكرا ولا انثى كل ذلك راجع الى حكمة الله عز وجل ومشيئته الله عز وجل شاء ذلك بمشيئة مقرونة بحكمة شاء الله ذلك بمشيئة مقرونة بحكمة. اذا حينما خلق الله عز وجل هذا وقال سبحانه وتعالى يخلق ما يشاء فاعلم انها ليست مشيئة مجردة وانما هي مشيئة مقرونة بحكمة من رزق الاناث فليعلم ان هذا احسن ان هذا احسن شيء يرزقه وان الله عز وجل اراد له الخير في ذلك ولعل لهذا تتمة ان شاء الله في الدرس القادم اسأل الله عز وجل لي ولكم العلم النافع والعمل الصالح والاخلاص في القول والعمل ان ربنا لسميع الدعاء وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان