بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لشيخنا وانفعه وانفع به يا رب العالمين قال الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى في رسالة عقيدة اهل السنة والجماعة ونؤمن بان له ملك السماوات والارض يخلق ما يشاء يهب لمن يشاء اناثا ويهب لمن يشاء الذكور او يزوجهم ذكرانا واناثا ويجعل من يشاء عقيما انه عليم قدير ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا اما بعد فكنا قد بدأنا الكلام في ما يتيسر من معنى هذه الاية التي بين ايدينا وتوقف الحديث تحديدا عند كون الاية قد بينت ان الناس منقسمون في الذرية الى اربعة اقسام منهم من رزقه الله الاناث فحسب ومنهم من رزقه الله الذكورا فحسب ومنهم من جمع الله له بين الذكور والاناث او يزوجهم ذكرانا واناثا اما القسم الرابع فالعقيم الذي لم يولد له قلنا ان الله سبحانه وتعالى اقيموا فيما يرزق لطيف رحيم فيما يعطي وخيرة الله سبحانه وتعالى للعبد خير من خيرته لنفسه فان العبد قد يحب شيئا ما او يكره شيئا ما لكنه لا يعلم ما الذي فيه الخير له وما الذي فيه الشر له فقد يحب العبد ما يضره وقد يكره ما يسعده والله يعلم وانتم لا تعلمون فعلى العبد ان يكون راضيا بقسمة الله وقدره وما يهبه له مهما يكن اذا رزقت الاناث فحسب وانت تحب ان ترزق الذكور فاعلم ان هذا هو الخير لك فاحمد الله و اعلم ان هذا خير ما تعطاه ومن احسن من الله حكما لقوم يوقنون وما يدريك لعل سعادتك قد جعلت مرتبطة بوجود هؤلاء البنات التي رزقك الله عز وجل اياهن على كره منك على العبد ان يحمد الله مهما كان تقدير الله عز وجل له في رزقه في ذريته حتى لو كان من القسم الرابع ويجعل من يشاء عقيما ما يدريك لو كشف لك الحجاب واطلعت على الغيب فسجدت لله عز وجل شكرا ان ما رزقك الله الولد لعل هذا الولد الذي نفسك تتوق اليه يكون سبب تعاستك وسبب شقائك فاختار الله لك ما هو الخير لك الرضا والتسليم علامة اهل الايمان والتوحيد قال سبحانه انه عليم قدير عليم متصف بالعلم ومضى الكلام عن صفة العلم لله عز وجل وقدير هذه الصفة دالة على ثبوت هذا الاسم دال على ثبوت صفة القدرة لله عز وجل والله القدير والله القادر والله المقتدر اي الذي لا يعجزه شيء وهو القدير فليس يعجزه اذا ما شاء شيء اذا ما شاء قط ذو سلطان وهو القدير فليس يعجزه اذا ما رام شيئا قط ذو سلطانه الله عز وجل لا يعزز لا يعجزه شيء في الارض ولا في السماء وما كان الله ليعجزه من شيء وما كان الله ليعجزه من شيء في السماوات ولا في الارض انه كان عليما قديرا اذا الله عز وجل على كل شيء قدير و كل شيء هذا عموم لا تخصيص فيه ليس هناك تخصيص بهذه الاية والله على كل شيء قدير مما كان او ما سيكون او ما لم يكن ايضا فما لم يكن عدم كونه ليس راجعا الى عدم قدرة الله حاشا وكلا انما عدم وجوده وكونه لان الله عز وجل ما شاء وجوده ولو شاء وجوده فانه سيكون فهو على كل شيء قدير سبحانه وتعالى اذا من علم ان الله عز في علاه على كل شيء قدير اطمئن وسكنت نفسه وعلم ان مولاه ومن يتوكل عليه ومن اتخذه ربا لا شريك له انه اذا شاء شيئا فانه لا يغالب ولا يعجز ولا ولا يعجزه شيء سبحانه وتعالى فيفوض الامر كله له سبحانه وتعالى فالله قدير والله قوي والله متين هذه اسماء متقاربة في المعنى تدل على ان الله سبحانه لا يعجزه شيء لا يعجزه شيء البتة سبحانه وتعالى نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ونؤمن بانه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير له مقاليد السماوات والارض يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر. انه بكل شيء عليم ثم ذكر المؤلف رحمه الله ان اهل السنة والجماعة يؤمنون ان الله جل في علاه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير هذه اية جليلة عظيمة وهي ام الباب بمبحث الاسماء والصفات فجل كلام العلماء في باب الاسماء والصفات يدور على هذه الاية اية عظيمة يستفاد منها جملة من القواعد والضوابط المتعلقة بباب الاسماء الحسنى والصفات العلى للبارئ سبحانه وتعالى الله جل وعلا ليس كمثله شيء هنا بحث طويل عند اهل العلم بمعنى قوله كمثله فانه من المعلوم يقينا ان الله لا مثيل له ولا سمي له ولا كفؤ له كيف يكون النفي ها هنا لوجود مشابه لمثيل لله سبحانه وتعالى اذا ظن ان الكاف ها هنا للمشابهة كما استشكل بعض الناس ذلك لانهم توهموا هذا المعنى والحق ان هذه الاية لا تدل على ذلك البتة بل تدل على ان الله سبحانه وتعالى لا مثيل له بابلغ ما يكون من الكلام اما قوله ليس كمثله شيء فالكاف ها هنا ليست للتشبيه انما الكاف ها هنا هي المسماة عند النحويين بالزائدة يعني اعرابا لكنها من حيث المعنى تدل على التوكيد وقد ذكر ابن هشام رحمه الله عن بعض النحويين ان زيادة الكاف تفيد التوكيد من جهة انها تقوم مقام تكرار الكلام والعرب اذا كررت الكلام فانها تريد تأكيده فكأن الجملة بغير القرآن ليس مثله شيء ليس مثله شيء ليس مثله شيء تنظر كيف كانت الكاف ها هنا تدل على فائدة عظيمة وهي تأكيد الكلام لان المقام مقام عظيم فالله سبحانه وتعالى ليس له مثيل وقيل ان المثل ها هنا يراد به الذات ليس كمثله شيء يعني ليس كهو شيء والعرب تطلق المثل وتريد الذات وهذا من بليغ كلامهم فانهم قد يقولون مثلك لا يقال فيه كذا او مثلك يفعل كذا والمراد انت آآ قد يكون هذا هو المراد في هذه الاية والعلم عند الله عز وجل المقصود ان هذا بعض ما قيل اه تفسير هذه الاية وقيل ان المثل بمعنى المثل والمثل والمثل يعني الوصف كما قال جل وعلا مثل الجنة التي وعد المتقون. يعني وصفها فليس كصفة الله عز وجل شيء الله متفرد بصفاته ليس له فيها مشارك او سمي او كفؤ سبحانه وتعالى المقصود ان الاية تدل دلالة صريحة على ان الله عز وجل لا مثيل له لا في ذاته ولا في صفاته سبحانه وتعالى بل هو الواحد الاحد جل في علاه فمهما توهم الانسان او وسوس الشيطان له ان غير الله يمكن ان يكون مماثلا لله عز وجل في شيء من الاشياء في ذاته في صفة من صفاته فينبغي عليه ان يراجع ايمانه فان الادلة قاطعة بان الله سبحانه وتعالى ليس له مثيل وليس له شبيه سبحانه وتعالى ليس كمثله شيء وهذا النفي الله المجمل قلنا انه دال على الكمال المطلق فليس لله مثيل لان الله منفرد بجميع الكمالات واقصى غاياتها فليس لله عز وجل مثيل لانه منفرد بالكمال المطلق سبحانه وتعالى و الجمع بين قوله ليس كمثله شيء وقوله وهو السميع البصير فيه رد على طرفي الضلال على اهل التمثيل وعلى اهل التعطيل فان اهل التمثيل يعبدون صنما وان اهل التعطيل يعبدون عدما والجامعون بين هاتين الجملتين الذين عبدوا الله سبحانه وامنوا وامنوا بنعوت جلاله وجماله على ما يليق به هؤلاء عبدوا ربا عظيما والها كريما لا شريك له سبحانه وتعالى فان قوله ليس كمثله شيء فيه اعظم الرد على الممثلة الذين قالوا ان غير الله عز وجل قد يكون مماثلا له في شيء من صفاته تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا وقد اجمع السلف على ان من شبه الله بخلقه فقد كفر وعلى ان القرآن والسنة منزهان عن ان يكون ما فيهما من صفات الله عز وجل دالا على التشبيه حاشا وكلا اما قوله وهو السميع البصير فانه دال على الرد على اهل التعطيل الذين عطلوا صفات الله سبحانه وتعالى ونفوا عن الله هذه الصفات العظيمة وارتكبوا في سبيل ذلك جملة من المحرمات من تحريف النصوص ومن حملها على غير محملها ومن القول على الله بغير علم فالله اثبت لنفسه انه سميع بصير سبحانه وتعالى اذا الله يتسمى بالاسماء الحسنى ويتصف بالصفات العلا ومن فوائد هذه الاية انها تدل على قاعدة عظيمة عند اهل السنة والجماعة وهي قاعدة القدر المشترك والقدر المميز فان قوله تعالى ليس كمثله شيء دال على ثبوت القدر المميز الفارق وقوله وهو السميع البصير دال على ثبوت القدر المشترك بيان ذلك ان الله سبحانه وتعالى قد وصف نفسه في هذه الاية بصفة السمع والبصر سمى نفسه بالسميع البصير ومع ذلك فان الله عز وجل في كتابه قد وصف المخلوق بالسمع والبصر فقال سبحانه انا خلقنا الانسان من نطفة ام شاز نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا ومن المعلوم ان السميع ليس كالسميع وان البصيرة ليس كالبصير وان سمع الله ليس كسمع المخلوق وان بصر الله ليس كبصر المخلوق مع ثبوت قدر مشترك وهو الصفة قبل الاظافة فالسمع من حيث هو ادراك الاصوات والبصر من حيث هو ادراك الاشياء يعني رؤيتها و مع ذلك فالذي ثبت لله عز وجل من السمع والبصر اعظم بكثير بل لا مقارنة بينه وبين ما ثبت للمخلوق سمع الله عز وجل سمع واسع يسع جميع الاصوات وسمع الله عز وجل سمع قديم لم يزل الله عز وجل سميعا وسمع الله سبحانه لا يلحقه نقص ولا يطرأ عليه فناء اما المخلوق فانه لم يكن سميعا ثم جعله الله عز وجل سميعا ثم سيطرأ الفناء على هذا السمع فاذا مات الانسان فانه لا يسمع الانسان اذا مات فان هذا السمع الذي كان له في الدنيا سوف يزول وينتهي كما انه في الدنيا معرض حصول النقص والضعف والمرض كما انه ولو كان صحيحا فانه سمع محدود وسمع ناقص اما سمع الله عز وجل فليس الامر فيه كذلك اذا ثبت قدر مشترك بين صفة الخالق والمخلوق واثبات هذا امر ضروري وليس من التشبيه والتمثيل في شيء انما التمثيل والتشبيه الممنوع هو الاشتراك في الخصائص يعني فيما يختص بالله فيما يختص به الله سبحانه وتعالى من قال ان غير الله يشبه الله عز وجل في هذا القدر فلا شك انه وقع في امر عظيم و قل مثلما قلنا في السمع في البصر وفي بقية صفات الله سبحانه وتعالى قال سبحانه وهو السميع البصير هذا نسمان ثابتان لله سبحانه وتعالى يدلان على صفتي السمع والبصر اما السميع فيدل على ثبوت السمع لله عز وجل والسمع جاء في صفات الله عز وجل على معنيين كلاهما حق اما المعنى الاول فانه ادراك الاصوات فالله يسمع كل صوت مهما دق ولا تشغله الاصوات ولا تختلط عليه تبارك وتعالى ولذلك علق البخاري رحمه الله في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها انها قالت الحمد لله الذي وسع سمعه الاصوات كانت المجادلة تكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم وانا في وانا في البيت فكان يخفى علي بعض كلامها وقد سمع الله كلامها من فوق سبع سماوات قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي الى الله اذا الله عز وجل يسمع كل شيء حتى دبيب النملة على الصفاة يسمعه الله عز وجل ولا يمكن ان يكون ثمة سمع لا يمكن ان يكون ثمة صوت لا يسمعه الله عز وجل. الله يسمع كل صوت وهذه الصفة لله عز وجل صفة ذاتية فعلية ذاتية من حيث قول الله عز وجل لم يزل سميعا لم يكن الله معطلا عن السمع ثم صار يسمع ومن هذه الجهة هي صفة ذاتية وهي صفة فعلية من حيث كونه سبحانه وتعالى يسمع كل صوت عند حدوثه وليس في الازل كما نقول مثلا في صفة العلم التي هي صفة ذاتية ان الله يعلم الاشياء قبل حدوثها بعلمه القديم والبحث هنا في او الكلام ها هنا في العلم يعني في العلم القديم لله سبحانه وتعالى فانه لم يزل ولا يزال عليما اما السمع فالله يسمع الاصوات عند حدوثها قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي الى الله في ذلك الوقت سمع الله سبحانه وتعالى صوتها لا قبل ذلك ولا بعده ويأتي السمع بمعنى ثان وهو الاجابة ولذلك يقول المصلي سمع الله لمن حمده يعني اجاب حمد من حمده ومن ذلك قوله تعالى انك سميع الدعاء يعني مجيب الدعاء و الى المعنيين حق والله سبحانه وتعالى متصف بكليهما اما البصير فانه دال على صفة البصر لله عز وجل والبصر جاء في النصوص على معنيين الاول ادراك الاشياء يعني رؤيتها والنظر اليها فالله سبحانه وتعالى متصف بهذه الصفات الثلاث وهي متقاربة في المعنى البصر والرؤيا والنظر البصر كما معنى هنا والرؤيا كما في قوله تعالى انني معكما اسمع وارى وكذلك النظر كما دل على هذا قوله سبحانه وتعالى ولا ينظر اليهم وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في صحيح مسلم ان الله لا ينظر الى صوركم ولا الى اجسامكم ولكن ينظر الى قلوبكم واعمالكم اما المعنى الثاني البصر فانه بمعنى العلم والخبرة ومن ذلك قوله تعالى والله بصير بالعباد والله بصير بالعباد يعني عليم باحوالهم امير بما هم عليه سبحانه وتعالى فكلا المعنيين حق ثابت لله سبحانه وتعالى قال جل وعلا له مقاليد السماوات والارض المقاليد جمع مقلاد ومعنى هذه الاية ان ازمة الامور بيد الله عز وجل هو المدبر لها المتصرف فيها الذي كل شيء يكون بامره وتحت سلطانه سبحانه وتعالى له مقاليد السماوات والارض يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر يبسط الرزق يعني يوسع الرزق ويقدر يعني يضيق ومن قدر عليه رزقه يعني ضيق عليه في رزقه و كل ذلك بمشيئة الله سبحانه وتعالى المقرونة بحكمته ولذا ينبغي ان نفهم ان قوله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر يعني بمشيئته المقرونة بحكمته كما دل على هذا قوله سبحانه وتعالى وما تشاؤون الا ان يشاء الله ان الله كان عليما حكيما اذا الله عز وجل اذا شاء فليست المشيئة مشيئة محضة انما هي مشيئة مقرونة بحكمة لله سبحانه وتعالى يرحمك قال سبحانه انه بكل شيء عليم كما قلنا صفة العلم صفة العلم ثابتة لله سبحانه وتعالى وها هنا عموم لا تخصيص فيه الله بكل شيء عليم ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ونؤمن بانه ما من دابة في الارض الا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كل في بكتاب مبين يؤمن اهل السنة والجماعة ايضا ان الله سبحانه وتعالى هو الرزاق الذي ارزاق العباد عليه وخزائن الرزق بيده سبحانه وتعالى وما من دابة في الارض الا على الله رزقها الدابة ها هنا كلمة تفيد العموم لانها نكرة في سياق النفي كل دابة والدابة في هذا الموضع كل ما يدب من انسان ومن حيوان بري او بحري او برمائي يطير او يمشي او يزحف من ذكر او انثى كل ما يدب فان رزقه عند الله سبحانه وتعالى ومنه وعليه وليس من ذاته من ذات هذا هذا المخلوق ولا من غير الله عز وجل انما من الله سبحانه وتعالى وحده خزائن الرزق عند الله سبحانه وتعالى يمن ويهب ويرزق من يشاء بما يشاء وكل انسان وكل مخلوق لله عز وجل شيء قدره في رزقه قد كتب له ولن تفارق روحه جسده الا اذا استكمل هذا الرزق ان روح القدس قد نفث في روعي انه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها واجلها الله عز وجل ادى شاء وقدر وكتب لكل انسان مقدارا من الرزق سوف يأخذ ولا محالة ومهما سعى الناس في منع هذا الرزق والله قد كتبه فانه سيصل الى من كتب له ولابد وما من دابة في الارض الا على الله رزقها الرزق يعني الشيء المرزوق والرزق صفة الله سبحانه وتعالى ففرق بين الكلمتين الرزق الصفة يعني الاعطاء والهبة والرزق هو الشيء الذي يرزقه الله سبحانه وتعالى المخلوق ويبحث العلماء ها هنا مسألة وهي من المسائل التي حصل فيها خلاف بين اهل السنة واهل البدعة وهي هل الحرام رزق هل يدخل في الرزق هل يدخل مثلا في قوله تعالى وما من دابة في الارض الا على الله رزقها هل يدخل مثلا في قوله تعالى فكلوا من رزقه هل يدخلوا في قوله تعالى وانفقوا مما رزقناكم هل يدخل في ذلك او لا ينبغي ان نعلم ان الحق الذي دلت عليه النصوص ان الرزق ينقسم الى قسمين الى كم قسم الى قسمين اولا الرزق العام والثاني الرزق الخاص اما الرزق العام فهو كل ما ينفع من حلال او حرام كل ما ينفع من حلال او حرام فانه ماذا رزق وهذا الذي دلت عليه هذه الاية التي بين ايدينا وهي وما من دابة في الارض الا على الله رزقها فالله هو الذي خلق هذا الرزق والله هو الذي كتب هذا الرزق والله هو الذي يشاء هذا الرزق والله هو الذي يسوق هذا الرزق لمن كتب له سواء كان حلالا او كان حراما اما النوع الثاني فانه الرزق الخاص وهذا ينقسم الى قسمين اولا الرزق الحلال للاجساد والثاني رزق العلم والايمان للقلوب اما الاول الرزق الحلال مما تقتديه الاجساد وتنتفع به فهذا هو الذي جاء في نحو قول الله سبحانه وتعالى اه كلوا مما رزقناكم كلوا من رزق الله اه وانفقوا مما رزقكم الله الى اخره هذا كله داخل في اه انفقوا مما رزقناكم هذا كله داخل في الرزق الحلال فحسب بمعنى لو جاء سارق و قال هذا الطعام مسروق كلوا منه لان الله امر او اباح الاكل من رزق الله وهذا من رزق الله. ماذا نقول نقول هذا ليس داخلا في هذه الاية كذلك اذا اراد ان يتصدق يتصدق ويقول هذا داخل من النفقة فيما رزق الله عز وجل قل هذا لا يدخل في ذلك الله طيب لا يقبل الا طيبا لكنه يدخل في ماذا يدخل في الرزق العام وما من دابة في الارض الا على الله رزقها القسم الثاني من هذا النوع الثاني هو رزق القلوب العلم والايمان وهذا ارفع النوعين وهذا الذي ينبغي اذا دعوت الله سبحانه وتعالى بالرزق ينبغي عليك ان لا تنسى قصد هذا النوع ما اكثر ما ندعو بان يرزقنا الله عز وجل لكن الغالب ان نقصد الاموال والاطعمة والاولاد ولا يرد على ذهن الداعي ان يدعو بما هو اهم واولى وانفع وهو ان يرزق الله سبحانه وتعالى عبده بعلم ينفعه وايمان يملأ جوانح جوانحه وقلبه هذا لا شك انه اولى بان يقصد اذا دعا الانسان بطلب الرزق من الله سبحانه وتعالى وهذا المعنى الذي ذكرته وهذا التقسيم الذي ابنته قد اه فصله اهل العلم رحمهم الله ومن ذلك ما فصل ابن القيم رحمه الله في النونية حينما تكلم عن القسم الثاني وبين انه منقسم الى هذين القسمين وهو الرزق الخاص حينما قال رزق القلوب العلم والايمان والرزق المعد لهذه الابدان هذا هو الرزق الحلال وربنا رزاقه والفضل للمنان والثاني سوق القوت للاعضاء في تلك المجاري سوقه بوزانه هذا يكون من الحلال كما يكون من الحرام كلاهما رزقان والله رازقه بهذا الاعتبار وليس بالاطلاق دون بيان اذا لابد من التفصيل في هذا الموضع ان من اهل البدع من يقول ان المال الحرام ليس رزقا من الله والله ما رزقه وهذا الاطلاق غير صحيح انما نقول ليس من رزق الله باعتبار وهو من رزق الله باعتبار اخر هذا هو التفصيل الحق في هذه المسألة و الخلاصة التي اود ان نستفيدها هي ان ايمان العبد بان الرزق له مكفول والله عز وجل قد تولى ذلك هذا يدعوه الى ان يكون مطمئنا ويدعوه الى ان يكون ساكنا النفس لا وجلا ولا مصابا بالهلع انما يكون مطمئنا وراضيا لانه يعلم ان الرزق الذي ساقه الله ان ان الرزق الذي قدره الله سبحانه له فانه لابد ان يأتيه والله وبالله لو سعى كل من على وجه الارض ان يمنعوك لقمة شاء الله عز وجل ان يرزقها اياك وقد كتبها لك والله انهم لا يستطيعون رزقك اتيك شاؤوا ام ابوا شئت ام ابيت فعلى الانسان ان يكون مطمئنا هادئة البال كما ان عليه ان يكون متوكلا على الله معتمدا عليه مفوضا الامر له سبحانه وتعالى الم نسمع الى قول النبي صلى الله عليه وسلم لو انكم توكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا يعني جائعة وتروح بطانا يعني شبعة بطونها ملأى اذا على العبد ان يستيقظ بذلك وان يعلم ان الامور من الله سبحانه واليه وفي السماء رزقكم وما توعدون اذا اطلب الرزق من الله واعتمد في تحصيله عليه ولا تثق في نفسك ولا تعتمد على حولك ولا يلتفت قلبك الى مخلوق انما اجعل همتك واجعل قلبك معلقا بالله سبحانه وتعالى واعلم ان ذلك من اعظم اسباب تحصيل الرزق ان اتقيت الله ومن اعظم ومن اعظم التقوى التوكل على الله سبحانه هذا من اوسع الابواب التي يأتيك الرزق من خلالها ومن يتق الله يجعل له مخرجا وماذا ويرزقه من حيث لا يحتسب والله ان هذا باب عظيم للرزق الناس تلتفت يمنة ويسرة تبحث عن الرزق و ربما يغفل كثير منهم عن هذا الباب العظيم وعن هذا السبب اليسير لتحصيل الرزق اتق الله وابشر بارزاق الله ستأتيك من حيث لا تحتسب ولا ولا تستعظم على الله شيئا فالله عظيم قدير وخزائن الله ملأى ما انفق سبحانه وتعالى منذ خلق السماوات والارض كل ما في الكون وكل ما يدب ويدرج فيه يأكل من رزق الله عز وجل ومع ذلك ما نقص شيء من خزائن الله خزائن الله ملأى ارأيت لو ان ملكا من ملوك الدنيا اذا قال فعل غني وبيده خزائن بلده يقول لك اطمئن ما تعطاه من الارزاق والمكافآت والرواتب من عندي لا تحمل هما بالله عليك كيف تصبح وكيف تمسي الست بطمأنينة وسعادة وحتى لو تأخر بعض الشيء ما تعطاه من هذا الرزق فانك امن من آآ من هذا الرزق نعم الرزق هو العطاء والرزق من الله سبحانه وتعالى فانك تكون مطمئنا ساكنا هادئا لانك تعلم ان هذا الذي وعدك قادر فما بالك بالرزاق العظيم وهو الله الكريم الواسع الكبير القدير سبحانه وتعالى وعدك بانه يعطيك وانه ينالك من فضله ما كتب لك فاطمئن واجمل في الطلب وهل هذا الكلام يعني ان يميل الانسان الى الكسل والدعة ويدع طلب الرزق الجواب لا ابدا هذا لا يستفاد من هذا الكلام الم تسمع الى قول النبي صلى الله عليه وسلم السابق لو انكم توكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير ماذا تصنع تجلس وتنام او قال تغدو اذا العمل لا بد منه انما مقصود هذا الكلام انه لا بد ان يصحب العمل توكل وثقة وتفويض واعتماد على الله سبحانه وتعالى وبهذا يجمع الانسان بين الحسنيين بين فعل الاسباب التي امر الشرع بها وبين التوكل الذي امر الله به سبحانه وتعالى نعم الله اليكم قال رحمه الله ونؤمن بانه عنده مفاتح الغيب لا يعلمها الا هو. ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة الا يعلمها ولا حبة في ظلمات الارض ولا رطب ولا يابس الا في كتاب مبين نعم بقي من الاية السابقة قوله ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبين اختلف العلماء في مستقرها وفي مستودعها ما هما اه روي عن ابن عباس رضي الله عنهما ان المستقرة ما تأوي اليه هذه الدواب والمستودع يعني آآ المكان الذي تموت فيه والله يعلم هذا وهذا سبحانه وتعالى وقيل ان المستقرة هو الرحم يعني ارحام النساء والمستودع هو الصلب صلب الرجل اصلاب الرجال ومن اهل العلم من قال ان المستقر ما تستقر فيه هذه الدواب وهو الاخرة واما المستودع فهو الدنيا لان هذه الدنيا ما هي الا وديعة والوديعة تسترد يعني كأنها حالة مؤقتة هذه اه حقيقة الدنيا ما هي الا شيء مؤقت وعن قريب سيكون المصير الى المستقر نعم الله اليكم قال رحمه الله ونؤمن بانه عنده مفاتح الغيب لا يعلمها الا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة الا يعلمها ولا حبة في ظلمات الارض ولا رطب ولا يابس الا في كتاب مبين قال ونؤمن معشر اهل السنة والجماعة بان الله سبحانه وتعالى عنده مفاتح الغيب لا يعلمها الا هو مفاتح جمع مفتاح والمفتاح كالمفتاح لكن مفتاح تجمع على مفاتيح ومفتاح تجمع على مفاتح و كثير من اهل العلم على ان المفتاح او المفاتح هي تلك الالة التي يحل بها ما استغلق ومن اهل العلم من يقول ان المفتاح يعني الخزائن يعني المكان الذي يخزن فيه الشيء والمقصود بهذا ان الله سبحانه وتعالى الغيب اليه اما على ان الاسباب الموصلة الى هذا الغيب وهي مفاتحه او ان خزائن الغيب عند الله سبحانه وتعالى فلا يعلمها الا هو وقوله هنا وعنده مفاتح الغيب تلحظوا ان في هذه الاية قدم الخبر لان قوله وعنده ماذا خبر مقدم والمفاتح مبتدأ مؤخر وتقديم الخبر يفيده الحصر اذا هذه الاية تدل على ان هذا الغيب لله سبحانه وتعالى علمه اليه لا يشارك الله عز وجل في هذا العلم غيره سبحانه وتعالى وسيأتي في الاية القادمة اه معنى مفاتح الغيب قال ويعلم ما في البر والبحر ما ها هنا الموصولة ومر بنا في الاصول ان ما تفيد العموم يعني كل ما في البر والبحر فان الله سبحانه وتعالى يعلمه ويدخل فيما ها هنا كل شيء يكون في البر وكل شيء يكون في البحر من حي ومن جامد ومن غير ذلك كله الى الله سبحانه وتعالى علمه قال وما تسقط من ورقة الا يعلمها اي ورقة تسقط فالله عز وجل يعلمها من حيث وجودها قبل ان تسقط واذا سقطت علم الله سقوطها وعلم الله متى سقطت والى اين ذهبت ولك ان تتخيل كم ورقة تسقط على وجه الارض كل لحظة في هذه الدنيا فالله عز وجل علم كل ذلك بل كتب ذلك في اللوح المحفوظ وجاء عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما ان الله عز وجل قد وكل بكل شجرة ملكا يكتب الاوراق اذا سقطت والله عز وجل اعلم من هذا الملك بذلك سبحانه وتعالى وما تسقط من ورقة الا يعلمها ولا حبة في ظلمات الارض اي حبة فان الله سبحانه وتعالى بعينها قد علمها سبحان الله العظيم شيء تتحير فيه الالباب وتندهش عنده العقول حتى حبات الرمل كل حبة فانها معلومة لله سبحانه وتعالى بعينها بل مكتوبة في اللوح المحفوظ حتى لو كانت حبة في اقصى قاع البحر في هذه الظلمات العظيمة ظلمة ليل وظلمة بحر وظلمة جوف البحر من الطين والله عز وجل علمها بعينها فضلا عما هو اكبر منها واعظم اذا علم الله عز وجل واسع شامل لكل شيء بل الله كتب ذلك في اللوح المحفوظ هذه الحبات التي لا يمكن حصرها الله سبحانه وتعالى ليس علمها فقط بل كتب ذلك ايضا في اللوح المحفوظ قال سبحانه وما تسقط من ورقة الا يعلمها ولا حبة في ظلمات الارض ولا رطب ولا يابس حتى ما هو رطب او ما هو يابس فانه معلوم لله سبحانه وتعالى ولعلنا نتوقف عند تفسير هذا اه الجزء من الاية ونكمله في درس غد ان شاء الله عز وجل اسأل الله لي ولكم العلم النافع والعمل الصالح والاخلاص في القول والعمل ان ربنا لسميع الدعاء وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان