بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم واغفر لشيخنا والحاضرين وجميع المسلمين. نعم. قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى في رسالة عقيدة اهل السنة والجماعة. ونؤمن انه تعالى فعال لما يريد. ونؤمن بان ارادته تعالى نوعان كونية يقع بها مراده. ولا يلزم ان يكون محبوبا له وهي التي بمعنى المشيئة كقوله تعالى ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد. وقوله ان كان الله يريد ان يغويكم هو ربكم. وشرعية لا يلزم بها وقوع المراد. ولا يكون المراد فيها الا محبوبا له كقوله تعالى والله يريد ان يتوب عليكم ونؤمن بان مراده الكوني والشرعي تابع لحكمته. فكل ما قضاه كونا او تعبد به خلقه شرعا فانه لحكمة وعلى عتق الحكمة سواء علمنا منها ما نعلم او تقاصرت عقولنا عن ذلك. قال تعالى اليس الله باحكم اليس الله باحكم الحاكمين فقال ومن احسن من الله حكما لقوم يوقنون ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا اما بعد فلا يزال المؤلف رحمه الله تعالى يوالي ذكرى الادلة التي تدل على معتقد اهل السنة والجماعة بما يتعلق بصفات الله تبارك وتعالى وهو بعض ما يرجع الى الايمان بالله سبحانه يقول رحمه الله ونؤمن بانه تعالى فعال لما يريد قال جل وعلا في وصف نفسه الجليلة العظيمة فعال لما يريد هذه الاية فيها اثبات صفتين لله تبارك وتعالى الاولى الفعل والثانية الارادة فالله جل وعلا يفعل بارادته فهدان هاتان صفتان بينهما رباط وثيق فعله سبحانه وتعالى راجع لارادته فما اراده سبحانه وتعالى فانه يفعله ولا يمكن ان يكون لله عز وجل مغالب يمنع فعله الذي اراده بل متى ما اراد ان يفعل فانه سبحانه وتعالى يفعل فلا راد لحكمه ولا معقب لقضائه ولا مغالب له في فعله سبحانه وتعالى والله جل وعلا فعال يعني كثير الفعل وهذا هو الحق الذي لا شك فيه الله جل وعلا لم يزل ولا يزال لم يزل في الماضي ولا يزال في المستقبل يفعل تبارك وتعالى ما كان معطلا عن الفعل ثم بدأ يفعل بل لم يزل سبحانه وتعالى فعالا فهو يفعل في الازل والى الابد وكذلك يخلق وكذلك يتكلم الى غير ذلك مما يرجع الى معاني ربوبيته سبحانه وتعالى. اما الارادة فهي التي بسط فيها المؤلف القول بعض الشيء قال رحمه الله ونؤمن بان ارادته تعالى نوعان وذلك بالاستقراء فاستقراء ادلة الكتاب والسنة دل على ان الارادة التي ترجع الى صفة الله سبحانه وتعالى تنقسم الى هذين القسمين الى كونية والى شرعية. وفي الكتاب والسنة كلمات على هذا النسق منقسمة الى كونية والى شرعية جمع منها ابن القيم رحمه الله في كتابه الشفاء العليل آآ اثني عشرة كلمة في المجلد الثاني من كتابه شفاء العليل ومن ذلك الارادة ومن ذلك الحكم ومن ذلك الامر ومن ذلك الايتاء ومن ذلك البعث ومن ذلك الحكم آآ ومن ذلك الاذن الى اخر ما ذكر رحمه الله تعالى والذي يهمنا من ذلك ان الارادة دل الاستقراء انها منقسمة الى قسمين الى كونية والى شرعية الارادة الكونية عرفها المؤلف رحمه الله تعالى او بين حقيقتها في قوله يقع بها مراده هذه الارادة الكونية هي المشيئة وهي الموجبة للاشياء على على الحقيقة ليس ثمة شيء يوجب الاشياء على الحقيقة الا مشيئة الله عز وجل او ارادته الكونية بمعنى الشيء الذي يشاءه الله ويريده كونا فانه يقع عقيب مشيئته وارادته الكونية بدون تخلف لا يمكن ان يشاء الله عز وجل شيئا ثم لا يكون الشيء الذي يريده الله كونا يعني يشاؤه فانه واقع لا محالة ولا يمكن ان ترد هذه الارادة وان لا يقع المراد اذا اراده الله سبحانه وتعالى اذا ينبغي علينا ان نفهم ان كل شيء لم يقع فان عدم وقوعه راجع الى عدم ارادة الله سبحانه وتعالى الكونية وليس الى عدم قدرة الله عز وجل. بل الله على كل شيء قدير لكن ما اراده فانه يقع ويكون وما لم يرده فانه لا يقع ولا يكون سبحانه وتعالى. اذا القاعدة في باب الارادة الكونية هي ان كل ما وقع فان وقوعه راجع الى ارادة الله الكونية وبالتالي فاننا نستدل على ان الله اراده بكونه واقعا كل ما وقع فهو مراد لله كونه وما الدليل على ذلك انه وقع لان الله لو لم يرده لم يقع ولا يمكن ان يقع شيء اذا كان الله عز وجل غير مريد له كل ما في السماوات وكل ما في الارض وكل في وكل ما في هذا الملكوت فانه لا يكون الا اذا شاءه الله عز وجل اذا المشيئة مرادفة للارادة الكونية الارادة تنقسم الى قسمين الى ارادة كونية والى ارادة شرعية. والمشيئة تنقسم او هي واحدة المشيئة لا تنقسم دل استقراؤه الكتاب والسنة على ان المشيئة لا تنقسم المشيئة شيء واحد هي الارادة الكونية. انما الارادة هي التي اوسع. بمعنى انها تكون بمعنى المشيئة ولا تكونوا بمعنى المشيئة وانما تكون في معنى او مرادفة للمحبة كما سيأتي بيانه ان شاء الله قال رحمه الله كونية يقع بها مراده ولا يلزم ان يكون محبوبا له وهي التي بمعنى المشيئة يعني هي مرادفة لكلمة المشيئة كقوله تعالى ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد. ولاحظ كيف انه ذكر اولا المشيئة وذكر ثانيا الارادة. فدل على انهما مترادفان على انهما شيئان مترادفان والمراد بالارادة ها هنا هي الارادة الكونية كذلك استدل بقوله تعالى ان كان الله يريد ان يغويكم فانك تستطيع في غير كتاب الله عز وجل ان تبدل كلمة يريدها هنا بكلمة يشاء والكلام مستقيم تستطيع في غير كتاب الله عز وجل ان تقول ان كان الله يشاء ان يغويكم ان كان الله يشاء ان يغويكم والشيء الذي يشاءه الله عز وجل كائن لا محالة. ما شاء الله كان كان هنا بمعنى حصل وقع ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن ما شئت كان وان لم اشاء وما شئت وان لم تشأ لم يكن هذا من محاسن شعر الشافعي رحمه الله تعالى. طيب كل ما وقع فقد شاءه الله يعني اراده الله عز وجل كونا والسؤال هل يدخل في هذا الكفر والمعاصي وكل ما لا يحبه الله عز وجل ام لا هل المعاصي تقع ووقعت ام لا وقعت وتقع كثيرا والسؤال هل ذلك كان عن مشيئة لله عز وجل يعني شاء الله سبحانه وتعالى وقوع معصيته اجيبوا يا جماعة الجواب نعم لم؟ ما دليلكم كونه وقع وكل ما وقع فانه لا يمكن ان يقع الا اذا شاء الله. ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن. اذا الله سبحانه وتعالى قد يشاء ما لا يحب انتبه لهذه القاعدة الله عز وجل قد يشاء ما لا يحب شاء الله عز وجل وجود ابليس وابليس مبغوض لله عز وجل ان شاء الله وقوع الكفر والمعاصي والظلم وما الى هذه المبغوضات لله عز وجل لم تقع الا لان الله سبحانه وتعالى شاءها لكن انتبه شاء الله وقوع ما لا يحب لانه يفضي الى ما يحب انتبه لهذه القاعدة شاء الله وقوع ما لا يحب لان ذلك مفض الى ما يحب اذا صار ما لا يحبه الله مما شاء وقوعه مرادا لغيره لا لذاته صار مرادا لغيره لا لذاته والله يعلم وانتم اتعلمون تأمل مثلا في تقدير الله عز وجل السيئات وانها تقع من ابن ادم مع كونها مضغوطة لله سبحانه وتعالى فالله عز وجل شاء وقوعها ممن وقعت منه ولكن انما كان هذا لانه يترتب على وقوعها الشيء الذي يحبه الله عز وجل والذي وجوده احب الى الله سبحانه وتعالى من فواته وعدم وقوعه وهذا باب عظيم يرشدك الى ان الله سبحانه وتعالى حكيم وان حكمة الله تبارك وتعالى مما تبهر العقول ابن القيم رحمه الله في كتابه مفتاح دار السعادة احصى نحوا من ثلاثين فائدة يمكن ان تلتمس من وقوع المعاصي لما تقع المعصية تكون التوبة ممن يتوب والله يحبه التوابين اذا وقعت المعصية يغفر الله سبحانه وتعالى ما شاء من هذه المعاصي والله سبحانه وتعالى يحب العفو والمغفرة اللهم انك عفو تحب العفو اذا لما وقعت المعاصي كان وقوعها لانه يترتب على وقوعها شيء يحبه الله سبحانه وتعالى قد ندركه وقد لا ندركه اذا لله عز وجل الحكمة البالغة فيما يقدر كل ما قدره كل ما خلقه كل ما شاء فله فيه حكمة بالغة لكن العقول تقصر عن ادراك حكم الله عز وجل في كل ما يقدر وهنا يكون من بعض الناس طغيان حينما يرومون ان يصلوا الى حكمة الله عز وجل في كل شيء والا فانهم يكونون على نوع من الريب والشك وربما افضاهم او افضى بهم هذا الى ان يقعوا في مهالك ابعد نعوذ بالله من الخذلان وهذا من طغيان ابن ادم ومنا ظلمه ومن جهله فانه كان ظلوما جهولا سبحان الله العظيم انت يا ابن ادم لا يمكنك ان تدرك الحكمة في كل فعل يكون من ابن ادم مثلك ربما يخفى عليك وجه الحكمة في فعل بعض الناس فكيف تروم ان تحيط علما بحكمة العظيم الواسع الكبير الحكيم العليم سبحانه وتعالى اذا المقصود ان نفهم هذه القاعدة وهي ان الله سبحانه وتعالى قد يشاء ها ما لا يحب لما لانه يفضي الى ما يحب وقد ندرك ذلك وقد لا ندركه وعدم ادراكنا لا لعدم وجود الحكمة لكن نقصنا وجهلنا وقصورنا وهذا من المهمات التي ينبغي ان تدرك فان من الناس من يستشكل هذا الامر كثيرا حتى افضى هذا ببعض الناس الى ان قالوا ان المعاصي خارجة عن مشيئة الله وارادته الكونية العبد هو الذي يشاء بمشيئته المستقلة ان يعصي والعبد هو الذي يخلق هذه المعصية ويحدثها وليس ذلك راجعا الى مشيئة الله ولا الى خلقه وهذا يقتح في ايمان العبد لانه انتقاص من عظمة الله العظيم سبحانه وتعالى ولذلك لما دخل عبدالجبار الهمداني المعتزلي على الصاحب ابن عباد فوجد عنده ابا اسحاق الاسفرائيني فما كان من عبد الجبار الا ان رفع صوته بقوله سبحان من تنزه عن الفحشاء سبحان من تنزه عن الفحشاء يريد ان يلمز ابا اسحاق لكونه يثبت ان كل شيء بمشيئة الله حتى المعاصي فقال سبحان من تنزه عن الفحشاء فرد ابو اسحاق سبحان من لا يكون في ملكه الا ما يشاء فقال عبدالجبار افيريد ربنا ان يعصى فرد ابو اسحاق افيعصى ربنا قصرا يعني يغالب الله تغلب ارادة العبد ارادة الله الله لا يريد ان يعصى والمخلوق يريد ان يعصي فتغلب ارادة المخلوق ارادة الخالق اعوذ بالله افيعصى ربنا قصرا فقال عبدالجبار ارأيت ان منعني الهدى واوردني الردى احسن الي ام اسى فرد ابو اسحاق ان كان منعك ما هو لك فقد اسى وان كان مانع وان كان منعك ما هو له فالامر اليه يفعل ما يشاء تنقطع عبدالجبار والجم حجرا لان الهداية الى الله سبحانه وتعالى محض فضل منه سبحانه وتعالى المقصود انه ينبغي علينا ان نفهم هذه المسألة فان من الناس من استشكل هذا الامر بل كان عدم فهم هذا الموضوع على الوجه الصحيح سببا في ضلال طائفتين طائفة مالت الى القول بالقدر او الى مذهب القدرية وطائفة ذهبت الى مذهب الجبرية طائفة جعلت الارادة شرعية دينية فقط وطائفة جعلت الارادة كونية قدرية فقط والحق هو التفصيل كل موضع جاءت فيه الارادة من النصوص فانه ينبغي التأمل بهذا النصح في سياقه ليعلم ما الارادة هنا؟ هل الارادة هي الكونية او الارادة هي الشرعية ففي نحو قوله لو شاء الله ما اقتتلوا اه ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد كذلك ان كان الله يريد ان يغويكم كذلك مثلا في قوله واذا اردنا ان نهلك قرية امرنا مترفيها ففسقوا فيها الله سبحانه وتعالى يكره الفسق ولا يحبه لكن قد يشاؤه ويريده كونا لحكمة بالغة يحب الله سبحانه وتعالى وقوع مقتضاها قال رحمه الله وشرعية يعني هذا هو النوع الثاني من الارادتين الارادة الشرعية تسمى الارادة الدينية ايضا قال لا يلزم بها وقوع المراد ولا يكون المراد فيها الا محبوبا له وما المثال على ذلك من النصوص قال كقوله تعالى والله يريد ان يتوب عليكم وكذلك يدل عليها قول الله عز وجل يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر هذه الارادة المراد فيها قد يقع وقد لا يقع لكنه لا يكون الا محبوبا لله سبحانه وتعالى والسؤال لماذا قلنا ان الارادة في قوله تعالى يريد الله بكم اليسر ولا يريد ولا يريد بكم العسر لماذا قلنا ان هذه الارادة ارادة شرعية نعم نعم هي محبوبة لله لكن لماذا لا تكون ارادة كونية نعم لانها لو كانت ارادة كونية لوقع اليسر على كل احد وما وقع عسر قط والامر ليس كذلك فقد يشاء الله سبحانه وتعالى ابتلاء احد وامتحانه وابتلاء احد وامتحانه يقع عليه تعسير وان كان الله سبحانه وتعالى لا يريد هذا شرعا كذلك في قوله تعالى نعم آآ والله يريد ان يتوب عليكم قلنا هذه ارادة شرعية لم؟ لانها لو كانت كونية فان هذا يقتضي ان يكون الله عز وجل قد تاب على جميع الناس ولازم هذا ان لا ان لا يعذب عاص قط والمقطوع به ان من من العصاة من من يعذب في الاخرة ولذلك ثبتت احاديثه الشفاعة واخراج اناس من النار هذا امر قطعي لابد من طائفة من العصاة ان يعذبوا يوم القيامة نعوذ بالله من عذاب الله اذا هذه هي الارادة الشرعية اذا تتمة القاعدة السابقة قلنا القاعدة تقول قد يشاء الله ها ما لا يحب وقد يحب ما لا يشاء قد يشاء الله ما لا يحب كما شاء وجوده المعاصي والظلم وتسلط الكفار على المسلمين وقوع اذية على حيوانات لا ذنب لها الى غير ذلك هذا كله مكروه لله لكنه وقع مشيئة الله سبحانه وتعالى والذي يفهم ان لله حكمة هذا اولا ويوقن بان هناك دارا اخرة وان هناك جزاء وان هناك حسابا فانه يسهل عليه فهم مثلها فهم مثل هذا الامر انما يعسر فهم ذلك عند من كانت نظرته قاصرة ومحسورة في هذه الحياة الدنيا ما عنده ايمان باليوم الاخر فيقول لماذا يقع الشر؟ ولماذا يقع الظلم ولماذا يقع كذا وكذا مسكين يظن ان كل شيء انما هو محصور في هذه الحياة مع ان الحيوان يعني الحياة الحقيقية هناك في الدار الاخرة وليست هنا في هذه الدار المؤقتة التي هي الحياة المؤقتة اما الحياة الابدية فانها هناك في الدار الاخرة فثمة حساب وثمة جزاء وثمة انصاف للمظلوم و اخذ الحق من الظالم الى غير ذلك مما يكون يوم الدين اذا قد يشاء الله ما لا يحب وقد يحب ما لا يشاء الله يحب الايمان والطاعة والعبادة من جميع الناس ولذلك امر بهذا شرعا فقال يا ايها الناس اعبدوا ربكم هذا خطاب يتوجه الى من الى جميع الناس ومع ذلك هذا الشيء الذي احبه الله عز وجل قد لا يقع ولو شاء الله وقوعه فلا احد يدفع هذه المشيئة اليس كذلك الله سبحانه وتعالى لو شاء لا امن من في الارض كلهم جميعا لكن لله الحكمة ان جعل الناس منقسمين فمنهم كافر ومنهم مؤمن اذا قد يشاء سبحانه وتعالى ما لا يحب وقد يحب ما لا يشاء وعدم مشيئته لما يحب راجع الى حكمة الله كما ان مشيئته لما يكره راجعون الى حكمة الله سبحانه وتعالى ينبغي ان نفهمها هنا مسألتين حتى يتم فهمنا لهذا الموضوع اولا علينا ان نفهم ان هاتين الارادتين مختلفتان لا متضادتان والمختلفان قد يجتمعان اليس كذلك؟ لكن المتضادين لا يجتمعون الضدان لا يجتمعان لكن المختلفين يمكن ان يجتمع الارادتان من هذا القبيل والقسمة في هذا الباب رباعية فالارادة الكونية والارادة الشرعية هاتان الارادتان قد تجتمعان وقد ترتفعان وقد تنفرد الارادة الكونية فقط وقد تنفرد الارادة الشرعية فقط الاحوال كم ها اربعة الحال الاولى ان تجتمع الارادتان يعني شيء اراده الله كونا واراده ايضا شرعا وذلك يكون فيما وقع من الطاعات وذلك يكون فيما وقع من الطاعات ما وقع من الطاعات التي يحبها الله سبحانه وتعالى هل اراده الله عز وجل كونا صلاة الفجر التي صليناها قبل قليل بتوفيق الله وفضله هل كانت عن ارادة الله الكونية يعني هل شاءها الله منا اجيبوا يا جماعة من شاءه الله منا ما دليلكم كونها وقعت وقد علمنا ان كل ما وقع فقد شاءه الله نستدل على مشيئة الله له بوقوعه ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن طيب هذه الصلاة نفسها هل ارادها الله شرعا ما دليلكم كونها محبوبة لله عز وجل اذا اردت ان تعرف الشيء هل هو مراد لله شرعا ام لا فانظر في مسألة المحبة هل هذا الشيء يحبه الله او لا يحبهم ان كان يحبه سبحانه هو ماذا مراد لله شرعا اذا الصلاة صلاة الفجر مثلا مرادة لله شرعا. اذا اجتمع عندنا ها هنا الارادة تجتمعان في ها ما وقع من الطاعات ما وقع من الطاعات. طيب قلنا الحالة الثانية ان تنفرد الارادة الكونية فقط وذلك يكون فيما وقع من المعاصي بايش ما وقع من المعاصي ما وقع من المعاصي مراد لله عز وجل كونا يعني شاءه الله ام لا اجيبوا شاءه الله ما الدليل وقع ولو لم يشأ الله وقوعه ما وقع اذا الله سبحانه وتعالى شاء ذلك ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد اذا ما وقع من المعاصي مراد لله كونك وجد فيه الارادة ايش الكونية فقط طيب والشرعية موجودة هل المعاصي مرادة لله شرعا ما دليلكم هل هي محبوبة لله ليست محبوبة لله اذا لا تكون مرادة له شرعا. الله يبغض المعاصي ولا يحبها سبحانه وتعالى الحال الثالثة ان تنفرد الارادة الشرعية فقط وذلك فيما لم يقع من الطاعات بايش ما لم يقع من الطاعات صلاة الفجر التي صليناها منا فلان الكافر اليهودي او النصراني او المجوسي هو كافر ودخل الوقت وخرج وهو ما صلى هل صلاة الفجر مرادة لله عز وجل منه شرعا نعم لم؟ لان الله يحب الطاعات من جميع الناس ولذلك امر بذلك وصلاة الفجر توجه الامر بها الى جميع الناس. مثلها مثل بقية الواجبات. يا ايها الناس اعبدوا ربكم اذا الطاعة التي لم تقع مرادة لله شرعا طيب هذه الصلاة التي لم تقع من فلان الكافر ارادها الله كونا نعم او لا ها البعض يقول نعم والبعض يقول لا لا سؤال وقعت ما وقعت اذا ما ارادها الله كونا لو ارادها الله كونا يا جماعة لوقعت اذا هذه الحال او هذا المثال وجد فيه الارادة ها الشرعية فقط طيب ترتفع الارادتان بمعنى لا توجد الارادتان لا تكون الارادتان فيما لم يقع من المعاصي ما لم يقع من المعاصي يعني في وقت يعني خلال الدقائق القليلة الماضية هل وقعت منا نحن الجالسين سرقة مثلا والعياذ بالله ها هذه معصية ما وقعت والسؤال هل هل اراد الله هذه السرقة شرعا قلنا مباشرة فكر في مسألة المحبة هل يحب الله السرقة؟ حاشى وكلا اذا الارادة الشرعية لم توجد ها هنا. طيب هل اراد الله وقوع هذه السرقة كونا اجيبوا لا وما الدليل ما وقعت اذا ارتفعت الارادتان في هذا المثال وهو ها ما لم يقع من المعاصي يمثل العلماء لهذا بمثال يسهل فهم الموضوع اجتمعت الارادتان في ايمان ابي بكر رضي الله عنه اجتمعت الارادتان في ايمان ابي بكر رضي الله عنه طيب انفردت الارادة الكونية فقط في كفر ابي جهل في ماذا كفر ابي جهل انفردت الارادة الشرعية فقط فيه في ايمان ابي جهل لماذا ايمان ابي جهل الله يحبه ولكن ما شاءه والدليل انه ما وقع طيب ارتفعت الارادتان في كفر ابي بكر هذا شيء لم يقع وهذا شيء لا يحبه الله. اذا لم توجد لا الارادة الكونية ولا الارادة الشرعية طيب المسألة الثانية وهي تأكيد لما مضى وضبط لمسائل هذا الموضوع وهي في الفرق بين الارادتين الفرق بين الارادتين يرجع الى اربعة فروق اولا ان الارادة الشرعية يحب الله عز وجل متعلقها والارادة الكونية قد يحب متعلقها وقد لا يحب الارادة الشرعية ولابد متعلقها محبوب لله واما الارادة الكونية ها فقد وقد قد يحب الله متعلقا وقد لا يحب الله متعلقا اذا هذا هو الفرق الاول الفرق الثاني ان الارادة الكونية لابد من وقوع متعلقها اما الارادة الشرعية فقد يقع متعلقها وقد وقد لا يقع الفرق الثالث ان الارادة الشرعية المراد فيها مراد لذاته واما الارادة الكونية فالمراد فيها قد يكون مرادا لذاته وقد يكون مرادا لغيره كما مضى بيانه الامر الامر الرابع ان الارادة الشرعية تلازم الامر الشرعي والارادة الكونية لا تلازم لا تلازم الامر الشرعي بمعنى خذها قاعدة كل ما امر الله به شرعا فقد اراده شرعا ما القاعدة كل ما اراده الله شرعا ها فقد امر به شرعا ونعكس كل ما امر به شرعا فقد اراده شرعا اذا هذه اربعة فروق تفرق بها بين الارادتين الكونية والشرعية ثم قال المؤلف رحمه الله ونؤمن بان مراده الكونية والشرعية تابع لحكمته فكل ما قضاه كونا او تعبد به خلقه شرعا فانه لحكمة وعلى وفق الحكمة سواء علمنا منها ما نعلم او تقاصرت عقولنا عن ذلك والله جل وعلا يقول اليس الله باحكم الحاكمين وقلنا ان الله عز وجل من اسمائه الحكيم ومن معاني الحكيم انه ذو الحكمة انه ذو الحكمة كذلك قوله تعالى ومن احسن من الله حكما لقوم يوقنون احكام الله عز وجل الكونية والشرعية احسن الاحكام وذلك لموافقة احكامه سبحانه للحكمة والحكمة كما قد علمنا وضع الشيء في موضعه اللائق به والله عز وجل لا شك انه منزه عن العبث ومنزه عن اللعب وما خلقنا السماوات والارض وما بينهما لاعبين ما خلقناهما الا بالحق ولكن اكثرهم لا يعلمون اذا لله الحكمة البالغة والحكمة كما قد علمنا لا يلزم ان تكون معلومة على وجه التفصيل واصل ضلال الخلق من كل فرقة هو الخوض في فعل الاله بعلة فانهم لم يفهموا حكمة له فساروا على نوع من الجاهلية هذا من اكبر اودية الضلال من دخل في هذا الباب فانه سالك طريق ضلالة الا ان يشاء الله سبحانه وتعالى هدايته والقاعدة التي مرت بنا في دروس ماظية هي اننا في باب الحكمة نستدل بما علمنا على ما جهلنا انتبه لهذه القاعدة في باب الحكمة نستدل بما علمنا على ما جهلنا ابسط لك الامر واسهله بضرب مثال لو كان يقينك تاما بمحبة والدك لك بمحبة والدك لك وهذا هو الاصل ان يكون الاب محبا شديد المحبة لي ابنه وبالتالي فانك ربما وقفت امام بعض تصرفات هذا الوالد تجاهك ربما وجدت فيها شيئا من القسوة او الغيظة او خلاف المعهود من اللطف والشفقة ان كنت عاقلا منصفا هل بسبب موقف او موقفين او ثلاثة تشك في الاصل المتقرر عندك يقينا في كونه يحبك اجيبوا يا جماعة لا انما ترى في نفسك انك تستدل بما علمت على ما جهلت تقول والله انا ما ادري ليش الوالد يفعل هذا لكن الذي انا متأكد منه انه يحبني ويريد لي الخيط لكن لا ادري لكن لا اشك فيه لانه يريد الخير لي او انه يحبني او انه مشرق علي انت هنا تستدل بما علمت على ما جهلت الذي يجب ان يكون يقيننا بحكمة الله عز وجل اعظم من ذلك واعظم سواء علمنا او لم نعلم تأمل يا رعاك الله في قصة موسى مع الخضر عليهما الصلاة والسلام وهما بشران مخلوقان ومع ذلك ما علم احدهما الحكمة فيما فعل الاخر مع كون الذي جهل الحكمة ارفع شأنا واعلم واعلى قدرا وهو موسى عليه الصلاة والسلام تخرق سفينة لماذا والسفينة اصحابها ساعدونا ونقلونا وانت تخرقها بادي الرأي ظهر الفعل عاريا عن الحكمة لكن لما افصح الخضر عن الحكمة تبين انها حكمة وجيهة او لا يا جماعة تبين انها حكمة وجيهة مع ان موسى عليه الصلاة والسلام اعلمه من الخضر وافضل من الخضر ومع ذلك ما تبين له وجه ذلك فاذا كان هذا في حق مخلوق مع مخلوق فكيف في مخلوق مع خالقه سبحانه وتعالى خالق عظيم وعليم وحكيم وكبير سبحانه وتعالى يعلم ونحن لا نعلم اذا يجب علينا يا اخوة ان نتيقن من هذا الموضوع الذي هو مزلة اقدام عند من لم يكن راسخا فيه وهو اليقين بحكمة الله سبحانه وتعالى في كل ما يقدره وما يخلقه وما يشرعه سبحانه وتعالى والدليل على ذلك كما مر بنا سابقا وما تشاؤون الا ان يشاء الله ان الله كان عليما حكيما اذا مشيئة الله سبحانه وتعالى مقرونة بحكمته البالغة ارادته الكونية مقرونة بحكمته البالغة وقل مثل ذلك ايضا في الارادة الشرعية ما اراده الله شرعا فان ذلك مقرون بحكمته البالغة لماذا كان الصيام في شهر رمضان ولم يكن في رجب او شعبان او في محرم او في الشتاء مثلا في كل عام يتنقل ولماذا الفجر ركعتان؟ ولماذا المغرب ثلاث ركعات لماذا ما عكس الامر نحن على يقين ان ثمة حكمة لله سبحانه وتعالى فيما شرع من هذه الشرائع ولكن عقولنا تقصر عن ذلك عقولنا تقصر عن ذلك ويجب على كل انسان ان يسلم بجهله ونقصه وتقصيره الله خلق الانسان جهولا لكنه علمه مما يشاء سبحانه وتعالى. والله اخرجكم من بطون امهاتكم لا تعلمون شيئا ثم بعد ذلك علم الله عز وجل بالقدر الذي شاء سبحانك لا علم لنا الا ما علمتنا والله عز وجل له الحكمة في ان كان علمنا بهذا القدر انه الذي يتناسب مع ضعفنا وقصر عقولنا وضعف خلقتنا اذا المستيقن به ما ذكرنا من ان آآ ارادتها الله عز وجل مقرونة بالحكمة سواء كانت كونية او او شرعية لله سبحانه وتعالى نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ونؤمن بان الله تعالى يحب اولياءه وهم يحبونه. قال تعالى قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله فقال تعالى فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه. فقال تعالى والله يحب الصابرين. فقال واقسطوا ان الله يحب المقسطين فقال واحسنوا ان الله يحب المحسنين. احسنت انتقل المؤلف بعد ذلك الى الكلام عن صفة المحبة لله سبحانه وتعالى لكن الكلام في ذلك طويل ولاجل ذلك نرجئ الكلام فيه الى درس غد بعون الله عز وجل وتوفيقه اسأل الله لي ولكم العلم النافع والعمل الصالح والاخلاص في القول والعمل كما اسأله تبارك وتعالى الهداية والرشاد والعصمة من الضلال والفتنة ان ربنا لسيع الدعاء وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان