بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لشيخنا وانفعنا بعلمه يا رب العالمين. قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى في عقيدة اهل السنة والجماعة ونؤمن بان الله تعالى لا تدركه الابصار. وهو يدرك الابصار وهو اللطيف الخبير. ونؤمن بان ان المؤمنين يرون ربهم يوم القيامة وجوه قال عز وجل وجوه يومئذ ناظرة الى ربها ناظرة الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له. ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا. اما بعد نتمم بعون الله عز وجل ما سبق الكلام عنه في درس البارحة وهو اثبات رؤية المؤمنين لربهم سبحانه وتعالى في الاخرة. وكان الكلام عند الاستدلال بقول الله جل وعلا لا تدركوه الابصار وهو يدرك الابصار هذه الاية دليل على ثبوت الرؤية لله سبحانه وتعالى كما تبين لنا في درس امس وذلك ان نفي الادراك يدل على ثبوت اصل الرؤية. والا فلو كان الله عز وجل لا يرى البتة كان نفي الادراك له لغوا لا فائدة منه اذا كان لا يرى الله سبحانه وتعالى اصلا فما الحاجة الى نفي الادراك في حقه فدل هذا على انه لما كان لا يدرك فانه يرى ولكن بلا ادراك ومن عجيب الامر ان من المنحرفين عن الصراط المستقيم من عمي عن هذا الحق المبين والدلالة الواضحة لهذه الاية فجعلها دليلا على نفي رؤية الله سبحانه وتعالى فقال ان الله لا يرى في الاخرة والدليل قوله تعالى لا تدركوه الابصار. مع ان الدليل يدل على نقيض مقالة هذا القائل و مشكلة كل المخالفين لجادة الحق وما عليه اهل السنة والجماعة اتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم حقا والسائرين على نهجه ونهج اصحابه من بعده. مشكلة هؤلاء المخالفين انهم يعتقدون ثم يستدلون. يعني يعتقدون العقائد التي تمليها اهل هوائهم وقواعدهم وقوانينهم ثم بعد ذلك يستدلون. يذهبون فيفتشون يمنة ويسرة في الادلة عما عساه ان يسند قولهم ويعضده من ذلك انهم قد استقر في نفوسهم ان الله عز وجل لا يرى. ثم فتشوا في كتاب الله فوجدوا هذه الاية فقالوا اذا هذا دليل على ان الله عز وجل لا يرى ولتعلم يا رعاك الله انه ما من دليل يستدل به مبطل لا سيما من كتاب الله ومن سنة رسوله صلى الله عليه وسلم. لا يمكن ان يستدل بدليل لا سيما اذا كان نقليا على باطله وعلى ما يناقض الحق الذي جاء في النصوص الا وفي دليله الذي استدل به ما ينقض قوله وما يدل على نقيضه الدليل نفسه الذي يستدل به دليل على فساد قوله وهذا ما تحدى به علماء اهل السنة اهل البدع قاطبة هاتوا كل ما عندكم من ادلة تزعمون انها تنقض المذهب الحق الذي مضى عليه السلف الصالح فاننا ملتزمون هكذا يقرر العلماء اننا ملتزمون بان نبين لكم ان هذا الدليل لا يدل على ما تستدلون به بل على نقيضه ومن ذلك هذا المثال فهذه الاية تدل على نقيض قولهم بنفي رؤية الله سبحانه وتعالى والقوم وقعوا في اشكالية غير صحيحة وقعوا في اشكالية غير صحيحة ينبغي عليك يا ايها المسلم ويا طالب العلم ان تتنبه لها. وهي انه يقولون ان الادراك هو الرؤية. وبالتالي نفي الادراك يعني نفي. الرؤية وهذا لا شك انه غير صحيح. الادراك هو الاحاطة. ولذلك ارجع الى معاجم اللغة عند كلمة الادراك تجد انهم يفسرونها بالاحاطة. واذا رجعت الى الاحاطة تجد انهم يفسرونها بالادراك. فالاحاطة والادراك كلمتان بمعنى ثمان هذه الاحاطة في كل موضع وسياق بحسبه. قد تكون الاحاطة بصرية وقد تكون بخلاف ذلك. وها هنا الله جل وعلا لا تدركه الابصار يعني لا تحيط به ابصار العباد. لانه العظيم الواسع سبحانه وتعالى. ويدل على الفرق بين الادراك والرؤية اية في كتاب الله سبحانه وتعالى. وهي ما بين لنا وقص سبحانه في قصة موسى عليه الصلاة والسلام حينما قال سبحانه فلما تراءى الجمعان قال اصحاب موسى ان لمدركون. ماذا قال موسى هنا؟ قال كلا. الان وصلت الرؤية ولا ما حصلت؟ ثراء الجمعان. والله عز وجل اصدق القائلين. بين لنا ان الرؤيا قد حصلت وهنا ظن اصحاب موسى انهم قد احيط بهم هذا شيء اخر سوى الرؤية. ما كان من موسى عليه الصلاة والسلام الا ان نفى الادراك كلا وهذا يصدقه قول الله عز وجل له لا تخاف دركا لا تخاف دركا يعني ادراكا فدل هذا على ان الادراك ليس هو الرؤية وقلنا سابقا انك قد ترى الشيء الكبير كالشمس او البحر ولكنك لا تحيط بهذا الشيء بصرا ورؤية ونظرا لسعته وكبره. والله عز وجل اكبر ومن كل شيء واعظم من كل شيء. لذا فهو يرى ولكنه لا يحاط به سبحانه وتعالى. والله عز وجل اعلم. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ونؤمن بان الله تعالى لا مثل له لكمال صفاته. قال عز وجل ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. انتقل المؤلف رحمه الله في هذه الجملة وما بعدها الى الكلام عن الصفات المنفية عنه سبحانه وتعالى. وليس يخفاك يا ايها المسلم ان ادلة الكتاب والسنة قد دلت على ان الله سبحانه وتعالى يوصف بالاثبات ويوصف بالنفي. يعني تضاف اليه صفات مثبتة كما انه يوصف بنفي صفات عنه. وان الله سبحانه وتعالى لا يتصف بكذا وينزه عن كذا. كما سيأتي امثلة لذلك والواجب ان نثبت لله ما اثبت لنفسه وما اثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم وان ننفي ايضا عنه ما نفاه عن نفسه. وما نفاه عنه رسوله صلى الله عليه وسلم. وينبغي ان نعلم يا ايها الاخوة في هذا الباب العظيم ان الاثبات هو الاصل. وان الله سبحانه تعالى لا احد احب اليه المدح منه سبحانه جل وعلا. ولذلك اثنى على نفسه كما بين صلى الله عليه وسلم والمدح انما يكون بالامور الثبوتية واما النفي فانما يراد لما تضمنه او استلزمه من امور وجودية. فالنفي باب الصفات الالهية يؤول الى امور ثبوتية. وليس عدما محضا كما سيأتي ان شاء الله ولذلك فان طريقة القرآن وهذا ما درج عليه انبياء الله ورسله اتباعهم من ان الله سبحانه وتعالى انما يوصف بالاثبات. يعني بصفات الكمال التي هي قائمة به سبحانه وتعالى. والنفي انما يراد به الاثبات وهو اثبات كمال ضد هذه الصفات المنفية. كما سيأتي بيانه ان شاء الله والصفات المنفية اقل من الصفات الثبوتية. لو فتشت في النصوص وجدت ان الصفات المنفية تفصيلا هذه اقل من الصفات الثبوتية تفصيلا. فهذا يدلك على ان الاصل في باب الصفات الاثبات والنفي جاء في النصوص اعني في باب الصفات على ضربين. جاء النفي المجمل وجاء النفي المفصل. النفي المجمل قلنا ان كنتم تذكرون دل عليه ثلاثة انواع من الادلة. ما هي اولا اسماء الله تعالى التي تدل معانيها على النفي المجمل. مثله. ها؟ الواحد احد السبوح القدوس والسلام والمتكبر وكذلك العزيز على احد المعاني التي ذكرها اهل العلم في تفسيرها وهي الامتناع يعني انه لا يناله سوء سبحانه وتعالى هذا ايضا من ادلة النفي المجمل ايظا عندنا جميع ادلة التسبيح لان التسبيح هو تنزيه الله سبحانه وتعالى عن كل ما لا يليق به حينما تقول سبحان الله فان معنى هذه الكلمة اسبح الله سبحانا يعني انزهه تنزيها. وهذا الاطلاق يفيد التعميم تنزهه عن كل ما لا يليق به سبحانه وتعالى. وادلة التسبيح في الكتاب والسنة. كثيرة جدا. النوع ادلة النفي العامة. ومنها هذه الاية ليس كمثله شيء وكذلك قوله تعالى ولم يكن له كفوا احد. وكذلك قوله تعالى فلا تضربوا لله الامثال كذلك قوله تعالى فلا تجعلوا لله اندادا وكذلك قوله تعالى هل تعلم له؟ سمية هذه ادلة عامة في النفي تفيد هذا النفي المجمل. اذا النفي اجمل ايضا اكثر من النفي المفصل اذا الاثبات المفصل اكثر من النفي اكثر من النفي المفصل. والنفي المجمل اكثر من النفي المفصل وعلمنا فيما مضى قاعدة في هذا الباب وهي ان النفي المجمل يفيد الكمال المطلق النفي المجمل يفيد الكمال المطلق. وهذا الذي قرره المؤلف رحمه الله ها هنا حينما قال ونؤمن بان الله تعالى لا مثل له لكمال صفاته. ثم استدل بقوله تعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير فهذه الاية في شطرها الاول ليس كمثله شيء تدل على ثبوت الكمال المطلق لله عز وذلك ان نفي المثل عن الله عز وجل انما كان لتوحده في الكمال بحيث لا يشارك الله عز وجل في كماله احد البتة. ولذا لم يكن له مثل. ليس كمثله شيء ليس الامر كما يقوله اهل الانحراف عن الجادة المستقيمة وهي ان هؤلاء المبتدعة يقولون الله لا مثل له لانه لا صفات له ولذلك صار لا مثل له ليس الامر كذلك قطعا. بل الله عز وجل ليس له مثل لانه المتفرد المتوحد في سبحانه وتعالى وهذه الاية كما مر بنا سابقا من الايات العظيمة المهمة واكثر واكثر كلام اهل السنة في باب الاسماء والصفات على هذه الاية العظيمة اكثر كلام اهل السنة في باب الصفات يدور على هذه الاية وكم تلك القواعد والضوابط المهمة التي استنبطها اهل السنة من هذه القاعدة العظيمة من هذه الاية العظيمة ليس كمثل شيء وهو السميع البصير. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ونؤمن بانه لا تأخذه سنة ولا نوم لكمال حياته وقيوميته بدأ المؤلف رحمه الله في سوق جملة من الصفات المنفية على جهة التفصيل من ذلك ان الله سبحانه وتعالى ينزه عن السنة والنوم. السنة هي النعاس والنوم معروف والله جل وعلا اجل من ان يغلبه نعاس او نوم جل وعز ربنا والدليل على ذلك ما سمعت من هذه الجملة من اية الكرسي التي هي اعظم اية في كتاب الله قال جل وعلا واصفا نفسه لا تأخذه سنة ولا نوم. وقد ثبت في صحيح مسلم ان النبي صلى الله عليه سلم قال ان الله لا ينام ولا ينبغي له ان ينام. الله لا ينام ولا يليق ان ينام. اللائق بكماله سبحانه وتعالى تنزيهه وتنزهه عن النوم سبحانه وتعالى لان كل شيء انما هو قائم بالله عز وجل. ومن اياته ان تقوم السماء والارض بامر ايه افمن هو قائم على كل نفس بما كسبت. الله هو الحي القيوم فلكمال حياته فانه لا يناله شيء او حظ من النعاس او النوم سبحانه وتعالى لان حياته اولا كاملة. ومعلوم ان كون الناس ينامون راجع الى ان حياتهم في هذه الدنيا ناقصة لذا هم انفسهم ان من الله على من من عليه منهم بدخول الجنة فانهم في الجنة لا ينامون. والسبب كمال حياتهم فيها اهل الجنة في الجنة لا ينامون. لان حياتهم حياة كاملة. فكيف بمن له الحياة الكاملة من كل الوجوه وهو الله سبحانه وتعالى. فلما كان الحي الحياة الكاملة فانه لا تأخذه سنة ولا نوم. اضف الى هذا الامر الثاني وهو كونه القيوم الذي هو قائم بنفسه وقائم على كل شيء. ومقيم لكل شيء فآآ اذا كان هذا شأنه فهو اعز واجل من ان يناله او يغلبه نوم او سنة. سبحانه وتعالى اذا تلحظ يا رعاك الله ان نفي السنة والنوم عن الله عز وجل يدل على ثبوت كمال ضد هذه الصفة وهذا الشأن في كل الصفات المنفية. وهذا ما ينبغي عليك ان تلاحظه فيما تقرأ في كتاب الله. وفي تقرأ من سنة رسوله صلى الله عليه وسلم لا يمكن ان تجد نفيا تعلق بصفات الله عز وجل والمراد هو النفي فقط الامر ليس كذلك اذا قرأت النفي في الصفات فدقق فانك واجد ان هذا النفي انما جاء لاجل اثبات كمال ضد الصفة المنفية. وهي صفة كمال ثبوتية. فمن ذلك هذا الموضع الله لا تأخذه سنة ولا نوم؟ ما السبب؟ ان له الحياة الكاملة والقيومية التامة. اذا النفي الى عاد الى الاثبات. النفي عاد الى الاثبات. اما نفي محض هذا لا يمكن ان يرد في باب الصفات لان النفي المحض عدم والعدم ليس بشيء فضلا عن ان يكون مدحا. والله عز وجل انما يضاف اليه ما يقتضي المدح والثناء هذا الذي يستحقه سبحانه وتعالى. فانه الكامل من كل وجه الذي له اقصى غايات الكمال. تبارك ربنا وعز اذا كيف يضاف اليه عدم المحض اذا يخطئ خطأ فادحا اولئك الذين يضيفون الى الله عز وجل منفيات وسلوك اشياء انما هي منفية للنفي ولا تتضمن مدحا ولا ثناء. هؤلاء ما قدروا الله حق قدره وما قاموا بالواجب عليهم من جهة الادب مع الله سبحانه وتعالى نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ونؤمن بانه لا يظلم احدا لكمال عدله. وبانه ليس بغافل عن اعمال عباده لرقابته واحاطته. نعم. ايضا مما ينفى عن الله عز وجل الظلم. ان الله لا يظلم الناس شيئا قال الله عز وجل في الحديث القدسي يا عبادي اني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فالظلم منفي عن الله سبحانه وتعالى ونفي الظلم عن الله يدل على كمال عدله وليس هذا عدما محضا. ما الذي نريد بقولنا عدم المحضن اضرب لك مثالا الان لو قلت لكم ان هذا الكرسي الذي اجلس عليه لا يظلم هل انا صادق ام كاذب اجيبوا حفظكم الله هذا الكرسي لا يظلم هل رأى احد منكم منه ظلما؟ ظلم احدا منكم؟ الجواب لا هو فعلا لا يظلم. لكن هل هذا في حقه يعتبر مدحا؟ هل نمدح الكرسي؟ فنقول ما شاء الله انظروا الى هذا الكرسي الجميل الذي لا يظلم لا يقول هذا العاقل. لما؟ لانه لا يتأتى منه اصلا ظلم. اذا النفي في هذا المقام لعدم التمكن لا يثبت به مدح اذا كان اصلا لا يتأتى منه ظلم فنفي عنه هذا لا يتضمن مدحا وبالتالي لا يجوز ان يضاف الى الله سبحانه وتعالى اي شيء فيه نفي محض وذلك لان النفي المحض اذا كان على هذه الشاكلة من حيث انه لا يتأتى منه اصلا ولا يمكن ان يتصف به اصلا من جهة عدم القدرة اصلا فان هذا لا مدح فيه كما هو الشأن مثلا في شخص ضعيف جدا يقول لشخص قوي جدا انا لن اظلمك انا لن اظلمك اذهب هل هذا مدح في حقه هذا لا يعتبر مدحا في حقه لان هذا النفي انما كان لضعفه. اما الله سبحانه وتعالى نفي الظلم عنه ليس لعدم قدرته فالله على كل شيء قدير. ولكن لانه لا يليق به. وفرق بين الامرين. الله قادر على الظلم لكنه لا يليق به ولاجل ذلك حرمه على نفسه. والا فلو شاء ان يظلم فلا يغالب ومن الظلم ان يوضع على الانسان سيئات غيره هذا ظلم والله ينزه عن ذلك. ومن الظلم ان يعاقب الانسان على شيء ما فعله. هذا ظلم والله ينزه عنه و بهذا نفهم ان الله سبحانه وتعالى عدل لا يظلم. فنفي الظلم انما كان لكمال عدل الله عز وجل طيب هل نصف الله عز وجل بالعدل نعم ما الدليل ها نفي الظلم. طيب اولا لا شك ان الله عز وجل موصوف بالعدل. وهذا قد جاء التنصيص عليه في الادلة. من ذلك ما ثبت في الصحيحين من قوله صلى الله عليه وسلم ومن يعدل ان لم يعدل الله ورسوله صلى الله عليه وسلم. ومن يعدل لما قال لهم احدهم اعدل يا محمد قال صلى الله عليه وسلم ومن يعدل؟ ان لم يعدل الله ورسوله صلى الله عليه وسلم. اذا العدل ماذا؟ اذا العدل صفة ثابتة لله عز وجل بدليل السنة. وكذلك ولهذا كتاب الله وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا ويدل على هذا ايضا اثر معاذ آآ رضي الله عنه الذي خرجه ابو داوود في السنن باسناد صحيح انه رضي الله عنه اه لم يكن يجلس مجلسا الا قال فيه الله حكم قسط هلك المرتابون حكم قسط يعني حاكم عادل القسط يرجع الى معنى العدل فالله حاكم عادل سبحانه وتعالى. اذا الله عز وجل موصوف بالعدل يؤيد هذا ما جاء في نفي الظلم. فنفي الظلم يدل على كمال عدل الله سبحانه وتعالى. اذا كلما قرأت هذه الاية وامثالها ان الله لا يظلم الناس شيئا وما ربك بظلام للعبيد فاستحظر ان هذا يدل على كمال عدل الله سبحانه وتعالى. وهذا الموضع ينبغي عليك ننبه الأخ هذا الموضع ينبغي عليك ان تتنبه له وان تستيقن به لا سيما فيما يتعلق بباب القدر فان الشيطان له وساوس ترد على بعض النفوس حينما ينظر انسان ضعيف قليل العلم الى ما يشاهد من تقدير الله سبحانه وتعالى من جهة العطاء ومن جهة المنع من جهة الرزق من جهة الصحة والمرض من جهة الهداية والاضلال. قد يوسوس الشيطان في نفسه و يرتاب او يصل الى قريب من ذلك حينما يتهم الله سبحانه وتعالى في حكمه القدري. انتبه كونك تفهم وجه الحكمة او لا تفهم وجه الحكمة فيما يقدره الله سبحانه وتعالى هذا لا ينبغي ان يتسلل منه الشيطان فيشكك في الاصل العظيم وهو ان الله عز وجل عدل لا يظلم فهمت وجه الحكمة فيما قدر سبحانه وتعالى في حالة معينة او في حالات او لم تفهم؟ ونحن قد مر بنا سابقا قاعدة مهمة وهي اننا نستدل بما علمنا على ما جهلنا. ثبت عندنا بيقين ان الله حكيم سبحانه وتعالى في تقديره. وان الله عدل لا يظلم. هذا امر قطعي لا شك فيه. ثبت عندنا اصلا وفروعا في تفاصيل كثيرة. فاذا وقفنا امام موضع معين او حالة معينة او موقف معين وما اتضح لنا وجه الحكمة في هذا الامر فينبغي ان نرجع الى الاصل وان نستصحب الاصل وهو وان الله حكيم وان الله عدل لا يظلم. قال رحمه الله بانه ليس بغافل عن اعمال عباده لكمال لرقابته واحاطته. لكمال رقابته واحاطته. كما قال سبحانه تعالى وما الله بغافل عما تعملون. فنفى الله سبحانه وتعالى عن نفسه الغفلة عما يكون من عباده من اعمال وافعال وهذا النفي نستدل منه او نستدل به على ثبوت كمالي لعلم الله سبحانه وتعالى واحاطته ورقابته فالله هو الرقيب الذي له الرقابة على كل شيء سبحانه وتعالى. بحيث لا يغيب عنه شيء مطلع على كل شيء مهما دق وخفي فبالتالي الله لا يغفل عن شيء سبحانه وتعالى. نعم احسن الله اليكم وقال رحمه الله ونؤمن بانه لا يعجزه شيء في السماوات ولا في الارض. لكمال علمه وقدرته. قال عز وجل انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون. كذلك مما ينفى عن الله عز وجل العجز فالله لا يعجزه شيء بهذا الاطلاق. لا يعجزه شيء. شيء هنا نكرة في سياق النفي وبالتالي فانها تعم كل شيء. كل شيء فالله عز وجل عليه قدير. لكن قد يكون وقد لا يكون وهذا راجع الى مشيئة الله المقرونة بحكمته. اما قدرته فلا شك انها عامة شاملة لكل شيء لا يدخلها تخصيص البتة. والله على كل شيء قدير. اذا الله عز وجل لا يعجزه شيء. وما كان الله ليعجزه من شيء في السماوات ولا في الارض انظر التعليل ها هنا انه كان عليما قديما يراه فهذا يدلك على ان النفي افاد ها ثبوت كمال ضد هذا وضد العجز العلم والقدرة فان العاجزة عن الشيء عجزه اما ان يرجع الى جهله عنده قدرة وعنده اه اه عضلات ويمكن ان يفعل لكن السبيل الى الفعل وكيفية ذلك حيل عليها ما يعرف لانه جاهل ليس بعالم اذا قد يكون العجز عن جهل او راجع الى جهل. وقد يكون راجعا الى قد يكون راجعا الى ضعف وبالتالي قد يكون الانسان حصيفا وذكيا يعرف التخطيط ويمكن ان يفعل من جهة يعرف كيف يفعل ولكنه لا يستطيع لانه ماذا؟ ضعيف مريض. ما عنده قدرة على ان يباشر الفعل وبالتالي فانه عاجز وعجزه عن ضعف. اما الله سبحانه وتعالى فلما كان له اه كمال العلم وله كمال القدرة فان نتيجة ذلك انه لا يعجزه شيء سبحانه وتعالى وكيف يعجزه شيء؟ والله عز وجل يخلق بكلامه. انما امرنا لشيء اذا اردناه ان نقول له كن فيكون. انتهى الامر الشيء يخرج من حيز العدم الى الوجود اذا قال الله له كن ينتقل من كونه عدما الى كونه ماذا موجودا اذا كيف بعد هذا يقال ان الله سبحانه وتعالى يعجزه شيء. تعالى ربنا وعز عن ذلك. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ونؤمن بانه لا يلحقه تعب ولا اعياء لكمال قوته. قال عز وجل ولقد خلقنا السماوات والارض وما بينهما في ستة ايام وما مسنا من لغوب. اي من تعب ولا اعياء. احسنت ايضا مما يجب ان ينفى عن الله عز وجل تصديقا لكلامه وما اخبر به عن نفسه التعب واللغوب والدليل على ذلك ما سمعت قول الله عز وجل ولقد خلقنا السماوات والارض وما بينهما في ستة ايام وما مسنا من لغوب. واللغوب التعب والاعياء فالله سبحانه وتعالى ينزه عن التعب وينزه عن الاعياء وذلك راجع الى كمال قوته وقدرته فهو القوي وهو القدير وهو المتين سبحانه وتعالى وهذه الاية ذكر اهل التفسير ان فيها ردا على اليهود عاملهم الله عز وجل بما يستحقون فانه قد وصفوا الله عز وجل بالتعب والاعياء كما ذكر هذا قتادة الامام الجليل المفسر حينما قال ان اليهود قالوا ان الله خلق السماوات والارض في ستة ايام ثم تعب فاستراح في اليوم السابع. انتهى خلقه في يوم الجمعة فاستراح يومه السبت عليهم من الله ما يستحقون ولذلك يسمونه يوم الراحة ولذلك لا يعملون في هذا اليوم شيئا فبين الله سبحانه ضلالهم وكذبهم عليه حينما قال ولقد خلقنا السماوات والارض في ستة ايام وما مسنا وما بينهما في ستة ايام امنوا ما مسنا من لغوب. اذا هذا مما يجب ان ينزه الله سبحانه وتعالى عنه. وهذا يدلك على فقه في هذا الباب وهو ان النفي في الصفات قد يكون لاجل دفع شبهة او تكذيب قوم ضالين يضيفون الى الله سبحانه وتعالى ضلالا يتولى الله سبحانه وتعالى الرد عليهم كما كان هنا منا اه كلام هؤلاء اليهود المنتقصين لله سبحانه وتعالى. فالله عز وجل يبين ضلال وقد يكون النفي راجعا الى اسباب اخرى من ذلك دفع ما قد يتوهم من كمال الله سبحانه وتعالى. وان الله عز وجل آآ اه ربما يناله شيء من النقص فيدفع الله عز وجل توهم ذلك ومن ذلك مثلا ما جاء فيما سبق لا تأخذه سنة ولا نوم. وقد يكون النفي راجعا الى تبيين معنى الصفة الثبوتية ومن ذلك تجد ان النبي صلى الله عليه وسلم كما في صحيح مسلم يقول اللهم انت الاول فليس قبلك شيء وانت الاخر فليس بعدك شيء. وانت الظاهر فليس فوقك شيء وانت الباطن فليس دونك شيء. تلحظ ان النفي في هذا الحديث في هذه المواضع الاربعة رجع الى ماذا؟ الى بيان معنى الصفة الثبوتية. وقد يكون سبب ورود الصفة المنفية راجعا الى التهديد ينفي الله عز وجل لان هذا النفي يفيد معنى التحديد كما تجده في قوله تعالى وما الله بغافل ما تعملون كيف تجد ان هذه الاية افادت معنى التهديد والوعيد؟ اذا هذه بعظ الاسباب التي تلمسها العلماء لورود الصفات المنفية في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. وهذا على كل حال موضوع عظيم ومهم وفيه فقه آآ يحتاجه طالب العلم حينما يتأمل ويتدبر في الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. اسأل الله جل وعلا ان يرزقنا الفقه في كتابه وفي سنة رسوله صلى الله عليه عليه وسلم كما اسأله تبارك وتعالى ان يعلمنا ما ينفعنا وان ينفعنا بما علمنا وان يزيدنا علما وتوفيقا وعملا ان لسميع الدعاء وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان