بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لشيخنا وانفعه وانفع به يا رب العالمين قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى في رسالة عقيدة اهل السنة والجماعة ونتبرأ من طريق المحرفين لها الذين صرفوها الى غير ما اراد الله بها ورسوله صلى الله عليه وسلم ومن طريق المعطلين لها الذين عطلوها عن مدلولها الذي اراده الله ورسوله صلى الله عليه وسلم. ومن طريق الغالين فيها الذي حملوها على التمثيل او تكلفوا لمدلولها التكييف ونعلم علم اليقين ان ما جاء في كتاب الله تعالى او سنة نبيه صلى الله عليه وسلم فهو حق لا يناقض بعضه بعضا لقوله تعالى افلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا. ولان التناقض في الاخبار يستلزم تكذيب بعضها بعضا وهذا محال في خبر الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم ومن ادعى ان في كتاب الله تعالى وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم او بينهما تناقضا فذلك لسوء قصده وزيغ قلبه فليتب الى الله تعالى ولينزع عن غيه ومن توهم التناقض في كتاب الله تعالى او في سنة رسوله صلى الله عليه وسلم او بينهما فذلك اما لقلة علمه او قصور فهمه او تقصيره في التدبر فليبحث عن العلم وليجتهد في التدبر حتى يتبين له الحق. فان لم يتبين له فليكل الامر الى عالمه وليكف عن توهمه وليقل كما يقول الراسخون في العلم امنا به كل من عند ربنا وليعلم ان الكتاب والسنة لا تناقض فيهما ولا بينهما ولا اختلاف. ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يملل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا. اما بعد فهذه الجملة من هذه الرسالة القيمة الشيخ الامام العلامة محمد ابن عثيمين رحمه الله. تتمة وصلة لكلامه السابق الذي بين فيه المنهج الحق في الايمان باسماء الله وصفاته وما يجب حمل كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم عليه. وهو ان الحق الذي لا شك فيه ان نصوص الصفات في الكتاب والسنة واجب حملها على الظاهر اللائق بالله سبحانه وتعالى المنزه عن كل نقص وعن كل تمثيل بالمخلوقين هذا المنهج هو المنهج الوسط بين طرفين منحرفين وهما المعطلة والممثلة تبين رحمه الله ان طريقة اهل السنة فيها البراءة من طريق المحرفين الذين صرفوها الى غير ما اراد الله بها ورسوله صلى الله عليه وسلم. ومن طريق المعطلين لها الذين عطلوها عن مدلولها الذي اراده الله ورسوله صلى الله عليه وسلم. والفريقان قم عند التحقيق فئة واحدة فان التحريف يؤدي الى التعطيل. فهو وسيلته والتعطيل ثمرة التحريف. الا ان تعطيل صفات الله سبحانه وتعالى قد يكون تعطيلا صريحا وذلك بالنفي الصريح لها وهذا لا يجرؤ عليه مسلم اللهم الا فيما يدعونه من من انكار اخبار الاحاد التي هي الاحاديث الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم تبلغ درجة التواتر. فهذه ينكرونها صراحة ولا يقبلونها لانها عندهم تفيد الظن. وهو معارض بدليل العقل القطعي الذي يزعمون واما الطريق الثانية للتعطيل فهي بوسيلة وواسطة التحريف. وهو الذي شاء عند المتأخرين انه التأويل. و الفئة الثانية التي برأ الله عز وجل اهل السنة من سلوك مسلكها وهم يبرأون منها ومن مسلك اهلها هي طريقة ممثلة المشبهة حيث قال رحمه الله ومن طريق الغاليين فيها الذين حملوها على التمثيل او تكلفوا لمدلولها التكييف. واهل السنة والجماعة تبرأون من من التمثيل ومن التكييف كما مر معنا تفصيل ذلك من شبه الله بخلقه فقد كفر ومن جحد ما وصف به نفسه فقد كفر وليس فيما وصف الله به نفسه ولا رسوله صلى الله عليه وسلم تشبيه. قال ونعلم علم اليقين ان ما جاء في كتاب الله تعالى او وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم فهو حق لا يناقض بعضه بعضا لا شك. كل ما في الكتاب والسنة فانه الحق الذي لا فيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه هذا يقين لا يجوز ان يرتاب فيه مؤمن وبالحق انزلناه وبالحق نزل ويستنبئونك احق نور قل اي وربي فوالله وبالله وتالله ان كل ما جاء في كتاب الله وصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فانه حق ليس فيه ادنى شائبة من باطل كلا ورب السماء ومن ذلك نصوص الصفات والله جل وعلا لم يكن ليضيف لنفسه ما تقتضي اضافته اليه النقص والعيب او التمثيل بخلقه الله اعظم من ذلك والله اعز من ذلك وليس احد احب اليه المدح من الله عز وجل. ولذلك اثنى على نفسه. فكيف يقال ان ظاهر نصوص الصفات يفيد التشبيه لا يقول هذا الا مريض بداء التشبيه ثم رمى هذا الداء وجعله في كتاب الله وحاشا كتاب الله عز وجل من ذلك اذا هو الحق ومن لازم كونه حقا اعني كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم انه لا تناقض ولا اختلاف لا يمكن ان يكون هناك اية تناقض اية او ان يكون هناك اية تناقض حديثا او ان يكون هناك حديث يناقض حديثا هذا فرض باطل لا يجوز لانسان يؤمن بالله واليوم الاخر ان يظنه في الكتاب والسنة وكل من كان عنده توهم من ذلك فليعد على نفسه باللائمة وليرجع الى العلماء الراسخين فانهم يبينون له الحق الكتاب والسنة يصدق بعضه بعض ادلتهما بعضا ويشبه بعض ادلتهما بعضا وهذا ما بينه الله سبحانه وتعالى في قوله الله نزل احسن الحديث كتابا متشابها يشبه بعضه بعضا ويصدق بعضه بعضا وليس انه تأتي اية فيه مثبتة لشيء وتأتي اية اخرى فتنفي ذلك الشيء هذا مما يجب اعتقاد تنزيه كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم عنه دخل على يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا اما والشأن والحال انه من عند الله فانه لا اختلاف فيه ولا تناقض فيه والحمد لله. قال ولان التناقض في يستلزم تكذيب بعض بعضها ببعض تكذيب بعضها بعضا وهذا محال في خبر الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم. ومن اصدق من الله قيلا ومن اصدق من الله حديثا ونبيه صلى الله عليه وسلم هو الصادق المصدوق الذي لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم ومن ادعى ان في كتاب الله او سنة رسوله صلى الله عليه وسلم او بينهما تناقضا فذلك لسوء قصده وزيغ قلبه يتب الى الله تعالى ولينزع عن غيه وصدق لا يمكن ان يدعي احد او يزعم زاعم ان في الكتاب والسنة اشياء متناقضة مختلفة لا يمكن ان يكون ذلك الا من قلب زائغ والا من نفس مريضة والعياذ بالله ولو ان هذا الانسان استقام قلبه صلح صدره وصدق ايمانه ما زعم هذا الزعم انما اوتي من غبش وسوء قصد فادعى هذا اه فادعى هذه الدعوة وزعم هذا الزعم واما لو كان مؤمنا حقا فوالله لا يمكن ان يزعم هذا الزعم ان الذين لا يؤمنون بايات الله لا يهديهم الله نعم يكون هذا الكتاب عليه مع ما؟ هذا كتاب عزيز لا يتبين الحق فيه ولا يظهر ولا يتنور القلب بانواره الا لمن اقبل عليه وهو متواضع يريد الحق يريد الخير يريد الهدى هنا تظهر له انوار هذا الكتاب العظيم وهداياته ويتجلى له انه الحق الذي لا لبس فيه ولا اختلاف قل هو للذين امنوا هدى وشفاء والذين لا يؤمنون في اذانهم وقر وهو عليهم عمى هذا من من عزة هذا الكتاب وانه لكتاب عزيز فكل من ادعى وزعم وشنع على كتاب الله عز وجل او سنة رسوله صلى الله عليه وسلم. بشيء من ذلك ان ذلك راجع اما الى زيغ في قلبه او سوء في قصده وعلاج هذا دعوته الى التوبة الى الله عز وجل وهناك صنف اخر يتوهم ويستشكل لكنه لا يرمي كتاب الله او سنة رسوله صلى الله عليه وسلم بالتناقض والاختلاف لكنه يستشكل اشياء وترد عليه واردات يتوهم فيها انه ربما يكون ظاهر هذه الاية يخالف ظاهر تلك او ان هذا الحديث يستشكل مع ذاك فهذا مما قد يقع وسبب ذلك قلة العلم وهذه الميزة والفارق بين العالم وغيره. العالم هو الذي تقل عنده هذه المشكلات لانه يبصر بنور العلم وبالتالي فالنصوص عنده كانها نص واحد مؤتلفة ومتفقة لا تناقض بينها ولا اختلاف اما الجاهل فهو الذي تكثر عنده هذه الاستشكالات. علاج هذا ان يطلب العلم وان يرجع الى اهل العلم وان يسأل فيما استشكل عليه وبالتالي يتبين له الحق ان كان مريدا له قال رحمه الله ومن تناخ ومن توهم التناقض في كتاب الله تعالى او في سنة رسوله صلى الله عليه وسلم او بينهما فذلك اما لقلة علمه او قصور فهمه او تقصيره في التدبر قصور الفهم او التقصير في التدبر وسيلتان لنقص العلم فالخلاصة ان سبب هذا التوهم هو نقص العلم ومثل هذا ما احراه ان يطلب العلم وان يتأمله والعلم كل العلم هو في تنزيل الايات على بعضها وتنزيل السنة على بعضها وتنزيل القرآن على السنة والسنة على القرآن. هذا هو العلم الذي هو العلم حقا دعك من الشقائق الشقاشق ودعك من الزخارف. انما العلم هو ان يستبين لك استقامة نصوص الكتاب والسنة على منهج واحد بحيث يصدق بعض ذلك بعضا اتمنى كان كذلك فليهنه العلم ولذلك العلماء المبرزون الراسخون هم الذين تمكنوا في هذا الباب وهو باب درء التعارض الذي قد يتوهم بين النصوص فان هذا مما يبرز فيه الراسخون في العلم من اراد ان يسلم من الوقوع في هذا التوهم الذي قد يجر الى الضلال فعليه ان يشمر عن ساعد الجد في طلب العلم وليكن قاصدا الحق وليكن اه حسن النية يريد الوصول الى مراد الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ومثل هذا فليبشر سوف يصل الى الخير والحق وحذاري ان وقع في قلبك شيء من هذه الاستشكالات ان تسكت عنها وان تغفلها فان هذا مثل الورم الذي يبدأ صغيرا لكنه يفحش ويستفحل مع الوقت وكم من اناس ارتكسوا في ضلال بعيد بسبب شبهة بدت في اول الامر صغيرة فسكتوا عنها واغفلوا عن علاجها واذا بها مع الوقت تكبر والشيطان ينفخ فيها حتى ربما ادت الى ان يرتكس هذا الانسان وربما ارتد على عقبيه والعياذ بالله فالشبه شأنها عظيم وينبغي الحزم في التعامل معها وينبغي عدم الغفلة عنها منذ ان يرد عليك شيء من ذلك تشعر ان قلبك قد تعلق به ينبغي عليك ان تبادر الى طبيب يعالج لك هذا الاشكال وطبيب ذاك العالم الرباني العلماء هم الذين يطببون القلوب بتوفيق الله سبحانه وتعالى قال رحمه الله فليبحث عن العلم وليجتهد في التدبر حتى يتبين له الحق. فان لم يتبين له فليقل الامر الى عالمه ليكف عن توهمه وليقل كما يقول الراسخون في العلم امنا به كل من عند ربنا وليعلم ان الكتاب والسنة لا ركض فيهما ولا بينهما ولا اختلاف. لو قدر انك استشكلت استشكالا او توهمت في ظاهر دليلين شيئا من الاختلاف والتناقض ولكنك لم تصل بعد الى حل هذا الاشكال. العلاج في مثل هذه الحال هو ان لا يؤثر هذا في تسليمك بالاصل المشكل يبقى مشكلة ضعه في محله ولا تبالغ فيه ولا ينبغي ان يقدح في ايمانك الراسخ ان القرآن والسنة حق لا اختلاف بينهما ولا تناقض انما هذا موضع مشكل يبقى في زاوية معينة ولا يكبر ولا يقدح في الاصل ومع الوقت ومع الاجتهاد في الطلب يزول باذن الله سبحانه وتعالى لكن اعتصم عند الاستشكالات بالاصول هذه قاعدة مهمة لطالب العلم اعتصم عند الاستشكال بالاصول ما هو الاصل في هذا الباب؟ الاصل ان كلام الله عز وجل حق يصدق بعضه بعضا وان رسوله صلى الله عليه وسلم صادق مصدوق وان احاديثه لا لا تناقض فيها ولا اختلاف هذا هو الاصل اذا اعتصم به واستمسك به ورد المتشابه اليه وقل امنا به كل من عند ربنا وقف عند هذا الحد ولا تبالغ ولا يستجرينك الشيطان ولا يلبسن عليك وانما لو وضعت هذا الاشكال في محله ولم تبالغ في فانه لن يؤثر فيك ان شاء الله وسوف توفق الى الحق باذن الله ان طلبته من بابه ان طلبته من بابه وسلكت السبيل اليه فانك تصل ان شاء الله حتى تصل الى ذلك ينبغي ان يبقى المشكل مشكلة ولا يكون عاصفا لايمانك هذا من الامر المهم فان بعض الناس لضعف عقله وضعف ايمانه تجد ان المشكل الواحد يصبح بالنسبة له عاصفة عاصفة هوجاء ربما تؤثر على الايمان ربما اقتلعت الايمان وهذا نقص في العقل وضعف في الايمان والواجب ان تضع الامور في مواضعها ولا تبالغ هذه المبالغة ويزول الاشكال ان شاء الله تعالى وبهذه الجملة والنصيحة من المؤلف رحمه الله انتهى كلامه عن الركن الاول من اركان الايمان وهو الايمان بالله وانتقل بعد بعده الى الكلام عن الركن الثاني وهو الايمان بالملائكة. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله فصل ونؤمن بملائكة الله تعالى وانهم عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بامره يعملون نعم الايمان بالملائكة هذا هو الركن الثاني من اركان الايمان كما بين هذا النبي صلى الله عليه وسلم في حديث جبريل كما سيأتي ان شاء الله الكلام عنه الملائكة جمع ملك او ملأك وبدون الالف اشهر والاكثر والاشهر ان اشتقاق هذه الكلمة من الالوكة يعني الرسالة كما قال ابو ذويب الهزلي الكني اليها وخير الرسول اعلمهم بنواحي الخبر. الكني اليها يعني ارسلني اليها وهذا لا شك انه حق فان الملائكة رسل الله عز وجل جاعل الملائكة رسلا قال فما خطبكم ايها المرسلون فالملائكة رسل الله عز وجل يرسلهم بما شاء جل وعلا و الملائكة في الشرع هم عباد مكرمون خلقهم الله عز وجل من نور لا يحصي عددهم الا الله دائبون في طاعة الله يدبر بهم شؤون هذا العالم الملائكة في الشرع في الكتاب والسنة هم عباد مكرمون خلقهم الله تعالى من نور لا يحصي عددهم الا الله دائبون في طاعته و اه لا يعصون الله ما امرهم يدبر الله عز وجل بهم شؤون هذا العالم فالمدبرات امرا كما سيأتي بيانه ان شاء الله هم عباد لله عز وجل عباد لا معبودون الله عز وجل خلقهم وليس لهم من الامر شيء له ما بين ايدينا وما خلفنا وما بين ذلك ليس لهم من الامر شيء ولا يجوز ان تتعلق القلوب بهم ولا يجوز دعاؤهم ولا الاستغاثة بهم يا على الله العجب من اناس يدعون دعاء الالهي الرب العظيم السميع البصير المجيب سبحانه وتعالى ثم يدعونا جبريل او ميكائيل او اسرافيل او يدعون نبيا او يدعون وليا يا لله العجب لماذا لا تدعوا الله ما ظنك برب العالمين هل ظنك به احسن الظن لو كان ذلك كذلك ما لجأت الى غيره ولا دعوت غيره لكن لما كان ظنك بالله ظنوا السوء لما اظلم قلبك وما قدرت الله حق قدره لجأت لغيره ودعوت العبد وتركت المعبود سبحانه وتعالى مع ان اشرف البشر واكرمهم على الله وهو النبي صلى الله عليه وسلم يقول الله سبحانه ومن اصدق منه قيلا يقول سبحانه عنه مخاطبا اياه ليس لك من الامر شيء الملائكة هذا العالم العلوي الكريم الذي شرفه الله عز وجل ونسبه اليه كل امن بالله وملائكته نسبهم الله عز وجل هذه النسبة التي هي نسبة تشريف ومع ذلك ليس له من الامر شيء له ما بين ايدينا وما خلفنا وما بين ذلك ليس له من الامر شيء يقول الله عز وجل عنهم ومن يقل منهم اني اله من دونه فذلك نجزيه جهنم توعدهم الله عز وجل بالعذاب لو ان احدا تجرأ فقال انه اله يعبد من دون الله. فكيف يلجأ لغير الله ما ذاك الا من سوء الظن بالله عز وجل ولذلك صدق الله في قوله عن المشركين وما قدروا الله حق قدره والله لو احسنوا الظن بالله وعظموا الله حق تعظيمه وقدروه حق قدره ما لجأوا لغيره اذا الملائكة عباد لا معبودون هم مربوبون وليسوا اربابا هم يدعون الله ولا يدعون وقد اجمع المسلمون وكان من المعلوم من دينهم بالضرورة ان من دعا ملكا من الملائكة جبريل او غيره عليهم الصلاة والسلام فانه ارتد عن دين الله وكفر بالله فالدعاء يجب ان يكون لله عز وجل ومن اضلوا ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له الى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون. واذا حشر الناس كانوا لهم اداءه وكانوا بعبادتهم كافرين عباد مكرمون اكرمهم الله عز وجل بل عباد مكرمون كما سيأتي ان شاء الله خلقهم الله عز وجل من نور كما قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في حديث عائشة في صحيح مسلم قال النبي صلى الله عليه وسلم خلق الله الملائكة من نور وخلق الجان من مارج من نار وخلق ادم مما وصف لكم يعني من طيب كيف خلقهم من نور وكيف كان كانت خلقتهم من نور؟ نقول الله اعلم لا ندري هذا غيب انما نصدق بما اخبر الله عز وجل وعددهم كبير لا يحصي عددهم الا الله اعداد عظيمة وما يعلم جنود ربك الا هو والملائكة اعظم جند له كما قال اهل العلم فاعدادهم هائلة ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال عن جهنم عافاني الله واياكم منها يؤتى بجهنم يوم القيامة لها سبعون الف زمام يجر كل زمام سبعون الف ملك سبحان الله كم هذا العدد سبعون الف زمام كل زمام يجره سبعون الف ملك هذا فقط الموكلون بجر جهنم الى المكان الذي يشاءه الله سبحانه وتعالى عدد هايل اخبر النبي صلى الله عليه وسلم كما سيأتي معنا ان شاء الله في الصحيحين اخبر عن البيت المعمور الذي هو في السماء السابعة انه يدخله كل يوم سبعون الف ملك يصلون فيه ثم لا يعودون اليه اخر ما عليهم مرة واحدة فقط كل يوم يدخل سبعون الف ملك يتعبدون في هذا البيت المعمور ثم لا يعودون اليه اذا هذا عدد هائل وما يعلم جنود ربك الا هو خلقهم الله عز وجل وهم دائبون في طاعة الله كما سيأتي معنا يسبحون الليل والنهار لا يفترون ولا يملون ولا ينقطعون. عن طاعة الله عز وجل والله عز وجل يدبر بهم شؤون هذا العالم الملائكة يدبرهم الله عز وجل وهم بامره يدبرون شؤون هذا العالم ولذا اقسم الله عز وجل بهم في قوله المدبرات امرا وهم الملائكة يدبر الله عز وجل بهم شؤون هذا العالم علويه وسفليه كما سيأتي الكلام عن ذلك ان شاء الله قلنا ان الايمان بالملائكة ركن من اركان الايمان. كما ثبت في الصحيحين من حديث ابي هريرة رضي الله عنه لما جاء جبريل الى النبي صلى الله عليه وسلم وسأله عن الايمان فقال ان تؤمن بالله وملائكته ثانية ركن ذكره النبي صلى الله عليه وسلم بعد الايمان بالله هو الايمان بالملائكة الى اخر الحديث وهكذا جاء الامر في حديث عمر رضي الله عنه الذي رواه عنه ابنه عبد الله وهو الحديث المشهور بحديث جبريل الطويل الذي خرجه الامام مسلم رحمه الله في صحيحه ولا شك ان اهل الايمان يؤمنون بالملائكة ورأسهم رسولهم ونبيهم محمد صلى الله عليه وسلم. امن الرسول بما انزل اليه من ربه والمؤمنون. كل امن بالله وملائكته وبالتالي التكذيب بهم والكفر بهم ضلال بعيد ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر فقد ضل ضلالا بعيدا واجمع المسلمون الا كفر من كذب بوجودهم او انكر ما اخبر الله عز وجل او رسوله صلى الله عليه وسلم عنهم ما معنى الايمان بالملائكة؟ كيف يكون ايماننا بالملائكة الايمان بالملائكة يتضمن اربعة امور. اولا الايمان والتصديق بوجودهم ان الله عز وجل خلق خلقا هم الملائكة فهم موجودون لا شك في ذلك ولا ريب والله عز وجل هو خالقهم هم عباد لا معبودون كما تقدم والامر الثاني الايمان بما علمنا من اسمائهم والقابهم وبما علمنا من صفاتهم وبما علمنا من اعمالهم الايمان بما علمنا واذا قلنا علمنا فاننا لا نعلم شيئا حتى يعلمنا الله سبحانك لا علم لنا الا ما علمتنا فالله عز وجل هو الذي علمنا في كتابه وفيما اوحاه الى رسوله صلى الله عليه وسلم اذا ما ثبت في القرآن او في صحيح سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم من هذه الامور الثلاثة فانه واجب علينا التصديق به. اولا ما علمنا من اسمائهم والقابهم. واعلم يا الله انه قد جاء في الكتاب والسنة تسمية وتلقيب الملائكة لطوائف منهم وفئات ولافراد واحد التسميات والالقاب في الكتاب والسنة فيما يتعلق بالملائكة جاءت لمجموعات وفئات منهم وجاءت لماذا لاحاد وافراد فجاء مثلا الزبانية الذين هم خزنة النار عافاني الله واياكم منها. سندعوا الزبانية جاء ايضا المعقبات جاء ايضا الحفظة جاء ايضا حملة العرش جاء ايضا خزنة الجنة وجاء ايضا خزنة النار جاء ايضا بلى ملائكة الموت توفته رسلنا ملك الموت واعوانه الى غير ذلك من هذه المجموعات وجاء ايضا الكروبيين. جاء ايضا الكروبيون ولكن هذه التسمية او هذا اللقب لم يصح اه به دليل يعني ما جاء في القرآن ولا صح به حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا عن صحابي لكن تكلم بهذا الاسم بعض السلف الكروبيين وهم اما حملة العرش او من حوله من حول العرش هكذا فسر هذا اللقب الكروبيين لكنه لم يصح فيما اعلم والله اعلم اما بالنسبة لاحدهم وافرادهم فجاء في النصوص تسمية جبريل وميكائيل واسرافيل وجاء ايضا المنكر والنكير وجاء ايضا ما لك الذي هو خازن النار وجاء ايضا ملك الموت وجاء ايضا صاحب السور وهو اسرافيل عليه الصلاة والسلام. لكن هكذا جاء في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم الى غير ذلك مما جاء في النصوص بعض الناس ربما سمى بعض الملائكة بما لم يأتي الدليل عليه مثل عزرائيل. بعض الناس يسمون ملك الموت ماذا عزرائيل وهذا لم يصح به دليل تكلم به بعض اهل العلم واستعملوه لكنه لا دليل عليه كذلك يسمون خازن الجنة ماذا رضوان وهذا لم يصح به حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. فيه حديث لكنه ضعيف بل ضعيف جدا كذلك بعض الناس يسمي الكتبة رقيب عتيد وهذان الصواب انهما وصفان للملكين. كلاهما رقيب وكلاهما عتيد ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد رقيب مراقب وعتيد يعني ملازم وهذان وصفان لماذا؟ لكل من الملكين. كلاهما رقيب وكلاهما وكلاهما عديد ايضا اه نسأل سؤالا هل نقول مثلا ان من الملائكة الذين سموا ابليس باعتبار انه كان ملكا ما رأيكم؟ ها ايوة الصواب في هذا ان ابليس ليس من الملائكة اما ما قاله بعض اهل العلم من انه منهم لانه دخل في الامر بالسجود فنقول انه كائن معهم وليس منهم. هذا هو التحقيق في ابليس انه ماذا كائن معهم فشمله الامر وليس وليس منهم او كما قال شيخ الاسلام في مجلد رابع من مجموع الفتاوى ان التحقيق في ابليس انه معهم باعتبار صورته وليس منهم باعتبار اصله ولا مثاله يعني هو في الوجود والكون هو كائن معهم ويتعبد او كان يتعبد لله عز وجل مع الملائكة لكنه ماذا ليس منهم ليس من جنسهم فهذا هو الصحيح في ذلك والله سبحانه وتعالى اعلم اذا قلنا نصدق بما علمنا من اسمائهم و صفاتهم يجب ان مصدقة بكل ما ثبت عندنا من صفات الملائكة. من ذلك انهم خلقوا من نور والله اعلم كيف ذلك وانبه هنا الى ان بعض اهل العلم قد يستعمل كلمة اجسام في حق الملائكة فيقول مثلا في تعريفهم انهم اجسام نورانية الذي اوصي به اجتناب هذه الكلمة فان كلمة اجسام في وصف الملائكة شيء لا اعلم دليلا عليه وكلمة الجسم والاجسام كما تعلمون فيها بحث طويل وللمتكلمين خوض كثير كل الذي جاء به القرآن والسنة في استعمال كلمة الجسم هو انه هذا الجسد الكثيف الذي هو مجمع الاعضاء والذي هو من لحم ودم وهذا لا شك انه لا ينطبق على الملائكة هم خلقة اخرى خلقها الله عز وجل من نور والله اعلم كيف هي كلمة جسم ارى ان تتجنبها هذا اسلم واحوط اذا من صفاتهم انهم خلقوا من نور من صفاتهم ايضا انهم اولوا اجنحة مثنى وثلاث ورباع واكثر من ذلك وقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم جبريل عليه السلام وله ست مئة جناح. سد بها الافق كما جاء في حديث ابن مسعود في الصحيحين ايضا من صفاتهم ان لهم قلوبا قال الله عز وجل عنهم حتى اذا فزع عن قلوبهم كيف هي قلوبهم نعم تشبه قلوب الناس ها على شكل الكمثرى كما مثلا في قلب الانسان او نقول الله اعلم الله اعلم ولا حاجة الى هذا الخوض والتكلف ايضا لهم ايدي قال الله عز وجل والملائكة باسطوا ايديهم كيف هي ايديهم الله اعلم ايضا من صفاتهم ان لهم اعينا كما ثبت في الصحيح بقصة لطم موسى عليه الصلاة والسلام لعين ملك الموت ففقأها ايضا لهم اذان كما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم انه قال اذن لي ان احدث عن ملك من حملة العرش ما بين شحمة اذنه الى عاتقه مسيرة سبعمائة عام الله اكبر انظر الى هذه الخلقة العظيمة التي تندهش لها النفوس فالشاهد ان له اذانا ايضا هذا وغيره من صفاتهم الخلقية ايضا انهم اهل منظر حسن. كما قال عز وجل عن جبريل عليه السلام ذو ذو مرة فاستوى. المرة كما فسرها ابن ابن عباس رضي الله عنهما وهو احد قولي اهل التفسير المرة المنظر الحسن القول الثاني ان المرة يعني القوة وكلاهما حق. فهم اهل قوة واهل منظر حسن وهذا المستقر في نفوس الناس ولذلك النسوة ماذا قلنا عن يوسف عليه السلام ان هذا الا ملك كريم ايضا هناك صفات خلقية عندنا صفات خلقية وعندنا صفات خلقية واعظم صفاتهم انهم عابدون لله لا يفترون خائفون من الله عز وجل يخافون ربهم من فوقهم ايضا من صفاتهم انهم اهل حياء ولذلك اخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن عثمان رضي الله عنه فقال الا استحي من رجل تستحي منه الملائكة. ايضا يحبون ويبغضون وحبهم وبغضهم تابع لحب الله عز وجل وبغضه. كما ثبت في الصحيحين ان الله عز وجل اذا احب عبدا نادى جبريل اني احب فلانا فاحبه. فيحبه جبريل ثم ينادي في اهل السماء ان الله يحب فلانا فاحبوه فيحبه والعكس اذا ابغض الله عبدا قال يا جبريل اني ابغض فلانا فابغضه. نعوذ بالله ان يكون حالنا حال حال هذا الانسان اني ابغض فلانا فابغضه ايبغضه جبريل ثم ينادي في اهل السماء ان الله يبغض فلانا فابغضوه ايبغضونه اذا هذا من صفات الملائكة عليهم الصلاة والسلام. وبقي عندنا امران واجلوا الكلام عنهما ان شاء الله الى الدرس القادم. اسأل الله عز وجل لي ولكم العلم النافع والعمل الصالح. والاخلاص في القول والعمل امل ان ربنا سميع الدعاء وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه اجمعين