بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لشيخنا وانفعه وانفع به يا رب العالمين. قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى في رسالة عقيدة اهل السنة والجماعة واخرون موكلون بسؤال الميت بعد الانتهاء من تسليمه الى مثواه. يأتيه ملكان يسألانه عن ربه ودينه ونبيه. فيثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الاخرة. ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره. ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له. ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا اما بعد فان كلام المؤلف رحمه الله لا يزال متعلقا بالايمان بالملائكة عليهم الصلاة والسلام ووصل الكلام في الدرس الماضي الى ذكر الاعمال التي كلف الله عز وجل بها الملائكة انبه في ابتداء هذا الدرس الى آآ ضبط ما ذكر في الدرس الماظي من اه اسماء الملائكة الواردة في القرآن. فان اسماء الملائكة الواردة في القرآن هي جبريل وميكال ومالك وهاروت وماروت. فالراجح من كلام اهل العلم ان هاروت وماروت اسمان لملك كاين فهؤلاء هم الملائكة الذين ذكرت اسماؤهم واعني بالاسماء اعلام اما بذكر القابهم كملك الموت وكالزبانية وامثال ذلك فهذا آآ لا شك انه اكثر مما ذكرت لك يذكر المؤلف رحمه الله ان مما وكل الله عز وجل به الملائكة سؤال الملكين للميت في قبره وهذه هي الفتنة والمراد بالفتنة الامتحان والابتلاء الذي يكون في القبور. والنبي صلى الله عليه وسلم قد اخبر كما في الصحيحين انه قد اوحي الي انكم تفتنون في قبوركم مثل او قريبا من فتنة الدجال الدليل على ثبوت هذه الفتنة في كتاب الله عز وجل وفي احاديث كثيرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد بلغت هذه الاحاديث نحو من ستين حديثا كما ذكر هذا السيوطي في ارجوزته التثبيت من ذلك هذه الاية التي ساقها المؤلف رحمه الله يثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الاخرة فسرها النبي صلى الله عليه وسلم بسؤال اه بالسؤال في القبر وذلك لما ثبت في الصحيحين من حديث البراء ابن عازب رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا اقعد المؤمن في قبره اوتي فشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله فذلك قوله يثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت فهذا تفسير من رسول الله صلى الله عليه وسلم لهذه الاية ولم يرد في هذا الحديث اعني في هذا الحديث حديث البراء ذكر الملكين لكن جاء ذكرهما في احاديث اخرى بل جاء التنصيص على اسمهما فهذان الملكان اسم احدهما المنكر والاخر النكير كما ثبت هذا في سنن الترمذي عن النبي صلى الله عليه وسلم باسناد حسن قوي وداء وجاء ايضا وصفهما بانهما اسودان ازرقان اسمهما المنكر والنكير هكذا جاءت الرواية عند الترمذي وغيره وجاء عند ابي نعيم وغيره اه بالتنكير منكر ونكير لكن الاقوى ان هذين الاسمين محليان بالمنكر والنكير ويخطئ بعض الناس فيكسر الكاف المنكر والنكير هذا ليس بصحيح وضبط منكر بفتح الكاف فلست ادري فيه من خلافي كما قال السيوطي في ارجوزة التثبيت هذان الملكان نؤمن ان اسمهما المنكر والنكير وان وصفهما انهما اسودان ازرقان. والله اعلم كيف يكون حالهما كيف يكونان اسودين ازرقين ذكر العلماء في هذا عدة تفسيرات والاسلم ان نقول الله اعلم ذكر بعضهم ان الملكين اللذين يأتيان المؤمن اسمهما المبشر والبشير ولكن هذا لا دليل عليه الذي يظهر والله اعلم ان هذين الملكين يأتيان المؤمن والفاجر والكافر انبه هنا الى ما جاء في مسند احمد وغيره من انه قد اخبر النبي صلى الله عليه وسلم ان الميت يأتيه الملك او يأتيه ملك هكذا بالافراد مع ان الذي ثبت عندنا في الحديث الذي ذكرته لك انهما ملكان وهذا ايضا ثابت في الصحيح انهما ملكان لكن جاء في بعض الروايات ان الذي يأتي ويفتن ملك واحد وتوجيه ذلك والله اعلم اما ان يقال ان ذكر الملك يراد به الجنس او انهما اثنان والذي يسأل واحد يأتيان ماذا؟ اثنان والذي يتولى الفتنة والسؤال واحد او يقال ان ذلك يختلف اختلاف الناس فمن الناس من يأتيه ملكان ومنهم من يأتيه ملك واحد هذه الاجوبة الثلاثة. هذه الاجوبة الثلاثة يجاب بها في هذه المسألة المستشكلة وهي ان بعض الروايات فيها تثنية الملكين وبعضها فيه افراد الملكين والعلم عند الله عز وجل. المقصود ان من الاعمال التي كلف الله عز وجل بها الملائكة الفتنة والابتلاء والامتحان للاموات في قبورهم قال رحمه الله واخرون موكلون بسؤال الميت بعد الانتهاء من تسليمه الى مثواه. وذلك ان الفتنة كما ثبتت في حديث البراء الطويل في مسند احمد وغيره انما تكون بعد ان تقبض الروح ثم تأخذها الملائكة اما الملائكة الذين هم بيض الوجوه واما الملائكة الذين هم سود الوجوه بحسب حال الانسان من كونه مؤمنا او غير ومؤمن ثم تصعد هؤلاء يصعد الملائكة بهذه الروح الى السماء ثم بعد ذلك يأمر الله عز وجل بانزالها الى الارض. قال صلى الله عليه وسلم فتعاد روحه في جسده ثم ذكر النبي صلى الله عليه وسلم انه يأتيه الملكان بعد ذلك بعد ان تعاد روحه في جسده فهذا مراد المؤلف رحمه الله حينما قال بعد الانتهاء من تسليمه الى مثواه اذا اقبر وعادت الروح اليه عودا الله اعلم كيف يكون. يأتيه حينئذ الملكان فيسألانه عن ربه ونبيه صلى الله عليه وسلم. اكثر الاحاديث فيها ان السؤال يكون عن هذه الامور الثلاثة. ما هي ربه ودينه ونبيه صلى الله عليه وسلم. لكن في بعضها الاقتصار على بعضها في بعض الروايات الاقتصار على بعضها. والجمع بين ذلك بين ما جاء في انها ثلاثة او اقل ان يقال ان ذلك يختلف باختلاف احوال الناس فمنهم من يسأل الاسئلة الثلاثة ومنهم من يسأل اقل من ذلك او يقال ان تلك الروايات حصل فيها اختصار من الرواة حصل فيها اختصار من الرواة والعلم عند الله عز وجل نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ومنهم الملائكة الموكلون باهل الجنة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم بما صبرتم عقب الدار ايضا من الاعمال التي كلف بها الملائكة انهم وكلوا بالجنة واهلها. وهؤلاء هم خزنة الجنة كما قال الله عز وجل وسيق الذين اتقوا الى وسيق الذين اتقوا الى وسيق الذين اتقوا ربهم الى الجنة زمرا حتى اذا جاؤوها وفتحت ابوابها وقال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم و كذلك في هذه الاية والملائكة يدخلون عليهم من كل باب. سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار هؤلاء الملائكة الكرام اوكل الله عز وجل بهم ما يتعلق بشؤون الجنة واهلها. ومن ذلك تسليمهم عليهم وانهم يدخلون عليهم من كل باب وهذا دليل على ان الجنة فيها ابواب كثيرة نسأل الله عز وجل من فضله فاذا دخلوا بشروا اهل الايمان وسلموا عليهم سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وقد اخبر النبي صلى الله عليه وسلم ان البيت المعمور في السماء يدخله وفي رواية يصلي فيه كل ليوم سبعون الف ملك ثم لا يعودون اليه اخر ما عليهم ايضا من الاعمال التي كلف بها الملائكة عمارة البيت المعمور بعبادة الله سبحانه وتعالى والبيت المعمور هو بيت جعله الله سبحانه وتعالى لعبادة اهل السماء يعني الملائكة وهو كما جاءت في هذا اثار كثيرة يحابي الكعبة في السماء السابعة الدليل على انه في السماء السابعة ما ثبت في الصحيحين عنه صلى الله عليه وسلم واخبر عليه الصلاة والسلام انه رأى ابراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام مسندا ظهره اليه. وها هنا لطيفة ذكرها ابن كثير رحمه الله في تفسيره وهي ان الله عز وجل جعل ابراهيم عليه الصلاة والسلام في هذا الموضع لانه باني الكعبة الارضية. والجزاء من جنس العمل قال لانه باني الكعبة الارضية التي هي بيت الله عز وجل الذي جعله لعبادته في الارض فجزاه الله عز وجل ان يكون في هذا الموضع عند البيت الذي جعله الله عز وجل لعبادته في السماء. وهذا البيت المعمور قد اه ذكره الله سبحانه وتعالى في كتابه في سورة الطور والبيت المعمور كما هو قول جمهور المفسرين في تفسير البيت المعمور المراد به هذا البيت الذي جعله الله سبحانه وتعالى لعبادته في السماء السابعة وجاءت اثار عديدة عن السلف ان اسمه الضراح ما اسمه؟ الضراح بالضاد اخت الصاد بالضاد اختي الصاد. اه هذا البيت المعمور اخبر النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين انه يدخله كل يوم سبعون الف ملك. يدخله كل يوم سبعون الف ملك وفي رواية كما قال الشيخ وفي رواية جزاك الله خير وهذه الرواية في البخاري يصلي فيه كل يوم سبعون الف ملك ثم لا يعودون اليه اخر ما عليهم. يعني النوبة للملك لا تتكرر يدخله ماذا مرة واحدة سبعون الف ملك كل يوم منذ ما شاء الله والى ما شاء الله فلا شك ان الملائكة اعداد عظيمة هائلة يعني الاسبوع الواحد كم يدخل بهذا كم يدخل هذا البيت في الاسبوع الواحد من الملائكة؟ عدد ليس بسهل هذا في الاسبوع فكيف فيما مضى؟ وكيف فيما هو قادم فلا شك ان هذا يدلك على عظمة الله سبحانه وتعالى حيث حيث خلق هذا الخلق العظيم الكثير سبحانه وتعالى فالمقصود ان هؤلاء الملائكة آآ يعبدون الله سبحانه وتعالى في هذا البيت كما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم والله تعالى اعلم هذا ما ذكر المؤلف رحمه الله وبقيت اعمال اخرى لم يذكرها المؤلف رحمه الله لذلك حمل العرش فان من الاعمال الجليلة حمل عرش الله عز وجل كما قال الله سبحانه وتعالى الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين امنوا وقال سبحانه ويحمل عرش ربك يوم ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية ولا شك ان هؤلاء الملائكة ملائكة مقربون وهم من افضل الملائكة بقربهم من الله سبحانه وتعالى ايضا من الملائكة او من الاعمال التي كلف بها بعض الملائكة انهم يسيحون في الارض يطلبون حلق الذكر فاذا وجدوا بغيتهم وجدوا حلق الذكر حفوا بها. قالوا لبعضهم هلموا الى حاجتكم فيحضرون هذه المجالس كما ثبت هذا في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم ايضا من الملائكة ملائكة سياحون في الارض يبلغون النبي صلى الله عليه وسلم من امته السلام كما ثبت هذا فيما اخرج النسائي وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم ايضا من الملائكة ملائكة وظيفتهم حراسة مكة والمدينة من ان يدخلها الدجال على كل نقب من انقابها كما اخبر بهذا النبي صلى الله عليه وسلم ملائكة يمنعون دخول الدجال كما ثبت هذا في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم. ايضا من الملائكة كتاب الداخلين الى المساجد يوم الجمعة فان الله عز وجل او كل بهذا بعض الملائكة يقفون على ابواب المساجد ويسجلون الداخلين ويكتبونهم في كتب وصحف عندهم الاول فالاول حتى يدخل الامام فيطونا صحفهم والصحيح ان هؤلاء ليسوا كتبة الحسنات والسيئات وانما ذلك شأن اخر وشيء اخر كتابة الداخلين الى الملائكة وقد اوكل الله سبحانه وتعالى بهذا من اوكل من الملائكة اذا هذا بعض ما عرفنا من اعمال ووظائف الملائكة التي يكلفهم الله سبحانه وتعالى بها والواجب على المؤمن ان يؤمن بذلك كله وهذا ليس من فضول العلم وليس منا المسائل السهلة الهينة التي لا لا يلقي لها الانسان بالا كلا والله هذا كله ركن من اركان الايمان كل ما بلغ الانسان مما ثبت في كتاب الله او صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في شأن الملائكة فانه داخل في الايمان بالملائكة يجب اعتقاده والجزم به وتصديقه حتى يسلم للانسان ايمانه فانه لا ايمان الا بالايمان بالملائكة مع بقية الاركان والله تعالى اعلم. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله فصل ونؤمن بان الله تعالى انزل على رسله كتبا حجة على العالمين ومحجة للعاملين يعلمونهم بها الحكمة ويزكونهم. نعم انتقل المؤلف رحمه الله الى الركن الثالث من اركان الايمان وهو الايمان بالكتب والمقصود بالكتب ما اوحى الله سبحانه وتعالى الى رسله عليهم الصلاة والسلام من كلامه الذي فيه الهدى والنور لعباده تبصرهم ويهديهم والايمان بهذا لا شك انه من اوجب الواجبات فالله عز وجل امر نبيه صلى الله عليه وسلم بذلك فقال وقل امنت بما انزل الله من كتاب وكذلك يقول الله عز وجل قولوا امنا بالله وما انزل الينا وما انزل الى ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب والاسباط. وما اوتي موسى وعيسى وما اوتي النبيون من ربهم اه هذا حال اهل الايمان ورأسه في هذا نبينا صلى الله عليه وسلم ثم المؤمنون من بعده امن الرسول بما انزل اليه من ربه والمؤمنون. كل امن بالله وملائكته وكتبه فالكتب هو حال اهل الايمان بخلاف الكفار الذين يكفرون بالكتب ولا شك ان هذا من اعظم الضلال ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر فقد ضل ضلالا بعيدة بل الايمان بالكتب احد اركان الايمان فلا ايمان الا بتحقيقه. كما اخبر بهذا النبي صلى الله عليه وسلم في حديث جبريل المشهور وآآ الايمان بالكتب لله سبحانه الامر بالايمان بالكتب لا شك انه مما تواترت به الاحاديث والايات بل هذا دعامة الدين الايمان بالكتب وبالرسل كما قال شيخ الاسلام رحمه الله في الجواب الصحيح انه دعامة الدين وعاموده فلا يمكن ان يتحقق شيء من الايمان الا بالايمان بالكتب والرسل ولذلك يمكن ان نقول ان الايمان بالكتب وبالرسل يدخل في الايمان يدخل في الايمان بالله والايمان بالله يدخل في الايمان بالكتب والرسل كل واحد من هذه يتضمن ماذا الاخر لان ايماننا بالله عز وجل يقتضي الايمان بكل ما اخبر الله عز وجل به ومن ذلك الايمان بالكتب وبالرسل والايمان والكتب والرسل قد جاء في الكتب وجاء في دعوات الرسل الامر بالايمان بالله. فمن امن بالكتب وبالرسل امن بالله سبحانه وتعالى فهذه الاركان العظيمة يتضمن بعضها بعضا ويستلزم بعضها بعضا وانزال الكتب لله فيه حكمة بالغة لذلك الله عز وجل يقول تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم لان لله عز وجل حكمة بالغة في انزال كتبه على رسله عليهم الصلاة والسلام ومن ذلك من تلك الحكم انذار الجاهدين واقامة الحجة على العالمين انذار الجاحدين واقامة الحجة على العالمين ولاجل ذلك الله سبحانه وتعالى يقول في مفتتح سورة الكهف الحمد لله الذي انزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا قيما لينذر بأسا شديدا من لدنه ويبشر ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات ان لهم اجرا حسنا ماكثين فيه ابدا ثم قال وينذر الذين قالوا اتخذ الله ولدا من حكم انزال كتاب الله عز وجل القرآن وهكذا بقية الكتب انذار الهؤلاء الجاحدين واقامة الحجة عليهم. ولذلك اذا سيق الذين كفروا الى جهنم زمرا الله العافية والسلامة حتى اذا جاؤوها فتحت ابوابها وقال لهم خزنتها الم يأتكم رسل منكم ماذا يتلون عليكم ايات ربكم وينذرونكم لقاء يومكم هذا؟ قالوا بلى اذا قامت الحجة على هؤلاء الناس اجمعين ومنهم هؤلاء الكفار بتلاوة كتب الله سبحانه وتعالى فدل هذا على ان الله سبحانه وتعالى حكيم ولا احد احب اليه العذر منه سبحانه وتعالى ولذلك انزل كتبه وارسل رسله سبحانه وتعالى ايضا من الحكم من انزال الكتب الحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه لاجل ذلك يقول الله سبحانه وتعالى كان الناس امة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وانزل معهم الكتاب لماذا ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه العقول لا تستقل بالوصول الى العدل والانصاف واقامة الحق بين الناس لابد من كتاب منزل يقيم العدل والانصاف ويحكم بين الناس ويفصل بينهم فيما يختلفون فيه و الخلاف بين البشر كثير في امور الدنيا وفي امور الدين. فما الذي يفصل بين الناس الا وحي الله عز وجل؟ الذي انزله على رسله عليهم الصلاة والسلام ايضا من حكم انزال الكتب الدعوة الى اقامة القسط وذلك لقول الله سبحانه وتعالى كما اورد المؤلف رحمه الله لقد ارسلنا رسلنا بالمهن بالبينات وانزلنا معهم الكتاب ميزان لم ليقوم الناس بالقسط واعظم القسط توحيد الله عز وجل. واعظم الظلم الشرك بالله عز وجل هذا الكتاب العظيم الذي ينزله الله عز وجل على رسوله لا شك انه يتضمن الهداية والنجاة واقامة العدل والقسط في الناس يهديهم ويزكيهم ويصلح قلوبهم فهذا من حكمة الله سبحانه وتعالى في انزال الكتب ثم بعد ذلك نقول كيف يحقق المؤمن الايمان بالكتب؟ كيف اكون مؤديا هذا الركن من اركان الايمان الجواب ان الايمان بالكتب يتضمن اربعة امور او عفوا يتضمن خمسة امور اولا اعتقاد ان الله سبحانه وتعالى انزل على رسله كتبا هي كلامه الذي تكلم به حقيقة ووحيه الذي انزله الى رسله عليهم الصلاة والسلام. الكتب التي انزلها الله على انبيائه ورسله لا شك انها كلامه تكلم الله عز وجل بذلك حقيقة. فالذي تكلم بالقرآن هو الله. والذي تكلم بالتوراة هو الله. والذي تكلم بالانجيل هو هو الله سبحانه وتعالى. وهكذا بقية الكتب فهي كلام الله الذي انزله واوحاه الى انبيائه ورسله عليهم الصلاة والسلام. الامر الثاني الايمان بما علمنا من هذه الكتب تفصيلا والايمان ببقيتها اجمالا كتب الله عز وجل لا شك انها كتب كثيرة كما سيأتي كلام المؤلف رحمه الله في ذلك علمنا شيئا منها وخزن عنا علم اكثرها فما علمنا من هذه او من اسمائها فاننا نؤمن به على وجه التفصيل وما لم نعلم فاننا نؤمن به اجمالا وما علمناه كما سيأتي هو القرآن والتوراة والانجيل والزبوط وصحف ابراهيم. هذه خمسة وصحف موسى ان كانت غير التوراة ان كانت غير التوراة كما سنتكلم عن هذا قريبا ان شاء الله لان المسألة فيها خلاف طويل بين اهل العلم فهذا علمناه من كتب الله عز وجل تعينا فهذه نؤمن بها بعينها وما عدا ذلك فاننا نؤمن به ايمانا مجملا. الامر الثالث اعتقاد ان هذه الكتب اشتملت على الهدى والنور وبيان مراد الله عز وجل من عباده عقيدة وعبادة وما فيه سعادتهم في العاجل والاجل الامر الرابع اعتقاد ان هذه الكتب كتب كاملة لا نقص فيها ولا عيب وانه يجب تعظيمها واجلالها وانه يجب تعظيمها واجلالها الامر الخامس العمل بما لم ينسخ منها وهو القرآن الكريم العمل بما لم ينسخ منها وهو القرآن الكريم. هذه الامور الخمسة مما يجب على المؤمن ان يؤمن به فيما يرجع الى هذا الباب وهو باب الايمان بالكتب يقابل الايمان بالكتب الكفر بالكتب وهذا له صور اهمها اربع سور اولا التكذيب بها جميعا كما هو حال الملاحدة وغيرهم من الكفار الذين يكفئ الذين يكذبون بماذا؟ بالكتب جميعا ما انزل الله من شيء لا على محمد ولا على موسى ولا على عيسى ولا على ابراهيم صلى الله عليهم وسلم اجمعين. بل لا يؤمنون بهؤلاء الرسل اصلا. فضلا عن ان يكون اوحي اليهم او انزل عليهم كتب والامر الثاني او الصورة الثانية هي الايمان ببعض الكتب والكفر ببعض الكتب كما اه كان من اليهود الذين قالوا نؤمن بما انزل علينا ويكفرون بما وراءه ما سوى ما انزل عليهم فانهم ماذا يكفرون به فلا شك ان هذا كفر بالكتب فمن كفر وكذب بكتاب واحد فقد كفر وكذب بالكتب جميعا لان مصدرها كلها واحد كلها تكلم الله عز وجل بها وبعضها يشبه بعضا فيما تدعو اليه من الاصول والقواعد والكليات وبالتالي فمن كفر ببعض فقد كفر بها جميعا في حقيقة الحال الامر الثالث هو الايمان ببعض كتاب والكفر ببعض وهذا كفر بالكتب جميعا كما كان ايضا من حال الامة الغضبية اليهود الذين قال الله عز وجل عنهم افتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فكانوا يأخذون ويعملون ويؤمنون ببعض الكتاب و ما لا يوافق اهواءهم انهم يكفرون به وهذا لا شك انه من الكفر بالكتب ومن ذلك ايضا حال من يسمون القرآنيين في هذا الزمان الذين يزعمون انهم يأخذون بالقرآن فقط ولا يأخذون بالسنة او يقولون نأخذ من السنة بما دل عليه القرآن اما ما دلت عليه السنة استقلالا انهم لا يأخذون به لا شك ان هؤلاء قد امنوا ببعض الكتاب و كفروا ببعض ما الذي كفروا به كفروا بقول الله عز وجل وما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا وما جاء في هذا المعنى من القرآن لا شك انهم كفروا ببعض القرآن بهذا وبالتالي كانوا كافرين بالكتب كانوا كافرين بالكتب. الصورة الرابعة التي تنافي وتضاد الايمان الكتب الاستهزاء او السب لها لا شك ولا ريب ان المسلمين مجمعون على وجوب اجلال وتعظيم كلام الله عز وجل ووحيه جميعا وعليه فما نافى ذلك من سخرية واستهزاء او سب ولعن وما يجري في مجرى هذا فلا شك ان هذا كفر بالله سبحانه وتعالى وعليه فمن سخر بالقرآن او باية او كلمة او حرف من القرآن او سب صحف ابراهيم قال صحف ابراهيم كذا وكذا او العياذ بالله لعن التوراة التي انزلها الله على موسى عليه الصلاة والسلام. كل ذلك كفر باتفاق المسلمين. فان من الايمان بالكتب كما اسلفنا ماذا تعظيمها واجلالها وينافي ذلك اهانة ذلك وسبه وشتمه ولعنه. الاهانة اوسع ولذلك كما سيأتي معنا ان شاء الله انما نتكلم عن القرآن الكريم من ركظ المصحف برجله او رماه في الحش في دورة المياه وهو يعلم انه كتاب الله عز وجل نقول هذا ماذا هذا كفر بالله عز وجل ومناف للايمان بالكتب. اذا اهانة هذه الكتب كل ما يضاد تعظيمها واجلالها من استهزاء وسب او اهانة عملية فان ذلك كله مناف للايمان بالكتب. نعوذ بالله من هذه الحال. ولعلنا نقف عند هذا الحد ونكمل ان شاء الله في الدرس القادم والله اعلم. وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه اجمعين