غراس العلم لدراسة العلوم الشرعية يقدم شرح لمعة الاعتقاد لشيخ ابراهيم رفيق الطويل بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله الذي علم بالقلم علم الانسان ما لم يعلم احمده سبحانه وتعالى حمد الذاكرين الشاكرين واصلي واسلم على المبعوث رحمة للعالمين. ومحجة للسالكين نبينا وحبيبنا وقرة اعيننا محمد وعلى ال وصحبه وسلم تسليما كثيرا مباركا الى يوم الدين. حياكم الله احبتي الى مجلس جديد نعقده في شرح كتاب لمعة الاعتقاد للامام موفق الدين ابن قدامة المقدسي الصالحي الدمشقي. رحمة الله تعالى عليه وما زلنا نسير في المقدمات التي وضعناها لبيان المنهج الذي يسير عليه اهل السنة والجماعة في بناء العقائد تحدثنا احبتي في بداية هذه الدورة المباركة عن القاعدة الاولى وكانت هذه القاعدة تتكلم عن اهمية التأصيل العقدي في الوصول الى النتائج الصحيحة وتعرفنا على خطوات التأصيل العقدي باذن الله بشكل جيد ثم انتقلنا بعد ذلك الى القاعدة الثانية التي كانت تتكلم عن مصادر الاستدلال المقبولة في البناء العقدي عند اهل السنة والجماعة فعرفنا انها اربعة الهداية الفطرية والادلة العقلية الواضحة وهذان المصدران يوقفان طالب العلم على القواعد الكلية ولكنهما لا يؤسسان لعقيدة تفصيلية واما الدليل الثالث والرابع الثالث هو نصوص الكتاب والسنة. والرابع اه ما اجمع عليه الصحابة والتابعون والسلف الصالح او ما كان بينهم من دون وجود مخالف معتبر فهذه الادلة الاربعة والمصادر الاربعة كانت المصادر المقبولة عند اهل السنة والجماعة في بناء العقائد وتحدثنا ايضا في الجهة المقابلة عن المصادر المردودة في البناء العقدي عند اهل السنة والجماعة. فذكرنا مصدرين. اولا اه الادلة العقلية المتكلفة التي تسير على سنن الفلاسفة. فقلنا هذا الدليل مرفوض عند اهل السنة والجماعة في بناء العقائد الادلة العقلية المتكلفة المتعمقة التي لا يدركها الا الخواص هذه مرفوضة في بناء العقائد عند اهل السنة والجماعة. وان كنا بلها في الدفاع عن العقيدة وفي رد شبهات الملحدين والمشككين وما شابه ذلك. لكن ان نؤسس بها الاعتقاد عند الناس وعند المسلمين فهذا لا بل وعرفنا لماذا لا تقبل وعرفنا الفرق بين المنهج القرآني في بناء العقائد والمنهج الكلامي ثم انتقلنا بعد ذلك الى المصدر الثاني المردود وهو الكشوفات والمنامات والرؤى التي يستخدمها غلاة الصوفية في بناء العقائد وعرفنا ان هذا المصدر لا يمكن ان يكون مقبولا عند اهل السنة الجماعة في بناء العقائد اه اليوم احبتي باذن الله بعد ان انهينا هاتين القاعدتين واسرنا فيهما ننتقل باذن الله لاكمال باقي القواعد التي وضعناها اه اكمال الصورة ولتوضيح المنهج عند اهل السنة والجماعة في بناء العقائد من شتى جوانبه باذن الله. القاعدة الثالثة نتكلم فيها عن الهدف الاساسي الذي من اجله ندرس مادة الاعتقاد ما هو الهدف الذي من اجله ندرس مادة الاعتقاد. فاقول في القاعدة الثالثة الهدف من اقامة الدرس العقدي هو الوصول الى تحديد عقيدة اهل السنة والجماعة والى العمل بها. هذا نص القاعدة الهدف من اقامة الدرس العقدي ما هو نقول الوصول الى تحديد عقيدة اهل السنة والجماعة والى العمل بها فنحن نريد ان نحدد ما هي عقيدة اهل السنة والجماعة الصحيحة التي ترضي الرب سبحانه وتعالى ثم نريد ان نعمل بها فلا نريد ان يبقى الدرس العقدي درس جامد مجرد ان تقف على الاسماء والصفات وعلى القضاء والقدر وعلى مسائل اليوم الاخر من دون ان يكون هذا التعلم يدفعنا الى العمل. فنتمثل الاسماء الحسنى والصفات العلى ونحن ندعو الله سبحانه وتعالى. ونلتجئ اليه. ونصبر على ما آآ تصيبنا به الاقدار في هذه الحياة الدنيا لان نوقن ان هذه الاقدار كتبها الله عز وجل علينا قبل ان يخلقنا. كذلك عندما ندرس اليوم الاخر اه وعرصات هذا اليوم ما فيه من الاهوال العظيمة من الصراط والميزان وما شابه ذلك. يخاف الانسان ويخشى من لقاء الله سبحانه وتعالى ويتحرك عنده الايمان للعمل الصالح وللتوبة والاستغفار. لعل الله عز وجل ان يغفر لنا في تلك المشاهد العظيمة المهولة. فاذا اقامة الدرس العقدي ليس بمجرد اخذ معلومات بل نحن نريد ان نعرف ما هي العقيدة الصحيحة ثم نريد ان ننطلق بما تعرفنا عليه الى فضاء العمل. هذا الذي نريده طيب اقول في تعليقي على هذه القاعدة الغرض الذي من اجله تتم دراسة مسائل الاعتقاد اه تتم دراسة مسائل الاعتقاد والبحث في دلائلها هو الوصول الى العقيدة التي علمها محمد صلى الله عليه وسلم وعلمها لصاحبه وللامة من بعد ذلك اعيد هذا النص الغرض الذي من اجله تتم دراسة مسائل الاعتقاد. والبحث اه في دلائلها هو الوصول الى العقيدة التي علمها محمد صلى الله عليه وسلم لصحبه وللامة من بعد ذلك لنعتقدها ولنؤمن بها. فنحن نريد ان نعتقدها ونؤمن بها اولا. ثم لتكون وقودا تحركنا في هذه اياتي ثانيا. فنحن انما نقصد هدي محمد صلى الله عليه وسلم. وهدي صحبه لماذا؟ لاننا نوقن انهم رضوان الله تعالى عليهم كانوا على المحجة البيضاء التي يحبها الله سبحانه وتعالى. وكانوا على المعتقد السليم الذي يليق بالرب عز وجل في ذاته وصفاته وافعاله. فنحن امة اتباع لا امة ابتداع. احبتي نحن نوقن يقينا جزما لا شك فيه. ومن كان عنده شك فليراجع ايمانه. نوقن ان النبي صلى الله عليه وسلم وان الصحابة كانوا على المحجة وعلى العقيدة التي ترضي الرب سبحانه وتعالى. فمن كان يبحث عن علم الاعتقاد فليعلم انه يبحث عن معتقد محمد صلى الله عليه وسلم الصحابة الكرام ومن كان يريد ان يتعرف على منهج الاعتقاد عليه ان يتعرف منهج محمد صلى الله عليه وسلم ومنهج الصحابة. فاياك ان تظن ان اهناك منهجا اعدل من مناهجهم وان هناك عقيدة اصوب من عقائدهم فتزل اياك ان تثق بنفسك وتظن انك اقدر على الوصول الى العقائد الحقة من الصحابة الكرام ومن التابعين ومن الاوائل من هذه الامة. اكمل فاقول اذا فنحن متبعون لا مبتدعون. نقف حيث وقفوا ونسير حيث ساروا ونتمثل دائما بقول ابن مسعود رضي الله تعالى عنه الذي سيذكره ابن قدامة رحمة الله تعالى عليه في لمعة الاعتقاد قف حيث وقف القوم اي والله قف حيث وقف الصحابة والتابعون ولا تخض زائدا عن خوضهم. قف حيث وقف القوم فانهم عن علم كفوا فانهم عن علم وقفوا وببصر نافذ كفوا او كما قال رضي الله تعالى عنه. فهذه دعوة من ابن مسعود للاجيال اللاحقة من هذه الامة ان تقف عند الحدود التي وقف الصحابة الكرام وان يلتزموا منهج ذاك الجيل الذي تربى على يدي محمد صلى الله عليه وسلم في بنائه العقدي والمنهجي والسلوكي ونعوذ بالله ان نظن في انفسنا علما في الله لم يعرفه الصحابة او التابعون او اننا احكم معرفة بالله منهم. بل هذا هو الجهل بذاته والانحراف بعينه. وقد علقنا سابقا على مقولة منتشرة عند كلامي ان عقيدة السلف اسلم وان عقيدة الخلف احكم. وهذه مقولة ابليسية مخالفة للمنهج الصواب الذي يجب على المسلم ان يسلكه في حياته. المنهج الصواب ان تعتقد ان محمد صلى الله عليه وسلم وان الصحابة وان السلف الصالح كانوا واسلم واحكم في بناء مسائل الاعتقاد واما ان تظن ان السلف اتبعوا طريق السلام فقط ولم يخوضوا آآ ذاك الخوض في مسائل الاعتقاد. طلبا آآ وهربا اه الى بر الامان وان من جاء بعدهم من الخلف كانوا احكم منهم في بيان معاني النصوص وفي تفسيرها وفي الاعتقاد بها وعقد قلب على الله سبحانه وتعالى فهذا من مداخل ابليس الخطيرة هذا من مداخل ابليس الخطيرة وفيها تقليل من شأن السلف رضوان الله تعالى عليهم. فالسلف لم يكونوا مجرد هربا الى بر الامان كون الخوض على طريقة المتكلمين. بل انما تركوا الخوض على طريقة المتكلمين لان هذا هو مراد الله سبحانه وتعالى. وهو مراد محمد صلى الله عليه وسلم في تعليمه للصحابة ان نقف عند حدود معينة. والا نتجاوزها ولا نكلف عقولنا ما لا تحتمل. وانظروا حينما خاض المتكلمون تجاسروا وتجاوزوا الحد الذي وقف عنده الصحابة الكرام. انظروا كيف اختلفوا فيما بينهم. وانظروا كيف وقع التكفير بين هذه الطائفة وتلك الطائفة. وانظر كيف وقع الاضطراب والتشتت ثم انظر كيف عادوا في اخر عمرهم. كما نقلنا في المحاضرة السابقة عن الجويني والرازي والغزالي كيف عادوا ليعترفوا بان المنهج الذي كان ينبغي ان يسلكوه هو الوقوف عند حد ما وقف عليه الصحابة والتابعون والوقوف عند حد ما بينه كتاب الله سبحانه وتعالى محمد صلى الله عليه وسلم ثم اتبع فاقول وليس المقصد من دراسة هذا العلم وليس المقصد وانتبهوا على هذا الكلام لانه مهم وليس المقصد من دراسة هذا العلم نصرة طائفة على اخرى او ايقاظ فتن ومعارك في حياة الامة وبين ابنائها او التعصب للاشياخ وللفرق وللطوائف من كان يدرس علم الاعتقاد لينصر شيخه او طريقته فليراجع نيته. وليراجع اخلاصه وقل ان يوفق للصواب. من يدخل في علم الاعتقاد ويبحث فيه بهذه النية فهذا قل ان يوفق الى الصواب احبتي لان الله سبحانه وتعالى انما يوفق الانسان الى الخير والى الحق اذا رآه باحثا عن الحق اينما كان وحيثما وجد. هذا هو الانسان الذي نستطيع ان نسميهم طالب للعلم واما الانسان الذي يدخل في دراسة مسائل الاعتقاد فقط يريد ان يعرف كيف ينصر اشياخه وكيف ينصر طريقته فهذا عمله مدخول ونيته مدخولة وقل ان يوفق للهداية والله تعالى اعلم اذا وليس المقصد من دراسة هذا العلم نصرة طائفة على اخرى او اقالة فتن ومعارك في حياة الامة وبين ابنائها كما يفعل الجهال اليوم او التعصب للاشياخ والفرق والطرق بل التطبيق والعمل بل التطبيق والعمل هو المقصد الاسمى والهدف الاعلى. اي والله احبتي كم تاج الى ان نتمثل مسائل الاعتقاد في حياتنا اليومية اعمال القلوب كيف نتعبد بها ربنا سبحانه وتعالى؟ الاسماء والصفات كيف نحيا مع اسم الله الرحيم؟ كيف نحيا مع اسم الله القدير؟ كيف نحيا مع اسم الله المنتقم كيف نحيا مع اسم الله الجبار مع اسم الله القدوس السلام المؤمن. كيف نتمثل هذه الاسماء ونعيش في ضوئها وفي حياتها؟ كيف مؤمنين بالقضاء والقدر ونشعر بالاطمئنان بان كل حركة وكل سكنة في هذا الكون هي بتدبير الاله الحق سبحانه وتعالى. كيف نحيا بالتوبة والاستغفار لاننا وجلون من لقاء الله سبحانه وتعالى في يوم اخر قد عرفنا تفاصيله في مسائل الاعتقاد وعرفنا هول مطلعه. نعم هذا الذي نريده وهذا الذي يغيب للاسف عن الدرس العقدي في مثل هذه الايام. الامة اليوم ليست بحاجة فقط الى التنظير في مسائل الاعتقاد بحاجة الى ان تترجم مسائل الاعتقاد من او تنقلها من الزاوية النظرية الى الجانب العملي الواقعي احبتي. نعم عن هذا نبحث ومن هنا يجب ان يتم تعديل طريقة طرح الدرس العقدي والا تبقى فقط مسائل جامدة ترد بها على الكلاميين وعلى غيرهم وهذا ينصر طائفته وهذا ينصر الطائفة الاخرى ثم بعد ذلك ينقضي هذا الدرس والطالب لم يتقدم في ايمانه وفي علاقته مع الله سبحانه وتعالى خطوة واحدة. اذا علينا ان نراجع طريقة طرح المسائل العقدية. فكم من معلم ودارس حظه من هذا العلم اي من علم الاعتقاد الجدل والمراء واظهار النفس والتفوق على الاقران في النظر قموا في دراسة علم الاعتقاد ان يبين قدرته على الجدل العقدي وانه يستطيع ان ينصر طائفته وانه ينصر المنهج الكلامي وهذا ينصر منهج اهل السنة يعني هو نصرة منهج اهل السنة هذا امر طيب ولابد ان يكون هذا هدف عام لكن ان تدرس علم الاعتقاد فقط من اجل ان ابين مقدرتي على الجدل والمنافحة عن طريقة اهل السنة فهذا ايضا يحتاج الى اعادة تعديل. انت لا تدرس وسائل الاعتقاد آآ فقط لتنصر وتبين قدرتك على نصرة مذهب اهل السنة انت تدرس مسائل الاعتقاد اولا لترفع الجهل عن نفسك. ولتعقد القلب على عقيدة صحيحة لربك. ولتعمل ولتسعى في حياتك. ثم اذا استطعت ان تنصر عقيدة اهل السنة وتدافع عنها فجزاك الله خير الجزاء. واما ان تدخل بنية فقط الجدل حتى ولو كان بنية الجدل عن عقيدة اهل السنة فهذا امر يحتاج الى تعديل حقيقة في الرؤيا. والله تعالى اعلم اذا فكم من معلم ودارس حظه من هذا العلم الجدل والمراء واظهار النفس والتفوق على الاقران في النظر. وعندما يأتي وقت العمل تجده في اخر الركب ان لم ينقلب على عقبيه. انظروا في كثير من الاقوام كانوا يطرحون مسائل الاعتقاد ويعلمون ويتحدثون وحينما جاء وقت العمل وقت الاختبار الحقيقي اذا هم ينقصون على اعقابهم ثم ويهربون من المواجهة. نعم احبتي مسائل الاعتقاد هي مسائل عمل وتطبيق شيء تعقد عليه القلب. مع الخالق سبحانه. لذلك سميت مسائل اعتقاد ليست مسائل تنظير وساحات للجدل. لم تنزل هذه العقيدة ليتناحر المسلمون فيما بينهم. من هو الاصوب ومن هو اه الاخرق او الابعد عن الصواب بل نزلت هذه العقيدة واتى النبي صلى الله عليه وسلم بهذه الملة من اجل ان يعم الخير على هذه الارض ومن اجل ان يعود الناس الى دين الله ولاجل اه ان يتعرف الناس على ربهم ويقصدوه بالعبادة والتوحيد. فعلينا اذا ان نعيد التفكير حقيقة ونقارن بين المقصد قد الذي من اجله اتت مسائل الاعتقاد وهل نحن في دراستنا وفي تدريسنا العلوم العقدية نحاول ونسعى ان نصل الى هذا المقصد ام اننا نجنح الى جوانب اخرى لقد علمنا اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ان تعلم مسائل الاعتقاد يكون بالتطبيق العملي لها من خلال مراعاة اعمال القلوب وافراد الله سبحانه وتعالى بالعبودية والقصد والتعبد له باسمائه الحسنى وصفاته العلى والدعاء بها والسير على نهجها والخوف من عذاب القبر حينما ندرس مسألة القبر ومن خالف فيها ونثبت ان هناك عذاب للقبر وانك ستسأل في قبرك عن كذا وكذا لا ندرسها من اجل ان نثبتها كمسألة نظرية. نحن ندرس هذه المسألة لنخاف ولنخشى من تلك الساعات احبتي. اذا والخوف من القبر ومن سؤاله ومن الاخرة وعرصاتها واظهار الولاء لله وللمؤمنين والبراءة من الشرك والمشركين. مسائل الولاء والبراء من اخطر مسائل الاعتقاد. كم من انسان اليوم ينظر في مسائل الولاء والبراء وهو للاسف يوالي اعداء الامة ويناصرها ويدافع عن الظالمين وعن آآ اصحاب الفجور والمعرضين عن دين الله سبحانه وتعالى. نعم تجدهم بلحى وبثياب ويتكلمون عن اهمية الولاء لله ولرسوله وللمؤمنين وخذلان اهل الباطل والظلمة والفجرة وعندما تنظر في التطبيق تجد بون شاسع تجده واقف مع الطرف الاخر مع الظلمة ومع المجرمين ومع سافكي الدماء كيف تدرس انت هذه المسائل وتطرحها وتبينها للطلبة ثم يخالف القول العمل؟ اذا علينا ان نراجع بعض القضايا فعلا في قضية العمل بالاعتقاد قاد وليس الامر مجرد التنظير فمن اه اذا نقول واظهار الولاء لله وللمؤمنين والبراءة من الكفر والمشركين. وللذب عن حمى هذه الشريعة من غارات اهل الاهواء وشبهات اهل الزيغ والمفسدين. فمن رام غير هذا المقصد النبيل فقد افسد علمه وعمله اذا هذا كلام في الغاية التي من اجلها ندرس مسائل الاعتقاد فنحن هنا لم نأت احبتي لهذا المجلس ولم نعقد هذه الدورة من من اجل ان ننصر طريقة معينة فقط. نحن اتينا هنا وهدفنا ان نتعرف على العقيدة التي علمها النبي صلى الله عليه وسلم لاصحابه حتى نرفع الجهل عن انفسنا وحتى نعرف ما هو العقيدة او العقد الذي يجب ان نعقد عليه قلوبنا تجاه ربنا ثم نسعى للعمل في حياتنا وايضا من مقاصدنا ومن مقاصدنا ان ننافع عن عقيدة اهل السنة والجماعة. واما ان يكون الهدف هو مجرد الجدل العقدي والانتصار للشيخ والطريقة فهذه نية مدخولة كما بينا. اذا عرفنا الغاية من دراسة باب الاعتقاد فاعلم يا طالب العلم انك باحث عن العقيدة المحمدية حيثما كانت ومع اي شيخ وجدت يعني عندما تتعلم مسائل الاعتقاد عليك ان تتجرد وان تكون باحث للحق فعلا واذا عرفت الحق مع شيخ او مع رأي معين عليك ان تلتزمه بغض النظر منه وهذا الشيخ تحبه تبغضه تعرفه لا تعرفه اذا عرفت ووجدت الحق في اي مع اي شيخ وفي اي طريق فعليك ان تسلكه فالحق مقصدك والدليل قائدك. فاياك ان تتعصب للاشياخ والطوائف فانها لن تغني عنك من الله شيئا. وفعلا الاشياخ والطرق لن تغني عنك يا طالب العلم من الله شيئا. وحينما تقف بين يدي الله سبحانه وتعالى. ويسألك الله عز وجل عن عقيدتك ويسألك لماذا يا فلان رأيت الحق بعينيك واعرضت عنه انتصارا لشيخك ولطائفتك. بماذا ستجيب؟ الرب سبحانه وتعالى. نعم عليك ان تعد جوابا لذاك الموقف. حينما تسأل يوم القيامة عن اعراضك عن الحق وقد رأيته بعينيك نصرة لشيوخك ولطريقتك ولزملائك بماذا ستجيب الرب سبحانه وتعالى؟ عليك ان تعد الجواب من الان. فاياك ان تتعصب للاشياخ والطوائف. فانها لن تغني عنك من الله شيئا. وكلما تجردت من هواك واطلع الله على قلبك فرآه قلبا متجردا عن التعصب والهوى. طالبا لمرضاته باحثا عن مراده الهمك الله سبحانه وتعالى رشدك وانار بصيرتك لتصل اليه وفتح لك وجهه من التعرف سبحانه بدليل قويم ومنهج مستقيم. واعانك على قهر هواك وشيطانك. فانبذ عن نفسك اخي الكريم تسمي باسماء الطوائف انبذوا اسماء الطوائف احبتي يا طلبة العلم انتم طلبة علم لهذه الامة باسرها. انتم لستم لجهة معينة او لطائفة معينة او لحزب معين او لطريقة انتم للامة انتم علماء للامة طلبة علم للناس جميعا. فانبذوا اسماء الطوائف والفرق وقولوا نحن مسلمون. على طريقة اهل السنة جماعة وكفى بذلك شرفا يكفيك ان تقول عن نفسك انك مسلم والله يكفيك لا تحتاج الى شيء اخر. مسلم وعلى طريقة اهل السنة والجماعة. هكذا عاش علماؤنا رحمة الله عليهم. وعلى هذا عاش علماء اهل السنة والجماعة عبروا قرون. واما ما نشأ اليوم من الاسماء والفرق وهذه الطائفة تنقسم الى عشرة اسماء وهذه تنتسب نفسها الى شيخ وهذه لا طريقة. فوالله ليس هذا من منهج محمد صلى الله عليه وسلم وليس هذه دعوة الاسلام ان نتفرق في الدين من هذه بل دعوة الاسلام ان نتمسك بحبل الله جميعا ولا تفرقوا. كما قال سبحانه وتعالى واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا هذه هي دعوة الدين. ان نتسمى بما سمانا الله سبحانه وتعالى به. هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا. فهذا الشرف هو الذي علينا ان نحافظ عليه الاسم الذي سمانا الله سبحانه وتعالى به باسم الاسلام. وما تعاقد عليه العلماء قديما والى هذا اليوم باننا نسير على منهج اهل السنة اي اهل الاتباع لما كان عليه محمد صلى الله عليه وسلم والصحابة لا نزيد على ذلك اسماء ولا القاب ولا طرق. ونسأل الله سبحانه وتعالى ان نحيا على ذلك. وان نموت على ذلك فانبذ اذا عن نفسك التسمي باسماء الطوائف. وقل اني مسلم على طريقة اهل السنة هو الجماعة. ولا تعدو هذا القدر فتضيق واسعا وتحصر عقلك في اتون الطوائف والفرق. وقد جعل الله سبحانه وتعالى هذا الدين رحبا واسعا الناس جميعا ممن دخل في دين الله وشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله موقنا مصدقا متبعا موفيا بشروطها. نسأل الله العظيم رب رب العرش العظيم ان يحيينا على هذا الطريق ان نكون مسلمين موحدين لله سبحانه وتعالى نجمع الناس على كلمة التوحيد الخالص ولا نتسمى باكثر من ذلك. هذه والله غايتنا وهذا مقصدنا ونسأل الله العظيم ان يبعثنا عليها. واحذر اخي الكريم من الخوض هذا انظروا الى هذا المنهج الذي اريد ان اقرره في اذهانكم احبتي الان اتكلم عن مناهج مسلكية في دراسة الاعتقاد تكلمت قبل قليل عن الغاية من دراسة علم الاعتقاد وتكلمت ان الانسان يبحث عن الحق حيثما كان وانه لا ينتمي الى الطوائف والفرق وانما ينتمي الى الحق. والان اقول لكم ايضا احذروا احبتي من الخوف في علماء الامة الابرار الذين قضوا وافضوا الى ربهم على اختلاف طوائفهم ومشاربهم اي والله. احذروا من ان تطعنوا وان تشتموا وان تتنقصوا من علماء الامة الكبار الذين ثبتت عدالتهم وثبت انهم باحثون عن الحق مهما اختلفت طوائفهم واختلفت فرقهم اي والله. فان من ظهرت لنا عدالته الدينية من علماء امة فليس لك يا طالب العلم الا ان تترحم عليه. وان تدعو له في ظهر الغيب وان تحسن الظن به وان تكون متيقنا انه ما قصد الا الحق. وان لم يصبه في ظننا هناك علماء ذكرنا اننا نخالفهم في مسالكهم العقدية. علماء الكلام وغيرهم ممن نشأ على هذه الطرق. وان خالفناهم في مسالكهم لكن هم علماء كبار. ليس لنا الا ان نترحم عليهم. وان نسأل الله لهم المغفرة. ونسأل الله العظيم ان يتجاوز عن خطئهم وزلالهم فيما نظنه خطأ من افعالهم وتحسن الظن بهم انهم لم يريدوا الا الوصول الى الحق وان لم يصيبوه في ظننا وان لم يصيبوه نعم هم لم يصيبوا هذا الحق كما نعتقد لكن في النهاية نحن نحسن الظن انهم كانوا يبحثون عنه. واياك ان في نية عالم من علماء الامة وان تتجاسر عليه وان تتكلم فيه بما لا يليق بحق العالم فصدقني ليس هذا من سبيل الموفقين ابدا وهذا لا يمنع كوننا احبتي ندعو للعلماء ونترحم عليهم ونجل العلماء من علماء الكلام وعلماء اهل السنة جميعا هذا لا يعني يعني اجلالنا واعظامنا لهم لا يعني اننا لا نناقش ولا نخطئ ولا نبين الصواب الذي يرضي الرب سبحانه وتعالى فالحق اعلى من الجميع. لكن بيان الحق لا يعني الشتم والانتقاص والدخول في نوايا اهل العلم الكبار. خاصة هؤلاء الائمة الذين تركوا المصنفات الكبرى في اصول الفقه الحديث والتزكية والاخلاق فهم وان لم يصيبوا لكن لهم ايادي بيضاء على هذه الامة ما زلنا نحيا في ظلالها وافيائها. وهذا اذا لا يمنع ان نناقش افكارهم وان نخطئ من حاد منهم عن منهج السلف الصالح وسلك غير مسلكهم وشرب من غير موردهم. لكن يقودنا الادب واحسان الظن وسؤال المغفرة وعدم الاغترار بالنفس. هذا الذي يقودنا. احسان الظن بالعلماء سؤال المغفرة لهم وعدم الاغترار بانفسنا. بل نبقى دائما على خوف ووجل من الذلل والخطأ فليس لنا ضمان وعهد من الله سبحانه وتعالى انني انا واياك لن نخطئ وهؤلاء الائمة الكبار هم الذين سيخطئون هل عندي وعندك ضمان؟ ليس عندنا ضمان. فالمسلم يبقى على وجل وخوف من ان يكون اخطأ المسلك. ودائما يقول اهدنا الصراط المستقيم. هذا الدعاء الابدي الذي نقرأه في كل صلاة وندعو به في كل صلاة من الصلوات. اهدنا الصراط المستقيم يا الله. صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين امين فاذا نحن نبقى دائما على خوف ووجل. هنا ارسل رسالة لبعض طلبة العلم ممن اغتروا بانفسهم وظنوا انهم على اهل السنة والجماعة بالتمام والتفصيل. وانهم لا يمكن ان يحيدوا وينظرون بنظرة الازدراء للائمة الكبار الذين اخطأوا المسلك. اياكم ان اغتروا بانفسكم والله اعلموا ان الثبات على طريق اهل السنة والجماعة. وان هذه الهداية هي منة من الله سبحانه وتعالى. ومحض فضل منه ان هداكم الى هذا الطريق ولو شاء الله عز وجل لم تكونوا هنا بل كنتم على مناهج اخرى خاطئة. فسلوا الله الثبات وقولوا ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة انك انت الوهاب فليس لنا ضمان بالاهتداء لم ينالوه. ولا شهادة تزكية لم يظهروا بها. ومن اعتاد الوقيعة في العلماء. اسمعوا هذا الكلام وهذا اقوله لكل من يتصدر اليوم لتدريس الاعتقاد في هذا البلد وفي غيرها من البلدان على اي منهج كان هذه رسالة ارسلها لكل من يتصدر لتدريس مسائل الاعتقاد في هذه الديار وفي اي بلد كان. اسمعوا وعوا من اعتاد الوقيعة في العلماء والنيل من اعراضهم فضلا عن التجاسر على تكفيرهم وشتمهم وسبهم فقد تعرض لمقت الرب وغضبه فان لحوم العلماء مسمومة فان لحوم العلماء مسمومة. اسمعوا هذا الكلام كما ذكره ابن عساكر. وعادة اه فان لحوم العلماء مسمومة وان عادة الله في هتك حرمة من ينالهم معلومة. وان من معالم منهج اهل السنة والجماعة. احترام اهل العلم والادب معهم ايجاد العذر ما وجد له طريق. هذه من معالم منهج اهل السنة والجماعة. وان من معالم منهج اهل السنة والجماعة احتراما عفوا احترام اهل العلم والادب معهم وايجاد العذر ما وجد له طريق. هذه من المعالم المتفق عليها بين نوم الجماعة انهم يحترمون العلماء جميعا اي عالم مهما كانت طائفته ما دام انه داخل قبة الاسلام وسعى للوصول الى كالحق فهو وان اخطأ المسلك فاننا نحترمه ونتعامل معه بالتبجيل والتوقير والاحترام ونناقشه فيما اخطأ فيه وانتهى انتهى الامر اذن وان من معالم منهج اهل السنة والجماعة احترام اهل العلم والادب معهم وايجاد العذر ما وجد له طريق فان اهل انه الجماعة ارحم الخلق بالخلق اي والله. منهج اهل السنة والجماعة يقوم على الرحمة بالخلق. وان ننظر الى الناس بعين الرحمة والرأفة واننا تواصى بالحق ونتواصى بالصبر واننا نريد ان نخرج الناس من هذا من هذه الشبهات ومن هذا الضلال ومن هذا الزيغ الى منهج الاسلام الحق الذي اتى به محمد صلى الله عليه وسلم فقط هذه هي رسالتنا وهذا هو مقصدنا. وليس هدفنا الانتصار للانفس او الشيوخ او الطوائف. وان عندما ننتصر للاسلام لانه الاسلام الذي يجمعنا فان اهل السنة والجماعة ارحم الخلق بالخلق ومقصدهم جمع الناس على مراد الله. لا التحزب والتشتت فرقا طوائف كما يفعل الجهلة وكن على وجل من رمي الناس والفرق بالكفر. هذه قضية التكفير اتطرق اليها الان هنا اه اختم بها كلامي في هذه القاعدة. اقول وكن على وجل من ماذا؟ من رمي الناس الافراد او الفرق. بالكفر واخراجهم من دائرة هذا الدين لماذا فان التكفير باب خطير جد خطير اعيد فان التكفير باب خطير جد خطير. نعم احبتي. بعض طلبة العلم يقرأ كتابا او كتابين او يسمع محاضرة او محاضرتين ويبدأ بعدها يخوض في الناس والجماعات تكفيرا وتفسيقا والحكم عليهم وانزال الاحكام العينية. وهذا باب خطير. وما دخل هذا الامة الا والله افسدها وكان سببا في سفك الدماء المعصومة وهتك الاعراض. فعلينا ان نتقي الله سبحانه وتعالى في هذا الباب خاصة في باب التكفير لان التكفير حكم شرعي ينبني عليه استحلال الدماء والاموال والذراري امر خطير جدا حكم التكفير اياك ان تظن انها مجرد كلمة تلقيها انت وانتهى الامر. كلا يا طالب العلم ان التكفير حكم شرعي تترتب عليه الخطيرة جدا في حياتنا. مسائل في عاصمة الدماء. مسائل في الاموال. مسائل في النكاح. مسائل في كل شيء. في كل ابواب الفقه. فعليك ان تتقي الله سبحانه وتعالى والا تستعجل. فان التكفير باب خطير جد خطير. والسلامة فيه لا يعدلها شيء كما قال القرطبي رحمه الله الله تعالى وقد تجاسر اقوام عليه. في هذا الزمن وفي الازمان المتقدمة وما تجاسر قوم على التكفير الا كان ذلك سبب فتنة وفساد في هذه الامة. وقد تجاسر اقوام عليه فضلوا واضلوا وولغوا في دماء المسلمين وهذا ثمرة الجهل نعم من يكثر من التكفير وايقاع الاحكام بالناس وسفك الدماء هذه امارة جهل ولو كان يدرك عقيدة اهل السنة والجماعة بالتفصيل ويعرف مسائل العذر ومن يعذر ومن لا يعذر لما ولغ هذه البلغة في دماء المسلمين الطاهرة. وهذا ثمرة الجهل والعجلة قبل استيقان فالتكفير حكم شرعي يترتب عليه اثار عظيمة في الدماء والاموال والاعراب ومبناه على الاستدلال الصحيح لا على بالغيب ليست القضية قضية هوى او ان فلان من الناس او فرقة من الفرق لم يعجبك تصرفها فتقوم مباشرة بانزال الحكم عليها واستحلال دماءها القضية احبتي حتى لو خالفك شخص في مسألة ونظر اليها بنظرة مخالفة لك وتراها مخالفة لمنهج الاسلام الصواب عليك ان ان تحلل هذه النظرة فقد يكون الشخص عنده عذر قد يكون له تأويل قد يكون هناك شبهة فالامر ليس اذا بالعجلة والباب هذا خطير والعلماء كانوا يتورعون في اشد التورع. ويعجبني الغزالة في كتابه التفرقة بين الاسلام والزندقة حينما كان ينكر على غلاة المتكلمين المسارعة في التكفير ويبين ان باب العذر باب واسع في الشريعة الاسلامية. وعلى نهجه سارة ابن تيمية مع المفارقة بين منهج الغزالي وابن تيمية في الاعتقاد الا انهما متفقان على ان باب العذر باب واسع وان باب التكفير باب حذر جدا يجب الا يستعجل في اه الخوض فيه وانزاله على الاعيان والطوائف لذلك نقول فالتكفير حكم شرعي يترتب عليه اثار عظيمة في الدماء والاموال والاعراض ومبناه عن الاستدلال الصحيح لعل الرجم بالغيب. والاصل في اهل الملة المحمدية هو الاسلام الاصل في الناس الذين شهدوا ان لا اله الا الله وان محمد رسول الله هو الاسلام. فما دمت شك ان فلان خرج من هذا الدين او لم يخرج فالاصل ان يبقى على تنام حتى تأتي بدليل بين واضح لك فيه من الله سلطان على انه فارق الملة المحمدية فلا يخرجون منه بالظنون ولا بالاوهام وباب العذر باب واسع فاحذر من ان تزل قدمك وان تدخل في مستنقع التكفير فلا تستطيع ان تخرج منه. اذا هذا تحذير لكل طالب علم ان لا يكون مستعجلا نهما في مسائل التكفير والخوض في اديان الناس واعيانهم. بل عليك ان تنتظر وان تتروى وان يكون هدفك ايصال الحق الى الناس. هذا هو الهدف الهدف الاساس هو ان ننشر هذه الدعوة وان نوصلها للناس. وان شككت في مسألة هل هي مسائل التكفير او لا يكفر صاحبها؟ فاترك ذلك ودعك منه تصل الى العلم المستحكم فانت لن تسأل عن شيء شككت فيه. يا طالب العلم لن تسأل عن شيء شككت فيه. فما كنت تجهله فقف وانتظر وتروى الى ان تبلغ في العلم شأنا عظيما ثم الله سبحانه وتعالى يفتح لك من كنوز معرفته وكل ما وكل ما كان الانسان واسع المعرفة مطلع على مسائل الاعتقاد ومطلع على مسائل العذر عند السلف الصالح يتسع عقله اكثر واكثر للخلاف مع الاخرين. وكل ما كان قراءته ضعيفة. وعلمه ضعيف كل ما كان ضيق اكثر واكثر في تفكيره. وكلما كان اسرع لالقاء الاحكام على الناس وهنا قبل ان انتقل الى القاعدة الرابعة انقل نصا لابن تيمية رحمة الله تعالى عليه وهو يصف منهج اهل السنة والجماعة في باب الاعتقاد فيقول فيه وائمة السنة والجماعة واهل العلم والايمان فيهم العلم والعدل والرحمة هذه الصفات الثلاث هي التي تميز من يسير الى طريقة اهل السنة والجماعة. العلم متضلع في العلم ليس قشور. العلم حقيقي. العلم والعدل يعدل مع الناس جميعا حتى مع مخالفيه. ولا يجرمنكم شنئان قوم على الا تعدلوا. العدل مع الناس والرحمة هم ارحم الخلق بالخلق هذه الصفات الثلاث هي التي تميز اهل السنة والجماعة قال فيعلمون الحق الذي يكونون بموافقين للسنة سالمين من البدعة فيعلمون ليسوا يعلموني فيعلمون الحق الذي يكونون به موافقين للسنة سالمين من البدعة ويعدلون على من خرج منها ولو ظلمهم كما قال تعالى ولا يجرمنكم شنآن قوم على الا تعدلوا ويرحمون الخلق فيريدون لهم الخير والهدى والعلم. فهو فصل ما اجمله لانه هو قال علامة اهل السنة والجماعة العلم العدل والرحمة. فبين انهم يعلمون من السنة التي يجب يجب عليهم ان يتبعوها والبدعة التي يجب ان يجتنبوها ويعدلون مع مخالفيهم ممن خرجوا عن منهج اهل السنة والجماعة ولا يظلمون الناس. ثالثا انهم يرحمون الناس ويتمنون لهم الخير والهدى والعلم. لا يقصدون الشر لهم ابتداء بل اذا عاقبوهم وبينوا خطأهم وجهلهم وظلمهم كان فقصدهم بذلك بيان الحق ورحمة الخلق والامر بالمعروف والنهي عن المنكر. وان يكون الدين كله لله. وان تكون كلمة الله الله هي العليا نعم قد يعاقب بعض اهل البدع والزيغ والانحراف عن منهج اهل السنة والجماعة ووقع هذا في التاريخ الاسلامي لكن الحاق العقوبة باهل البدع والزيغ ودعاة الضلال ليس من اجل العقوبة بحد ذاتها. وانما نحن نلحق العقوبة بهم لعلها لا تكون رادعة لهم ليعودوا الى واحة هذا الدين مرة اخرى. ولعلها تكون سبب في زجرهم عن اه اضلال الناس وابعاد عن منهج اهل السنة والجماعة. فالعقوبات التي يلحقها اهل السنة والجماعة بالمخالفين اهل الزيغ والضلال. عقوبات لها مقاصدها الشرعية باختصار وليست عقوبات انتقامية لتشفي آآ او ليتشفى القلب منهم او لنريهم اننا انتصرنا عليهم واننا وضعنا الايدي على رقابهم وهذا منهج واضح احبتي والله عند اهل السنة والجماعة. من رأى مثلا منهج احمد ابن حنبل رحمة الله عليه. سئل كما يذكر ذلك من مفلح في الاداب الشرعية. سئل احمد بن حنبل يا امام هل يسجن اهل البدع فالامام احمد بن حنبل لم يحب ذلك وقال لا لهم امهات واخوات. انظروا الرحمة والرأفة. انظروا البعد في نظرة احمد بن حنبل. حينما سئل عن سجن اهل البدع في السجون. قال لا ارى ان يسجن نعم يمنع من التحدث مع الناس ويحجر عليهم لكن لا يسجنوا. رأفة بقلوب امهاتهم وبقلوب اخواتهم وبقلوب اطفالهم. انظروا كيف اطرح كيف تتجلى رحمة اهل السنة بالناس. نحن لا نريد ان ننتقم. يا من تحمل طريقة اهل السنة في الاعتقاد. انت تريد ان تأخذ من الظلمات الى النور ومن الضلال الى الهدى. هذا الذي تريده فالمهم ان يتحقق هذا المقصد. وليس من مقصدك الانتقام او التشفي او ان تري انك انت من انتصرت في النهاية. ابدا لا يكون هذا عند علماء السنة. فلهذا كان اهل العلم والسنة لاحظوا ماذا يقول ابن تيمية بعد ذلك فلهذا كان اهل العلم والسنة لا يكفرون من خالفهم وان كان ذلك المخالف اهل سنة والجماعة لا يتعاملون مع الناس بهذه المنهجية. اذا كفره شخص يرد عليه الصاع صاعين فيقوم هو بتكفيره. القضية ليست تنابز يعني فلان سبك او شتمك بالكفر انت تذهب تكفره. هذا حكم شرعي. ان كان هو جاهل يريد ان يكفرك فانت ارحم جهله واعفو عنه وتجاوز. فان حكمه في النهاية عليك ليس هو حكم الله سبحانه وتعالى. ليس هو حكم الله سبحانه وتعالى هذا حكم من شخص جاهل صدرته جاهك. اعتبرها شتيمة وانت تقابل هذه الشتيمة بالعفو والصفح لان الكفر حكم شرعي فليس للانسان ان يعاقب بمثله. انظروا الكلام المتزن لان التكفير حكم شرعي فليس للانسان ان يعاقب بمثله خلاص شخص سبني بالكفر انا اعاقبه مثل ذلك واكفره هذا حكم شرعي تترتب عليه احكام عظيمة في الفقه الاسلامي فليس مجال التنابز والرمي به. وكذلك التكفير حق لله فلا يكفر الا من كفره الله ورسوله هذا حق الله سبحانه وتعالى فاياك ان تتلاعب به يا طالب العلم. ليس لك الاحقية في ان تطلق مسائل التكفير على كل شخص لم يعجبك تصرفه او خالفك في مسلك. هذا حق الله وليس من حق البشر وايضا ما زال يكمل فان تكفير الشخص المعين وجواز قتله موقوف على ان تبلغه الحجة النبوية التي يكفر من خالفها والا فليس كل من جهل شيئا من الدين يكفر. ايضا حتى تنزل حكم التكفير على شخص معين. يجب ان نتأكد ان هذا الشخص قد بلغته الحجة بلوغا حقيقيا ينتفي به الشبهة تنتفي به الشبهة وترفع به البدعة عن يعني يرفع به شبهة البدعة عن قلبه. ثم بعد ذلك ان خالفها واصر على منهجه فحينئذ نقول فلان بلغته الحجة الرسالية وعاندها وعارضها واما قبل ان تتيقن من بلوغ الحجة الرسالية على وجه واضح بين له فليس لك ان تنزل عليه احكام الكفر والايمان بل تبقيه على الاصل اذا كان مؤمن تبقيه على الاصل انه مسلم واذا لم يكن مسلما اصلا لم يدخل في هذا الدين فهو يبقى على الاصل انه كافر لكن في النهاية عليك ان تتأكد من بلوغ الحجة الرسالية واقامتها عليه بالطريقة الشرعية المرضية قبل ان تطبق الاحكام قال ولهذا كنت اقول ان هو يخبر عن نفسه عن منهجه. قال ولهذا كنت اقول للجهمية من الحلولية والنفاء الذين نفوا ان يكون الله فوق العرش لما وقعت محنتهم يعني ابن تيمية ناقش هؤلاء الطوائف من الجهمية ومن الحلولية الذين كانوا يقولون ان الله يحل في المخلوق وناقش الذين كانوا ان الله سبحانه وتعالى فوق عرشه على ما اخبر به سبحانه وتعالى في كتابه فايش كان يقول لهذه الفرق المبتدعة التي غلت في بدعها؟ يقول لهم ابن تيمية انا لو وافقتكم على كلامكم في القول بالحلول ان الله يحل في العبد او في نفي استواء الله على عرشه انا لو وافقتكم على كلامكم كنت كافرا. لاني اعلم ان قولكم كفر ولكن انتم عندي ايها اهل البدع لا تكفرون لانكم جهال وكان هذا خطابا ويخبر انه هذا الخطاب كان خطابا ولقضاتهم ولشيوخهم ولامرائهم. طب كيف كانوا جهال ليس الجهال انهم كانوا عوام ويقول لك انا اخاطب بهذا العلماء من الجهمية والامراء منهم ورؤوس الجهمية فكيف كانوا جهال؟ قال واصل جهلهم عقلية حصلت لرؤوسهم في قصور من معرفة المنقول الصحيح والمعقول الصريح الموافق له. فكان هذا هو خطابنا الذي نخاطبهم به. يقول ان رؤوس اهل البدع كان عندهم جهل لكن المراد بالجهل هي الشبهات العقلية التي دخلت في باذهانهم بسبب كثرة النظر في كلام الفلاسفة. ففسد الذوق العقلي كما قلنا في المحاضرة السابقة وفشت فيهم الشبهات فجهلوا دلالة النقل الصحيح والعقل الصريح وضللوا في متاهات. فابن تيمية عذرهم بهذا الجهل ولم يكفرهم لكن قال لهم لو انا قلت قولكم لكنت كافرا لاني اعلم ان قولكم كفر. واما انتم فاني لا اكفركم لجهلكم. المهم انظروا مقدار التروي والتأني وعدم الاستعجال من هذا العالم الكبير في انزال الاحكام على المخالفين وعلى المبتدعة. وهو يرسم لك معالم اهل السنة والجماعة فعلا في هذا الميدان واما من قل علمه من الطوائف فانهم تجدهم يتسارعون في تكفير بعضهم البعض. فاهل الكلام اذا من الاشاعرة يكفرون اهل السنة والجماعة. ومن يستعجل من اهل السنة والجماعة يبادر في تكفير الاشاعرة. وهذا يبادر في تكفير المعتزلة. وتبقى الاحكام هكذا من تكفير الى تكفير ومن استحلال للاموال والدماء. وهذا والله امر خطير احبتي وباب العذر عليكم ان تتعلموه وان تفهموا مدى الساعة في قضية التأويل. ما دام هناك قصد للبحث عن الحق. من علماء الامة الكبار وما دام هناك رجوع كلي بشكل عام الى لا اله الا الله محمد رسول الله. فعلينا ان نعرف كم هي دائرة اه اه تأويل واسعة وان نتفهم منهج السلف رحمة الله عليهم في التأويل. الان هل هناك تكفير بالطبع هناك تكفير وهناك نواقض للاسلام؟ من ارتكب ناقضا من نواقض الاسلام اخرج من دين الاسلام ويعود مرتدا. هناك نواقض للاسلام يجب ان يتعلمها المسلم ويعرف ما هي هذه النواقض حتى لا يقع فيها بجهله واذا رأى من وقع فيها يحذره لكن طريقة تنزيل النواقض على الطوائف وعلى الاعيان ورفع وابلاغ الحجة لهم وكيف يكون البلوغ الحقيقي للحجة؟ وكيف فالشبه وكيف يفتح باب التأويل والعذر؟ هذا كله لا يأتي الا مع كثرة النظر والممارسة لمنهج اهل السنة والجماعة والنظر في كتب المتقدمين من العلماء. كيف كان يتصرف الشافعي ومالك واحمد بن حنبل وعلماء السنة والجماعة عبر القرون. لابد ان تنظر في فتواهم كيف كانوا ينزلون هذه الفتاوى على الواقع؟ كيف كانوا يطبقون احكام الكفر والايمان في الواقع؟ هذا يجعلك تفهم المسلك والمنهج الذي يفعلونه. ان كثير من الطلبة للاسف يأخذ مسائل الاعتقاد حفظ. يحفظ مسائل نواقض الاسلام انه من الناقد كذا والناقد كذا والناقد كذا والناقد كذا. ثم يبدأ يطبق ويقول والله انا حفظت في المتر اه ان من نواقض الاسلام كذا وكذا فهذا شخص وقع في هذا الناقد اذا اطبق عليه الحكم. قال لا اخي ليست هذه الطريقة في تنزيل احكام الكفر والايمان بل هناك موانع وهناك شروط وهناك شبهات وهناك تأويل وهناك اعذار. فضبطك لمنهج الكفر والايمان هذا يكون مع الممارسة والنظر في سير السلف في تطبيقات السلف في فتاويهم في تنزيلهم على الواقع وكيف تعاملوا مع الفرق المخالفة لاهل السنة والجماعة في ومن عذروه ومن لم يعذروه. حينما تتضلع من هذا المنهج تستطيع ان تحكم الخطة. والطريق الذي تسير عليه في حياتك باذن الله. اذا هذه كانت القاعدة الثالثة قاعدة تتكلم في زوايا منهجية مهمة احببت ان انصح بها طلبة العلم بسم الله طب انتقل الان الى القاعدة الرابعة. القاعدة الرابعة من قواعد اهل السنة والجماعة آآ هي قاعدة في الحقيقة انا وضعتها لاشير آآ الى سبب اخر من اسباب الانحراف في هذه الامة هناك امر سبب انحراف كثير من الطوائف والفرق والرجال عن منهج اهل السنة والجماعة فافردته في قاعدة مستقلة ليتنبه عليه الطلبة ما هو هذا السبب الذي دفع كثير من الطوائف للانحراف عن الجادة الصحيحة واوقعهم في الزلل والابتعاد عن العقيدة الحقة التي تربى عليها النبي صلى الله عليه وسلم اصحابه. فاقول في القاعدة الرابعة اسمعوا وعوا فقه اللغة العربية ومعرفة الاستعمال الشرعي للالفاظ يقي من الانحراف باذن الله اعيد القاعدة مرة اخرى القاعدة الرابعة تقول فقه اللغة العربية ومعرفة الاستعمال الشرعي للالفاظ يقي من الانحراف اذا هناك امران اولا ان تفقه دلالة الالفاظ العربية على معانيها ثانيا ان تعرف كيف استعملت الشريعة هذه الالفاظ العربية وهناك الفاظ ابقتها الشريعة على دلالتها اللغوية الاصيلة وهناك الفاظ نقلتها الشريعة من دلالتها اللغوية ومنحتها دلالة اخرى جديدة في الشريعة الاسلامية اعيد مرة اخرى الشريعة الاسلامية تعاملت مع الفاظ اللغة العربية على طريقتين. هناك الفاظ ابقتها على دلالتها في اللغة العربية ولم تمنحها معاني جديدة فهذه نحن نعرف معانيها من الرجوع الى كلام العرب. وهناك الفاظ الشريعة المحمدية منحتها معان ومدلولات جديدة علينا ان نعود الى مدرسة الصحابة والى مدرسة التابعين لنعرف ما هي الدلالة التي منحتها الشريعة لهذه الالفاظ منقولة لن تستطيع بعقلك ان تعرف ذلك. لا بد من الاتباع. لابد من الرجوع الى ما قاله الصحابة والتابعون. في دلالة هذه الالفاظ. حتى نعرف ان الشريعة كيف استخدمت هذه الالفاظ؟ وماذا ارادت بها وان منحرفه من انحرف من الطوائف والفرق كان من اسباب الانحراف في الدروس الماضية انهم شربوا من منابع تاجرة. هذا سبب من اسباب الانحراف. واليوم اوقفكم على سبب اخر من اسباب الانحراف نصبت له هذه القاعدة وهو الجهل بدلالة الالفاظ في اللغة العربية ابتداء. ثانيا الجهل باستعمال الشريعة للالفاظ اقول من ابرز اسباب ظهور البدع الاعتقادية والفرق المنحرفة في هذه الامة الجهل باللسان العربي وباساليب الخطاب عند العرب وبالدلالة اللغوية للكلمات والمفردات والتراكيب من حيث الحقيقة والمجاز والكناية والاستعارة وغير ذلك مما هو من معهود العرب في خطابها وانضاف الى ذلك الجهل بالاستعمال الشرعي لهذه الالفاظ. فهناك مفردات عربية وتراكيب لغوية ابقتها الشريعة على مدلولها اللغوي المعلوم عند العرب وفي المقابل هناك مفردات اخرى منحتها الشريعة مفاهيم اوسع او اضيق بغض النظر المهم ان الشريعة منحتها مفاهيم جديدة تختلف عن مفاهيمها المعهودة عند العرب ابتداء. لكنها طبعا لا تكون اجنبية تماما عن المعنى المعهود عند العرب. اما ان يكون المعنى الذي منحته شريعة لهذا المصطلح معنى اضيق من المعنى المعهود عند العرب او يكون بالعكس يكون المعنى الذي منحته الشريعة لهذا المفرد معنى اوسع لكن لا يكون هناك مباينة تامة بين الدلالة اللغوية لهذا اللفظ والدلالة الشرعية. وهذا بينته في اصول الفقه وفي اه البلاغ وفي غيره من الدورات ان الشريعة لو انها اخذت بعض الالفاظ ونقلتها واستعملتها استعمال خاص. لكن هذا الاستعمال الخاص لا يكون اجنبيا تماما عن آآ المعنى اللغوي الاصيل لهذه الكلمة. مثلا كلمة الصلاة. الصلاة في اللغة احبتي هي العطف والرجوع والمشهور عندكم انها بمعنى الدعاء. المهم لو قلنا انها في الشريعة في العربية بمعنى الدعاء الان جاءت الشريعة فاخذت لفظ الصلاة ووضعته لمعنى اخر. وهو الالفاظ آآ المبتدأة بالتكبير والمختتمة بالتسليم او الافعال والهيئات المخصوصة المبتدأة بالتكبير والمختتمة بالتسليم. الان اطلاق الصلاة على الافعال والهيئات المخصوصة المبتدأة والمختتمة بالتسليم هذا استعمال شرعي خاص لنفضة الصلاة. لكن لا توجد مباينة تامة بين هذا الاستعمال الشرعي وبين اصل هذه الكلمة في اللغة العربية. فان الشريعة انما اختارت كلمة الصلاة لتطلقها على هذه الافعال المخصوصة المبتدأة بالتكبير والمختتمة بالتسليم لان الدعاء الذي هو المعنى اللغوي لكلمة الصلاة هو اكثر شيء يفعله الانسان خلال هذه الاركان. انت اثناء القيام والركوع والسجود والتحيات ما هو اكثر شيء تفعله؟ الدعاء صح؟ حتى تفهموا المناسبة المناسبة بين المعنى اللغوي عن الشرعية. فالشريعة انما اختارت لفظ الصلاة دون غيره من مفردات اللغة العربية. لتطلقه على هذه الافعال المقصوصة لوجود التناسب بين هذه الافعال المخصوصة المشتملة على الدعاء وبين اصل دلالة كلمة الصلاة في اللغة وهي الدعاء. فباختصار لا يكون هناك انفصال تام بين المعنى الاصيل لهذه الكلمة في اللغة والمعنى الجديد الذي منحته الشريعة بل عادة اما ان يكون المعنى الشرعي الجديد لهذه الكلمة هو فقط اضيق من المعنى اللغوي العام او بالعكس وهذه الحالة اقل ان يكون المعنى الشرعي اوسع من المعنى الذي منحته العربية بهذا المفرد او لهذا المصطلح المهم عليكم ان تتقنوا فهم استعمالات الشريعة بالالفاظ فمثلا مفهوم الايمان مفهوم الايمان في اللغة العربية هو الاقرار والتصديق اذهبوا الى المعاجم انظروا بماذا يفسرون كلمة الايمان؟ تجد العلماء يفسرون الايمان بان معنى الاقرار والتصديق. لكن عند اهل السنة هو الجماعة نقلوا عن السلف الصالح بالاسناد ان الايمان الذي علمه محمد صلى الله عليه وسلم للصحابة وعلمه الصحابة للتابعين وعلمه التابعون لمن بعدهم ما هو؟ ليس فقط التصديق والاقرار بالمعنى اللغوي بل الايمان منحته الشريعة مفهوم اخر فقالت الايمان هو التصديق بالقلب والجنان والقول باللسان والعمل بالاركان. فاصبح الايمان في المفهوم الشرعي متكون من ثلاثة اركان الايمان دلالته في المفهوم الشرعي متركبة من هذه الامور الثلاث من تصديق الجنان القلب وقول اللسان التلفظ باللسان بالشهادتين. ثالثا العمل بالاركان فلا يوجد عندنا ايمان شرعا شرعا فقط بتصديق القلب واقراره. وان كان الايمان في اللغة معناه التصديق والاقرار. لكن في الشرع كلا بعد ان استقرأنا نصوص الكتاب والسنة. وعرفنا ما نقله السلف الصالح بالاسناد عن مفهوم الايمان عرفنا ان الشريعة منحت مفهوم الايمان مفهوم اخر يختلف عن مفهوم هذه الكلمة اصالة في اللغة العربية. ففي اللغة الايمان من هو الاقرار والتصديق؟ وفي الشرع الايمان هو التصديق مع القول باللسان مع العمل بالاركان. فمتى فقدنا احد هذه الاركان زال اسم الايمان الان كثير من الفرق الكلامية والطوائف للاسف لجهلها باستعمال الشرع لمفهوم الايمان وكيف ان الشريعة منحت مفهوم الايمان مفهوم محدد يختلف عن المفهوم الاصلي لهذه الكلمة في اللغة كثير من الفرق والطوائف بقيت تقول الايمان في الشرع هو التصديق هو الاقرار لان معنى الايمان في اللغة التصديق والاقرار فنقول لهم اخطأتم. صحيح الايمان في اللغة هو التصديق والاقرار لكن لا يلزم ان يكون ايضا هو معناه في الشرع. فان الشرع يتصرف في الالفاظ كما يشاء. ويضع لها المفاهيم التي يريدها. ونحن علينا ان نتبع ما يريد الشرعي الان ليس مقتضى اللغة بما اننا نقلنا عن السلف الصالح وعن ائمة التابعين انهم قالوا الايمان هو اعتقاد وقول وعمل اذا عرفنا هنا ان الايمان يجب ان نفهمه كما يفهمه كما يريد منا الشارع ان نفهمه. وكما قرره سبحانه ولا نفهمه على مقتضى المعنى اللغوي فقط فاذا كما قلنا الخطأ والانحراف عند الفرق كان من اسبابه ايضا الجهل اولا بدلالة الالفاظ العربية لان هناك فرق كانت تجهل اصلا دلالة الافاظة العربية ليس فقط تجهل الاستعمال الشرعي. تجهل اصلا هذه الكلمة على ماذا تدل في اللغة. وتجهل ان العربية العرب يستخدمون دلالة المطابقة والتضمن والالتزام. ما عندهم ادنى خاصة من الاعاجم كما سنذكر الان الذين دخلوا بعد الفتوحات الاسلامية. كان عندهم جهل كبير باللسان العربي فاذا الجهل باللسان العربي وباستعمال الشرع للالفاظ كان ايضا من اسباب انحراف الفرق وتبنيها لعقائد غير مرضية فنقول فمع انتشار الفتوحات الاسلامية ووصولها فمع انتشار الفتوحات الاسلامية ووصولها اه الى بلاد الاعاجم واختلاط العرب بالموالي الموالي هم الذين اسلموا من بلاد الاعاجم بدأ يظهر اللحن في اللغة وبدأ يظهر الفهم الخاطئ للمفردات العربية خاصة من قبل الوافدين الجدد على هذا الدين. هؤلاء الموالي والاعاجم دخلوا في هذا الدين ما كانوا يتكلمون العربية فبدأ يظهر اذا اللحن في اللسان. لذلك كتب ابو الاسود الدؤلي لعلم النحو. بدأ يظهر اللحن ويفشو وبدأ يظهر الجهل بدلالة مفردات العربية من قبل الوافدين الجدد ومع البعد المكاني طبعا عن مهد الرسالة في الحجاز. انه كثير من الدول الاسلامية التي نشأت بعد ذلك نشأت في الشام ثم في بلاد ما وراء النهر وهذه بلاد ما وراء النار هذه قصتها قصة. لانه كثير من الناس الذين عاشوا في تلك الديار في بلاد ما وراء النهر يعني كازاخستان وافغانستان الغيزيا الى غيرها من المناطق. كثير منهم ما جاء الى بلاد العرب وما درس العربية في مهدها. فكان يأخذ العربية في بلده وبالتأكيد لن تكون العربية في بلدي خاصة في ذلك الوقت ما في وسائل التواصل الاجتماعي ولا دروس يوتيوب ولا محاضرات كانوا يأخذون العربية يعني الشيء القليل والنذر اليسير وهذا سبب عندهم جهل بدلالة الالفاظ العربية وفهم الخاطئ لها. وبدأوا يطبقون هذا الفهم الخاطئ على نصوص الكتاب والسنة. فلك ان تتخيل كيف فهموا الكتاب والسنة وكيف نشأت البدع والخرافات مع وجود العامل الاخر وهو انهم استقوا من منهج فلاسفة اليونان. فاجتماع منهج فلاسفة في اليونان مع الجهل بلسان العرب شكل طامة كبيرة في التاريخ الاسلامي. الاخذ من فلاسفة اليونان مع الجهل باللسان العربي شكل انحراف كبير عبر التاريخ تاريخ الاسلامي. اذا ومع البعد المكاني عن مهد الرسالة في الحجاز. وعن لسان اهلها والبعد الزماني ايضا عن عهد صاحب الرسالة محمد صلى الله عليه وسلم ظهرت البدع والفرق الكلامية على ايدي رؤوس الجهال من الاعاجم فهموا اللفظ على غير مقصده فهموه الالفاظ في الكتاب والسنة على غير مقصدها. لانهم اصلا يجهلون الدلالات اللغوية. وحملوه على غير محمله فاتوا بمفاهيم مخالفة لما كان عليه السلف الصالح من الصحابة والتابعين لذلك قال علماء الامة الذين كانوا على دراية بعقيدة السلف الصالح وباللغة العربية في ذلك الوقت كالشافعي وابي عمرو ابن العلام انظر ماذا قال الشافعي وابو عمرو بن العلاء ائمة اللغة. الشافعي امام من ائمة اللغة. وابو عمرو ابن العلاء امام من ائمة اللغة. لا انظروا كيف رصدوا هذه الاشكالية رصد رصدوا كيف ان البدع والزندقة والمخالفة لمنهج اهل السنة والجماعة نشأت بسبب الجهل بلسان العرب. انظروا ماذا قال الشافعي قالها ايضا ابو عمرو بن العلاء قالوا اكثر من تزندق بالعراق لجهلهم بالعربية مش واضح اكثر ما تزندق بالعراق. يقول الشافي وابو عمرو بن العلا سبب دخول الزنادقة في العراق والفرق المباينة لمنهج الاسلام هو الجهل بالعربية. ففهموا القرآن على اهوائهم وعلى مزاجهم كما يقولون. ونقل السيوطي في كتابه المزهر عن الاصمعي والاصمعي معروف لا احد يجهد الاصمعي نقل عن الاصمعي انه قال تزندق هؤلاء القوم لجهلهم باللغة العربية انظروا كيف كانوا علماء العرب باللغة يدركون اثر اللغة العربية في اللزوم للجادة الصحيحة تزندق هؤلاء القوم لجهلهم باللغة العربية ولو كانوا مطلعين على خفايا اللغة لفهموا حقيقة القرآن والحديث. ولما اعتراهم الشك في الدين. هذا الاصمعي يقول ذلك ولو كانوا مطلعين على خفايا اللغة لفهموا حقيقة القرآن والحديث ولما اعتراهم الشك في الدين. اذا احبتي الامر خطير جد خطير بعض الطلبة يقول لماذا يا شيخ نحن نغرق في دراسة العربية نحن نريد ان ندرس الشريعة ولا اريد ان اكون متخصص في اللغة العربية. اخي الكريم لن تفهم هذه الشريعة حق الفهم الا اذا كنت متقنا للسان العرب هذا هو الواقع حاولت ان تغمي على نفسك او قابلت شيخ ما عنده دراية بالعربية ويريد ان يبرر جهله بانه لا حاجة لنا لتعلم العربية يكفينا الاجرومية. آآ هذا لكن المنهج الحق ان كل من كان متضلعا باللغة العربية ويفهم طرق العرب واساليب العرب في الخطاب كل ما كان اسلم في عقيدته وفي فهمه لكتاب ربه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم. فالجهم بن صفوان مثلا رأس الجهمية. الجهمية لماذا المرافق الجهمية نسبة الى الجهم ابن صفوان. ومحمد ابن كرام زعيم الفرقة الكرامية وغيره ايضا من رؤوس الفرق الضالة التي ظهرت عبر التاريخ الاسلامي كانوا من بلاد الاعاجم وكانوا على جهل مطبق بدلالة الكتاب والسنة وعلى جهل كبير باللغة العربية. وكانوا على جهل مطبق بدلالة الكتاب والسنة. وعلى جهل كبير باللغة العربية. وتروى قصص يعني عن محمد ابن كرام قصص تدل على جهله الشنيع باللغة العربية. رجل لا يعرف دلالات الالفاظ ثم اصبحت رئيسا وزعيما لفرقة من الفرق المبتدعة لكن المشكلة فيما صدره ورضي ان يجعله زعيما. واما انحراف من انحرف من اللغويين عن العقيدة الحقة. اه الان سارصد قضية اخرى قضية انه بعض الطلبة يقول يا شيخ نحن نرى بعض علماء اللغة الذين صنفوا المعاجم اللغوية. يعني تخيل عالم كبير في اللغة. صنف معاجم لغوية كاملة فهو اذا متبحر في علوم اللغة العربية ومع ذلك عنده ابتداوة ومخالفة مبينة لمنهج اهل السنة والجماعة. فهل هؤلاء ايضا اخطأوا في فهم اللغة العربية نقول احبتي علماء اللغة الذين لهم ايادي بيضاء في المصنفات اللغوية وفي المعاجم وغيرها وكانوا على دراية كبرى في النحو صرف لكنهم ايضا سلكوا مسلك خاطئ في الاعتقاد من اين كان خطأهم؟ ليس لجهلهم بالدلالة اللغوية ابتداء وانما بسبب جهلهم بماذا؟ بالاستعمال الشرعي لهذه المفردات اللغوية. هنا كان جهل هؤلاء انهم يعرفون ان هذه الكلمة دلالتها اللغوية كذا وكذا مثلا يعرفون ان الايمان دلالته في اللغة هو الاقرار والتصديق هم علماء في اللغة فيعرفون ان دلالة الايمان هو الاقرار والتصديق في اللغة. لكن اين جهلوا؟ اه هم جهلوا ان الشرع منح كلمة الايمان معنى اخر وحددها بتحاديد اخرى وتفاصيل اخرى. هم جهلوا هذه التحاديد الشرعية ولم يقفوا عليها لاسباب متعددة. انا لا اريد ان استقصي الان اسباب الانحراف لكن المهم انهم جهلوا بالاستعمار الشرعي لمصطلح الايمان. فظنوا ان الشريعة ابقت هذا المصطلح على دلالته اللغوية وما فطنوا لا ان هذه الشريعة منحت مصطلح الايمان مصطلح اخر. عليكم ان تأخذوه ليس من المعاجم ولا من ائمة اللغة. بل عليكم ان تأخذوا هذا مصطلح ودلالته من افواه الصحابة والتابعين. فليس كل المفردات التي وردت في الكتاب والسنة نذهب في فهمها الى المعادن اللغوية. هذا خطأ بل هناك مفردات يجب ان نأخذ فهمها ودلالتها من افواه الصحابة والتابعين لان الشريعة منحت هذه الالفاظ دلالات اخرى تختلف عن الدلالة اللغوية الاصلية لها اذا فاقول اما انحراف من انحرف من اللغويين عن العقيدة الحقة فقد كان بسبب جهلهم بالاستعمال الشرعي للالفاظ وجهلهم بالمعاني التي منحتها الشريعة لها. فان الوقوف على معاني الكتاب والسنة. لا يكون بالرجوع الى كتب اللغة وحدها كما يفعل بعض الناس يقول لك انا افهم فقط من اللغة اعود للمعاجم هذا خطأ. بل لابد من الوقوف على حقيقة الاستعمال الشرعي لها. ومعرفة اذا ما ريحة هذه الالفاظ والمفردات معان اخرى اوسع واضيق. مما كانت عليه في اصل اللغة. وذلك من خلال النظر في فهم الصحابة والتابعين نقل عنهم. ومن هنا قلنا انه يجب الرجوع في باب العقائد لما كان عليه الجيل الاول لانه اقرب الى العهد النبوي فهم اقرب يعني الصحابة والتابعون. لماذا نحن نقول نحن اهل السنة اهل السنة يعني اهل الاتباع. لماذا نحن اهل اتباع ولسنا اهل ابتداع؟ لاننا ندرك ان الصحابة وان التابعين لقربهم من محمد صلى الله عليه وسلم نعهد الرسالة كانوا ادرى واعلم منا بدلالة هذه الالفاظ في الشريعة يعني هالانسان بعد الف واربع مئة سنة سيكون ادرى بدلالة هذه الالفاظ من ابي بكر الصديق وعمر وابن عباس وعبد الله بن عمر ومن الصحابة لا يعقل هذا احبتي فنحن اهل اتباع امة نص نعود الى ما ذهب اليه الصحابة والتابعون وما فسروه لنا من دلالة الكتاب والسنة فنقف عنده ولا نحاكم ولا نجادلهم بعقولنا نقول لا والله كلام ابن عباس لم يقنعني. من انت حتى يقنعك كلام ابن عباس بعد الف واربعمائة سنة؟ حينما يتكلم عن معاني التي منحتها الشريعة للالفاظ فاذا نحن امة اتباع. هذا امر يجب ان تضعوه في آآ عقولكم واذهانكم من الان. لماذا يا شيخ نحن نعود الى الصحابة والى التابعين والى السلف الصالح لانهم كانوا ادرى بدلالات الالفاظ في الكتاب والسنة منا. فنحن ننقل ونأخذ منهم دلالتها وننقلها للاجيال اللاحقة وليس لي ان اعارض عقلي بعقلهم وفهمي لفهمهم لانهم هم ادرى بالتأكيد منا. هذا هو الاتباع الحق لمنهج اهل السنة والجماعة لما كان عليه محمد صلى الله عليه وسلم وصحبه طيب ومن هنا قلنا انه يجب الرجوع في باب العقائد لما كان عليه الجيل الاول. لانهم اقربوا الى العهد النبوي. فهم اقرب لفهم الاستعمال النبوي للالفاظ وادرى بمقاصدها من المتأخرين الذين ابتعدوا عن العهد النبوي فكان لجهلهم بالاستعمار الشرعي واضح الاثر في ثم يعني انظروا كيف المشاكل تترتب عبر تاريخ الامة فشل جهل باللسان العربي وفشى الجهل بالاستعمال الشرعي للمفردات ثم صادف ذلك ايضا وقوع حركة الترجمة في عهد المأمون ودخول كتب الفلاسفة اليونان الى ساحة الفكر الاسلامي. اجتمع الجاهل باللسان العربي مع الفلسفة اليونانية فهنا بدأ التصدع يزداد اكثر واكثر في بنيان هذه الامة. ليتحقق قول النبي صلى الله عليه وسلم بان هذه الامة ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة اذا ومع بداية حركة الترجمة اه ودخول علوم الفلاسفة الى ساعة الفكر الاسلامي. بدأ اهتمام كثير من العلماء ينصب على تحرير هذه العلوم الفلسفية. وعلى اتقانها وضعف الاهتمام بالعربية ولسانها وضعف الاهتمام بتحرير الاستعمار الشرعي للالفاظ. فغلب البحث العقلي فلسفي على البحث اللغوي الشرعي فبدأت الفجوة تتسع بينهم بين المتأخرين وبين فهم السلف الصالح وزمنهم وبدأ الاعتماد على العقل في مباحث الاعتقاد يطغى على جانب الاهتمام بتحرير اقوال الصحابة والتابعين امر ملحوظ في كتب اهل الكلام عودوا الى كتب اهل الكلام وانظروا فانكم لن تجدوا عندهم نقول عن فهم الصحابة والتابعين للالفاظ الشرعية الا النزر اليسير على سبيل الاستئناس. والا في كتب الاعتقاد عندهم مبنية على العقول وبدأ الاعتماد على العقل في مباحث الاعتقاد يطغى على جانب الاهتمام بتحرير اقوال الصحابة والتابعين. ولك ان تتصور حينما يترك الى العقل ليحدد عقيدته. انظر الى ماذا سيؤوي الامر؟ حينما نترك المجال للعقول لترسم هي معالم الاعتقاد من دون ان نعود الى ما نقل عن محمد صلى الله عليه وسلم وعن والتابعين. ولك ان تتصور حينما يترك الامر الى العقل ليحدد عقيدته الى ماذا ستؤول الامور من الاختلاف والتفرق لان العقول احبتي ليست شيئا واحدا وما يعقله فلان المعتزلي ليس هو ما يعقله فلان الاشعري وما يعقله الاشعري ليس هو ما يعتنقه آآ المشبه وما يعتنقه المشبه ليس وما يعتقده الجهمي. فهناك العقول مختلفة فلا يوجد عندنا عقل معياري مقياس نعود اليه في تحديد ما هو الاعتقاد الصحيح والاعتقاد الخاطئ. عقل من نتبع؟ هل اتبع عقل المعتزلة عقل عبدالجبار مثلا؟ او اتبع عقل والرازي ام اتبع عقل محمد ابن كرام او عقل الجهم ابن صفوان؟ هل هناك عقل وضعه الله عز وجل معيارا للناس هل هناك عقل معياري؟ لا يوجد عقول معيارية. فلان يفهم النص بطريقة وهذا يفهمه بطريقة. فلذلك كان علينا ان نعود الى ما ثبت نقله عن الصحابة والتابعين لانهم اخذوا من المنبع الاصيل من الوحي. والوحي هو المعيار. لذلك قلنا ان اهل السنة والجماعة يقدمون الوحي على العقل والعقل وانما يدور في فلك الوحي الوحي نعم معيار معصوم لا يمكن الخطأ عليه. فيجوز ويمكن ان يتعلق الناس جميعا به. واما العقول فلا يوجد عندنا عقل معيار نحاكم الناس اليه. لا تستطيع ان تحاكمني لا الى عقل الغزالي ولا حتى الى عقل ابن تيمية ولا حتى الى عقل من بعده ولا من قبلهم. هذه عقوق تفهم نحن نريد ان نتحاكم الى شيء معياري واضح. ليس العقول وانما هو الوحي طيب ولك ان تتصور حينما يترك الامر الى العقل ليحدد عقيدته الى ماذا ستؤول الامور من الاختلاف والتفرق؟ لان العقول ليست شيئا واحدا وما يعقله فلان يخالفه به فلان فنشأت الفرق وظهرت البدع وبدأ الجدل الكلامي يطغى على المباحث العقدية ولربما قلت هذا الجدل كان له اثر جيد في مناقشة الفلاسفة وفي نقد شبههم. يعني بعض الناس قد يقول هذا الجدل الكلامي الذي اثار علماء الكلام الم يكن له فائدة في مثلا مواجهة الفلاسفة الذين انتسبوا للاسلام كابن سينا والفراوي وغيرهم الم يهدموا معاقلهم ويردوا عليهم ويردوا على المنهج الفلسفي في عموما في نقده للدين فاذا لماذا يا شيخ انت تحارب المنهج الجدلي الذي يسلكه علماء الكلام اقول احبتي انا في الحقيقة لا اقول ان علماء الكلام ليس لهم اثر طيب في مجادلة الفلاسفة قاس ابن مجادلة ابن سينا والفرابي وغيرهم ممن انتسبوا للاسلام لكنهم خرجوا منه بسبب اعتناقهم للفكر الفلسفي هو فكر مباين تماما للمنهج المحمدي وللاسلام العظيم فعلماء الكلام انا ذكرت في محاضرة سابقة كانت لهم جهود طيبة. في مواجهة هذه الافكار المنحرفة عن الاسلام. لكن ماذا اقول؟ لكن ينبغي ان يعلم ان من فتنة المعتزلة اذا المعتزلة كعبد الجبار المعتزلة وغيره من رؤوس المعتزلة كان لهم اثر طيب في مواجهة الفلاسفة المنتسبين للاسلام او المحاربين للاسلام. المهم ناقشوا ودحضوا عليهم كثير من الشبه. لكن ماذا نقول ينبغي ان يعلم ان من فتنة المعتزلة انهم وجدوا اثر كلامهم في مناقشة الفلاسفة فزادهم هذا اصرارا على اعتقادهم وكذلك الاشاعرة الذين جادلوا الفلاسفة وجادلوا المعتزلة. لان الاشاعرة كانوا حرب عبر التاريخ ضد المعتزلة. يحاولون ان يفندوا قصورهم ويحاربوه اصلا ابو الحسن الاشعري رحمة الله تعالى عليه كان في بادئ امره مع المعتزلة عاش اربعين عاما معهم وتعلم آآ على ايديهم. ثم بعد ذلك خالفهم وخرج على طريقتهم وبدأ يواجه المنهج المعتزلي. ثم نشأت الفرقة الاشعارية التي ترد على المعتزلة اشد الرد وتحارب فكرهم اشد المحاربة. فالاشاعرة ايضا آآ استطاعوا ان يجابهوا المعتزلة في كثير من الانحرافات. ويفسدوا عليهم عقائدهم. فوجدوا اثر عقيدتهم في مناقشتهم المعتزلة شبههم فزادهم هذا اصرارا على اعتقادهم. وكلا الفرقتين المعتزلة والاشاعرة وغيرها من الفرق ابصروا اثر الغم ولم يبصروا اثر الغرم. ما معنى هذا الكلام يا شيخ؟ يعني شوي ضيعتنا. الان احبتي المعتزلة الان يسلكون طرق عقلية في وفي تقرير مسائل الاعتقاد استخدموا طرائقهم العقلية المتعمقة في ضحض شبه الفلاسفة وكان لهم اثر طيب فعلا يشكرون عليه. لكن للاسف ماذا وقع؟ انهم لما رأوا ان طريقتهم العقلية المتعمقة نجحت في افساد شبه الفلاسفة وشبه الملحدين ازدادوا ثقة بطرائقهم في الاعتقاد وهذا الخطأ كونك نجحت في اه بيان عوار شبهة او الرد على المتفلسفة وعلى الملحدين لا يعني هذا انك انت تسير على المنهج الصحيح في الاعتقاد لا لا تلازم بين هذا وهذا. فالمعتزلة كما قلنا حينما نظروا ان طريقتهم في الاعتقاد نجحت في ابطال شبه الفلاسفة والملحدين تزداد ثقة بهذه الطريقة وبهذا المنهج. مع انه في الواقع لم يكن منهج يسير على الطرق. الطريقة الصحيحة في البناء العقدي والاشاعرة لما ردوا على المعتزلة وردوا ايضا على الفلاسفة مع ابن سينا اه الغزالي عفوا رحمة الله تعالى عليه في تهافت الفلاسفة. رد على ابن سين وعلى غيره من الفلاسفة وكذلك هناك ردود من الاشعة بكثيرة على المنهج الاعتزالي. فالاشاعرة لما استخدموا طريقتهم الكلامية في الرد على المعتزلة وفي الرد على الفلاسفة ووجدوا اثرها ووجدوا لها نجاحا في هذا الميدان اعتقدوا ان مسلكهم في الاعتقاد وفي بناء العقائد هو المسلك الصحيح وهذا ايضا خطأ فكلا الطائفتين المعتزلة والاشاعرة لاحظوا اثر الغن. يعني لاحظوا الفائدة في طرقهم لكنهم لم يلاحظوا الغرم. اي لم الخطأ ايضا هم لاحظوا فائدة الطرق الكلامية في المنافحة ورد الشبهات. لكنهم لم يلاحظوا خطأ هذه الطرق في بناء العقائد اعيد الفكرة هاي مرة اخيرة الفرق المتكلمة عموما اشاعرة ماجودية معتزة كل من سلك مسلك الكلام بغض النظر عنه لاحظوا ان طرقهم الكلامية لها فوائد في بعض الميادين خاصة في كان الدفاع العقدي لاحظوا هذا الاثر فظنوا انهم يسيرون على الطريقة الصحيحة في بناء الاعتقاد وهنا اخطأوا فهم لاحظوا الفائدة لكن لم يلاحظوا الخطأ الذي سلكوه لذلك نقول لاحظوا الغنم ولم يلاحظوا الغرم فكان عليهم ان ينتبهوا انه استعمالكم لهذه الطرق الكلامية في الدفاع عن العقيدة لا يعني ان هذه الطرق هي التي يجب ان تبنى بها العقيدة. فمقام الدفاع يختلف عن مقام البناء طيب وكلاهما ابصر اثر الغنم ولم يبصر اثر الغرم فان ضحدك لشبهة فاسدة لا يعني بالضرورة ان ما تعتقده هو الصحيح لكن ظهر لك فساد قول غيرك ولم يظهر لك فساد قولك. يعني انت حينما استخدمت طريقتك فالرد على الفلاسفة ونجحت فعلا في ابطال قولهم انت الذي ظهر لك فساد قوم الفلاسفة ظهر هذا لكن لم يظهر لك فساد قولك انت ايضا فيما خالفت به يعني انت صحيح رديت على الفلاسفة آآ انكار وجود صانع. تمام. ورديت على على بعضهم الشبهات في تصوير الله سبحانه وتعالى. تمام. لكنك في النهاية ايضا لم تراجع نفسك فلعلك ايضا انت تسلك مسالك خاطئة في الاعتقاد لكن للاسف كما قلنا حينما لاحظوا النجاح الذي حققوه في الرد على الفلاسفة وعلى غيرهم زادهم هذا ثقة بطرائقهم زادهم هذا ثقة بطرائقهم. ولو انهم عادوا فنظروا بنظر الواعي لادركوا ان هذه الطرائق التي سلكوها وان صلحت في باب الدفاع لكنها لا تصلح ابدا في باب البناء العقدي وكان ينبغي عليهم ان يعرفوا ان العقول انما تصلح في باب الجدل العقدي يعني التكلف في العقول وفي طرح المسائل العقدية انما يكون في باب الدفاع وفي باب طرح شبهات فان الشبه تحتمل الغوص في مزالقها العقدية العقلية لكن حينما تكون في مقام بناء عقيدة فعليك ان تعود الى منبعها الذي صدرت منه. ان تعود الى ما نقله الصحابة والتابعون وليس لك لانك نجحت في ابطال شبهة شخص ان تتجاسر بعقلك على فهم الصحابة والتابعين وان تظن بما انني استطعت ان رد على الفلاسفة وعلى المعتزلة اذا انا اقدر على ان افهم هذه النصوص وان احللها من السابقين. هنا تأتي يأتي الاختلاط وهنا يطلب بالانسان التوفيق من الله سبحانه. فعلا في هذه المزالق يطلب الانسان التوفيق. هو الانسان دائما يطلب التوفيق من الله. لكن هنا في هذه النقاط يزداد الحاجة الى التوفيق وان يلهمك الله عز وجل ان تكون آآ متزنا معتدلا في نظرتك لنفسك وفي نظرتك لنجاحك الذي حققته. فكوني استطعت ان افشل شبهة شخص وان ابين فسادها هذا لا يعني اني انا اسلك الطريق الصحيح. اذا اردت ان اعرف اين الطريق وما هو الطريق الصحيح علي ان اعود الى المنبع الاصيل. علي ان اعود الى المنبع الاصيل. اذا حاولت في هذه اه القاعدة الرابعة ان ابين اه اثر باللسان العربي وبالاستعمار الشرعي للمفردات اللغوية اه على نشوء الفرق البدعية المخالفة لمنهج اهل السنة والجماعة. وكيف ان الجهة باللسان العرب اعتضد بطغيان الفكر العقلي على الطوائف الاسلامية. فكان هذا السبب في ازدياد الفجوة بين الفرق. اه القاعدة الخامسة قاعدة توثيق الصحيح في نسبة العقائد يساعد على الوصول الى الحقيقة. هذه القاعدة الخامسة اتركها باذن الله لمجلس اخر. اسأل الله العظيم رب العرش العظيم رب جبريل وميكائيل واسرافيل السماوات والارض عالم الغيب والشهادة انت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون. اهدنا لما اختلف فيه من الحق باذنك. اهدنا لما اختلف فيه من الحق باذنك. انك تهدي من تشاء الى صراط مستقيم. ونلقاكم في مجلس اخر من مدارس غراس العلم. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم غراس العلم لدراسة العلوم الشرعية طريقك نحو علم شرعي راسخ