بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي هدانا للاسلام وعلمنا الحكمة والقرآن. احمد الله تعالى واشكره واستعينه واستغفره واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا وبعد اخوة الاسلام فهذا المجلس الخامس عشر بمدارستنا لكتاب تهذيب السيرة النبوية. الذي اوجز فيه الامام النووي رحمه الله تعالى في صدر كتابه تهذيب الاسماء واللغات جملة موجزة مما يتعلق بسيرة وشمائل الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم على نحو اتى فيه بالمهمات واقتصر فيه على الجمل الموجزات في الابواب والفصول التي مضت في اربعة عشر مجلسا هذا ختامها بعون الله تعالى وتوفيقه وعسى ان يكون هذا المجلس المبارك المنعقد في هذا المكان المبارك وفي هذه الليلة المباركة ليلة الجمعة عساه ان يكون سببا نستكثر فيه من صلاتنا وسلامنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم. نغتنم بركة هذه الليلة الشريفة ونزداد فيها من الاجر الوفير والنعمة والرحمة وصلوات ربنا عز وجل علينا بصلاتنا على نبيه صلى الله عليه عليه وسلم فانه قد صح في الحديث من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا فصلى الله وسلم وبارك عليه افضل صلاة واتم السلام وقد وقف بنا الحديث ليلة الجمعة الماضية في ختام اخر فصول هذا الكتاب. في الحديث عن الخصائص التي جعلها الله لنبيه صلى الله عليه وسلم. وتقدم انها انواع اربعة. منها احكام واجبات خاصة به عليه الصلاة والسلام ومنها محرمات ومنها تخفيفات ومباحات وقد وقف بنا الحديث عند بعض هذا النوع الثالث من التخفيفات والمباحات المتعلق بالنكاح ليبقى رابع الانواع الذي سنأتي عليه وهو ما اختص به صلى الله عليه وسلم من الفضائل والاكرام فعطروا مجلسكم بكثرة الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الامين وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لشيخنا ولوالديه وللسامعين قال المصنف رحمه الله النوع الثاني متعلق بالنكاح فمنه اباحة تسعة نسوة. والصحيح جواز الزيادة له صلى الله عليه وسلم. ومنه انعقاد نكاحه بلفظ الهبة على الاصح. والاصح انحصار طلاقه في الثلاث. وقيل لا ينحصر. واذا عقد نكاحه بلفظ الهبة لا يجب مهر بالعقد ولا بالدخول بخلاف غيره تقدمت هذه الجملة ليلة الجمعة الماضية ونأتي بها لوصل الحديث السابق باللاحق. فنحن نتحدث فيما اورده تصنف رحمه الله في الاحكام المباحة التي جاءت تخفيفا لرسول الله عليه الصلاة والسلام خصوصية به في هذا النوع من المباحات والتخفيفات ومنه انعقاد نكاحه بلا ولي ولا شهود. وفي حال الاحرام على الصحيح في الجميع. ومنه انعقاد نكاحه بلا ولي ولا شهود فيما يذكر من خصوصياته عليه الصلاة والسلام. قال وانعقاد احرامه وانعقاد نكاحه حال الاحرام على الصحيح في الجميع. قوله على الصحيح في الجميع اشارة الى الخلاف. هل خص نبينا صلى الله عليه وسلم بجواز احرامه موازين نكاحه محرما لان الحكم في شأن الامة تحريم النكاح حال الاحرام. لقوله صلى الله عليه وسلم لا ينكح المحرم ولا ينكح فاذا ثبت نكاحه عليه الصلاة والسلام محرما كان هذا من خصوصياته وقد جاء الخلاف في نكاح رسول الله صلى الله عليه وسلم لام المؤمنين ميمونة رضي الله عنها فمنها من الروايات ما دل على انه نكحها وهو محرم صلى الله عليه وسلم كما في حديث ابن عباس في الصحيحين. ومنها من الروايات ما دل على انه نكحها غير محرم ان كان حلالا كما في حديث ميمونة وابي رافع رضي الله عن الجميع والراجح عند الجمهور حديث ميمونة وحديث ابي رافع لانهما الصقوا بالحادثة وادرى بها. وان النبي عليه الصلاة والسلام لم ينكح ميمونة محرما. فاذا لم يثبت هذا لم تكن هناك حاجة الى ايراد المسألة في خصوصياته عليه الصلاة الصلاة والسلام. نعم. واذا رغب في نكاح امرأة خلية لزمها الاجابة على الصحيح. امرأة خلية يعني خالية من زوج غير متزوجة. نعم. واذا رغب واذا رغب في نكاح امرأة خلية لزمها الاجابة على الصحيح ويحرم على غيره خطبتها. هذا على افتراض انه وقع اذا رغب في نكاح امرأة لزمها الاجابة. يعني لا خيار لها الا ان تجيب. قال ويحرم على غيره خطبتها. لان النبي عليه الصلاة والسلام اولى بها اذا ارادها في النكاح وفي وجوب القسم بين ازواجه وامائه وجهان قال الاسطخري لا يجب فيكون من الخصائص. وقال اخرون يجب فليس منها. هل يجب على النبي صلى الله عليه وسلم القسم بين زوجاته في المبيت كما هو الواجب على الرجال في سائر الامة وجوب القسم بين الزوجات لمن له اكثر من زوجة ان هذا من واجبات العدل التي امر الله عز وجل بها من تزوج اكثر من امرأة هذا في حكم الامة. قال اختلفوا في وجوب القسم عليه بين ازواجه وامائه فيه وجهان. قال الاصطخري لا يجب فيكون هذا من الخصائص. وقال اخرون يجب عليه القسم عدلا بين زوجاته صلى الله عليه وسلم. وعندئذ فليس له خصوصية في هذا. والثابت في سيرة عليه الصلاة والسلام القسم عدلا بين زوجاته. بل انه حتى لما مرض عليه الصلاة والسلام مرض موته الذي الله تعالى فيه روحه ولحق بالرفيق الاعلى كان يجتهد بالرغم من المرض على ان يكون موفيا بالعدل بين زوجاته فكان يسأل كل ليلة عند من اكون انا الليلة فعرفوا انه يبحث عن ليلة عائشة رضي الله عنها ليكون عندها فاذن له عليه الصلاة والسلام ان يمرض في بيتها فانتقل اليها. فكان في حجرتها حتى توفاه الله صلوات ربي وسلامه عليه وبنى الاصحاب اكثر هذه المسائل ونظائرها على اصل عندهم. وهو ان نكاحه عليه الصلاة والسلام هل هو كالنكاح في حقنا ام كالت سري التسري هو وطأ الامة بملك اليمين والفرق بين وطأ الزوجة ووطء الامة ان وطأ الزوجة يكون بعقد نكاح فيه حقوق وواجبات ومهر وعدل واصطفاء لما قال الله تعالى عنه وللرجال عليهن درجة وقال وعاشروهن بالمعروف فهذا عقد النكاح بحقوقه وواجباته اما الوطء بملك اليمين فهو من التسري تسري الجواري فليس فيه عقد بل يكون الوطء احد حقوق السيد التي ينتفع فيها من ملك اليمين الذي تحت يده ولا يدخل الاماء في احكام الزوجات. لا من حيث العدد فيجوز التسري ولو بالف جارية. ولا من حيث احكام النكاح والطلاق ولا القسم ولا العدل بين الزوجات في الوضع والمبيت فقال كل ما تقدم من مسائل او اكثرها بناها الفقهاء على اصل هل احكام نكاح رسول الله عليه الصلاة والسلام الخاصة به هل هو كالنكاح في حقنا ام كالتسري فان قلت كالنكاح ان طبقت احكام الشريعة كلها فلا يثبت شيء من الخصوصيات الا بدليل مثل جواز نكاحه اكثر من اربعين صلى الله عليه وسلم وان قلت كالتسري فثبت ان كل ما يفعله صلى الله عليه وسلم من احكام الزوجية مع زوجاته انما هو فضل منه لا واجب اوجبه الله عليه لانه يكون حكم النكاح في حقه كاحكام التسري في حقنا وقد سبق لنا الفرق وتبين لك الفرق بين احكام النكاح والتسري في وطأ الوطء بملك اليمين. والصحيح والراجح ان احكامه عليه الصلاة والسلام في باب النكاح جارية على احكام النكاح الا ما خصه الله تعالى به. واعتق صفية وتزوجها جعل وجعل عتقها صداقها. فقيل اعتقها وشرط ان ينكحها فلزمه الوفاء بخلاف غيره وقيل جعل نفس العتق صداقا وصح ذلك بخلاف غيره. وقيل اعتقها بلا عوظ وتزوجها بلا مهر لا في الحال ولا فيما بعد وهذا اصح وذكر الاصحاب في هذا النوع اشياء كثيرة جدا حذفتها. صفية بنت حيي بن اخطب رضي الله عنها ام المؤمنين وقعت في الاسر لما غزى النبي صلى الله عليه وسلم قومها من اليهود فلما وقعت في الاسر اصطفاها النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه. اذا الحكم الشرعي في شأنها ان تكون جارية لكن النبي عليه الصلاة والسلام اصطفاها لحكمة تبينت فيما بعد المرأة شريفة في قومها واباؤها واجدادها من اليهود سادات واحبار ولهم مكانتهم. فاراد النبي عليه الصلاة والسلام ان يخصها بتقديم واكرام فاصطفاها فاصبحت عنده جارية فاعتقها كما في الصحيحين من حديث انس رضي الله عنه قال وجعل عتقها صداقها فاختلف الفقهاء في تفسير هذا فقها قال فمنهم من قال اعتقها وشرط ان ينكحها فلزمه الوفاء يعني اعتقها فاذا اعتقها وصارت حرة اصبح الدكاح موقوفا على اذنها ورضاها وحضور ولي ونحو ذلك قال اعتقها وشرط نكاحها فلزمه الوفاء. فلذلك اصبحت زوجة له صلى الله عليه وسلم واما من امهات المؤمنين ومن الفقهاء من قال جعل نفس العتق صداقا فهل تزوجها؟ نعم تزوجها ما مهرها؟ لم يكن نهرها مالا نقدا بل كان مهرها منفعة ويصح عند الفقهاء ان يكون المهر مالا او منفعة والمنفعة هنا في عقد صفية رضي الله عنها هو عتقها. قال فمنهم من قال اعتقها وجعل نفس العتق صداقا. وصح له بخلاف غيره ومنهم من قال وهذا الذي رجحه النووي والقول الثالث اعتقها بلا عوض وتزوجها بلا مهر في الحال ولا فيما بعد. اذا اعتقها هبة واكراما. ثم تزوجها فلما تزوجها لم يفرغ لها مهرا لا في الحال ولا فيما بعد يعني بعد الدخول. قال المصنف وهذا اصح ثم قال رحمه الله وذكر الاصحاب في هذا النوع اشياء كثيرة جدا حذفتها. يعني يستطردون في ذكر بعض تفاصيل ودقائق كامل نكاح فيما يورد من الخصوصيات بشأنه عليه الصلاة والسلام حذفها الامام النووي رحمه الله اختصارا وفيما رغبة بالاقتصار على المهمات من احكام السيرة والخصائص النبوية. نعم. الضرب الرابع ما اختص به صلى الله عليه وسلم من الفضائل والاكرام فمنه ان ازواجه اللاتي توفي عنهن محرمات على غيره ابدا. هذا اخر انواع الخصائص لانه تقدم ان الخصائص النبوية اربعة انواع النوع الاول واجبات يعني احكام واجبات خصه الله تعالى بها النوع الثاني محرمات خصه الله تعالى بها النوع الثالث مباحات وتخفيفات والتي انتهينا منها قبل قليل. هذا ختام الانواع وهو الفضائل والمناقب والكرامات المعجزات بل ما خصه الله تعالى به من احكام ارادها رب العزة والجلال ان تكون فضيلة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وكرامة له ومنقبة له اما انه قد تقرر ان نبي الامة عليه الصلاة والسلام عظيم المكانة رفيع القدر عند ربه عز وجل. عظم الله انه واحبه واصطفاه عليه الصلاة والسلام وخص له من الاحكام ما قرر تلك الفضائل وذلك الاكرام في وجوه متعددة يحصرها الفقهاء رحمهم الله في مثل هذا السياق. قال منها ان ازواجه اللاتي توفي عنهن يعني امهات المؤمنين محرمات على غيره ابدا قال الله عز وجل ولا تنكحوا ازواجه من بعده ابدا. ان ذلكم كان عند الله عظيما. وهذا حكم خاص. هل يوجد في الامة رجل اذا مات عن زوجة يحرم على غيره ان يتزوجها من بعده لا يوجد هذا فهذا من خصوصياته عليه الصلاة والسلام. ولو تأملت لوجدت ان هذه الخصوصية ليست من قسم الحرام ولا من الواجب ولا من المباحات والتخفيفات انما تجد ان مبنى هذا الحكم الشرعي كرامة لرسول الله عليه الصلاة والسلام الا يخلف ازواجه من بعده رجل سواه صلى الله عليه وسلم ولما خص الله به امهات المؤمنين وفي من فارقها في الحياة اوجه اصحها تحريمها وهو نص الشافعي رحمه الله في احكام القرآن. وبه قال ابو علي ابن ابي هريرة لقول الله تعالى وازواجه امهاتهم والثاني تحل والثالث تحرم تحرم التي دخل بها فقط فاذا قلنا بالتحريم ففي امة يفارقها بوفاة او غيرها بعد الدخول وجهان هذه مسألة اتفقنا على ان ازواجه اللاتي توفي عنهن صلى الله عليه وسلم محرمات على غيره ابدا فها هنا مسألة ما حكم الزوجة التي فارقها في الحياة التي طلقها ويوجد من هذا حوادث معدودة كالتي دخل بها فقالت اعوذ بالله منك فقال الحقي باهلك. فقد استعذت بما عاذ. ومنها من رأى في كشحها بياضا فتركها وطلقها عليه الصلاة والسلام ليلة دخوله بها. فهؤلاء زوجات لكنه اما لم يدخل بهن او فارقهن قبل الدخول فهؤلاء ما حكمهن؟ يعني هل يجري عليهن حكم امهات المؤمنين قال فيه ثلاثة اقوال الذي نص عليه الشافعي رحمه الله انهن محرمات كالزوجات اللاتي توفي انهن سواء بسواء. قال لعموم قوله تعالى وازواجه امهاتهم. فهن امهات المؤمنين. والقول الثاني انهن لا حرمنا ويحل نكاحهن لعدم ثبوت حكم الزوجية لهم مع رسول الله عليه الصلاة والسلام والقول الثالث انه لا تحرم الا التي دخل بها فقط. قال فاذا قلنا بالتحريم ففي حكم الامة التي يفارقها بوفاة او غيرها بعد الدخول ايضا خلاف على ما تقدم ومنه ان ازواجه امهات المؤمنين سواء من توفيت تحته ومن توفي عنها. ازواجه امهات المؤمنين بنص قوله تعالى واجبه. امهاتهم. اذا كل من امهات المؤمنين بدءا من خديجة رضي الله عنها. وانتهاء باخر كل امهات المؤمنين رضي الله عنهن ام لي ولك ولكل المؤمنين وازواجه امهاتهم. فما معنى ان تكون عائشة وخديجة وحفصة وام سلمة وغيرهن رضي الله عنهن ما معنى ان تكون اما لي ولك هل معنى هذا انه تجري احكام الامومة كلها ما احكام الامومة؟ ثلاثة اشياء اولها تحريم النكاح ثانيها المحرمية يعني ان تكون محرما لها تجوز الخلوة والدخول والسفر معها ومنها التوارث فالام ترث من ابنها والابن يرث منامه فهل هذا هو المعنى ازواجه امهاتهم؟ ان امهات المؤمنين هن امهات لنا في كل الاحكام؟ الجواب لا بل المقصود انهن امهات في جانب الاحترام والاكرام والتقدير وتحريم النكاح خاصة لكن باقي الاحكام لا تسري لو كانت الاحكام كلها سارية في انها ام كام التي ولدتك لكان يحرم نكاح بنتي احداهن فكيف تزوج علي رضي الله عنه فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ وكيف تزوج عثمان رضي الله عنه ثنتين من بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم والا ستكون اختا له لانها ابنة امه فلا تجري هذه الاحكام. نعم ومنه ان ازواجه امهات المؤمنين سواء من توفيت تحته ومن توفي عنها. وذلك في تحريم نكاحهن ووجوب احترامهن طاعتهن وتحريم عقوقهن لا في النظر والخلوة وتحريم بناتهن واخواتهن. اذا هذا المقصود بكونهن وامهات مؤمنين. تحريم النكاح ووجوب الاحترام طاعة وتحريم العقوق قال لا في النظر لا تقل هي ام من امهات المؤمنين فيجوز النظر اليها ما كان يفعل هذا الصحابة رضي الله عنهم ولا فهموا ان قوله ازواجه امهات من ويجوز ان يذهبوا وينظرن اليهن لان الله قال واذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب فهذا هو المعنى. ولذلك يقول الفقهاء الامومة ثلاثة انواع واحكامها مختلفة اولها امومة الولادة امك التي ولدتك. ويثبت فيها جميع احكام الامومة ثانيها امومة ازواج النبي صلى الله عليه وسلم. ولا يثبت بها الا تحريم النكاح ويدخل فيه الاحترام والطاعة والبر السادس ما هو امومة ولادة وامومة زوجات النبي عليه الصلاة والسلام. الثالث؟ امومة الرضاع وامومة الرباعي مرتبة وسط بين امومة الولادة وامومة امهات المؤمنين. ليش وسط؟ يثبت بها تحريم النكاح ويثبت بها تحريم وجواز النظر والخلوة المحرمية. ولا يثبت بها التوارث. فجاءت وسطا بين النوعين وتحريم بناتهن واخواتهن. فلا يقال بناتهن اخوات المؤمنين. ولا اباؤهن وامهاتهن اجداد وجدات المؤمنين ولا يقال اخوتهن واخواتهن اخوال وخالات المؤمنين. يعني لا تجد الاحكام بهذا الشكل من التناسب وذكر ان اي واحد من اخوة زوجات رسول الله عليه الصلاة والسلام يكون خالا او ان بناتهن يكن اخوات وان وجدت شيئا من ذلك فهو على سبيل المجاز. كما يقال مثلا معاوية بن ابي سفيان رضي الله عنه خال المؤمنين لانه اخو امي حبيبة بنت ابي سفيان زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم فاذا وجدت من يقول هذه العبارة فهي تجوز لا ان على الحقيقة في حكم الخؤولة. فيقال هذا تشريفا وذكرا لشرفي قرابته من زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال بعض اصحابنا يطلق اسم الاخوة على بناتهن واسم الخؤولة على اخوتهن واخواتهن. وهذا ظاهر نص الشافعي رحمه الله في مختصر المزني وهل كن امهات المؤمنين والمؤمنات فيه وجهان لاصحابنا اصحهما لا بل هن امهات المؤمنين دون المؤمنات والمنقول عن عائشة رضي الله عنها بناء على المذهب المختار لاهل الاصول ان النساء لا يدخلن في ضمير الرجال المقصود بهذا ما اشار اليه بعض اهل العلم فيما روي عن عائشة واشار اليه المصنف هنا ان امرأة قالت لها يا اماه فقالت لها لست لك بام انما انا ام رجالكم لان الله قال وازواجه امهاتهم. فذكره بضمير الجمع المذكر. امهاتهم فلا يدخل الاناث وهذه مسألة محل خلاف بين اهل العلم هل ضمير الذكور يدخل فيه الاناث؟ والمسألة عندهم فيها خلاف لما ينبني عليه من تقرير احكيم الشريعة التي جاءت في الكتاب والسنة. لكن هذا على الصحيح شامل. فازواج النبي صلى الله عليه وسلم امهات للمؤمنين والمؤمنات على حج سواء ولذلك يقال ام المؤمنين عائشة ام المؤمنين خديجة ام ام المؤمنين حفصة ام المؤمنين زينب ام المؤمنين ميمونة وام سلمة وجويرية وصفية رضي الله عنهن جميعا. فهذا من باب التغليب ان يزكر ضمير الجمع المذكر فيندرج فيه الرجال والنساء على حد سواء وقال البغوي من اصحابنا ويقال للنبي صلى الله عليه وسلم ابو المؤمنين والمؤمنات. اذا كان ازواجه امهات المؤمنين فهل يكون نبيا نبينا صلى الله عليه وسلم ابا المؤمنين هل يصح ان تقول انه صلى الله عليه وسلم ابو المؤمنين يصح الله يقول وازواجه امهاتهم طيب وهو هل يصح ان يقول انه ابونا يصح ان نقول ان النبي عليه الصلاة والسلام ابو المؤمنين اقرأ وقال البغوي وقال البغوي من اصحابنا ويقال للنبي صلى الله عليه وسلم ابو المؤمنين والمؤمنات ونقل الواحدي عن بعض اصحابنا انه لا يقال ذلك. لقول الله تعالى ما كان محمد ابا احد من رجالكم. ما كان محمد ابا احد من رجالكم ما سبب الاية قصة التبني زيد بن محمد زيد بن حارثة الذي تبناه النبي صلى الله عليه وسلم قبل الهجرة فكان عنده فيقال له زيد بن محمد فجاءت اية الاحزاب لتفنيد قضية التبني التي كانت عند الجاهلية ادعوهم لابائهم هو ابسط عند الله. فان لم تعلموا اباءهم اخوانكم في الدين ومواليكم. واستمرت ايات الاحزاب في ذكر احكام النبوة وبيت النبوة. الى ان جاء قوله تعالى ما كان محمد ابى احد من رجالكم الاية مقصودها لم يكن ابا لاحد منهم بالنسب لكن من حيث المكانة والاحترام والتقدير فانه سيأتيكم الحديث يقول النبي صلى الله عليه وسلم انما انا لكم بمثل اعلمكم فاما المقام والاحترام فهو في مقام الابوة بل اعظم واجل من ذلك عليه الصلاة والسلام قال ونص الشافعي رحمه الله على جوازه اي ابوهم في الحرمة قال ومعنى الاية ليس ليس احد من رجالكم ولد صلبه وفي الحديث وفي الحديث الصحيح في سنن ابي داود وغيره ان النبي صلى الله عليه وسلم قال انما انا لكم مثل الوالد قيل في الشفقة وقيل في الا يستحيوا من سؤالي عما يحتاجون اليه من امور العورات وغيرها وقيل في ذلك كله وغيره. وقد اوضحت ذلك كله في كتاب الاستقامة من شرح المهذب ومنه تفضيل نسائه صلى الله عليه وسلم على سائر النساء وجعل ثوابهن وعقابهن ضعفين وتحريم سؤالهن الا من وراء حجاب ويجوز في غيرهن مشافهة وافضل ازواجه خديجة وعائشة. قال ابو سعد المتولي واختلف اصحاب هنا ايتهما افضل من جملة الاحكام التي خص بها نبينا صلى الله عليه وسلم تفضيل نسائه امهاتنا امهات المؤمنين. فضلن على نساء الامة وكفاهن شرفا وفضلا ان الله اختارهن زوجات لنبيه عليه الصلاة والسلام قال ومنها كذلك جعل ثوابهن وعقابهن ضعفين يا نساء النبي من يأتي منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين وكان ذلك على الله يسيرا. ومن يقنت منكن لله ورسوله وتعمل صالحا نؤتها اجرها مرتين واعتدنا لها رزقا كريما. ففضل الله عز وجل نساء النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الحكم. قال وتحريم تؤاليهن الا من وراء حجاب ويجوز في غيرهن مشافهة قال الله عز وجل ولا واذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب هل هذا الحكم خاص بامهات المؤمنين؟ اهل العلم على قولين فمن قال هو خاص بهن جعل المسألة من الخصوصيات والذي عليه كثير من اهل العلم ان المسألة لا خصوصية فيها. وان الحكم الوارد في الاية في سياق منقبة ام المؤمنين يشمل نساء الامة في وجوب الحشمة والصون في التعامل المباشر مع الرجال الا بهذه الحدود شرعية. واذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب. لماذا تعميم الحكم؟ لان الذي علل به الحكم يشمل غيرهن من باب اولى. قال الله ذلكم اطهر لقلوبكم وقلوبهن الخطاب للصحابة يقول الله لهم اذا جئتم تسألون واحدة منهن فلا تسألوهن مباشرة بل لا بد ان يكون من وراء حجاب. لماذا؟ قال اطهر لقلوبكم ايها الصحابة. وقلوبهن امهات المؤمنين اذا كانت هذه هي الحكمة والعلة التي من اجلها شرع الحكم ووجودها في غيرهم وغيرهن اكد كان الحكم من باب اولى لا يوجد في الامة بعد الصحابة قلوب اطهر من قلوبهم ولا في نساء الامة قلوب اطهر من قلوب زوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم فاذا كان هذا الحكم للطاهرين والطاهرات كان في سائر الامة غيرهم من باب اولى. نعم قال ايضا وافضل ازواجه خديجة وعائشة رضي الله عنهما واوجز الخلاف. قال المتولي واختلف اصحابنا ايتهما افضل لوجود الادلة التي تدل على فضيلة كل واحدة منهن رضي الله عنهما وعن سائر امهات المؤمنين. قال النبي صلى الله عليه وسلم في ذكر فضلهن في كثير من الاحاديث كما في حديث عائشة في صحيح مسلم فضل عائشة على النساء كفضل السرير على سائر الطعام وهل هذا صريح في تفضيلها على امنا خديجة رضي الله عنها؟ وقد سبق انه كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء الا اربع وذكر ومنهن خديجة بنت خويلد وباقي الاحاديث التي فيها مناقب لهذه وتلك فاوجز الخلاف. ونحن لا حاجة الى ترجيح واحدة منهن في الافضلية. فجميعهن فاضلات ذات خير ومكانة وكفاهن شرفا ان الله عز وجل اختصهن بالزوجية برسول الله صلى الله عليه وسلم ومنه في غير النكاح ومنه يعني من الخصائص. في باب المناقب والفضائل والكرامة في غير احكام النكاح انه صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين وخير الخلائق اجمعين. وامته افضل الامم واصحابه خير القرون ما كان محمد ابا احد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين ختمت به النبوة صلى الله عليه وسلم فلا نبي بعده فكان ختام النبوة مسكا برسول الله عليه الصلاة والسلام. بل هو خير الخلائق اجمعين. جعلت الخيرية في الاصطفاء له عليه الصلاة والسلام والتفضيل الذي حباه الله تعالى به. ومن فضيلته وخيريته فضلت امته. كنتم خير امة اخرجت للناس وهكذا اصبحت امته شريفة حظية بشرفه وكرامته عند ربه عز وجل. واصحابه خير القرون لقوله صلى الله عليه وسلم خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم قال فلا ادري ذكر بعده قرنين او ثلاثة هذه الفضائل في ذكر الفضيلة له ولامته صلى الله عليه وسلم هي من جملة ما خص به عليه الصلاة والسلام وامته معصومة من الاجتماع على ضلالة. وشريعته مؤبدة وناسخة لجميع الشرائع. عصمة الامة مجموعة من ضلال هذه خصوصية من تقدم من الامم يكون على خير وهدى واثارة من علم واتباع على منهاج النبوة ما شاء الله له ان يكونوا فاذا بعد العهد بانبيائهم وعهود انبيائهم فشت فيهم الظلال بل ربما غلبت عليهم الجهالة ذلك دخل التحريف والنقص والزيادة في الكتب التي انزلها الله على بعض انبيائه عليهم السلام. لكن هذه الامة معصومة عصمها الله ليس من الخطأ. بل الخطأ لا يمكن ان يعصم منه الا من عصم الله لكن الذي عصمت منه الامة هو الاجتماع على الخطأ فلن تجد امة الاسلام في اي زمان عبر التاريخ تجمع على شيء فيكون عند الله باطلا او يكون ضلالة وقد ورد في ذلك جملة من الاحاديث لكنه لا يخلو احد منها من مقال. فمثل قوله صلى الله عليه وسلم لا اجتمعوا هذه الامة على ضلال ابدا. والفاظ المقاربة خرجها اصحاب السنن في كثير من دواوين الرواية. مجموعها ربما يقوي بعضها بعضا ويدل على اصل صحيح. حيثما وجدت في امة الاسلام في تاريخها وارثها الفقهي والعلمي. وجدت حكما اجمعت عليه الامة فثق تماما انه لا يكون ضلالا وان الله لا يريد لهذه الامة ان تطبق على ضلالة وعصيان وخطأ. نعم يقع في الامة ضلال. ويقع فيها عصيان وخطأ وانحراف لكنك ستجد لا محالة في الامة من يثبت على الحق ومن يدل عليه ومن يرد امة اليه. وهذه ميزة وخيرية ارادها الله عز وجل لهذه الامة. فلذلك كانت شريعتنا مؤبدة. يعني لا تأتي بعدها ناسخة بجميع الشرائع التي كانت قبلها ولما ابصر النبي صلى الله عليه وسلم قطعة من التوراة في في يد بعض اصحابه قال والذي نفسي بيده لو كان موسى ابن عمران حيا ما وسعه الا ان يتبعني. واصبحت شريعة الاسلام ناسخة. والكتاب كتاب الله القرآن مهيمنا على سائر الكتب السماوية وهذا ايضا مما جعل منقبة خص بها نبينا صلى الله عليه وسلم وكتابه معجز محفوظ عن التحريف والتبديل. وهو حجة على الناس بعد وفاته ومعجزات سائر الانبياء انقرضت القرآن. المعجز على مر الزمان المحفوظ بحفظ الله من التبديل والزيادة والنقصان. انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون. تعاقبت في الامة قرون. ونحن اليوم في قرنها الخامس عشر. اربعة عشر صرنا تعاقبت على الامة تغير فيها كل شيء. الانسان والزمان والمكان. توالت حضارات وتعاقبت دول جاء قوام وفني اقوام قامت حضارات اثر حضارات كل شيء تغير وبقي كتاب الله الذي نزل قبل الف واربعمائة واربعين سنة لم ينقص منه حرف ولا لا كلمة ولا سورة ولا اية هذا عجيب عجيب لا تقل لعظيم الجهد الذي فعلته الامة في حفظ القرآن بل مر على الامة عصور ضعف وانحطاط وترد وضياع ضاع فيها كل شيء لكن القرآن لن يضع الحافظ هو الله جل جلاله. حفظ كلامه سبحانه وتعالى. وهذا من اعجب وجوه معجزات النبي عليه الصلاة والسلام. لان من المعجزات الحسية حصلت وانقضت نبع الماء من بين اصابعه تسليم الحجر تكفير الطعام انشقاق القمر الاسراء والمعراج كل تلك معجزات حصلت رآها من رآها فامن بها من امن وكفر من كفر لكن اي معجزة تستطيع ان تقول انها اليوم بعد الف واربع مئة سنة هي كما هي كما كانت في زمنه عليه الصلاة والسلام ولو وجدها صحابي يبعث اليوم بيننا حيا لما عرف شيئا من معجزاته عليه الصلاة والسلام سواها لن تجد سوى القرآن ولهذا قال المصنف رحمه الله وهو حجة على الناس بعد وفاته ومعجزات سائر الانبياء انقرضت. وبقيت معجزة والي خالدة حية حاضرة بل هي معجزة باقية بما انزل الله تعالى بها من ان تكون حجة على الناس وتشريعا للاحكام وتحديا للانس والجن ان يأتوا بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا ونصر بالرعب مسيرة شهر وجعلت له الارض مسجدا وطهورا. واحلت له الغنائم. واعطي الشفاعة والمقام المحمود. وارسل الى الناس افة هذه جاءت مجموعة في حديث. قال عليه الصلاة والسلام كما في الصحيحين اعطيت خمسا لم يعطهن احد من الانبياء قبلي وذكرها. منها ما قال هنا نصر بالرعب مسيرة شهر فاذا سار الى لقاء العدو جعل الله له من خصائصه ان يقذف الرعب في قلوب اعدائه وبينه وبينهم مسافة كل شهر في المسير قوة يمده الله تعالى بها نصر بالرعب مسيرة شهر. وجعلت له الارض مسجدا وطهورا. قال فايما رجل من امتي ادركته الصلاة فليصلي. في اي مكان تكون عبد الله فترابها طهور تتيمم به وارضها طاهرة تصلي عليها قال واحلت له الغنائم. وكان الانبياء قبل اذا غزوا فنصروا فاخذوا الغنائم جمعوها فحرقوها. تقربا من الله تعالى بها. اما الانتفاع بها