بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لشيخنا وانفعه وانفع به يا رب العالمين. قال شيخ الاسلام رحمه الله تعالى في رسالته الحموية وروى الخلال باسناد كلهم ائمة ثقات عن سفيان ابن عيينة انه قال سئل ربيعة بن ابي عبدالرحمن عن قوله تعالى الرحمن على استوى كيف استوى؟ قال الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول ومن الله الرسالة وعلى الرسول البلاغ وعلينا التصديق. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان اما بعد فهذا اثر عظيم عن الامام الجليل الفقيه المشهور التابعي الذي ادرك بعض اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كانس رضي الله عنه وادرك كذلك كبار التابعين الا وهو ربيعة ابن فاروق رحمه الله واسعة وهو شيخ الامام مالك ولعل مالكا اخذ تلك الكلمة المشهورة التي ستأتي بعد قليل بعون الله عنه. و هذا الاثر سيأتي في كلام شيخ الاسلام رحمه الله وجه ايراد وجه له فان فيه الرد على المنحرفين في باب الصفات ولا سيما من اهل التجهيل المفوضة. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله وهذا الكلام مروي عن مالك ابن انس تلميذ ربيعة بن ابي عبدالرحمن من غير وجه منها ما رواه ابو الشيخ الاصبهاني وابو ابو بكر البيهقي وعن يحيى بن يحيى قال كنا عند مالك بن انس فجاء رجل فقال يا ابا عبدالله الرحمن على العرش استوى كيف استوى فاطرق ما لك برأسه حتى علاه الرحضاء ثم قال الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول والايمان به واجب يجب والسؤال عنه بدعة وما اراك الا مبتدعا فامر به ان يخرج. وما وراك الا مبتدعا فامر به ان يخرج نعم فقول ربيع فقول ربيعة ومالك بارك الله فيك. هذا اثر مالك رحمه الله وهو من احسن الكلام وانبل الكلام. واجود الكلام في باب الصفات. وقد تلقاه عنه اهل السنة بالاستحسان والقبول. وجعلوه ميزانا توزن به جميع صفات فكل الصفات لك ان تقول فيها ما قد قال مالك رحمه الله في الاستواء وقد انتشر هذا الاثر و اضحى معروفا متداولا عند اهل العلم. بل انني اقول انه من اشهر الاثار السلفية في المصنفات العقدية. حتى انه لا يكاد اه ان يوجد كتاب من كتب الاعتقاد التي جمعت اه مقالات اهل السنة والجماعة سواء كانت من الكتب المطولة او المختصرة. اقول اقول لا يكاد يوجد كتاب الا وقد اورد هذا الاثر. هو اثر عظيم جدا فيه فوائد جمة. وهذه الجملة الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول قد سبق مالكا اليها كما قد سمعت شيخه ربيعة رحمه الله في الاثر الذي قبل هذا وهذه الجملة يتحصل نقلها عن خمسة من اهل العلم والدين اولا عن ام سلمة رضي الله عنها فانه قد جاء عنها انها قالت في الاستواء الكيف غير معقول والاستواء غير مجهول. ولكن الاثر ليس بثابت عنها. ضعفه الذهبي رحمه الله في كتابه العلو واشار الى ضعفه ايضا شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله و جاء ثانيا عن ربيعة بالاسناد الصحيح عنه كما قال شيخ الاسلام وروى الخلال باسناد كلهم ائمة ثقات وجاء ثالثا عن تلميذه مالك ابن انس امام دار الهجرة وهذا ايضا ثابت ثبوت لا شك فيه وقد رواه عن مالك نحو عشرة من تلاميذه بالفاظ فيها شيء من الاختلاف اشهرها هذا اللفظ الذي بين ايدينا. وجاء رابعا عن الامام معمر ابن احمد ابن زياد الاصبهاني رحمه الله الذي هو تلميذ ابي القاسم الطبراني صاحب المعاجم المتوفى سنة ثمان عشرة واربع مئة حيث قال الاستواء معقول. والكيف مجهول. وهذا الاثر اورده الذهبي رحمه الله عنه في كتابه العلو وسيورده شيخ الاسلام رحمه الله فيما سيأتي من هذه رسالة تمر علينا باذن الله عز وجل. وجاء نحو هذا الكلام ايضا عن ابي جعفر الترمذي الذي كان بحرا من بحور العلم وجبلا من جبال السنة وكان فقيه بغداد ومفتيها في وقته. توفى سنة خمس وتسعين ومائتين. توفي سنة خمس وتسعين ومائتين حيث قال هذه الجملة ولكن في صفة النزول. حيث قال رحمه الله النزول معقول والكيف مجهول. وهذا يؤكد ما ذكرت لك من ان اهل العلم جعلوا هذه الجملة ميزانا توزن به جميع الصفات. فالمقصود ان هذه الجملة جملة عظيمة وفيها فوائد جمة ولا سيما الاثر الذي جاء عن مالك رحمه الله فان فيه فوائد عظيمة ينتفع بها طالب العلم. ومن تلك الفوائد اولا ان في هذا الاثر تأكيدا على مسلك اهل السنة والجماعة باثبات القدر المشترك والقدر المميز في باب الصفات. فقوله رحمه الله الاستواء غير مجهول. فيه اثبات القدر المشترك. فان الاستواء معلوم معناه ويتصف به الخالق ويتصف به المخلوق. فالذي قال على العرش استوى هو الذي قال لتستووا على ظهوره ثم تذكروا نعمة ربكم اذا استويتم عليه. فاذا استويت انت ومن معك على الفلك. فالاستواء من حيث هو يتصف به الخالق ويتصف به المخلوق فثمة قدر مشترك هذا الاشتراك هو في اصل المعنى اللغوي. قبل ان يضاف الى الخالق او الى المخلوق. فالله عز وجل يستوي على العرش بمعنى يعلو ويرتفع عليه وكذلك المخلوق يستوي على دابته او يستوي على السفينة او يستوي على العرش اللائق به بمعنى يرتفع عليه. فهذا قدر مشترك. كما دلت على هذا ادلة كثيرة. الله متصف بالسمع والبصر وهو السميع البصير. وكذلك المخلوق. انا خلقنا الانسان من نطفة امشاج نبتليه فجعلناه او سميع بصيرا. وان كان في الحقيقة والكن لا شك ان السميع ليس كالسميع. وان السمع ليس السمع وهكذا البصر. اذا هذا القدر المشترك. والقدر المميز اشار اليه ما لك رحمه الله حينما قال والكيف غير معقول. القدر المميز المختص هو الصفة بعد الاضافة. فلما اضيفت الصفة الى الله سبحانه وتعالى فانها كانت شيئا مختصا به سبحانه وتعالى. لا يشاركه فيه احد. الله سبحانه وتعالى واحد في ذاته كما هو واحد في صفاته. اذا الكيف غير معقول. شيء اختص الله سبحانه تعالى به لا يشاركه فيه غيره ولا يطلع على هذه الكيفية من خلقه احد. واهل السنة جماعة يجمعون بين الامرين واهل الضلال قد يثبتون قدرا مشتركا وينفون القدر مختص كما فعلت الممثلة وقد يعكسون كما فعلت المعطلة. من انكر القدر المشترك وقع في ومن انكر القدر المميز المختص وقع في التمثيل. الفائدة الثانية من هذا الاثر عن الامام مالك رحمه الله ان فيه الرد على المفوضة وقد مر بنا تفصيل مذهبهم ووجه الرد ها هنا من جهتين. اولا من قوله استواء غير مجهول. اي هو معلوم من جهة لغة العرب. ليس الاستواء كلمة خفية او هي لغز من الالغاز. انما هي كلمة واضحة المعنى. من يعرف لغة العرب فانه يعلم ما معنى كلمة استوى على استوى على كذا معروف. ان وذلك بمعنى العلو والارتفاع عليه. والوجه الثاني من جهة قوله والكيف غير معقول وقد مر بنا وسيمر ايضا ان شاء الله في كلام المؤلف ان نفي الكذب ان نفي الكيفية يستلزم العلم بالمعنى. نفي الكيفية يستلزم العلم بالمعنى. فان نفي الكيفية مع الجهل بالمعنى لغو من القول. وهذا ما ينزه عنه ائمة الاسلام في اجوبة على المسائل. فمالك رحمه الله ما قال هذه كلمة عبثا. الكيف ايش؟ غير معقول نحن نعلم معنى الاستواء لكننا لا ندري كيف هو هذا الاستواء اما لو كان مالك رحمه الله يعتقد ان كلمة استوى كلمة مجهولة المعنى كما تدعي المفوضة لما قال له الكيف معقول بل قال له الاستواء ماذا؟ غير معقول وغير مفهوم. لكنه على ان هذه الكلمة معلومة من جهة اللغة انما الجهل بكيفيتها. والسؤال انما وقع عن الكيفية. الرجل قال له الرحمن على العرش استوى كيف استوى؟ اذا هذا الاثر سيف قاطع لمذهب اهل التفويض. من هذين الوجهين الذين ذكرت لك الفائدة الثالثة ان هذا الاثر فيه بيان فيه بيان سلامة مذهب اهل السنة والجماعة. من طريقة الممثلة المكيفة وهذا تلحظه في قوله والكيف غير معقول. فحاشى مذهب اهل السنة من تهمة المعطلة التي اكثر من تردادها حينما وصموا اهل السنة والجماعة بانهم مشبهة. بانهم ممثلة وبانهم مكيفة. لا والله. ان لكذب وظلم على اهل السنة. فاهل السنة يصدعون بجهلهم بكيفية صفات الله سبحانه وتعالى. الكيف غير معقول لنا. وان وان لنا ان نعقل كيفية صفة الله العظيم سبحانه وتعالى. ونحن لم نره ولم نرى مثيلا له. تعالى عنان له مثيل. اذا مذهب اهل السنة بعيد كل البعد عن مذهب الممثلة الوجه الرابع او الفائدة الرابعة ان هذا الاثر فيه الرد على المحرفة المؤولة فان مالكا رحمه الله لما سئل عن كيفية الاستواء اجاب بقوله الاستواء غير مجهول. ولو كان يعتقد ان الاستواء على خلاف ظاهره وانه لابد من تأويله تأويلا على خلاف الظاهر لما اجاب بقوله الاستواء غير مجهول. في قوله الاستواء غير مجهول. هو يبين ان هذا اللفظ على ظاهره ويحمل على ما تقتضيه اللغة دون تبديل ولا تحريف ولا تغيير. الاستواء غير مجهول نحن نعلم ما معنى كلمة استواء؟ اذا هي كلمة باقية على ظاهرها. ولا يجوز حملها على خلاف ظاهرها ولا نحتاج ان نتعنت في التعامل مع نصوص الصفات كما فعل من يعرف لغة العرب العرب يعرف معاني الصفات. فالامر كما قال ابن عيينة رحمه الله فيما خرج الدار قطني في كتابه الصفات قال كل ما وصف الله عز وجل به نفسه في كتابه فقرائته تفسيره. فقرائته تفسيره. لا كيف ولا مثل ما نحتاج اكثر من ان ماذا؟ نتلو القرآن فهذا الظاهر هو تفسير هذا الكلام ليس كلاما خفيا ملغزا انما من يعرف لغة العرب يعرف ما معنى استوى وما معنى وجه وما معنى محبة؟ وما معنى غضب؟ فلا نحتاج ان نتقول ولا نحتاج ان نزيد على ما اخبر الله او اخبر رسوله صلى الله عليه وسلم. الفائدة الخامسة في اثر الامام مالك رحمه الله التنبيه على قاعدة اهل السنة في اثبات الصفات وهي اثبات الصفات اثبات وجوب لا اثبات كيفية. اثبات الصفات اثبات وجود لا اثبات كيفية. نحن اذا اثبتنا الصفة وما معنى اثبتنا؟ ما معنى الاثبات؟ الاثبات اعتقاد ثبوت اي ان الله عز وجل متصف بهذه الصفة. هذا القدر الذي يريده اهل والجماعة يعتقدون ان الله عز وجل متصف بهذه الصفة. وليس انهم يعتقدون انه وان اتصافه على كيفية كذا وكونه كذا. حاشا ان يكون هذا مذهب اهل السنة والجماعة اثبات اهل السنة للصفات اثبات وجود اي ان الله عز وجل متصف بهذه الصفة وان هذه الصفة قائمة بالله عز وجل على كيفية لا نعلمها. الفائدة السادسة في هذا الاثر بيان وسطية بيان وسطية اهل السنة والجماعة. وهذا ما يقرره اهل العلم كثيرا اهل السنة وسط بين اهل التمثيل المشبهة واهل التعطيل المحرفة. وهذا بين ظاهر في قوله رحمه الله الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول. مذهب اهل السنة في الوسط. بين معطل وممثل الفاعل الفائدة السابعة في اثر مالك رحمه الله بيان قاعدة اهل السنة التي تنص على ان الصفات معلومة لنا من وجه مجهولة لنا من وجه اخر صفات الله عز وجل معلومة لنا من وجه مجهولة لنا من وجه اخر اهل السنة يصرحون ولا يكتمون. انه في هذا المقام يجمعون بين علم وجهل. بين علم بمعنى نصوص الصفات وبين الجهل بما بكيفيتها. اذا الصفات معلومة لنا من وجه. ها؟ مجهولة لنا من وجه اخر الفائدة الثامنة في هذا الاثر تقرير بقاعدة اهل السنة والاثر وهي ان باب خصوصا وباب الغيب عموما لا يخاض فيه بالعقل وذلك ان العقل محدود وسلطانه سلطان فلا عمل له خارج حدود خارج حدود مملكته. ومملكته التي له فيها نفوذ انما هي المحسوسات. فما كان وراء المحسوسات فان العقل يقف معلنا عجزه عن ان يخوض فيها دل على هذا من كلامه رحمه الله انه قال والكيف غير معقول. فالعقل اعجز. من ان في مسائل الغيب ولا سيما. ما تعلق بالمطالب الالهية. حسب العقل ان يشهد ان يفهم الشيء الذي هو داخل في حدود ادراكه. ثم يقف بعد ذلك عاجزا فالمرجع والمعول انما هو على النقل فحسب. والعقل يسلم للنقل في هذا القدر الذي هو فوق طاقته ولا يعارضه فيه. ولا يمكن ان يحكم باستحالة ما جاء في النقل. مستحيل ان يأتي نقل صحيح بشيء يعترض عليه العقل بدعوى انه مستحيل. هذا الشيء هو المستحيل. الفائدة التاسعة في اثر ما لك رحمه الله تأكيد على قاعدة اهل السنة والجماعة وهي وجوب قطع الطمع عن ادراك كيفية صفات الله سبحانه وتعالى. ما ينبه عليه اهل السنة ويحثون عليه. ويؤكدون وجوب قطع الطمع عن ادراك كيفية صفات الله سبحانه وتعالى. ذات الله عز وجل وكونه صفاته ليست محل تدبر ولا تأمل ولا تفكر. محل التأمل والتدبر والتفكر انما هو في المعاني التي جاءت في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ما تعلق من ذلك بالصفات او غير ذلك اما الكونهو والكيفية والحقيقة فهذا مما ينبغي ان يجاهد نفسه على ان يمنع طمع نفسه وتشوفها الى ان تدرك ذلك والامر كما جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما فيما رواه كثير من اهل العلم في كل شيء ولا تفكروا في ذات الله. فحذاري من الوقوع في هذا الامر او ان اطلق العنان لعقلك. في ان يخوض في هذه المقامات. العالية التي هي فوق ادراكك فلربما اوقعك ذلك في العطب فان من اسباب وقوع اهل التمثيل للتمثيل انهم سمحوا لانفسهم وظنوا ظنا ان في ادراك ان في قدرة اه ادراك كيفية كيفية صفة الله سبحانه وتعالى. فوقعوا فيما وقعوا في اما السلف فكانوا ينهون عن هذا الامر ويحثون على ان ينزع الانسان من نفسه كل تطلع وكله تشوف الى ادراك كيفية صفة الله سبحانه وتعالى. الفائدة العاشرة فائدة دعوية هي ان الحكمة ليست دائما بمعنى اللين لا تلازم مطردا بين الحكمة واللين الحكمة وضع الشيء في موضعه. فيوضع اللين موضعه حيث يكون محققا للمصلحة للمفسدة كما ان الحكمة وضع الشدة في موضعها حيث تكون الشدة محققة للمصلحة دارئة للمفسدة. تلحظ في هذا الاثر ان مالكا رحمه الله امر بهذا الرجل ان يخرج بعد ان واجهه بالحقيقة فقال له وما اراك الا مبتدأ؟ ومالك رحمه الله في وقته هو امام اهل المدينة وهو الذي اذا قال يسمع قوله فهو تصرف فهو يتصرف تصرف صاحب الحق فتعامل معه بهذا القدر لان هذه هي الحكمة ها هنا والمصلحة تقتضي هذا. امر به ان يخرج. توسم فيه انه رجل سوء وصاحب فتنة. والمدينة في ذاك الزمان في عافية. من هذه الاهواء الحكمة اذا كل الحكمة ان يسلك مسلك الحزم. ولربما كان غير مالك في وقت غير الوقت ومكان غير المكان سلك مع هذا مسلكا اخر اليس كذلك يا جماعة؟ ابن مهدي رحمه الله بلغه عن رجل انه كان يخوض في كيفية صفة الله سبحانه وتعالى. فسلك معه مسلكا اخر. غير هذا المسلك. ما شدد عليه النكير ولا بدعة وانما اتاه باسلوب هين لين وقال يا ابن اخي بلغني عنك انك تقول كذا فبدأ الرجل يتكلم فقال على رسلك دعنا نتكلم اولا عن المخلوق فاذا فرغنا تكلمنا معنى الخالق ثم تدرج معه وبين له ان جبريل عليه السلام كان له اه ست مئة اتي جناح قال ركب لي قد علمت الجناحين فركب لي ثالثا ولن اسألك عن خمس مئة وسبعة وتسعين فانظر مسلك اه ابن مهدي الامام الجليل عبدالرحمن ابن مهدي مع هذا الرجل بخلاف ومسلكي مالك رحمه الله. وهذا من هذا حكمة. وذاك من ذاك حكمة. اذا لا ينبغي اطلاق القول. بان الحكمة هي دائما اللطف واللين ولا ينبغي ايضا اطلاق القول بان الهجر والزجر والشدة هي الحكمة. انما ينبغي على ان ينبغي وان يكون الانسان حكيما فقيها مدركا لعواقب الامور واثار التصرفات. ثم بعد ذلك ذلك يتصرف يدرك مكانته ومنزلته قوة وظعفا يدرك حال الزمان وضعف السن السنة فيه او قوتها يدرك تغير الامكنة واختلاف احوالها يدرك احوال الناس والمتلقين والمخطئين. وهل كان هذا منهم عن جهل او عناد؟ ويدرك بعد ذلك الاثار التي تترتب من الجهات التي حول الانسان وتحيط به وتؤثر في الواقع الى اخر ما هنالك. اذا تنبه يا رعاك الله وتوسط. ولا تغلو في شيء من الامر واقتصد كلا طرفي قصد الامور ذميم. الفائدة الحادية عشرة ايضا فائدة دعوية الا وهي تنبيه على من يطلق اطلاقا جديدا متعلقا بهذا العصر ما كان يعرفه. عند السلف وهو ما يسمونه اليوم ذم التصنيف. ويقولون اعني هؤلاء الذين يحسنون هذا المسلك ويطلقونه اطلاقا دون تقييد لا تصنفه دعوا الناس ما ارسلتم عليهم رقباء ولا قضاة هذا مالك رحمه الله ماذا قال وما اراك الا مبتدعا. اترون مالكا الامام الجليل؟ قد سلك المسلك المذموم الذي تسمونه التصنيف هذا مالك رحمه الله على قاعدتكم قد تصنف وانما انتم تريدون التسوية بين اهل الحق واهل الباطل تريدون الناس جميعا المشط وهذا كلام مخالف للواقع. وفيه ايضا جناية جناية على منهج اهل السنة جناية على من هم في عافية من الاهواء والبدع كما ان فيه جناية ايضا على المخطئين انفسهم. حينما يعاملون المعاملة نفسها التي يعامل بها من كان على طريقة السلف واهل الحديث. و الحكمة كل الحكمة تقتضي وضع الاشياء في نصابها. وان يوضع وان يوضع كل في منزلته اللائقة به وانا اقول مثل هذه الاطلاقات لا ينبغي لطالب العلم ان ينجرف خلفها لا في مقام الاثبات ولا في مقام النفي. حينما يقال لا بد من التصنيف. او حينما يقال لا ينبغي التصنيف انا اقول هذا وهذا ينبغي على الانسان ان يتئد فيه ولا يطلقه وما احسن وما احسن التفصيل في هذه المواضع التي فيها شيء من الاشتباه. الحق ان التصنيف بحق لا ينبغي ذمه بل هو مطلوب بحسبه. وعلى هذا درج اهل السنة والجماعة. وليس المقام مقام اثر او اثرين او عشرة او عشرين او حتى مئة. بل هو اكثر من هذا بكثير فيه وضع المبتدع في وضعه المناسب له وفيه وصفه ووصفه بالابتداع دون اعجاب هو مبتدع. هو ضال هو داعية سوء. هو الذي يجر على المسلمين شرا وبيلا ماذا نصنع له؟ هو الذي اوقع نفسه في هذا الموقع ماذا يصنع له اهل السنة؟ يتفرجون لا يمسونه ادنى كلمة وهو يعيث الفساد بين المسلمين وفي المقابل التصنيف الباطل ظلم وكذب. الاصل ان اعراض المسلمين محترمة ان دماءكم واموالكم واعراضكم عليكم حرام. كحرمة يومكم هذا في شهر كم هذا في بلدكم هذا هكذا قال النبي صلى الله عليه وسلم في ذاك المجمع العظيم في يوم عرفة بحجة الوداع فاعراض المسلمين لا شك انها محترمة ولا يجوز انتهاك بغير حق. ومن تكلم في احد من المسلمين ووصفه. بغير ما هو عليه فليعلم انه قد اوقع نفسه في شيء عظيم. الكلام في الناس لابد ان يصحبه علم وتقوى. والا كان الانسان جاهلا ظالما السكوت في موضع الكلام ظلم وخطأ. والكلام بغير حق لا شك انه ظلم وخطأ. والصواب الكلام حيث تقتضي المصلحة الكلام بعلم وعدل وتقوى. فحذاري من الانجراف الاطلاقات. فصل فان الصواب في هذا المقام مع التفصيل الفائدة الثانية عشرة ايضا فائدة دعوية وهي الغضب اذا انتهكت محارم الله عز وجل مالك رحمه الله اصابه شيء عظيم. لما سأله هذا الرجل فقال يا ابا عبد الله الرحمن على العرش استوى كيف استوى؟ اطرق ما لك رحمه الله برأسه حتى علاه الرحظاء. يعني العرق. وجاء في رواية ان مالكا رحمه الله ما وجد شيئا كمثل ما وجد من سؤاله بلغ كلامه بلغ كلامه في نفسه مبلغا عظيما. كيف لانسان نتجرأ هذه الجرأة فيسأل هذا السؤال الذي لا يليق البتة. كيف استوى انت تسأل عن من؟ تسأل عن الله العظيم سبحانه وتعالى تريدني ان اتكلم كيف استوى من عظم الله عز وجل حق تعظيمه وقدره حق قدره انه يستعظم مثل هذا السؤال. ولذلك كانت من مالك رحمه الله هذه الغضبة وهذه الغيرة على حرمات الله سبحانه وتعالى. والغيرة على حرمات الله. تتوازى مع الايمان بقدر ايمانك تكون غيرتك على محارم الله اذا انتهكت. ويكون غضبك لاجل الله ومع ضعف الايمان يضعف هذا الغضب وتضعف هذه الغيرة فا المقصود يا اخوتاه اثر ما لك رحمه الله فيه درس لنا. وهي وهو انه اذا سمع الكلام الذي فيه تجاوز في حق الله سبحانه وتعالى او في حق الشريعة فحق الايمان عليك ان تغضب وان تصاب بهم عظيم حق الله عز وجل ان يطاع فلا يعصى. وان يشكر فلا يكفر وان يعظم حق تعظيمه. فادنى نقص فيما ينبغي لله سبحانه وتعالى يلحظه الانسان ينبغي ان يصيبه بهم عظيم. وهذا ما كان من مالك رحمه الله. تصبب عرقا ووجد في نفسه هذه الموجدة وغضب من هذه الجرأة من هذا الرجل ثم تريث حتى هدأ اطرق ثم رفع رأسه واجابه بما اجابه. ثم قال وما اراك الا مبتدعة؟ حتى في هذا المقام كان مالك رحمه الله صاحب ورع وتقوى ما جازم بابتداعه وانما قال وما اراك يعني ما اظنك الا مبتدعة فامر به فاخرج. اذا تأمل الانسان في هذا الاثر يلحظ الفرق بين الحال السابقة والحال اللاحقة ولا يملك الانسان الا ان يقول المشتكى الى الله. لما كان زمانهم زمانا صافيا. والجو جو نظيف لا تشم منه الا رائحة السنة العطرة. كان ادنى رائحة شاذة مخالفة تشمئز منها النفوس. تصاب. بغيظ ادنى تشويش على هذا الصفاء يصيب اهل الحق بالغضب. اما في زماننا الذي نعيش فيه. فالمشتكى من الله. الجو ملبد. بغيوم الضلال. بل والله الزندقة اين؟ اليوم من يقول مثل هذا السؤال؟ غايته ان يسأل عن الكيفية. والله لكانت حالنا حالا طيبا. اليوم في الصباح نسمع زندقة في المساء نسمع زندقة نسمع السب الصريح لشريعة الله عز وجل. بل ربما تعلق هذا بالذات العلية لله سبحانه وتعالى. وتعلق بنبيه الكريم صلى الله عليه وسلم. او بسنته جرأة واي جرأة على احكام الشريعة على ايات الكتاب على احاديث رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم. حدث ولا حرج. حدث عن مقاطع حدث عن تغريدات حدث عن مقالات حدث عن حلقات اشياء واشياء تشتكى الى الله تنشر في الشبكة او تعرض في الفضائيات في كل يوم يسمع ويرى من هذا الغثاء شيء كثير. حتى ان الاحاسيس قد تبلدت. الا من قلة ممن وفقهم الله سبحانه وتعالى. للحفاظ على جدوة الغيرة على محارم الله متقدة في النفس والا ما اكثر من يسمع الطعونات والاقوال والضالة والمبتدعة بل والزندقة الصريحة والله كانه لا يسمع شيء ربما تناولها بشيء من الابتسامة والضحك انظر كيف يقول هذا كذا وكذا وهذه عند السلف كان لها ميزان اخر. تأمل في اثار السلف. تأمل في مواضع غضبهم تأمل فقط انا اوصيك تأمل في السنة للخلال ولا مسائل ابي داوود عن الامام احمد تأمل الاثار الكثيرة قل الكثيرة التي جاءت عن عن الامام احمد رحمه الله من غضبه من مقالات رديئة سمع بها. او ان مبتدعا يقول كذا وكذا. يقول الراوي وخطب فغضب غضبا شديدا هكذا مقتضى الايمان اذا قوي في النفوس ولذا يا اخوة الوصية ان هذه المقاطع التي تنتشر وفيها ما فيها من ضلال وغي بل وربما كفر لا ينبغي ان ترخي لها سمعك. بل احرص دائما على ان تكون بعيدا عن سماعها. اللهم الا من كان عنده قدرة على رد هذا الكلام يسمع في رد وينتصر للحق. هذا جزاه الله خيرا اما ان التداول فيما بيننا عن طريق الواتس ولا عن طريق وسائل التواصل انظروا فلان ماذا يقول انظروا وما الفائدة من ان تعلمني يقول فلان الزنديق وفلان الضال. ما الفائدة؟ فمع مرور الوقت وتكرر هذا الامر سوف تتبلد عندنا الاحاسيس ويضعف عندنا الانكار. وهذه مشكلة كبيرة. فانكار ادنى درجات الايمان وليس بعد ذلك قدر من الايمان واجب ادنى درجات الايمان الواجب هنا وان تنكر قلبك لكن مع تكرر سماع هذا ومشاهدته فاني اخشى اخشى ان يضعف حتى انكار قلبي في النفوس فالله المستعان وانا لله وانا اليه راجعون. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله فقول ربيعة ومالك الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول والايمان به واجب موافق قول الباقين امروها كما جاءت بلا كيف. فانما نفوا العلم بالكيفية ولم ينفوا حقيقة الصفة. نعم. ولا نفوا العلم بالمعنى. نعم ولو كان القوم قد امنوا باللفظ المجرد من غير فهم لمعناه على ما يليق بالله لما قالوا الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول ولما قالوا مروها بلا كيف فان الاستواء حينئذ لا يكون معلوما بل مجهولا بمنزلة حروف المعجم. اقوى. يعني شيء مجهول لا معنى له كحروف المعجم التي لا معنى لها ولا يطلب لها معنى اصلا. فكيف يقول مع هذا مالك وربيعة وغيرهما من اهل للعلم ان هذه الصفة غير مجهولة. الواقع انها مجهولة على مقالة المفوض نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله وايضا فانه لا يحتاج الى نفي علم الكيفية. اذ لم يفهم من اللفظ معنى اذا احسن الله اليكم. اذا لم يفهم من اللفظ معنى وانما يحتاج الى نفي علم الكيفية اذا اثبتت الصفات. اذا اذا اثبتت صفة وعلم معناها ناسب حينئذ ان يوجه وينصح بترك التكييف اما مع الجهل بالمعنى فلا محل البتة. للحث على ترك التكييف. اليس كذلك يعني لو ان رجلا قام الان فيما بيننا وحدثنا بكلام بلغة لا نعرفها جميعا. اخذ يتكلم بكلام بلغة لا يعرف منها او لا يعرف منا احد عنها شيئا؟ هل من المناسب ان اقول يا اخوة لا ينبغي لكم ان تكيفوا كلام هذا الرجل؟ ان تخوضوا وفي كيفية ما يقول وما يخبر عن الرجل يخبر عن اشياء انتبهوا لا تكيفوها. هل هذا الكلام له مساق وله هل وله وجه؟ اجيبوا. لا. نحن ستقولون مباشرة نحن ايش؟ ما فهمنا الكلام اصلا. الكلام غير مفهوم كيف تقول لنا ماذا؟ لا تكيف الشيء الذي يخبر به الذي يخبر به هذا الانسان. اذا انما يحتاج الى التوجيه والنصيحة حذاري اذا فهمت هذه النصوص وعلمت معناها واثبت لله عز وجل هذه الصفات حذاري ان تبالغ في الاثبات حتى تصل الى حد التكييف. هذا الذي اراده السلف رحمهم الله من قولهم ام الرواة كما جاءت بلا كيف او كما قال مالك وربيعة وغيرهما الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وايضا فانه من ينفي الصفات الخبرية او الصفات مطلقا لا لا يحتاج ان يقول بلا كيف فمن قال ان الله تعالى ليس على العرش لا يحتاج ان يقول بلا كيف. نعم. يعني انتم عندكم وفي اعتقاد لا فرق بالنسبة لله سبحانه وتعالى بينما فوق العرش وآآ الارض السابعة. كل ذلك بالنسبة لله سبحانه وتعالى سواء. صح ولا لا؟ هذه حقيقة حقيقة مقالتي هؤلاء المعطلة سواء كانوا من اهل التأويل او من اهل التفويض. فما الحاجة بعد ذلك ان يقال بلا بلا كيف؟ انتم تنفون علو الله سبحانه وتعالى فضلا عن استوائه على العرش فكيف يقال بعد ذلك بلا هذا كلام لا لا لا محل له البتة. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله فلو كان مذهب السلف نفي الصفات في نفس الامر لما قالوا بلا كيف. نعم. وايضا فقولهم امروها كما جاءت يقتضي ابقاء دلالتها على ما هي عليه. فانها جاءت الفاظ دالة على معان فلو كانت دلالتها منتفية لكان الواجب ان يقال امروا الفاظ امروا الفاظها مع اعتقادي امروا فاظها مع اعتقادي ان المفهوم منها غير مراد او امروا لفظها مع اعتقاد ان الله لا يوصف بما دلت عليه حقيقة وحينئذ فلا تكون قد كما جاءت ولا يقال حينئذ بلا كيف. اذ نفي الكيفية عما ليس بثابت لغو من القول. احسنت. السلف رحمهم الله والله حينما قالوا امروها كما جاءت بلا كيف. مرادهم كما علمنا. امروها اثبتوها ما جاءت بمعانيها بلا زيادة ولا نقصان. لا تتقول ولا تخوض ولا ولا تنقصه. اعتقدوا ما جاء في النص فحسب. هذا الذي اراده السلف رحمهم الله من هذه الجملة وهذه الكلمة الاخيرة التي سمعتها قاعدة ينبغي الاهتمام بها نفي الكيفية عما ليس بثابت لغو من القول. انتبه فان من محاسن كلام الشيخ رحمه الله في هذه الرسالة كل حال اقول بعد كل ما سبق من الكلام عن مذهب التفويض اه ان اجمال الرد على مذهب المفوضة يكون من وجهين. اولا للرد على هذا المذهب بالادلة النقلية. والرد عليه بالادلة النقلية شيء كثير جدا فان الادلة التي تدل على بطلان مذهب المفوضة ادلة كثيرة ذلك من تأمل في ادلة الكتاب والسنة. ومن ذلك اولا كل دليل من القرآن والسنة دل على ان الوحي بيان وتبيان ومبين قال تعالى هذا بيان للناس. وانزلنا اليكم نورا مبينا تلك ايات الكتاب المبين. تبيانا لكل شيء. ومع قولهم ان ايات كثيرة بل اشرف ما في القرآن مجهول وطلاسة وليس ثمة معان معلومة تحت تلك الكلمات وتلك الايات يستحيل ان يكون القرآن بيانا وتبيانا ومبينا. يستحيل. ثانيا يرد مذهب المفوضة كل دليل من القرآن دل او من السنة دل على الحث والمدح لتدبر كتاب الله عز وجل ومدارسته. كتاب انزلناه اليك مبارك ليدبروا اياته ليتدبروا اياته. ولم يستثني سبحانه ايات الصفات. كذلك قوله صلى الله عليه وسلم يتلون كتاب الله ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم الى اخر ما قال عليه الصلاة والسلام. ولم يستثني ايات الصفات. وكان ينبغي وهو المبكر الامين عليه الصلاة والسلام لو كان مذهب اولئك حقا كان ينبغي ان يقول ويتدارسونه سوى ايات الصفات لكنه ما فعل عليه الصلاة والسلام. اذا كل القرآن محل للتدبر ولا يكون كذلك الا اذا كان كله ها قابلا للعلم. قابلا للعلم به وهذا يتناقض مع مذهب المفوضة. ونقول ثالثا يرد مذهب التفويض كل دليل دل على ان الله عز وجل انزل القرآن عربيا ليعقل ويعلم. كما قال سبحانه انا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون. قال سبحانه كتاب فصلت اياته قرآنا عربيا لقوم يعلمون. لو قيل لنا لم جعل الله عز وجل هذا القرآن بلسان عربي مبين؟ الجواب واضح في النصوص. ما العلة؟ ليعقل وكيف يكون كذلك؟ اشرف ما فيه وهو ما يتعلق بصفات الله عز مجهول. وظاهره يقود الى الضلال. وله تأويل الخلاف الظاهر لا يعلمه وان الله اذا كل دليل دل على هذا المعنى فانه ينقض مذهب المفوضة قالوا رابعا يدل على مذهب يدل على بطلان مذهب المفوضة. كل دليل دل على ذم من لم يفهم القرآن ولم يتدبره. قال سبحانه ومنهم من يستمع اليك. حتى اذا خرجوا من عندك قالوا للذين اوتوا العلم ماذا قال انفا؟ اذا القوم حالهم كحال هؤلاء الذين ذمهم الله سبحانه وتعالى ما كان لهم حظ ولا رغبة في معرفة معاني ما انزل الله سبحانه وتعالى. افلم يدبروا القول افلا يتدبرون القرآن ومستنا سبحانه ايات الصفات. ويقال خامسا يرد مذهب المفوضة كل دليل دل على ان القرآن ميسر للذكر يرد مذهب المفوضة كل دليل الا على ان القرآن ميسر للذكر. ولقد يسرنا القرآن للذكر. فهل من مدكر؟ كيف يكون ذلك والله ان مذهب المفوضة وكذا مذهب اخوانهم من المؤولة يقتضي ان القرآن معسر. وليس ميسرا. قرآن اين التيسير؟ وهو مجهول في اهم ما فيه وظاهره يقود الى الضلال بل الكفر لان من اخذ بظاهره فقد وقع في التشبيه والتشبيه كفر. وله تأويل يخالف في الظاهر ما بينه الله ولا بينه رسوله صلى الله عليه وسلم. وجعل الناس يتخبطون. ما يعلمون اين الحق واين الصواب في هذه النصوص؟ كيف يكون ميسرا للذكر مع هذا؟ اما من الثاني الرد عليهم بالادلة العقلية. فهذا ايضا تحته وجوه منها اولا ان قاعدة اهل العلم ان تأخير البيان عن وقت الحاجة لا يجوز. فلو كان ظاهر نصوص الصفات يقتضي ضلالا واعتقاد هذا اعتقاد باطل. لانه تشبيه. فكان من البلاغ والبيان الواجب على لله صلى الله عليه وسلم ان يوضح ويصرح. لا بد وحق عليه صلى الله عليه وسلم. ان بين للامة ان هذه النصوص تقرأ ولا يجوز اعتقاد ظاهرها. اما ان يتركوا هكذا دون بيان مع امرهم بالتدبر والتفكر وظاهر القرآن يقود الى الكفر هذا لا يمكن ان يكون والوجه الثاني ان في مذهبهم طعنا في حكمة الله عز وجل حيث انزل كتابا وصفه بصفات جليلة بيان وتبيان ومبين وهدى وبشرى للمسلمين ومع ذلك ظاهره يقود الى الكفر. وليس ثمة بيان ولا توضيح. لا في القرآن ولا في السنة هذا يتنافى وحكمة الله البالغة اضف الى هذا وجها ثالثا وهو ان في مذهب المفوضة طعنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم. حيث ان كبار القوم من اهل التفويض يعتقدون ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتلو ويبلغ ايات لا يفهم كثيرا مما فيها. بل هو عليه الصلاة والسلام انشئ كلاما مما اوحاه الله اليه. فيتكلم به وهو لا يعرف معناه. يحدث الصحابة ان الله ينزل وان الله يغضب وان لله عز وجل قدما وان لله عز وجل يدا وهو لا يفهم معنى هذا الكلام البتة. هذا الكلام بالنسبة له عليه الصلاة والسلام كلام مجهول. لا يفهم منه لا يفهم منه شيء البتة. فكيف يظن برسول الله صلى الله عليه وسلم؟ انه يتكلم او ويتلو ويبلغ شيئا مجهولا لا يفهمه. سبحان الله. وهو الذي جعله الله سبحانه وتعالى هاديا نفسه وانك لتهدي الى صراط مستقيم. كيف يهدي الى الصراط المستقيم من يجهل؟ دليل هذا الصراط هذا لا يمكن ولا يكون. اضف الى هذا وجها ثالثا ان مذهبهم يستلزم الطعن في القرآن فهو بمقتضى مذهبهم معسر مضل. وليس هاديا ميسرا. لا والله ما يكون وهاديا ولا يكون ميسرا بمقتضى مذهبهم. انما وصفه الدقيق انه معسر مضل وان ترك الناس بلا قرآن كان خيرا لهم. من ان ينزل عليهم كتاب يظلهم. لان النتيجة والمطلوب ان يبحثوا بعقولهم عن الصواب. وعقولهم معهم قبل نزول القرآن وبعد نزوله. اذا ما فائدة انسان ليتركوا عقولهم ليتركوا عقولهم ويقال ابحثوا بعقولكم عن الصواب. وينتهي الامر يؤزى الناس ازا الى الضلال والتشبيه. وليس في موضع ولا موضعين ولا ثلاثة ولا اربعة بل مئات من الايات ومئات من احاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم. الصواب والحق يدرك من طريق العقل اذا ما حاجتنا الى القرآن؟ اضف الى هذا وجها خامسا وهو الطعن في الصحابة رضي الله عنهم من انهم لا يعلمون تاب الا اماني يرددون كلاما لا يفهمون معناه. وما هكذا حال العلماء الحكماء العقلاء اضف الى هذا وجها سادسا وهو مخالفة اجماع السلف. على تدبر القرآن كله من اوله الى اخره. يتدبرونه اية اية. ويتداركون ويتفهمون حديث رسوله صلى الله عليه وسلم حديثا حديثا وجملة جملة. وهذا اجماع لا شك فيه ولا ريب ولا في هذا كثيرا. اذا هذه بعظ الاوجه التي تدل على بطلان مذهب اهل التفويظ. والله عز وجل اعلم وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه اجمعين. السلام عليكم ورحمة الله. السلام ورحمة الله