بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه. كما يحب ربنا ويرضى واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له له الحمد في الاخرة والاولى واشهد ان سيدنا ونبينا وحبيبنا وقرة عيوننا محمدا عبد الله ورسوله. اللهم صلي وسلم وبارك عليه وعلى ال بيته وصحابته ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين وبعد اخوة الاسلام فمن رحاب بيت الله الحرام وفي هذه الليلة الشريفة المباركة ليلة الجمعة نلتقي ونتدارس بابا من علم بابا من الايمان بابا مما يقربنا الى الله سبحانه وتعالى ويزيدنا ايمانا وعلما نافعا وعملا صالحا مجالس ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم التي تحملنا على الاستكثار من الصلاة والسلام عليه في هذه الليلة المباركة هي انتهاء لاجر كبير واقبال على رحمة عظيمة. واغتراف من فضل وبركة لا يحصيها الا الله. ولا ننسى دائما فمن صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا. فاجعلوا مجلسنا هذا ايها المباركون في هذه الليلة احد العوامل التي ننطلق بها نحو اقبال كبير وشغف للصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه واله وسلم المادحوك وان ارضوا قوافيهم باق بانفسهم من عجزهم حرج كم حاولوا فيك معراجا فما بلغوا وكلما عرجوا ازرى بهم عرج محمد انت عطر الروح ما نطقت شفاهنا بك الا سبح الارج صلت عليك سماوات وازمنة ما ضاق كرب بنا او اسفر الفرج فاللهم صل وسلم وبارك عليه عدد ما صلى عليه المصلون صلي يا ربي وسلم وبارك عليه عدد ما غفل عن ذكره الغافلون وبعد ايها الكرام ففي مطلع هذا الشهر من هذا العام الهجري سنة اثنتين واربعين واربعمئة من هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم في يوم السابع ليلة الثامن من هذا الشهر المبارك. في يوم الثامن ليلة التاسع من هذا الشهر الحرام. نستفتح مجلسا نتذاكر فيه كتابا نجعله كل ليلة من ليلة الجمعة تباعا باذن الله تعالى لمدارسته وعرض مضامينه وبيان ما اشتمل عليه من علم وفوائد ومسائل انه كتاب غاية السول في خصائص الرسول صلى الله عليه عليه واله وسلم للامام الفقيه المحدث ابي حفص عمر بن علي الانصاري الشهير بابن الملقن الله عليه وهذا الكتاب الذي نتدارسه الليلة وهذا اول مجالسه نجعله منحصرا في هذا اللقاء في مقدمات بين يدي حديثنا عن هذا الباب ان من العلم خصائص النبي صلى الله عليه وسلم مع ذكر مقدمة المصنف رحمه الله تعالى الحديث ايها المباركون عن خصائص الرسول صلى الله عليه وسلم باب وشعبة من شعب الحديث عن سيرته عليه الصلاة والسلام فان السيرة النبوية بمفهومها الشامل تتناول اجزاء مكونات لها فان فيها الحديث عن نشأته وحياته عليه الصلاة والسلام. والسيرة كما تتناول المغازي والاحداث والوقائع كبار العظام التي حصلت فانها ايضا تتناول شمائله الكريمة عليه الصلاة والسلام. وتتناول ايضا هذا الباب فيما يدل على الخصم الطائس كما سيأتي معناه بدقة بعد قليل. الخصائص اذا هي من متعلقات السيرة النبوية. وان شئت فقل هي من علوم السيرة النبوية او العلوم النبوية كما يسميها بعض اهل العلم. لان العلوم النبوية فيها الحديث النبوي وهو اشهرها وفيها السيرة النبوية وهي ايضا من اشهرها وفيها الشمائل النبوية وفيها الدلائل التي تتحدث عن المعجزات والايات وفيها الخصائص التي نحن بصدد الحديث عنها في هذا اللقاء وفيها ايضا الفضائل النبوية والحقوق التي وجبت علينا معشر المؤمنين من امته صلى الله عليه وسلم لنبينا الاكرم عليه الصلاة والسلام فهذا الموضوع الذي يتعلق بالخصائص هو باب الكتاب الذي نتدارسه ان شاء الله تعالى وقد حرص اهل العلم منذ زمن السلف على التدوين في هذا الباب. وافراد الخصائص النبوية اما مستقلة او ابوابا مدرجة في كتب كبار هي اعم منها فان هذه الكتب التي الفت انما هي ثروة تتوارثها الامة في مكتبة السيرة النبوية وعلومها المتعلقة بها وليتبين لنا بجلاء هذا الفرق بين علوم السيرة او العلوم النبوية جملة فانا نفصل كل واحد منها بايضاح طير يتضح به الفرق بين باب وباب من هذه العلوم. اما الشمائل النبوية فهي التي تشتمل على احوال رسول الله صلى الله وعليه وسلم. في عبادته وهديه في سمته ومعاملاته منذ ميلاده ونشأته الى ان التحق بالرفيق الاعلى. فيها الحديث وعن اخلاقه الكريمة عليه الصلاة والسلام فيها الحديث عن خلقه الجميل وسمته الحسن صلى الله عليه واله وسلم في الشمائل ايضا حديث عن الامور التي تتعلق بحياته الخاصة عليه الصلاة والسلام مقتنياته زوجاته اولاده اهل بيته وسائر ما يتعلق بحياته الخاصة به عليه الصلاة والسلام. ومن اشهر واجل كتب الشمائل ابي الامام كتاب الامام المحدث ابي عيسى محمد ابن عيسى الترمذي رحمة الله عليه ويلحق به ايضا الكتاب الجليل الشفاء بتعريف حقوق المصطفى صلى الله عليه وسلم لامام القاضي عياض ابن موسى الي رحمة الله عليه واما الدلائل النبوية وهو الفرع الثاني من فروع العلوم النبوية فالمقصود بها الكتب التي تناولت الادلة والمعجزات والايات التي تثبت صدق نبوته عليه الصلاة والسلام. تسمى بكتب الدلائل النبوية او النبوة او اعلام النبوة واياتها تسوق طائفة من المعجزات الحسية والمعنوية وبيان وجه الاعجاز فيها واثبات صدق نبوة النبي صلى الله عليه وسلم وهي تتضمن ولا شك بيان القدر الرفيع والمنزلة الجليلة التي خص الله بها نبينا المصطفى عليه الصلاة والسلام وكتب دلائل النبوة كثيرة ايضا اشهرها كتاب دلائل النبوة للامام البيهقي رحمة الله عليه. ومنها دلائل النبوة للامام المحدث ابي داود السجستاني رحمة الله عليه وكتاب اعلام النبوة لابن قتيبة الدينوري رحمة الله عليه وكتاب دلائل النبوة ايضا للامام ابي ابي بكر ابن ابي الدنيا رحمه الله وكتب اخرى كثيرة تناولت الحديث عن معجزاته وايات نبوته كدلائل النبوة لابي نعيم الاصبهاني واعلام النبوة لا بالحسن الماوردي رحم الله الجميع واما كتب الخصائص النبوية فهي التي نتحدث عنها وكتاب الامام ابن الملقن رحمه الله احدها فهي الكتب التي تناولت الخصائص التي خص الله بها نبينا عليه الصلاة والسلام وهي تتناول جانبين الجانب التشريعي والجانب التفضيلي. واذا هي على اربعة اقسام اولها ما اختص به في ذاته صلى الله عليه وسلم في الدنيا وثانيها ما خصه الله تعالى به في ذاته في الاخرة وثالثها ما خص الله به امته صلى الله عليه وسلم في الدنيا. ورابعها ما خص الله به امته صلى الله عليه وسلم في الاخرة. فاما ما خص به في الدنيا كمثل تفضيله على الانبياء عليهم السلام واخذه سبحانه وتعالى الميثاق على الانبياء من اجله صلى الله عليه وسلم بالايمان به ونصرته ومن خصائصه ما فضل الله تعالى به عقله عليه الصلاة والسلام من الكمال وحسنه من الجمال وما خصه به من المعجزات وامامته بالانبياء في قصة الاسراء والمعراج وغيرها كثير واما ما خصه الله تعالى به هو وامته من احكام وشرعة في الدنيا فكثيرة منها احلال المغانم وان الارض جعلت لنا وتربتها طهورا واستقبال الكعبة في الصلاة وان صفوفنا في الملأ في الصلاة كصفوف الملائكة وخصصنا ايضا بليلة القدر وبالجمعة وساعة الاجابة فيها واننا خير الامم واننا كما حمانا الله عز وجل من تسليط العدو وعدم الاهلاك بالجوع ونحو ذلك كثير والنوع الثالث ما خص به عليه الصلاة والسلام في الاخرة. واجل ذلك انه اول من تشق عنه الارض واول من يفيق من الصعقة يوم القيامة اعظم الحلل ويؤذن له بالشفاعة هو اول شافع واول مشفع وبشفاعات خاصة وغيرها كثير من من خصائصه يوم القيامة في الحياة الاخرة صلى الله عليه وسلم. واما خصائص امته في الاخرة فانهم يأتون يوم القيامة غرا محجلين ويقضى لهم قبل الخلائق وامته الاخرة في الدنيا السابقة يوم القيامة هذا ما يتعلق بالخصائص وسنأتي عليها في مدارستنا لهذا الكتاب تباعا ان شاء الله تعالى واما الفرع الرابع من فروع علوم السيرة النبوية او العلوم النبوية الفضائل النبوية. والمراد بها ما فضل الله تعالى به. نبينا صلى الله عليه واله وسلم على سائر الانبياء وهو حديث يأتي مندرجا في الشمائل النبوية لانها جزء منها وفي الدلائل النبوية ايضا لانها جزء منها وفي الخصائص النبوية كذلك لانها جزء منها. وقد الف الامام الشيخ عز الدين ابن عبدالسلام رحمه الله تعالى في ذلك كتابا سماه بداية السول في تفضيل الرسول صلى الله عليه واله وسلم جمع فيها اربعين فضيلة وهي من فضائله عليه الصلاة والسلام وعندئذ فهذه العلوم وقد تبينت معالمها. وهذه المصنفات لائمة الاسلام التي جاءت باثراء تراث امتي في التصنيف فيها انما هي علم غزير ونبع ترد عليه الامة تستقي منها علما نافعا وايمانا صادقا وتتوارث هذا الايمان والعلم نحو طريق طويل تثبت به امة الاسلام ما خصها الله تعالى به من مقام نبيه كريم صلى الله عليه واله وسلم. ومجمل ذلك ايها الكرام ان كتب الشمائل النبوية تمتاز باستيعاب اوصافه القية والخلقية وما ورد من نعوته في الكتاب والسنة ومن مرويات الصحب الكرام رضي الله عنهم في اوصافه وشيمه واخلاقه صلوات ربي وسلامه عليه. واما كتب الخصائص فتمتاز بذكر امور اختص الله تعالى بها نبينا عليه الصلاة والسلام في ذاته او في شريعته وهذه من فوائد دراستها كما يأتي قريبا واما كتب الخصائص المفردة التي جاءت في بيان خصائص نبينا عليه الصلاة والسلام. فان اهل العلم قد صنفوا في ذلك كتبا منها كتابنا الذي نتدارسه وسيأتي الحديث عنه. ومن اقدمها تاريخا حسب ما هو بين ايدينا اليوم. كتاب نهاية السول في خصائص الرسول صلى الله عليه وسلم بنفس الاسم الذي صنف به الملقن كتابه لكن مؤلفه الامام الحافظ ابو الخطاب عمر بن الحسن بن علي محمد الكلبي المعروف بابن دحية المتوفى سنة ثلاث وثلاثين وستمائة. ومنها ايضا كتاب شفاء الصدور في الا من نبوة الرسول صلى الله عليه وسلم للامام الخطيب ابي الربيع سليمان ابن سبع السبتي. ومنها ايضا كتاب بداية السول كما تقدم في تفضيل الرسول صلى الله عليه وسلم للشيخ الامام عز الدين ابن عبد السلام رحمه الله. ومنها كتاب اللفظ المكرم بخصائص النبي المحترم. او اللفظ المكرم بخصائص النبي المحترم صلى الله عليه وسلم لامام قطب الدين محمد ابن محمد الخيظري الشافعي. ومنها كتاب كفاية الطالب اللبيب في خصائص الحبيب صلى الله عليه وسلم للامام جلال الدين السيوطي رحمه الله والمسمى بخصائص كبرى حسب ما هو مشتهر بين طلبة العلم وغيرها ايضا مما نفه اهل العلم في هذا وافر كثير مبارك ومع ذلك فان بعض اهل الحديث من ارباب دواوين السنة العظام التي حوت احاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم واقواله اعتنى بعضها بذكر الخصائص ضمن ابواب تلك الدواوين. ومن اجل من صنع ذلك الامام رحمه الله في كتابه السنن الكبرى فانه اورد فيه بابا في كتاب النكاح. ذكر فيه خصائص النبي عليه الصلاة والسلام ومتعلق ذلك ان في النكاح احكاما اختصه الله بها مثل جواز نكاحه فيما زاد على الاربع من النساء حكما خاصا خصه الله تعالى به. فيأتي العلماء لمثل هذا الموضع فيوردون فيه تتمة ذلك من الشواهد التي يثبت بها فاختصاصه صلى الله عليه وسلم. وعادة ما يكون ذلك في هذا الموضع. وكما صنع غيره من الفقهاء. وكذلك فعل الامام المحدث الحافظ شيخ الاسلام ابن حجر العسقلاني رحمه الله في كتابه التلخيص الحبير في تخريج احاديث الرافعي الكبير فانه اوردها ايضا وخرج احاديث تباعا وصنع ذلك الامام ابن الاثير الجزري في كتابه جامع الاصول وهي في ضمن الشمائل وايضا صنع ابن الملقن في كتابه الاخر البدر المنير في تخريج احاديث الرافع الكبير وعامة كتب السيرة النبوية اخوة الاسلام. لا تغفلوا الحديث عن الخصائص وتوردها اما في اثناء مواضعها من احداث السيرة ورواياتها ووقائعها ومغازيها واما ان تفرد بابواب في اول الكتب او في اخرها كما صنع بعض اهل العلم. وكذلك الشأن في عناية العلماء بهذا الباب اما كتابنا الذي بين ايدينا ومصنفه الامام الجليل والحافظ الكبير ابو حفص عمر ابن علي ابن احمد ابن محمد سراج الدين ابي حفص الانصاري الاندلسي المصري الشافعي المعروف والمشتهر بابن الملقن رحمه الله تعالى فانه من علماء القرن الثامن. وكانت وفاته في صدري ورأس القرن التاسع الهجري. سنة ثمانمائة وثلاثة من الهجرة اول اربعة للهجرة وهو احد علماء الاسلام الكبار وائمته الحفاظ وصاحب تصانيف كثيرة بديعة عرفت بكثرتها وجودتها وحسنها. فتح الله له باب الحديث فبرع فيه رواية وصنف فيه عددا كبيرا من المصنفات ودون ايضا في كتب الفقه وجمع وصنف في ذلك وافاد رحمه الله كما كان له عناية بالتدوين في علوم اخر مثل القواعد واصول الفقه والتفسير واللغة وغيرها كثير في شتى ابواب العلم. كان الله اعجوبة في الحفاظ على وقته وفي الحرص على الافادة والتصنيف والتدوين اشتغل في فنون فبرع ودرس وافتى وصنف وجمع وقرأ حتى في كبر سنه كتابا في كل مذهب واذن له بالافتاء فيه كما قال ابن فهد رحم الله الجميع. يقول الامام السخاوي قال فيه برهان الحلبي لازمته مدة طويلة فلم اره منحرفا قط وقال السخاوي كان منقطعا عن الناس لا يركب الا الى درس او نزهة وكان يحب اهل الخير والفقر ويعظمهم. قال الحافظ ابن حجر كان مديد القامة حسن الصورة حسن المحاضرة جميل الاخلاق كثير الانصاف شديد القيام مع اصحابه وترجم له العلماء ترجمة وافرة زاهية فيها ثناء جم وفيها ذكر حسن له رحمة الله عليه فحسبه انه احد مشايخ الاسلام وصاحب المصنفات التي ما فتح على غيره بمثلها في زمنه رحمه الله وله كتب كثيرة مشهورة ما زالت موردا لاهل العلم في الافادة والنقلي والتعليق والجمع بينها وبين غيرها رحمه الله تعالى. وله في ذلك ايضا مصنفات في فنون مختلفة لا يسع المقام لذكرها انما حديثنا عن كتابنا الذي بين ايدينا ونتدارس مظامينه في مجالسنا المقبلة ان شاء الله تعالى فهو كتاب نهاية السولي في خصائص الرسول صلى الله عليه واله وسلم وهو كما تقدم قريبا يتعلق بالخصائص النبوية التي جعلها الله تعالى من شأن نبينا عليه الصلاة والسلام وقد بدأ المصنف رحمه الله الكتاب بذكر نبذة حول التأليف في هذا الباب. وان اول من ذكر مسائل الخصائص في فروع فقه الشافعية الامام ابو ابراهيم اسماعيل ابن يحيى المزني احد اخص تلامذة الامام الشافعي رحمه الله تعالى المتوفى سنة اربع وستين ومائتين من الهجرة وانه افتتح كتاب النكاح بها وتبعه اصحاب الامام الشافعي وفقهاء مذهبه في ايرادها لدى ابواب النكاح. وذكر من خالف فمن ائمة الشافعية في الكلام في تلك المسائل وايرادها تصنيفا قسم ابن الملقن رحمه الله تعالى الكتاب ابا اربعة انواع النوع الاول فيما خص الله به نبينا صلى الله عليه وسلم من الواجبات وقال الحكمة فيها زيادة الزلفى ورفعة الدرجات. وجملة ما ذكر فيها من المسائل عشرين مسألة سبع منها متعلق بالنكاح والباقي في غيره من الابواب القسم الثاني من الكتاب فيما اختص الله به نبينا صلى الله عليه وسلم من المحرمات. كان اولا في الواجبات وفائدتها زيادة فضله وتخصيصه باجر وثواب اما ما اختص به من المحرمات قال المصنف رحمه الله وذلك تكرمة له صلى الله عليه وسلم فان اجر ترك المحرم اكثر من اجل ترك المكروه وفعل المندوب. لان اجتناب المحرمات في المنهيات كفعل الواجبات في المأمورات. وذكر في هذا النوع اربع عشرة مسألة هي ايضا على قسمين خمس منها متعلق بالنكاح والباقي في غيره فاما النوع الثالث من الكتاب في الخصائص عند المصنف رحمه الله فما اختصه الله تعالى به عليه الصلاة والسلام من المباحات والتخفيفات تكريما له وتعظيما وان فعل المباحات لا يلهيه عن واجبات الرسالة ومقتضيات الدعوة الى الله واداء واجب البلاغ كما امره الله جل جلاله وذكر في هذا النوع ثلاثا وثلاثين مسألة ومنقسمة الى قسمين ست عشرة مسألة منها في النكاح والباقي في غيره. واما النوع الرابع والاخير في الكتاب فما اختص صلى الله عليه وسلم من الفضائل والكرامات وهذا فيه عدد المسائل اكبر مما سبق. حيث اورد فيه المصنف رحمه الله خمسا واربعين مسألة وهي ايضا منقسمة الى قسمين ثلاث منها متعلق بالنكاح والباقي في غيره فهذه الانواع الاربعة التي قسم عليها المصنف كتاب الخصائص. خصائصه عليه الصلاة والسلام في الواجبات خصائصه في المحرمات خصائصه في المباحات خصائصه في الفضائل والمكرمات عليه صلى الله وسلم وبارك هذا التنويع من المصنف هو من جودة تصنيفه رحمه الله وحسن تبويبه الذي عرف به في سائر مصنفاته اذا ما جمع وصنف والف بين المتناثر فاضاف عليها وزاد. ولان ابن الملقن رحمه الله امام محدث دليل طويل الباعي في اختصاصه فان عنايته بالحديث ظهر اثرها في حكمه وتعليقه على المرويات. بيانا لاحكامها تصحيحا للصحيح وتضعيفا للضعيف وبيانا لما يثبت مما لا يثبت. فكان في هذا اثراء جليل لهذا الباب من العلم ولمن يقبل عليه من اهل الاسلام. والواقع ان ابن الملقن رحمه الله امتاز في سائر مصنفاته وفي كتابنا هذا بحسن بالاسلوب وبراعة التعبير وجودة العرض في فيما يذكر من المسائل ويعرض وهو يبتدئ بطرح المسألة التي قيل قيل انها من خصوصياته عليه الصلاة والسلام يريدها بحسب التقسيم الرباعي الوارد انفا. فان كانت من الواجبات او من المحرمات او من المباحات او من الفضائل اوردها في بابها ثم يورد ما دل على ذلك من الكتاب والسنة ويتبع ذلك ببيان كلام اهل العلم في ذكر ما دل عليه الدليل في اثباته او في نفيه مع العناية بايضاح طبع الخلاف وغالب ما ينقل رحمه الله في الكتاب عن ائمة الشافعية لانهم اصحاب مذهبه. ولا يعدل عنهم الا ما ينقله من كتب الحديث في او من السير او من التفسير وعامة ما يذكره من الاقوال والاوجه في هذا الكتاب يحكيه من اراء فقهاء الشافعية التزاما من بمذهبه رحمه الله فحصر الموضوع بما يتداوله اصحاب الشافعي من الاقوال والاراء واذا اورد المسائل فانه يوردها على طريقتين احداهما ان كانت المسألة خلافية بين فيها خلاف العلماء وما ترجح عنده او وفي مذهب الامام الشافعي ثم ان كان فيها خلاف اوردها بصيغة التردد مثل قوله في مسألة التهجد اكان واجبا الصلاة والسلام وقوله في المسألة السابعة ايضا في القسم الاول في مصابرة العدو هل كان يجب عليه؟ فاراده للمسألة بصيغة الاستفهام اشارة منه الى الخلاف وعدم الجزم فيها بقول حتى يورد فيها اقوال العلماء فاذا ترجح عنده رحمه الله ان المسألة الواردة من خصوصيات النبي صلى الله عليه وسلم فانه يريدها بدون صيغة التردد كقوله في مسألة وجوب السواك وكان واجبا عليه صلى الله عليه وسلم على الصحيح وقوله في مشاورة ذوي الاحلام مشاورة ذوي الاحلام في الامور وهي واجبة عليه على الصحيح. وهذا الغالب من صنيعه رحمه الله تعالى وفي الجملة فان الكتاب قد ختمه المصنف بفوائد جليلة وذكر فيه موقفه من تلك المسائل وتعليقه على الاحاديث الواردة واستوفى رحمه الله هذا الباب من العلم استيفاء جيدا مبدعا متقنا وهو المعروف عنه رحمه الله في تصانيفه رحمه الله واجزل له الاجر والمثوبة وجعل هذا الكتاب وغيره له ولاهل العلم في تاريخ الاسلام من الاجر الذي لا ينقطع ومن الصدقة الممتد نفعها واثرها لهم في موازينهم. وجعلنا نحن خلفا لهم في توارث هذا العلم والاقبال عليه وقبل الشروع في مصنفي في مقدمة المصنف رحمه الله يهمنا اخوة الاسلام ان نشير الى ان مدارستنا لهذا الباب من العلم وهي خصائص النبي صلى الله عليه وسلم يتعلق بها جملة من الفوائد وهي عائدة على المتخصصين من اهل العلم وطلبة العلم والسالكين سبيل اهل العلم وعلى غيرهم من عموم الامة على حد سواء فمن اجل هذه الفوائد انها تدخل في عموم شرف طلب العلم وتحصيله كما لا يخفى عليكم. وليس هذا مقام بيان للعلم الشريف واهله وحملته. وثانيها من الفوائد انها جزء من علوم السيرة النبوية التي تقربنا من حياة المصطفى صلى الله عليه وسلم. وحسبنا في مثل هذا المجلس في كل ليلة من ليالي الجمعة باذن الله تعالى ان يكون هذا المجلس باعثا لنا على الاستكثار من الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم. ونحن نتدارس خصائصه وشأنه الكريم بابي وامي هو عليه الصلاة والسلام. وثالثها من الفوائد انها كسائر علوم السيرة النبوية ومتعلقاتها تزيد المؤمن ايمانا انا وتزيده بنبيه عليه الصلاة والسلام معرفة وتزيده له حبا وهذا كله من متعلقات وواجبات مقتضيات ايماننا به عليه الصلاة والسلام. فاجعلوا هذا نصب اعينكم ايها المباركون. واخيرا فان من الفوائد الجمة وليس باخرها هو بيان موقف المسلم مما يساق في هذا الباب. فاننا كثيرا ما نقرأ ما تتداوله الرسائل والاخبار وبعض شوراة في كثير من المواقع حول تلك الخصوصيات لنبينا عليه الصلاة والسلام. سواء كانت من احكام التشريع في الدنيا او من خصائصه في البرزخ وفي الاخرة فيأتي هذا الباب ميزانا من العلم يزن به احدنا ما يبلغ سمعه او ما يقرأه اكان هذا ثابتا فيتبين الصواب من الخطأ. والمبالغة والمجازفة من الانصاف والعدل. نعم نبينا عليه الصلاة والسلام كريم القدر عند ربه به. مخصوص بجملة من الخصائص التي حفت بها نبوته صلى الله عليه وسلم. وله من الحظوة والمكانة الرفيعة والمقام العالي عند ربه جل جلاله. وعند الامة ما ليس لاحد سواه صلوات الله وسلامه عليه. لكن هذا لا يقودنا الى قبول الشطحات؟ او ما لا يثبت او المبالغات التي لا ميزان لها ولا زمام ولا خطام فلا يصح تحت مظلة دعوا الخصائص اثبات علمه للغيب. او تدبيره للكون. او اختصاصه بشيء من خصائص الربوبية غشاه صلى الله عليه وسلم فان الله عز وجل رفع قدره لكنه لا يتجاوز قدر البشرية بحال الا في كمالاتها التي جعلها الله تعالى لانبيائه ورسله عليهم وعلى نبينا افضل الصلاة والسلام ومثل ذلك ما يساق في اثناء الحديث عن المعجزات. فانه ايضا يتخللها ادراج لا يثبت في اصل المعجزة ثابتة حقيقة مما ذكرته نصوص الكتاب والسنة كمثل ما يساق في حادثة الاسراء والمعراج ويدرج فيها ويحشى من الزيادات ما لم تحمله الروايات الصحيحة في الجملة. دراستنا للخصائص النبوية ميزان من العلم نزنوا به تلك الروايات والنقولات والاخبار والمنشورات والرسائل حتى نكون على بينة في ما يقبل منها وفي رد ما لا يقبلهم ايزان العلم. وبالجملة فانه والله ليس بحاجة صلى الله عليه وسلم سلم الى ان نتزيد لاثبات فضله ومكانته بما لم تثبت به النصوص. نعم لان الثابت له فيما صحت به النصوص الشرعية من الكتاب والسنة فيما ثبت له من الفضل والمكانة والكرم والرفعة قد اغناه الله تعالى به عن الضعيف والحشو المبالغة او الخرافة التي لا تثبت وفي الثابت الصحيح غنية عن الضعيف والمختلق والموضوع والكذب فاننا ائمة علم نزن ما يأتينا بكل موازين العلم وهو الباب الذي افتتحت به نبوته عليه الصلاة والسلام. في قول الله له واقرأ باسم ربك الذي خلق اذا تمت هذه المقدمات ايها المباركون فانه قد ان الاوان لان نبدأ في مقدمة المصنف رحمه الله تعالى لهذا الكتاب لتكون نهاية مجلسنا هذا وفاتحة للمجالس المقبلة في دراسة الكتاب وقراءته بعون الله تعالى قال رحمه الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم اللهم اختم بخير يا كريم ربنا اتنا من لدنك رحمة وهيء لنا من امرنا رشدا. قال الشيخ الامام العلامة فريد دهره ووحيد عصره. الحازم اليقظ الاعز الفطن المحقق جامع اشتات الفضائل صدر المدرسين رحلة الطالبين سراج الدين ابو حفص عمر ابن الشيخ الامام العلامة مفتي الفرق نور دين ابي الحسن علي ابن الشيخ الامام العلامة شهاب الدين احمد ابي العباس الشهير بابن الملقن الانصاري الشافعي ادام الله النفع بعلومه احمد الله على افظاله واشكره على توالي الائه واصلي على اشرف مخلوقاته وخاتم انبيائه وعلى اله واصحابه وشرف وكرم وبعد فهذا مختصر نافع ان شاء الله تعالى. فيما يتعلق بخصائص اشرف المخلوقين وافضل السابقين لاحقين صلى الله عليه وسلم وعلى سائر النبيين وال كل وسائر الصالحين هذه المقدمة التي استهل بها مصنفه رحمه الله تعالى ابان فيها عن ان الكتاب مختصر فليس من المطولات وهكذا هو شأن كتابه رحمه الله تعالى. وبين فيه موضوع الكتاب الذي سيدر حوله فصوله وابوابه وهو خصائص اشرف الخلق صلى الله عليه وسلم ثم قال رحمه الله تعالى مباشرا الموضوع الذي من اجله صنف الكتاب قال رحمه الله والمزني رضي الله عنه افتتح كتاب النكاح بها. يعني بالخصائص وتابعه الاصحاب والمقصود بالامام المزني هنا كما تقدم هو احد اجل تلامذة الامام الشافعي واخصهم به واقربهم منه رحم الله الجميع هو الامام ابراهيم ابن اسماعيل ابن يحيى احد اخص اصحابه وناصر مذهبه وبدر سمائه وفاته سنة اربع وستين ومائتين من الهجرة رحمه الله قال والمزني افتتح كتاب النكاح بها وتابعه الاصحاب. وسبب ذلك ان خصائصه في النكاح كثيرة ثم ذكروا غيرها تبعا لها. وهذا الملخص فيه ما ذكروه ان شاء الله تعالى مع زوائد مهمة وقد اوفى رحمه الله بما ذكر هنا بجمعه لما ذكره فقهاء الشافعية وزيادات مهمة عليها قال رحمه الله وقد منع ابن خيران من الكلام فيها في النكاح والامامة كما حكاه الماوردي ويقصد بابن خيران هنا في هذا السياق والامام الفقيه الشافعي ابو علي الحسين بن صالح بن خيران من وجهاء الشافعية احد اركان كان المذهب ومن كبار ائمة الفقهاء الشافعية ببغداد المتوفى سنة عشرين وثلاثمائة من الهجرة. قال منع ابن خيران من الكلام فيها يعني في الخصائص في النكاح والامامة كما حكاه الماوردي والامام الماوردي صاحب كتاب الحاوي ابو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي رحمه الله المتوفى سنة خمس واربعمئة من الهجرة. قال واطلق في الروضة يعني الامام النووي اطلق الحكاية عن الصيمري عنه انه امر انقضى فلا معنى للكلام فيه هذا مدخل تاريخي يبين فيه المصنف موقف العلماء من التأليف في كتب الخصائص وايرادها وبحثها وجمعها وتصنيفها. فان الامام ابن خيران الشافعي منع من ذلك وعلله بانه امر انقضى فلا معنى للكلام فيه. بمعنى انه اليس المقصود خصوصياتنا نبينا عليه الصلاة والسلام بلى وامره يختص به وهو قد التحق بالرفيق الاعلى صلى الله عليه وسلم فلا اثر للفقه في مدارسة هذه المسائل لانه خصوصية به. فليس هو في مجال القياس ولا الاستنان به ولا فائدة ترجى فقها من بحث تلك المسائل وايرادها لعدم الانتفاع بها لا في التقعيد للاحكام ولا في الاستدلال لها. هذا موقف منقول عن الامام خيران كما ساق المصنف نقلا عن الماوردي وعن الامام النووي في الروضة وغيرهم رحم الله الجميع قال رحمه الله في تتمة الكلام لما قال لانه امر انقضى فلا معنى للكلام فيه وانما يشرع الاجتهاد في النوازل التي قعوا او تتوقع ومال الى ذلك الغزالي ونسبه الى المحققين تبعا لامامه والمقصود امام الحرمين الجويني رحم الله الجميع. فانه قال في نهايته اي في كتابه نهاية المطلب في دراية المذهب. قال في نهايته ليس يصوغ اثبات خصائص رسول الله صلى الله عليه وسلم بالاقيس التي يناط بها الاحكام العامة في الناس. ولكن الوجه ما جاء به الشرع من غير مزيد عليه وهذا كلام مهم. والمقصود ان اثبات الخصائص النبوية لا يثبت بالقياس. وينبغي ان يوقف فيه على مقتضى ما ورد به النص لا خير. قال المصنف رحمه الله والذي ذكره المحققون في ذلك ان المسائل التي اختلف الاصحاب في خصائص رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر الخلاف فيها خبط غير مفيد. فانه لا يتعلق به حكم ناجز الحاجة اليه وانما يجري الخلاف فيما لا نجد بدا من اثبات حكم فيه. فان الاقيسة لا مجال لها في ذلك وانما المتبع فيه النصوص وما لا نص فيه فالاختيار في ذلك هجوم على غيب بلا فائدة. واستحسنه ابن الصلاح ايضا وهو الامام المتقن الحافظ ابو عمرو عثمان ابن عبدالرحمن ابن عثمان الكردي الشهرزور الشافعي صاحب وبالحديث. قال ابن الصلاح انه قد انقضى يعني شأن الخصائص وزمنها. وليس فيه من دقيق العلم ما يتعلق به التدرب ولا لتضييع الزمان برجم الظنون فيه هذا موقف لبعض اهل العلم نقله ابتداء عن الامام ابن خيران الشافعي رحمه الله وذكر موافقة بعض اهل العلم لذلك كالامام الغزالي تبعا لامامه الجويني رحمة الله عليهم جميعا ثم جعل في خاتمة ذلك موافقة ابن الصلاح لهذا الرأي من علماء الشافعية ممن سمعت اسماءهم. قال النووي رحمه الله والكلام للمصنف والصواب الجزم به بعدما نقل هذا الخلاف عن فوق بعض فقهاء الشافعية كابن خيران والغزالي والجويني وابن الصلاح وبعدما نقل عبارة ابن الصلاح انه قد انقضى وليس فيه من دقيق العلم ما يتعلق به التدرب ولا وجه لتضييع الزمان برجم الظنون فيه؟ قال ابن الملقن المصنف رحمه الله واما الجمهور فانهم جوزوا ذلك لما فيه من العلم يعني الخصائص النبوية قال النووي رحمه الله والصواب الجزم به بل باستحبابه ولو قيل بوجوبه لم يكن بعيدا وجوب دراسة الخصائص وتعلمها. لم قال النووي لانه ربما وجد جاهل بعض الخصائص ثابتة في الحديث الصحيح فعمل به اخذا باصل التأسي فوجب بيانها لتعرف ولا يعمل بها. لان الخصائص محصورة في شأنه عليه الصلاة والسلام. قال واما ما يقع في ضمن الخصائص مما لا فائدة فيه اليوم فقليل لا يخلو ابواب الفقه عن مثله للتدرب ومعرفة الادلة تحقيق الشيء على ما هو عليه. هذا موقف نقله المصنف عن الامام النووي. وقال ابن الرفعة في مطلبه وابن الرفعة هو الامام ابو العباس نجم الدين احمد ابن محمد ابن علي ابن الرفعة صاحب كتاب المطلب في شرح الوسيط وغيرها من كتب الشافعية الفقهية المهمة. قال قد يقال توسط يعني بين المذهبين في رأي الامام النووي في مشروعيته والجزم باستحبابه وعدم استبعاد القول بوجوبه وبين رأي بن خيران ومن تبعه في انه ليس فيه شيء ينتفع من مدارسته واراده. قال ابن الرفعة قد يقال بالتوسط فيتكلم فيما جرى في الصدر الاول من ذلك دون ما لم يجري منه. قال وسياق كلام الوسيط يرشد اليه. وقد جاء في سنة ما يبينه وهو قوله صلى الله عليه وسلم عام الفتح ان الله اذن لرسوله ولم يأذن لكم وانما اذن له ساعة منها والحديث متفق عليه اخرجه الشيخان قال ابن الملقن رحمه الله ونحن نقتدي في هذا التصنيف بالجمهور ونقيد ما تيسر بحمد الله فيه جعل الله نافعا بمحمد واله صلى الله عليه وسلم. يعني انه اخذ بطريقة الجمهور في مشروعية تناول الخصم طائس المحمدية او الخصائص النبوية بالدراسة والتصنيف والتأليف لما يرجى فيها من النفع فيما ذكر الامام النووي وهو على ما لا يشرع فيه الاقتداء به عليه الصلاة والسلام لاختصاصه وقد يقع في ذلك بعض من لم يبلغه العلم. وبيان ما اختص به وبيان الصحيح من الثابت منه واغلاق باب المبالغات والخرافات التي لا تستند الى دليل صحيح ثابت بعد بيان ما صح منها مما جمع في هذه المصنفات النافعة في الخصائص النبوية واثر رحمه الله طريقة الجمهور بتقييد ما تيسر فيها. وسأل الله تعالى ان يجعله نافعا متوسلا بالنبي صلى الله عليه وسلم واله ولاهل بيان في بيان ذكر جواز التوسل بالنبي عليه الصلاة والسلام ورجح كثير من المحققين انه غير مشروع اقتصارا على التوسل باسماء الله الحسنى وصفاته العلى او بالعمل الصالح او بالدعاء المباشر فيما يرجى من الله من كرم وفتح ابواب التوفيق. قال رحمه الله واعلم انه صلى الله عليه وسلم اختص بواجبات ومحرمات ومباحات وفضائل فهذه اربعة انواع وهي الانواع التي مر ذكرها في سياق وصف الكتاب وتصنيف المصنف فيه رحمه الله ويبقى الشروع في اول انواع الكتاب التي سنشرع فيها مجلسنا المقبل ان شاء الله تعالى سائلين الله والسداد والهدى والرشاد. وان يجعل ذلك علما نافعا لنا وعملا صالحا يقربنا اليه سبحانه وتعالى. اللهم علمنا انما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما يا رب العالمين. استبقوا ايها المباركون واستبقوا على الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم فان المظمار يتسابق فيه المحبون باستكثار جم واغتراف عظيم من هذا البحر من الخير والبركة والاجر بالصلاة عليه صلى الله عليه وسلم. صلى عليك من اصطفاك كريما. لتقيم نهجا من هداه قويما. وحباك فوق الفضل فظلا واسعا خلقا كما وصف العظيم عظيما فغدوت اعظم بالشمائل اسوة برا رؤوفا بالقلوب رحيما. يا من هديتم بالنبي الى السنا صلوا عليه وسلموا تسليما فاللهم صل وسلم وبارك عليه اوفى صلاة وازكى سلام واعظم بركة يا ذا الجلال والاكرام. وارزقنا بالصلاة والسلام عليه العلى والمقامات الرفيعة والعلم النافع والعمل الصالح يا ذا الجلال والاكرام. وعلمنا الهي ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا يا يا قيوم واجعل لنا ولامة الاسلام جميعا من كل هم فرجا. ومن كل ضيق مخرجا ومن كل بلاء عافية يا ارحم الراحمين. رب اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار. وصلي اللهم وسلم وبارك على عبدك ورسولك حبيبنا ونبينا وقدوتنا محمد بن عبدالله وعلى اله وصحبه اجمعين. والحمد لله رب العالمين