بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه. كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه. والصلاة والسلام على خير خلق الله امام الهدى وسيدي الورى خاتم النبيين وحبيب رب العالمين. محمد بن عبدالله صلى الله عليه وعلى ال بيته وصحابته ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين وبعد ايها الاخوة الكرام فلا يزال مجلسنا هذا المبارك المنعقد من رحاب بيت الله الحرام في هذه الليلة الشريفة ليلة الجمعة نواصل فيها مدارستنا بخصائص النبي المصطفى صلى الله عليه واله وسلم من كتاب غاية السول في خصائص الرسول صلى الله عليه وسلم للامام سراج الدين ابي حفص عمر الانصاري بن الملقن رحمة الله عليه. النوع الاول الذي ابتدأناه في ليلتين ومجلسين سابقين الخصائص الواجبات على نبينا عليه الصلاة والسلام. والمقصود من الوجوب الذي يخص نبينا عليه الصلاة والسلام يعني بابا من الاجر والخير والفضل والمثوبة جعله الله خاصة لنبيه عليه الصلاة والسلام لا انه بمعنى زيادة التكليف قاق عليه وهو عظيم القدر عند ربه صلى الله عليه واله وسلم وقف بنا درس المجلس المنصرم عند المسألة الرابعة وهو وجوب صلاة التهجد والتهجد في اللغة كما يقول العلماء مأخوذ من الهجود والكلمة من الاضداد. يعني ان هجد في اللغة تأتي بمعنى نام وتأتي بمعنى سهر على الضد ومن ذلك قول الشاعر الا زارت واهل منى هجود وليت خيالها منا يعود. يعني اهل منى هجود يعني منتبهين وقول الاخر الا طرقتنا والرفاق هجود؟ فباتت بعلات النوال تجود. يعني نياما. وهجد وتهجد معنى واحد يقال هجدته اي انمته. ويقال هجته ايضا بمعنى ايقظته. فالتهجد يا كرام كما هو المتبادر الى الاذهان بمعنى التيقظ بعد الرقود والمنام. ثم اصبح بعد ذلك في عرف المسلمين اسما للصلاة لانه ينتبه لاجلها يقوم القائم من نومه للصلاة. فالتهجد هو القيام الى الصلاة من النوم وهكذا قال بمعناه بعض السلف كالاسود وعلقمة وعبدالرحمن بن الاسود وغيرهم. ويقال للنوم ايضا الهجود ويسمى من قام الى الصلاة متهجدا وقد قال الله عز وجل لنبيه عليه الصلاة والسلام ومن الليل فتهجد به. فالمقصود هو الصلاة التي يتهجد بها المقائم يعني يقوم اليها من نومه للصلاة. وهذا الباب من الخصائص يقوله العلماء في هذا النقاش وقد وقف الحديث عنده اكانت صلاة التهجد واجبة على النبي عليه الصلاة والسلام ومر بنا الكلام عن الاية ومن الليل فتهجد به نافلة لك ووقفنا عند حديث عائشة رضي الله عنها الذي اخرجه الامام مسلم في الصحيح لما اسألها سعد بن هشام انبئيني عن قيام رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. نعود الى الحديث لنصل الكلام باللاحق وهذا هو الصحيح قول المصنف رحمه الله نقلا عن النووي وهذا هو الصحيح الذي تشهد له الاحاديث منها حديث سعد لابن هشام عن عائشة في مسلم. بسم الله الرحمن الرحيم. والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين. نبينا محمد عليه افضل صلاتي واتم التسليم. اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللمستمعين قال المصنف رحمه الله وهذا هو الصحيح الذي تشهد له الاحاديث. منها حديث سعد بن هشام عن عائشة في مسلم. وقد قال لها انبئيني عن قيام رسول الله صلى الله عليه وسلم. قالت الست تقرأ يا ايها المزمل فقالت كان الله فرض قيام الليل من اول هذه السورة. فقام عليه الصلاة والسلام واصحابه حولا. وامسك الله خاتمتها اثني عشر شهرا حتى انزل الله في اخرها التخفيف فصار قيام الليل تطوعا بعد فريضة وفي اخره فانطلقت الى ابن عباس رضي الله عنه فحدثته بحديثها فقال صدقت واشارت رضي الله عنها بالاخر قوله علم ان لن تحصوه فتاب عليكم. وبعضهم قال ان الناسخ قوله تعالى ومن الليل فتهجد به نافلة لك وقوله تعالى علم ان لن تحصوه فتاب عليكم. ناسخ لقيام الليل في حق امته. وفيه نظر. لان في اول السورة للنبي صلى الله عليه وسلم. وقد وقد شركته فيه فالخطاب في اخرها اذا يتوجه لمن يتوجه اليه الخطاب في اولها وقد قيل ان المنسوخ من صلاة الليل ما كان مقدرا. واما اصل الوجوب فهو باق لقوله تعالى فاقرأوا ما تيسر منه فتكون الاية كقوله تعالى فما استيسر من الهدي. اذ لابد من الهدي فكذلك لا بد من صلاة الليل والحديث الصحيح من حديث عائشة رضي الله عنها افلا اكون عبدا شكورا من جملة ما من جملة ما يدل على عدم وجوبه عليه ولا اعلم احدا قال بوجوبه علينا دونه هذه خلاصة ما يذكره العلماء رحمة الله عليهم في مسألة قيام الليل الذي جاء الامر به في صدر سورة المزمل يا المزمل قم الليل الا قليلا ومعلوم ان سورة المزمل من اوائل سور القرآن الكريم نزولا على نبي الله صلى الله عليه وسلم. بل قال بعضهم انها ثاني السور بعد اقرأ باسم ربك الذي خلق فكون السورة في صدر الاسلام واوائل الوحي ومطلعه على نبينا عليه الصلاة والسلام. ويجيء فيها هذا الامر قم الليل والاصل في الامر للوجوب. فكان الخطاب له عليه الصلاة والسلام ولامته معه تشركه في هذا الامر. قم الليل قليلا نصفه او انقص منه قليلا او زد عليه. ورتل القرآن ترتيلا ثم نزل اخر اية في السورة بعد ذلك بسنة. يعني الاية الاخيرة فيها والتي جاء فيها التخفيف الالهي. ان بكى يعلم انك تقوم ادنى من ثلثي الليل ونصفه وثلثه وطائفة من الذين معك والله يقدر الليل والنهار علم ان لن تحصوه فتاب عليكم. وهذا مناط التخفيف فتاب عليكم فاقرأوا ما تيسر يعني من غير الزام فصار هذا هو الناسخ للوجوب في اول السورة. فالسؤال ها هنا جملة تتجه الى دلالة الاية الكريمة. اولا هل الناس وفي قوله فاقرأوا ما تيسر من القرآن هو للنبي عليه الصلاة والسلام ولامته ام هو لامته دونه صلى الله عليه وسلم؟ فيكون الوجوب باقيا في حقه والسؤال الثاني فاقرؤوا ما تيسر من القرآن. هل هو ناسخ للوجوب في اول السورة فلم يعد قيام الليل واجبا ام هو هو ناسخ للمقدار ويبقى اصل الوجوب لان الله في اول السورة قال قم الليل يعني كله الا قليلا نصفه او انقص منه قليلا فهل المنسوخ هو هذا القدر الذي هو معظم الليل او نصفه او ثلثه او اقل من ذلك؟ فيبقى اصل القيام واجبا وهو قول بعض فالسلف ان كان نادرا كما سيأتي بعد قليل. من اجل هذا التنوع في دلالة الاية والاحتمالات المتعددة كان خلاف الفقهاء رحمة الله عليهم يقول المصنف رحمه الله وقد ساق حديث سعد بن هشام وفيه اسئلة لعائشة امنا رضي الله عنها فانه في صحيح مسلم قصة طويلة جاء فيها سعد يسأل امنا عائشة رضي الله عنها عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم فاجابته. وعن قيامه اجابته وعن وتره من الليل فاجابته رضي الله عنها. ومنها هذا المقطع الذي اورده المصنف شاهدا. قال انبئيني عن قيام الله صلى الله عليه وسلم قالت الست تقرأ يا ايها المزمل وهذا دلالة على ان عائشة رضي الله عنها ترى الوجوب لان الامر باق. واستدلت بقوله يا ايها المزمل فقالت كان الله فرض قيام الليل من اول هذه السورة. فدل ذلك على الوجوب في دلالة الاية. فقام عليه الصلاة والسلام واصحابه حولا وامسك الله خاتمته اثني عشر شهرا يعني اخر اية في السورة. حتى انزل الله في اخرها التخفيف فصار قيام الليل تطوعا بعد فريضة. وفي اخر الحديث حديثي قال سعد بن هشام فانطلقت الى ابن عباس رضي الله عنه فحدثته بحديثها فقال صدقت. واشارت رضي الله انهى بالاخر الى قوله علم ان لن تحصوه فتاب عليكم. قال المصنف وبعضهم قال ان الناسخ يعني للامر في في قوله قم الليل الا قليلا ليس اخر المزمل. بل هو قوله في سورة الاسراء ومن الليل فتهجد به نافلة لك وموضع الشاهد والدلالة فيها على النسخ ان قوله نافلة اي تطوعا فكأن الامر الذي كان واجبا في سورة المزمل اصبح نافلة يعني مستحبا لا واجبا في سورة الاسراء وقوله تعالى علم ان لن تحصوه فتاب عليكم ناسخ لقيام الليل في حق امته. هكذا قرر بعض اهل العلم قال ابن الملقن رحمه الله وفيه نظر وموضع النظر هنا الذي اورده الامام ابن الملقن رحمه الله قوله لان الخطاب في اول السورة للنبي صلى الله عليه وسلم. يعني يا ايها المزمل وقد شركته يعني الامة فيه فالخطاب في اخرها اذا يتوجه لمن يتوجه اليه الخطاب في اولها يعني ان اردت ان تجعل اخر المزمل الاية علم ان لن تحصوه فتاب عليكم. ان اردتها ناسخة لقوله قم الليل الا قليلا ينبغي ان تكون ناسخة للنبي عليه الصلاة والسلام ولامته ولا يسوغ التفريق بينهما لان الخطاب في اخرها توجه لمن توجه اليه الخطاب في اولها. قبل التنبيهات ختم بقوله وقد قيل في جواب ثان او في قول اخر لبعض اهل العلم ان المنسوخ من صلاة الليل ما كان مقدرا. يعني المنسوخ هو المقدار وليس الاصل مرة اخرى ساقول قوله تعالى في اول السورة يا ايها المزمل قم الليل الا قليلا نصفه او انقص منه قليلا. اشتمل على امرين احدهما ايجاب القيام قم الليل والثاني تحديد المقدار الواجب الذي يجب به القيام ما هو؟ قم الليل الا قليلا يعني اغلبه نصفه او انقص منه قليلا. يعني اقل من النصف ثلث او زد عليه يعني الثلثين ورتل القرآن اشتملت اول سورة المزمل على امرين الاول ايجاب قيام الليل والثاني مقدار هذا الواجب وهو انه الثلث او النصف او الثلثين او معظم الليل فجاء اخر سورة المزمل على هذا القول ناسخا لا لوجوب القيام بل لمقدار القيام الواجب فبقي ماذا؟ بقي وجوب قيام الليل. فبكم يكون؟ بايسر ما يكون ولو بمقدار حلب شاة كما يروى عن بعض السلف وانه يجب على المسلم ان يقوم من الليل ولو ركعتين خفيفتين كمقدار حلب شاة فقالوا المنسوخ في قوله فتاب عليكم ما كان مقدرا. واما اصل الوجوب فهو باق. لقوله تعالى فاقرأوا ما تيسر منه هذه الطريقة في فهم الاية تماثل قوله تعالى فما استيسر من الهدي في اية الحج واتموا الحج والعمرة لله. فان احصرتم فما استيسر. هذا التخفيف والتيسير لم يجعل الهدي مستحبا بل بقي الهدي واجبا. فجاء التخفيف والتيسير هو في مقدار الهدي ونوعه وانه ما تيسر. فما استيسر من قال اذ لابد من الهدي فكذلك لا بد من صلاة الليل يقصد في وجه الجمع بين وجوب الشيء والتخفيف فيه مع كونه واجب كما في الهدي مع كونه واجبا لكن جاء التيسير فيه. ثم قال المصنف آآ انه لم يجد احدا من العلماء استدل بحديث عائشة في الصحيحين افلا اكون عبدا شكورا لما سألته رضي الله عنها عن قيامه من الليل قياما طويلا حتى تتفطر قدماه قالت لم اصنعوا هذا يا رسول الله وقد غفر الله لك او قد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر. قال افلا احب ان اكون عبدا شكورا؟ قال هذا مما يدل على عدم وجوب قيام الليل لانه لم يقل وقد سألته لماذا تقوم؟ لم يقل لان الله امرني. بل اخذها من بالشكر لله. قال افلا اكون عبدا شكورا؟ فدل ذلك على عدم الوجوب وهو مما يقوي مذهب جمهور العلماء. القول بان قيام الليل او التهجد ليس من الواجبات عليه صلى الله عليه وسلم. وبالتالي لا يصح عدها في خصائصه صلوات الله وسلامه عليه عليه. نعم. تنبيهات الاول ان قلت قوله تعالى نافلة لك يقتضي ان ذلك غير واجب عليه. قال الجوهري النفل والنافلة عطية التطوع. حيث لا يجب ومنه نافلة الصلاة والنفل التطوع فالجواب ان النافلة الزيادة. ومنه قوله تعالى ويعقوب نافلة ولا يلزم منه كونها غير واجبة. نعم هذا التنبيه الاول يعني لا يصح اذا اردنا الاستدلال على ان قيام الليل غير واجب على النبي عليه الصلاة الصلاة والسلام الا نقول لا ليس واجبا لان الله قال ومن الليل فتهجد به نافلة لان النافلة يعني التطوع. قال لا يلزم من النافلة ان يكون تطوعا النافلة هي الزيادة وسميت النافلة في العبادات نافلة لانها تزيد على الواجب ثوابا وتسد خلل النقص فيه. فكانت نافلة بهذا المعنى اللغوي وربما يكون المعنى فتهجد به نافلة يعني زيادة في ثوابك مع كونها واجبة. اي صلاة الليل. قال الجوهري والنفل والنافلة قضية التطوع قال الجواب النافلة في اللغة هي الزيادة ومنه قوله تعالى ووهبنا له اسحاق ويعقوب نافلة. وكلا جعلنا صالحين فنافلة هنا بمعنى زيادة. ولا يلزم من ذلك كون قيام الليل غير واجب عليه صلى الله عليه وسلم. نعم الثاني حديث جابر الطويل في الحج الثابت في الثابت في صحيح مسلم انه صلى الله عليه وسلم اتى المزدلفة فصلى بها المغرب والعشاء باذان واقامة ولم يسبح بينهما شيئا ثم اضطجع حتى طلع الفجر فصلى الفجر حين تبين له الصبح باذان واقامة دال على عدم وجوب الوتر والتهجد. هذا حديث جابر ايها المباركون رضي الله عن جابر حديثه الطويل في صفة الحج وخرج في صحيح مسلم وغيره في كثير من دواوين السنة النبوية وهنا فيه شاهد لطيف يستشهد به بعض العلماء على ان قيام الليل لم يكن من الواجبات عليه صلى الله عليه وسلم وموضع الشاهد في حجه عليه الصلاة والسلام ليلة العيد لما بات بالمزدلفة بعد نفرته من عرفة ماذا فعل؟ صلى المغرب والعشاء صلى الله عليه وسلم في المزدلفة ونام ولم يصلي شيئا فلو كان التهجد او قيام الليل واجبا لصلاها صلى الله عليه وسلم ولو صلاها لنقلها الصحابة ورواها جابر رضي الله عنه. اسمع الى اللفظ قال انه اتى المزدلفة فصلى بها المغرب والعشاء باذان واقامتين ولم يسبح بينهما شيئا. يعني لم يصلي سنة بين المغرب والعشاء. ثم اضطجع حتى طلع الفجر فقول جابر صلى ولم يسبح بينهما شيئا ثم اضطجع يعني صلى ثم نام. قال حتى طلع الفجر فصلى الفجر حين تبين له الى اخره. قال هذا دليل على عدم وجوب الوتر والتهجد. نعم. لان الظاهر انه لم يفعلهما تلك الليلة. لم يفعلهما يعني توتر ولا التهجد. نعم وقد يجاب عن التهجد بانه لعله اذ ذاك كان منسوخا وفي هذا رد على ما خرج به على ما خرج به الدارمي من اصحابنا في استذكاره من ان الجامع بالمزدلفة يأتي بالوتر سنة العشاء والذي نص عليه الشافعي في الام وغيرها ان السنة ترك ان السنة ترك النفل بعد العشاء. كما يسن تركه بعد المغرب. وصرح به الماوردي والقاضي حسين وغيرهما بعد العجلي فقال يأتي فقال انه يأتي بسنة المغرب بعد العشاء ثم سنة العشاء بعد الوتر وهو مصادم للنص. نعم. يقول ربما يكون من الاجوبة التي يذكرها بعض اهل العلم ان التهجد دا ليلة مزدلفة كانت في وقت النسخ اذا هذا تأكيد كما يقول بعض الفقهاء تأكيد على عدم وجوب التهجد عليه وقد كانت حجة الوداع قبل وفاته بثلاثة اشهر صلى الله عليه واله وسلم واعلموا رعاكم الله ان من الفقهاء من ذهب الى ان الحديث جابر في صحيح مسلم وغيرها من احاديث رواية صفة الحج لا تقوى دليلا على عدم صلاته صلى الله عليه وسلم للوتر خاصة لان غاية ما في الاحاديث عدم نقل انه صلاها وليس نقل انه لم يصلها انا اذا اردت ان استدل على ان النبي عليه الصلاة والسلام لم يصلي الوتر ليلة المزدلفة اذا اردت ان ابحث عن دليل انه ما صلى الوتر ليلة المزدلفة فاما ان اتي بدليل صريح بانه لم يصلي الوتر او اقول لم اجد دليلا انه صلى الوتر وهذا ما الفرق في الدلالتين بين نقل العدم وعدم النقل عدم النقل انني لم اجد احدا من الصحابة نقل انه صلاها. فهل عدم النقل دليل على نقل العدم؟ عدم الفعل ليس دليلا على فعل العدم. وبهذا آآ يكون دليلا لكنه ليس بالقاطع الصريح في المسألة. ومن ثم يذهب بعض الفقهاء في اولي المرجوح الى مشروعية صلاة الوتر ليلة المزدلفة عملا بالعمومات وان النبي عليه الصلاة والسلام كان يحافظ على وتري وكان يصليها وكان لا يتركها حظرا ولا سفرا. على كل هي احد الدلالات التي اتى بها بعض الفقهاء لبيان معنى عدم وجوب صلاة الوتر في حقه صلى الله عليه وسلم من عدم صلاته اياها يعني الوتر والتهجد ليلة المزدلفة. نعم الثالث قال الرافعي مقتضى الراوي عن عائشة اي الذي سلف وكلام الائمة وكلام الائمة هنا كون الوتر غير التهجد المأمور به. وذلك مخالف لما مر في باب صلاة التطوع انه يشبه ان يكون الوتر هو التهجد ويعتضد به الوجه المذكور هناك عن رواية القاضي الروياني. هل التهجد هو الوتر ام هما شيئان؟ الصحيح انهما ليس شيئا واحدا وان التهجد هو القيام من النوم الى صلاة بالليل ويفارق الوتر التهجد في امور منها ان التهجد يكون من قيام نوم ولا يلزم الوتر ان يكون كذلك فربما اوتر بعد سنة العشاء الراتبة ومنها ان التهجد الاصل فيه انه يكون مثنى مثنى والوتر يكون فردا ووترا ومنها ايضا ان التهجد يصح بالعدد القليل والكثير والوتر لابد ان يكون عددا فردا كما اسلفت ولا يلزم منه القيام الى من النوم. نقل الرافعي ان مقتضى الرواية عن عائشة وما يقرره الفقهاء ان الوتر غير التهجد لكنهم قرروا في بصلاة التطوع يشبه ان يكون الوتر هو التهجد. قال وكأن التغاير اظهر. وهذا الذي رجحه المصنف رحمه الله. نعم قال وكأن التغاير اظهر. وكذا قاله في تذنيبه على الشرحين انه الاظهر. وتب المقصود هو الامام الرافعي وله تذنيب يعني كتاب يعقب به على بعض كتب الائمة الشافعية الفقهاء على الشرحين يقصد به ما سبق في شرح آآ المهذب الذي علق عليه وشرح القاضي الروياني. نعم. وتبعه صاحب الحاوي الصغير. قلت وحديث عائشة في الصحيحين ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزيد في رمضان ولا غيره على احدى عشرة ركعة. يصلي اربعا الا تسأل عن حسنهن وطولهن ثم يصلي اربعا فلا تسأل عن حسنهن وطولهن ثم يصلي ثلاثا. يدل على ان ان التهجد هو عين الوتر. وضع موضع الشاهد في حديث عائشة هنا تقول كان يصلي اربعا ثم اربعا ثم ثلاثا السؤال هذه الصلاة اربعة واربعة وثلاثة والمجموع احدى عشرة ركعة ما هي؟ هل هي وتر او تهجد ان قلت وتر اذا المجموع احدى عشرة ركعة فهو وتر وان قلت تهجد وقيام ليل فهو تهجد بثمان ركعات والوتر ثلاث في اخرها. هذا الحديث ربما يستدل به على ان هالجدا هو عين الوتر لكن من يفرق بين التهجد والوتر وهو الصحيح يرى ان الحديث هنا جاء مجملا وفي حديثها الاخر يدل على التفريق بين التوتر والتهجد وهو الذي اشار اليه هنا. نعم نعم حديثها الاخر يدل على مقابله وهو ما اخرجه مسلم عنها انها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل ثلاث عشرة ركعة يوتر من ذلك بخمس لا يجلس في شيء الا في اخره. وهذا تصريح بانه يصلي يعني قياما تهجدا ثلاث عشرة ركعة الوتر منها خمس فاصبح المعنى ان ما كان قبل الخمس ركعات من الثلاث عشرة ركعة وهي السبع ركعات مثلا وهي الثماني ركعات مثلا انها كانت قياما وتهجدا ثم كان الوتر خمس في اخرها. نعم الرابع فصلاته عليه الصلاة والسلام بالليل كانت انواعا. هذا آآ تلخيص آآ جيد موجز من المصنف رحمه الله يحكي فيه انواع صلاة النبي صلى الله عليه وسلم بالليل كما رواه الصحابة. او كما حفظتها الروايات. وان الركعات واوقات القيام في الليل كان متنوعا لم يكن بابي وامي هو عليه الصلاة والسلام يلزم عددا واحدا طيلة عام ولا وقتا واحدا طيلة العام. ولذلك صح في حديث عائشة تقول رضي الله عنها من كل الليل قد اوتر النبي صلى الله عليه وسلم من اوله ووسطه واخره وهو هنا ايجاز كما قلت لمجموع الروايات التي تحكي صفة صلاته وقيامه بالليل مع الوتر صلى الله عليه وسلم. نعم الرابع فصلاته عليه الصلاة والسلام بالليل كانت انواعا ست ركعات مفصولات ويوتر بثلاث. رواه ابن عباس رواه ابن عباس رضي الله عنهما. والحديث في الصحيحين ست ركعات طولات يعني بتسليمات ركعتان ركعتان ركعتان فهذه ست ركعات ثم يوتر بثلاث فيكون المجموع تسع ركعات. نعم احدى عشرة مفصولات ويوتر بواحدة روته عائشة رضي الله عنها والحديث في مسلم كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي فيما بين ان يفرغ من صلاة العشاء وهي التي يدعو الناس العتم الى الفجر احدى عشرة ركعة يسلم بين كل ركعتين ويوتر بواحدة. هذا معنى قول المصنف احدى عشرة ركعة يعني مفصولات ويوتر بواحدة. قالت فاذا سكت المؤذن من صلاة الفجر وتبين له الفجر وجاءه المؤذن قام فركع ركعتين خفيفتين ثم اضطجع على شقه الايمن حتى يأتيه المؤذن للاقامة يعني سنة الفجر. نعم. ثلاث عشرة كذلك. يعني ثلاثة عشرة تركع مفصولات ركعتان ركعتان ثم يجعل الوتر ركعة واحدة بعدما يصلي عشر ركعات بخمس تسليمات فيجعل الوتر ركعة في اخرها والحديث ايضا عند مسلم في صحيحه كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل ثلاث عشرة ركعة يوتر من ذلك بخمس لا يجلس في شيء الا في اخرها. نعم ثمان ركعات موصولات ويوتر بخمس متوالية. لا يجلس الا في اخره. وهو حديث عائشة السابق يصلي من الليل ثلاث عشرة ركعة لا يجلس في شيء الا في اخرها. يوتر بخمس متوالية. فثماني موصولات يعني ركعتان وركعتان. ثم يجعل ثماني موصولات لا من واحد ثماني ركعات ثم يجعل الخمس متوالية لا يجلس الا في اخرها. نعم. تسع ركعات لا يجلس في شيء منهن الا لا في الثامنة يعني يصلي تسع ركعات الاولى فالثانية فالثالثة دون جلوس بينها وركعات متواليات يجلس في الثامنة للتشهد الاول ثم يقوم الى التاسعة ويجعلها اخرة ويوتر بها. نعم. ثم ينهض ولا يسلم ثم يصلي التاسعة ويسلم. ويصلي ركعة بعدما سلم وسبع ركعات كالتسع المذكورة. الحديث المذكور في الرواية السابقة ايضا عند مسلم في الصحيح في قصة سؤال سعد بن هشام لما قال انبئيني عن وتري رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت كنا نعد له سواكه وطهوره فيبعثه الله ما شاء ان يبعثه من الليل يعني ان يقوم من منامه. فيتسوك ويتوظأ ويصلي تسع ركعات لا يجلس فيها الا في الثامنة في ذكر الله ويحمده ويدعوه ثم ينهض ولا يسلم ثم يقوم فيصلي التاسع ثم يقعد اذكروا الله ويحمده ويدعوه ثم يسلم تسليما يسمعنا. ثم يصلي ركعتين بعدما يسلم وهو قاعد فتلك احدى عشرة ركعة. نعم سبع ركعات كالتسع المذكورة ثم يصلي بعدها ركعتين جالسا مثنى ويوتر بثلاث موصولة هو ايضا جزء من حديث طويل عند مسلم في الصحيح قالت فلما اسن نبي الله صلى الله عليه وسلم يعني كبر في السن واخذه اللحم يعني كان جسمه بادنا عليه الصلاة والسلام اوتر بسبع وصنع في الركعتين مثل صنيعه في الاول اربع ركعات روي اربع ركعات الرؤيا فتأمل ذلك اربع ركعات مروية ايضا في صفة قيامه من الليل عليه الصلاة والسلام والمقصود حديث اخرجه النسائي من رواية حذيفة رضي الله عنه قال وقد صلى مع النبي عليه الصلاة والسلام في رمضان قال في ركوعه سبحان ربي العظيم مثل ما كان قائما يعني في طول ركوعه ثم جلس يقول رب اغفر لي مثل ما كان قائما. ثم سجد فقال سبحان ربي الاعلى مثل ما كان قائما فما صلى الا اربع ركعات حتى جاء بلال الى الغداة يعني يؤذنه بصلاة الفجر والحديث مرسل. واشار المصنف فربما الى ضعف الرواية بجعلها اخر الصفات المروية وبقوله في اخره روي لعلها اشارة الى التضعيف المقصود ان المصنف رحمه الله اورد ها هنا كما رأيتم وسمعتم سبع صفات مروية عن النبي عليه الصلاة والسلام في قيام الليل بعدد ركعات متعدد. نعم. فائدة حكى النووي في شرح مسلم في باب صلاة الليل عن بعض السلف انه يجب على الامة من قيام الليل ما يقع عليه اسم ما يقع عليه الاسم ولو قد رحل بالشاه قال وهو غلط مردود باجماع من قبله مع النصوص الصحيحة انه لا واجب الا الصلوات الخمس. ذكر هذا الامام النووي رحمه الله في شرحه على حديث اخرجه الامام مسلم في الصحيح لما قال فصال قيام الليل تطوعا بعد فريضة. قال النووي رحمه الله هذا ظاهره انه صار تطوعا في حق رسول الله صلى الله عليه وسلم وحق الامة. فاما الامة فهو تطوع في حقهم بالاجماع واما النبي صلى الله عليه وسلم فاختلفوا في النسخ في حقه واورد مجمل هذا الخلاف الذي سمعتموه في درس الليلة. ثم قال اما ما حكاه القاضي عياض عن بعض السلف انه يجب على الامة من قيام الليل ما يقع الاسم ولو قدر حلب شاة فغلط مردود باجماع من قبله مع النصوص الصحيحة انه لا واجب الا الصلوات الخمس هذا مروي قيل عن الحسن وقيل عن ابن سيرين وبعض ائمة التابعين انه لم ينسخ وجوب قيام الليل وقد قلت لكم في اول المجلس انهم ذهبوا الى ان المنسوخ في سورة المزمل ليس اصل الوجوب بل قدره او داره المؤقت في صدر السورة وقوله ما يقع عليه الاسم يجب على الامة من قيام الليل ما يقع عليه الاسم يعني اقل ما يسمى صلاة ولو ركعتان ولو كانتا ركعتين خفيفتين قال ولو قدر حلب شاة ومقدار حلب الشاة وقت يسير جدا فان حلب الشاة ليس كحلب البقرة او الناقة وحلبها يسير وضرعها لا يحمل من اللبن مقدارا يستغرق زمنا طويلا لحلبه. لانه المراد بذلك ان تحقق القيام ولو بقدر يسير من الليل ثم غلط هذا القول بالوجوب بامرين الاول الاجماع على وجوب قيام الليل مع الاحاديث التي ثبت فيها الا واجب على الامة من الصلاة الا المفروظات الخمس الخامس تعبيره في الروضة في التهجد بالصحيح لاجل الوجه الاخر انه نسخ في حقه. فاياك ان تعترض عليه كما وقع لبعضهم يعني ان الامام النووي رحمه الله في كتابه روضة الطالبين لما تطرق الى مسألة خصوصية الوجوب في قيام الليل في حقه عليه الصلاة والسلام قال انه ليس واجبا على الصحيح اه او قال واجب على الصحيح فهو اشارة الى الوجه الاخر لمن يذهب الى انه منسوخ في حقه فقال لا تتعجل بتغليط كلام الامام من نووي فانه اراد الاشارة الى القول الاخر في المسألة. السادس ذكر في الروضة في كتاب السير ان الله تعالى فرض من قيام الليل اولا ما ذكر في سورة المزمل ثم نسخه بما في اخرها ثم نسخه بالخمس نعم هذا آآ خاتم التنبيهات او خاتمة التنبيهات والفوائد التي اوردها في مسألة وجوب التهجد على النبي صلى الله عليه واله وسلم. ومجمل ذلك يا كرام بما ان مسألتنا هي الحديث عن صلاة التهجد اكانت واجبة على النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم فنعدها في خصائصه ام لا ليست كذلك وكانت واجبة في اول الاسلام عليه وعلى امته ونسخ الوجوب نجمل خلاف العلماء واقوالهم في نسخ قيام الليل في الاقوال التالية. اولها المشهور ان قيام الليل منسوخ في حق الامة وبقي فرضا في حق النبي صلى الله عليه وسلم وهذا اتجاه من يرى ان قيام الليل واجب على النبي عليه الصلاة والسلام دون امته وبهذا الاعتبار اوردوه في خصائص النبي عليه الصلاة والسلام ومن هنا اتى المصنف به في الكتاب وغيره من العلماء عدوا قيام الليل او التهجد من خصائص النبي عليه الصلاة والسلام الواجبة والدليل على ذلك ما مر بك في صدر سورة مزمل فان قلت النسخ في اخر السورة قالوا والنسخ للامة ليس له. واما هو فقد قال الله له ومن الليل فتهجد به نافلة لك فاذا قلت لا معنى نافلة اي تطوع جاءك الجواب ان النافلة بمعنى الزيادة سواء كانت واجبة او كانت مستحبة وهم يذهبون الى وجوبي في حقه عليه الصلاة والسلام بمقتضى الادلة السابقة. هذا القول الاول. القول الثاني ان قيام الليل نسخ منه ما كان مقدرا وبقي اصل الوجوب. لما قلت لكم في صدر المجلس ان قوله في سورة المزمل قم الليل الا قليلا نصفه او انقص منه قليلا او زد عليه اشتمل على امرين احدهما وجوب قيام الليل والثاني مقدار هذا الوجوب. فلما جاء التخفيف والنسخ في اخر السورة فتاب عليكم جاء النسخ للمقدار لا لاصل الوجوب. قالوا نسخ منه ما كان مقدرا. وبقي اصل الوجوب لقوله تعالى فاقرأوا ما تيسر من القرآن بناء على ان المراد بالقراءة هنا الصلاة سماها ببعض اجزائها. كما قال المصنف كالهدي لا بد منه وان كان ما تيسر لقوله فما استيسر من الهدي. القول الثالث انه نسخ بالكلية. فصلاة الليل والتهجد ليست واجبة اصلا. لا على النبي عليه الصلاة والسلام ولا على امته وان النسخ في اخر السورة فاقرأوا ما تيسر من القرآن يشمل الجميع للنبي عليه الصلاة والسلام ولامته على حد سواء القول الرابع وهو كالثاني في محصلته لكنه يختلف في طريقة الاستدلال انه نسخ المقدار وبقي اصل الوجوب كيف؟ قالوا نسخ الاصل بعد ذلك. يعني كان الامر واجبا بمقدار واجب. قم الليل الا قليلا نصفه او انقص منه قليلا او زد عليه كان هذا الوجوب وجوب فعل وهو تحديد مقدار ايضا ثم لما نزل قوله تعالى فاقرأوا ما تيسر من القرآن نسخ القدر وبقي اصل الوجوب. ثم لما فرضت الصلوات الخمس نسخ وجوب قيام قيام الليل فما بقي لا القدر ولا الاصل. وهذه الطريقة التي انتهجها الامام الشافعي رحمه الله في الام وفي الرسالة يدل على طرق النسخ وهو قد جمع ذلك في دلالة السنة مع دلالة القرآن. قالوا نسخ نسخ المقدار اولا بقي اصل الوجوب ثم نسخ اصل الوجوب بعد ذلك وهذا هو الراجح عند المحققين. فان النسخ الثاني وقع بفرض الصلوات الخمس بيان في مواقيتها مثل قوله تعالى اقم الصلاة لدلوك الشمس الى غسق الليل وقوله فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون. ذكر هذا النووي غيره وهو مقتضى كلام الشافعي كما تقدم. القول الخامس ان النسخ وقع بقوله تعالى ومن الليل فتهجد به نافلة لك والخطاب ليس خاصا هنا برسول الله عليه الصلاة والسلام بل له وللامة. كما ان الفرض في قوله يا ايها المزمل قم الليل ليس خاصا به عليه الصلاة والسلام بلغه وللامة وامتد فرض قيام الليل الى ما بعد الهجرة ونسخ بالمدينة بقوله تعالى علم ان سيكون منكم مرضى واخرون يضربون في الارض يبتغون من فضل الله. وهذا خلاصة ما اورده العلماء رحمة الله عليهم. فيما يتعلق وجوب صلاة التهجد في حق رسول الله صلى الله عليه واله وسلم والعلم عند الله. نعم. السابع السواك وكان واجبا عليه صلى الله عليه وسلم على الصحيح. مضى الى الان في قسم الواجبات مسائل اربعة تقدم سابقا ثلاثة مقرونات. وهي الاضحى والوتر وصلاة الضحى يعني الاضحية والوتر وصلاة الضحى وكانت الرابعة مسألة صلاة التهجد هذه هي المسألة الخامسة وهي السواك وهو اما من صنيع المحقق كان ينبغي ان يقول المسألة الخامسة لانه سيعقبها بعد ذلك المسألة السادسة. فاما سهو منه فجعلها متابعة لترقيم التنبيهات او هو ايظا سهو في خطأ المخطوطة المسودة التي وقف عليها في ترقيم المسألة والا هي مسألة مستقلة السواك وكان واجبا عليه صلى الله عليه وسلم فهي خامس المسائل المعدودة في خصائص النبي عليه الصلاة والسلام. كلنا فضل السواك واجره وانه مستحب. السؤال هل كان واجبا على النبي عليه الصلاة والسلام ان قلت نعم كان هذا من خصائصه عليه الصلاة والسلام. وان قلت لا فسيحتاج الى مناقشة وها هو المصنف رحمه الله يأتي بدليل من قال بانه من خصائصه ودليل ذلك والجواب عنه ايضا. نعم المسألة الخامسة السواك وكان واجبا عليه صلى الله عليه وسلم على الصحيح. واستدل له بحديث عائشة السالف وقد علمت ضعفه. حديث عائشة رضي الله عنها المتقدم في المجلس السابق قالت ان النبي عليه الصلاة والسلام قال ثلاث هن علي فرائض وهن لكم سنة الوتر والسواك قيام الليل قال وقد علمت ضعفه لانه بين هناك ان الحديث ضعيف اخرجه البيهقي وفي سنده موسى الصنعاني قال ابن عدي منكر الحديث وضع على ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس كتابا في التفسير جمعه من كلام مقاتل الكلبي. وقال البيهقي موسى هذا ضعيف جدا ولم يثبت في هذا اسناد فلأجل ضعف الحديث اشار اليه بقوله هنا استدل له بحديث عائشة وقد علمت ضعفه. نعم. نعم روى بو داوود والبيهقي في سننهما وابن خزيمة وابن حبان في صحيحهما من حديث عبد الله بن حنظلة بن عامر الغسيل ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يؤمر بالوضوء لكل صلاة طاهرا او غير طاهر. من حديث عبدالله بن حنظلة بن عامر الغسيل هذا اللقب يقصد به حنظلة ابن عامر رضي الله عنه المسمى بغسيل الملائكة شهيد احد في غزوتها في القصة المشهورة التي ذكر فيها ابن هشام في السيرة يسمى بغسيل الملائكة فانه لما استشهد يوم احد قال النبي عليه الصلاة والسلام ان واحبكم لا تغسله الملائكة فاسألوا اهله ما شأنه فلما سئلت صاحبته قالت خرج وهو جنب حين سمع الهاتف للجهاد استشهد فغسلته الملائكة فاصبح هذا لقبا شريفا جليلا. ومنقبة لحنظلة ابن عامر رضي الله عنه. والحديث هنا من رواية بن عبدالله بن حنظلة بن عامر الغسيل. نعم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يؤمر بالوضوء لكل صلاة طاهرا او غير طاهر. فلما شق ذلك على رسول الله صلى الله عليه وسلم امر بالسواك عند كل صلاة ووضع عنه الوضوء الا من حدث واخرجه الحاكم في وقال حديث على شرط مسلم ولم يخرجاه. هذا الحديث دليل ثان غير حديث عائشة الذي تقدم ضعفه. حديث تعبد الله بن حنظلة بن عامر. وفيه صراحة دليل على وجوب السواك. اين هو؟ قال كان يأمر بالوضوء لكل صلاة طاهرا او غير طاهر فلما شق ذلك امر بالسواك عند كل صلاة ووضع عنه الوضوء الا من حدث. الحديث عند الامام الحاكم وقال على شرط مسلم ولم يخرجاه يعني البخاري ومسلم وعدم تخريجهما للحديث لان في سنده محمد بن اسحاق وهو ليس من رواة الصحيحين ومصنف في عداد المدلسين وقد عنعن في روايته هذا الحديث فلذلك لا يرقى ان يكون على شرط الشيخين وللحديث شاهد من طريق اخر في اثبات رواية الحديث عن حنظلة عن عبد الله ابن حنظلة ابن عامر رضي الله عنهم. فصار الحديث هذا من جملة ما استدل به القائلون على وجوب السواك في حق رسول الله صلى الله عليه وسلم. وفي الاحاديث ابواب وفي في الباب احاديث اخر تدل على ما سوى ذلك وهو ان الحديث لا يرقى الى الوجوب. وان كانت ليست الدلالة فيه صريحة من ذلك ما اخرج البليهقي من حديث ام رضي الله عنها قالت قال النبي صلى الله عليه وسلم ما زال جبريل يوصيني بالسواك حتى خشيت على اضراسي. يعني شدة العناية به وعن البخاري قال هذا حديث حسن كما اخرج البيهقي. وايضا روى البيهقي من حديث المطلب بن عبدالله بن حنطب عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لقد لزمت السواك حتى تخوفت ان يدردني ومعنى يدردني يذهب باسناني كما يقول ائمة اللغة. ومنه يسمى الرجل دريدا اذا سقطت اسنانه. لكن رواية المضطربة ابن عبدالله ابن حنطة عن عائشة فيها ما قال الحديث مجموعها لا يقوى على القول بوجوب السواك في حق رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. ومن هنا جاء القول الاخر انه ليس من الواجبات بل هو من المستحبات كما روى حديث واثلة بن اسقع الاتي. نعم ومن اصحابنا من حكى وجها في حقه كما في حق الامة قلت واستدل بحديث واثلة بن الاصقع رضي الله عنه. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم امرت بالسواك خشيت ان يكتب علي. هذا صريح بانه لم يكتب حتى خشيت ان يكتب يعني لم يعد مكتوبا ولم يفرض عليه صلى الله عليه وسلم. نعم رواه الامام احمد في مسنده والطبراني في اكبر معاجمه من طريقين مدارهما على ليث وروى ابن وروى ابن ماجة من حديث ابي امامة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال تسوكوا فان السواك مطهرة فمي مرضاة للرب. ما جاءني جبريل الا اوصاني بالسواك. حتى خشيت ان يفرض علي وعلى امتي ولولا خشيت على امتي لفرضته عليهم. واني لاستاك حتى اني خشيت ان تدردر مقادم مقادم فمي تدردر يعني تسقط اسنان مقادم الفم. قال وفي سنده منت كلم فيه. والمقصود به بعض رواة الحديث عند ابن ماجة في سننه وهم عدة قال الهيثمي في الزوائد اسناده ضعيف فيه عثمان بن ابي عاتكة الازدي عن علي ابن يزيد الالهاني وقد ضعفوه وعدد من رواة السند لا تقبل روايتهم. وفي هذا الواجب تنبيهات ياتي المصنف عليها نجعلها في مجلس ليلة الجمعة المقبلة ان شاء الله تعالى وفقنا الله واياكم للعلم النافع والعمل الصالح. ورزقنا واياكم حسن التأسي بهدي المصطفى صلى الله عليه وسلم اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما يا رب العالمين. ونسألك اللهم لنا ولامة الاسلام جميعا من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ومن كل بلاء عافية يا ارحم الراحمين. ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار نار وصلي يا ربي وسلم وبارك على عبدك الهادي ورسولك نبينا محمد وعلى اله وصحبه صلاة وسلاما تبلغنا بها اعلى الدرجات واسنى المقامات صلاة وسلاما تكفر بها عنا السيئات وتفرج عنا الكربات وترفع بها اعلى جنان في اعلى جناننا في الدرجات يا ذا الجلال والاكرام. واخر دعوانا ان الحمدلله رب العالمين