ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله. صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا. اما بعد فلا يزال مجلسنا متصلا بشرح الاسماء الحسنى التي اوردها الشيخ ابن سعدي رحمه الله في تفسيره وهذا مجلس من مجالس الذكر والخير التي هي غنيمة للمؤمن ينبغي عليه اذا وجدها ان يحرص عليها لا سيما في هذا الشهر العظيم شهر الخير والرحمة والبركة واسأل الله عز وجل ان يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح والاخلاص في القول والعمل. المسلمين قال شيخنا سعدي رحمه الله الله تعالى في شرحه لاسماء الله الحسنى الله هو المألوه المعبود بالالوهية والعبودية على خلقه اجمعين لما فبه من صفات الالوهية التي هي صفات الكمال. هذا الاسم الثاني من اسماء الله تعالى التي اوردها الشيخ رحمه الله هذا الاسم الجليل العظيم الذي هو اعظم الاسماء واشرف الاسماء واحسن الاسماء بل هو الاسم الاعظم لله عز وجل في قول طائفة من اهل العلم هذا الاسم العظيم علم على الذات العلية وما تجاسر احد من الخلق قط ان يتسمى بهذا الاسم وهذا الاسم العظيم هو الجامع لجميع نعوت الجلال والجمال وصفات الفعل والقدرة والحمد والاحسان فهو واجمع الاسماء لي صفات الله تبارك وتعالى. ولاجل هذا كانت بقية الاسماء تضاف اليه ولا يضاف اليها فيقال الله الرحمن والله الرحيم والله الملك والله القدوس هو الله الذي لا اله الا هو الملك القدوس سلام المؤمن المهيمن الى اخر ما جاء في اخر الحشر. ولا يقال العكس. لا يقال الرحمن هو الله. انما يقال الله هو الرحمن وهذا مطرد في نصوص الكتاب والسنة. قد يقول قائل وماذا تقول فيما جاء في اول سورة إبراهيم الى صراط العزيز الحميد الله الذي له ما في السماوات وما في الأرض فإن اسم الجلالة ها هنا جاء مجرورا فهل جاء صفة العزيز الحميد؟ والجواب عن هذا من وجهين. اولا ان من القراء من قرأ برفع اسم الجلالة كنافع وابي جعفر وغيرهما وهذا الرفع اما على انه مبتدأ اسم الجلالة مبتدأ وما بعده خبر او على انه خبر لمبتدأ محذوف هو الله والوجه الثاني ان يقال ان الجر وهي قراءة الجمهور يمكن ان توجه بتوجيهين. التوجيه الاول ان الجر ها هنا انما جاء من باب تأخير الموصوف عن الصفة. وهذا وان كان خلاف الاصل الا انه يقع ويجري في كلام العرب فانك تقول مثلا مررت بالكريم محمد وان كان الاصل مررت الكريم لكن هذا استعمال صحيح وله شواهد لغوية او يقال وهو التوجيه الثاني ان الجر ها هنا كان على البدنية فاسم الجلالة الله في هذه الاية انما كان بدلا لا صفة. المقصود ان هذا الاسم العظيم هو واعظم الاسماء وهو الذي يدل على جميع الاسماء والصفات بانواع الدلالات الثلاث دلالة المطابقة تضمن واللزوم. واختلف اهل العلم في هذا الاسم الجليل هل هو مشتق او غير مشتق واذا كان مشتقا فمن اي شيء اشتق في مبحث طويل خلاصته ان الراجح ان هذا الاسم العظيم اسم مشتق وان الله الاصل فيه الاله ثم حذفت الهمزة لكثرة الاستعمال. فقيل الله هذا هو الذي رجحه جماعة كبيرة من اهل العلم المحققين. والاله فعال بمعنى مفعول بمعنى مألوه ومألوه بمعنى معبود وعليه فان اسم الجلالة الله بمعنى المعبود وذلك ان العرب لا تعرف في لغتها اله يأله الا بمعنى عبد يعبد. واذا قيل ان ثمة معان اخرى فهي عند التحقيق راجعة الى هذا المعنى. اذا الله تعني المعبود. فهو المعبود وحده لا له وكل ما عبد سواه فان عبادته عبادة باطلة. فالله عز وجل هو الحق وما سواه فباطل ذلك بان الله هو الحق وانما يدعون من دونه هو الباطل. ومن امن بهذا الاسم العظيم امن بان الله هو هذا الاسم العظيم فان ايمانه بهذا الاسم يقتضي منه ان يكون الله عز وجل معبوده لا شريك له ولا يتوجه باي نوع من انواع العبادة الا اليه تبارك وتعالى. ومتى اختل عنده هذا الامر فان ايمانه بهذا الاسم العظيم لا شك انه ايمان مختل او ايمان مقدوح فيه او ايمان منتقد. كما ان ايمان المؤمن بهذا الاسم العظيم يقتضي ان يؤمن ان له جميع ان له جميع الاسماء والصفات الحسنى. لانه كما ذكرت الله بمعنى المألوف ولم يكن الله عز وجل هو الاله الحق الا لان له جميع انواع الكمالات باطلاقها فما من كمال الا ولله تبارك وتعالى الغاية فيه. وما سواه فانه عبد بوب مخلوق لهذا العظيم تبارك وتعالى. فهذا بعض ما يقتضيه الايمان بهذا الاسم العظيم الله نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله الملك المالك الذي له الملك فهو الموصوف بصفة الملك وهي صفة وهي صفات المقاومة والكبرياء والقهر والتدبير. الذي له التصرف المطلق في الخلق والامر والجزاء. وله جميع العالم العلوي والسفلي. كلهم ومماليك ومضطرون اليه. ذكر رحمه الله ها هنا اسمين الملك والمالك. وهذان اسمان عظيم الشريفان تسمى الله تبارك وتعالى بهما فهو سبحانه الملك وهو سبحانه المالك وهو كذلك وقد جاء هذا في كتاب الله عز وجل في مقعد صدق عند مليك مقتدر. المالك من الملك فالمالك هو الذي يحتوي الشيء ويتصرف فيه بانواع التصرفات. ويكون مستبدا فيه انت تملك هذا الشيء. تملك القلم وتملك السيارة وتملك البيت. بمعنى انك تحتويه وينفذ تصرفه تصرفك فيه بيعا وشراء وهبة وما الى ذلك. اما الملك فمن له الملك يعني السلطان فاز الامر فهذا هو الملك. والله عز وجل هو المالك وهو الملك. فالله عز وجل هو المالك لكل شيء. لله ما في السماوات وما في الارض. كل شيء فهو ملك لله تبارك وتعالى يتصرف فيه كيف يشاء. وملك العباد انما هو استخلاف من الله عز وجل. مما جعل مستخلفين فيه فليس ثمة ملك مطلق حقيقي الا لله تبارك وتعالى. اما العبد فان ملكه ملك نسبي وناقص ومحكوم ايضا. ملك نسبي فهو يملك شيئا قليلا مهما كان غنيا ومهما كثر ما يملكه فانه في الحقيقة ليس بشيء. امام بقية الاشياء ثم هو ملك ناقص تصرفه فيه تصرف ناقص محكوم بامر الله تعالى الشرعي ومحكوم بامر الله تعالى القدري فهو لا يستطيع ان يتصرف فيه الا في ضوء ما جاء في الشريعة بيعا وشراء هبة وما الى ذلك. هذا ان كان مسلما قائما بحدود الله عز وجل. كذلك هو لا يتصرف فيه الا بامر الله عز وجل القدري. فالله عز وجل هو الذي يعطي. والله عز وجل هو الذي يمنع والله عز وجل هو الذي يسلب ثم ان هذا الانسان لم يكن مالكا شيئا. ثمان الله عز وجل اعطاه اياه. ثم انه اذا مات فقد ملك كل شيء. وانتقلت الاشياء الى غيره. اما الله عز وجل فان ملكه كامل وان ملكه مطلق وان ملكه عام وان ملكه دائم تبارك وتعالى كل شيء فهو ملك له عز وجل. بل هو مالك الملك سبحانه وتعالى. حتى انه الملوك ومماليك يملك الملك يملك الملوك ومماليكها وممالكها فكل شيء مملوك لله تبارك وتعالى تعالى هو الذي يتصرف فيه كيف يشاء. كما انه تبارك وتعالى هو الملك الذي له الملك الحق سبحانه وقد يكون لبعض العباد ملك بحسب ما هم عليه. ولكنه ايضا ملك ناقص محكوم بامر الله الشرعي ومحكوم بامر الله القدري. اما ملك الله عز وجل فانه ملك مطلق فهو والذي له السلطان وهو الذي له نفوذ الامر. وهو الذي يدبر كل شيء تبارك وتعالى. حتى الملوك بل هو الذي اعطى الملوك الملك وهو الذي ينزع ذلك اذا شاء. قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء يظهر هذا الملك ويتجلى جليا يوم القيامة. ولذا قال تبارك وتعالى الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين ملك يوم الدين على القراءة الاخرى وانما ذكر في هذه الاية ان الله تبارك وتعالى هو ملك يوم الدين مع انه ملك الدنيا وملك الاخرة وملك كل شيء وذلك لانه يتجلى ملكه تبارك وتعالى يوم القيامة. فلا يصبح لاحد ملك البتة. ثبت في الصحيحين من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله يطوي السماء ويقبض الارض بيمينه ويقول انا الملك اين ملوك الارض يوم القيامة؟ يتجرد كل ملك عن ملكه ولا يبقى ملك الا الملك الواحد القهار تبارك وتعالى وايماننا بهذين الاسمين العظيمين يقتضي منا خوفا ورجاء معا. اما الخوف فهو ولاعتقادنا بان الله عز وجل هو المالك الملك في الدنيا والاخرة. وهو الذي يتصرف بما يشاء وهو الذي يعطي ويمنع وهو الذي يرفع ويخفض وهو الذي يعز ويذل تبارك وتعالى. اذا الله عز وجل له الملك له الملكوت وله الجبروت وهذه صفات تقتضي الخوف والوجل من هذا العظيم الملك الجبار تبارك وتعالى. كما انها تقتضي الرجاء في الله عز وجل. وتقتضي حسن الظن به سبحانه وتعالى. وتقتضي تفويض الامور اليه جل وعلا وحسن التوكل عليه. فاذا نزلت نازلة بالعبد فانه يفوض الامر الى الله. ويتوكل عليه ويبث شكواه اليه ويبشر بان ربه تبارك وتعالى قادر على كل شيء. قادر على ان يزيل هذا الكرب في طرفة عين لم؟ لان له الملك ولان له الملك تبارك وتعالى. ولا احد يغالب الله عز وجل. لا احد يمانع الله عز وجل وهل يمكن ان يكون هذا؟ والله عز وجل له الجبروت والملكوت والعظمة سبحانه وتعالى لا يمكن ان يكون هذا البتة. اذا هذا الايمان يقتضي من العبد ان يكون راجيا في الله تبارك وتعالى. محسنا ظن به سبحانه مسلما لقظائه راظيا بقدره. وهذا يكسبه انواعا من الايمان في نفسه. فهذه لا ينبغي ان تفوت على ذهنك يا ايها المسلم. وبالتالي فانه يخرج من قلبك ان حققت هذا كل تعلق بغير الله سبحانه وتعالى. بل يكون تعلقك بالله سبحانه وتعالى. فانت تستغني بالغني عز عز وجل عن كل ما سواه. لا تعلق قلبك الا الا بمن بيده ملكوت كل شيء. ومن له ما في السماوات وما في الارض ولا ولا ينصرف قلبك رغبة او رهبة او رجاء في غيره سبحانه وتعالى. لا تلتفت الى الناس ولا تسألهم وهذا الذي ربى الاسلام اهله عليه. هذا النبي صلى الله عليه وسلم اخذ بل عهد على جماعة من اصحابه رضي الله عنهم الا يسألوا الناس شيئا استغناء بالملك تبارك وتعالى عن المملوكين فان احدهم كان يكون على بعيره فيسقط سوطه فلا يسأل احدا ممن حوله ان يعطيه اياه. بل ينزل ويأخذه بنفسه لما؟ لانه لا يسأل الناس شيئا. يستغني بالله عن كل احد. حتى ولو كان شيئا يسيرا كهذا الامر اليسير الاستغناء بالله الملك ثمرة من ثمرات الايمان بانه سبحانه مالك الملك جل وعلا. احسن الله اليكم قال رحمه الله الواحد الاحد وهو الذي توحد بجميع الكمالات بحيث لا يشاركه فيها مشارك. ويجب على العبيد توحيده عقدا وقولا عمل بان يعترفوا بكماله المطلق وتفرده بالوحدانية ويفردوه بانواع العبادة. الواحد الاحد اسمان لله تبارك وتعالى. والاحد ابلغ من الواحد وكلاهما ثابت في الكتاب والسنة. اما الواحد فجاء في عدة مواضع في القرآن هو الله الواحد القهار. اما الاحد فما جاء الا في موضع واحد في سورة الاخلاص قل هو الله احد وكلا هذين الاسمين يدلان على ثبوت الوحدانية لله عز وجل. وانتبه. الوحدانية مفسرة عند علماء اهل السنة بانه سبحانه الواحد في ذاته فلا نظير له. والواحد في صفاته فلا مثيل له. والواحد في عبادته فلا شريك له. هذا هو التفسير الصحيح لوحدانية الله تبارك وتعالى وانتبه فلعلك تقرأ في تفسير هذا الاسم وفي تفسير هذه الصفة ما قد يتذرع به بعض اهل البدع لنفي صفات الله تبارك وتعالى. اذ يدخلون في تفسير هذا الاسم ما يصل به الى نفي صفات الله تبارك وتعالى وهذا مبحث له موضع اخر من حيث شرحه. المقصود ان وحدانية الله تبارك الا ترجعوا الى هذه الامور الثلاثة. الله عز وجل له الاحدية في ذاته. فلا نظير له ولا كفؤ له ولا اه شبيه له تبارك وتعالى. بل هو الواحد سبحانه وتعالى. ليس كمثله شيء. ولم يكن له كفوا احد؟ هل تعلم له سمية؟ وهو كذلك الواحد في صفاته. فلا مثيل ولا شبيه له عز وجل. صفات الله شيء اختص الله عز وجل به ومن وقع في التشبيه فقط فقد فقد وقع في امر عظيم فيه مذموم في جانبيه. تشبيه الله عز وجل بالمخلوق وتشبيه المخلوق بالله سبحانه. احذر فكلا الامرين خطر بل كلاهما كفر بالله عز وجل. قال نعيم بن حماد رحمه الله من شبه الله بخلقه فقد كفر ومن جحد ما وصف به نفسه فقد كفر. وليس فيما وصف الله به نفسه تشويه. اذا تشبيه الله عز وجل بالخلق امره عظيم كما ان تشبيه الخلق بالله عز وجل امر عظيم. وهذا الامر اعني التمثيل والتشبيه في باب صفات الله عز وجل يراد به ان صفات الله عز وجل كصفات المخلوق تماثل صفات المخلوق تشبه صفات المخلوق وهو ومذهب قبيح ضال اهله مبتدعون وهم شذاذ في الامة. هذا المرض مرض التشبيه. وقع في امتي قليلا ولله الحمد والبلاء بالتعطيل اعظم واكثر فشوة وهو عند هؤلاء اعتقاد ان صفات الله الله عز وجل تماثل وتشبه صفات المخلوقين. مع ان الله عز وجل يقول ليس كمثله شيء وهو السميع البصير فهذه الاية تقطع عروق التشبيه من القلب. وكذلك اخواتها من الايات التي تدل على هذا المعنى العظيم. هل تعلم له سمية ولم يكن له كفوا احد. افمن يخلق كمن لا يخلق؟ اذا كل ذلك يدل على ان الله سبحانه متفرج بما له من صفات الجلال ونعوت الجمال تبارك وتعالى. اما الامر الثالث في وحدانية الله عز وجل فهو وحدانيته تبارك وتعالى في عبادته. فالعبادة حق خالص لله تبارك وتعالى. لا يجوز بحال ان يشارك الله عز وجل فيه احد. فمن وقع في ذلك لم يكن مؤمنا بانه الواحد الاحد. من دعا غير الله او سجد لغير الله او احب غير الله كحب الله او نذر لغير الله او تبارك تبركا شركيا يصل بالعبد الى كفر بالله سبحانه او غير ذلك من انواع العبادة والتعلق والقصد فانه يكون قد وقع في حفرة عظيمة من حفر نيران عافاني الله واياكم من ذلك. حذاري من ذلك يا ايها المسلم الجنة شأنها عظيم. الجنة غالية و لا يمكن ان تصل اليها الا بالايمان بالله وحده. اما من اشرك مع الله سبحانه فانه ايس من رحمة الله. لا يمكن ان قلها الجنة وقد اشرك بالله ولم يتب من هذا الشرك. لا يدخل الجنة الا نفس مؤمنة واعظم الايمان توحيد الله سبحانه وتعالى. حذاري من ان يزين لك الشيطان. او ان يلبس عليك او ان يشبه عليك شياطين الانس لك الشرك في سورة تعظيم الاولياء ومحبة الانبياء التوسل وما الى ذلك. والله ان هذا لمن زخارف الشيطان التي يزين بها على السنة اوليائه للجهال حتى يقعوا في هذا المهي خطير احذر يا عبد الله من الشرك بالله فان هذا الامر خطره عظيم وفي اخر الزمان تكثر الفتنة في امر التوحيد. وقد اخبر صلى الله عليه وسلم كما في الصحيح لا تقوم الساعة حتى تلحق فئام من امتي بالمشركين اخبر صلى الله عليه وسلم انه لا تقوم الساعة حتى تعبد اللات والعزى. اخبر النبي صلى الله عليه وسلم انها لا تقوم الساعة حتى تضطرب اليات نساء دوس عند ذي الخلصة يطوفون ويتعبدون له عياذا بالله من ذلك. اذا الشرك شأنه خطير وهو امر ليس بالمستحيل. بعض الناس اذا تكلم المتكلم عن الشرك وخطره يظن ان القظية قظية خيالية او قضية يعني مستحيلة لا يمكن ان تقع او لا يمكن ان يقع فيها الانسان. احذر يا عبد الله الامر ليس كذلك. وقد علمنا في درس ماض خطورة الشرك وانه كلما عظم توحيدك وايمانك عظم خوفك من الشرك بالله عز وجل. هذا ابراهيم الخليل عليه السلام وهو امام الحنفاء وابو الانبياء وخليل الرحمن ومع ذلك يقول واجنبني وبني ان نعبد الاصنام يخاف على نفسه. قال ابراهيم التيمي رحمه الله ومن يأمن البلاء بعد ابراهيم. اذا هذا الامر ينبغي الحذر منه والحذر من اهله فما اكثر من يزين ذلك. اليوم من الناس من يشرك بالله عز وجل في وحدانيته في العبادة شركا ما وصل اليه المشركون الاولون المشركون الاولون الذين كفرهم الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وجاهدهم النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه والله ما وصلوا الى بعض ما وصل اليه المشركون المتأخرون في هذا الزمان المتأخر. المشركون الاولون كان يقول احدهم لبيك لا شريك لك الا شريكا هو لك تملكه وما ملك يشرك بالله؟ نعم ولكن معبوده معبود صغير لا قيمة له امام الله العظيم. ولذلك الله يملكه وما ملك اين هذا من شرك المتأخرين؟ الم تسمع الى ما؟ قال قائلهم اني اتيتك يا ابا الفتيان في خطب اهاج القلب من حسراته ما لي سواك هو يخاطب الان معبوده في قبره. يقول ما لي سواك ارومه في كشفه او ارتجي ان ضقت من وثباته عار عليك اذا تردوا اذا ترد خويدما قصر الفؤاد عليك في حاجاته. فؤاده كله مقصور الى معبوده الذي على الذي في قبره ما عرف الله عز وجل. ولا توجه لله عز وجل. ما لي سواك ارومه في كشفه. هذا الخطب وهذه النازلة وهذه المصيبة التي نزلت به لا يعرف احدا يكشفها الا سيده ووليه المقبور في قبره. اما الله عز وجل عنده فلا قدر له نسأل الله السلامة والعافية. بالله اين شرك الاولين من هذا الشرك؟ او ذاك القائل الذي كان يخاطب النبي صلى الله عليه وسلم في قصيدة مشهورة يقول فيها ما جئت بابك مادحا بل داعيا ومن المديح تضرع ودعاء ادعوك عن قوم الضعاف فتنة في مثلها يلقى عليك رجاؤه. الرجاء في كشف هذه الكرب عن هذه الامة. انما يلقى على النبي صلى الله عليه وسلم وليس الى الله الذي لا يكشف الكرب سواه سبحانه وتعالى. هذا امر عظيم يا اخواني. وشرك بل بل هذا شر وبيل وقع فيه المتأخرون عافاني الله واياكم ولا ينجوا من هذا الا من جرد توحيده وعظم تفريده لله سبحانه وتعالى فالله الله بحسن التأمل لهذين الاسمين العظيمين. الله هو الاحد والله هو الواحد. اذا لا يمكن ان يعبد وقال الله لا تتخذوا الهين اثنين انما هو اله واحد. الله عز وجل هو الاله الواحد الذي يقصد بجميع انواع العبادة. نعم. احسن الله اليكم. قال رحمه الله الصمد وهو الذي تقصده الخلائق كلها في جميعه حاجاتها وضروراتها واحوالها لما له من الكمال المطلق في ذاته واسمائه وصفاته وافعاله. من حسن ترتيب الاسماء عند الشيخ رحمه الله انه ذكر اسم الصمد بعد اسم الاحد واسم ايضا وهذا جاء على نسق ما جاء في سورة الاخلاص قل هو الله احد الله الصمد. هذا الاسم العظيم لله عز وجل اختلف العلماء في تفسيره الى عدة معان وكلها حق وكلها صحيحة في حق الله تبارك وتعالى. اما الاول فهو الذي تقصده الخلائق وتصمد اليه الخلائق في حاجاتها. وهو الاله السيد الصمد الذي غمدت اليه الخلق بالاذعان. فالله عز وجل هو المقصود الذي تصمد اليه الخلائق. تقصده الخلائق في حاجات تبارك وتعالى وهذا المعنى صحيح. فالعباد كلهم اولهم واخرهم وانسهم وجنهم وملائكتهم وجميع ذرات الارض انما تقصد في حاجاتها وترجو في حاجاتها الله الصمد سبحانه وتعالى. المعنى الثاني ان الصمد هو السيد الذي كمل في سؤدده. يعني الذي بلغ كمال السيادة والذي له غاية العظمة سبحانه وتعالى. فله من كل كمال اعلاه واحسنه. هو الغني الذي كمل في غناه والعظيم الذي كمل في عظمته والملك الذي كمل في ملكه الى غير ذلك من صفاته سبحانه وتعالى. وهذا انا ايظا حق وهذا المعنى هو السبب الذي لاجله تصمد اليه الخلائق في حاجاتها. فالعلاقة بين المعنيين الاول والثاني علاقة واضحة لا اشكال فيها. المعنى الثالث ان الصمد هو الذي لا يدخل فيه شيء ولا يخرج منه شيء. وهذا المعنى حق ويدل عليه ما جاء في هذه السورة بعد اسمه الصمد. ولذا يقول بعض اهل العلم تفسير الصمد ما بعده. قال سبحانه قل هو الله احد الله الصمد. لم يلد ولم يولد. نعم الله عز وجل لم يلد ولم يولد فلم ينفصل سبحانه وتعالى عن غيره ويخرج عن غيره فلم تبارك وتعالى كما انه لم ينفصل منه شيء فلم يلد هو تبارك وتعالى. فالله سبحانه لا ولد له ولا والد له جل وعلا وهذا المعنى ايضا صحيح. المعنى الثالث ان الصمد هو الذي لا يأكل ولا يشرب ان تأملت ايضا راجع الى المعنى السابق. والله عز وجل هو الذي يطعم ولا يطعم. وذلك ان الاكل والشرب دليل على الحاجة والفقر. والله عز وجل هو الغني من جميع الوجوه سبحانه وتعالى استدل الله عز وجل على عدم صحة الهية وربوبية عيسى عليه السلام وامه بانه ما كان فلان الطعام. قال سبحانه كانا يأكلان الطعام. هذه حجة كافية في رد الوهية عيسى وامه عليهما الصلاة والسلام. يكفي فقط ان تعلم انه ما كان يأكلان الطعام. اذا ليسا ربيه وليس الهي الهين. لما؟ لان من يأكل ويشرب فانه محتاج. فانه لا يستغني عن عن غيره. اما الله عز وجل فلا حاجة به الى احد الله عز وجل هو الغني والكل محتاج اليه سبحانه وتعالى. وقال بعض اهل العلم وهو المعنى الرابع ان الصمد هو الذي لا جوفاء له وهذا راجع الى المعاني السابقة فهو الذي لا يدخل فيه شيء ولا يخرج منه شيء وهو الذي لا يأكل ولا يشرب سبحانه وتعالى. المقصود ان هذا الاسم يدور كل ما قيل في معناه على معنى الغنى المطلق له تبارك وتعالى عن كل شيء وعلى فقر كل شيء اليه سبحانه وتعالى. فالله غني عن كل شيء وكل شيء فقير اليه سبحانه وتعالى. مما نستفيده من ايماننا او من معرفتنا بهذا المعنى وايماننا به ان نوقن بان الله تبارك وتعالى هو الغني. ولذا كلما كنت الى الله اقرب كنت به اغنى. وعن غيره ولذا ينبغي ان تستحضر هذا المعنى. انت عبد للصمد تبارك وتعالى. فاستغني به عن كل ما سواه. ايضا اذا كنت تؤمن بان الله عز وجل هو الصمد فلا تفزع في حاجاتك يا عبد الله الى غيره سبحان الله تؤمن بان الله الصمد تؤمن بان الله هو الصمد. وتتلو هذه الاية ليل نهار ثم بعد ذلك ترجو غيره تلجأ في حاجتك الى سواه وتهتف عند النوازل باسم غيره من الاولياء انبياء والجن والملائكة بل والشجر والحجر. يا الله العجب! اين ايمانك بان الله هو الصمد؟ لو كنت مؤمنا حقا بان الله ها هو الصمد فانك لا يمكن البتة ان ترجع في حاجاتك الى غير الله عز وجل. المؤمن الصادق يلتفت قلبه الى الله فحسب. فهو الذي يقصده في تنفيس الكروب. وفي تفريج الهموم. لان الله عز وجل في ايمانه وفي معتقده هو الصمد تبارك وتعالى. فهذه المعاني ينبغي عليك يا عبد الله ان تستحضرها وانت تتلو هذه السورة العظيمة فان هذه السورة العظيمة جديرة بان تكون ثلث القرآن. الله الصمد قل هو الله او احد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد. لعل هذا القدر فيه كفاية ونتمم بعون الله عز وجل شرح الاسماء الحسنى في اه الاسبوع القادم في يومين الاثنين والثلاثاء بعون الله وتيسيره وتوفيقه والله تعالى وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان. هذا سائل يقول كيف نجمع بين محاجة ادم عليه السلام لموسى عليه السلام كما ورد في الحديث مع انه حاجه بالقدر وهذا خلاف عقيدة اهل السنة السنة والجماعة. الصواب بارك الله فيكم ان ادم عليه السلام انما احتج امر قدره الله سبحانه وتعالى فالله عز وجل يحتج بقدره على المصائب لا على المعائب. انتبه لهذا الفرق. هذه قاعدة مهمة انتبه لها القدر يحتج به فيحتج به في المصائب لا في المعائب. ادم عليه السلام احتج على موسى وكانت الحجة معه حج ادم موسى لكونه احتج بالقدر على المصيبة وهي الاخراج له ولذريته من بعده من الجنة. اما المعصية فانه لم يحتج بالقدر عليها وهو ارفع قدرا من ذلك عليه الصلاة والسلام فاذا اذا وقعت مصيبة فان من الامر السائغ بل من الامر المشروع ان يراجع الانسان ايمانه بالقدر وان يذكر نفسه ايمانه بالقدر وان هذا قدر الله عز وجل يقول هذا قدر الله وما شاء فعل اما المعصية فانه لا يحتج عليها بالقدر لان هذه المعصية انما وقعت منك بارادة منك فانت الذي شئتها وانت الذي عملتها ولذا فانك اذا عوقبت فانك تعاقب جزاء على عملك. هل تجزون الا بما كنتم تعملون. فالقدر لا محل للاحتجاج به في المعائب يعني في الذنوب والمعاصي. والله على اعلم. آآ كلامنا عن اسمي الواحد والاحد واحد. يعني كلاهما يدل على صفة الوحدانية لله تبارك وتعالى ولكن اسم الله الاحد ابلغ. ولذا فانه لا يذكرون. او لا يطلق في مقام الافراد والاثبات يعني ليس على سبيل الاضافة وفي مقام الاثبات ليس في مقام آآ النفي وما يجري مجراه لا يطلق الا على الله تبارك وتعالى. فلا يقال عن شيء انه احد الا الله سبحانه وتعالى. فتقول الله احد ولا يجوز ان تقول ان فلانا احد تقول فلان واحد وهذا رجل واحد ولا تقول احد اما في حال الاظافة او في حال النفي تقول لا احد في الدار فان هذا المقصود ان كلا الاسمين آآ يدلان على وحدانية الله عز وجل واحدهما ابلغ في الدلالة من الاخر ولاهل العلم كلام طويل وفروق عدة اوصلها بعضهم الى سبعة بين اسمه سبحانه الواحد واسمه احد قل ما هي الفائدة الايمانية من الايمان باسم الله الملك والمالك الواحد والصمد؟ هذه كلها آآ مضى الحديث فيها هذا اخ يقول ما تنصح الزائرين للمسجد النبوي في هذا الشهر العظيم؟ انصح نفسي اولا ثم اخواني ثانيا ان يعرفوا اولا قدر هذا المكان العظيم الذي يسر الله عز وجل لهم زيارته. هذا هو المسجد النبوي. هذا هو افضل بقعة على وجه الارض بعد المسجد الحرام هذا هو المكان الذي كان فيه النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه يصلون. هذا الذي الصلاة فيه بالف صلاة. هذا الذي اذا جاءه الانسان طالبا للعلم او معلما للخير فهو كالمجاهد في سبيل الله. هذا المكان العظيم محل لتنزل الرحمات والبركات من الله سبحانه وتعالى. فاعرف قدر هذا المكان ثم قم بحقه. اولا الزم الادب فيه وتجنب الطيش وتجنب اه ما لا يليق من قول او فعل او رفع للصوت فهذا المسجد لا يجوز فيه رفع الصوت الا في العلم. واما ما في سواه فينبغي على الانسان ان يلزم الادب والادب مع النبي صلى الله عليه وسلم رفع الصوت في حضرته ثابت له حيا وميتا ايضا كما يدل عليه حديث عمر رضي الله عنه وهو معلوم. ثم يا اخي عليك ان جدة وتجتهد في طاعة الله عز وجل في هذا المكان. والله ان الانسان ليعجب من شخص قدم الى هذا المسجد من مكان بعيد. ثم انه يفرط في الاعمال ثم انه يفرط في الاعمال الصالحة فيه. يا عجبا عن شخص يسأل عن الصلاة في الفندق الذي هو بجوار المسجد ولا يصلي في المسجد يقول هل يجوز ان اصلي في الفندق؟ ولا انزل الى المسجد؟ سبحان الله. انت جئت من اخر الدنيا يجب ان تصلي في الفندق؟ او تجده لا يبالي بصلاة قيام الليل في رمضان في هذا المسجد يضيع على نفسه هذا الفضل العظيم. فمن قام رمظان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من فكيف اذا كان في هذا المجمع العظيم وفي هذا المسجد المبارك؟ الله الله بالجد والاجتهاد وقلة الكلام فيما لا ينفع وتضييع الاوقات. بعض الاخوة وفقني الله واياهم. اذا دخلوا هذا المسجد كأنما دخلوا الى متحف. تجدهم ينشغلون بالتصوير واما يصور نفسه او يصور غيره ويلتقط الصور من هنا وهناك وهذا امر في الحقيقة فيه ما فيه من الحكم الشرعي المعلوم وفيه ايضا من تضييع الوقت وسوء الادب ايضا في هذا المسجد ما لا يخفى. علينا يا اخواني ان نراعي مكانة وقدر هذا العظيم ونجتهد في الطاعة ويكون وقتنا فيه منوعا بين ذكر وتلاوة للقرآن وصلاة وغير ذلك مما شرع لنا العبادة لله سبحانه وتعالى فيه. اسأل الله عز وجل واياكم على اداء الواجبات والسنن. مخلصة وفق هدي النبي النبي صلى الله عليه وسلم كما اسأله جل وعلا ان يعيننا على اقتناص الاوقات فيما ينفع وفيما يقربنا الى الله عز وجل والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه