ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا. من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم كثيرا اما بعد فنستأنف بعون الله عز وجل شرح درسنا في اسماء الله سبحانه وتعالى من المجموع الذي اودعه الشيخ ابن سعدي رحمه الله في تفسيره. نعم. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لشيخنا والحاضرين وجميع المسلمين. قال الشيخ عبدالرحمن بن ناصر رحمه الله تعالى في تفسير اسماء الحسنى العليم الخبير وهو الذي احاط علمه بالظواهر والبواطن والاسرار والاعلان وبالواجبات والمستحيلات والممكنات وبالعالم العلوي والسفلي وبالماضي والحاضر والمستقبل فلا يخفى عليه شيء من الاشياء. ذكر المؤلف رحمه الله اسميه الجليلين سبحانه العليم والخبير. اما اسمه تعالى العليم فهو من الاسماء العظيمة التي تكررت في كتاب بالله عز وجل كثيرا فقد جاء هذا الاسم في اكثر من مئة وخمسين مرة وهو دال على ثبوت صفة العلم لله جل وعلى كما انه جاء في كتاب الله عالم الغيب وجاء انه علام الغيوب. هذا الاسم الجليل دال على اتصاف الله سبحانه وتعالى الا بصفة العلم والله عز وجل لا شك انه العليم بكل شيء الذي وسع علمه كل شيء ربنا وسعت كل شيء شيء رحمة وعلما. فعلم الله عز وجل علم شامل. يتعلق بكل شيء. وكل هنا عمومه محفوظ لم يخص منه شيء فالله عز وجل علم ما كان وما هو كائن وما سيكون وما لم يكن لو كان كيف يكون من والمستحيلات علم الواجب وعلم الممكن وعلم المستحيل. اذا علم الله عز وجل واسع شامل لكل كل شيء علم ما كان في الماضي وليس مضي الشيء وقدمه سببا لجهل الله عز وجل في وقت من الاوقات له بل الله عز وجل علم كل شيء ماض كما انه سبحانه علم ما هو كائن في الحال ويعلم سبحانه ما سيكون في المستقبل سيكون منكم مرضى واخرون يضربون في الارض يبتغون من فضل الله. كما انه سبحانه علم الاشياء التي لم تقع ولن تقع لو وقعت كيف تقع سواء اكانت من الممكنات ام من المستحيلات؟ اما من الممكنات والممكن هو الذي يجوز عقلا وجوده وعدمه. واما المستحيل فهو الذي لا يجوز عقلا وجوده. واما الواجب فانه ما يجب عقلا وجوده وهو الله عز وجل وحده. ولذا فذكر المؤلف رحمه الله كلمة الواجب مجموعة حيث يقال من الواجبات الذي كان ينبغي ان يكون او ان تكون هذه الكلمة مفردة. لان الواجب واحد فقط هو الله تبارك وتعالى هو الذي لا يجوز عقلا الا وجوده تبارك وتعالى. وما سواه فاما ان يكون ممكنا واما ان يكون مستحيلا. المقصود ان التي لم تقع ولن تقع علم الله عز وجل انها لو وقعت كيف سيكون الحال؟ قال جل وعلا لو خرجوا فيكم ما زادوكم الا لا خبالة وكذلك المستحيلات التي لم تقع ولن تقع ويستحيل ان تقع لو قدر وجودها علم الله سبحانه وتعالى لو وقعت كيف تقع؟ قال سبحانه لو كان فيهما الهة الا الله لفسدتا وجود اله حق مع الله هذا امحل المحالات امر يستحيل وجوده البتة ومع ذلك على فرض وقوعه فان الله عز وجل علم ما عليه سيكون الحال فقال لو كان فيهما يعني في السماوات والارض الهة الا الله لفسدتا. اذا علم الله عز وجل علم واسع شامل واسمه تبارك وتعالى العليم. والعلم من اظهر الصفات للرب الاله العظيم سبحانه وتعالى نعم قراءة العليم احسن الله اليكم قال رحمه الله العليم الخبير وهو الذي احاط علمه بالظواهر والبواطن والاسرار والاعلان والمستحيلات والممكنات وبالعالم العلوي والسفلي وبالماضي والحاضر والمستقبل فلا يخفى عليه شيء من الاشياء. كل ذرة علوية او سفلية فان الله عز وجل قد علمها بخصوصها. كل ذرة وما تسقط من ورقة الا يعلمها ولا حبة في ظلمات الارض ولا رطب ولا يابس الا في كتاب مبين. يعني زاد سبحانه على انه علمها انه قد كتب كل ذلك في اللوح محفوظ كل شيء يقع في هذا الكون فالله يعلمه. حتى ورقة الشجر اذا سقطت علمها الله سبحانه وتعالى بعينها. ومتى سقطت والى اين ذهبت؟ بل الحبة والحبة تشمل كل حبة سواء اكانت حبة البذر او كانت حبة الرمل ولو كانت في اعماق البحار فانها بعينها معلومة لله تبارك وتعالى قبل وجودها وبعد وجودها. اذا علم الله سبحانه علم شامل لكل شيء. وايماننا الصفة يقتضي منا ان نكون وجلين خائفين. مراقبين للعليم سبحانه. فهو يعلم كل شيء حتى خفاياه الى قلوبنا وحتى ما نسره في انفسنا فانه ظاهر جلي لله تبارك وتعالى. لا يخفى عليه سبحانه وتعالى شيء. فاذا استخفيت عن اعين الناس وتواريت عن علمهم فاعلم انك لا تستخفي على الله تبارك وتعالى. فالله يعلم حالك ويعلم فعالك فتنبه لذلك واستحي من الله عز وجل حق الحياء. اما الاسم الرديف لهذا الاسم في كلام الشيخ فهو الخبير. واسم الله الخبير دال على صفة الخبرة له سبحانه وتعالى. والخبرة قريبة في المعنى من العلم. ولكن هو علم خاص اعني هو العلم الذي تعلق بخبايا الامور وخفاياها. فالعلم بالخفي الصق بصفة الخبرة. صفة علم صفة عامة شاملة لكل لكل علم يتناول كل معلوم. اما الخبرة فهي اخص فهي الصق بالعلم خبايا الامور وخفاياها. اذا علمنا سابقا وهذا مثال لما علمناه ان اسماء الله تبارك وتعالى قد يكون بعضها كالتفصيل لبعض بعضها يكون كالتفصيل لبعض يعني بعضها يكون عاما والاخر يكون خاصا او مفصلا لاسم عام اخر فهذا ما يتعلق باسميه تبارك وتعالى العليم والخبير. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله الحكيم وهو الذي له الحكمة العليا في خلقه وامره الذي الذي له الحكمة العليا في خلقه وامره الذي احسن كل شيء خلقه احسنوا من الله حكما لقوم يوقنون فلا يخلق شيئا عبثا ولا يشرع شيئا سدى. الذي له الحكم في الاولى والاخرة. وله الاحكام الثلاثة لا يشاركه فيها مشارك في حكم بين عباده في شرعه وفي قدره وجزائه. والحكمة وضع الاشياء مواضعها وتنزيلها منازله واسم الله عز وجل الحكيم اسم جليل تكرر في كتاب الله عز وجل ولو تأملت لوجدته مقارنا لاسم اخر والاسماء التي قرن بها اسمه تعالى الحكيم هي العزيز والعليم والخبير ولو قلت لوجدت علما جما في هذا الاقتران بين هذه الاسماء. وهذا امر تمت الاشارة اليه سابقا. المقصود ان الله عز وجل من اسمائه الحكيم. كما ان من اسمائه الحكم كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ان الله هو الحكم واليه الحكم جاءت الدلالة عليه ايضا في قوله تعالى قل اغير الله ابتغي حكما. واسم الله الحكيم دال على ثلاثة معان كلها حق. وقد اشار اليها الشيخ في الكلام الذي سمعناه. اولا ان الحكيم بمعنى لكن فتكون هذه الكلمة على زنة فعيل بمعنى فاعل حكيم بمعنى حاكم. والحاكم من له الحكم والحكم ثلاثة انواع بينها الشيخ رحمه الله اولا الحكم الشرعي فالحكم الشرعي انما يختص بالله تبارك وتعالى لا يشركه فيه احد ولا يجوز لاحد ان يحكم شرعا في دين الله سبحانه او على عباده. قال سبحانه انما كان قول المؤمنين اذا دعوا الى الله ورسوله ليحكم بينهم ان يقولوا سمعنا واطعنا. النوع هو الحكم القدري. ان الله يحكم ما يريد. فالله عز وجل له الحكم القدري في كونه. فهو يأمر وينهى سبحانه وتعالى ويخلق ويفني ويوجد بحسب مشيئته المقترنة بحكمته تبارك وتعالى الله سبحانه له الحكم الكوني. والحكم الثالث هو الحكم الاخروي. وان شئت فقل الحكم الجزائي الذي يكون يوم القيامة فالله يحكم بينكم يوم القيامة. فالله يحكم بينهم يوم القيامة. اذا هذه انواع الحكم المضاف الى الى الله تبارك وتعالى. وكلها مما لا يشركه فيه تبارك وتعالى شيء. ولا شك انها احسن كان عند اهل الايقان قال جل وعلا ومن احسن من الله حكما لقوم يوقنون والحكم هنا يشمل الانواع الثلاثة فاهل الايمان والايقان حكم الله عز وجل عندهم هو احسن ما يكون. وافضل ما يكون ويعتقدون انه لا شيء افضل من حكم الله عز وجل ان حكم الله عز وجل بحكم تعلق بعبادة او بحد او اي مسألة كانت فانهم يعتقدون ان هذا هو الخير. وان هذا هو الكمال وان هذا هو الانفع بالعباد. ان قدر الله عز وجل وحكمك ولو كان هذا الحكم مؤلما كموت لقريب او لحبيب او نزول نازلة او صاعقة او سرقة او وما شاكل ذلك فانهم يعتقدون ان هذا الحكم هو احسن ما يصيبهم. لان الذي حكم به هو العليم الحكيم الرحيم سبحانه وتعالى فهذا احسن شيء يصيبهم. يعلمون ان لله عز وجل في تقدير هذا الامر المؤمن له في ذلك حكمة بالغة ويعوض عليه اجرا عظيما. كما انهم يعتقدون ان الحكم الاخروي له سبحانه وتعالى هو الحكم عادل الذي يوفي فيه سبحانه وتعالى لكل انسان حقه. ولذلك استحق سبحانه وتعالى الحمد من جميع الناس مسلمهم وكافرهم حتى الذين حكم الله عز وجل بتعذيبهم في النار كما قال سبحانه وقيل الحمد لله لله رب العالمين. اذا انقضى موقف الجزاء والحساب فان الكل يحمد الله تبارك وتعالى حتى الكفر الذين ابدت عليهم اه ابد عليهم عذاب النار عافاني الله واياكم. لانه قد تجلى لهم حكمه العادل وتعالى اذا اهل الايمان والايقان لا يتذمرون من احكام الله عز وجل ولا يتسخطونها وانما يعتقدون ان الله تبارك وتعالى احسن ما يكون حكما جل وعلا. الامر الثاني ان معنى الحكيم انه ذو الحكمة الحكيم المتصف بالحكمة البالغة. والحكمة وضع الشيء في موضعه المناسب للغاية ذات المحمودة منه والله جل وعلا له الحكمة في كل ما يخلق وفي كل ما يقدر وفي كل ما يأمر ليست احكامه جل وعلى عبث او لا فائدة منها او لم تكن هناك مصلحة فيها بل لله عز وجل حكمة بالغة كما قال سبحانه حكمة بالغة فالله عز وجل له الحكمة البالغة وادلة ثبوت الحكمة في فعله سبحانه وفي خلقه وفي امره كثيرة جدا حتى ان ابن القيم رحمه الله في كتابه الشفاء العليل اشار الى ان مواضع الحكمة في خلق الله عز عز وجل وامره وقدره لو تتبعها المتتبع لزادت على عشرة الاف موضع ولا يقول ولا اقول هذا مبالغ وهذا بحسب قصور فهمنا وعلمنا اذا لله عز وجل حكمة بالغة في كل شيء ولكن تنبه يا عبد الله الى ان هذه الحكمة قد تظهر وقد لا تظهر. وما يعلمه العباد من حكمة الله عز وجل هو القليل. وان للعباد الذين الذين هم ضعفاء والذين هم عاجزون والذين هم ناقصون انى لهم ان يحيطوا علما بحكمة العظيم سبحانه وتعالى العليم بئر الحكيم جل وعلا كيف يروم هذا الانسان الضعيف ان يحيط علما بحكمة الله تبارك وتعالى؟ بعض الناس يجعل ايمانه متعلقا بظهور الحكمة له. يجعل استجابته لاحكام الله منوطة بظهور الحكمة له. فان ظهرت استجاب والا فانه يرد الحكم عافاني الله واياكم من هذه الحال. وهذا ايمانه على خطر بل الواجب على الانسان ان يؤمن بان الله عز وجل له حكمة بالغة ان ظهرت فالحمد لله وان لم تظهر فانه يعتقد ان لله حكمة ولكن سور علم الانسان الضعيف وقصور عقله حال دون فهمها. وهذا من الامور المهمة جدا فاننا في هذا الزمان مع الاسف في الشديد ربما يقال للانسان يجب عليك ان تفعل كذا او لا يجوز لك ان تفعل كذا فتجد انه يجاوب مباشرة وما حكمة لسان حاله يقول ان ظهرت لي الحكمة سوف استجيب والا فربما اتوقف وهذا ليس هو حال اهل الايمان انما كان قول المؤمنين اذا دعوا الى الله ورسوله ليحكم بينهم ان يقولوا ماذا؟ ننتظر معرفة الحكمة؟ كلا ان يقولوا سمعنا واطعنا هذا هو الايمان وهذه هي ثمرته. استجابة لله وللرسول صلى الله عليه وسلم. يا ايها الذين امنوا استجيبوا لله وللرسول اذا دعاكم لما يحييكم. المعنى الثالث ان الحكيم هو بمعنى المحكم فعيل بمعنى مفعل. من الاحكام فالله عز وجل قد احكم كل شيء تبارك وتعالى. واحكامه سبحانه نوعان احكام لاياته الكونية واحكام لاياته الشرعية اما اياته الكونية فان الله عز وجل قد احسن واتقن واحكم كل شيء خلقه. الله جل وعلا اتقن كل شيء صنعه واحسن كل شيء خلقه. ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت. والله عز وجل ايضا احكم اياته الشرعية فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله اياته يتقنها سبحانه وتعالى فلا يكون للشيطان فيها مدخل. اذا الله عز وجل حكيم بمعنى محكم. هذه المعاني الثلاثة كلها حق وكلها ثابتة في حق الله عز وجل. فالله عز وجل له الحكم وهو ذو الحكمة وهو المحكم اياته كونا وشرعا. والله عز وجل اعلم احسن الله اليكم قال رحمه الله الرحمن الرحيم البر الكريم الجواد الرؤوف الوهاب هذه الاسماء وتتقارب معانيها وتدل كلها على اتصاف الرب بالرحمة والبر والجود والكرم. وعلى سعة رحمته ومواهبه التي عم بها جميع بحسب ما تقتضيه حكمته وخص المؤمن وخص وخص المؤمنين منها بالنصيب الاوفر والحظ الاكمل. قال تعالى ورحمتي ورحمتي وسعت كل شيء فساكتبها للذين يتقون. والنعم والاحسان كله من اثار رحمته وجوده وكرمه وخيرات الدنيا والاخرة كلها من اثار رحمته. سبحانه وتعالى. هذه جملة من اسماء الله عز وجل اوردها الشيخ رحمه الله واحدة لتقارب معانيها. ونأخذها بعون الله عز وجل اسما اسماء. اولا ذكر رحمه الله اسميه تعالى الرحمن والرحيم. وهذان اسمان جليلان عظيمان. من اظهر الاسماء واكثرها ورودا وظهورا في شرع الله عز وجل وفي خلقه والله عز وجل وسعت رحمته كل شيء. ورحمتي وسعت كل شيء. ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما وهذان الاسمان اختلف اهل العلم في الفرق بينهما بعد اتفاقهما على بعد اتفاقهم على انهما يدل على ثبوت صفة الرحمة لله عز وجل. وعلى ان الرحمن ابلغ من الرحيم. وذلك لان صيغة فعلان ابلغ من صيغة فعيل لان صيغة فعلان تدل في اللغة على الامتلاء وعلى السعة. فالرحمن ابلغ من الرحيم. وبهذا نعلم ان بعض اسماء الله عز وجل ابلغ في المعنى من بعض. وكلها بالغة في الحسن غايته. مما قيل في الفرق بين اسميه تعالى الرحمن والرحيم ان الرحمن دال على الرحمة الواسعة الشاملة لكل شيء واما الرحيم فهو اسم دال على صفة الرحمة الخاصة بالمؤمنين. واستدل من قال بهذا القول بقوله تعالى بالمؤمنين رؤوف رحيم والذي يظهر والله تعالى اعلم ان هذا القول فيه نظر وذلك لان الله جل وعلا عم برحمته المتعلقة باسمه الرحيم او المتضمنة باسمه الرحيم في قوله سبحانه وتعالى ان الله وبالناس لرؤوف رحيم. فعم سبحانه الناس جميعا بالرحمة لان الناس كلمة تشمل المسلم والكافر فدل هذا على ان الله عز وجل رحيم بالناس جميعا مسلمهم وكافرهم. والذي اختاره ابن القيم رحمه الله في كتابه بدائع الفوائد ان اسمه الرحمن دال على ان الرحمة وصفه. واما الرحيم فدال على ان ان الرحيم فعله يعني الرحمن دال على ان الله عز وجل متصف بصفة الرحمة. واما الرحيم فدال على الرحمة الواصلة للعباد. وانه يرحم عباده تبارك وتعالى. وهذا الكلام له وجاهة ولا شك اذا ذكر جسمان معا فانه يوجه الحال بما ذكر رحمه الله واما اذا ذكر احد الاسمين على الانفراد فان يشمل المعنى الاخر فهما من الكلمات التي اذا اجتمعت افترقت واذا افترقت اجتمعت. المقصود ان الله جل وعلا تصف بصفة الرحمة ورحمته جل وعلا عامة شملت كل شيء. كل ذرة في الكون قد نالها نصيب من رحمة الله عز وجل كل شيء حتى الكافر حتى الذي جحد الله عز وجل بل حتى الذي انكر وجوده سبحانه فقد ناله من رحمة الله عز وجل نصيب. فانه رحمة الله ما تنفس لولا رحمة الله ما طعم لقمة ولا شرب شربة ولا تحرك خطوة انما كان هذا كله من في الرحيم سبحانه وتعالى. رحمته جل وعلا عامة شاملة لكل شيء. كما استدل المؤلف رحمه الله ورحمتي وسعت كل شيء فساكتبها للذين يتقون. تنبه يا رعاك الله. هذه الاية فيها عموم وخصوص. اما العموم ففي شطرها الاول ورحمتي وسعت كل شيء اي في الدنيا في الدنيا رحمة الله عز وجل وسعت كل شيء. والشطر الثاني فيه الخصوص فساكتبها للذين يتقون. يعني في الاخرة. الرحمة في الاخرة خاصة بالمسلمين باهل التوحيد فقط واما الكفار فاولئك يئسوا من رحمتي. لا ينالهم شيء من رحمة الله البتة. اما من مات من اهل الايمان ولو كان بل لو عذبه الله عز وجل في النار فانه ستناله رحمته تبارك وتعالى. لذا فان الله سبحانه سيتفضل عليه باخراجه من النار اما بشفاعة الشفعاء واما برحمة ارحم الراحمين. قال الله جل وعلا في الحديث فيما رواه نبيه صلى الله عليه وسلم عنه شفعت الملائكة وشفع النبيون وشفع المؤمنون وبقيت رحمة ارحم الراحمين. فيتفضل الله سبحانه وتعالى باخراج من بقي في النار من اهل التوحيد. اذا رحمة الله عز وجل لا شيء اوسع منها وسعت كل شيء تبارك وتعالى تنبه في مسألة الرحمة الى عدة امور اولا ان الله تبارك وتعالى كتب على نفسه الرحمة كتب ربكم على الرحمة والله عز وجل يكتب على نفسه ما يشاء ويوجب على نفسه ما يشاء وليس لاحد ان يوجب على الله شيئا فالله واعز واجل من ذلك لكنه يوجب على نفسه ما يشاء. وقد كتب على نفسه سبحانه الرحمة. ولذا فانه قد عم برحمته كل شيء واضحت رحمته واسعة تسع كل شيء. الامر الثاني ان رحمة الله عز وجل سبقت غضبه وغلبت غضبه يدل على هذا ما ثبت في الصحيحين من قول النبي صلى الله عليه وسلم ان الله كتب كتابا هو عنده فوق العرش ان رحمتي تغلب غضبي. وفي رواية سبقت غضبي. ومن تأمل في سنن الله الشرعية وسننه الكونية يجد ان هذا الحديث حق وان رحمة الله عز وجل سبقت غضبه. ولذا لم يعاجل سبحانه العصاة من اول وهلة بل انه يمهلهم تبارك وتعالى دون اهمال انما رحمة من الله سبحانه وتعالى ولطف بهم ولعلهم يرجعون هذا يدل على ان رحمة الله اوسع من غضبه يدل على ان رحمة الله تغلب غضبه ان سبقت غضبه تبارك وتعالى الامر الثالث ينبغي ان نعلم ان الرحمة التامة انما تنال بطاعة الله عز وجل. قال جل وعلا واطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون. ولعل من الله واجبة. فاذا كنت تطمع في رحمة الله عز وجل فجد واجتهد فجد واجتهد في طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وابشر برحمة الله عز وجل. الامر الرابع ان تعلم ان انك بالرحمة تنال الرحمة بالرحمة تنال الرحمة. قال النبي صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء. فاذا كنت تريد رحمة الله فارحم عباد الله. والعكس بالعكس. ان كنت اذا عن رحمة العباد فانك بعيد عن رحمة رب العباد. قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما خرجاه في الصحيحين من لا ارحم لا يرحم. وقال صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين ايضا ان الله لا يرحم من لا يرحم الناس. تنبه يا رعاك الله الى هذا الامر وضعه نصب عينيك ارحم لترحم. واولى الناس واولى الناس برحمته واولى الناس برحمتك الاقربون منك اهم اولئك الوالدان ويليهم الابناء والزوجة والاخوة والاخوات والاقارب وهلم جرة الى الاصدقاء والاخوة الذين تحاببت وتصادقتم وتصادقت معه في الله تبارك وتعالى حتى يعم او حتى تعم برحمتك كل شيء جميع الناس بل حتى الحيوانات فانك ان رحمتها يرحمك الله عز وجل حتى الشاة كما جاء في الحديث والشاة ان رحمتها رحمك الله وثبت في صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم انه ذكر اهل الجنة ونص فيهم او نص منهم بقوله نص منهم على رجل قال فيه ورجل رحيم رقيق القلب لكل ذي قربى ومسلم ما هذا الوصف وما احسن ان تتخلق به يا مسلم. ورجل رحيم رقيق القلب لمن؟ اولا الاقربون. وثانيا الناس ورجل رحيم رقيق القلب لكل ذي قربى ومسلم. فتأمل يرعاك فتأمل يا رعاك الله الى ثمرة هذا الخلق العظيم انه الجنة. من كان كذلك فان النبي صلى الله عليه وسلم قد اخبر وهو الصادق المصدوق انه احد ثلاثة الذين يدخلون الجنة. فالله الله بالحرص على هذا الخلق. مع الاسف الشديد بعض الناس ظاهر الرحمة للابعدين لطاف ويغدق ويكرم ويرحم من كان بعيدا عنه. لكنه ان دخل بيته وتعامل مع اهل بيته فانه ينقلب الى وحش كاسر ليس الا فظا غليظا قاسية ان تكلم او فعل او امر او نهى. وهذا ليس خلق اهل الايمان اهل الايمان الاقربون فيهم او منهم اولى برحمتهم مع عموم رحمتهم لجميع الناس. ايضا على الاخوة لا سيما طلبة العلم عليهم ان يتراحموا فيما بينهم وان يعطف بعضهم على بعض وان يترفق بعضهم ببعض ينبغي عليك ان تكون طالب علم بحق يظهر اثر علمك على خلقك. ويكون طبعك الغالب الرحمة والرفق واللطف. فان هذه اخلاق حسنة تتعبد بها لله تبارك وتعالى وتنال بها رحمة الله برحمته سبحانه وتعالى. هذه امور ينبغي ان نراعيها وان نتذاكر فيها نذكر انفسنا بها دائما لعل الله سبحانه وتعالى ان يرحمنا وان يغفر لنا. اسأل الله تبارك وتعالى بمنه وكرمه ان يرحمنا برحمته وان يغفر لنا ذنوبنا كلها دقها وجلها واولها واخرها وعلانيتها وسرها ان ربنا لسميع الدعاء صلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان. هذا سائل يقول اه ما هو الافضل في شهر رمضان الاكثار من قراءة القرآن ام حفظ المتون لطالب العلم؟ لا شك ان القرآن ينبغي ان يكون هو المقدم في شهر القرآن. فالقرآن له لصوق شديد بشهر رمضان هذا الشهر العظيم. فينبغي عليك ان تحرص على الاكثار من قراءة القرآن. وان تمكنت من الجمع بين الامرين وتنظيم الوقت بحيث يكون النصيب الاكبر لتلاوة القرآن وحفظه وتدبره وتجعل شيء من الوقت لحفظ المتون او لمراجعتها فهذا امر حسن. اما ان كان ولابد من احد الامرين فلو جعلته للقرآن فانه افضل والله عز وجل اعلم. هذا يقول حضرت لاداء العمرة توفيت زوجة اخي. هل انوي العمرة لها ولي ثوابها؟ اه العمرة عن الغير تجوز وفي حالتين الوفاة والعجز البدني. يعني يجوز للانسان ان يحج وان يعتمر عن غيره اذا كان المعتمر عنه او عنه اه ميتا او عاجزا ببدنه وليس عاجزا بماله انما عاجز ببدنه يعني مشلول او مريض او كبير وسن لا يستطيع السفر والترحال فان هذا يجوز ان تعتمر وان تحج عنه. فهذه الاخت التي توفيت رحمها الله يجوز لك ان احببت ان تعتمر عنها. اما الثواب فان الثواب ثواب العمرة سيكون لها. انت تبرعت بهذا الثواب. فثواب الحج والعمرة عن الميت يكون لمن نويت عنه وانت مثاب في الجملة لكن ثواب العمرة على وجه الخصوص الذي يظهر والله تعالى اعلم انه ذهب او ويذهب الى من نويت عنه والله تعالى اعلم. يقول كيف تكون رحمة الشاة؟ الجواب تكون باشياء كثيرة ترحمها وهي وترحمها اذا اردت ان تذبحها وهي حية بان تترفق بها في اطعامها واعلافها وسقيها وحتى اثناء حلبها الفقهاء لهم كلام عجيب يدل على ان هذا الدين دين الرحمة ولو علم المسلمون عظيم الرحمة في دين الله عز وجل لكانوا اشد تمسكا واعجابا به ولو عمل ولو علم غير المسلمين مدى رحمة الاسلام لربما تغيرت نظرة كثير منهم لهذا الدين هل تعلم ان الفقهاء قد نصوا على انه يجب على حالب الشاة او غيرها من هذه آآ الحيوانات التي تحلب يجب عليه ان يقلم اظفاره وجوبه لم؟ حتى لا يؤذيها اثناء الحلب الى هذه الدقة في مراعاة اه الرحمة يجب عليه اذا اراد ان يذبحها ان يخفي السكين اثناء الحد اذا اراد ان يحد السكين لا يجوز له ان يحد السكين امام الشاة لان هذا يجعلها تموت مرتين. لا يجوز ان تذبح الشاة واخرى تنظر اليها. اشياء كثيرة في الحقيقة وفي كتب الفقهاء يقف الانسان امامها معجبا حقيقة ومنبهرا بفقهنا العظيم. يعني اه مما ذكروا ان على من يربي النحلة ان يبقي شيئا من العسل لاجل ان يتغذى النحل عليه. لا يأخذه كله وانما يراعي ان يضع شيئا للنحل حتى يتغذى به هكذا ذكروا في من يربي دود القز ينتفع اه به في اه الحرير وما الى ذلك عليه ايظا اما ان يطعمه او يتركه حتى لا يهلك بدون بدون فائدة. المقصود ان آآ ما جاءت به الشريعة في مثل هذا الباب شيء عظيم ويستحق ان يقف الانسان امامه متأملا هذا اخ يسأل عنا جهة تحت سيطرة بعض الخوارج خوارج العصر في بعض بلاد المسلمين قل هل يترك صلاة تندفع عنك المفسدة؟ هذا الذي يظهر لي والله اعلم اذا لم يكن هناك مسجد لاحد من اهل السنة بعيدا من اصحاب هذه الافكار الغالية والله عز وجل اعلم. هذا اخ يسأل هل يجوز اهداء ثواب قراءة القرآن؟ الذي يظهر والله اعلم ان الاصل في افعال المؤمن انها تعود له فقط لقول الله جل وعلا لقول الله جل وعلا من عمل صالحا من اهتدى فانما يهتدي لنفسه وانما يخرج عن هذا الاصل في حدود ما ثبت في الشريعة والذي ثبت في الشريعة في حدود ما اعلم هو اولا الصدقة. يجوز ان تتصدق عن الميت ويناله ثواب هذه الصدقة. ثانيا النسك الحج والعمرة ثالثا قضاء الصوم الواجب. من مات وعليه صوم نذر او كفارة او رمضان على الصحيح من كلام اهل العلم فانه يجوز ان يقضى عنه وتبرأ ذمة الميت بذلك. هذا الذي اعلمه ثابتا في السنة عن النبي صلى الله عليه وسلم بعض الناس يقول الدعاء الدعاء ينتفع الميت باثره لا بثوابه. ثواب الدعاء للداعي انما الميت ينتفع باثر الدعاء. المقصود ان هذا الذي اعلمه ثابتا. اما ما كان من تلاوة القرآن او والذكر او الصلاة او ما شاكل ذلك من هذه العبادات فلا اعلم دليلا على جواز اهداء ثوابها للاموات. والنبي صلى الله عليه وسلم لو تأملت لوجدت انه قد مات اناس هم من احب ما يكونون اليه مات ابنه ابراهيم وزوجه خديجة وعمه وكثير من اصحابه رضي الله عنهم وصلى الله على نبينا وسلم ومع ذلك ما قام النبي صلى الله عليه وسلم باهدائهم شيئا من ذلك كذلك اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لم يثبت عنهم انهم فعلوا هذا الامر. ولذلك سعد ابن عبادة رضي الله عنه كما في الصحيح جاء يسأل النبي صلى الله عليه وسلم وقال ان امي افتلتت نفسها. يعني ماتت فجأة. واظنها لو تكلمت تصدقت. افينفعها ان تصدق عنها؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم نعم. السؤال هو. لماذا جاء سعد رضي الله عنه يسأل؟ لان المتقرر عنده هو ماذا؟ ان عمله اذا لا نخرج عن هذا الاصل الا في حدود الدليل. ولاحظ ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يحصل منه صلى الله عليه وسلم ان السائل باكثر مما سأل ولاحظ ان اكثر الصحابة لم يكن عندهم ما يتصدقون به يعني الفقر كان غالبا على الصحابة رضي الله عنهم ومع ذلك النبي صلى الله عليه وسلم ما ارشد الى ان يفعل آآ سعد او غيره شيئا اخر غير غير الصدقة. اذا الذي يظهر والله تعالى اعلم ان الذي يصل هو العبادات التي ذكرتها والله عز وجل اعلم. يقول اخذت سيارة للايجار لمدة يوم تقريبا وخرب شيء في السيارة مع العلم اني كنت محافظا عليها فعل علي شيء. اما من حيث الحكم الشرعي فان عقد الاجارة يد اجر فيه يد امانة ليست يد ضمان بمعنى انه لو تلفت العين المستأجرة وهي في يده دون تفريط فانه لا يضمن هذا هو الحكم الشرعي في عقد الايجار. فاذا كنت لم تفرط في السيارة يعني هذا الخلل الذي اصابها لم يكن بسبب وبتفريط او تقصير منك فالذي يظهر والله اعلم من حيث الحكم الشرعي انك لا تضمن اصلاحها. يقول كيف يبر الولد اباه بعد موته يبر اباه بعد موته بعدة امور اولا بالدعاء او ولد صالح يدعو له ودعاء الولد لوالده ووالده والدته له اثر ليس في دعاء اي احد اخر. يعني هناك مزية خاصة لدعاء الولد لوالده. فقد ثبت في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ان الرجل لترتفع درجته في الجنة. فيقول بما يا رب؟ فيقول باستغفار ولدك لك فهذه مزية في دعاء الولد ليست في غيره. الامر الثاني انه يصل الرحم التي توصل من طريقه فمن كان يتصل برحم لهذا الابن من طريق الاب كالجد او الاعمام او ابناء العم وما الى ذلك فان صلة هؤلاء من البر بالاب. الامر الثالث البر باصدقاء الاب الذين كانوا معه في الحياة على صفاء. وذلك ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان منابر البر صلة الرجل اهل ود ابيه. الامر الرابع ان تيسر له ان يتصدق او يحج او يعتمر فهذا من البر بالوالدين. وقد سمعت شيخنا ابن باز رحمه الله يقول ان من البر بالاب الميت ان تحج عنه. فان تيسر لك ذلك فينبغي عليك ان تحرص على هذا. وان كان حج او اعتمر في حياته. الامر الخامس انفاذ الوصية التي اوصى بها. ان كانت قد اوصى بشيء فينبغي عليك ان تبادر بانفاذ هذه الوصية. الامر السادس ان تسدد دينه ان كان عليه دين لله او للعباد. اما لله فبان يكون عليه صيام من رمضان او عليه كفارة يمين او عليه نذر ما وفى به ونحو هذه الامور فانه ينبغي عليك ان تحرص على ان تؤدي ذلك ما استطعت والامر والثاني ما يتعلق بديون العباد ان كان عليه دين لاحد من الناس فتبادر بقضاء هذا الدين او على الاقل تقلب الدين اليك يعني تتفاهم مع صاحب الدين انه آآ آآ يصبح المدين هو انت للوالد وبالتالي انت تكون المطالب بالدين وتجتهد بعد ذلك في توفيته. الله اعلم وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه