بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر في خناء والحاضرين وجميع المسلمين. قال الشيخ عبد الرحمن بن ناصر رحمه الله تعالى في شرحه لاسماء الله الحسنى الرحمن الرحيم البر الجواد الرؤوف الوهاب. هذه الاسماء تتقارب معانيها. وتدل كلها على اتصاف الرب بالرحمة والبر والجود والكرم وعلى سعة رحمته ومواهبه التي عم بها جميع الوجود بحسب ما تقتضيه حكمتك. وخص وخص المؤمنين منها بالنصيب الاوفى والحظ الاكمل. قال تعالى ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون. والنعم والاحسان كله من اثار رحمتك به وجوده وكرمه وخيرات الدنيا والاخرة كلها من اثار رحمته. ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره. ونعوذ بالله من شرور لانفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا. قبل ان ننتقل الى الكلام الاسم التالي بعد الرحمن الرحيم. انبه الى ما جاء في كلام الشيخ رحمه الله من ان رحمة الله عز وجل ترنة بحكمته فينبغي ان تلاحظ هذا اذا تأملت في مسائل الرحمة واثارها فالله عز وجل لا بين رحمته وحكمته بمعنى انه سبحانه يرحم وفق حكمته. بمعنى انه يجعل الرحمة في المحل اللائق بها وعليه فمن لا يستحق رحمة الله عز وجل فان الله تعالى لا يرحمه. فهذه قضية مهمة ينبغي ان تلاحظها. رحمة الله عز وجل عامة شاملة لكل شيء. ولكن انما تتنزل في هل للائق بها وهو الذي اقتضته حكمة الباري تبارك وتعالى؟ الامر الثاني الذي نبه عليه الشيخ رحمه الله في الكلام الذي اللي سمعناه هو ان ما يكون من النعم واصناف الاحسان والمواهب انما هو اثر رحمة الله عز وجل هو رحمة الله عز وجل. وهنا يخطئ بعض الناس حينما يفسرون النصوص الواردة في الرحمة بالبر و الاحسان والعطاء وما الى ذلك. هذا في الحقيقة صرف لللفظ عن معناه وتأويل له الى غيره. هذه الامور انما فهي اثار رحمة الله انما هي لوازم لرحمة الله عز وجل وليست هي رحمة الله عز وجل. واهل السنة والجماعة الصفة واثرها. اما هؤلاء فانهم يثبتون الاثر ويجعلونه هو الصفة. وهذا غلط ينبغي ان تتنبه له. فالرحمة صفة قائمة بالله عز وجل لها اثر في المخلوقات. هذه الاثار ليست هي صفة الله عز وجل. وانما هي لوازم لها. الاسم الذي ليلي اسمه جل وعلا الرحمن والرحيم اسمه تعالى البر. انه هو البر الرحيم. والبر هو كثير البر انتبه البر اسمه والبر صفته. فالبر هو كثير البر. والبر هو الخير والاحسان. اذا افهموا ان معنى البر هو كثير الخير والاحسان. يعني ذو البر فالبر اذا ما هو؟ اسمه. والبر صفته سبحانه وتعالى والله عز وجل لا شك ولا ريب انه عظيم الاحسان كثير الخير يهب المواهب الجزيلة اذا سئل واذا لم يسأل تبارك وتعالى فهذا الاسم راجع الى معنى الكرم والى معنى الرحمة لله سبحانه وتعالى نعم الكريم الكريم اسم جليل دال على اتصاف الله سبحانه بصفة الكرم والكريم يدل على معنيين الاول انه الجواد المعطي ذو الافضال والخيرات والاحسان وهذا هو المعنى المتبادر والذي اه ربما لا يظن كثير من الناس ان معنى الكريم ان هناك معنى للكريم غيره لكن هناك معنى اخر للكريم وهو ذو القدر والعظمة الكريم ذو القدر والعظمة. ومنه قوله تعالى اني القي الي كتاب كريم. فمعنى الكريم هنا انه كتاب شريف وكتاب له قدر وعليه فان اسمه تعالى الكريم دال على معنيين على معنى البر وعلى معنى العظيم وبهذا لعلنا نتذكر ما ذكرناه في الدرس الاول وهو ان الاسم الواحد من اسماء الله عز وجل قد يدل على اكثري من معنى قد يدل على اكثر من معنى وكلها حق وكلها مما يليق بالله سبحانه وتعالى. نعم. الجواد. الجواد هو ذو الجود المتصف بالجود والجود كثرة المواهب والعطايا فهو ايضا دال على ما دل اليه اسمه تعالى الكريم وما دل عليه اسمه تعالى البر والشيخ في هذا الاسم قد خالف قاعدته لانه في مقدمة هذه النبذة على انه انما يريد تفسيرا او شرحا لبعض الاسماء التي تكرر ورودها في كتاب الله عز وجل والجواد لم يرد في كتاب الله سبحانه. انما ورد في سنة النبي صلى الله عليه وسلم. وجاء هذا في حديث عند الترمذي وغيره بل جاء في عدة احاديث عند الترمذي وغيره وفيها ان الله تعالى جواد يحب الجود ان الله تعالى جواد يحب الجود وهذه الاحاديث فيها بحث من حيث ثبوتها الى النبي صلى الله عليه وسلم وطائفة من اهل العلم رأت انها ترتقي مجموع الطرق الى درجة الثبوت. وكثير من اهل العلم اثبت هذا هذا الاسم لله سبحانه وتعالى. ومن اولئك ابن القيم رحمه الله فانه يقول في نونيته وهو الجواد فجوده عم الوجود جميعه بالبر والاحسان وهو الجواد فلا يخيب سائلا ولو انه من امة الكفران وهو الجواد فلا يخيب سائلا ولو انه من جملة ولو انه من امة الكفران ولا شك ان هذا المعنى في حق الله عز وجل ثابت لا ريب فيه وهو دال ايضا على صفة الكرم والبر له سبحانه وتعالى. نعم. الرؤوف. الرؤوف ذو الرأفة. ومعنى الرؤوف اه ومعنى الرأفة الطف الرحمة وابلغها الرأفة ابلغ الرحمة والطفها. وبالتالي فيعود هذا الاسم الى معنى اسمه تعالى الرحيم ولكنه اخص منه. وهذا ايضا يذكرنا بما تكرر في الدروس الماظية وهو ان بعظ اسماء الله عز وجل اخص من بعض وان بعضها كالتفصيل لبعض اذا الله عز وجل متصف بالرأفة. ان الله بالناس لرؤوف اف رحيم وقلنا ان الرأفة في اللغة هي الطف الرحمة وابلغها. لكن قد يقول قائل لماذا جمع الاسمان في هذه الاية ان الله بالناس لرؤوف رحيم. فهل المعنى فيه تكرار؟ الجواب ليس ثمة تكرار. ولاهل العلم ها هنا من ابرزها ان يقال ان الله تعالى بين رحمته المخصوصة ثم بين رحمته العامة بين رحمته المخصوصة في قوله بالمؤمنين اه في قوله ان الله بالناس ماذا؟ لرؤوف ثم بين رحمته العامة في قوله رحيم. فتكون هذه اية دالة فتكون هذه الاية دالة على ثبوت الرحمتين الخاصة البليغة والرحمة العامة. وذهب طائفة من اهل العلم الى ان هذين الاسمين لما اجتمعا فان اسمه الرؤوف يدل على دفع المضار واما اسم الرحيم فانه يدل على جلب الخيرات. وبالتالي فيكون اسمه الرؤوف من باب التخلية. واسمه الرحيم من باب التزكية او التحلية اسمه الرؤوف من باب التخلية واسمه الرحيم من باب التزكية او من باب التحلية. والمقصود ان الله جل وعلا متصف برحمة عظيمة بالغة مبلغا عظيما لا يخطر على قلب بشر حتى ان النبي صلى الله عليه وسلم بين ان الله جل وعلا ارحم بعباده من الام بولدها. وهذه رحمة عظيمة جدا فانه لا يعرف بالشاهد وفي الواقع رحمة اعظم من رحمة الام بولدها ورحمة الله عز وجل اعظم من ذلك واعظم فهي اذا رحمة بالغة جدا الله جل وعلا انزل بين العباد رحمة واحدة واختص له جل وعلا تسعة وتسعين رحمة انظر هذه الرحمة الواحدة التي يتراحم بها الخلائق اجمعون. حتى ان الدابة لترفع حافرها عن وليدها بهذه الرحمة حتى نالها نصيب من رحمة الله عز وجل التي اعطاها المخلوقات. فكيف برحمة الله العظيم سبحانه وتعالى؟ ولذا ما احسن ما قال ابن ابن مسعود رضي الله عنه والله ليغفرن الله يوم القيامة مغفرة ما خطرت على قلب بشر. وهذا ثقة ويقين برحمة الله عز وجل وقال رحمه الله ورضي الله عنه لو وقال سفيان الثوري رحمه الله ورضي الله عنه لو خيرت بين ان يحاسبني وان وان يحاسبني ابي لاخترت ان يحاسبني ربي. ربي خير لي من ابي. فانظر يا رعاك الله لو ان اباك هو الذي يحاسبك اتراه يتوانى عن رحمتك؟ والله ان الله عز وجل لارحم بعباده من الوالد بولده. اذا لا يستكثر بعد هذا ان يكون الله عز وجل متصفا بصفة الرأفة وان يكون اسمه تعالى الرؤوف جل وعلا نعم الوهاب الوهاب اسم جاء في كتاب الله وفي سنة النبي صلى الله عليه وسلم انك انت الوهاب والوهاب صيغة صيغته صيغة مبالغة يعني كثير الهبة والعطايا. والله عز وجل شواهد نعمه في الكون تدل على انه جل وعلا حقا وصدقا الوهاب فهو يعطي العطاء الجزيل ويمن بالهبات ويكرم عباده ويرحمهم جل وعلا السائلة وغير السائل وذلك كله مما لا يحتاج الى ان يذكر الانسان عليه شواهد فكل ما في الكون من النعم ليس الا هبة من الله تبارك وتعالى ولو شاء سبحانه ان يحجز ذلك عن العباد لفعل لكنه سبحانه وهاب يعطي عطاء عظيما ومع كثرة ما اعطى سبحانه وتعالى فان خزائنه ملأى لا يغيظها نفقة فهو جل وعلا ينفق ومنذ خلق السماوات والارض وما فيهما وما نقص ذلك من خزائن الله عز وجل خزائن هباته وكرمه وجوده سبحانه وتعالى شيئا فهو اذا الوهاب. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله السميع لجميع الاصوات باختلاف اللغات على تفنن الحاجات اسم الله السميع فعيل بمعنى فاعل وصيغة فعيل تدل على المبالغة فهي ابلغ من صيغة فاعل وهذا الاسم تكرر كثيرا في كتاب الله وفي سنة النبي صلى الله عليه وسلم. وهو دال على ثبوت صفة السمع لله سبحانه وتعالى والسمع في صفات الله له معنيان. المعنى الاول ادراك الاصوات. وهذا هو المتبادر الى الاذهان من كلمة سميع ومن كلمة سمع فالله عز وجل يسمع كل صوت ولا يفوته صوت. كما قالت عائشة رضي الله عنها فيما علق الامام البخاري ووصف رواه احمد وغيره قالت رضي الله عنها الحمد لله الذي وسع سمعه الاصوات. الله عز وجل له سمع واسع شامل. كل الاصوات له مسموعة تبارك وتعالى مهما دق هذا الصوت ومهما اختلفت هذه اللغات واللهجات ومهما تفننت الحاجات فالله عز يسمع كلا وهذا الوصف لله تبارك وتعالى قد جاء على انحاء جاء على صيغة فعل ماض وعلى صيغة فعل مضارع وعلى صيغة الاسم وعلى صيغة الاسم. كما قال جل وعلا قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي الى الله والله يسمع تحاوركما. ان الله سميع بصير. اذا الله عز وجل من اظهر صفاته الدالة على ربوبيته سبحانه انه سميع وانه ذو سمع واسع سبحانه وتعالى. تنبه هنا الى خطأ طوائف من اهل البدع اول صفة السمع بالعلم فقالوا ان معنى كون الله عز وجل يسمع يعني انه يعلم. ولا شك ان هذا باطل وتحريف للكلم عن مواضعه فالسمع صفة والعلم صفة اخرى. فليس السمع هو العلم وهذا الذي ربما تجده في بعض الكتب او التفاسير غلط وتأويل وتحريف والصواب ان الله عز وجل يسمع سمعا حقيقيا يليق به تبارك وتعالى. واما العلم فصفة اخرى وكل عاقل يدرك الفرق بين صفتي السمع والعلم. ولذا فالاصم يعلم ان الناس تتكلم. لكن هل يسمعه تجيب لا فالاصم يرى بعينه ويدرك ان الناس تتكلم لكنه لا يسمع صوته. اذا ثمة فرق بين صفة السمع وصفة العلم وتأويل صفة السمع بالعلم تأويل باطل. لماذا نحى هؤلاء الى هذا المنحى؟ الجواب فرارا من شبهة التشبيه يزعمون ان اثبات صفة السمع لله جل وعلا يقتضي ان يكون الله عز وجل مشابها للمخلوق وهذه شبهة عليلة لا وجه لها فان سمع الله عز وجل مختص به ولائق به وسمع المخلوق مختص به ولائق به فليس ثمة تشبيه ولا تمثيل فالله تبارك وتعالى سمعه سمع عام شامل لكل الاصوات وهو سمع لم يسبق بعدد ولا يلحقه فناء ولا يطرأ عليه خلل. اما المخلوق فان سمعه سمع ناقص وسمع قاصر وبون شاسع بين سعة سمع الله عز وجل وقصر سمع المخلوق. ثم انه سمع مسبوق بعدم. لم يكن الانسان سميعا ثم جعله الله الله عز وجل كذلك قال سبحانه انا خلقنا الانسان من نطفة امشاج نبتليه ماذا؟ فجعلناه سميعا بصيرا. اذا هو اكتسب السمع بفضل الله بعد ان لم يكن سميعا. ثم ان هذا السمع يفنى. اذا مات الانسان فان سمعه ماذا؟ يذهب ويزول. ثم هو في الحياة لي ان يطرأ على سمعه ما يضعفه او يذهبه. فكيف يقال بعد هذا؟ ان سمع الله عز وجل اثباته اقتضي التشبيه كيف مع ثبوت هذا القدر الفارق بين سمع الله وسمع المخلوق؟ يتوهم حصول التشبيه. عائشة رضي الله عنها لما قالت الحمد لله الذي وسع سمعه الاصوات. تريد انها كانت في الحجرة التي فيها النبي صلى الله عليه وسلم. والمجادلة التي تجادل في شأن زوجها حجرة صغيرة ومع ذلك تقول كان يخفى علي بعض كلامها. والله عز وجل سمع كلامها من فوق سبع سماوات. فدل هذا على فرق شاسع وعظيم بين سمع الله عز وجل وسمع المخلوق. اذا نعيد القاعدة التي ذكرناها اهل السنة والجماعة يثبتون القدر المشترك ويثبتون القدر المميز الفارق. ثبوت القدر المشترك يعني ثبوت الصفة وتفهم في الاصل وضع اللغة فيفهمون معنى كلمة سمع معنى كلمة سمع فالسمع هو ادراك الاصوات والله يسمع والمخلوق يسمع ولا لكن بول شاسع بين السامع والسامع وبين السمع والسمع. فمتى ما اضيفت الصفة الى الله تبارك وتعالى انتهى اشتراك واصبح ما يليق بالله عز وجل من هذه الصفة مختصا به وما اضيف الى المخلوق فانه مختص به والله عز وجل اعلم المعنى الثاني للسمع هو الاجابة. سمع الله يعني اجاب. ومنه قول المصلي في صلاته سمع الله لمن حمده يعني اجاب الله حمده ودعاء من حمده ودعاه. ومنه ايضا قول الله جل وعلا انك سميع الدعاء سميع الدعاء يعني مجيب الدعاء. ومن ذلك ايضا ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في الاستعاذة من الامور الاربعة اللهم اني اعوذ بك من قلب لا يخشع ومن علم لا ينفع ومن نفس لا تشبع جاء عند مسلم ومن دعوة لا يستجاب لها وجاء في السنن والمسند انه قال ومن دعاء لا يسمع. فهل النبي صلى الله عليه وسلم استعاذ من دعاء لا يدركه سمع الله عز وجل لا انما اراد ماذا؟ من دعاء لا يستجاب له. ولذا يفسر هذه الرواية رواية قال ومن دعوة لا يستجاب لها واهل السنة والجماعة اهل الحق اهل التوفيق للصواب يثبتون المعنيين لله تبارك وتعالى. فالله يسمع بمعنى يدرك الاصوات والله سبحانه يسمع بمعنى انه يستجيب. وارادة احد المعنيين في النص انما يرجع فيها بحسب سياق كل نص. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله البصير الذي يبصر كل شيء وان دق وصغر فيبصر دبيب النملة السوداء في الليلة الظلماء على الصخرة الصماء. ويبصر ما تحت الارض من السبع كما يبصر ما فوق السماوات السبع. وايضا سميع بصير بما يستحق الجد. البصير اسم جليل دال على ثبوت صفة البصر لله جل وعلا. والبصير ايضا يدل على معنيين يدل على صفة البصر بمعنى ادراك الاشياء ورؤيتها والنظر اليها. هذه ثلاث صفات متقاربة في المعنى كلها ثابتة في حق الله جل وعلا البصر وكم في كتاب الله من تسميته جل وعلا بالبصير وكذلك الرؤيا انني معكما اسمع وارى وكذلك النظر لا يكلمهم الله ولا ينظر اليهم. عاقبهم الله عز وجل بانه لا ينظر اليهم. اذا هذا دليل على ثبوت صفة النظر لله سبحانه وتعالى. اذا اهل السنة والجماعة يثبتون ان الله سبحانه وتعالى يبصر كل شيء ويرى كل شيء مهما كان خفيا او دقيقا ومهما كان عاليا او كان سافلا فلا يمكن ان يحجب شيء عن رؤية عن رؤية الله سبحانه وتعالى. والمعنى الثاني هو البصير بمعنى الخبير بالاشياء فالله جل وعلا بصير بمعنى خبير بمعنى انه خبير بالاشياء. كما قال جل وعلا انه بعباده خبير قصير وهذا المعنى اشار اليه المؤلف رحمه الله في اخر جملة في كلامه وان كان اشار الى شيء خاص فيه و المعنى العام هو اللائق بهذا اه الوصف الذي ذكرته. اقرأ الجملة الاخيرة. قال رحمه الله وايضا سميع بصير بما يستحق الجزاء جاء بحسب حكمته والمعنى الاخير يرجع الى الحكمة. نعم الامر اهم من مسألة الجزاء. فالله عز وجل له خبرة بالاشياء علم بها سواء كان ذلك في شأن الجزاء او غيره وكل ذلك مقترن بحكمته سبحانه وتعالى. لكن رباط هذا المعنى الذي ذكره الشيخ بسم الله السميع محل بحث ونظر. ارتباطه باسمه البصير ظاهر. لكن ارتباطه باسمه تعالى السميع هذا محل محل نظر ومحل بحث ويحتاج الى تأمل والى من يكون قد سبق الشيخ رحمه الله الى ذكر هذا المعنى والله تعالى اعلم. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله الحميد الحميد في ذاته واسمائه وصفاته وافعاله فله من الاسماء احسنها ومن الصفات اكملها. ومن الافعال اتمها واحسنها. فان افعاله تعالى دائرة بين الفضل والعدل. اسم الله الحميد تكرر وروده ايضا في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم. كما قال جل وعلا وهدوا الى الحميد الحميد فعيل بمعنى مفعول الاحظ انه في اللغة اذا عدل باللفظ عن صيغة مفعول الى فعيل فانه يدل على ثبوت الصفة ورسوخها. مثال ذلك الحبيب والمحبوب. محبوب يعني يحب اسم مفعول من احب يحب فهو من احب فهو محبوب ولكن حبيب ابلغ مما فان حبيب تدل على انه يستحق ان يحب ولو لم يكن هناك من يحبه. وهذا ابلغ في تعلق المحبة بهذه الذات. كذلك الشأن في اسمه تعالى الحميد هو ابلغ مما لو قيل محمود. لانه يدل على انه يستحق الحمد سبحانه وتعالى لذاته. والحمد هو الثناء على المحمود مع تعظيمه ومحبته واجلاله. الثناء على المحمود مع محبته وتعظيمه واجلاله والله جل وعلا هو الحميد هو الذي يستحق هذا الثناء مع عظيم تعظيمه وجليل محبته و اه ما الى هذه المعاني الثابتة له تبارك وتعالى والله سبحانه يحمد من جهتين. الاولى من جهة انعامه. فلانعامه بل لكثرة انعامه سبحانه فانه يستحق الحمد والمدح والثناء. ومن جهة اخرى يستحق الحمد من جهة ما هو عليه من عظيم الصفات في ذاته ما عليه من من عظيم العظمة في ذاته وصفاته وافعاله جل وعلا فهو يستحق الحمد على هذا لانه العظيم ولانه الجليل ولانه ذو الجلال والاكرام سبحانه وتعالى. ولو لم يكن قد انعم وهذا مما يتفارق فيه الحمد والشكر الحمد يكون على الصفات والشكر لا يكون على الصفات. الشكر من هذه الجهة مختص بالانعام. اما فان الشيء يحمد اذا كان يستحق الحمد ولو لم يكن منه عطاء ولو لم يكن منه انعام. فالله عز وجل محمود على الجهتين لانه يستحق ذلك لجلاله وجماله وعظمته ولثبوت الكمال المطلق له تبارك وتعالى في ذاته وفي صفاته وفي افعاله وفي اسمائه اذا هو مستحق للحمد تبارك وتعالى. وثبوت الحمد يدل على انه منزه من كل بنقص ومن كل عيب ومن كل سوء جل وعلا فالشر ليس اليه تبارك وتعالى ليس الى ذاته وليس الى اسمائه وليس الى صفاته لعلنا نكتفي بهذا القدر واسأل الله جل وعلا ان يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح والاخلاص في القول والعمل ان ربنا لسميع الدعاء وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان. يقول هل هناك فرق بين الحمد والثناء؟ اظن انه وتبين في الشرح ان الحمد اخص من الثناء هو ثناء مع اعتقاد تعظيم ومحبة واجلال فهذا هو الفرق بين الحمد والثناء يقول افطرت غلطا قبل الاذان بعشر دقائق لانني ظننت اني سمعت الاذان وبعد ان افطرت نظرت الى ساعة فرأيت اني قد افطرت مبكرا فماذا علي؟ جزاكم الله خير. اختلف العلماء رحمهم الله في من افطر قبل الوقت ظانا ان الوقت قد والذي يظهر الله تعالى اعلم ان من ظن غروب الشمس فافطر فانه لا شيء عليه وصيامه صحيح لما ثبت ان النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه كما في حديث اسماء رضي الله عنها كانوا في يوم غيم فظنوا غروب الشمس فافطروا ثم انقشع الغيم فتبين ان الشمس لم تغد ولم يأتي في الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم قد امرهم بقضاء هذا اليوم القاعدة ان تأخير البيان عن وقت الحاجة لا يجوز. ومثل هذا لو حصل فانه فانه آآ تتوافر الدوافع لنقله فلما لم ينقل دل هذا على ان النبي صلى الله عليه وسلم لم يأمرهم بذلك الذي يظهر والله اعلم ان صيام هذا الاخ صحيح والله الله تعالى اعلم. يقول هل اثبات السمع اه فيه اثبات الاذن؟ وهل اثبات البصر؟ فيه اثبات العين؟ القاعدة بارك الله فيكم ان صفات الله عز وجل يوقف فيها عند حد ما ورد. فلا نثبت من عند انفسنا شيئا بدون دليل. قل اانتم اعلم ام الله؟ فالله عز وجل اذا اخبرنا او نبيه صلى الله عليه وسلم اذا اخبرنا ان الله متصف بصفة فانا علينا ان نثبتها له جل وعلا ولا ممدوحة انا عن هذا اما ما لم يثبت هذا الامر ولم يرد الينا باسناد صحيح فانه ليس لنا ان نتقول على الله عز وجل او ننسب له صفة او اليه نعتا فالاذن لم يثبت عن الله عز وجل او عن نبيه صلى الله عليه وسلم اظافتها اليه تبارك وتعالى فمن اين لنا ان ضيفه هذا كما انه لم يثبت نفيها عن الله عز وجل. اذا الاذن لا نثبتها ولا ننفيها لله تبارك وتعالى دم الورود انما نثبت سمع الله سبحانه وتعالى. فلو قيل لنا كيف يسمع الله اذا؟ ماذا نقول؟ نعم اجيب. نقول كلمة كلمة كيف في باب الصفات كلمة ماذا؟ ممنوعة الكيف غير معقول. ليس لنا ان نسأل كيف اتصف الله عز وجل ذات السمع وذلك لاننا ما رأينا الله ولا رأينا مثيلا لله. تعالى الله عنان يكون له مثيل. فكيف لنا بعد ذلك ان نعرف الكيف والكنهة الحقيقة الله عز وجل بالنسبة لنا غيب ما رأيناه ولا رأينا مثيلا له. فبالتالي فاننا لا ندري كيف صفته تبارك وتعالى. يسمع على ما يليق به تبارك وتعالى. ولا ندري كيف يكون ذلك الامر. اما بالنسبة للعين فاننا نثبت العين لله عز وجل فلله عين يبصر بها. من اين لنا هذا؟ لثبوت صفة العين بالكتاب والسنة. فاثبتها الله لنفسه اثبتها له رسوله صلى الله عليه وسلم. اذا نحن نثبتها لله تبارك وتعالى. طيب لو قال لنا انسان كيف عينه جل وعلا قول هذا السؤال سؤال منكر ليس لنا ان نسأله ولا جواب على هذا لا نستطيع ان نعرف كيف عين الله عز وجل لكنها عين تليق به ليست كاعين المخلوقين. تعالى الله عنان يكون في شيء من صفاته مماثلا لصفات المخلوقين. ليس كمثله شيء هل تعلم له سميا؟ ولم يكن له كفوا احد. الخلاصة اننا نثبت صفة السمع ونثبت صفة البصر ونثبت صفة العين ذنا فيها عن الله ها او نثبتها؟ الجواب لا نثبتها ولا ننفيها. نتوقف فيها لعدم الورود. الله اعلم. نحن لا نثبت الا لا بدليل ولا ننفي ايضا الا بدليل والله اعلم. اه هذا يقول كيف نجمع بين القاعدة ان الله عز وجل سمى نفسه وترجمت اسمائه بلغاته ترجمة الاسماء لا حرج فيها والذي يترجم يقول هذا معنى هذه الصفة او معنى هذا الاسم في هذه اللغة فلا وجه للاستشكال اصلا اذا كان المترجم قد ترجم ترجمة صحيحة فهم المعنى في اللغة العربية فهما صحيحا وترجمه الى المعنى قابل له في اللغة الاخرى ترجمة صحيحة فان هذا لا حرج فيه. ولا اشكال ان شاء الله. يقول صليت قبل الفجر الوتر. علما انني لم اصلي راتبة عشاء وشفع الوتر بل صليت الوتر ثلاث ركعات بدون تشهد بدون التشهد الاول هل وتري صحيح؟ نعم اولا لا يشترط لصحة الوتر ان يكون الانسان قد صلى راتبة العشاء ان صلى راتبة العشاء فلا شك انه فعل الذي ينبغي لان سنة العشاء البعدية هذه سنة مؤكدة لكن من لم يصلها واوتر فنقول فعله صحيح. هذا اولا. واما الوتر بثلاث ركعات سردا دون الجلوس للتشهد الاول وانما اجلس في اخر الركعة الثالثة فانه صحيح وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم. فمن اوتر بثلاث فهو مخير بين ان يصلي ركعتين ويسلم ثم يصلي ركعة مفردة وبين ان يصلي ثلاث ركعات سربا ولا يجلس في الثانية بل وفي الثانية خلاف السنة ويتشهد في التشهد يتشهد في آآ اخر الركعة الثالثة ثم يسلم. فكلاهما ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم. يقول هل صفة العين غير صفة البصر امهما سواء؟ الجواب لا. هما صفتان صفة العين شيء وصفة البصر شيء اخر ومن تأويلات المحرفين انهم اولوا صفة العين بصفة البصر. والصواب ان هذه صفة وهذه صفة. الله جل وعلا له صفة بصر والله عز وجل له صفة العين والله عز وجل يبصر بعينه. تنبه الى الفرق بين الامرين. لعلنا نكتفي بهذا القدر والله تعالى صلى الله على نبينا محمد واله وصحبه