ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا. اما بعد فنستأنف بعون الله سبحانه درسنا في شرح الاسماء الحسنى. نعم. تفضل يا شيخ لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبي الكريم وعلى اله واصحابه اجمعين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما اما بعد قال الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي في شرح اسماء الله الحسنى المجيد الكبير العظيم الجليل وهو الموصوف بصفات المجد والكبرياء والعظمة والجلال الذي هو اكبر من كل شيء واعظم من كل شيء واجل واعلى وله التعظيم والاجلال في قلوب اوليائه واصفيائه قد ملئت قلوبهم من تعظيمه واجلاله والخضوع له والتذلل والتذلل لكبريائه. انتقل المؤلف رحمه الله الى شرح جملة من اسمائه سبحانه الدالة على صفات المجد والعظمة له تبارك وتعالى. بدأها باسمه سبحانه المجيد. والمجيد يراد به معنيان متقاربان الاول انه ذو المجد والمجد هو العظمة والسؤدد. فالله عز وجل مجيد يعني ذو مجد والمعنى الاخر ان الله سبحانه كريم جل وعلا فمجيد بمعنى كريم يعطي ويمنح ويتفضل سبحانه وتعالى اذا هذا الاسم دل على صفتين صفة ذاتية وصفة فعلية له سبحانه وتعالى. ولا شك ان كل معاني المجد والعظمة ثابتة لله سبحانه وتعالى واذا كان ذلك كذلك فانه يجب ان يمجد ربنا تبارك تعالى وان يكون في القلب اعظم ما يكون. فاعظم ما في قلب المسلم هو الله المجيد سبحانه وتعالى. واذا كان كذلك فانه يفوض الامر اليه ويتوكل عليه ويستحضر معيته سبحانه وتعالى. المؤمن كلما عظم تمجيده لله سبحانه كلما كان اعظم توكلا واعتمادا عليه جل وعلا. كلما عظم اعتمادك على الله قل اعتمادك على غيره. وكلما عظمت محبتك لله قلت محبتك لغيره وكلما عظم خوفك من الله قل خوفك من غيره وهكذا دواليك خذها قاعدة يا رعاك الله كلما عظمت الله سبحانه قل في نفسك تعظيم غيره وكلما احببت وكلما ازداد خوفك منه جل وعلا واعتمادك عليه قل في نفسك صرف هذه الامور لغيره والعكس بالعكس اذا قل خوفك من الله عظم خوفك من المخلوقين واذا قلت محبتك لله عظمت محبتك لغيره وهكذا ايماننا باسمه تعالى المجيد وتحقيقنا لليقين بمعناه يقتضي منا ان نكون دائما معتمدين على الله سبحانه وتعالى لا على غيره. وهذا موضع سهل باللسان لكنه صعب من جهة العمل كثير من الناس لا يلتفت اذا دخل في امر من الامور المهمة الا الى المخلوق تجده اذا كانت عنده قضية مهمة او اراد ان يتابع معاملة ما تجد انه اول ما يلتفت الى البحث عن انسان يعينه ويساعده. يبحث هل تعرف هل تعرف واسطة؟ هل تعرف شافعا؟ التفت قلبه ابتداء الى المخلوق وكان الذي يجب اذا كان الله عز وجل في قلبه هو والمعتمدة عليه ان يكون اعتماده عليه سبحانه وتعالى اولا واخرا يثق بان الله سبحانه سيكون معه وسيعطيه مبتغاه وهذه هي الثمرات التي نجنيها من ايماننا بصفات الله سبحانه وتعالى. نعم. المجيد الكبير العظيم الكبير اسم اخر لله تبارك وتعالى. فالله هو الكبير. وثبت هذا الاسم في الكتاب والسنة. فالله سبحانه هو الكبير بل هو اكبر من كل شيء. واعظم من كل شيء هو الاكبر سبحانه في صفاته وهو الاكبر في ذاته وهو الاكبر في افعاله وهو الاكبر في شرعه واوامره. وهو الاكبر في قلب المؤمن الصادق. اذا كل معاني العظمة والكبر ثابتة سبحانه وتعالى والايمان بهذا يقتضي من المسلم ان يكون الله جل وعلا في قلبه اكبر من كل شيء واعظم من كل شيء ما جاءت الشريعة بحث المسلم على استحضاره دائما. فهو اذا جاء وقت الصلاة يسمع الله اكبر. الله اكبر من كل شيء هذا يا ايها المسلم وقم الى صلاتك ان كنت مشغولا بدنيا او بلهو فاعلم ان الله اكبر من ذلك. واذا صليت فانك تذكر دائما بان تذكر دائما نفسك بان الله اكبر. فلما تلتفت الى ما هو اقل عظمة من الله عز وجل. بل تذكر ان الله اكبر فلا تستحضر في قلبك الا عظمته ومقامك بين يديه وتدبرك لما يتلى من كلامه. الله اكبر من كل شيء. اذا كان الله هو الاكبر اذا العلم به سبحانه يجب ان يكون اكبر من كل شيء. اكبر عناية لك ينبغي ان تكون متوفرة على معرفته سبحانه وتعالى باسمائه ونعوته وفعاله وحكمته جل وعلا في خلقه. يكون العلم بالله عز وجل اكبر ما يكون منك حرصا. بعض الناس يعيش السنوات الطويلة في هذه الحياة. وربما يعلم اشياء كثيرة لكن العلم بالله عز وجل باسمائه وصفاته لا تجد انه يشكل عنده شيئا كثيرا. تذكر يا عبد الله ان الله اكبر. اذا يجب ان يكون العلم به اكبر هذه من المسائل المهمة التي ينبغي ان نستحضرها وان نتذكرها وان نتذاكر فيها فان الغفلة عنها عظيمة والله. الله سبحانه اكبر من كل شيء. يجب عليك ان تقدره حق قدره. وان تعظمه حق تعظيمه. اولئك الذين انحرفوا في امور كثيرة تتعلق بصفات الله عز وجل ما اوتوا الا من عدم استحضارهم لكبره تبارك وتعالى وانه اكبر من كل شيء. تجد بعض الناس مثلا يقول اذا كان الله عز وجل يستوي على عرشه اذا هو محتاج الى العرش سبحان الله العظيم. الله اكبر من كل شيء. العرش هو الذي يحتاج الى الله العرش ما قام ولا حمله حملته الا باعانته سبحانه وتعالى وامداده. كل شيء محتاج الى الله والله عز لا يحتاج الى احد بل هو الغني سبحانه وتعالى. اذا هذا الذي يقول مثل هذا القول ما قدر الله حق قدره. تجد انه ينفي مثلا نزول الله سبحانه الى سماء الدنيا كل ليلة. بزعم انه اذا نزل الى اهل جهة فانه يكون بعد ذلك نازلا الى جهة اخرى وهكذا لانه لم يزل هناك ثلث ليل في كل الوقت بالنسبة للكرة الارضية سبحان الله العظيم. الله اكبر من كل شيء. ما هذه الكرة ارضية بالنسبة لعظمة الله سبحانه الكون كله بسماواته وارضه ليس بشيء امام عظمة الله عز وجل وكبره. فكيف يقال بعد ان الله عز وجل اذا نزل فانه يلزم من ذلك ان يكون شيء من المخلوقات فوقه او انه يكون محتويا يكون شيء من كونه قد احتواه تعالى الله عن ذلك. السماوات والارض ليست بشيء. كحبة في كحبة خردل في كف والشأن في حق الله عز وجل اعظم. الكرسي كما جاء في الحديث في العرش كحلقة ملقاة في فلاة. والسماوات والارض للكرسي كحلقة ملقاة في فلاة. والكرسي في العرش كحلقة ملقاة في فلاة. والله اعظم واكبر من ذلك بكثير. اذا الله عز وجل هو علي الاعلى وهو المحيط بكل شيء ولا يحيط به شيء. اذا كل من يخوض في صفات الله تعالى بالباطل ويورد عليها مثل هذه السخيفة فانه ما اوتي الا من ضعف ايمانه بان الله جل وعلا هو الكبير الاكبر. اذا استحضر هذا يا عبد الله اكنت تعتقد ان الله اكبر من كل شيء؟ فكيف تتوجه بالعبادة الى غيره؟ سبحان الله! تتوجه الى مخلوق مثلك وتترك الله الكبير العظيم الذي هو اكبر من كل شيء. سبحان الله. هل احد يقدر على ان يجيبك ويعطيك سؤلك؟ هل احد بيده ملكوت بكل شيء وهو يجير ولا يجير ولا يجار عليه سوى الكبير الاكبر سبحانه وتعالى. اذا كيف يلتفت انسان بدعائه بذبحه بطوافه بنذره بقصده لغير الله سبحانه وتعالى. هذا ما اوتي الا لانه لم يحقق الايمان بان الله هو الكبير بل الاكبر. اذا يقيم لك ايمانك وتعبدك لله سبحانه وتعالى ان اعطيت هذا الاسم واعطيت هذه الصفة حظها من التأمل والتدبر والايمان قال رحم الله العظيم قريب في المعنى من المعنى السابق والعظمة صفة تدل على معان كثيرة فهو اسم جامع لنعوت كثيرة. العظيم هو الكبير. والعظيم هو ذو السؤدد. والعظيم هو ذو السلطان. والعظيم هو قوي اذا كل هذه المعاني ترجع الى ثبوت العظمة لله سبحانه وتعالى. والعظيم له معنيان الاول انه وذو العظمة فهي اذا صفة ذاتية لله سبحانه وتعالى فانه لم يزل ولا يزال ذا العظمة سبحانه وتعالى. والمعنى الاخر عظيم بمعنى معظم فعيل بمعنى مفعول كما تقول عتيق بمعنى معتق اذا الله عظيم بمعنى انه معظم يعني هو الذي يستحق التعظيم حقه سبحانه على كل المخلوقات ان يعظم سبحانه وتعالى وهو العظيم بكل معنى يوجب التعظيم لا يحصيه من انسان جميع انواع التعظيم ثابتة لله سبحانه لانه اهل لذلك. حقيق به يستحقه سبحانه لذاته ولصفاته سبحانه وتعالى. ومن تعظيم الله تعظيم امره ونهيه وتعظيم ما شرع وتعظيم حرماته ومن يعظم شعائر الله فانها من تقوى القلوب. ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه. اذا كنت تعتقد ان الله هو العظيم عظم امره وعظم نهيه وعظم شرائعه وعظم سنة نبيه صلى الله عليه وسلم. قابل ذلك كله بالتبجيل والاحترام والتقدير والتعظيم واعتقاد الكمال هذا كله ثمرة لايمانك بان الله سبحانه هو العظيم حذاري حذاري من الاستهانة والاستخفاف بشيء من شعائر الله عز وجل واوامره او من سنن نبيه محمد صلى الله عليه وسلم. عظم كلام الله عظم سنة كنبيه صلى الله عليه وسلم متى ما ورد عليك الاية او الحديث فقل سمعا وطاعة على الرأس والعين خذ ذلك بحفاوة خذ ذلك عظيم اعتقد ان هذا غاية الكمال وان هذا غاية ما يكون من الخير والهدى والسداد. هذا كله ثمرة من تعظيم الله سبحانه وتعالى ومما يجدر ويحسن ان ينبه عليه في مثل هذه الايام مع توفر الهمم ولله الحمد على تلاوة كتاب الله عز وجل ينبغي ان نذكر انفسنا بقضية مهمة لها فرع بهذا لها تعلق بهذا الموضوع الا وهو ضرورة تعظيم كتاب لله سبحانه وتعالى. هذا المصحف يجب عليك يا ايها المسلم ان تعظمه. واخرج ابن ابي داوود في كتاب المصاحف عن ابراهيم النخعي رحمه الله انه قال كانوا يقولون عظموا المصاحف. كانوا يقولون عظموا المصاحف. والواقع ان قلة من الناس يقع منه شيء من عدم المبالاة بتعظيم القرآن. وهذا خطأ عظيم. اعلم يا رعاك الله ان العلماء مجمعون على ان من احتقر القرآن واهانه عامدا ذاكرا فانه قد ارتد عن دين الله. كان يلقيه والعياذ بالله في الخلاء يعني في الحش في دورة المياه او يركضه برجله وهو يعلم انه كتاب الله. هذا يكفر والعياذ بالله بمجرد هذا الفعل. ودون ذلك امور نص العلماء على تحريمها او على كراهتها. كلها تتنافى وتعظيم القرآن واحترام المصحف. ومن ذلك ما ذكر العلماء مما قد يرى من بعض الناس مع الاسف الشديد في بعض المساجد انهم اذا ارادوا ان يقلبوا اوراق المصحف فانهم اخذوا شيئا من الريق او بوزاق ثم قلبوا المصحف وهذه رعونة لا ينبغي ان يفعلها المسلم هذا الفعل نص العلماء على انه محرم لانه يتنافى وتعظيم القرآن ايضا مما نبه العلماء على انه من الامور التي لا تنبغي وتتنافى مع تعظيم القرآن ان تضع اشياء على المصحف. بعض الناس ترى في المسجد مثلا هنا انه يضع المصحف ثم يضع فوقه الجوال او يقع يضع فوقه النظارة او ربما وضع شيئا من الطعام عليه وهذا شيء لا يليق لا يتناسب مع تعظيم ايضا بعض الناس ربما يضع المصحف في مكان قريب من الاحذية. وقد رأيت هذا من بعض الناس وهذا لا يليق يا رعاك الله. كيف تضع كتاب الله بجوار هذه الاشياء غير المناسبة. بل نص كثير من العلماء على كراهة ان يضع الانسان المصحف في الارض. لانه يشير الى شيء من اللامبالاة وقد يعرضه الى ان يوطأ او يتخطى وكل هذا شيء لا يليق ان يتعامل فيه مع المصحف. ناهيك عن ما يقع من بعض الناس وهنا انبه الى ضرورة ان نربي ابناءنا على العناية بالمصاحف مع الاسف الشديد اذا نظرت في المصاحف التي في دور التحفيظ مثلا في حلق القرآن في المساجد ونحوها تجد ان المصاحف شأنها مع الاسف الشديد محزن تجد تمزيقها تجد الكتابة عليها تجد التخطيط بالاقلام تجد ان الغلاف يكاد ان يهترئ او ينزع وكل هذا دليل على ان هؤلاء الاطفال ما علموا ولا ربوا على تعظيم المصحف على تعظيم كتاب الله سبحانه وتعالى. فتذكري يا رعاك الله ضرورة العناية بتعظيم كلام الله الذي في هذا القرآن الذي في هذا المصحف هو كلام الله العظيم سبحانه وتعالى. فكيف لا تعظمه يا هداك الله؟ فهذا من الامور التي ينبغي ان نتنبه لها وان نستفيدها من معرفتنا بهذا الاسم الجليل وهذه الصفة العظيمة الا وهي صفة العظمة هو اسم العظيم لله سبحانه وتعالى. قال رحم الله الجليل الجليل ليس من الاسماء التي ثبتت في القرآن على خلاف شرط الشيخ والشيخ كما قد علمنا نص على انه يريد انتقاء جملة من الاسماء الواردة في كتاب الله والجليل ليس منها. كما ان الجليل فيما الم لم يثبت في حديث صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم. جاء في حديث ابي هريرة في اه رواية تعداد الاسماء كما علمنا سابقا ان قول النبي صلى الله عليه وسلم ان لله تسعة وتسعين اسما مائة الا واحدا من احصاها دخل الجنة حديث ثابت في الصحيحين لكن الرواية التي فيها بعد ذلك تعداد هذه الاسماء هو الله الذي لا اله الا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم الى اخره. هذه الرواية لا تصح بل هي ضعيفة عند علماء الحديث بل نقل شيخ الاسلام رحمه الله اجماع اجماع علماء الحديث على ان هذه آآ الزيادة مدرجة وليست من كلام النبي صلى الله عليه وسلم. المقصود انه في هذه الرواية جاء اسم الجليل وانت قد علمت ان هذا الاسم آآ ان هذه الرواية لم تثبت. لكن يبدو والله اعلم ان من اثبت من اهل العلم آآ من اثبت هذا الاسم من اهل العلم كابن القيم وغيره من اهل العلم يبدو انهم اخذوا هذا الاسم من الاشتقاق الاشتقاق من قوله سبحانه وتعالى في اسم الجلال ذي الجلال والاكرام تبارك اسم ربك ذي والاكرام كان هؤلاء اخذوا هذا الاسم من الاشتقاق من هذا الاسم والله تعالى اعلم. على كل حال الجليل فيما يعني المعظم فهو معنى قريب من اسمه سبحانه العظيم الجليل هو الذي يستحق التعظيم سبحانه وتعالى نعم. قال رحمه الله تعالى العفو الغفور الغفار الذي لم يزل ولا يزال بالعفو معروفا وبالغفران والصفح عن عباده موصوفا. كل واحد مضطر الى عفوه ومغفرته كما هو مضطر الى رحمته وكرمه. وقد وعد بالمغفرة عفوي لمن اتى باسبابها. قال تعالى واني لغفار لمن تاب وامن وعمل صالحا ثم اهتدى. هذه جملة من اسماء الله سبحانه وتعالى. ابتدأها باسمه سبحانه العفو. ان الله كان عفوا غفورا. فان الله كان عفوا قديرا. هذا اسم من اسمائه سبحانه وتعالى دال على صفة العفو العفو دال على صفة العفو والعفو في اللغة هو محو الاثر. يقال عفت الريح الاثر. يعني انها ازالت ومحت الاثر على الارض. فالله سبحانه وتعالى هو العفو بمعنى انه يسامح ولا يؤاخذ على الذنب فهو يمحو اثر الذنب ولا يعاقب سبحانه من شاء من عباده جل وعلا عفو الله عز وجل عفو عظيم ومغفرته مغفرة كبرى. فالله عفو كثير العفو وسبحانه وتعالى وهذا من الاسماء العظيمة التي تورث آآ الرجاء في الله سبحانه وتعالى والمحبة له جل وعلا واستحضار الانسان لهذا المعنى يدعوه الى مقام الحياء من الله سبحانه. فالعبد يذنب والله جل وعلا يعفو. اذا يضطرك يا ايها المؤمن الى ان تستحي من الله حق الحياء. فالله يمهلك ولا يفضحك ويستر عليك ويعفو عن ذنبك. اذا فلتت اتق الله عز وجل ولتعظم الله سبحانه وتعالى ولتتقي ولتخشى ولتخشى منه حتى تكون جديرا بهذا الذي يعاملك به ربك سبحانه وتعالى. اما الاسم الاخر الذي جاء في كلام الشيخ فهو الغفور. وكذلك الغفار. وكلاهما اسمان ثابتان لله سبحانه وتعالى الغفور يعني الذي هو كثير المغفرة غفور صيغة مبالغة من غافر وغفار ابلغ كما جاء في القرآن ايضا انه غافر الذنب. اذا كل هذه الاسماء تدل على ان الله سبحانه وتعالى يغفر الذنوب جل وعلا. والمغفرة يدل معناها على الستر والتغطية. ومنه يقال المغفر الذي يغطى به الرأس في الحرب فمن ذلك او من هذا المعنى اخذت هذه الكلمة المغفرة يعني ستر الذنب والتجاوز والمسامحة والصفح من الله سبحانه وتعالى وهذا لا شك ان من الامور العظيمة والتي تمدح سبحانه وتعالى بها كثيرا. هذا الاسم الغفور جاء في كتاب الله كثيرا في مواضع زاءت زادت على التسعين موضعا وصف الله جل وعلا نفسه بانه غفور. وسمى نفسه بهذا الاسم العظيم. وايماننا بهذا الاسم يقتضي منا ان نرجوه سبحانه وان نحبه وان نسعى للاسباب التي تكون آآ مفضية الى مغفرة الله سبحانه وتعالى لنا وهذا كله يدعو الى ان يستقيم الانسان على طاعة الله جل وعلا وان يكثر من الحسنات فان مغفرة والله مغفرة عظيمة من تأمل نصوص الكتاب والسنة وجد انها شيء يفوق الوصف والله. في سنن الترمذي فيما يرويه ربنا جل وعلى فيما يرويه نبينا صلى الله عليه وسلم عن ربه جل وعلا قال يا ابن ادم انك ما دعوتني ورجوتني غفرت منك غفرت لك على ما كان منك ولا ابالي يا ابن ادم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك. يا ابن ادم لو اتيتني بقراب الارض خطايا يعني بما يقرب من ملء الارض. تخيل هذه الارض الواسعة الفسيحة كلها ممتلئة من ذنوبك. لو اتيتني بقراب الارض خطايا ثم لقيتني لا تشركوا بي شيئا لاتيتك بقرابها مغفرة. اذا هذه مغفرة عظيمة جدا شيء في الحقيقة يتحير فيه اللب من كثرة هذه المغفرة وعظمتها. اذا هذا يدعونا الى محبته ورجائه تبارك وتعالى. وان نحرص على هذا الشرط المهم ان لا نلقى الله سبحانه وتعالى بشيء من الشرك فانك اذا فعلت ذلك يا عبد الله ما ابعدك عن مغفرة الله وما ارجى المغفرة في حقك ان لقيت الله سبحانه بتوحيد خالص لا شائبة للشرك فيه. فتنبه لهذه المسألة المهمة ان كنت ترجو مغفرة الله سبحانه وتعالى وهنا مسألتان الاولى تتعلق بكلمة الشيخ رحمه الله في جملته الاخيرة لعلك تقرأها يا دكتور. قال رحمه الله تعالى وقد وعد مغفرة والعفو لمن اتى باسبابها. وعد الله جل وعلا بالمغفرة لمن اتى باسبابها وهذا حق. واني لغفار لمن تاب وامن وعمل صالحا ثم اهتدى فانه كان للاوابين غفورا. ولكن ليس هذا فقط بل قد يغفر سبحانه وتعالى حتى لمن لم يأتي باسبابها اعني من التوبة والاستغفار. فان الله جل وعلا قد يغفر للعاصي ولو لم يستغفر ولو لم يتب ولو لم يقلع. قال سبحانه ان الله لذو مغفرة للناس على ظلمهم على استمرارهم على هذه المعاصي والظلم فان الله تبارك وتعالى قد يغفر لهم ولكن هذه المغفرة تحت مشيئته. الله جل وعلا لمن لم يتب فان مغفرته مغفرته متعلقة بمشيئته. ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. اما من تاب الى الله فانه يقطع بان هذا الذنب مغفور. لا لان العبد يوجب على الله شيء بل لان الله وعد والله لا يخلف الميعاد ان يغفر لمن تاب وان من تاب من الذنب فهو كمن لا ذنب له كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم لكن ايضا انتبه لا تجزم بان ذنبك قد غفر. لانك لا تدري احققت شروط التوبة والاستغفار كما ينبغي ام لا لكن ترجو الله عز وجل وتأمل وتطمع في مغفرته سبحانه وتعالى. الامر الثاني الذي ينبغي التنبيه عليه في هذا المقام هو ما قد ليتبادر من السؤال عن الفرق بين العفو والمغفرة. العفو والمغفرة معنيان متقاربان. يدل احدهما على الاخر عند انفراد احاديث اما بالذكر اما اذا اجتمعا في سياق واحد كما في قوله جل وعلا واعف عنا واغفر لنا فما الفرق بين العفو والمغفرة؟ اختلف العلماء في هذه المسألة الى اقوال من اقوى تلك الاقوال ان العفو يتضمن الصفح عن الذنب وترك المعاقبة عليه. اما فانها تقتضي فانها تقتضي ما هو اعظم وهو اقبال الله عز وجل على العبد ورضاه عنه اما الرحمة فانها تقتضي ما هو ابلغ وابلغ وهو احسانه سبحانه وبره بعبده. واعف عنا واغفر لنا وارحمنا. اذا على هذا تكون المغفرة ابلغ ام العفو. نعم لا شك انها المغفرة. وذهبت طائفة من اهل العلم الى ان العفو هو اسقاط المؤاخذة على الذنب ولكن قد يسبق ذلك عقاب او عتاب. واما المغفرة فانها تتنافى والعقاب وعلى هذا فتكون المغفرة ايضا ابلغ. ولكن هذا القول فيه ما فيه مما هو ظاهر آآ مما هو ظاهر في ضعفه. فان الجمع بين الامرين في دعاء المؤمنين واعف عنا واغفر لنا. يتنافى قصد هذا المعنى والله عز وجل اعلم. ومن اهل العلم من قال ان العفو يكون عن الكبائر والمغفرة تكون عن الصغائر. وعلى هذا اي الصفتين ابلغ؟ نعم العفو. لان العفو يتعلق به مغفرة ما هو عظيم وهو الكبائر بخلاف المغفرة وعلى كل حال الامر في هذه قريب واسأل الله عز وجل ان يمن علينا بعفوه مغفرته وان يبلغنا رحمته سبحانه وتعالى كما اسأله جل وعلا ان يفقهنا في الدين وان يعلمنا ما ينفعنا وان ينفعنا ما علمنا كما اسأله تبارك وتعالى ان يعز الاسلام وان ينصر المسلمين وان يحقن دماء المسلمين وان يؤلف بين قلوبهم وان على الهدى والحق ان ربنا لسميع الدعاء. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان. هذا سائل يقول اريد ان اعتمر في رمضان فما هو الافضل؟ اليوم او انتظر الى العشر الاواخر؟ ارى ان تفعل الايسر لك العشر الاواخر لا شك فضلها اعظم لكن ربما يكون الزحام كثيرا وربما تنشغل عن كثرة التلاوة والقيام والذكر بسبب آآ السفر فان تيسر لك ان تذهب الان فالحمد لله وان اخرت ذلك فلا بأس عليك ان شاء الله. هذا سؤال ايضا قريب من السابق هل هو يوجد ميزة في اداء العمرة في العشر الاواخر من شهر رمضان على غيرها من ايام رمضان لا اعلم دليلا خاصا على تفضيل عمرة العشر الاواخر على غيرها اللهم الا ان الزمن افضل لكن ان يكون دليل خاص على آآ استحباب العمرة في العشر الاواخر على وجه الخصوص لا اعلم دليلا على ذلك. يقول ما هو التعدي في الدعاء التعدي في الدعاء هو سؤال ما لا يليق شرعا او قدرا. سؤال ما لا يليق شرعا او قدرا. فاذا سأل الانسان شيئا لا لا يجوز له كأن يسأل الله مثلا ان يكون نبيا او ان يكون رسولا ان هذا امر لا يجوز له لان الله تبارك وتعالى لن يعطيك ذلك ولا يجوز لك ان تسأل ان تكون نبيا بعد خاتم الانبياء محمد صلى الله عليه وسلم. كذلك ان تسأل آآ شيئا يتضمن آآ طلب امر محرم كان تسأل تيسير فعل معصية من المعاصي فان هذا ايضا لا يجوز لك لانك تسأل شيئا لا يحل لك شرعا كذلك الامور التي لا تليق قدرا وذلك بان تسأل ما تعلم ان الله تبارك وتعالى لا يفعله ومن ذلك ان تسأل ان تملك هذه الدنيا مثلا كلها. ان هذا ايضا من الامور التي اه لم يكن الله عز وجل ليعطيها ليعطيها احدا للناس ان يملكه هذه الدنيا كلها. ايضا من فروع التعدي ان يسأل الانسان شيئا يتنافى وآآ الاجمال في طلب فان من سنن الدعاء ان يجمل الانسان في الطلب ويسأل تفاريع دقيقة كان يسأل ان يكون له في الجنة كذا وكذا وكذا من الامور التي لم يرد في الشرع او في احواله السلف سؤالها فان هذا ايضا من فروع التعدي في الدعاء هذا يسأل عن العمل في شركة تتبع لابيه وهذه الشركة تتعامل بالربا ونصح اباه بترك التعامل بالربا فلم يستجب له فترك العمل هل هو عاق بذلك لوالده؟ الجواب لا لست عاقا لوالدك وفعلك هو الصواب. اذا كانت هذه الشركة تتعامل بالربا فليس لك ان تعين على ذلك. لقول الله سبحانه وتعالى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان ورضا الله سبحانه مقدم على رضا والدك والذي انصحك به ان تستمر في بنصحه لعل الله سبحانه ان يهديه على يديك. هذا يسأل عن اعادة العمرة ان كنت تقصد انك وصلت الى المدينة بعد عمرتك الاولى وتريد ان تذهب الى مكة مرة اخرى فهذا عمل صالح. لا بأس به وبادر اليه. فالعمرة الى العمرة كفارة لما بينهما ولا دليل يصح على اي مدة تقدر بين العمرتين عن النبي صلى الله عليه وسلم. فان تيسر لك ان تذهب مرة اخرى فانك تعتمر من الميقات قات اهل المدينة الذي هو ذو الحليفة. هل الفرد من اسماء الله الحسنى؟ لا اعلم دليلا على ثبوت هذا الاسم لله سبحانه وتعالى. الله هو والاحد والله الصمد وهذا يغني عن هذا الاثم عن هذا الاسم اذا لم يكن ثابتا. ما حكم قول يا ساتر عند خوف احدنا؟ الاولى ان تقول يا ستير لان هذا هو الذي ثبت من اسم الله سبحانه وتعالى. اما الساتر فلا اعلم دليلا يدل على ثبوته فادعوا الله عز وجل باسمائه الحسنى فهو خير يقول رجل دعب زوجته فانزل يعني انزل المني فما الحكم؟ نقول تب الى الله عز وجل مما فعلت فهذا التصرف لا يجوز والله جل وعلا يقول في الحديث القدسي يدع طعامه وشرابه وشهوته من اجلي. هذا التصرف منك قبيح. تب الى الله مما فعلت وكذلك على الزوجة ان تتوب الى الله عز وجل ان كانت مطاوعة وعليك وعليها ايضا اذا كانت انزلت آآ قضاء هذا اليوم تب الى الله استغفر واقضي هذا اليوم والله تعالى اعلم وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه