ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره نعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هدي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا قبل ان نبدأ درس اليوم فهذه متممات ثلاث تتعلق بدرس الامس. اولا في اسم اخي المؤمن نبه اهل العلم كابن قتيبة وغيره ان هذا الاسم لا يتصرف انما يذكر كما ورد فليس كالسميع يقال الله سميع وسمع ويسمع وبصير وابصر ويبصر. فلا يقال في مؤمن ان الله امن ويؤمن وذلك لعدم الدليل فيوقف في هذا الاسم عند حد ما ورد يقال الله هو المؤمن ومعنى ذلك بحسب ما مضى بيانه الامر الثاني في اسم الله الحفيظ مر معنا ان هذا الاسم يدل على ثلاثة معان الاول نعم احسنت من الحفظ الذي هو النسيان لا يضل ربي ولا ينسى. والثاني انه يصون عباده من كل ما يضرهم في دينهم ودنياهم واخراهم والثالث نعم استطردنا حتى فات التنبيه على الثالث. الثالث الذي ذكره اهل العلم انه الذي يحفظ اعمال عباده يحصيها ثم يوفيهم اياها يوم القيامة. اذا هذا هو المعنى الثالث وادلته لا تكاد تحصر. التنبيه الثالث في اسم الله الحسيب وقلنا ان الحسيب يدل على صفة العلم فالحسيب هو العليم. وكذلك الحسيب هو المحاسب. وثمة معنى ثالث لابد من التنبيه عليه وهو ان الحسيب هو الكافي من الحسب والحسب هو الكفاية والله جل وعلا هو كافي عبادة في كل ما وفي شؤون دينهم ودنياهم. وتأمل قول الله جل وعلا ولو انهم رضوا ما اتاهم الله ورسوله. وقالوا حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله ورسوله انا الى الله راغبون. وانظر ما في هذه الاية العظيمة من تعليم التوحيد. التوحيد هو ان لا يشرك الله عز وجل شيء في شيء من خصائصه. وهذه الاية علمت المؤمنين التوحيد. فالله عز وجل له حق لا يشركه فيه تأمل قوله سبحانه ولو انهم رضوا ما اتاهم الله ورسوله. فالاتاء يكون من الله والايتاء يكون من رسوله صلى الله عليه وسلم ايضا وما اتاكم الرسول فخذوه. اذا هذا لا بأس بان يضاف الى الرسول صلى الله عليه وسلم. لكن لما جاء الى الحسب ماذا قال وقالوا حسبنا الله او قالوا حسبنا الله ورسوله؟ قالوا حسبنا الله. فالحسب ماذا؟ خاص بالله عز وجل. لا يشركوا فيه غيره. ثم ما عاد ما يتعلق بالايتاء سيؤتينا الله من فضله ورسوله. لكن الرغبة لله فقط انا الى الله راغبون. وما قال انا الى الله ورسوله راغبون. فالله عز وجل له حق لا يجوز ان يشاركه فيه غيره تبارك وتعالى. اذا الحسب يعني الكفاية هذه الى الله سبحانه وتعالى. والنبي صلى الله عليه وسلم لما قيل له ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم. قال حسبنا الله ونعم الوكيل. وقال ذلك المؤمنون في صحيح البخاري ان ابن عباس رضي الله عنهما قال حسبنا الله ونعم الوكيل. قال يا ابراهيم عليه حين القي في النار وقاله محمد صلى الله عليه وسلم حين قال له الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا وقالوا الله ونعم الوكيل. اذا هذه تتمات لدرس امس ونستأنف بعون الله ونكمل بعون الله عز وجل ما يتعلق بدرس اليوم استعن بالله الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد قال الشيخ عبدالرحمن السعدي رحمه الله تعالى في شرح اسماء الله الحسنى الوكيل المتولي خلقه بعلمه وكمال قدرته وشمول حكمته. الذي تولى اولياءه فيسرهم لليسرى. وجنبهم العسر وكفاهم الامور فمن اتخذه وكيلا كفاه. الله ولي الذين امنوا يخرجهم من الظلمات الى النور. اسم الله الوكيل وكيل فعيل بمعنى مفعول يعني الذي اتخذه عباده وكيلا فتوكلوا عليه وفوضوا امورهم اليه والله جل وعلا هو الحقيق بذلك. هو الذي يستحق هذا فاتخذه وكيلا. واذا توكل العبد على الله عز وجل وفوض الامور اليه فاز بالسعادة كلها لانه ضعيف عاجز محتاج الا اذا كان الله عز وجل له اذا تولاه الله فليبشر الخير والسعادة والا فانه لا حول له ولا قوة الا بالله العظيم سبحانه والعبد ربما يكون وكيلا للعبد لكن شتان بين امرين الوكيل من المخلوقين لا يكون وكيلا الا بتوكيل الموكل الا بتوكيل الاصيل والله جل وعلا يستحق ان يكون الوكيل على عباده جميعا والميسر لامورهم والمتولي لشؤونهم دون توكيل من احد فهو المستحق لذلك تبارك وتعالى لذاته ثمان الوكيل يكون وكيلا في بعض الامور. اما الله عز وجل فهو وكيل لعبده في كل شيء. ثمان اذا توكل مهما احسن فانه لابد من نقص فلا يستطيع ان يوفي كل شيء على ما يرام اما الله جل وعلا فانه والوكيل الذي يتولى شؤون عباده من جميع الامور ولا يخالط ذلك نقص ولا يخالطه عيب ولا يخالطه عز تبارك وتعالى اذا الله عز وجل هو الوكيل الذي يجب ان يتوكل عليه العبد ويفوض الامر اليه والتوكل على الله عز وجل عبادة عظيمة بل هي شرط للايمان وعلى الله فتوكلوا ان كنتم مؤمنين. فاهل الايمان سمتهم وعلامتهم انهم يتوكلون على الله عز وجل يعني يفوضون الامور الى الله ويعتمدون بقلوبهم على الله يطمئنون الى حكم الله وهذا التوكل عاقبته العاقبة الحميدة فمن توكل على الله فليبشر بكل خير سييسر الله عز وجل اموره ويزول عنه كل تعسير. والتوكل لا يتنافى وفعل الاسباب. بل فعل الاسباب من التوكل. وذلك ان التوكل عند اهل العلم كما قالوا حركة بلا سكون وسكون بلا حركة. حركة بلا سكون يعني بالجوارح. يعني بفعل المباحة دون تكاسل ثم سكون بلا حركة يسكن القلب ويطمئن ويهدأ ولا يضطرب ولا يجزع انما اطمئنوا الى حكم الله عز وجل وتقديره. حركة بلا سكون وسكون بلا حركة. او كما قالوا ترك الالتفات الى الاسباب بعد فعل الاسباب لا تلتفت الى الاسباب بعد ان تقوم بالممكن من فعلها. فوض الامر بعد ذلك الى الله عز وجل وابشر بكل خير. فالله لا يضيع من توكل عليه سبحانه وتعالى. وهذا تنبيه لطيف من الشيخ. وهو ان التوكل على الله وان اتخاذه وكيل ليس في امر الدنيا فحسب بل التوكل على الله عز وجل في امر الدين اعظم فان الله ولي الذين امنوا يخرجهم من الظلمات الى النور شتان بين من يتوكل على الله في تحصيل رغيف ومن يتوكل على الله في الايمان بالله في اداء عبادته والتذلل والطاعة له. كثير من الناس اذا ذكر التوكل ما خطر في باله الا ما يتعلق بالتوكل على الله في الطعام والشراب والتجارة وتحصيل تحصيل القوت وما شاكل ذلك ويغفل عن التوكل على الله عز وجل في اداء حقه فانك لن تستطيع القيام وبعبادة الله ان لم يكن الله لك معينا وميسرا وكما ذكرنا فيما سبق اذا دعي المسلم الى الصلاة فقيل له حي على الصلاة صلاة حي على الفلاح فوض الامر الى الله وتبرأ من حوله وقوته وقال لا حول ولا قوة الا بالله فانا لا شيء وليس مني شيء ولا استطيع شيئا ان لم يكن الله معينا لي وميسرا للامور. فالتوكل على الله في الطاعة اعظم من التوكل على الله في غيرها وكل لا شك انه مأمور به ومطلوب لكن شتان ايضا بين الامرين فتنبه الى هذه اللفتة المهمة في كل شأن من الشؤون اذا اردت ان تذهب الى صلاة الجماعة اذا اردت ان تقوم اذا اردت ان تصوم اعزم في قلبك وتوكل على الله عز وجل وفوض الامر اليه والتجأ اليه وابشر بان الامور ستتيسر لك بتوفيقه ورحمته سبحانه. نعم. قال رحمه الله تعالى ذو الجلال والاكرام اي ذو العظمة والكبرياء وذو الرحمة والجود والاحسان العام والخاص المكرم لاوليائه واصفيائه الذين يجلونه ويعظمونه ويحبونه. ذو الجلال والاكرام ذو بمعنى صاحب. اذا هو صاحب الجلال وصاحب الاكرام والجلال هو العظمة والكبرياء. ومضى الكلام فيه فيما سبق. اذا الله صاحب الجلال. وهذا يشمل معنيين الاول انه العظيم في نفسه سبحانه وتعالى. فرجع هذا الاسم الى اسمه العظيم. والمعنى الثاني ان المعظم الذي يعظمه عباده. والذي يجله عباده. فالمؤمنون يحبونه ويعبدونه ويثنون عليه وهذا دليل على انه سبحانه وتعالى هو العظيم. فلانه العظيم عظمه عباده. اذا ذو الجلال يعني العظيم والمعظم ذو الجلال يعني العظيم والمعظم. اما ذو الاكرام فان الاكرام هو فعل ما فيه كرم والاكرام يشمل امرين الاكرام المضاف الى الله عز وجل يدل على معنيين الاول انه المكرم لعباده. فالله عز وجل يكرم عباده سبحانه وتعالى. والثاني انه المكرم الذي يكرمه عباده بطاعته. فيذلون له ويعبدون ويطيعونه ويستجيبون لاوامره الى غير ذلك من هذه المعاني. فعاد ذو الاكرام الى معنى المكرم ومعنى المكرم وهذه مسألة مهمة يجدر التنبيه عليها وهي ان اكرام الله سبحانه وتعالى نوعان اكرام واكرام خاص. اما الاكرام العام فهو انه ينعم سبحانه بما فيه منفعة. وهذا لا يختص بالمسلم فحسب بل هو عام لجميع الخلق. فالله جل وعلا لربوبيته على الخلائق اجمعين فانه ينعم ويتفضل بما ينفع العباد والخلائق اجمعين. اما الاكرام الخاص فهو الاكرام بما يحب سبحانه وتعالى. فمن اكرمه هذه الكرامة الخاصة كان هذا دليلا على ان الله عز وجل يحبه. وعلى ان الله عز وجل يقربه اليه ويدنيه اليه. وهذا ليس الا لاهل الطاعة وها هنا يغلط كثير من الناس حينما يرون الانعام فيظنونه دليل الاكرام يعني الاكرام الخاص وبين الامرين عموم وخصوص. فكل اكرام انعام وليس كل انعام اكراما. كل اكرام فهو انعام وليس كل انعام اكراما بهذا المعنى الخاص بل ربما يكون ابتلاء او استدراج. فاما الانسان اذا ما ابتلاه ربه اكرمه ونعمه فيقول ربي اكرمن. انتبه الى الفرق بين الاكرام الذي جاء اولا والاكرام الذي جاء ثانيا الاكرام الذي جاء اولا هو الاكرام العام. فاما الانسان اذا ما ابتلاه ربه فاكرمه ونعمه. يعني اعطاه ومن عليه واغدق عليه بالمال بالثمار بالاولاد بالمناصب بغير ذلك. هذا اكرام عام لكن لا يدل على الاكرام الخاص. اذا رأى هذا اغتر فقال ربي اكرمن انا كريم على الله عندي او لي عنده الكرامة فهو يحبني وهو يرضى عني وهو يقربني اليه وهو ويجازيني على اعمالي يعني الحسنة وهذا ليس بلازم. ولذا عقب الله عز وجل بعد ذلك بقوله كلا. ليس الامر كذلك ليس كل من اعطاه الله عز وجل الدنيا كان هذا دليلا على كرامته عنده بل هذا من الغرور ان يظن الانسان ذلك النعم الدنيوية قد تكون اكراما وقد تكون ابتلاء. الله عز وجل قد يعطي الدنيا بسبب الطاعة. فقلت استغفروا ربكم انه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا. ويمددكم باموال وبنين الى اخر ما جاء في الاية. لكن انتبه قد تكون نعم استدراج ابتلاء ليعلم الله عز وجل شكر الشكور من كفر الكفور. فالله يعطي الدنيا لمن يحب ولمن لا يحب اما الاخرة فانه لا يعطيها الا الا لمن يحب. وفي السنن باسناد حسن لا بأس به. قال صلى الله عليه وسلم اذا رأيت الله يعطي العبد من الدنيا ما يحب وهو مصر على المعاصي فاعلم ان ما ذلك استدراج. قد يعطيك الله عز وجل يا عبد الله وانت مقصر في طاعة الله فاياك ان تظن ان هذا لكرامتك عند الله ولمنزلتك العالية عنده ولو كانت الدنيا تساوي عند الله جناح بعوضة ما سقى كافرا منها شربة ماء الدنيا ليست بشيء عند الله تبارك وتعالى. لا تساوي عند الله جناح بعوضة. فاذا اغدق على الانسان فلا ينبغي ان يغتر بل ينبغي عليه ان يخاف وان يعلم ان هذا ابتلاء كما قال سليمان عليه السلام لما رأى عرش بلقيس عنده قال ليبلو ااشكر ام اكفر؟ هذا هو فعل الصالحين. يتنبهون ويعلمون ان الله جل وعلا يبتلي بالسراء ويبتلي بالضراء ونبلوكم بالشر والخير فتنة فهذه فتن يبتلي ويمتحن الله عز وجل بها وليست دليلا ابدا على الاكرام من الله سبحانه وتعالى الاكرام الخاص هو بطاعة الله عز وجل. من احبه الله ومن اراد الله له الكرامة في الدنيا والاخرة وفقه لطاعته هذه الكرامة الحقيقية. ولذا قد يبتلى احب عباده اليه. الله عز وجل قد يبتلي الصالحين المتقين وليس هذا دليلا على انه يبغضهم حاشى وكلا وايوب اذ نادى ربه اني مسني الضر وانت ارحم الراحمين. مسه الضر عليه الصلاة والسلام وهو نبي كريم ورسول عظيم ومع ذلك مسه الضر. ابتلي في نفسه وابتلي في اولاده وابتلي في ماله واصابه ذلك مدة طويلة فصبر واحتسب ولجأ الى الله عز وجل وايوب اذ نادى ربه اني مسني الضر وانت ارحم الراحمين. اذا لا ينبغي ان يكون الذي يزن به الانسان تقييمه للامور هو الدنيا. الدنيا ينبغي ان تسقط من حسابات الانسان في مثل هذا المقام وهي منزلته عند الله انما الميزان الذي ينبغي عليك ان تزن نفسك به هو الدين. اذا كنت موفقا الى طاعة الله عز وجل فهذه علامة خير فاثبت وسل ربك ان يديمك على طاعته وابشر بالخير. والعكس صحيح. اذا ابتلي الانسان بالضراء وابتلي بالمصائب فان هذا ليس علامة على ان الله لا يحب عبده بل ربما تكون علامة على انه يحبه. فمن يرد الله به خيرا اصاب منه سبحانه وتعالى واشد الناس بلاء الانبياء ثم الامثل فالامثل. وهذه فتنة لبعض الناس اليوم. يقول كيف يكون المسلمون هم اهل الحق وهم المحبوبين عند الله سبحانه وتعالى يحبهم الله ويكرمهم ودينهم هو الدين الحق المصائب والبلايا تنزل عليهم وعلى بلادهم. والجواب كما سبق. الله جل وعلا بالمصائب يهذب. والله عز وجل يثيب والله عز وجل بالمصائب يكفر. والله عز وجل بالمصائب يصلح. اذا لله حكمة بالغة سبحانه في هذه التي تنزل هي ابتلاء وامتحان بها يكون التهذيب والاصلاح وبها يكون التكفير تكفير الذنوب والاثابة بالحسنات و الدنيا دول لكن العاقبة للمتقين. ان تكونوا تألمون فانهم يألمون كما تألمون. وترجون من الله ما لا يرجون. اذا هذا ايضا من الامر الذي ينبغي التنبه له وهو وقوع المصائب والبلايا والمحن في الدنيا لا ينبغي ان يكون سببا لتشكك الانسان في دينه فالدنيا كما اسلفت ليست الا ممرا وليست عند الله عز وجل ذات بال. انما الشأن كله في الاخرة. الاخرة هي محل النعيم الحقيقي ومحل العذاب الحقيقي وهناك ينقسم الناس انقساما واضحا يكون الفرقان يكون التباين فريق في الجنة وفريق في السعير سيكون هنا اهل السعادة حقا واهل الشقاوة حقا. فهذا من الامور التي ينبغي ان تتنبه لها يا رعاك الله. نعم. احسن الله اليكم. قال رحمه الله تعالى الودود الذي يحب انبيائه ورسله واتباعهم ويحبونه. فهو احب اليهم من كل شيء قد ابتلعت قلوبهم من محبته ولهجت السنتهم بالثناء عليه وانجذبت افئدتهم اليه ودا واخلاصا وانابة من جميع الوجوه اسمه تعالى الودود. اسم من الاسماء الحسنى. دال على صفة الود لله جل وعلا. والود هو لب المحبة وصفوها. واختلف اهل العلم في هذا الاسم. فمنهم من قال ان الودود فعول. بمعنى مفعول. يعني ودود يعني محبوب يعني الذي يحبه عباده واولياؤه. ومنهم من قال ان ودود بمعنى اه ودود فعول بمعنى او ودود بمعنى اسم باسم الفاعل يعني واد يعني محب ومنهم من قال انا ودود يشمل الامرين اسم الفاعل واسم المفعول وهذا هو الصحيح ان شاء الله تعالى كما رجحه البغوي وابن القيم وجماعة من اهل العلم المحققين اذا ودود بمعنى مودود وودود بمعنى واد. فالله يحب كما انه يحب سبحانه وتعالى فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه. قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم. الله. اذا الله عز وجل يتصف بانه يحب سبحانه وتعالى. ومحبة الله عز وجل متعلقاتها متعلقة مختلفة فالله عز وجل يحب ذواتا يحب المؤمنين ويحب المتقين ويحب التوابين ويحب المتطهرين والله يحب اعمالا فاحب الاعمال الى الله ادومها وان قل والصلاة على وقتها الى غير ذلك مما جاء في النصوص كما انه يحب بقاع واماكن احب البلاد الى الله مكة واحب البقاع الى الله المساجد كما انه يحب صفات سبحانه وتعالى فالله عفو يحب العفو جميل يحب الجمال. وتر يحب الوتر الى غير ذلك مما جاء في النصوص متعلقات محبة الله عز وجل كثيرة. والله جل وعلا يثبت له اهل السنة والجماعة السلف الصالح واتباعهم المحبة على ما يليق به جل وعلا فهو يحب محبة لا كمحبة المخلوق. محبة ليس فيها له مشارك تبارك وتعالى على حد قوله تعالى الا ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. كما ان الله جل وعلا يحبه اولياؤه بل محبة الله لب العبادة العبادة ولبها المحبة. فالعبد هو الذي تذلل لله عز وجل محبة وتعظيمه. ويا لله العجب من اناس ينكرون محبة الله لك ان تعجب ان من الناس من يقول لا يمكن ان يحب العبد ربه هكذا طائفة من اهل البدع يقولون المحبة لا تكون من العبد للمعبود. يمكن ان تكون من المعبود للمعبود. من انسان لانسان لكن ان تكون من معبود الى الخالق سبحانه وتعالى فلا. طيب ماذا نصنع بقوله تعالى فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه. يقول هذه محبة الثواب محبة النعم محبة الجنة. اما ان يكون الله عز وجل هو المحبوب فلا. وهذا ضلال ما بعده ضلال. سبحان الله العظيم. اي شيء تكون العبادة اذا اذا فرغت من المحبة. بل المحبة لب العبادة واهم اقطابها على الاطلاق. الله جل وعلا لا فكأنه يحب من جميع الوجوه يحب لذاته ويحب لاسمائه ويحب لصفاته ويحب لافعاله جل وعلا. فالمحبة على ثابتة من الطرفين فالله جل وعلا يحب عباده والعباد يحبونه واقرب الناس الى الله اعظمهم له محبة واكرم الناس عند الله من احبهم سبحانه اكثر من غيرهم. ولذا كان الخليلان عليهما الصلاة والسلام هما اقرب الناس الى الى الله عز وجل وارفعهم وارفعهم درجة لديه. اتخذهما الله جل وعلا خليلين. الله عز وجل اتخذ ابراهيم واتخذ محمدا عليهما الصلاة والسلام خليلين والخلة اكمل المحبة ارفع درجات المحبة هي الخلة ولذا اصطفى لها الله عز هذين النبيين الكريمين والله عز وجل يحب نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم اعظم من محبة الخليل. ولذا كان هو سيد ولد ادم عليه الصلاة والسلام فهو افضل الخلق عند الله باتفاق المسلمين. وتنبه هنا الى ان الثابت في النصوص فيما يتعلق بهذا الباب باب المحبة المضافة الى الله عز وجل ان اهل السنة يقفون عند حد ما ورد والذي ورد في هذا الباب ثلاثة الفاظ المحبة والود والخلة دون بقية الالفاظ او المراتب التي يذكرها العلماء للمحبة فلا مثلا العشق ولا يثبتون الصبابة ولا يثبتون التتيم ولا يثبتون الهوى ولا غير ذلك مما يذكره العلماء المحبة الواقعة بين الناس انما نثبت هذه الدرجات الثلاث. المحبة والود والخلة لانها هكذا وردت. وبهذا نعرف ان ما يقع في كلام بعض الناس من قولهم مثلا اعشقك يا الله او ربما تسمى بعض الناس عاشقوا الله او عاشقوا الهي او يقول مثلا اهواك يا الله هذا كله غلط ولا يجوز. لا يضاف الى الله عز وجل من الطرفين لا من قبل ربنا لعبده ولا من قبل العبد ربه لا سيما وان هذه الالفاظ قد يحتويها ما يحتويها مما لا يليق ان يضاف الى الله. فالعشق مثلا هو محبة مع رغبة من رغبة في التمكن من المحبوب ومواقعته. ولا شك ان هذا المعنى لا يجوز بحال ان يخطر في بال الانسان وهو غير قد قطعا لمسلم اطلق مثل هذه اللفظة لكن هذا هو معنى هذه اللفظة فيجب ان ينهى عنها كذلك الهوى الهوى محبة مع التذاذ في غير الشرع يعني بغير ما يبيحه الشرع. ولذا كانت اللذة كان الهوى مذموما في عامة النصوص. الهوى لا تجده في الا مذموما ومن اضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله ولذا يقولون الهوى سقطت منه نون الهوان هواء سقطت منه نون الهوان فصريع الهوى هو صريع الهوان. فالمقصود ان على المسلم ان يتنبه لهذا الامر فهو يثبت لله عز وجل المحبة وعليه ان يجتهد في ان يكون الله عز وجل احب شيء الى قلبه. وحينما يصل الى هذه المرتبة حينها سيدوق طعم الايمان. ذاق طعم الايمان من رضي بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا. ان يكون الله ورسوله كما قال النبي صلى الله عليه وسلم احب اليه مما سواهما. هذا الامر سهل باللسان وبالدعوة لكنه حين العمل والتطبيق صعب الا على من يسر الله عز وجل عليه. وعلامة ذلك عند التعارض. اذا اردت ان تعرف مقدار حبك لله عز وجل اتأمل هذا الامتحان العظيم امتحان المعارضة المعارضة بين ما يحبه الله وبين ما يحبه العبد. فاذا كان الانسان ما يحبه الله على ما تحبه نفسه فليبشر بالخير. هو صادق في محبته لله ومحبته لله عظيمة. واذا كان فعليه ان يراجع نفسه فان موافقة المحبوب هي اهم علامات المحبة. قالت وقد سألت عن حال عاشقها بالله صفه ولا تنقص ولا تزدي فلقلت لو كان رهن الموت من ظمأ وقلت كفع ورود الماء لم يرد. وقلت قف عن ورود الماء لم يردني. هذه هي المحبة الكاملة. اذا على المسلم ان يمتحن نفسه وان يراجع نفسه وان يجتهد في تحقيق محبة الله تبارك وتعالى حتى يكون محققا ايمانه باسمه تعالى الودود. نعم. احسن الله اليكم. قال رحمه الله الذي يحكم بين عباده باحكامه الشرعية واحكامه القدرية واحكام الجزاء الذي فتح بلطفه بصائر الصادقين وفتح قلوبهم لمعرفته ومحبته والانابة اليه. وفتح لعباده ابواب الرحمة والارزاق المتنوعة وسبب لهم الاسباب التي ينالون بها خير الدنيا والاخرة ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما امسك فلا مرسل له من بعده. اسمه تعالى الفتاح. دال كما قد سمعت على معنيين. على انه الحاكم وعلى انه الوهاب الرزاق. اما الاول فان الفتح بمعنى الحكم والقضاء. فافتح بيني وبينهم فتحا يعني احكم بيني وبينهم يا الله. ولا شك ان الله عز وجل هو الذي يحكم بين عباده في الدنيا والاخرة. فالحكم اليه تبارك وتعالى له الحكم ان الحكم الا لله. واصل الحكم في اللغة هو المنع. وسمي الحاكم حاكما لانه يمنع الفساد لو ترك الناس بلا حكم لعظم حصول الفساد بين الناس. اذا الله عز وجل هو الذي يحكم بين عباده في الدنيا وفي الاخرة جل وعلا فالحكم انما هو لهو والتحاكم لا يجوز ان يكون الا الى شرعه سبحانه وتعالى. وقد مضى معنا بعض بيان ذلك في شرح اسم الله الحكيم. فالحكيم كما قد علمنا يدل على معنى الحاكم. ويدل على معنى المحكم ويدل على معناه انه ذو الحكمة هذه ثلاثة معان ينتظمها اسمه تعالى الحكيم. اما المعنى الاخر فهو بمعنى الوهاب وبمعنى الرزاق ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده. اذا على الانسان اذا اراد نعمة من النعم فليطلبها ممن يفتح بها وممن يعطيها ويرزقها وهو الفتاح العليم سبحانه وتعالى. فعاد معنى هذا الاسم الى معنى الرزاق والى معنى الوهاب. نعم. الرزاق الرزاق لجميع عباده فما من دابة في الارض الا على الله رزقها ورزقه لعباده نوعان. رزق عام شمل البر والفاجر والاولين والاخرين. وهو رزق ورزق خاص وهو رزق القلوب وتغذيتها بالعلم والايمان والرزق الحلال الذي يعين على صلاح الدين هذا خاص بالمؤمنين على مراتبهم منه بحسب ما تقتضيه حكمته ورحمته. الرزق صفة لله تبارك وتعالى اسم له سبحانه. الرزق بالفتح صفته بمعنى الاعطاء والرزق هو المعطى. انتبه للفرق. هذا او رزق هذا رزق وفعل الله الذي هو الاعطاء والمنع والمنح منه سبحانه هذا يسمى ماذا؟ رزقا هذا الاصل في اللغة وقد يقع وضعه وهذا محل هذا لكن هذا هو الاصل. اذا الرزق صفة لله تبارك وتعالى. فهو الذي يعطي وهو الذي يمنح وهو الذي يهب سبحانه وتعالى. والرزق كما نبه الشيخ رحمه الله ينقسم الى قسمين. ينقسم الى رزق عام والى رزق خاص. الرزق العام هو كل ما ينتفع به الرزق العام هو كل ما ينتفع به سواء كان من طريق او من طريق غير مشروعة فكل ما ينتفع به فهو رزق. وعليه فان الحرام يعتبر رزقا ام لا؟ يعني لو جاء انسان وقال انا سرقت هذا وهذا رزق هذا رزق عندنا الان رزق من الله هل كلامه صحيح ام لا؟ نقول رزق بالمعنى العام نعم فهو ماذا؟ ينتفع به وان كان الله عز وجل لم يحله. ولذا يدخل هذا في حديث النبي صلى الله عليه وسلم حديث الصادق المصدوق حينما يرسل الله عز وجل الملك يكتب للجنين رزقه. اليس يرسل باربع كلمات برزقه واجله وعمله وشقي او سعيد فهذا مما ماذا هذا مما يكتب في ذلك الرزق لانه مما ينتفع به. والثاني سوق القوت للاعضاء في تلك المجاري ذوقها بوزان هذا يكون من الحلال كما يكون من الحرام وما كلاهما رزقان كلاهما رزقان اما الرزق فهو ما احله الله سبحانه وتعالى. وهذا الذي يدخل في قوله تعالى وانفقوا مما رزقكم الله حينما تأتي الى هذه الاية فتقول انفق مما رزقك الله يا عبد الله. ما الذي يدخل من الرزقين؟ الحلال ام الحرام؟ الحلال فقط. اما الحرام فلا يجوز الانفاق منه الله طيب لا يقبل الا طيبا. اذا هذا هو الرزق الخاص والرزق الخاص كما بين الشيخ رحمه الله نوعان. رزق قلوب ورزق الابدان. رزق القلوب بالعلم والايمان. ورزق الابدان بكل ما ينفعها مما احل الله سبحانه وتعالى رزق القلوب العلم والايمان والرزق المعد لهذه الابدان. كما يقول ابن القيم رحمه الله هما اذا رزقك رزق معنوي ورزق مادي. وهذا هو الرزق الذي اباحه الله والذي حث على الانفاق عليه. اما ذاك الرزق فانه مما قدره الله عز وجل ومما شاء الانتفاع به ولكن الانسان محاسب عليه وسوف يحاسب الانسان عليه يوم القيامة سيحاسب عن ماله من اين اكتسبه وفيما انفقه كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم. اذا لابد من التفريق بين الامرين بعض الناس يقول الحرام ليس برزق لانه تناقض ان يمنعه ويحرمه الله ثم يامر بالانفاق منه. فهل هذا الكلام صحيح؟ ما رأيكم؟ هذا الكلام يحتاج الى تفصيل صحيح من وجه وغير صحيح من وجه اخر. فالرزق الخاص الذي امر الله بالانفاق منه هذا هذا الكلام بناء عليه الرم ليس برزق فلا يجوز اطلاق الرزق عليه. اما بالمعنى العام وهو انه مرزوق ومعطى ومقدر من الله وينتفع به انتفاعا ماديا فان هذا الكلام غير صحيح فالمحرم ماذا؟ فالمحرم رزق بهذا الاعتبار ولذا لا بد حين الخوض في هذه المسألة من التفصيل تبيين والتفريق بين النوعين والله عز وجل اعلم. نعم. احسن الله اليكم. الحكم العدل الذي يحكم بين عباده في الدنيا والاخرة بعدله وقسطه فلا يظلم مثقال ذرة ولا يحمل احدا وزر احد ولا يجازي العبد باكثر من ذنبه ويؤدي الحقوق الى اهلها فلا يدع صاحب حق الا اوصل اليه حقه وهو العدل في تدبيره وتقديره ان ربي على صراط مستقيم اشار في هذه القطعة من هذه الرسالة رحمه الله الى اسمين الاول الحكم والثاني العدل اما الحكم فانه قد دلت عليه سنة النبي صلى الله عليه وسلم كما عند احمد وغيره باسناد صحيح من حديث هاني ابن يزيد رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله هو الحكم واليه الحكم. ان الله هو الحكم واليه الحكم يؤخذ ايضا بالاشتقاق من قول الله تعالى قل اغير الله ابتغي حكما. اذا الحكم اسم ثابت لله تبارك وتعالى قال بعض اهل العلم الحكم افضل من الحاكم لان الحكم هو الذي لا يحكم دائما او غالبا الا بالحق اما الحاكم فقد يحكم بالحق وقد يحكم بالباطل. ولذا كان اسمه تعالى الحكم وليس الحاكم. المقصود ان الله تبارك وتعالى هو الحكم وهو الذي يحكم بين عباده في الدنيا والاخرة وهو الذي اليه الحكم وهو الذي يجب ان يتحاكم اليه وهو الذي لا يجوز الحكم الا بشرعه سبحانه وتعالى. ومن لم يحكم بما انزل الله فاولئك هم الكافرون. فاولئك هم الظالمون فاولئك هم الفاسقون. اما العدل فانني لا اعلم له دليلا بهذا آآ آآ بهذه الصيغة ان الله يسمى العدل انما من ذكره في الاسماء اخذه بالاشتقاق من قول النبي صلى الله عليه وسلم الثابت في الصحيحين لما قيل ان هذه قسمة لم يعدل فيها قال صلى الله عليه وسلم ومن لم يعدل ان لم يعدل الله ورسوله. هكذا جاءت الرواية في البخاري وجاءت في مسلم ومن لم يعدل ان لم يعدل الله ورسوله. فالعدل اذا صفة ثابتة لله تبارك وتعالى. ومن اثبتها اثبتها عن طريق الاشتقاق من هذا الحديث. والعدل وضع الشيء موضعه وهو ضد الظلم. فالظلم قد حرمه الله عز وجل على نفسه ونفاه عن نفسه. قال الله جل وعلا ان الله لا يظلم مثقال ذرة. قال الله جل وعلا في الحديث القدسي يا عبادي اني حرمت ظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما. فالله عز وجل حرم الظلم على نفسه وان كان مقدورا له. الله على كل شيء قدير لكنه نزه نفسه عنه لانه لا يليق به. ومن ذلك اعني من الظلم الذي نزه الله عز وجل نفسه عنه ما ذكر الشيخ رحمه الله فالله لا يعاقب الانسان بغير عمله. لان له العدل التام سبحانه وتعالى. انما يجازي الانسان على اعماله هل تجزون الا ما كنتم تعملون؟ ولا تزر وازرة عنده وزر اخرى. فالله لا يحاسب انسانا على عمل غيره هذا من عدله سبحانه وتعالى. كما ان من عدله انه لا يضيع عمل عباده بل يحفظ اعمال عباده ليوفيهم اياه وهذا المقام الله تعالى يفعل فيه الفضل لا العدل. فالله لا يجازي الانسان بما يقابل عمله من الثواب بل الله عز وجل لا يثيب الا ثوابا مضاعفا. وهذا من كرم الله سبحانه وتعالى. لا لا يقع في ثواب الله ان اثيب على العمل بما يقابله من الثواب. بل يثيب على العمل بقدر مضاعف. و دلت النصوص على ان المضاعفة تكون على درجات. اولا مضاعفة الحسنة بعشر امثالها. وهذه اقل درجات في المضاعفة اقل ما يثاب عليه الانسان انه يقابل عمله بعشر امثاله من الثواب وهذا من رحمة الله عز وجل الدرجة تانية ان يثاب على العمل اكثر من عشرة والى سبعمائة ضعف. والدرجة الثالثة ان يضاف ان يثاب على الحسنة اكثر من سبع مئة الى اضعاف لا يعلمها الا هو سبحانه وتعالى. اذا في باب العقاب الله عز وجل يتصف بالعدل وفي باب الثواب الله عز وجل تصف بالفضل وهو محمود على كليهما. نعم. احسن الله اليكم. قال رحمه الله جامع الناس ليوم لا ريب فيه وجامع اعمالهم وارزاقهم فلا يترك منها صغيرة ولا كبيرة الا احصاها. وجامع ما تفرق واستحال من اموات الاولين والاخرين بكمال قدرته وسعة علمه. الله جل وعلا يوصف بانه جامع الناس ليوم لا ريب فيه وهو يوم القيامة وهذا الجمع يكون لذواتهم ويكون لاعمالهم ليكون الحساب فالجزاء. الله عز عز وجل سيجمع الناس جميعا ولن يفوته فائت لقد احصاهم وعدهم عدا وكلهم اتيه يوم القيامة فردا كل واحد لا يمكن ان يفوت الله عز وجل احد او يهرب منه احد. فقد احصاهم وعدهم وسيجمعهم جميعا تبارك وتعالى يوم القيامة واما اعمالهم فالله عز وجل قد جمعها ايضا فلا يفوت منها شيء ولا يضيع على الانسان منها شيء فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره. كذلك في حسابها ثم في وزنها فان الله جل وعلا لا يضيع من ذلك شيئا فقد جمعه جميعا ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وان كان مثقال حبة من اتينا بها وكفى بنا حاسبين. نعم. احسن الله اليكم. قال رحمه الله الحي القيوم كامل الحياة. والقائم بنفسه القيوم لاهل السماوات والارض القائم بتدبيرهم وارزاقهم وجميع احوالهم. فالحي الجامع لصفات الذات القيوم الجامع لصفات الافعال اشار رحمه الله الى هذين الاسمين العظيمين الحي والقيوم. الحي جاء في من القرآن واما القيوم فجاء في ثلاثة مواضع وكلها كان فيها مقترنا بالحي في اية الكرسي وفي مفتتح ال عمران وكذلك في سورة طه وعنت الوجوه للحي القيوم. وهذان الاسمان كل واحد منهما على انفراد قد دل على اكمل على اكمل ما يكون من المعاني وبضم الاسمين احدهما الى الاخر يكون كمال فوق كمال. وهذا لعلكم تذكرون. تكلمنا عنه بمفتتح دروسنا في شرح الاسماء الحسنى ان من اوجه حسن اسماء الله عز وجل بل بلوغها الغاية في الحسن ان كل اسم على انفراد دال على احسن وابلغ ما يكون من المعاني. فاذا اضيف وقرن الاسم بغيره حصل من الحسن ما هو وابلغ فمن ذلك اقتران الحي بالقيوم فانه دال على ثبوت جميع صفات الكمال لله تبارك وتعالى وذلك ان الحي يستلزم جميع صفات الذات الكاملة لله تبارك وتعالى لان الله هو الحي الحياة كاملة ولازم ذلك ان تكون له الصفات الذاتية الكاملة من العزة والعظمة والقوة والكبرياء الى غير ذلك واما القيوم فانه سبحانه الذي له الكمال في القيومية وهذا يستلزم كمال الصفات الفعلية له تبارك وتعالى من الاحياء والاماتة والرزق وغير ذلك من الصفات الفعلية له تبارك وتعالى. اذا مع الاسمين واقتران احدهما بالاخر نكمل ان شاء الله ما يتعلق باسم الله الحي والقيوم غدا باذن الله عز وجل. يقول اذا من المدينة للعمرة ويقيم في مكة الى الحج هل يعتبر متمتعا؟ نعم من احرم الان يعني من بداية شوال بعمرة وجلس في مكة الى الحج ثم احرم بالحج فانه يكون متمتعا. وعليه ان يذبح دم التمتع شكرا لله عز وجل على هذه النعمة اعمل انا وزوجتي بالوظيفة ولدينا حساب بنكي ندخر فيه بعض النقود مع بعض كيف تكون الزكاة مع العلم ان المبلغ المدخر قد بلغ النصاب؟ وهل الاجر وهل الاجر مشترك بيننا؟ كل واحد منكما عليه الزكاة في ماله فكل واحد يخرج ما لا يخرج زكاة ما له آآ على حدة وان تبرع احدكما للاخر بان يخرج عنه والاخر قد وافق فلا حرج الامر في هذا واسع لكن الاصل ان كل واحد منكما عليه ان يخرج زكاة ما له باستقلال. يقول في قريتنا مساجد وهذه المساجد الائمة ما يقومون امل السنة هل يجوز ان اترك مسجد قريتنا واذهب الى المساجد الاخرى؟ انت مخير بين امرين ان صليت في هذه المساجد فصلاتك صحيحة بما ان هؤلاء صلاتهم صحيحة لانفسهم بمعنى انهم من اهل التوحيد ولا يقعون في اسباب تؤدي الى بطلان صلاتهم فالصلاة خلفهم صحيحة من صحت صلاته لنفسه صحت صلاته لغيره. اما اذا كانوا من اهل الشرك يدعون غير الله ويستغيثون بالاموات او كانوا اه يخلون ببعض اركان الصلاة او شروطها فالصلاة خلفهم غير صحيحة. وان ذهبت وصليت خلف من تطمئن الى صلاتك خلفه فلا حرج عليك في ذلك يقول قراءة القرآن قراءة جماعية في المسجد. وكذلك في المقبرة اثناء دفن الميت. كذلك الدعاء الجماعي بعد آآ او دبر الصلاة قراءة القرآن في المسجد جماعة ان كان المراد ان جماعة يتحلقون فيقرؤون القرآن بصوت واحد فان هذا الفعل محدث ولو انا هذا من فعل النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه لكنت اول من يفعل هذا لكن ما عندنا دليل على هذا والاصل في العبادات التوقيف لا نعلم شيئا حتى علمنا النبي صلى الله عليه وسلم الذي جاء بالوحي من ربه فنحن نفعل كما كان يفعله عليه الصلاة والسلام لا نحدث شيئا من انفسنا اما اذا كان المراد القراءة بطريقة الادارة كما يفعل هنا في هذا المسجد وفي غيره بان يقرأ انسان والبقية يسمعون ثم يقرأ اخر وهكذا وربما كان فيه تصحيح للتلاوة فهذا لا بأس به وقد فعله الصحابة رضي الله عنهم. كذلك القرآن قراءته جماعة في المقبرة اثناء دفن الميت هذا لم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم ولا فعله الصحابة. واذا كانوا لم يفعلونه هل تفعل؟ يعني هل انت عندك رغبة في الخير اكثر من النبي صلى الله عليه وسلم او انت اعلم بالخير من النبي صلى الله عليه وسلم؟ النبي صلى الله عليه وسلم دفن زوجه خديجة. دفن عمه حمزة دفن ابنه وابراهيم دفن احبابه واصحابه وما جلسوا او وقفوا وبدأوا يقرأون قراءة جماعية عند كل دفن ولو كان خيرا لسبقونا اليه ذلك الدعاء الجماعي دبر كل صلاة. النبي صلى الله عليه وسلم صلى سنوات طويلة فان ظفرت بحديث واحد فقط ان النبي صلى الله عليه وسلم بعد السلام كان يقول سبحان الله والصحابة خلفه بصوت واحد سبحان الله الحمد لله وهكذا ان ظفرت بدليل واحد فان هذا الفعل فصحيح علينا جميعا ان نفعله لكن ان لم يكن هذا عليه دليل فهل نأتي نحن بانفسنا او من عند انفسنا بشيء لم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم الثابت في السنة ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يذكر الله في نفسه ولنفسه وكذلك كل واحد من الصحابة اما هذا الذكر الجماعي الذي عم به البلاء في كثير من البلدان فانه لا اصل له في السنة والله اعلم. يقول طلقت امرأتي قبل الدخول فهل امها اصبحت من المحارم ان كان طلاقها بعد عقد صحيح فان امها من المحارم وتحريمها تحريم مؤبد بالنسبة لك بمجرد العقد عليها فان امها البنت قد اصبحت محرما لك كأنها امك من حيث آآ التحريم والمحرمية. يقول قلتم ان الابتلاء ليس دليلا على الاكرام وفي الحديث اذ احب الله العبد ابتلاه. نعم. الابتلاء بالمصائب قد يكون آآ عن محبة من الله جل وعلا. وقد يكون عن بغض من الله عز عز وجل والامران واقعان. فالله يبتلي اولياءه كما ابتلى الانبياء والصالحين في القديم والحديث. والله جل وعلا ينزل قوارعه ينزل بلاءه على من لا يحب كما كان منه جل وعلا في حق فرعون وفي حق غيره من اعداء الله. والعبرة او الضابط في هذا حال مبتلى فان كان على الايمان والعمل الصالح فهو في حقه تكفير للسيئات ورفعة للدرجات وعلامة على المحبة واما ان كان حاله على الضد فالحكم كذلك على الضد. فالضابط النظر في حال هذا المبتلى والله اعلم. يقول علي كفارة عتق رقبة بسبب دهس كيف لي معرفة اماكن تواجد رقبة؟ اه ام انتقل للصيام بمجرد انني لا اعرف؟ نعم. وانا مثلك لا اعرف لا اعرف انه هناك رقابا تعتق في هذه الايام. فان كنت لا تعرف فانتقل بارك الله فيك الى الصيام صم شهرين متتابعين. يقول هل التعبد اسماء الله يشملها كلها؟ ام ان هناك اسماء لا يتعبد بها المسلم كذي الجلال والاكرام؟ جميع اسماء الله يتعبد بها ويدعى بها دعاء دعاء عبادة ودعاء مسألة وذو الجلال والاكرام من اعظم ما يتعبد به لله عز وجل كما معنا سابقا فاما ما يتعلق بالوصف الذاتي وهو انه عظيم وانه آآ جليل سبحانه وتعالى فان هذا يعتق قد يعتقده المسلم في قلبه وهذا من التعبد بهذا الاسم. واما ما كان من تعظيمه سبحانه بعبادته او كان كذلك فيما يتعلق وبالإكرام كما مضى شرحه فانه يتعبد به لله عز وجل بالقيام بهذا الأمر يعبده الإنسان ويثني عليه سبحانه وتعالى وبهذا يكون متعبدا بذي الجلال وبذي الاكرام. هذا يسأل عن صلاة المصلين في هذا المسجد في الساحات مع عدم اكتمال الصفوف داخل بس لا شك ان هذا غير مناسب على الاخوة الذين يصلون في الخارج المسجد فارغ في الداخل ان يدخلوا وان يكملوا الصفوف في الداخل لان الصفوف في الخارج ليست متصلة فعليهم ان يدخلوا وبذلك يتحققون من انهم اصابوا المضاعفة بيقين بانهم اصابوا المضاعفة اعني مضاعفة الصلاة بالف صلاة في داخل هذا البناء في داخل هذا المسجد الامر فيها يقيني بفضل الله سبحانه وتعالى اما في الخارج فالامر ليس بيقيني لتحقيق الامرين اكتمال الصفوف وتحصيل المضاعفة بيقين انا اوصيك اذا وجدت مكانا داخل المسجد ان تدخل اما اذا كان المسجد مكتملا والصفوف قد فاضت الى الخارج فصلي بحسب ما تيسر لك نعم هذا يقول انه اصاب فاحشة الزنا وتاب توبة نصوحا واقلع فهل يرجم؟ المشروع في حق هذا الانسان ان يحمد الله على توفيقه للتوبة ويستر نفسه والله اعلم وصلى الله على